
القضاء السويدي يُحاكم «وحش داعش» في جريمة إحراق الكساسبة
عادت جريمة إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة إلى واجهة الرأي العام الدولي مع مثول أسامة كريم، أحد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، أمام القضاء السويدي لأول مرة بتهمة التورط المباشر في الجريمة الوحشية التي هزت العالم عام 2015.
وخلال جلسات المحاكمة التي تُعقد في ستوكهولم منذ 4 يونيو الجاري، أكد ميكائيل ويسترلوند، محامي الطرف المدني، أن المتهم «لم يُظهر أي تعاطف أو ندم» أثناء محاكمته، بل بدا كأنه منفصل تماماً عن بشاعة ما ارتُكب، وفق ما جاء في استجوابات موثقة عُرضت أمام المحكمة.
وتعود وقائع الجريمة إلى 24 ديسمبر 2014، حين سقطت طائرة الكساسبة من طراز «إف-16» خلال مهمة للتحالف الدولي ضد «داعش» في الرقة السورية، وتم أسره على يد التنظيم الإرهابي. وفي 3 فبراير 2015، نشر التنظيم مقطعاً مروعاً يوثّق إحراقه حياً داخل قفص حديدي، مرتدياً زياً برتقالياً. المشهد الصادم فجّر موجة استنكار عالمية، وردّت عليه الأردن بغارات مكثفة وإعدامات فورية لعناصر إرهابية.
المدعو أسامة كريم، البالغ من العمر 32 عاماً ويحمل الجنسية السويدية، كان قد التحق بـ«داعش» في سورية عام 2014. ووفق لائحة الاتهام، يُشتبه بأنه شارك بشكل مباشر في عملية الإعدام، عبر اقتياد الكساسبة إلى القفص وحراسته أثناء التحضير للعملية.
وتُعد هذه المحاكمة الأولى من نوعها في السويد التي تتناول جريمة ارتُكبت على أراضٍ خارج البلاد، حيث تُعقد الجلسات وسط تدابير أمنية مشددة، وتركز النيابة العامة على أدلة قوية تشمل مقاطع فيديو ورسائل عبر «فيسبوك» تُثبت تواجد كريم في موقع الجريمة ومشاركته فيها.
وعلى الرغم من محاولته إنكار معرفته المسبقة بالإعدام وزعمه أنه لم يمكث في الموقع سوى 15 دقيقة، إلا أن النيابة تطالب بعقوبة السجن المؤبد، وتنتظر المحكمة النطق بالحكم في 31 يوليو المقبل.
يُذكر أن كريم أُدين سابقاً في قضايا إرهاب كبرى، إذ حكم عليه في فرنسا بالسجن 30 عاماً عام 2022 لدوره في هجمات باريس وسان دوني التي أودت بحياة 130 شخصاً، كما نال السجن المؤبد في بلجيكا عام 2023 لتورطه في هجمات بروكسل التي خلّفت 32 قتيلاً. وفي مارس 2025، وافقت فرنسا على تسليمه مؤقتاً إلى السويد لمحاكمته في قضية الكساسبة، على أن يُعاد إليها بعد انتهاء الإجراءات.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 3 ساعات
- الرجل
أحمد السقا يثير الجدل بفيديو جديد بعد اتهامه بالتعدي على طليقته
رغم قرار رسمي باستدعائه من النيابة العامة المصرية على خلفية اتهامه بالتعدي بالضرب على طليقته الإعلامية مها الصغير، ظهر الفنان أحمد السقا في مقطع فيديو جديد نشره عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، بدا فيه غير مكترث بما يُثار حوله. وقد التُقطت هذه المشاهد داخل صالة ألعاب رياضية، حيث بدا السقا وهو يؤدي تدريباته اليومية في أجواء مريحة، ما اعتبره كثيرون ردًّا غير مباشر على القرار القضائي الأخير، وربما محاولة لتأكيد تماسكه في مواجهة الأزمة. الفيديو، الذي انتشر على نطاق واسع، أثار موجة تفاعل وجدال بين المتابعين، حيث اعتبره البعض بمثابة تحدٍّ صريح للقضاء، فيما رآه آخرون مجرّد استمرار طبيعي لحياته اليومية إلى حين مثوله أمام جهات التحقيق. ويأتي هذا الظهور الإعلامي المتزامن مع صدور قرارات مهمة من النيابة بشأن القضية، ليضيف مزيدًا من الإثارة والغموض على المشهد. مها الصغير تتمسك باتهامها واستدعاءات موسعة كانت مها الصغير قد أدلت بشهادتها رسميًا أمام جهات التحقيق بمدينة السادس من أكتوبر، مؤكدة تعرضها للاعتداء الجسدي على يد طليقها أحمد السقا داخل الكمبوند السكني الذي تقيم فيه، وأمام عدد من المارّة. وقد عزّزت النيابة التحقيق بالاستماع إلى أقوال السائق الخاص بمها الصغير، وأصدرت قرارًا عاجلًا باستدعاء السقا لاستجوابه رسميًا. كما تم إصدار أوامر باستدعاء شهود عيان وفرد أمن كان متواجدًا في موقع الحادث، فضلًا عن التحفّظ على كاميرات المراقبة المحيطة بالمكان وتفريغ محتواها لتحديد ما إذا كانت الواقعة قد تم تصويرها بالفعل. لا تزال التحقيقات جارية، وسط ترقب واسع لرد فعل السقا القانوني خلال الأيام القليلة المقبلة، وما إذا كان سيستجيب للاستدعاء أو يواصل التجاهل الذي بدأه على مواقع التواصل.


عكاظ
منذ 4 ساعات
- عكاظ
القضاء السويدي يُحاكم «وحش داعش» في جريمة إحراق الكساسبة
عادت جريمة إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة إلى واجهة الرأي العام الدولي مع مثول أسامة كريم، أحد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، أمام القضاء السويدي لأول مرة بتهمة التورط المباشر في الجريمة الوحشية التي هزت العالم عام 2015. وخلال جلسات المحاكمة التي تُعقد في ستوكهولم منذ 4 يونيو الجاري، أكد ميكائيل ويسترلوند، محامي الطرف المدني، أن المتهم «لم يُظهر أي تعاطف أو ندم» أثناء محاكمته، بل بدا كأنه منفصل تماماً عن بشاعة ما ارتُكب، وفق ما جاء في استجوابات موثقة عُرضت أمام المحكمة. وتعود وقائع الجريمة إلى 24 ديسمبر 2014، حين سقطت طائرة الكساسبة من طراز «إف-16» خلال مهمة للتحالف الدولي ضد «داعش» في الرقة السورية، وتم أسره على يد التنظيم الإرهابي. وفي 3 فبراير 2015، نشر التنظيم مقطعاً مروعاً يوثّق إحراقه حياً داخل قفص حديدي، مرتدياً زياً برتقالياً. المشهد الصادم فجّر موجة استنكار عالمية، وردّت عليه الأردن بغارات مكثفة وإعدامات فورية لعناصر إرهابية. المدعو أسامة كريم، البالغ من العمر 32 عاماً ويحمل الجنسية السويدية، كان قد التحق بـ«داعش» في سورية عام 2014. ووفق لائحة الاتهام، يُشتبه بأنه شارك بشكل مباشر في عملية الإعدام، عبر اقتياد الكساسبة إلى القفص وحراسته أثناء التحضير للعملية. وتُعد هذه المحاكمة الأولى من نوعها في السويد التي تتناول جريمة ارتُكبت على أراضٍ خارج البلاد، حيث تُعقد الجلسات وسط تدابير أمنية مشددة، وتركز النيابة العامة على أدلة قوية تشمل مقاطع فيديو ورسائل عبر «فيسبوك» تُثبت تواجد كريم في موقع الجريمة ومشاركته فيها. وعلى الرغم من محاولته إنكار معرفته المسبقة بالإعدام وزعمه أنه لم يمكث في الموقع سوى 15 دقيقة، إلا أن النيابة تطالب بعقوبة السجن المؤبد، وتنتظر المحكمة النطق بالحكم في 31 يوليو المقبل. يُذكر أن كريم أُدين سابقاً في قضايا إرهاب كبرى، إذ حكم عليه في فرنسا بالسجن 30 عاماً عام 2022 لدوره في هجمات باريس وسان دوني التي أودت بحياة 130 شخصاً، كما نال السجن المؤبد في بلجيكا عام 2023 لتورطه في هجمات بروكسل التي خلّفت 32 قتيلاً. وفي مارس 2025، وافقت فرنسا على تسليمه مؤقتاً إلى السويد لمحاكمته في قضية الكساسبة، على أن يُعاد إليها بعد انتهاء الإجراءات. أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 9 ساعات
- الشرق الأوسط
دمشق في مواجهة عودة مفاجئة لـ«داعش»
أعادت العملية الانتحارية التي استهدفت كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة في دمشق، الجدل حول نشاط «داعش» داخل الأراضي السورية. ورغم اللغط الذي أثاره إعلان «سرايا أنصار السنة» تبنّيها العملية، تتفق مصادر متقاطعة على أن الجماعات المتطرفة، على اختلاف توجهاتها، تنخرط الآن في محاولات حثيثة لتقويض حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع، بدوافع وأساليب مختلفة. ويكشف قائد في الجيش السوري الجديد عن جانب خطر من محاولات تنظيم «داعش» لتنفيذ عمل عسكري واسع ومفاجئ على دمشق، بالتزامن مع خطط لتغلغل عناصر من البادية إلى المدن، بينما تندفع جماعات أخرى «دعوية» لشن هجمات تحت طائلة الغضب والتوتر من السلطات السورية. وحذر القائد العسكري من «استراتيجية (داعش) الحالية التي تعتمد الهجرة من البادية إلى المدن والتغلغل فيها وتشكيل خلايا جديدة داخلها». وقال: «لدينا ما يكفي من القدرات للتصدي لخطر التنظيم وتفكيك خلاياه (...) نحن نعرفهم أكثر من غيرنا». عناصر من الأمن الداخلي السوري خلال عملية إلقاء القبض على خلية لتنظيم «داعش» في ريف دمشق (الداخلية السورية) تحدّث القائد في الجيش السوري الجديد عن معلومات حساسة تتعلق بخطط تنظيم «داعش»، مفضّلاً عدم ذكر اسمه، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش تمكن من الحصول على المعلومات بعد نجاحه في الإمساك بخلية تابعة للتنظيم قبل عدة أشهر في مدينة حمص، كانت قادمة من منطقة البادية السورية»، ما يشير إلى استراتيجية يعمل عليها التنظيم للتغلغل من المناطق الصحراوية إلى المراكز الحضرية. وبعد يوم واحد من الهجوم على الكنيسة، أعلنت وزارة الداخلية السورية، في 23 يونيو (حزيران) 2025، أنها نفّذت «عملية دقيقة» بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة لتعقّب واستهداف أوكار «داعش» في دمشق وريفها، «خصوصاً التي نفذت الهجوم الإرهابي على كنيسة القديس مار إلياس». ويقوم مخطط «داعش»، وفق المصدر، على تنفيذ عمل عسكري واسع ومفاجئ، من خلال السيطرة على عدة أحياء في مدن رئيسية في وقت واحد، وكانت نقطة الانطلاق، بحسب الكشف الأمني، ستكون حمص. وقال: «كان تفكيك الخلايا مهمّاً جداً، إذ عززنا الوجود العسكري في حمص وأريافها، وهي ضربة استباقية مهمة لإحباط مخططات التنظيم وتعزيز الاستقرار في سوريا». وتابع: «من ضمن الأهداف التكتيكية لـ(داعش) أيضاً، استهداف أماكن عبادة ومقامات دينية للعلويين والمرشديين والمسيحيين، لإحراج الحكومة السورية، والإيحاء بأن البلاد غير آمنة». وهي استراتيجية اشتهر بها التنظيم في سوريا، وقبلها في العراق، لمحاولة تأجيج الفتنة الطائفية والدينية، وبالتالي تقويض السلطة الحكومية وإظهارها عاجزة عن حماية مواطنيها ومقدساتهم، ما يخدم أجندة التنظيم في إثارة الفوضى وتجنيد المزيد من الأفراد، وفق المصدر. وكانت تقارير محلية قد أشارت إلى أن تنظيم «داعش» كثّف نشاطه لإعادة هيكلته من جديد، بعد فترة من السبات والترقّب، وهي معلومات لا تزال تحتاج إلى المزيد من التحقق من مصادر مستقلة. أولوية «داعش»، بحسب معلومات الجيش السوري، والتأثير المأساوي لتفجير الكنيسة الأرثوذكسية، ينسجمان إلى حد بعيد مع الاتهام الفوري الذي وجّهته الحكومة السورية للتنظيم، وحمّلته مسؤولية العملية الدموية، قبل أن تعلن اعتقال أفراد قالت إنهم ينتمون إليه. إجراءات أمنية في وسط دمشق بعد التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة في حي الدويلعة (أ.ب) بينما يُعد تفجير «مار إلياس» أول عمل إرهابي من هذا النوع يستهدف مصلّين في كنيسة دمشقية منذ عام 1860، أيّد كثيرون الرواية الحكومية، سيما وأن خطر «داعش» قائم. لكن مصادر مطلعة اعتبرت أن الحادث وإن اعتمد أساليب مشابهة، إلا أنه لا يتوافق مع «أدبيات داعش» أو منهجه في سوريا عموماً وتحديداً في هذه المرحلة. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «(داعش) لم يسبق له استهداف الكنائس بهذه الطريقة في مناطق سيطرته داخل الأراضي السورية»، مشيرة إلى أن التنظيم «لن يحقق فائدة من ضرب الكنائس بينما يخوض حرباً ضد حكومة الشرع، لتجنب المزيد من النفور الاجتماعي منه». ومنذ بدايات انتشاره في البلدات السورية، كان التنظيم الإرهابي يقوم بتحطيم الصلبان وتكسير أسوار الكنائس ومحتوياتها ورفع رايات التنظيم فوقها. وحدث ذلك في محافظات دير الزور وريفي حمص وإدلب في فترات متباعدة. وإلى ذلك فإن الكنائس عموماً لم تكن بمنأى عن الاستهداف والقصف من قبل النظام السابق. انتشار قوات الأمن العام في اللاذقية في محيط الكنائس (وزارة الداخلية) ولكن اليوم وبحسب المصادر يركّز «داعش» على أولوية مختلفة، إذ يعمل على «إيذاء مَن يعتبرهم أعداءه من الشخصيات التي تشغل مناصب مهمة في حكومة الشرع». وقالت المصادر إن «أشخاصاً مطّلعين على أدوات عمل التنظيم، وحركته في مناطقه لا يرونه مهتمّاً حاليّاً بتفجير الكنائس ودور العبادة، بل بضرب الحكومة بشكل مباشر». ويرى كثيرون أن العداء المعلن بين دمشق والتنظيمات المتطرفة، لا سيما «داعش»، يعزّز من ثقة المجتمع الدولي بالحكومة السورية الجديدة، كما أن الأخيرة لا تتردد في اعتقال أفراد هذه الجماعات. رواية «أهل السنة» الذين يصرّون على التشكيك في مسؤولية «داعش» عن تفجير الكنيسة، تلقي باللوم على متطرفين من جماعة «الدعاة»، وهم جزء من «سرايا أنصار السنة»، كانوا قد اعتُقلوا سابقاً على خلفية تجوالهم في مناطق مسيحية. الجماعة نفسها كانت قد ردّت على بيان الحكومة السورية الذي حمّل «داعش» مسؤولية التفجير، وقالت إن «الاستشهادي محمد زين العابدين أبو عثمان أقدم على تفجير كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة بمدينة دمشق، مخلّفاً عشرات القتلى والجرحى». ووصفت الجماعة بيان الحكومة بأنه «ملفّق وعارٍ عن الصحة ولا يستند إلى دليل». وتوعّدت بأن «جنودها من استشهاديين وانغماسيين على أتم الجاهزية، عدةً وعدداً». إلا أن وزارة الداخلية السورية واصلت محاولاتها لإثبات صحة روايتها الأولى عن مسؤولية «داعش»، وكشفت يوم 24 يونيو 2025 عن هوية منفذي التفجير وكانا قادمين من مخيم الهول. مع حماسة الجماعة لاحتكار العملية ونفيها عن آخرين مثل «داعش»، لا يتوقف الحديث بين شخصيات مطلعة على طبيعة الجماعات الإرهابية حول حقيقة الجهة التي نفذت عملية الكنيسة. وتُفيد إحدى الفرضيات بأن مجموعة «الدعاة» قد نفذت العملية الانتحارية دون تخطيط مركزي على طريقة «الذئاب المنفردة» بدافع الغضب من تصرفات الأمن العام، الذي اعتقل عدداً من أعضائها بعد قيامهم بجولات «دعوية» في أحياء تقطنها أغلبية مسيحية. وشهدت تلك الجولات مشادات كلامية وتوتراً بين أفراد الجماعة وسكان محليين وشخصيات دينية مسيحية. وتستند هذه الفرضية، التي تقاطعت حولها عدة مصادر، إلى أن «سرايا أنصار السنة» تبنّت العملية بعد تنفيذها فعلياً. لكن مصادر أمنية استبعدت تماماً أن تكون عملية بهذا التأثير السياسي والأمني الكبير من تنفيذ جماعة غير تنظيم «داعش»، الذي تثبت خططه أنه يستهدف الحكومة، فيما تسارع الأخيرة إلى اعتباره خصمها الأول. تحاول السلطات السورية اليوم وبشتى الوسائل، عزل «داعش» عن حاضنته السابقة. ويقول وسطاء يعملون على تسهيل المصالحة بين الدولة السورية وأفراد كانوا منتسبين سابقاً للتنظيم، إن «أكثر من 150 شخصاً لم يثبت ارتكابهم جرائم ضد المدنيين، قد تخلّوا عن (داعش) وتم العفو عنهم». تدابير وإجراءات أمنية مكثفة قرب «كنيسة مار إلياس» في دمشق (أ.ب) وأوضح أحد هؤلاء الوسطاء، وهو من وجهاء العشائر السورية وفضّل عدم ذكر اسمه، تفاصيل مهمة في هذا السياق، إذ أكد أن «عدداً من المشمولين بالعفو انضموا إلى الدولة السورية بعد تزكية شخصيات دينية وعشائرية لهم». ويميل مراقبون إلى الاعتقاد بأن السياسة التي تنتهجها الحكومة تعكس رغبتها في إعادة دمج عناصر التنظيم غير المتورطين بالدم في المجتمع، لفك ارتباطهم عن التنظيم والتخلص من الأفكار المتطرفة وسحب البساط في المقابل من تحت أقدام «داعش» من التحكم بهم، بما يسهم في إضعافه. وقال الوسيط لـ«الشرق الأوسط»: «طلبنا من الحكومة تسوية أوضاع أعضاء سابقين في (داعش) من غير المتورطين بجرائم، لتشجيع الآخرين على التخلي الكامل عن التنظيم (...) والحكومة تدرك أن الاستمرار في ملاحقتهم سيجعلهم يتمسكون به أكثر». واستدرك الوسيط: «بالطبع لا تزال الحكومة تلاحق شخصيات داعشية متورطة في أعمال عنف ضد هيئة تحرير الشام وضد المدنيين (...). هؤلاء لا شفاعة لهم».