
أبرزها «جوجل» و«ميتا» و«أوبن إيه آي».. وادي السيليكون يتخلى عن البحث العلمي لصالح منتجات AI تجارية
منذ فترة ليست ببعيدة، كان وادي السيليكون مركزًا عالميًا لأبرز العقول في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث كرّست شركات عالمية شهيرة وأبرزها ميتا، جوجل، وأوبن إيه آي جهودها لاستقطاب أفضل الباحثين وتوفير بيئة حاضنة للابتكار الأكاديمي. حظي هؤلاء الباحثون بدعمٍ تقني ومالي هائل، ما مكّنهم من نشر أبحاث عالية الجودة والمساهمة في تقدم القطاع من خلال مشاركة المعرفة علنًا.
غير أن ملامح هذه المرحلة قد بدأت في التغير الشامل خلال العام الأخير، مع إعطاء الأولوية لإصدار نماذج AI ليست آمنة بالدرجة الكافية للاستخدام، حيث تحول وادي السيليكون من بيئة بحثية تعاونية إلى بيئة تجارية ضاغطة تركّز على المنتجات والعوائد
منذ إطلاق أوبن إيه آي لبرنامج ChatGPT أواخر عام 2022، شهد قطاع التكنولوجيا تحوّلاً لافتًا في الأولويات، حيث انتقل التركيز من الأبحاث النظرية إلى تطوير منتجات ذكاء اصطناعي موجهة للمستهلك مباشرة. هذا التحول، وفقًا لما نقله خبراء في المجال لشبكة CNBC، أصبح يدفع الشركات إلى إعطاء الأولوية للتسويق والإيرادات على حساب سلامة النماذج وجودة البحث العلمي.
ويُتوقع أن تصل الإيرادات السنوية لقطاع الذكاء الاصطناعي إلى تريليون دولار بحلول عام 2028، بحسب محللين في السوق. ومع هذه الإمكانات الربحية الهائلة، يعرب خبراء عن قلقهم من تداعيات هذا السباق التجاري، لا سيما مع تسارع المساعي نحو تطوير الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهي تقنيات يُعتقد أنها قد تضاهي أو تتجاوز القدرات البشرية.
وفي هذا السياق، تُشير تقارير إلى أن العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى باتت تتجاوز اختبارات السلامة الصارمة لنماذجها الجديدة بهدف تسريع طرحها للجمهور. ويقول جيمس وايت، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة CalypsoAI المتخصصة بالأمن السيبراني، إن النماذج الأحدث باتت تحقق استجابات أكثر تقدمًا، لكنها أصبحت في الوقت نفسه أقل قدرة على رفض الاستجابات الضارة أو الخطيرة.
وأوضح وايت، الذي تشرف شركته على تدقيق نماذج طُورت من قِبل شركات مثل ميتا، جوجل، وأوبن إيه آي، أن 'هذه النماذج تتحسن تقنيًا، لكنها في المقابل أكثر عرضة للانخداع'، مشيرًا إلى إمكانية استغلالها لتنفيذ طلبات خبيثة أو الوصول إلى معلومات حساسة.
ويبدو هذا التحول واضحًا داخل هياكل الشركات الكبرى نفسها. ففي ميتا، تم تقليص دور وحدة الأبحاث الأساسية (FAIR) لصالح قسم 'ميتا جين إيه آي'، بحسب موظفين حاليين وسابقين. أما في شركة ألفابت، فقد تم دمج فريق Google Brain داخل ديب مايند، الذراع المسؤول عن تطوير المنتجات التجارية للذكاء الاصطناعي في الشركة.
وفي تقرير شبكة CNBC مع كوكبة من الخبراء والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي من وادي السيليكون، أكدوا جميعًا وجود تحول جذري في القطاع، من بيئة بحثية تعاونية إلى بيئة تجارية ضاغطة تركّز على المنتجات والعوائد. ووفقًا لهؤلاء، فإن فرق العمل تواجه الآن جداول زمنية صارمة، ما يقلص من مساحة الاختبار والتدقيق، ويعزز الشعور بضرورة اللحاق بموجة الابتكار بأي ثمن.
بعض هؤلاء الخبراء هم موظفون سابقون في شركات كبرى ولديهم اطلاع مباشر على التغييرات الداخلية.
Meta
في أبريل الماضي، أعلنت جويل بينو، نائبة رئيس شركة ميتا ورئيسة قسم أبحاث الذكاء الاصطناعي (FAIR)، عن عزمها مغادرة الشركة، في خطوة لم تُفاجئ العديد من الموظفين السابقين الذين رأوا في القرار تأكيدًا على توجه ميتا المتسارع بعيدًا عن البحث العلمي الأكاديمي، ونحو التركيز على تطوير منتجات تطبيقية قائمة على الذكاء الاصطناعي.
وكتبت بينو عبر حسابها على منصة 'لينكدإن': 'اليوم، ومع التغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم، وتسارع وتيرة سباق الذكاء الاصطناعي، واستعداد ميتا لفصلها التالي، فقد حان الوقت لإفساح المجال للآخرين لمواصلة العمل'، معلنةً أن مغادرتها الرسمية ستكون في 30 مايو.
وبحسب عدد من الموظفين السابقين، فإن فرق FAIR تلقت توجيهات للعمل بشكل أوثق مع فرق تطوير المنتجات، في خطوة فُسرت على أنها دمج ضمني بين البحث والتطبيق التجاري، ضمن استراتيجية لخفض التكاليف وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
وقبل إعلان مغادرتها الشركة بشهرين، غادرت كيم هازلوود، وهي من كبار مديرات FAIR والمسؤولة عن وحدة NextSys التي تُعنى بإدارة موارد الحوسبة المخصصة لفِرق البحث، وفقًا لمصادر مطلعة.
رحيل شخصيات قيادية مثل بينو وهازلوود يعكس، بحسب محللين ومراقبين، تحوّلًا بنيويًا في أولويات ميتا، من كونها قوة بحثية رائدة في الذكاء الاصطناعي إلى شركة تُعلي من شأن السرعة في تطوير المنتجات القابلة للتسويق، على حساب النهج الأكاديمي الذي ميّز بداياتها في هذا المجال.
OpenAI
منذ تأسيسها كمختبر أبحاث غير ربحي في عام 2015، شكّل التوازن بين تطوير المنتجات وإجراء الأبحاث جوهر الهوية المؤسسية للشركة الأمريكية، واليوم تجد أوبن إيه آي نفسها في قلب نقاش محتدم حول هذا التوازن، في ظل جهود مثيرة للجدل لتحويلها إلى كيان ربحي.
هذا التحوّل كان هدفًا معلنًا منذ سنوات للرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك، سام ألتمان. وفي 5 مايو، استجابت OpenAI جزئيًا للضغوط المتزايدة من بعض موظفيها السابقين وقادة المجتمع المدني، معلنةً أن هيئتها غير الربحية ستظل تحتفظ بسيطرة الأغلبية، حتى في إطار إعادة الهيكلة التي ستحوّلها إلى شركة 'ذات منفعة عامة'.
من بين الأصوات المنتقدة لعملية التحول هذه، برز نيسان ستينون، الذي عمل في OpenAI بين عامي 2018 و2020، وكان ضمن مجموعة من الموظفين السابقين الذين دعوا ولايتي كاليفورنيا وديلاوير إلى رفض خطة إعادة الهيكلة. وفي بيان أصدره في أبريل، حذّر ستينون من أن OpenAI 'قد تطوّر يومًا ما تقنية تُشكّل خطرًا وجوديًا على البشرية'، مضيفًا: 'يُحسب للشركة أنها لا تزال خاضعة لهيئة غير ربحية ملتزمة بمصلحة الإنسانية'.
ومع ذلك، ورغم احتفاظ المنظمة غير الربحية بالسيطرة الرسمية، تسير OpenAI بخطى متسارعة نحو تسويق تقنياتها، مدفوعة بالتنافس المتصاعد في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. وتشير وثائق فنية إلى أن الشركة ربما استعجلت في إطلاق نموذجها الاستدلالي 'o1' العام الماضي، دون إخضاع النسخة النهائية لاختبارات السلامة الكاملة.
فبحسب بطاقة النموذج المتاحة للجمهور، استندت 'تقييمات الاستعداد' – وهي اختبارات تجريها OpenAI لرصد القدرات الخطيرة المحتملة للنموذج – إلى إصدارات سابقة من 'o1″، دون إجراء اختبارات مماثلة على الإصدار النهائي.
وفي مقابلة مع شبكة CNBC، أوضح يوهانس هايديكي، رئيس أنظمة السلامة في OpenAI، أن التقييمات نُفذت على نسخ شبه نهائية، مؤكدًا أن التعديلات اللاحقة لم تكن كبيرة بما يبرر اختبارات إضافية. إلا أن هايديكي أقرّ بأن OpenAI 'أضاعت فرصة لشرح الفروقات بشكل أوضح للجمهور'.
ويبدو أن التحديات التقنية لم تتوقف عند نموذج 'o1'. إذ تُظهر البيانات الخاصة بالنموذج الاستدلالي الجديد 'o3″، الذي طُرح في أبريل، أن معدلات 'الهلوسة' – إنتاج معلومات خاطئة أو غير منطقية – تزيد بأكثر من الضعف مقارنةً بـ'o1″، ما يثير تساؤلات إضافية حول فعالية أنظمة السلامة والتقييم الداخلي.
وتعرضت OpenAI لانتقادات متزايدة بسبب تقارير أفادت بتقليص فترة اختبارات السلامة من عدة أشهر إلى بضعة أيام، وكذلك بسبب ما وصفه البعض بتجاهل شروط التقييم الكامل للنماذج المعدّلة ضمن إطار عمل 'الاستعداد' المحدّث.
وفي معرض دفاعه، أشار هايديكي إلى أن تقليص المدة الزمنية جاء نتيجة تحسينات منهجية في أدوات التقييم، وليس تهاونًا في المعايير. وأوضح متحدث باسم OpenAI أن الشركة ضاعفت استثماراتها في البنية التحتية المخصصة لاختبارات السلامة، كما عززت فرق العمل والموارد المالية لدعم الخبراء وزيادة عدد المختبرين الخارجيين المشاركين في مراجعة النماذج.
وفي أبريل، أطلقت الشركة النموذج الجديد GPT-4.1 دون نشر تقرير سلامة مخصص، مُبررة ذلك بأن النموذج لم يُصنَّف ضمن فئة 'النماذج الرائدة' وهو مصطلح يُستخدم في قطاع التكنولوجيا للإشارة إلى النماذج واسعة النطاق والمتقدمة التي تستوجب مستويات عالية من التدقيق والاختبار.
Google
في مارس الماضي، أطلقت جوجل نموذج الذكاء الاصطناعي 'جيميني 2.5″، الذي وصفته بأنه 'الأكثر ذكاءً' بين نماذجها حتى الآن. وفي منشور رسمي نُشر بتاريخ 25 مارس، أكدت الشركة أن النماذج الجديدة تتمتع بقدرات محسّنة على 'تحليل الأفكار قبل تقديم الإجابات'، ما يساهم في رفع مستوى الأداء والدقة.
لكن رغم هذا الإعلان الطموح، أثار غياب 'بطاقة النموذج' المرافقة للنموذج، وهي وثيقة أساسية تسلط الضوء على آلية عمل النموذج وحدوده ومخاطره المحتملة، مما أثار تساؤلات حادة حول التزام جوجل بمعايير الشفافية.
بطاقات النماذج تُعد أداة شائعة في مجال الذكاء الاصطناعي، تُستخدم لتوفير معلومات تقنية مهمة للجمهور، وقد شبّهها موقع جوجل نفسه بملصقات 'معلومات التغذية الغذائية' للمنتجات الاستهلاكية، موضحًا أنها تعرض 'الحقائق الرئيسية حول النموذج بصيغة واضحة وسهلة الفهم'. وأكدت الشركة أن هذه البطاقات تهدف إلى دعم التطوير المسؤول وتعزيز ممارسات التقييم الشاملة في صناعة الذكاء الاصطناعي.
لكن، عند إصدار جيميني 2.5، لم تتوفر مثل هذه البطاقة. والأسوأ، أن منشورًا رسميًا على مدونة جوجل بتاريخ 2 أبريل أشار إلى أن الشركة 'تُقيّم النماذج المتقدمة، مثل جيميني، بحثًا عن قدرات خطرة قبل الإصدار'، إلا أن هذه العبارة حُذفت لاحقًا من النسخة المُحدّثة للمدونة، ما زاد من حدة الانتقادات بشأن الشفافية والمساءلة.
وفي ظل غياب بطاقة النموذج، لم يكن بإمكان الجمهور أو الباحثين المستقلين معرفة ما إذا كانت جوجل أو وحدتها البحثية DeepMind قد أجرت فعلًا تقييمات للقدرات الخطيرة لنموذج Gemini 2.5، مثل ما إذا كان يمكن استخدامه في تعلم صنع أسلحة كيميائية أو نووية، أو اختراق أنظمة حيوية.
ردًا على استفسار من شبكة CNBC بتاريخ 2 أبريل، قال متحدث باسم جوجل إن الشركة 'ستصدر تقريرًا تقنيًا يتضمن معلومات إضافية عن السلامة وبطاقات نموذجية'. وفي 16 أبريل، نشرت الشركة بطاقة نموذجية غير مكتملة، قبل أن تُحدّثها في 28 أبريل لتشمل تفاصيل حول 'تقييمات القدرات الخطيرة' للنموذج، وذلك بعد أكثر من شهر من إصداره الرسمي.
ويؤكد خبراء في الصناعة أن تقييم القدرات الخطيرة يُعد جزءًا أساسيًا من ضمان سلامة أنظمة الذكاء الاصطناعي، ويحتاج إلى عمليات تحليل دقيقة واختبارات متقدمة تختلف عن تقييمات السلامة التلقائية، التي غالبًا ما تكون سطحية وسريعة التنفيذ.
في ظل تسارع وتيرة المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي، تطرح هذه الحادثة تساؤلات جدية حول مدى التزام كبرى شركات التكنولوجيا بإجراءات السلامة والشفافية، في وقت يزداد فيه القلق العالمي من المخاطر الكامنة في النماذج المتقدمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ 2 ساعات
- اليوم السابع
تقرير: طرح وضع "سطح مكتب" لأول مرة مع الإصدار الـ17 على هواتف بيكسل
تتردد شائعات منذ سنوات عن تطوير جوجل وضع سطح مكتب جديد "Android Desktop Mode" مُخصص للهواتف والأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام أندرويد، وقد يكون إطلاقه أقرب من أي وقت مضى. ووفقًا لتسريب جديد، كان من المتوقع سابقًا وصول هذه الميزة، المُسماة "وضع سطح مكتب أندرويد"، مع أندرويد 16 هذا العام، ولكنها قد تُطرح الآن مع أندرويد 17 ، ويُتوقع أن يُوفر هذا الوضع إمكانيات مُشابهة لـ Samsung DeX وMotorola Connect، ما يُمكّن المستخدمين من تغيير حجم النوافذ والانتقال بسرعة بين واجهة الهاتف وسطح المكتب. إطلاق وضع سطح مكتب أندرويد كشف مشعل رحمان عن تفاصيل وضع سطح مكتب أندرويد في بث مباشر حديث على X (المعروف سابقًا باسم تويتر)، قد تُمكّن تجربة سطح المكتب الجديدة المستخدمين من الاستفادة من شاشات أكبر عبر هواتفهم، وعند توصيل الهاتف، وتحديدًا هاتف بيكسل، بشاشة خارجية مثل الكمبيوتر المحمول عبر منفذ USB Type-C، يُمكن أن يُوفر واجهة مُشابهة لواجهة سطح المكتب. ويُقال إن وضع سطح مكتب أندرويد يُتيح إمكانيات تعدد المهام مع إمكانية تغيير حجم النوافذ وتحريكها، وعلاوة على ذلك، قد تُضاف إليه ميزات أساسية تُشبه سطح المكتب، مثل نظام إدارة التطبيقات، وإمكانية الانتقال بين واجهة الهاتف المحمول وسطح المكتب، وعناصر تنقل أخرى. وفي السابق، كان من المُتوقع وصول تجربة سطح المكتب الجديدة هذه مع نظام أندرويد 16، وحتى أن آخر تحديث تجريبي لنظام أندرويد 16 أضاف خيارًا جديدًا للمطورين يُسمى "تفعيل ميزات تجربة سطح المكتب"، وعند تفعيل هذه الميزة، كانت تُعرض شريط مهام أندرويد المألوف، وإمكانية الوصول إلى التنقل بثلاثة أزرار، وخيارات أخرى عند توصيل هاتف بيكسل يعمل بالإصدار التجريبي المذكور بجهاز كمبيوتر محمول. ومع ذلك، قد يتأخر إصدارها، ووفقًا لرحمن، تحتاج جوجل إلى مزيد من الوقت لتحسين واجهة المستخدم الخاصة بالميزة، وبالتالي، قد لا تصل مع نظام أندرويد 16. بدلًا من ذلك، يُتوقع الآن أن تُطرح الميزة لأول مرة مع نظام أندرويد 17 على الجيل التالي من هواتف بيكسل. تشير تقارير سابقة إلى أن وضع سطح المكتب قد يتضمن أيضًا شريط مهام يحتوي على تطبيقات مثبتة مثل الهاتف والرسائل والكاميرا ومتصفح Chrome، بالإضافة إلى درج التطبيقات، كما قد يعرض التطبيقات الحديثة.


نافذة على العالم
منذ 3 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار التكنولوجيا : جوجل تتيح الوصول إلى Gemini Nano لتشغيل الذكاء الاصطناعى مباشرة على الأجهزة
الثلاثاء 20 مايو 2025 01:30 صباحاً نافذة على العالم - شهد مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي توسعًا سريعًا غيّر طريقة تصميم المنتجات لدى جوجل وغيرها من شركات التقنية الكبرى، لكن معظم ميزات الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها تعتمد على خوادم بعيدة ذات قدرات معالجة عالية، في المقابل يمتلك هاتفك المحمول قدرة أقل بكثير، ومع ذلك يبدو أن جوجل تستعد لمنح المطورين أدوات جديدة مهمة للذكاء الاصطناعي تعمل مباشرة على الأجهزة. في مؤتمر المطورين I/O القادم، من المتوقع أن تعلن جوجل عن مجموعة جديدة من واجهات برمجة التطبيقات APIs التي تتيح للمطورين الاستفادة من قدرات Gemini Nano لتشغيل الذكاء الاصطناعي على الأجهزة المحمولة نفسها. نشرت جوجل بهدوء وثائق تتعلق بميزات جديدة كبيرة للذكاء الاصطناعي مخصصة للمطورين، ووفقًا لموقع Android Authority، ستضيف تحديثات لـ ML Kit SDK دعمًا لواجهات برمجة تطبيقات تتيح تنفيذ ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي على الجهاز من خلال Gemini Nano. وتعتمد هذه الميزة على AI Core، المشابهة لمجموعة أدوات Edge AI التجريبية، لكنها ترتبط بنموذج موجود مسبقًا مع مجموعة ميزات محددة تجعل من السهل على المطورين تطبيقها. تقول جوجل إن واجهات برمجة تطبيقات GenAI الخاصة بـ ML Kit ستسمح للتطبيقات بأداء مهام مثل التلخيص، والتدقيق اللغوي، وإعادة الصياغة، ووصف الصور، دون الحاجة لإرسال البيانات إلى السحابة. ومع ذلك، فإن قوة Gemini Nano أقل مقارنةً بالإصدار المعتمد على السحابة، لذا توجد بعض القيود مثل أن التلخيص يقتصر على ثلاثة نقاط رئيسية فقط، ووصف الصور سيكون متاحًا باللغة الإنجليزية فقط. كما أن جودة النتائج قد تختلف حسب إصدار Gemini Nano الموجود على الهاتف، حيث إن الإصدار القياسي Gemini Nano XS حجم حوالي 100 ميجابايت، في حين أن النسخة الأصغر Gemini Nano XXS المستخدمة في هاتف Pixel 9a أقل حجمًا بكثير لكنها تدعم النصوص فقط وبنافذة سياق أصغر. تمثل هذه الخطوة مكسبًا كبيرًا لنظام أندرويد بشكل عام، إذ يعمل ML Kit على أجهزة تتجاوز هواتف بيكسل من جوجل، وعلى الرغم من أن هواتف بيكسل تستخدم Gemini Nano على نطاق واسع، هناك هواتف أخرى تدعم النموذج بالفعل، مع ازدياد دعم الهواتف لنموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بجوجل، سيتمكن المطورون من استهداف هذه الأجهزة بميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي. الوثائق متاحة للمطورين للاطلاع عليها، ومن المتوقع أن تفتح جوجل رسميًا أبواب واجهات برمجة التطبيقات في مؤتمر I/O، وقد أكدت الشركة وجود جلسة خاصة بعنوان "Gemini Nano على أندرويد: البناء باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي على الجهاز"، والتي تعد بتوفير APIs جديدة لتلخيص النصوص، وتدقيقها، وإعادة صياغتها، بالإضافة إلى توليد وصف للصور، وهي بالضبط الميزات التي توفرها واجهات ML Kit الجديدة.


نافذة على العالم
منذ 3 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار التكنولوجيا : ثغرة أمنية بمتصفح كروم تسرق الأجهزة.. التفاصيل الكاملة
الثلاثاء 20 مايو 2025 01:30 صباحاً نافذة على العالم - حذرت جوجل مستخدمي متصفح جوجل كروم بضرورة تحديث متصفحاتهم بشكل عاجل لتجنب أي هجوم إلكتروني محتمل. وأصدرت شركة التكنولوجيا العملاقة تنبيهًا لأي شخص يستخدم المتصفح على جهاز الكمبيوتر الخاص به، حيث تم العثور على خطأ مثير للقلق في التطبيق الشهير والذي قد يؤدي إلى اختطاف جهازك. وتم إعطاء هذا الخطأ علامة "يوم صفر" وهو ما يشير إلى أن هذه الثغرة يتم استغلالها بشكل نشط من قبل المتسللين ، وقد تحركت شركة جوجل بسرعة لمعالجة المشكلة وقامت الآن بتصحيح المتصفح لمنعه من التعرض لأي هجمات أخرى. تحذير جوجل وقالت جوجل: "إن شركة جوجل على علم بالتقارير التي تشير إلى وجود ثغرة أمنية وتم تحديث القناة المستقرة لنظامي التشغيل Windows وMac لنظام Linux، وسيتم طرحها خلال الأيام/الأسابيع القادمة." ومع ذلك، لن يعمل الإصلاح إلا بعد تنزيله وتثبيته على متصفحك ، وكان فسيفولود كوكورين، الباحث الأمني في شركة Solidlab، أول من اكتشف هذه المشكلة الأخيرة في متصفح Chrome وأكد أنها قد تؤدي إلى استيلاء مجرمي الإنترنت على الحساب، ومن المهم الآن التأكد من استخدام أحدث إصدار من Chrome إذا كنت تستخدمه كمتصفح الويب الأساسي لديك. وللقيام بذلك، ما عليك سوى تحديد "حول Chrome" بعد الضغط فوق Chrome في شريط الأدوات. تأكد من إعادة تشغيل متصفحك إلى الإصدار الأحدث في أقرب وقت ممكن. ويأتى ذلك بعد ساعات فقط من تنبيه مستخدمي جوجل بضرورة التحقق من حساباتهم أو المخاطرة بفقدان بياناتهم إلى الأبد، ومن المفيد بشكل خاص إذا كنت قد استخدمت خرائط Google من قبل وترغب في تذكر الأماكن الرئيسية التي قمت بزيارتها في الماضي. وقد حذرت Google المستخدمين لبعض الوقت من أن التغييرات قادمة قريبًا ، وتحتوي خرائط Google على ميزة الجدول الزمني المعروفة سابقًا باسم سجل المواقع والتي تحتفظ بسجل لأي مكان قمت بزيارته عبر التطبيق . وتُعد هذه الأداة مفيدة بشكل خاص لتذكر الأماكن الخاصة، مثل المكان الذي التقيت فيه بشريك أو مطعم فاخر قمت بزيارته ذات مرة. وتعمل شركة التكنولوجيا العملاقة على تحريك الأمور بحيث يتم الاحتفاظ بالبيانات على الجهاز بدلاً من تخزينها في السحابة.