logo
رحلة السفينة «زمزم» الأخيرة.. صفحـــة مؤلمة من تاريخ المصريين

رحلة السفينة «زمزم» الأخيرة.. صفحـــة مؤلمة من تاريخ المصريين

بوابة ماسبيرومنذ 6 ساعات

فى كتاب «على بلد المحبوب – رحلة زمزم الأخيرة» يعمل الكاتب أحمد خير الدين فى خطين متوازيين يشكلان البنية الأساسية للحكاية،
أولاً حياة ومسيرة الباخرة زمزم بركابها الذين يحملون جنسيات مختلفة، وإن كان السواد الأعظم من المصريين والأمريكان، مع الأحداث المتعلقة بالحرب العالمية الثانية والتى كان لها دور كبير فى مصير زمزم وركابها المأساوى.. والخط الثانى هو الحياة الاجتماعية والسياسية فى مصر فى تلك الفترة التى بدأت نهاية 1941 وحتى عودة الركاب من سجنهم بألمانيا.. وذلك من خلال رصد الكاتب للوثائق الرسمية فى أمريكا وألمانيا ودول أخرى، وأيضا ما كتبه بعض الركاب سواء من الكتب أو المقالات، وأيضاً الكتاب الذى وضعه محمد كاظم محرر الأهرام عن الباخرة زمزم، حيث كان المحرر المسئول عن تتبع أخبارها وقتذاك، وقرأ الكاتب الصحف المصرية فى تلك المرحلة لرصد الواقع بكل تفاصيله. وقال: «كل ما يعنينى فى المقام الأول مشهد البلاد خلال الحرب العالمية الثانية، وهؤلاء المصريين الذين احتجزوا فى معتقلات النازية لسنوات.. رغم أن مصر لم تكن فى الحرب لكنها كانت حليفة لإنجلترا.. وسوف تتشابك مع حكاية الباخرة حادثة مهمة فى ذلك الوقت وهى قضية عزيز المصرى ورفاقه، وهى أقرب إلى الشريك فى البطولة، والتى جاءت كمحاولة انقلاب على إنجلترا فى مصر بمساعدة ألمانيا.
ففى تلك الأيام علق العسكريون فى مصر والعراق آمالا عريضة على هزيمة بريطانيا، وانحازوا إلى دول المحور بقيادة إيطاليا وألمانيا أملا فى التحرر من الاستعمار الإنجليزى، وخصص الكتاب الصادر عن دار الشروق مساحة لحكاية قائد الجيش المصرى الأسبق عزيز المصرى ساردا فى البداية حكاية الزيارة إلى العراق.. وأرسلت السفارة الإيطالية فى برلين إلى وزارة الخارجية الألمانية عام 1941.. وأشارت إلى زيارة عزيز المصرى وصالح حرب إلى بغداد، وأطلعا خلالها رشيد عالى الكيلانى رئيس الوزراء العراقى، وأمين الحسينى مفتى القدس الذى غادر فلسطين بعد قرار بريطانى بالقبض عليه، على خطة قالا إنها وضعت مع على ماهر وبالتفاهم مع الملك وبعض المقربين منه ونخبة مختارة من الجيش المصرى وقوات أخرى غير نظامية سوف تسيطر على السلطة وتزيح حكومة حسين سرى، ثم تتخلص من الوجود الإنجليزى فى مصر.. واهتم التقرير بعزيز المصرى وكراهيته للإنجليز».
وبعد ذلك، يضع الباحث تقرير الأهرام عن محاولة عزيز المصرى ورفيقيه عبد المنعم عبد الرؤوف وحسين ذو الفقار فى 16 مايو 1941 الهروب بإحدى طائرات سلاح الطيران الملكى المصرى، قبل أن يضطروا بفضل وسائل الرقابة للهبوط، فاصطدموا بسلك كهربائى وسقطت الطائرة بين قها وقليوب، وفر الثلاثة واعتبر الفعل الذى ارتكبوه يقع فى دائرة الجنايات.
وأكد الباحث على أزمة ندرة الوثائق لتلك المرحلة، إذ يذكر بعض ما عثر عليه، مثل كتاب محمد كاظم الصحفى بالأهرام «زمزم الغريقة».. وعبر صفحة لبيع الكتب القديمة عثر أيضاً على كتاب «برنارد روجى» قبطان السفينة الألمانية «أتلانتس» التى أغرقت زمزم، وأيضا ترجمة بالعربية أعدها الصاغ جمال السيد قال إنها كانت الأهم ووضع عنوانا فرعيا للكتاب «قصة الباخرة الغامضة التى حطمت أسطورة السيادة البريطانية على البحار»، بالإضافة إلى كتاب «إليانور» التى كانت أمها من الركاب وكانت هى طفلة فى ذلك الوقت، وأيضا الباحث الألمانى جيرهارد هاب الذى تتبع من سماهم الضحايا المنسيين فى معسكرات النازية وكان للمصريين نصيب كبير.
ومن خلال ما توافر من وثائق يضع الكاتب خبرا نُشر بالأهرام فى 25 فبراير 1941، يؤكد وصولها إلى نيويورك وعلى متنها 110 من رجال الباخرة المصريين، والتى كان ركابها 125، بينهم 15 مهاجراً يهودياً، والباقى سنعرفه فى موضع آخر، و137 من المبشرين البروتستانت وعائلاتهم وأطفالهم يتبعون أكثر من إحدى وعشرين طائفة بروتستانتية مختلفة، ومعهم سبعة عشر عاملا من الكاثوليك وأربعة وعشرون من سائقى الإسعاف البريطانيين الأمريكيين، وعدد من تجار التبغ كانوا فى طريقهم إلى مزاد كبير وبعض الهاربين من أوربا إلى أفريقيا.. الباخرة التى احتفل بتدشينها ودخولها الخدمة طلعت حرب.
لم يصف الباحث فقط الحياة الاجتماعية والسياسية فى مصر فى تلك الفترة مثل إعلانات كازينو بديعة المنشورة فى الأهرام، بل تفاصيل الحياة اليومية فى الباخرة زمزم أثناء الرحلة والتركيز على بعض الشخصيات فى المطعم والبار وغرف النوم وسطح السفينة، وتقريبا يعيش القارئ مع الركاب فى رحلاتهم وصولا إلى الأزمة والمصائر المختلفة، فى ثلاثة خطوط درامية.. الباخرة وركابها، الواقع المصرى، ما يحدث فى العالم فى تلك الفترة والحرب العالمية الثانية.
وفى مصر، تتبع الباحث رد فعل عائلات الركاب وكان من بينهم ابن الفنانة علوية جميل الذى خرج مع «زمزم» بعد أن أنهى جمال الدين منجد دراسته البحرية. والتقى الباحث شخصيات من الأسرة وعرف من المهندس يسرى تيناوى أن جدته علوية جميل عانت كثيرا ما تقوم بإرسال الطعام والأموال والملابس لابنها عبر الصليب الأحمر، وهو معتقل فى أحد السجون النازية، وأيضا قرارات التقشف حيث أصدرت الحكومة عام 1941 قرارها بمنع بيع اللحوم ثلاثة أسابيع، فى سياق خطة التقشف فى زمن الحرب.
ويتتبع الكتاب مصير هؤلاء بعد الأسر، حيث رأى قائد المعتقل الألمانى وفقا للوثائق ضرورة التركيز على صفقة تبادل لبحارة زمزم مع الأسرى الألمان فى مصر بدلا من المصريين المعتقلين فى مدن أخرى.. واتفقت معه البحرية فى ذلك.. ومن خلال أوراق الباحث الألمانى يؤكد أن الوثائق تقول إنه تم الإفراج فى البداية عن طبيب السفينة أمين بقطر فى صيف 1943، وانتظر البقية حتى عام 1944، بل وسمح لبعضهم بالتنقل كعمالة أجنبية فى برلين وفيينا لتحسين ظروفهم، بل وسمح لأحدهم بالعمل فى خدمة مفتى فلسطين أمين الحسينى، وبنهاية عام 1944 تمت الصفقة حيث انتقلوا من ألمانيا إلى بلغاريا ثم إلى تركيا قبل أن يصلوا مصر، وكان ركاب السفينة بعد أن وقعوا فى يد الألمان تم تصنيفهم، ولم يمض وقت طويل إلا وكان الركاب الأمريكان قد وصلوا فى صفقة إلى نيويورك، وظل المصريون يتنقلون إلى أن وصلوا برلين ومن قبل فرنسا وتمت معاملتهم كأسرى حرب، بل وعملوا فى حفر الخنادق ونزح المجارى وتسميد الأرض وعاشوا حياة قاسية فى المعتقلات دون ذنب! وتم الإفراج عنهم على مراحل وليس دفعة واحدة.
مصادر تعامل معها الباحث أقرب إلى الموزاييك.. قطع تكمل الصورة.. ويعود إلى كتاب البكباشى محمد واصف حكمدار البوليس، حيث اطلعت «الأهرام» على كتاب ورد إليه من ابنه حسن الذى كان ضمن ضباط وبحارة زمزم يشكو فيه من قسوة البرد وقلة الملابس، ويرجو أن تهتم الجهات المختصة بأمر هؤلاء الضباط والبحارة فتمدهم عن طريق الصليب الأحمر بالأغطية والأغذية.. وأيضا تلقت الأهرام برقية من أحمد أبورومية أحد أفراد الطاقم شكر فيه جمعية الهلال الأحمر على ما أرسلته من الأرز والفاصوليا، وذكر محرر الأهرام محمد كاظم صاحب كتاب «زمزم الغريقة» أن قلوب المحتجزين وجفت حين سمعوا من إذاعة لندن بحادث القصاصين الذى تعرض له الملك، ثم طربت لنجاته، وأصروا على أن يرسلوا خطابا للاطمئنان على جلالته وسروا بالرد الملكى الذى وضعوه فى لوحة منشورات المعتقل .. هذه المتابعات من الأهرام / الصحافة ومن عائلات المحتجزين والرسائل المتبادلة تدل على التواصل المستمر بين الأسرى والمؤسسات الوطنية فى مصر.
وقدم البحث وصفا دقيقا لمعاناة الأسرى وطريقة المعيشة الصعبة فى الأكل والشرب والنوم، والمعاناة حين تتأخر المساعدات القادمة من الصليب الأحمر، وكيف كانت لحظات الصمت والأسى وهم يستمعون لأم كلثوم وهى تشدو «على بلد المحبوب» كلمات رامى وألحان السنباطى، والتى اختارها أحمد خير الدين عنواناً للكتاب.
حاول الكتاب استعارة أسلوب المونتاج المتوازى فى توصيف المشاهد بين حال الأسرى والشارع فى القاهرة أو بين تحرك السفينة وطاقمها وما يدور فى كواليس السياسة فى مصر والعالم، فبينما يتألم المصريون الأسرى فى المعتقلات النازية، كان الجنود البريطانيون يتجولون سعداء فى شوارع القاهرة يتنزهون ويلتقطون الصور.
وفى 27 أكتوبر 1944 ينقل الباحث نص الخبر من «نيويورك هيرالد تريبيون»، حيث نقلت وكالة تاس أن 109 من المعتقلين المصريين من طاقم «زمزم» حررتهم القوات الروسية من معتقل فى بلغاريا. وعلقت الصحيفة: «ربما لا شيء يوضح عالمية هذه الحرب أكثر من ملحمة زمزم وما جرى لركابها وطاقمها. هرب اثنان من المعتقلين من قطار بضائع ألمانى وأطلق سراح بعضهم بعد ستة وثمانين يوما فى الأسر، وبعد ثلاث سنوات ونصف السنة خرج طاقم زمزم متعدد اللغات من معسكر اعتقال ألمانى فى بلغاريا بعد أن حررهم الجيش الأحمر».
ركاب زمزم وطاقم البحر وفقا للكتاب والوثائق وما نشر فى تلك المرحلة عاشوا سنوات درامية حافلة بالأحداث الصادمة والمفاجئة، خرجوا فى رحلة عمل فوجدوا أنفسهم فى عرض البحر يتعرضون للقصف ثم الإنقاذ بعد احتراق الباخرة وتدميرها، ثم الأسر والتنقل بين المواقع.. تدهورت صحة البعض ومات اثنان منهم.. فعملوا فى نقل الفحم وجر عربات قطع الأخشاب من الكامب.. من الغابات.. وإخراج فضلات المجارى. فبعد غرق زمزم وانتشالهم من الغرق نقلتهم البارجة ريدر إلى فرنسا، وبعدها ركبوا قطارا لنقل البهائم ذهب بهم إلى بريمن وكان طعامهم البطاطس والجزر المسلوق، وعند الشكوى كان يقال لهم «نحن نحارب الجوع».. وقيل لهم أنتم أصدقاء الإنجليز، ولم ينقذهم من الجوع والعرى سوى ما كان يصل من الصليب الأحمر.
والمفارقة حين وصلوا لم يجدوا أحدا فى انتظارهم، بل وطالبتهم الحكومة بمصاريف عودتهم إلى أرض الوطن، بل وفوجئ القبطان جمال عمر بخصم نصف راتبه المتجمد منذ إغراق زمزم (500 جنيه) مصاريف العودة.. أما القبطان الإنجليزى ومساعده فحصلا على راتبهما كاملا مع علاوات وإعانات عن مدة الأسر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ضياء رشوان: القوة لا تقيم استقرارا.. ونتنياهو لا يستطيع تغيير ملامح الشرق الأوسط
ضياء رشوان: القوة لا تقيم استقرارا.. ونتنياهو لا يستطيع تغيير ملامح الشرق الأوسط

تحيا مصر

timeمنذ 41 دقائق

  • تحيا مصر

ضياء رشوان: القوة لا تقيم استقرارا.. ونتنياهو لا يستطيع تغيير ملامح الشرق الأوسط

علق الكاتب الصحفي ضياء رشوان، على وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسلحة إسرائيل بأنها مذهلة، خلال تعليقه على الحرب مع إيران، قائلا: "ترامب يتحدث عن سلاحه، ومن الطبيعي أن يقول أشياءً إيجابية". وأضاف رشوان في حواره مع الإعلامية منة فاروق، عبر قناة "إكسترا نيوز"، أنّ إسرائيل تقصف بطائرات أمريكية أجرت عليها بعض التعديل، ويتم تموينها في الهواء من 30 طائرة أمريكية، كما أن الصواريخ والقنابل التي تُطلق من هذه الطائرات من صناعة أمريكية، كما أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية بكل أنواع كلها أمريكية. وحول رؤيته بشأن مدى قدرة إيران على الاستمرار في الحرب إذا ما استمرت الحرب بشكل مباشر مع تل أبيب فقط أو إذا ما تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر، موضحًا: "إذا تدخلت أمريكا، فإننا سنكون أمام سيناريو الفوضى". ضياء رشوان: المشهد الحالي يشهد صراعا بين دول كبرى في منطقة حساسة وواصل: "الحروب عندما تصل إلى نقطة تضغط بشدة على الدول، فإنها توحد الشعوب، ولكن عندما تصل إلى نقطة إذعان واستسلام، فإن الدولة تخسر جزءً من الشعب وتحيي الأكثر تشددا، مثلا، ألمانيا، أجبرت على الاستسلام في الحرب العالمية الأولى في عام 1918، وبعدها بـ21 سنة، كانت ألمانيا تجتاح أوروبا كلها وتنخرط في الحرب العالمية الثانية التي قُتل فيها من 60 إلى 72 مليون شخص". وأردف: "وبالتالي، فإن المشهد الحالي يشهد صراعا بين دول كبرى في منطقة حساسة، ولا يمكن للقوة أن تقيم استقرارا مهما كانت، ولا يمكن لنتنياهو أن يغير ملامح الشرق الأوسط التي وجدت واستمرت قبل دولته بـ3 آلاف سنة".

ضياء رشوان: الاستقرار لا يقام بالقوة ونتنياهو لا يستطيع تغيير ملامح الشرق الأوسط
ضياء رشوان: الاستقرار لا يقام بالقوة ونتنياهو لا يستطيع تغيير ملامح الشرق الأوسط

الأسبوع

timeمنذ 2 ساعات

  • الأسبوع

ضياء رشوان: الاستقرار لا يقام بالقوة ونتنياهو لا يستطيع تغيير ملامح الشرق الأوسط

الكاتب الصحفي ضياء رشوان علق الكاتب الصحفي ضياء رشوان، على وصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أسلحة إسرائيل بأنها مذهلة، خلال تعليقه على الحرب مع إيران، قائلا: «ترامب يتحدث عن سلاحه، ومن الطبيعي أن يقول أشياءً إيجابية». وأضاف رشوان في حواره مع الإعلامية منة فاروق، عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنّ إسرائيل تقصف بطائرات أمريكية أجرت عليها بعض التعديل، ويتم تموينها في الهواء من 30 طائرة أمريكية، كما أن الصواريخ والقنابل التي تُطلق من هذه الطائرات من صناعة أمريكية، كما أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية بكل أنواع كلها أمريكية. وحول رؤيته بشأن مدى قدرة إيران على الاستمرار في الحرب إذا ما استمرت الحرب بشكل مباشر مع تل أبيب فقط أو إذا ما تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر، موضحًا: «إذا تدخلت أمريكا، فإننا سنكون أمام سيناريو الفوضى». وواصل: «الحروب عندما تصل إلى نقطة تضغط بشدة على الدول، فإنها توحد الشعوب، ولكن عندما تصل إلى نقطة إذعان واستسلام، فإن الدولة تخسر جزءً من الشعب وتحيي الأكثر تشددا، مثلا، ألمانيا، أجبرت على الاستسلام في الحرب العالمية الأولى في عام 1918، وبعدها بـ21 سنة، كانت ألمانيا تجتاح أوروبا كلها وتنخرط في الحرب العالمية الثانية التي قُتل فيها من 60 إلى 72 مليون شخص». وأردف: «وبالتالي، فإن المشهد الحالي يشهد صراعا بين دول كبرى في منطقة حساسة، ولا يمكن للقوة أن تقيم استقرارا مهما كانت، ولا يمكن لنتنياهو أن يغير ملامح الشرق الأوسط التي وجدت واستمرت قبل دولته بـ3 آلاف سنة».

خبير دولي: مصر تدعو لإصلاح مجلس الأمن وتكشف عيوب النظام الحالي
خبير دولي: مصر تدعو لإصلاح مجلس الأمن وتكشف عيوب النظام الحالي

نون الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • نون الإخبارية

خبير دولي: مصر تدعو لإصلاح مجلس الأمن وتكشف عيوب النظام الحالي

أكد أخبار ذات صلة 2:48 مساءً - 11 يونيو, 2025 5:53 مساءً - 12 يونيو, 2025 6:15 مساءً - 10 يونيو, 2025 8:04 مساءً - 9 يونيو, 2025 وأوضح الدكتور مهران في تصريحات صحفية، أن تولي مصر منصب المنسق المشارك للجمعية العامة في المفاوضات الحكومية الدولية حول إصلاح مجلس الأمن يضعها في موقع استراتيجي لقيادة هذه المعركة القانونية الحاسمة، مؤكداً أن الوقت قد حان لإنهاء عهد الاحتكار الذي يهيمن على أهم أجهزة الأمم المتحدة منذ 80 عاماً. وشدد استاذ القانون الدولي على أن المادة 23 من ميثاق وأكد أن الموقف المصري الداعم للمطالب الأفريقية بمقعدين دائمين ومقعدين غير دائمين مع حق النقض يجسد العدالة القانونية المطلوبة، خاصة أن القارة الأفريقية تضم 54 دولة تمثل أكثر من ربع أعضاء الأمم المتحدة، بينما لا تحظى بأي تمثيل دائم في مجلس الأمن، مما يشكل تمييزاً صارخاً ينتهك مبادئ المساواة السيادية المنصوص عليها في المادة الثانية من الميثاق. ولفت إلى أن النظام الحالي لمجلس الأمن، المؤسس عام 1945، لم يعد يعكس موازين القوى الدولية الحديثة ولا التحديات الأمنية المعاصرة، مشيراً إلى أن الشلل المتكرر للمجلس أمام الأزمات الدولية الكبرى يعكس عجز هيكله الحالي عن أداء المهام المنوطة به بموجب الميثاق، خاصة حفظ السلم والأمن الدوليين. وحذر من أن استمرار الوضع الراهن يقوض مصداقية النظام الدولي برمته ويدفع نحو البحث عن بدائل خارج إطار الأمم المتحدة، مما قد يؤدي إلى تفكك النظام الدولي متعدد الأطراف الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، مضيفا أن حق النقض الفيتو في صورته الحالية يتناقض مع مبدأ المساواة السيادية ويسمح لدولة واحدة بعرقلة إرادة المجتمع الدولي، مما يجعله أداة للهيمنة وليس لحفظ السلام. وأشاد بالدور المصري في تنسيق الجهود الأفريقية والدولية لتحقيق هذا الإصلاح التاريخي، مؤكداً أن مصر تحمل على عاتقها مسؤولية تاريخية لتصحيح هذا الظلم القانوني الذي طال أمده، موضحا أن التحالف الواسع الذي تقوده مصر، والذي يضم مجموعة العشرين الأفريقية ودول بريكس والعديد من القوى الإقليمية، يشكل ضغطاً قانونياً وسياسياً متزايداً لا يمكن تجاهله. وخلص الدكتور مهران إلى أن نجاح مصر في قيادة هذا الإصلاح سيمثل انتصاراً تاريخياً للعدالة الدولية وسيعيد للأمم المتحدة مصداقيتها كمنبر حقيقي لجميع شعوب العالم، مؤكداً أن المعركة القانونية التي تخوضها مصر اليوم ستحدد مستقبل النظام الدولي للعقود القادمة وستكون بمثابة اختبار حقيقي لمدى التزام المجتمع الدولي بالعدالة والمساواة. المصدر

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store