logo
هل توقف أمريكا الحرب أم تتورط فيها ؟

هل توقف أمريكا الحرب أم تتورط فيها ؟

عكاظمنذ 13 ساعات

الحرب ليست نزهة حتى لو طرفاها غير متكافئين، وحتى لو انتشى طرف بإحراز إنجاز كبير في بدايتها يوهمه بأنه قادر على حسمها والانتصار فيها. إسرائيل استهدفت سابقاً المشروع النووي الإيراني عدة مرات على مدى أكثر من عشرين عاماً لكنها لم تعطله، ولم تتوقف عن الاستمرار في التخطيط لتدميره كحلم عزيز يراودها تنتظر الفرصة الثمينة لتنفيذه. هذه المرة تهيأ لها الظرف الذي ساعدها لأكثر من سبب.
منذ قدوم الرئيس ترمب وضع في أولويات أجندته إنهاء المشروع النووي الإيراني، المفاوضات لم يكن ينطبق عليها مفهوم المفاوضات الدبلوماسية، بل كانت تهديداً مفاده إما التخلي التام عن البرنامج أو الحرب، ومن الطبيعي ألا يصل حوار كهذا إلى نتيجة، وإنما يفضي إلى التشدد في المواقف. انفتحت شهية نتنياهو عندما وجد خيار الحرب مطروحاً، وبما أن التخطيط لها قد بدأ سابقاً، فلمَ لا يقنع الرئيس ترمب بضرورتها لتكون الهراوة التي تجعل إيران تعود إلى المفاوضات مهزومة وتقبل كل ما يُملى عليها. وفعلاً استدرج ترمب إلى الموافقة وأقنعه بها لتشتعل الحرب فجر الجمعة.
كان اليوم الأول في الحرب إسرائيلياً دون منازع بتدمير كثير من الأهداف الاستراتيجية إضافة إلى تصفية القيادات وعلماء البرنامج النووي، لكن الليلة الثانية لم تكن سهلة على إسرائيل عندما أغرقتها بصواريخ نوعية أحدثت دماراً كبيراً في تل أبيب ومواقع مهمة غيرها، وحصدت كثيراً من القتلى والجرحى، وتحولت إسرائيل إلى حالة من الهلع الكبير.
العقلية المتغطرسة لدى إسرائيل استخفت واستهانت بقدرات إيران كثيراً، لكنها لم تتحمل أول دفقة حقيقية كثيفة للصواريخ الإيرانية المطورة. انكشفت القبة الحديدية، وامتلأت سماء إسرائيل بالصواريخ الإيرانية. هنا عاجل نتنياهو لطلب أمريكا بالتدخل المباشر في الحرب، وتم عقد اجتماع في البنتاجون فجر أمس بتوقيتنا لبحث طلب إسرائيل، في وجود انقسام كبير في المكونات السياسية الأمريكية حول تورط أمريكا في الحرب، بشكل مباشر أو غير مباشر.
الاتصالات بين قادة المنطقة وغيرها مستمرة، بين بعضها البعض ومع أمريكا لتخفيف التصعيد واحتواء الأزمة التي دخلت مرحلة الحرب المفتوحة بكل ما قد تنتج عنه من كوارث إذا طال أمدها. لكن الأمر كله سيتوقف على القرار الأمريكي بشأن دعوة إسرائيل لمشاركتها في الحرب. إذا تحلت أمريكا بالحكمة والعقل وتغليب المصالح للجميع في المنطقة فلن تتورط وسوف تجبر إسرائيل على إيقافها، أما إذا تم استدراجها فسندخل مرحلة أسوأ من كل المراحل التي عاشتها المنطقة.
أخبار ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأحداث الإقليمية وأسعار النفط
الأحداث الإقليمية وأسعار النفط

الاقتصادية

timeمنذ 27 دقائق

  • الاقتصادية

الأحداث الإقليمية وأسعار النفط

بدأت الحرب بين إيران وإسرائيل قبيل أيام في يوم 13 يونيو 2025 على وجه التحديد، عندما شنت إسرائيل عملية عسكرية جوية واسعة استهدفت منشآت نووية وعسكرية داخل إيران. في اليوم التالي، ردت طهران بهجوم صاروخي مكثف، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى ورفع وتيرة التوتر في المنطقة إلى مستويات عالية. هذا التصعيد المفاجئ في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية جغرافيا وإستراتيجيا كان له أثر مباشر بطبيعة الحال في أسواق النفط العالمية، فقبل اندلاع القتال، كانت أسعار النفط مستقرة نسبيا، إذ بلغ سعر خام برنت نحو 66.5 دولار للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط (WTI) نحو 68 دولارا للبرميل. خلال يومين فقط من بدء التصعيد، قفزت الأسعار بنحو 7%، حيث بلغ سعر خام برنت 74.23 دولار، وWTI ارتفع إلى 72.98 دولار للبرميل. في رأيي، هذا الارتفاع الحاد في الأسعار يعزى إلى المخاوف المتزايدة من أن تؤدي الحرب إلى تعطيل الملاحة في مضيق هرمز، وهو ممر حيوي يمر عبره نحو 20% من صادرات النفط العالمية، وقد أطلقت إيران تهديدات واضحة بإغلاق المضيق في حال توسع الهجوم الإسرائيلي أو تم فرض مزيد من العقوبات الأمريكية. مثل هذه التهديدات -حتى لو لم تنفذ عمليا- كافية حسبما أرى لإثارة قلق الأسواق ورفع الأسعار بشكل فوري. في المدى القصير، أتوقع أن أسعار النفط ستظل ضمن نطاق متقلب ما بين 70 و78 دولارا للبرميل، ما لم تقع مفاجآت عسكرية إضافية أو يحدث استهداف مباشر لإمدادات الطاقة العالمية. وفي حال حدوث تطورات أكثر خطورة، فإن الأسعار قد تتجاوز حاجز 100 دولار للبرميل, وهذا في اعتقادي لن يدع الدول العظمى أن تقف مكتوفة الأيدي وتراقب دون تدخل سياسي ودبلوماسي لخفض التصعيد. رغم حدة التصعيد، إلا أن ما حدث قد يكون تمهيدا لمفاوضات الجولة السادسة لدفع إيران نحو القبول بالشروط الأمريكية المرتبطة ببرنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات وضمان استمرار صادراتها النفطية. كما أرى أن المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا والصين، سيدفع بقوة نحو تهدئة الأوضاع، لأن توسيع دائرة الحرب قد يهدد أمن الطاقة العالمي ويدفع بأسعار النفط إلى مستويات تضرب استقرار الاقتصاد العالمي. وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال الدور القيادي الذي تؤديه السعوية في حفظ أمن الطاقة العالمي. فالسعودية بحكم مكانتها المحورية في أسواق النفط، تعمل عبر قنواتها الدبلوماسية ومن خلال تحالفاتها شرقا وغربا على تخفيف حدة التصعيد واحتواء التوتر. وأعتقد أن الجهود السعودية ستكون أساسية في التوصل إلى حلول سياسية تقلل من مخاطر الحرب وتضمن استمرار تدفق الطاقة بشكل آمن ومنتظم للعالم أجمع.

"مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان": إسرائيل تلحق معاناة مروعة بالفلسطينيين في غزة
"مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان": إسرائيل تلحق معاناة مروعة بالفلسطينيين في غزة

صحيفة سبق

timeمنذ 27 دقائق

  • صحيفة سبق

"مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان": إسرائيل تلحق معاناة مروعة بالفلسطينيين في غزة

بدأت اليوم في جنيف أعمال الدورة التاسعة والخمسين لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. وتناقش الدورة التي تستمر حتى التاسع من يوليو القادم، الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وميانمار والسودان والعديد من الدول التي تشهد نزاعات، إضافة إلى الإبادة الجماعية، والاتجار في البشر وأثر تغير المناخ على الإنسان. ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في افتتاح الدورة إلى خفض التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، وإجراء مفاوضات دبلوماسية عاجلة لإنهاء هذه الهجمات، وحماية المدنيين في المناطق المكتظة بالسكان. وقال تورك: "إن أساليب الحرب الإسرائيلية تلحق معاناة مروعة وغير مقبولة بالفلسطينيين في غزة، حيث قتل أكثر من 55 ألف شخص بينهم أطفال ولاتزال الهجمات مستمرة.

البرلمان الإيراني ينفي التصويت على الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي
البرلمان الإيراني ينفي التصويت على الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي

الشرق الأوسط

timeمنذ 27 دقائق

  • الشرق الأوسط

البرلمان الإيراني ينفي التصويت على الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي

نفى البرلمان الإيراني، اليوم الاثنين، التصويت على مشروع قانون للانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في وقت سابق إن البرلمان يعد مشروع قانون للانسحاب من المعاهدة، مضيفاً أن طهران لا تزال تعارض تطوير أسلحة الدمار الشامل. وفي السياق، دعت إيران الدول الأوروبية اليوم إلى وقف «العدوان» الإسرائيلي على أراضيها، بعد أربعة أيام على بدء الدولة العبرية هجمات واسعة تردّ عليها طهران بشنّ ضربات صاروخية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحافي: «كان ينبغي على ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إدانة جرائم الكيان الصهيوني بوضوح تام»، مضيفاً: «نتوقع بطبيعة الحال من الدول الأوروبية العمل على إنهاء العدوان... وإدانة أفعال هذا الكيان ضد المنشآت النووية» الإيرانية. وفي رده على سؤال من وكالة «تسنيم» حول ما تطلبه إيران من المجتمع الدولي والدول، قال المتحدث: «هذه الحرب ليست ضد إيران فحسب، بل ضد الحضارة الإنسانية. إنها حرب يشنها كيان قائم على الإبادة الجماعية والفصل العنصري ضد دولة ذات جذور تعود لآلاف السنين في هذه المنطقة. إنها حرب ضد سيادة القانون وضد ميثاق الأمم المتحدة. لذلك، فإن على كل الحكومات التي تؤمن بالعيش السلمي أن تتحمل مسؤوليتها، وتتحرك لوقف هذه الجريمة ومحاسبة الكيان المعتدي». أما عن الدعوات للتفاوض في هذه الظروف، فقال بقائي: «لا شك أن التفاوض في هذه الأجواء بلا معنى. على الولايات المتحدة، كعضو في مجلس الأمن، أن تعترف بالعدوان. لا يمكننا قبول أن تكون دولة تقيم علاقات مع الكيان المعتدي، وفي نفس الوقت تنكر الواقع أو تضع العراقيل أمام الحقيقة». ولليوم الرابع، واصلت إسرائيل وإيران، الاثنين، تبادل الضربات الجوية والصاروخية؛ إذ تشن تل أبيب هجمات على أهداف عسكرية وحيوية إيرانية مختلفة، في حين أكدت طهران أنه «لا حدود» في الرد على إسرائيل بعدما «تجاوزت كل الخطوط الحمر»، وشنت بالفعل عدة موجات بمئات الصواريخ الباليستية على الدولة العبرية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store