مدنية الأحكام وتفاعلها مجتمعيًّا وسياسيًّا
أما عن الأول: وهو حد السرقه، قطع يد السارق كان يُعمل به قبل الإسلام، وأول من حكم به الوليد بن المغيرة وكان يعمل قصابًا «جزارًا»، ووافق الإسلام على بقاء الحكم.وكان أول سارق قطعت يده فى الإسلام هو الخيار بن عدى بن نوفل بن عبد مناف، ومن النساء مرة بنت سفيان بن عبد الأسد بن مخزوم، «وربما قد اقتبس الحكم من أحكام التوراة والتى كان الحد عند اليهود قطع يد السارق اليمنى كاملة، (وكانت عقوبة من يسرق فى مصر هى دفع غرامة تصل إلى الضعفين أو ثلاثة أضعاف الشىء المسروق)» هذا للعلم «وقد وافق الإسلام عليها واعتمدها عقوبة شرعية. تعال عزيزى إلى موضوعنا فى ثلاث وقائع مختلفة والسرقة فيها واضحة إلا أن التعامل مع الحدث كان سياسيًّا توافقيًّا فى كل مرة.الحادثة الأولى: يحكى أن صفوان بن أمية لما نام فى الكعبة بعد الطواف من شدة التعب، ووضع رداءه تحت رأسه، وسرقه أحدهم من تحته، وأتوا به إلى النبى وسأله فأجاب واعترف بسرقة الرداء، وأمر الرسول بقطع يده، فإن العقوبة كانت قاسية ولا تتناسب مع تفاهة المسروق، حتى تعجب صفوان «صاحب الشأن» حين قال (ما كنت أريد أن تُقطع يده فى ردائى) وهو رأى صواب حين رأى صفوان أن العقوبة أقسى مما يجب ولا تتوافق مع الجرم، إلا أن تغليظ العقوبة فى وقت من الأوقات يكون له بعد سياسى لضبط المجتمع، وحين تتفشى الظاهرة تكون العقوبة أشد من الجرم حتى تعود الأمور إلى نصابها ويأمن الناس شرها، وهذا ما يأخذ به القضاة، وهو أمر يتنافى مع مبدأ «العدل المطلق».الحادثة الثانية: (التغاضى عن الغلول فى الغزوات) الغلول فى اللغة له معنيان: المعنى الخاص هو الأخذ من الغنيمة سرًّا قبل قسمتها، أما المعنى العام فهو مطلق الخيانة فى أى أمانة أو مال، ولقد واجه النبى مشكلة فى الغزوات، وهى سلب المقاتلين من المسلمين جزءًا من الغنائم وإخفاؤها قبل تسليمها وتوزيعها، والمعلوم أن النبى لم يطبق حد قطع يد من سرق وأغل من السارق، والأرجح أن هذا قرار سياسى اتخذه النبى حتى لا تضعف عزيمة المقاتلين، وراعى فيه بعدًا سياسيًّا معتبرًا، وجاء فى الأثر (وكان الرسول يجد الغلول فى رحل الرجل فلا يعاقبه، لكنه يعنفه ويؤنبه ويؤذيه ويعرف الناس عنه). وهناك حكاية عن العبد «مدعم» أحد المقاتلين الذى سلب لنفسه من الغنائم ووضعها فى راحلته، ولم تقطع يده، وقال بسر بن أبى أرطأة: «نهانا الرسول عن القطع فى الغزو».الحادثة الثالثة: قصة المرأة المخزومية، ولم تقطع الكتب هل أقيم عليها الحد، أو عفا عنها النبى، فى رواية لم يقبل فيها شفاعة وفى أخرى تفيد بأن النبى قبل فيها الشفاعة وعفا عنها، والحكاية نقف فيها عند وقوع الجريمة ثم (نعتبر أن الحكم هو العفو) ونأخذ به للتدليل على صدق ما نقول، وعلى الطرف الآخر أن يستدل على كذب ما يدعى، وهو أمر محير فيما يتناقله الرواة، والحكاية أن امرأة من بنى مخزوم وكان شأنها يهم العرب، كانت تستعير الأمتعة من الناس ثم تجحدها (تنكر استعارتها) حتى وصل أمرها إلى النبى، والحكايات كلها تؤكد أن النبى قد أصر على إقامة الحد عليها رغم وساطات العرب، وأوكلوا امر وساطتهم إلى أسامة بن زيد لمكانته وليشفع لها عند النبى، ومعلوم للجميع رد النبى وخطبته فى هذا الشأن حين قال «إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها». إلى هنا والرواية واحدة، واختلفوا حول هل أُقيم الحد أو العفو، وقلنا نأخذ بالعفو.ونضيف إلى الروايات السابقة موقف عمر من تعطيل الحد فى عام المجاعة، فلو كان الحكم مطلقًا ما تعطل فى عهد عمر، وما تغافلوا عنه عند الغلول، وما كان بقسوة سرقة الرداء التافه هذا.ما نريد أن نصل إليه أن الأحكام القرآنية كانت بين كل هذا وذاك قوامًا، وتستوجب إعادة النظر، واعتبار البعد الإنسانى والسياسى أهم الأبعاد، حتى وصل أمر هذا الحد إلى التعطيل الدائم الكامل، والاستغناء عنه بقانون وضعى والبقية تأتى، وبالتأكيد فإن الله بصير بالعباد.(الدولة ألمدنية هى الحل)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 9 ساعات
- الدستور
"خريجي الأزهر" بمطروح يشاركون في لقاء توعوي لتعزيز المشاركة السياسية للمرأة
شارك الشيخ صابر الشرقاوي، مدير إدارة شؤون القرآن وعضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمطروح، نائبًا عن الشيخ عطية سالم، رئيس فرع المنظمة، في لقاء توعوي مميز نظمته مديرية التضامن الاجتماعي. يأتي اللقاء ضمن مبادرة "خطى المستقبل"، ويهدف إلى تعزيز المشاركة السياسية للمرأة ودورها، وذلك بحضور عدد كبير من مكلفات الخدمة العامة والرائدات الاجتماعيات. استكمال مسيرة التنمية والنهضة وفي تصريح خاص أدلت به الدكتورة دار السلام حسين أحمد، مديرة المديرية، أكدت أن "مشاركتنا في الانتخابات القادمة ليست مجرد حق، بل هي أساس استكمال مسيرة التنمية والنهضة التي نلمسها جميعًا، نحن نؤمن بأن الرائدات الاجتماعيات ومكلفات الخدمة العامة لهن دور محوري في توعية أصحاب المعاشات والمواطنين بضرورة المشاركة الفعالة، ولهذا نسعى لتمكينهن وتزويدهن بكل الأدوات اللازمة لأداء هذا الدور بفاعلية". وأضافت الدكتورة دار السلام، أن المرأة في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تحظى بكل الدعم والمساندة، وتُعتبر شريكًا أساسيًا في عملية التنمية والبناء. حرية التعبير والاختيار وشددت على أن حرية التعبير والاختيار مصانة للجميع، ودعت كل أفراد المجتمع، رجالًا ونساءً، إلى المشاركة الإيجابية في العملية الانتخابية القادمة، مؤكدة أن صوت كل فرد هو لبنة في بناء مستقبل مصر. من جانبه، أكد الشيخ صابر الشرقاوي في تصريح خاص، أن الدين الإسلامي يمنح المرأة مكانة عظيمة ويشجعها على المشاركة الفعالة في بناء مجتمعها. وقال: "لقد كرم الإسلام المرأة وأعطاها مكانة تليق بها، وشجعها على أن تكون شريكًا فاعلًا في كل مجالات الحياة بما فيها المشاركة في الشأن العام. إن مشاركة المرأة في الحياة السياسية والانتخابات هي تجسيد حقيقي لهذا التكريم، فصوتها يعد جزءًا لا يتجزأ من مسيرة الوطن نحو مستقبل أفضل، بما يخدم مصلحة المجتمع ويحقق الخير للجميع."


بوابة الفجر
منذ 10 ساعات
- بوابة الفجر
خريجو الأزهر بمطروح يشاركون في لقاء توعوي لتعزيز المشاركة السياسية للمرأة
شارك فضيلة الشيخ صابر الشرقاوي، مدير إدارة شؤون القرآن وعضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمطروح، نائبًا عن فضيلة الشيخ عطية سالم، رئيس فرع المنظمة، في لقاء توعوي مميز نظمته مديرية التضامن الاجتماعي. يأتي اللقاء ضمن مبادرة "خطى المستقبل"، ويهدف إلى تعزيز المشاركة السياسية للمرأة ودورها، وذلك بحضور عدد كبير من مكلفات الخدمة العامة والرائدات الاجتماعيات. وفي تصريح خاص، أدلت به الدكتورة دار السلام حسين أحمد، مديرة المديرية، أكدت أن "مشاركتنا في الانتخابات القادمة ليست مجرد حق، بل هي أساس استكمال مسيرة التنمية والنهضة التي نلمسها جميعًا. نحن نؤمن بأن الرائدات الاجتماعيات ومكلفات الخدمة العامة لهن دور محوري في توعية أصحاب المعاشات والمواطنين بضرورة المشاركة الفعالة، ولهذا نسعى لتمكينهن وتزويدهن بكل الأدوات اللازمة لأداء هذا الدور بفاعلية." وأضافت الدكتورة دار السلام أن المرأة في ظل قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي تحظى بكل الدعم والمساندة، وتُعتبر شريكًا أساسيًا في عملية التنمية والبناء. وشددت على أن حرية التعبير والاختيار مصانة للجميع، ودعت كل أفراد المجتمع، رجالًا ونساءً، إلى المشاركة الإيجابية في العملية الانتخابية القادمة، مؤكدة أن صوت كل فرد هو لبنة في بناء مستقبل مصر. من جانبه، أكد فضيلة الشيخ صابر الشرقاوي في تصريح خاص، أن الدين الإسلامي يمنح المرأة مكانة عظيمة ويشجعها على المشاركة الفعالة في بناء مجتمعها. وقال: "لقد كرم الإسلام المرأة وأعطاها مكانة تليق بها، وشجعها على أن تكون شريكًا فاعلًا في كل مجالات الحياة بما فيها المشاركة في الشأن العام. إن مشاركة المرأة في الحياة السياسية والانتخابات هي تجسيد حقيقي لهذا التكريم، فصوتها يعد جزءًا لا يتجزأ من مسيرة الوطن نحو مستقبل أفضل، بما يخدم مصلحة المجتمع ويحقق الخير للجميع."


فيتو
منذ 11 ساعات
- فيتو
الإفتاء توضح مدى حث الإسلام على احترام خصوصية الآخرين
في زمن "السوشيال ميديا"، أصبحت الخصوصية في طي النسيان، واحترامها درب من دروب الجنون أو شيء غير مألوف على الناس. ومن منطلق بيان فضل الإسلام في حماية خصوصية الآخرين، أوضحت دار الإفتاء المصرية مدى حث الإسلام على احترام الخصوصية. حث الإسلام على احترام خصوصية الآخرين وقالت دار الإفتاء إن الشرع الشريف أمر بالستر وغض الطرف عن عثرات الناس وعيوبهم، وعدم تتبع عوراتهم، وعدم التشهير بهم؛ لئلا يكون سببًا في نشر السوء من وجه، وسترًا وعونًا على التوبة وإصلاح النفس من وجه آخر؛ فعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه". احترام خصوصية الآخرين وفي رواية أخرجها الإمام ابن ماجه في "سننه": «مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ»؛ قال الإمام الصنعاني في "سبل السلام" (2/ 638، ط. دار الحديث): [من ستر مسلمًا اطلعَ منه على ما لا ينبغي إظهارهُ من الزلاتِ والعثراتِ، فإنه مأجور بما ذكره من سترهِ في الدنيا والآخرة؛ فيسترهُ في الدنيا بألَّا يأتي زلةً يَكْرَهُ اطلاعَ غيرهِ عليها، وإن أتاها لم يُطلعْ الله عليها أحدًا، وستره في الآخرة بالمغفرة لذنوبه وعدم إظهار قبائحه وغير ذلك] اهـ. وأكدت حرص الإسلام على احترام خصوصية الإنسان، وهو أمر داخل في مقصد حفظ العرض، وهو أحد المقاصد الكبرى للشريعة، وشرع الله عزَّ وجلَّ لأجل ذلك من الأحكام والتشريعات ما يحفظ به للإنسان حقه في الخصوصية، في هيئته وصورته، وهذا ليس مقصورًا على أن يخترق الإنسان سترًا مسدلًا أو أن ينظر إلى عورةٍ، بل هو نهيٌ عن عموم اختراق خصوصية الآخرين بغير علمهم وبغير ضرورة لذلك. احترام الخصوصية ولما كان حفظ خصوصيات الجسد في هيئته وصورته أمرًا واجبًا؛ لا يحل استباحته إلا لسبب مما استقر على تسميته بأسباب الإباحة، وهي حالات تبيح -على خلاف الأصل- ما كان محظورًا؛ كأن يكون له سلطة قانونية تبيح له هذا التصوير: فقد جعلت الشريعة الإسلامية من آدابِ الطريق العام: غض البصر؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ» فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ؛ إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: «فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا» قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: «غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ» متفق عليه. وأشارت إلى أنه إذا كان من آداب الطريق، غض البصر، وكفُّ الأذى، فإن الاطلاع على خصوصية الناس دون علمهم يشتمل على تجاوز غض البصر إلى استراق النظر وخرق الخصوصية التي كفلها الشرع الحنيف لعباده. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.