
هل ستنقذ مرايا الفضاء الكوكب من تغير المناخ؟
في ظل التسارع المقلق لظاهرة التغير المناخي ، يفكر العلماء والباحثون بحلول جذرية وغير تقليدية للتعامل مع انبعاثات غازات الدفيئة، ويطرحون حلولا منها تقنيات عكس حرارة الشمس بعيدا عن الكوكب أو ما يسمى بـ"الهندسة الجيولوجية الشمسية"، التي تثير الجدل بشأن فعاليتها ومدى مواجهتها للتغير المناخي.
ويُعرف هذا النوع من الهندسة باسم إدارة الإشعاع الشمسي "إس آر إم" (SRM)، وهي فرع من فروع الهندسة الجيولوجية يُعنى بتعديل كمية الإشعاع الشمسي التي تصل إلى سطح الأرض من أجل تخفيف آثار الاحترار العالمي.
تقنيات عدة
وتعتمد هذه الهندسة على تقنيات مختلفة، من أبرزها:
حقن الهباء الجوي في طبقة الستراتوسفير: وهو النهج الأكثر دراسة، ويعتمد على رش جسيمات صغيرة مثل ثاني أكسيد الكبريت في الطبقات العليا من الغلاف الجوي لتعكس ضوء الشمس.
تفتيح السحب البحرية: عبر رش رذاذ ملحي في الهواء لتكثيف الغيوم وزيادة قدرتها على عكس الضوء.
سطوح عاكسة أرضية: مثل طلاء الأسطح والمباني بألوان عاكسة أو استخدام أراض زراعية بخصائص تعكس الإشعاع.
مرايا فضائية: فكرة ما زالت تُدرس نظريا، وتعتمد على وضع مرايا عملاقة في المدار الأرضي لحجب جزء من أشعة الشمس.
إعلان
تجارب محدودة
ولم تُنفذ مشاريع كبيرة للهندسة الجيولوجية الشمسية على نطاق واسع، فمعظمها لا تزال في مرحلة البحث والنمذجة الحاسوبية. لكن أجريت تجارب صغيرة ومحدودة في بعض المناطق.
ففي السويد عام 2020، قاد باحثون من جامعة هارفارد اختبارا لحقن مواد في طبقة الستراتوسفير وعرف باسم "تجربة SCoPEx"، لكن المشروع أُجل مرارا بسبب مخاوف أخلاقية وشكاوى من السكان.
كما أجريت نماذج محاكاة مناخية بواسطة مراكز أبحاث مختلفة أظهرت أن تقنيات مثل حقن الكبريت في طبقة الستراتوسفير يمكن أن تخفض درجات الحرارة عالميا، لكن مع آثار جانبية غير متوقعة على أنماط الطقس وتوزيع الأمطار حول العالم.
تأييد حذر وتحذيرات كبيرة
يرى بعض العلماء أنه يمكن اعتبار الهندسة الجيولوجية الشمسية "أداة احتياطية أو خطة باء" إذا فشلت جهود خفض الانبعاثات في الوقت المناسب.
ويدافع البروفيسور ديفيد كيث، مدير هيئة التدريس في جامعة شيكاغو ومؤسس مبادرة أنظمة المناخ، عن هذا الحل لتغير المناخ، قائلا إن "خفض درجات الحرارة العالمية بدرجة أو درجتين مئويتين عن طريق حقن جسيمات في الغلاف الجوي قد يكون أقل تكلفة وأسرع مقارنة بتحول اقتصادي شامل"، وفق ما نقلته عنه صحيفة بلومبيرغ.
ويشير مؤيدو التقنية إلى انفجار بركان جبل بيناتوبو في الفلبين عام 1991، والذي أطلق كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكبريت إلى طبقة الستراتوسفير، مما أدى إلى انخفاض متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار نصف درجة مئوية لمدة عام تقريبا. إذ يذكر هذا الحدث كدليل واقعي على فعالية هذه التقنية.
رغم ذلك، يرى كثير من العلماء والناشطين البيئيين أن هذه التقنيات تنطوي على مخاطر كبيرة، قد تكون أسوأ من المشكلة نفسها.
فقد يسبب استخدام تقنيات الهندسة الجيولوجية الشمسية آثارا مناخية جانبية مثل اضطراب أنماط الرياح الموسمية في آسيا وأفريقيا، مما قد يؤثر على الزراعة والأمن الغذائي.
كما يُخشى أن يؤدي تبني هذه التقنية إلى تراجع الالتزام بخفض الانبعاثات الكربونية.
وإذا استخدمت التقنية ثم توقفت فجأة، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع حاد ومفاجئ في درجات الحرارة، مسببا دمارا بيئيا كبيرا.
"ليست بديلا"
كما تعارض معظم منظمات البيئة الدولية مثل "غرينبيس" و"أصدقاء الأرض" تقنيات الهندسة الجيولوجية الشمسية، وتطالب بإيقاف التجارب المتعلقة بها بحجة أنها تعالج الأعراض لا الأسباب، وتحوّل الأرض إلى "معمل تجارب ضخم" دون ضمانات للنتائج.
أما الأمم المتحدة، فرغم عدم وجود حظر رسمي، فإنها دعت إلى الحذر في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "آي بي سي سي" (IPCC)، من الاعتماد على حلول غير مثبتة علميا.
ويجمع معظم الخبراء على أن الهندسة الجيولوجية الشمسية يجب ألا تكون بديلا عن خفض الانبعاثات والتحول للطاقة المتجددة.
ويقول خبير المناخ في مركز تحليل النظم البيئية ناثان هورويتز إن "الهندسة الجيولوجية قد تؤخر الاحترار، لكنها لا توقف تراكم ثاني أكسيد الكربون. إنها مثل استخدام مسكن ألم بدلا من علاج المرض نفسه"، بحسب بلومبيرغ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار قطر
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- أخبار قطر
مخاطر كبيرة تنتظر الجزيرة البركانية الإسبانية
تكافح جزيرة إسبانية صغيرة في المحيط الأطلسي بعد أيام من ثوران بركان ، مما أدى إلى إجلاء آلاف الأشخاص ، وتحذر السلطات من أن المزيد من مخاطر الانفجار تنتظرها. فيما يلي نظرة على الثوران البركاني في لا بالما وعواقبه: أين حدث انفجار البركان؟ ووقع ثوران البركان بعد ظهر يوم الأحد في لا بالما ، وهي واحدة من ثماني جزر بركانية في أرخبيل جزر الكناري بإسبانيا ، والتي تمتد على طول الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا. يعد هذا ثوران بركاني ثانٍ خلال 50 عامًا للجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 85000 نسمة. تم تسجيل زلزال بقوة 4.2 درجة قبل ثوران البركان. تصاعدت أعمدة ضخمة من الدخان الأسود والأبيض من سلسلة جبال كومبر فيجا البركانية بعد أسبوع من آلاف الزلازل الصغيرة. تتدفق الآن أنهار لا يمكن وقفها من الحمم البركانية المنصهرة ، بعضها يصل ارتفاع بعضها إلى 6 أمتار (20 قدمًا) ، إلى أسفل نحو المحيط ، وتبتلع كل شيء في طريقها. جزر الكناري هي بقعة بركانية ساخنة تحظى بشعبية لدى السياح الأوروبيين بسبب مناخها المعتدل طوال العام. جبل تيد ، على جزيرة تينيريفي القريبة ، هو واحد من أطول البراكين في العالم وأعلى جبل في إسبانيا. يعيش الناس في لا بالما في الغالب من الزراعة. ما سبب الانفجار؟ كان العلماء يراقبون عن كثب تراكم الصهارة الجوفية في لا بالما لمدة أسبوع قبل ثوران البركان ، واكتشفوا أكثر من 20000 زلزال – معظمها أصغر من أن نشعر به. يُعرف ذلك باسم 'سرب الزلزال' ويمكن أن يشير إلى اقتراب ثوران البركان. قبل ثلاثة أيام من اندلاع البركان ، أفاد معهد جزر الكناري للبراكين أن 11 مليون متر مكعب (388 مليون قدم مكعب) من الصخور المنصهرة قد تم دفعها إلى كومبر فيجا. بعد الزلزال الذي بلغت قوته 4.2 درجة ، تسبب شرخان في إطلاق صهارة حمراء زاهية في الهواء. تدفقت الحمم البركانية في الجداول أسفل المنحدر الجبلي. ما مدى سوء الضرر؟ تعني المراقبة العلمية الدقيقة أن السلطات كانت قادرة على إجلاء الناس بسرعة عندما ثار البركان ولم يتم الإبلاغ عن أي إصابات. لكن الأضرار التي لحقت بالممتلكات والبنية التحتية والأراضي الزراعية كانت كبيرة. دمر الانفجار حتى الآن حوالي 190 منزلاً وأجبر 6000 شخص على الإجلاء. وقد دفنت الصخور المنصهرة أيضًا بساتين الموز وكروم العنب ومحاصيل الأفوكادو والبابايا. فقد فقدت بعض شبكات الري ، وتلوثت المياه الجوفية ، وأغلقت الطرق. تتجه الآن أنهار الحمم البركانية نحو الساحل الأكثر اكتظاظًا بالسكان بالجزيرة والمحيط الأطلسي ، حيث يمكن أن تسبب مشاكل جديدة. ما هي المخاطر الآن؟ تقول السلطات إن السكان يواجهون مجموعة من المخاطر في الأيام والأسابيع المقبلة. عندما تصل الحمم البركانية إلى المحيط الأطلسي ، يمكن أن تسبب انفجارات وتنتج سحبًا من الغازات السامة. قام العلماء الذين يراقبون الحمم بقياسها بأكثر من 1000 درجة مئوية (أكثر من 1800 درجة فهرنهايت). في آخر ثوران بركان للجزيرة في عام 1971 ، توفي شخص بعد استنشاق الغاز المنبعث عندما اصطدمت الحمم بالمياه. استمرت الزلازل على الجزيرة ، مما أثار قلق السكان. افتتح شق جديد في وقت متأخر من يوم الاثنين بعد ما قال معهد جزر الكناري للبراكين إنه زلزال بقوة 3.8 درجة ، وبدأ في إطلاق المزيد من الحمم البركانية. يقول العلماء إن المزيد من فتحات الحمم البركانية الجديدة والشقوق قد تظهر ، مما يعرض مناطق جديدة للخطر. قال معهد علم البراكين إن البركان ينتج ما بين 8000 و 10500 طن من ثاني أكسيد الكبريت يوميًا. ثاني أكسيد الكبريت كريه الرائحة ويهيج الجلد والعينين والأنف والحنجرة. كما يمكن أن يسبب المطر الحمضي وتلوث الهواء. كما نتج عن الثوران رماد بركاني يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز التنفسي. وقالت السلطات في لا بالما للناس في المناطق الواسعة التي يتساقط فيها الرماد أن يبقوا في منازلهم مع إغلاق أبوابهم ونوافذهم. إلى متى سيستمر الانفجار؟ يقول العلماء إن تدفقات الحمم البركانية في لا بالما يمكن أن تستمر لأسابيع أو حتى شهور. استمر آخر ثوران للبركان في الجزيرة عام 1971 لما يزيد قليلاً عن ثلاثة أسابيع. حدث آخر ثوران بركاني في جميع جزر الكناري تحت الماء قبالة ساحل جزيرة إل هييرو في عام 2011. واستمر الانفجار لمدة خمسة أشهر.


الجزيرة
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- الجزيرة
هل ستنقذ مرايا الفضاء الكوكب من تغير المناخ؟
في ظل التسارع المقلق لظاهرة التغير المناخي ، يفكر العلماء والباحثون بحلول جذرية وغير تقليدية للتعامل مع انبعاثات غازات الدفيئة، ويطرحون حلولا منها تقنيات عكس حرارة الشمس بعيدا عن الكوكب أو ما يسمى بـ"الهندسة الجيولوجية الشمسية"، التي تثير الجدل بشأن فعاليتها ومدى مواجهتها للتغير المناخي. ويُعرف هذا النوع من الهندسة باسم إدارة الإشعاع الشمسي "إس آر إم" (SRM)، وهي فرع من فروع الهندسة الجيولوجية يُعنى بتعديل كمية الإشعاع الشمسي التي تصل إلى سطح الأرض من أجل تخفيف آثار الاحترار العالمي. تقنيات عدة وتعتمد هذه الهندسة على تقنيات مختلفة، من أبرزها: حقن الهباء الجوي في طبقة الستراتوسفير: وهو النهج الأكثر دراسة، ويعتمد على رش جسيمات صغيرة مثل ثاني أكسيد الكبريت في الطبقات العليا من الغلاف الجوي لتعكس ضوء الشمس. تفتيح السحب البحرية: عبر رش رذاذ ملحي في الهواء لتكثيف الغيوم وزيادة قدرتها على عكس الضوء. سطوح عاكسة أرضية: مثل طلاء الأسطح والمباني بألوان عاكسة أو استخدام أراض زراعية بخصائص تعكس الإشعاع. مرايا فضائية: فكرة ما زالت تُدرس نظريا، وتعتمد على وضع مرايا عملاقة في المدار الأرضي لحجب جزء من أشعة الشمس. إعلان تجارب محدودة ولم تُنفذ مشاريع كبيرة للهندسة الجيولوجية الشمسية على نطاق واسع، فمعظمها لا تزال في مرحلة البحث والنمذجة الحاسوبية. لكن أجريت تجارب صغيرة ومحدودة في بعض المناطق. ففي السويد عام 2020، قاد باحثون من جامعة هارفارد اختبارا لحقن مواد في طبقة الستراتوسفير وعرف باسم "تجربة SCoPEx"، لكن المشروع أُجل مرارا بسبب مخاوف أخلاقية وشكاوى من السكان. كما أجريت نماذج محاكاة مناخية بواسطة مراكز أبحاث مختلفة أظهرت أن تقنيات مثل حقن الكبريت في طبقة الستراتوسفير يمكن أن تخفض درجات الحرارة عالميا، لكن مع آثار جانبية غير متوقعة على أنماط الطقس وتوزيع الأمطار حول العالم. تأييد حذر وتحذيرات كبيرة يرى بعض العلماء أنه يمكن اعتبار الهندسة الجيولوجية الشمسية "أداة احتياطية أو خطة باء" إذا فشلت جهود خفض الانبعاثات في الوقت المناسب. ويدافع البروفيسور ديفيد كيث، مدير هيئة التدريس في جامعة شيكاغو ومؤسس مبادرة أنظمة المناخ، عن هذا الحل لتغير المناخ، قائلا إن "خفض درجات الحرارة العالمية بدرجة أو درجتين مئويتين عن طريق حقن جسيمات في الغلاف الجوي قد يكون أقل تكلفة وأسرع مقارنة بتحول اقتصادي شامل"، وفق ما نقلته عنه صحيفة بلومبيرغ. ويشير مؤيدو التقنية إلى انفجار بركان جبل بيناتوبو في الفلبين عام 1991، والذي أطلق كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكبريت إلى طبقة الستراتوسفير، مما أدى إلى انخفاض متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار نصف درجة مئوية لمدة عام تقريبا. إذ يذكر هذا الحدث كدليل واقعي على فعالية هذه التقنية. رغم ذلك، يرى كثير من العلماء والناشطين البيئيين أن هذه التقنيات تنطوي على مخاطر كبيرة، قد تكون أسوأ من المشكلة نفسها. فقد يسبب استخدام تقنيات الهندسة الجيولوجية الشمسية آثارا مناخية جانبية مثل اضطراب أنماط الرياح الموسمية في آسيا وأفريقيا، مما قد يؤثر على الزراعة والأمن الغذائي. كما يُخشى أن يؤدي تبني هذه التقنية إلى تراجع الالتزام بخفض الانبعاثات الكربونية. وإذا استخدمت التقنية ثم توقفت فجأة، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع حاد ومفاجئ في درجات الحرارة، مسببا دمارا بيئيا كبيرا. "ليست بديلا" كما تعارض معظم منظمات البيئة الدولية مثل "غرينبيس" و"أصدقاء الأرض" تقنيات الهندسة الجيولوجية الشمسية، وتطالب بإيقاف التجارب المتعلقة بها بحجة أنها تعالج الأعراض لا الأسباب، وتحوّل الأرض إلى "معمل تجارب ضخم" دون ضمانات للنتائج. أما الأمم المتحدة، فرغم عدم وجود حظر رسمي، فإنها دعت إلى الحذر في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "آي بي سي سي" (IPCC)، من الاعتماد على حلول غير مثبتة علميا. ويجمع معظم الخبراء على أن الهندسة الجيولوجية الشمسية يجب ألا تكون بديلا عن خفض الانبعاثات والتحول للطاقة المتجددة. ويقول خبير المناخ في مركز تحليل النظم البيئية ناثان هورويتز إن "الهندسة الجيولوجية قد تؤخر الاحترار، لكنها لا توقف تراكم ثاني أكسيد الكربون. إنها مثل استخدام مسكن ألم بدلا من علاج المرض نفسه"، بحسب بلومبيرغ.


الجزيرة
٢٨-٠٣-٢٠٢٥
- الجزيرة
دراسة من "أوبن إيه آي" تؤكد أن استخدام "شات جي بي تي" يسبب الشعور بالوحدة
أجرت شركة " أوبن إيه آي" بالتعاون مع معهد ماساشوستس للتكنولوجيا دراسة لمعرفة مدى ارتباط الذكاء الاصطناعي بالحالة النفسية للمستخدمين، وقد وجدت الدراسة أن الإفراط في استخدام روبوتات الدردشة مثل " شات جي بي تي" يرتبط بزيادة الشعور بالوحدة وقلة الاختلاط مع الآخرين، وفقا لموقع بلومبيرغ. وبحسب الدراسة، فإن الأشخاص الذين قضوا وقتا طويلا في استخدام "شات جي بي تي" بشكل يومي كانوا يشعرون بارتباط عاطفي قوي بروبوت الدردشة، بالإضافة إلى مستويات متزايدة من الشعور بالوحدة. وقد أدى إطلاق "شات جي بي تي" عام 2022 إلى تغيير جذري في حياة الكثيرين، إذ أصبح الناس يعتمدون عليه في حياتهم اليومية بدءا من البرمجة إلى جلسات العلاج النفسي، ومع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي وإضافة ميزات صوتية تجعلها أفضل في تقليد طرق التواصل البشرية، أصبحت هناك إمكانية كبرت لتشكيل علاقات شبه اجتماعية مع هذه الروبوتات. وخلال الأشهر الأخيرة الماضية ازدادت المخاوف بشأن الأضرار النفسية المحتملة لهذه التقنية، لا سيما بين المستخدمين اليافعين ومن يعانون من مشاكل عقلية، وقد واجهت شركة "كاركتير تكنولوجيز" (Character Technologies) دعوى قضائية العام الماضي، حيث أُتهم نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها بالتشجيع على الانتحار في محادثاته مع القاصرين، وقد سُجلت حالة انتحار لفتى يبلغ من العمر 14 عاما بسبب النموذج. وترى شركة "أوبن إيه آي" أن غرض الدراسة هو فهم الطريقة التي يتفاعل بها الناس مع روبوت الدردشة ومدى تأثرهم به، وصرحت سانديني أغاروال رئيسة فريق الذكاء الاصطناعي الموثوق في الشركة والمؤلفة المشاركة في البحث "كان هدفنا تمكين الناس من فهم ما يعنيه استخدام شات جي بي تي، واستخدام هذه المعلومات لتصميم منتج أكثر مسؤولية". وشملت الدراسة ما يقارب ألف شخص، وكان لدى المشاركين مجموعة واسعة من التجارب السابقة مع "شات جي بي تي"، وقد خصصت الشركة نسخة نصية من النموذج فقط للمشاركين لاستخدامها لمدة 5 دقائق يوميا على الأقل، وطُلب من البعض إجراء محادثات مفتوحة حول أي شيء يرغبون فيه، في حين طُلب من آخرين إجراء محادثات شخصية أو غير شخصية. ووجد الباحثون أن الأشخاص العاطفيين والذين يثقون أكثر في روبوت الدردشة، كانوا أكثر عرضة للشعور بالوحدة والاعتماد العاطفي على "شات جي بي تي"، ولم يجد الباحثون أن وجود صوت أكثر جاذبية قد أدى إلى نتيجة أكثر سلبية. وفي دراسة ثانية استخدم الباحثون برنامجا لتحليل 3 ملايين محادثة مع "شات جي بي تي"، وكذلك استطلعت آراء الناس حول طريقة تفاعلهم مع روبوت المحادثة، ووجدوا عددا قليلا جدا من الأشخاص الذين يستخدمون "شات جي بي تي" للمحادثات العاطفية. ولا يزال هذا البحث في مراحله الأولى ولا يزال تأثير روبوتات الدردشة على شعور الناس بالوحدة غير واضح، حيث قالت المؤلفة المشاركة في الدراسة وطالبة دراسات عليا في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا كاثي مينغينغ فانغ إن "الباحثين حذرون من أن يتأثر الناس بالدراسة ويستنتجون أن الاستخدام المتزايد لروبوت الدردشة سيكون له عواقب سلبية أكيدة على المستخدمين". وأوضحت أن الدراسة لم تأخذ بعين الاعتبار مدة استخدام الناس روبوت الدردشة بوصفه عاملا رئيسيا، ولم تُقارن النتائج مع أشخاص لا يستخدمون الذكاء الاصطناعي ويشعرون بالوحدة.