
رأي.. عمر حرقوص يكتب: حماس "بعد" الحرب… المتحول وموانعه
محاولات مستمرة في المنطقة لوضع حرب غزة على مسار يؤدي إلى نهايتها، أو على الأقل هذا ما يتمناه الفلسطينيون ومعهم المفاوضون والمسؤولون العرب، فيما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتحدث عن إعادة احتلال القطاع والسيطرة عليه للقضاء على حركة حماس.
مستقبل "الحركة" إذاً يبدو أنه مرتبط بنهاية الحرب التي تقترب من ختام عامها الثاني، إسرائيل تستعجل تحضيراتها لاحتلال القطاع، فيما البحث الإقليمي يذهب باتجاهات مختلفة منها الانخراط بالحياة السياسية وما يتطلبه ذلك من التزامات ترتبط بمنظمة التحرير، مقابل الاستمرار في العمل العسكري غير المتكافئ، وما يعني ذلك من استمرار للمقتلة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
دولياً، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لا يعتقد أن حماس يجب أن تبقى في قطاع غزة، بينما يلمّح نتنياهو إلى أن الهدف من احتلال القطاع ليس فقط إنهاء جناحها العسكري، بل ربما منع عودتها حتى كفاعل سياسي. وفي المقابل، تتحرك الدبلوماسية العربية لوضع حل قابل للحياة — كما في اللقاء الأخير بين الملك الأردني وولي العهد السعودي — في محاولة لرسم ملامح مرحلة ما بعد الحرب.
عند النظر إلى تاريخ المنطقة والقضايا المرتبطة بالملف الفلسطيني أو غيره مثل القضية الكردية، نجد أن حركات مسلحة استطاعت الانتقال إلى العمل السياسي، لكن بشروط وظروف خاصة. مثلا حركة فتح التي تأسست عام 1959 كحركة مقاومة مسلحة، ثم حصلت على شرعية دولية عبر مسار طويل توّج في مؤتمر مدريد للسلام واتفاق أوسلو في التسعينات، رافقها إعلان التخلي عن العمل المسلح مقابل الاعتراف بها كممثل شرعي للفلسطينيين.
أما في لبنان فانتقل حزب الله المصنف إرهابياً على اللوائح الأمريكية والمدعوم من طهران من العمل العسكري فقط إلى الانخراط في الحياة السياسية واحتفظ بسلاحه تحت ذريعة مقاومة احتلال إسرائيل للجنوب اللبناني، ما أبقى على ازدواجية الدولة والسلاح، رغم الدستور الذي يؤكد على منع سلاح الميليشيات بالكامل.
وفي حالة حزب العمل الكردستاني، فهو تأسس عام 1978 بهدف إنشاء دولة كردية مستقلة في جنوب شرق تركيا وأجزاء من سوريا والعراق وإيران. ولكن الحزب وبتجربته التي وصلت إلى طريق مسدود وفق قادة فيه بدأ في الأشهر الأخيرة بالتخلي عن السلاح مقابل وعود ببدء عملية تفاوض مع السلطات التركية.
وفي حالة حركة حماس، فهي نشأت عام 1987 كحركة مقاومة مرتبطة فكرياً بالإخوان المسلمين، شاركت في الانتخابات الفلسطينية عام 2006، وانقلبت على منظمة التحرير عام 2007 وطردتها من قطاع غزة بعد معركة قتلت فيها العشرات من عناصر حركة فتح، وواصلت العمل المسلح عبر جناحها العسكري، كتائب القسام. واليوم، تصنَّف الحركة كـ"منظمة إرهابية" في الولايات المتحدة وأوروبا، ما يجعل أي مسار نحو شرعنة دورها السياسي أصعب بكثير.
أي دور مستقبلي لحماس يبدأ بخطوات تجاه الشعب الفلسطيني، مثل الانتقال من تلقي المبادرات ومناقشتها أو رفضها إلى طرح مبادرة خاصة بها قد تكون قاسية ولكنها ضرورية، مثل طرح تخليها عن السلاح، مقابل إعطاء الفلسطينيين حق العيش بأمان وحرية، وهذه الخطوة تفترض أيضاً تدخلاً عربياً سريعاً لاحتواء تفاقم الأمور بحال بدأت إسرائيل خطواتها لاحتلال للقطاع.
احتواء "حماس" يحتاج لشروط صعبة، منها إعلان وقف دائم للعمل المسلح وفك أي ارتباط عسكري مع الخارج، ومراجعة نقدية علنية لعملية 7 أكتوبر وتبعاتها الكارثية على الفلسطينيين، وتبنّي برنامج سياسي يتماشى مع قرارات الشرعية الدولية، ومعها الانخراط في مصالحة فلسطينية شاملة برعاية عربية.
ولكن مقابل أي تدخل عربي هناك المواقف الحالية لترامب ونتنياهو التي توحي بأن السيناريو الأقرب على المدى القصير هو استبعاد حماس من إدارة غزة، وربما السماح بهامش سياسي محدود خارجها إذا قبلت الحركة شروطاً قاسية قد تطرح لاحقاً.
أمام حركة حماس نماذج أخرى بعضها تخلى عن السلاح بالكامل وبعضها الآخر مدعو لتسليم سلاحه، فحركة فتح نموذج التحول الكامل نحو السياسة حيث حصلت عبر التفاوض على موطئ قدم للسلطة الفلسطينية. بينما هناك نموذج حزب الله الذي دمج بين السلاح والسياسة ويقف اليوم على مفترق طرق يدفعه للتخلي عن السلاح، أما حماس فهي أمام معادلة أصعب: إما مراجعة شاملة تؤدي إلى التحول إلى حزب سياسي منزوع السلاح، أو مواجهة خطر الإقصاء التام من المشهد الفلسطيني، أو لنقل إقصاء الفلسطينيين عن الأراضي الفلسطينية.
وفي ظل الضغط الإسرائيلي–الأمريكي، فإن مسار ما بعد الحرب سيتوقف على قدرة العرب على صياغة حل وسط يوازن بين استقرار غزة وحق الفلسطينيين في تمثيل سياسي شامل.
وتبقى سيناريوهات عدة محتملة لمستقبل حماس، أبرزها التحول إلى حزب سياسي منزوع السلاح، مندمج في مؤسسات منظمة التحرير، يتبنى برنامجاً سياسياً معتدلاً، وأمامه عقبة رفض أجنحة داخل الحركة وانعدام الثقة الإسرائيلية. أو الاحتفاظ بجناح سياسي محدود في الخارج، وتحجيم الدور العسكري، وأمام هذا الاقتراح استمرار التصنيف كمنظمة إرهابية.
إمكانية تحول حركة حماس إلى حزب سياسي منزوع السلاح بعد الحرب ليست مستحيلة نظرياً، لكنها مشروطة بأمور صعبة، أبرزها مراجعة جذرية لسلوكها وأهدافها، بما في ذلك الاعتراف بالضرر الكارثي لـ7 أكتوبر على الشعب الفلسطيني، وقبول إقليمي ودولي لدورها الجديد، وهذا يتطلب تغيير خطابها وأدواتها، وتسوية فلسطينية داخلية تسمح بدمجها في النظام السياسي، وهو ما يتطلب توافقاً مع فتح وبقية الفصائل.
*عمر حرقوص، صحفي، رئيس تحرير في قناة "الحرة" في دبي قبل إغلاقها، عمل في قناة "العربية" وتلفزيون "المستقبل" اللبناني، وفي عدة صحف ومواقع ودور نشر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 6 ساعات
- CNN عربية
31 دولة عربية وإسلامية تصدر بيانا مشتركا بعد تصريحات "إسرائيل الكبرى"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أدان بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية والأمناء العامين للجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تحدث فيها عن رؤيته حول "إسرائيل الكبرى". وبحسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، فقد أدان الوزراء والأمناء العامون "بأشدّ العبارات التصريحات التي أدلى بها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال)، والتي نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن ما يُسمى بـ(إسرائيل الكبرى)، والتي تمثّل استهانة بالغة وافتئاتًا صارخًا وخطيرًا لقواعد القانون الدولي، ولأسس العلاقات الدولية المستقرة، وتشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي ولسيادة الدول، والأمن والسلم الإقليمي والدولي". وشدد البيان "على أنه في الوقت الذي تؤكّد فيه الدول العربية والإسلامية احترامها للشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ولا سيّما المادة 2 الفقرة 4 المتعلّقة برفض استخدام القوة أو التهديد بها، فإن الدول العربية والإسلامية سوف تتخذ كافة السياسات والإجراءات التي تُؤطر للسلام وتُكرّسه، بما يحقق مصالح جميع الدول والشعوب في الأمن والاستقرار والتنمية، بعيدًا عن أوهام السيطرة وفرض سطوة القوة".وصدر البيان المشترك عن وزراء خارجية كل من الأردن، والجزائر ومملكة البحرين، وبنغلادش، وتشاد، وجمهورية القُمر المتحدة، وجيبوتي، ومصر، وغامبيا، وإندونيسيا، والعراق، والكويت، ولبنان، وليبيا، والمالديف، وموريتانيا والمغرب ونيجيريا وسلطنة عُمان، وباكستان، ووزيرة الخارجية الفلسطينية، وقطر، والسعودية، والسنغال، وسيراليون، والصومال، والسودان، وسوريا، وتركيا والإمارات، واليمن، وأمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأضاف البيان: "كما يدين الوزراء بأشدّ العبارات موافقة الوزير الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على خطة الاستيطان في منطقة "E1"، وتصريحاته العنصرية المتطرفة الرافضة لإقامة الدولة الفلسطينية، ويعتبرون ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، واعتداءً سافرًا على حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس المحتلة. ويُشدّدون على أن لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة". وأكد الوزراء والمنظمات في البيان "رفضهم المطلق وإدانتهم لهذه الخطة الاستيطانية ولكافة الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية، التي تُشكّل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن. كما يُعيدون التأكيد على الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، الذي شدّد على عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وضرورة إنهائه فورًا، وإزالة آثاره والتعويض عن أضراره.". وحذر الوزراء "من خطورة النوايا والسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى ضم الأراضي الفلسطينية، واستمرار الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في نهجها الاستيطاني التوسّعي في الضفة الغربية المحتلة...". وجدد البيان المشترك "التأكيد على رفض وإدانة جرائم العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتأكيد على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع ضمان النفاذ غير المشروط للمساعدات الإنسانية لوقف سياسة التجويع الممنهج الذي تستخدمه إسرائيل كسلاح إبادة جماعية بما يتطلبه ذلك من إنهاء فوري للحصار الإسرائيلي القاتل على القطاع، وفتح المعابر الإسرائيلية مع قطاع غزة، وتحميل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، كامل المسؤولية عن تبعات جرائمها في قطاع غزة، وإعادة التأكيد على الرفض الكامل والمطلق لتهجير الشعب الفلسطيني بأي شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة من الذرائع، والتأكيد على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وضرورة تولي السلطة الفلسطينية مسؤوليات الحكم في قطاع غزة كما في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بدعم عربي ودولي". "غطرسة وعنجهية فارغة".. علاء مبارك يشعل تفاعلا بتعليقه على تصريحات نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى"


CNN عربية
منذ 9 ساعات
- CNN عربية
مصر: هكذا وصف علاء مبارك تصريحات نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أشعل علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك تفاعلا بتعليقه على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تحدث فيها عن رؤيته حول ما أسماه "إسرائيل الكبرى". وقبل أيام، وفي مقابلة مع قناة إسرائيلية، قال نتنياهو إنه يشعر بأنه في "مهمة تاريخية وروحية" وإنه "مرتبط جداً" برؤية "إسرائيل الكبرى"، وهو تصريح فُهم منه أنه يريد توسيع احتلال أراض في دول عربية عدة، منها مصر والأردن. وقال علاء مبارك في تعليق عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا، ردا على خبر يتناول تصريحات نتنياهو: "غطرسة وعنجهية فارغة، تصريح استعماري مفضوح يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي".وأضاف نجل الرئيس المصري الراحل عن تصريحات نتنياهو: "تهديد مستفز غير مقبول، يوحد الشعوب ويزيد من ثقافة الكراهية ضد هذا الكيان المحتل"، حسب وصفه.وتفاعل متابعون على "إكس"، مع تعليق علاء مبارك، فكتب أحدهم: "أنا بحترمك جدا بس معلش هات الفيديو اللي بيقول فيه التي تشمل جزءا من الأردن ومصر وإلا هتبقى كذابا"، حسب تعبيره.ليرد عليه نجل مبارك قائلا: "هو حضرتك منتظر كمان يقولها وينطقها حرفيا! الذكاء إنه يتحدث ويترك إعلامهم وصحيفة إسرائيلية تكتبها ولم يكذبها حتى، وإلا مع احترامي الشديد لحضرتك يبقى غباء لو نقول هات فيديو اللي بيقول!! هو حضرتك مش عارف المقصود برؤية إسرائيل الكبرى إيه؟".وفي رد آخر كتب نفس المستخدم موجها كلامه لعلاء مبارك: "اقرأ تاريخ اليهود، هما مملكتان مملكة الشمال اللي هي السامرة، ومملكة الجنوب اللي هي يهوذا ودول المملكتين اللي كانوا مملكة واحدة أيام سيدنا داوود وابنه سيدنا سليمان هي دي إسرائيل الكبرى غير كده مفيش إسرائيل تاني ولا فيها مصر ولا فيها الأردن، مفيش ما يمنع إن الشعب يعرف المعلومة صح".وردا على ذلك كتب نجل الرئيس المصري الأسبق: "يا محترم هما عينهم على سيناء تظل سيناء حلمهم لا يجدون العوض عنها"، حسب قوله. "إسرائيل الكبرى".. الأمير تركي الفيصل يشعل ضجة برد على نتنياهو وأخذ أراض عربية منها سعودية


CNN عربية
منذ 12 ساعات
- CNN عربية
فيديو لوزير إسرائيلي استهزأ فيه بمروان البرغوثي يثير غضبًا
(CNN)-- نشر وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتشدد، إيتمار بن غفير، مقطع فيديو يظهر فيه وهو يسخر من أبرز سجين فلسطيني أثناء زيارته له في السجن هذا الأسبوع، في لقاء أثار غضب أنصاره. هذا الفيديو هو المرة الأولى التي يُشاهد فيها مروان البرغوثي، البالغ من العمر 66 عامًا، والذي يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد بعد إدانته عام 2002 لدوره في "التخطيط لهجمات" أسفرت عن مقتل خمسة مدنيين إسرائيليين، منذ سنوات عديدة. وقد بدا هزيلًا وضعيفًا، وذراعاه متشابكتان أمامه وهو يومئ برأسه قليلًا. إيتمار بن غفير منتقدا نتنياهو: كان علينا إرسال القنابل بدلا من المساعدات إلى غزة في مقطع الفيديو الذي يبلغ طوله 13 ثانية، يسخر إيتمار بن غفير من البرغوثي ويهدده قائلاً: "كل من يؤذي شعب إسرائيل، كل من يقتل الأطفال، كل من يقتل النساء، سوف نقضي عليه". ويبدو في الفيديو أن البرغوثي يحاول الرد قائلاً: "أنت تعلم..." قبل أن يقاطعه بن غفير على الفور قائلا: "لا، لا بد أنك تعلم هذا، على مر التاريخ"، ثم ينتهي الفيديو الذي نشره بن غفير صباح الجمعة، عبر صفحته على تيليغرام. وأظهرت استطلاعات الرأي باستمرار أن البرغوثي هو السياسي الفلسطيني الأكثر شعبية، وقد زادت فترة سجنه من إعجاب الفلسطينيين به. ورغم أحكام السجن المؤبد الصادرة بحقه، يرى البعض فيه خليفةً لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ونادرًا ما يُرى البرغوثي، وغالبًا ما تمر سنوات بين مقاطع الفيديو والصور التي يشاهدها الجمهور له. ومع ذلك، لا يزال يتمتع بنفوذ هائل، ويُعتبر من القلائل الذين استطاعوا توحيد المجتمع الفلسطيني خلف قائد واحد. وفي مناسبات عديدة، حاول الفلسطينيون تأمين إطلاق سراحه، بما في ذلك، كما ورد، خلال مفاوضات وقف إطلاق النار خلال الحرب الحالية. لكن إسرائيل رفضت النظر في إطلاق سراح البرغوثي. وأثار الفيديو رد فعل شبه فوري من المسؤولين الفلسطينيين، الذين أدانوا رسالة بن غفير وحالة البرغوثي. ويُحتجز البرغوثي في الحبس الانفرادي منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لعائلته ونادي الأسير الفلسطيني. وقالت زوجته فدوى البرغوثي، إنها لم تتعرف عليه في البداية، وقالت في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "ربما جزء مني لا يريد الاعتراف بكل ما يعبر عنه وجهك وجسدك". وأضافت: "ما زالوا يا مروان يطاردونك ويلاحقونك حتى في زنزانتك الانفرادية التي تسكنها منذ عامين. وما زال صراع الاحتلال ورموزه معك مستمر، والقيود في يدك". وليس واضحًا سبب نشر بن غفير للفيديو، الذي يبدو أنه صُوّر في سجن شديد الحراسة جنوب إسرائيل، حيث يُحتجز البرغوثي. ويُعرف وزير الأمن القومي اليميني المتشدد هذا بتصريحاته الاستفزازية، وكان قضى عقوبة بالسجن بتهمة التحريض ضد العرب. ووصف نائب رئيس السلطة الفلسطينية حسين الشيخ تهديدات بن غفير بأنها "قمة الإرهاب النفسي والأخلاقي والجسدي الذي يمارس ضد الأسرى، وانتهاك للمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية". وحمّل رائد أبو الحمص، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، بن غفير المسؤولية الكاملة عن حياة البرغوثي. وحذّر من أن الزيارة التهديدية تُعدّ "مؤشرًا خطيرًا على نوايا" بن غفير.