
"مجزرة الطحين".. فجر دامٍ في خان يونس يفجع الجوعى بالموت بدل الغذاء
في جريمة جديدة تعكس حجم الانتهاكات المتواصلة بحق المدنيين في قطاع غزة ، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة دامية في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، حيث أفاد مصدر في مجمع ناصر الطبي بأن القصف الذي استهدف المواطنين -في أثناء تجمعهم في انتظار تسلم مساعدات إنسانية شرقي المدينة- أسفر عن استشهاد أكثر من 60 فلسطينيًا وإصابة ما يزيد على 200 آخرين، معظمهم في حالات حرجة.
وتأتي هذه المجزرة في ظل أوضاع إنسانية كارثية يعيشها سكان القطاع المحاصر، حيث يشكّل البحث عن الغذاء والماء والدواء رحلة موت يومية تحت نيران الاحتلال.
وقد أثارت المجزرة غضبا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، في ظل تكرار هذا النمط من الجرائم، واستمرار الإبادة بحق سكان غزة، وسط تفش غير مسبوق للمجاعة.
ورأى مغردون أن دوّار التحلية تحوّل إلى "دوار المجازر" بحجة توزيع المساعدات الإنسانية، كما حدث سابقا في دوّاري النابلسي والكويتي.
وأشاروا إلى أن الاحتلال ارتكب صباح اليوم مجزرة مروعة، بعد أن جوّع المواطنين وأجبرهم على انتظار الطحين طوال الليل، قبل أن يطلق عليهم النار بلا رحمة.
ولفت آخرون إلى أن مؤسسة المساعدات الأميركية اختفت، لكن مصائد الموت لا تزال حاضرة، وآخرها مجزرة دوار التحلية، التي أسفرت -وفق الحصيلة الأولية- عن 60 شهيدا وأكثر من 150 مصابا بين منتظري المساعدات.
ووصف مغردون المشهد بأنه لم يعد استثناء، بل أصبح "روتينا صباحيا مغمسا بالدم"، مشيرين إلى أن 95% من الصور والفيديوهات الموثقة للمجزرة لا تصلح للنشر الآدمي بسبب شدة بشاعتها.
وفي رواية لأحد الشهود، أشار إلى أن صفحة "مؤسسة غزة الإنسانية" أعلنت بدء توزيع المساعدات عند الساعة العاشرة صباحًا، لكن قبل هذا الموعد سقط أول الشهداء.
وأضاف أن دبابة إسرائيلية بدت وكأنها انسحبت، موهمة المدنيين بالأمان، وعندما اقتربوا من نقطة التوزيع، فُتح عليهم النار كما تُصطاد الطيور، ليسقط العشرات بين قتيل وجريح.
وأكد معلقون أن ما جرى لا يمثل إلا جزءا صغيرا من مشهد يومي مروع، حيث تتفشى المجاعة وتفترس الأهالي، فيموت الناس بحثا عن لقمة عيش.
وأشاروا إلى أن غزة تعيش حالة حزن وصدمة متواصلة، وسط إبادة ممنهجة وجوع ينهش كل بيت، وآخر فصولها هذه المجزرة التي وقعت في لحظة واحدة وخلّفت أكثر من 60 شهيدا.
واعتبر آخرون أنه لا يوجد في أي حرب في العالم ما يضاهي هذا الإجرام، قائلين: "أكثر من 45 شهيدًا في ضربة واحدة أثناء انتظارهم كيس طحين، ثم يمرر الخبر كأنه مشهد عابر. غزة تباد بعيدا عن الإعلام".
وقال أحد النشطاء ساخرًا بمرارة: "بدي أحكيلكم قصة صغيرة.. هذا الصباح، عشرات البطون الجائعة لقيت حتفها أثناء انتظار المساعدات. حتى اللحظة، العدد يلامس الـ40. طيب؟ سلامتكم، ما في شيء مهم.. عادي، مجرد ناس في غزة بتموت ليل نهار، لا تشغلوا بالكم".
وتساءل مدونون: "أي عدل في هذا العالم الذي يدّعي الإنسانية؟ مساعدات مغمسة بالدم كل يوم، مجزرة بشعة لا توصف!".
وأضافوا: "الموت مقابل لقمة العيش في غزة.. مجزرة جديدة يرتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين شرق خان يونس من منتظري المساعدات. كل يوم تُرتكب مثلها، علشان شوية طحين! مش عارفين يدخلوه للناس بدون ما يموتوا؟!".
وعلق مدونون آخرون بالقول إن مثل هذه الأخبار لم تعد جديدة على سكان قطاع غزة، الذين يبادون على نحو متواصل، إذ بات خبر المجازر يتكرر كل صباح ومساء بحق الجوعى والمحرومين منتظري المساعدات.
إعلان

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 26 دقائق
- الجزيرة
سماء مغلقة وأبواب موصدة.. إسرائيل في عزلة جوية بعد ضربات إيران
القدس المحتلة – تعيش إسرائيل واحدة من أكثر اللحظات توترا منذ تأسيسها عام 1948 بعد نكبة الشعب الفلسطيني ، مع تصعيد عسكري غير مسبوق ضد إيران، قابله هجوم صاروخي إيراني مضاد، مما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ خطوة دراماتيكية تمثلت في الإغلاق الكامل لمجالها الجوي ومطار بن غوريون، وفرض قيود شديدة على الحركة الجوية والبرية. هذا القرار لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة أشهر من التخطيط السري والمكثف، كما كشفت تقارير إسرائيلية في مقدمتها تقرير لصحيفة "غلوبس"، التي أزاحت الستار عن عملية "الدرع الجوي" التي نفذت قبل دقائق فقط من انطلاق الهجوم الإسرائيلي. في الوقت الذي كانت فيه الطائرات الإسرائيلية تغير على العمق الإيراني، كانت آلاف الطائرات المدنية تغادر مطار بن غوريون وسط تعتيم إعلامي صارم، وبإشراف أمني مباشر، خشية أن يصبح المطار هدفا لصواريخ إيرانية طويلة المدى أو طائرات مسيرة. مع تنفيذ الإغلاق، تم إجلاء نحو 10 آلاف مسافر من المطار، وأُخليت الطائرات الإسرائيلية من المدارج، ونقلت إلى مطارات في أوروبا تحسبا لأي هجوم صاروخي مباشر قد يطال البنية التحتية الجوية في إسرائيل. ورغم أن القرار الأمني اعتبر "ناجحا" من وجهة نظر السلطات الرسمية، فإنه كشف عن هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وأطلق موجة من القلق والتساؤلات بين الإسرائيليين في الداخل والخارج، لا سيما أولئك العالقين في الخارج بعد إغلاق الحدود بشكل مفاجئ. خطة "العودة الآمنة" مع توقف حركة الطيران بالكامل، وجد أكثر من 150 ألف إسرائيلي أنفسهم عالقين في وجهات مختلفة حول العالم، من بانكوك إلى نيويورك، دون قدرة على العودة ووسط ارتباك في المعلومات وشحّ في الحلول. في مواجهة هذا الواقع، أعلنت وزيرة المواصلات ميري ريغيف، بالتعاون مع وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية، عن إطلاق خطة طوارئ تحت عنوان "العودة الآمنة" لإعادة الإسرائيليين العالقين في الخارج عبر رحلات خاصة من وجهات رئيسية كأثينا، ولارنكا، وبانكوك، وروما، ونيويورك. ورغم الترحيب بهذه الخطوة، فإن الخطة لا تزال محدودة، إذ تنص على السماح بهبوط رحلتين فقط في الساعة، وفي ساعات النهار فقط، مع إغلاق مستمر أمام الإسرائيليين للسفر إلى الخارج. وقالت ريغيف بلهجة حازمة "لن نسمح بخروج الإسرائيليين في هذه المرحلة، والأولوية هي لإعادة المواطنين من الخارج فقط.. لسنا في وضع يسمح لنا بالمجازفة بحياة 300 راكب على متن طائرة واحدة قد تستهدف"، بحسب ما نقلت عنها القناة 13 الإسرائيلية. طرق بديلة للفرار في ظل تعقيدات الأجواء، بدأ عدد من الإسرائيليين البحث عن طرق بديلة. فقد تحولت موانئ مثل مارينا هرتسليا إلى نقاط انطلاق بحرية، شهدت ازدحاما غير مألوف لعائلات تجرّ حقائبها بحثًا عن وسيلة للخروج إلى قبرص. وقال بعضهم لصحيفة هآرتس إنهم "هربوا من الصواريخ"، في مشهد يذكر بأزمنة الطوارئ والحروب الوجودية. وبحسب هآرتس، فإن شركة "مانو كروز" استجابت للدعوات، وحصلت على إعفاء خاص من أوامر قيادة الجبهة الداخلية، لتبدأ بتسيير رحلات بحرية لنقل الإسرائيليين من قبرص إلى البلاد، في حين لا تزال وزارة المواصلات تدرس استخدام سفن إنزال عسكرية لنقل مواطنين، رغم التعقيدات التشغيلية. كإجراء احترازي مواز، أغلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية عددا من سفاراتها في الخارج وعلقت الخدمات القنصلية، في إشارة إلى تقديرات بأن المواجهة مع إيران قد تطول، وأن المصالح الإسرائيلية حول العالم قد تصبح أهدافا. هشاشة الجبهة الداخلية القلق لا يتوقف عند حدود التنقل، تقول نوعا ليمونا مراسلة صحيفة هآترس، فالتقديرات الاستخباراتية التي تدفع باتجاه الإغلاق الكامل تعبر عن خشية حقيقية من استهداف رموز السيادة الوطنية، وعلى رأسها المطار، مما يثير مخاوف متنامية من أن تتحول هذه الأزمة إلى لحظة فارقة تدفع عشرات آلاف الإسرائيليين للتفكير في الهجرة الجماعية، خاصة أصحاب الجنسيات المزدوجة. وبينما تؤكد الحكومة الإسرائيلية أن الإغلاق مؤقت ومرتبط بالحالة الأمنية، تضيف الصحفية الإسرائيلية "إلا أن غياب جدول زمني لإعادة فتح الأجواء، والمشهد الكئيب لمطار بن غوريون الخالي من الطائرات، يتركان انطباعا بأن الوضع قابل للتصعيد أكثر من الانفراج". وأوضحت أن ما يجري ليس مجرد قرار فني بإغلاق مطار، بل هو تعبير عن أزمة وطنية تتجاوز الأمن العسكري إلى الأمن النفسي والسياسي، وتظهر حجم هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية حين توضع تحت ضغط التهديدات الإقليمية. ولفتت إلى أن الإجلاء الجاري، سواء عبر الجو أو البحر، لم يعد مجرد عملية إنقاذ تقني، بل هو مؤشر على اضطراب واسع في بنية الأمن القومي، وربما يعيد تشكيل العلاقة بين الدولة ومواطنيها في الداخل والخارج في زمن الحرب. المواطن رهينة حرب "الدولة سلبت مواطنيها حق الفرار"، تحت هذا العنوان، كتب أمير زيف نائب رئيس تحرير صحيفة "كالكليست" مقالًا ينتقد فيه قرار السلطات الإسرائيلية إغلاق مطار بن غوريون والمعابر الجوية، بالتزامن مع بدء الهجوم الإسرائيلي على طهران. فجأة، ومن دون سابق إنذار، يقول زيف، "فقد الإسرائيليون حقهم الطبيعي في مغادرة البلاد". لا فرصة للتفكير أو القرار، فقط إغلاق تام للسماء، دون استثناءات أو جدول زمني للفتح. حتى البحر لم يعد خيارا، إلا لمن يملك يختا ويأخذ إذنا مسبقا. رغم أن إسرائيل حافظت على عمل مطارها خلال حروب سابقة، بما فيها يوم الغفران وحرب الخليج، يضيف زيف، "فإنها في هذه المرة أغلقت الأفق تماما، وكأن لا حق للناس في الهروب أو البحث عن الأمان". لا حاجة لتجنيد جماعي، ولا قتال بري، ومع ذلك طُلب من المواطنين البقاء في المنازل، وكأنهم جنود دون أمر تجنيد. فشل في حرب البقاء وأوضح أن إسرائيل حولت مواطنيها المدنيين إلى أدوات صامتة في آلة الحرب. "عليهم البقاء أحياء فقط، بينما تسقط الصواريخ الثقيلة وتهدم الأحياء، ويطلب منهم الصبر والشكر على التحذير من الهجمات الصاروخية الإيرانية". وأشار إلى أن الحياة اليومية شلت، والمواصلات شبه متوقفة، والمدارس مغلقة، والعيادات خالية، والرعاية الأساسية غائبة. لا خطة واضحة، ولا استجابة مدنية حقيقية. قائلا "وكأن الدولة استسلمت لفكرة أن الكابوس هو الوضع الطبيعي". وختم "نعيش فقدانا مزدوجا، لا فرار من الحرب، ولا حياة طبيعية تحتها. الحكومة تطلب الطاعة والخوف دون توضيح أو أفق. حرية التنقل والسفر والاعتراض الرمزي على واقع الحرب سلبت بهدوء. حتى لو سميت حرب بقاء، فتاريخ إسرائيل مليء بسيناريوهات فاشلة، بعضها من توقيع بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، نفسه".


الجزيرة
منذ 44 دقائق
- الجزيرة
كالكاليست: إسرائيل تتجه إلى عجز مالي وتضخم في الدين العام
نقلت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية -المختصة بالاقتصاد- عن اللواء احتياط رعام أميناح، المستشار المالي السابق لرئيس الأركان الإسرائيلي، تقديراته بأن الكلفة المباشرة للحرب مع إيران قفزت من نحو 5.5 مليارات شيكل (1.6 مليار دولار) إلى نحو 9.5 مليارات شيكل (2.75 مليار دولار) خلال أيام قليلة، مشيرا إلى أن هذا الرقم لا يشمل الأضرار غير المباشرة أو الخسائر الاقتصادية الناتجة عن شلل النشاط الاقتصادي. وقدّر أميناح أن الجيش الإسرائيلي أطلق أكثر من ألف ذخيرة هجومية، مشيرا إلى أن كل واحدة منها تكلّف نحو 500 ألف دولار، فيما تصل تكلفة كل صاروخ اعتراض من نوع "حيتس 3" إلى نحو 10 ملايين شيكل (2.9 مليون دولار). وأوضح أن القوات استخدمت المئات منها، مع استبعاد نسبة من الاعتراضات التي نفذتها جيوش أجنبية مثل الجيش الأميركي. استنزاف متسارع للموارد الدفاعية وأوضح أميناح أن الجيش يقوم بعمليات شراء طارئة لمعدات خاصة لا يمكن الإفصاح عنها، فيما تصل تكلفة ساعة الطيران الواحدة لسلاح الجو إلى نحو 25 ألف دولار. ويُضاف إلى ذلك تكاليف يومية تُقدّر بنحو 100 مليون شيكل (29 مليون دولار) فقط لجهود الجبهة الداخلية، وهي تكلفة تتجاوز عمليات سابقة مثل "سيوف الحديد" (العدوان الحالي على غزة)، التي بلغت يوميا نحو 80 مليون شيكل (23.2 مليون دولار). تضخم مقلق في موازنة الدفاع وكانت ميزانية وزارة الدفاع في الأصل مقدّرة بنحو 120 مليار شيكل (34.8 مليار دولار) للعام 2024، على أساس أن الحرب في غزة ستنتهي سريعا. غير أن استمرار القتال أدى إلى تعديل التقديرات إلى نحو 135 مليار شيكل (39.2 مليار دولار)، ثم إلى نحو 160 مليار شيكل (46.4 مليار دولار)، والآن يُتوقع أن تتجاوز نحو 200 مليار شيكل (58 مليار دولار) في عام 2025، حسب أميناح، الذي قال بوضوح "لا يوجد أي شك في ذلك". أزمة ديون تلوح بالأفق ويحذر أميناح من أن وزارة المالية لن تتمكن من الحفاظ على هدف العجز المحدد بـ4.9% من الناتج المحلي الإجمالي ، مؤكدا أن الوزارة ستتجاوز أيضا سقف الإنفاق وهدف الدين العام. وقال "عندما يتحول الاستثناء إلى قاعدة، لا يبقى شيء اسمه استثناء". وقدّر أميناح أن الدين العام لإسرائيل بلغ نحو 1.3 تريليون شيكل (377 مليار دولار)، مع توقعات بارتفاع خدمة الدين إلى نحو 57 مليار شيكل (16.5 مليار دولار) هذا العام، مقارنة بنحو 50 مليار شيكل (14.5 مليار دولار) في العام الماضي، نتيجة زيادة الكتلة النقدية من جهة وارتفاع الفوائد من جهة أخرى. ووجّه أميناح نقدا واضحا لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش ، قائلا إنه "يكرر الحديث عن استثناءات 7 مرات، لكن الواقع يقول إن الأمور خرجت عن السيطرة". وعلّق على تصريحات الوزير حول الجهوزية المسبقة للميزانية العسكرية بالقول إن هذا لا يلغي الحاجة لإعادة فتح الميزانية وتعديلها بشكل عميق. سموتريتش متفائل وفي تصريحات نقلتها كالكاليست عن سموتريتش، قال إن الهجوم على إيران كان ضروريا لمنع طهران من الوصول إلى امتلاك نحو 10 آلاف صاروخ خلال عامين، وأوضح أن "كل شيء كان جاهزا مسبقا" من حيث الخطط والميزانيات. إلا أن الوزير تجاهل، وفق تحليل الصحيفة، أن الميزانية العسكرية، رغم إعدادها المسبق، لم تكن كافية لتغطية العمليات المتسارعة في غزة وإيران معا. وأضاف سموتريتش "سنضطر لزيادة الميزانية، وسنصل سريعا للكنيست لإقرارها". وكشف الوزير عن تقديم نحو 500 شيكل (145 دولارا) لكل مواطن تم إخلاؤه، ونحو 1500 شيكل (435 دولارا) للسلطات المحلية، وهي أرقام تبدو ضئيلة مقارنة بحجم الدمار. وذكر أن هناك نحو 2700 مواطن بلا مأوى، و47 مبنى سيُهدم كليا، في حين بلغ عدد الطلبات للمساعدة أكثر من 14500 طلب. تفاؤل مصطنع بشأن الاقتصاد وقال الوزير إن الاقتصاد الإسرائيلي لا يزال صامدا، مشيرا إلى ارتفاع البورصة يومين متتاليين، لكنه تجاهل التدهور العميق في القدرة الشرائية وارتفاع مستويات الفقر والعجز، حسب ما نقلته كالكاليست عن خبراء اقتصاديين. ورغم إعلان سموتريتش عن استمرار الدعم والاستعداد المسبق، فإن كالكاليست تنقل عن خبراء أن إسرائيل مقبلة على فترة مالية حرجة، مع تضخم في الإنفاق العسكري وضعف في الاستثمارات المدنية، مما يجعل تحقيق الاستقرار المالي بعيد المنال في المدى القصير. وتختم الصحيفة نقلها عن أميناح بتحذير من أن "الحرب يتم احتسابها فقط عندما تُطلق النيران"، مشيرا إلى أن الحسابات الرسمية لا تعكس حجم الاستنزاف الحقيقي الذي يحدث في البنية التحتية للاقتصاد الإسرائيلي، وأن تراكم النفقات الدفاعية دون رؤية مدنية اقتصادية شاملة يُنذر بانهيار طويل الأمد في الاستقرار المالي.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
تصنيف إسرائيل الائتماني مهدد بخفض ثالث بسبب الحرب مع إيران
في تحذير هو الأوضح حتى الآن من إحدى أبرز وكالات التصنيف العالمية ، أعلنت وكالة ستاندرد آند بورز أنها قد تقدم على خفض تصنيف إسرائيل الائتماني مجددًا من إيه إلى إيه سالب، إذا استمرّت الحرب مع إيران وتحوّلت إلى نزاع طويل الأمد، وفقًا لما نقلته صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية. ويُعد هذا أول تدخل مباشر من الوكالة بخصوص الحرب الدائرة، حيث نشرت الوكالة تقريرًا خاصًا اعتبرت فيه أن "التطورات في الصراع بين إسرائيل وإيران تختبر الافتراضات السابقة لستاندرد آند بورز، عبر زيادة المخاطر السلبية، لا سيما في ظل احتمال حدوث مزيد من التصعيد". ثالث خفض محتمل في أقل من عامين وكانت وكالة ستاندرد آند بورز قد خفّضت بالفعل تصنيف إسرائيل مرتين خلال عام 2024، في أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول، نتيجة تفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية الداخلية. أما اليوم، فتلوّح بتخفيض ثالث إذا تحققت السيناريوهات الأكثر سلبية في الصراع مع إيران، مما يعني فقدان إسرائيل لثقة الأسواق والاقتراب من مستويات تصنيف أخطر اقتصاديًا. وتشير الوكالة إلى أن "نظرتها السلبية تجاه التصنيف الائتماني طويل الأجل لإسرائيل تعكس خطر أن يؤدي تصعيد الصراع العسكري إلى إضعاف كبير في الاقتصاد الإسرائيلي، وفي أوضاع المالية العامة وميزان المدفوعات". تحذيرات من هروب رؤوس الأموال وعددت الوكالة في تقريرها مجموعة من المخاطر المحدقة في حال استمرار التصعيد، ومنها: تدهور ثقة المستثمرين المحليين والأجانب. هروب رؤوس الأموال إلى خارج البلاد. تقلبات حادة في الأسواق المالية وسعر الصرف. أضرار مادية مباشرة للبنية التحتية. تراجع في معدلات النمو وزيادة الضغط على المالية العامة. وتلفت الوكالة إلى أن "إسرائيل نفسها تقول إن الهدف المُعلن بتدمير القدرات النووية الإيرانية قد يستغرق أسبوعين على الأقل، وربما أكثر"، مما يفتح الباب أمام عمليات عسكرية طويلة المدى تتجاوز حدود الردود المحدودة التي شهدها العام 2024. سيناريوهات محتملة وضمن تحليلها، قدمت وكالة ستاندرد آند بورز 4 سيناريوهات تصعيدية للحرب، تراوحت بين ردود انتقامية محدودة إلى حرب إقليمية موسعة تشمل إيران وحلفاءها غير الإقليميين، إلى جانب الولايات المتحدة وحلفائها. في السيناريو الأسوأ، تتوقع الوكالة أن تتورط قوى إقليمية وغير إقليمية في النزاع، مما قد يؤدي إلى "انهيار ثقة الأسواق بشكل سريع وواسع النطاق، وانكماش اقتصادي حاد، وزيادة كبيرة في مستويات العجز المالي"، على حد وصف التقرير. سابقة خطيرة لتصنيف دولة متقدمة اللافت في تقرير "غلوبس" أن هذا التخفيض المحتمل يأتي في وقت لا تزال فيه إسرائيل تحافظ على مكانتها كدولة متقدمة اقتصاديا، إذ يمثل خفض التصنيف إلى إيه سالب خطوة رمزية وسوقية بالغة الأهمية، قد تعني ارتفاع تكلفة الاقتراض، وتقلّص فرص جذب استثمارات أجنبية جديدة في ظل بيئة جيوسياسية متوترة. وفي هذا السياق، يقول محللون لـ"غلوبس" إن "أي خفض إضافي سيؤثر على قدرة إسرائيل على تمويل عجز الموازنة في الأسواق الدولية، خاصة إذا ترافق مع ارتفاع العوائد المطلوبة على السندات الحكومية الإسرائيلية". بين المعركة العسكرية والمعركة المالية ولا يقتصر التحدي على العمليات العسكرية فحسب، بل يمتد إلى الجبهة الاقتصادية والمالية، حيث تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها في مواجهة متطلبات تمويل الحرب، وتعويض الأضرار، وسط تراجع في الإيرادات الضريبية وتزايد الضغط الشعبي والاقتصادي. وتختم "غلوبس" تقريرها بالتأكيد على أن "الحرب مع إيران، إن استمرّت لفترة طويلة، قد لا تقتصر آثارها على الجبهة الأمنية، بل ستنعكس بحدة على كل مؤشر اقتصادي رئيسي، من معدلات النمو والتوظيف، إلى التوازن المالي والعملة المحلية".