logo
أيام رعب في اللاذقية وطرطوس: عودة «بالذبح جيناكم»

أيام رعب في اللاذقية وطرطوس: عودة «بالذبح جيناكم»

تيار اورغ١٠-٠٣-٢٠٢٥

الأخبار: المشرق العربي-
في ثلاثة أيام بلياليها مرّت على أهالي الساحل السوري من دون توقُّف للمجازر والانتهاكات التي يتعرّضون لها على أيدي فصائل مسلحة، وصفتها الحكومة السورية بـ«المنفلتة». ولم تستطع عائلات الضحايا في قرى ريف جبلة وبانياس، حتى تلك التي خرجت منها الفصائل، دفن جثامين أفرادها، في ظلّ استمرار المجازر، والمتزامنة أيضاً مع قصف مدفعي. ولفتت مصادر محلية إلى وجود مئات المفقودين في القرى والمدن، بعدما اقتادهم المسلحون إلى جهات مجهولة، مرجّحةً أنهم تعرّضوا لمجازر جماعية. كذلك، قال مصدر في بانياس إنه رصد عملية رمي جثامين في البحر.
ومنذ بدء شلال الدم، تلتحف عائلة أبو مهند، والتي تنحدر من قرية البهلولية، أشجار البراري بين الجبال، بعدما فرّ أفرادها من منزلهم، «خوفاً من التنكيل بهم، وحيث رائحة الموت في كل مكان». ويعيش أبناء الساحل ظروفاً لا إنسانية، في ظلّ انقطاع الكهرباء والمياه ضمن اللاذقية وبانياس، وبدء نفاد المؤن. أمّا العائلات التي هربت إلى الجبال والبراري، فليس لديها طعام أو مياه، ولا سقف يقيها القصف المدفعي الذي بات هاجساً يضاف إلى خشية هؤلاء من وصول الفصائل المتشدّدة إليهم.
واستباحت الفصائل المسلحة قرى ريف بانياس والقدموس بعد انسحابها من بانياس. وأكّد مصدر محلي في قرية حمام واصل، لـ«الأخبار»، أن القرية أُحرقت ونُهبت بالكامل، فيما عدد الناجين منها يكاد يُعدّ على أصابع اليد.
وأشار المصدر إلى أن الهجوم على القرية بدأ مع دخول أرتال من آليات عسكرية وسيارات بيك آب، بالتزامن مع إطلاق نار عشوائي من الرشاشات.
وفي هذه الأثناء، بدأت بعض العائلات الفرار في اتّجاه الجبل، فيما من بقي قُتل داخل منزله، بحسب المصدر الذي رجّح أن تكون الفصائل قد أحرقت المنازل بعد قتل مَن فيها، كما فعلت بعدد من المنازل والمحالّ في مدينة بانياس.
«الفصائل عمدت إلى قتل البشر والشجر وحرق كل شيء أمامها وسرقة المنازل والمحالّ والسيارات»
وقالت سالي، وهي ناجية من المجازر، لـ«الأخبار»، إن العناصر الذين اقتحموا منزلهم يتكلّمون لغة عربية فصيحة،
ويبدو أنهم ليسوا سوريين، لافتةً إلى أن عناصر من الأمن العام السوري أخرجوهم من المكان الذي لجأوا إليه بعد اقتحام الفصائل المسلحة منزلهم.
واستذكرت سالي، خلال حديثها إلى «الأخبار»، أول جملة قيلت لعائلتها لدى دخول المسلحين إلى المنزل: «بالذبح جيناكم».
وتابعت: «سألوا العائلة بدايةً عن طائفتها، ثم عن وجود البنزين، والسبب، بحسب ما قال أحد العناصر، بلهجة غير سورية: كي نحرقكم». وبعد توسّل العائلة، اكتفى هؤلاء بسرقة سوار والدتها وبعض المال وقطع الأثاث من المنزل وهواتف محمولة، وغادروا وتوعّدوا بالعودة مساءً. وقالت: «نحن مدنيون عُزّل، لا سلاح لدينا ولسنا فلول النظام السابق، كل المجازر التي ارتُكبت هي بحقّ المدنيين».
من جهته، لفت الشاب محمد، وهو من حي العسالية في جبلة، إلى أن الفصائل المسلحة التي دخلت الحي كانت ترفع أعلاماً ورايات مختلفة، بعضها تشبه تلك التي يحملها تنظيم «داعش».
وقال، في حديث إلى «الأخبار»، إن «الفصائل عمدت إلى قتل البشر والشجر وحرق كل شيء أمامها وسرقة المنازل والمحالّ والسيارات»، مشيراً إلى وجود مئات الجثث في الشوارع المنكّل بها بأبشع الطرق.
وقالت نُعمة من قرية صنوبر، بدورها، لـ«الأخبار»، إن «كل رجال الضيعة تمّت إبادتهم بالكامل، لم يبق فيها سوى النساء ولا قدرة لهن على دفن جثامين أبنائهن».
ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإن عدد ضحايا المجازر بلغ 1311 (بينهم 830 مدنياً)، فيما أكدت المصادر المحلية التي تواصلت معها «الأخبار» من مختلف قرى ومدن الساحل السوري على مدار ثلاثة أيام، أن الأعداد الحقيقية تتجاوز ذلك بكثير.
وكان فريق من الأمم المتحدة دخل مساء إلى جبلة، وجال في أحيائها، من دون أن يلتقي مع أيّ من الأهالي فيها، بحسب ما أفاد به مصدر محلي في المدينة، تحدّثت إليه «الأخبار».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"نوايا مجهولة".. ماذا وراء إعادة تموضع القوات الأمريكية في سوريا؟
"نوايا مجهولة".. ماذا وراء إعادة تموضع القوات الأمريكية في سوريا؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

"نوايا مجهولة".. ماذا وراء إعادة تموضع القوات الأمريكية في سوريا؟

يرى خبراء أن إعادة تموضع القوات الأمريكية في سوريا تعكس غموضاً إستراتيجياً يخدم أهدافاً مرنة ومفتوحة، وسط تفسيرات متباينة بين الانسحاب التدريجي أو تعزيز النفوذ العسكري. وتشير التحركات إلى ارتباطها بتغيرات إقليمية، خاصة الاتفاق التركي-الإسرائيلي شرق سوريا، وتحديات إدارة ملف سجناء داعش. وبينما يرى محللون أن الغموض مقصود لمنح واشنطن حرية الحركة، وصف آخرون الخطوة بتوزيع المهام بين القوات الكردية والسورية الجديدة. في هذا الشأن، قال الكاتب والمحلل السياسي طارق عجيب، إن إعادة تموضع قوات التحالف الدولي هي عنوان ضبابي، جرى اختياره عمداً بهذا الشكل، لإتاحة هامش واسع من حرية التحرك للجهات المعنية أولاً، ثم حرية تفسير هذا التموضع لاحقاً، بما يتماشى مع المتغيرات على الأرض. وأضاف عجيب في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن عملية إعادة التموضع لا تعني زيادة أو تقليص عدد القوات، بل تتعلق بإعادة انتشار نفس العناصر في مواقع جديدة تخدم خطط التحالف الإستراتيجية والعسكرية والأمنية. وأوضح أن القرار النهائي في هذا الشأن يعود للولايات المتحدة وحدها، بالنظر إلى ارتباط هذا التواجد بسياساتها الخارجية، وتفاهماتها مع أطراف إقليمية فاعلة على الأرض السورية. وأشار إلى أن مثل هذه التصريحات تُطلق، بين حين وآخر، بهدف توجيه رسائل سياسية وأمنية متعددة، لكنها – حتى اللحظة – لا تعكس قراراً أمريكياً محسوماً بشأن مستقبل الوجود العسكري في سوريا، ولا ما إذا كانت القوات الأمريكية ستستمر في التمركز هناك أم ستنسحب. وختم عجيب بالقول إن هذا النوع من التصريحات يندرج تحت عنوان فضفاض ومفتوح، سيفضي بالضرورة إلى اتخاذ خطوات لاحقة من قبل قوات التحالف، سواء عبر تحديث إستراتيجيات التواجد، أو الإبقاء على الوضع الراهن، أو حتى البدء بسحب تدريجي للقوات. ومن جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي أمجد إسماعيل الآغا، أن هذه التصريحات تأتي ضمن سياق عدد من المتغيرات التي يُتوقع أن تتبلور في الفترة المقبلة، من أبرزها الاتفاق التركي-الإسرائيلي بشأن جعل منطقة شرق سوريا منطقة منزوعة السلاح، على غرار ما حدث جنوبًا، في خطوة يبدو أنها تتم برعاية أمريكية غير معلنة. وأضاف في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن هناك أيضاً تطوراً بارزاً يتمثل في ملف سجون داعش، الذي بات يتصدر أولويات المرحلة، خاصة أن عدد السجناء يُقدّر بالآلاف. ويبدو أن قوات التحالف تعمل على توزيع المهام المتعلقة بهذا الملف بين القوات الكردية والقوات السورية الجديدة، ضمن إطار تفاهمات ميدانية تتعلق بشكل إدارة المنطقة في المرحلة المقبلة. وفيما يتعلق بالتهديد الأمني، أوضح الآغا أن انتشار تنظيم داعش وتوسعه باتجاه مناطق ما بعد البادية السورية، يفاقم من تعقيدات المشهد، ويجعل من الصعب فرض السيطرة الكاملة على الأرض. ولهذا – بحسب رأيه – جاءت التصريحات الأخيرة بهدف فتح باب دراسة كل السيناريوهات، الممكنة منها وغير الممكنة، في ظل هشاشة الوضع الأمني القائم. ويرى أن ما بعد الاتفاق التركي مع حزب العمال الكردستاني لن يكون كما قبله، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة مرشحة لتغييرات جذرية في موازين القوى في المنطقة، خاصة في ظل اهتمام أمريكي متزايد بالبعد الاقتصادي في سوريا، مقابل تركيز بريطاني أكبر على الجانب الأمني. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

سلام من "قمة الاعلام العربي": نريد إعلاماً مسؤولاً ولبنان عائد إلى دولته وعروبته
سلام من "قمة الاعلام العربي": نريد إعلاماً مسؤولاً ولبنان عائد إلى دولته وعروبته

LBCI

timeمنذ 2 أيام

  • LBCI

سلام من "قمة الاعلام العربي": نريد إعلاماً مسؤولاً ولبنان عائد إلى دولته وعروبته

أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام خلال كلمة له في "القمة الإعلامية -دبي" "اننا اليوم في زمن استثنائي. زمن لم يعد فيه الإعلام مجرد ناقل للواقع، بل صار قوة تصنعه. لم يعد الإعلام فقط مرآة، بل صار مصنعاً للرأي العام، وللسلم – وللأسف- كما للفتنة. " وقال "مع احترامنا الكامل للحريات والتأكيد على أهمية حمايتها، نحن بحاجة الى اعلام يضع الحقيقة فوق كل اعتبار، أي الى اعلام مسؤول، اعلام لا ينجر خلف الشائعات ولا يسخّر للتحريض والتزوير. أتحدث إليكم اليوم من خلفية رجل قانون، تعلّم أن الحقيقة لا تُبنى على الظنون، وأن المسار نحو العدالة يبدأ بالتجرّد عن الأهواء وعن اية مصالح شخصية، وبتقديس للوقائع والأدلّة. وهذه هي المهمة النبيلة التي يتقاسمها رجال القانون والصحافة معاً: مهمة البحث عن الحقيقة في زمن تكثر فيه الفوضى كما يكثر التضليل." واضاف "لبنان ينهض اليوم من ركام أزماته، بلدنا الذي انهكته الانقسامات والحروب والوصايات، قرر أن يستعيد نفسه، ان يستعيد كلمته، أن يستعيد دولته، مشروعنا يقوم على تلازم الإصلاح والسيادة التي تستوجب حصرية السلاح، اي ان نتحرّر من ثنائية السلاح التي كانت تؤدي الى ثنائية القرار وضياع مشروع الدولة الوطنية. ورؤيتنا للبنان ليست خيالا، بل مشروعا واقعيا: دولة قانون ومؤسسات لا دولة محاصصة وزبائنية. دولة سيادة لا ارتهان. دولة قرار لا ساحة صراعات، إننا نريد لبنان الذي يمتلك قراره في السلم والحرب. نريد لبنان متجذرا في هويته وانتمائه العربيين، المنفتح على العالم القادر أن يكون جسر تواصل بين الشرق والغرب. واليوم بعدما عاد لبنان الى العرب، فهو مشتاق الى عودة اشقائه العرب اليه، عودة فاعلة قائمة على الشراكة والتكامل. لكن دعوني اذكر هنا اننا فيما نعمل على تنفيذ كامل لقرار مجلس الامن 1701، ونلتزم وقف الاعمال العدائية، لا نزال نواجه احتلالا لأراضينا وخروقات إسرائيلية يومية لسيادتنا. " بالعودة الى الاعلام، تابع ان "المعركة التي نخوضها اليوم في لبنان ليست فقط معركة اقتصادية أو سياسية، بل هي معركة وعي، معركة كلمة، وبهذا المعنى، فان الإعلام ليس ترفاً في مسيرتنا نحو الإصلاح والنهوض، بل شرطٌ من شروطه الأساسية، نحن نريده شريكاً في ترميم الثقة وفي صياغة مستقبل جديد لبلدنا، نحن لا نطلب من الإعلام أن يكون موالياً، بل أن يكون مهنياً، نزيهاً، ملتزماً بالحقيقة، نريده أن يكون فضاء للمشاركة، للفهم، للتفاهم – كما أراد الفلاسفة الأوائل حين عرّفوا عملية التواصل بأنها مشاركة في المعنى." وأطلق معكم نداءً إلى كل إعلامي حر، قائلا:" "كونوا حرّاس الحقيقة. كونوا صانعي الوعي. كونوا حلفاء النهوض. ولبنان، من على هذا المنبر، يقول نحن عائدون... عائدون إلى دولتنا، عائدون إلى عروبتنا، عائدون إلى المستقبل."

اتفاق بين الإدارة الكردية ودمشق لإجلاء عائلات سورية من مخيم "الهول"
اتفاق بين الإدارة الكردية ودمشق لإجلاء عائلات سورية من مخيم "الهول"

الميادين

timeمنذ 2 أيام

  • الميادين

اتفاق بين الإدارة الكردية ودمشق لإجلاء عائلات سورية من مخيم "الهول"

أعلنت السلطات الكردية في شمال شرق سوريا، الاثنين، توصلها إلى اتفاق مع الحكومة الانتقالية في دمشق لإجلاء مواطنين سوريين من مخيم "الهول"، المترامي الأطراف في الصحراء، والذي يضم عشرات الآلاف من الأشخاص، وفق وكالة "Associated Press". وقال شيخموس أحمد، المسؤول في السلطة التي يقودها الكرد والتي تسيطر على شمالي شرقي البلاد، إنّه "جرى التوصل إلى اتفاق بشأن آلية مشتركة لإعادة العائلات من مخيم الهول بعد اجتماع بين السلطات المحلية وممثلين عن الحكومة المركزية في دمشق، ووفد من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة داعش". ونفى أحمد الأنباء التي تتحدث عن تسليم إدارة المخيم إلى دمشق في القريب العاجل، قائلاً: "لم يتم أي نقاش بهذا الخصوص مع الوفد الزائر أو مع حكومة دمشق". اليوم 01:25 26 أيار يأتي هذا الاتفاق الجديد في ظل محاولات لتعزيز التعاون بين السلطات الكردية والقيادة الجديدة في دمشق. في هذا الإطار، زار وفد حكومي سوري، قبل يومين، ​مخيم "الهول"​، في أوّل زيارة منذ وصول السّلطة الانتقاليّة إلى الحكم. وجاءت الزّيارة بعد أكثر من شهرين من توقيع رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع وقائد "قوّات سوريا الدّيمقراطيّة" مظلوم عبدي في 11 آذار/مارس 2025، اتفاقاً يقضي بدمج المؤسّسات المدنيّة والعسكريّة كافّة التّابعة للإدارة الذّاتيّة، في إطار الدولة السورية، من دون أن يتم تطبيق الاتفاق كاملاً بعد. ويقع مخيم "الهول"، الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، على المشارف الجنوبية لمدينة "الهول" في محافظة الحسكة، بالقرب من الحدود مع العراق، ويضم عوائل عناصر تنظيم "داعش". ويُعد المخيم تحدياً أمنياً كبيراً في المنطقة، ويتطلب تعاوناً دولياً فعّالاً لإيجاد حلول مستدامة من أهمها مكافحة الفكر المتطرف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store