logo
بين السطور.. إيلون ماسك وستار لينك إنترنت بمذاق سياسي

بين السطور.. إيلون ماسك وستار لينك إنترنت بمذاق سياسي

البوابةمنذ 3 أيام

عندما غرد إيلون ماسك بجملة مقتضبة تقول: "The beams are on" – في إشارة إلى تفعيل أقمار ستارلينك لتوفير خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية فوق إيران – لم يكن ذلك إعلانًا تقنيًا بريئًا، بل بدا الأمر أقرب إلى رسالة سياسية مشفّرة، تختصر تحوّل الإنترنت من أداة اتصال إلى ورقة ضغط في صراع النفوذ العالمي. فهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها ماسك شبكة ستارلينك كذراع جيوسياسية، لكن دخول إيران إلى المشهد يرفع مستوى الرهان إلى مستويات غير مسبوقة.
من الناحية الإنسانية، قد يبدو توفير الإنترنت لشعب محاصر رقميًا بادرة نبيلة لكنها لا تعكس القصة الكاملة، بل ما يفعله ماسك هو توظيف التكنولوجيا في رسم ملامح نظام عالمي جديد، لا تحكمه فقط الدول، بل يتحكم فيه أيضًا أباطرة الشركات العابرة للحدود.
ستارلينك - بمنطق السوق - ليست خدمة عامة، بل منصة خاصة يملكها فرد واحد، بات يملك القدرة على إيصال الإنترنت أو قطعه، وفق حسابات لا تخضع للمجالس التشريعية أو المؤسسات الدولية، بل لمزاجه وتقديراته الخاصة، هذه السلطة الرقمية المطلقة تضع ماسك في موقع يتجاوز حدود ريادة الأعمال، ليصبح لاعبًا في الساحة الجيوسياسية، يمتلك من النفوذ ما يعادل ما تملكه بعض الدول.
اللافت أن توقيت إعلان تشغيل ستارلينك فوق إيران لم يكن عفويًا، بل جاء بالتزامن مع تصعيد عسكري إقليمي بين إسرائيل وإيران، ووسط موجة من الغموض والتوتر.
في لحظة كهذه، حيث تحاول الدول احتواء الأزمة أو إشعالها، يقرر ماسك أن يدخل اللعبة، لا من باب السياسة التقليدية، بل عبر القبة الرقمية،هنا يصبح السؤال: هل جاء هذا التدخل بدافع أخلاقي فعلًا، أم أنه جزء من استراتيجية مدروسة لفرض النفوذ في واحدة من أكثر مناطق العالم تعقيدًا؟
والأكيد أنه لا يمكن فصل ما حدث في إيران عن التجارب السابقة فقد استخدم ماسك ستارلينك سابقًا لدعم أوكرانيا ضد روسيا، ومُنع لاحقًا من استخدامه في بعض العمليات العسكرية خوفًا من التصعيد النووي، كذلك، حاول التدخل في البرازيل بدوافع تتعلق بحرية التعبير، وواجه اتهامات باستغلال نفوذه لخدمة أجندات معينة.
هذا النمط من التدخل المتكرر يعكس تحوّل ستارلينك من مشروع تجاري إلى أداة ضغط ذات بعد استراتيجي، يمكن استخدامها لتقويض الأنظمة أو دعم حركات معينة، وكل ذلك تحت غطاء "الحرية الرقمية".
من الناحية الاقتصادية، فإن تعزيز موقع ستارلينك في الأزمات الدولية يمنح الشركة قيمة تسويقية وسياسية مضاعفة في عالم يشهد سباقًا على النفوذ التكنولوجي، يصبح كل قمر صناعي أداة تفاوض، وكل حزمة بيانات ورقة ضغط، وماسك الذي يجيد التلاعب برمزية الصورة كما يجيد هندسة الصواريخ، يدرك تمامًا أن الظهور بمظهر "محرر الشعوب من الرقابة" يعزز موقعه أمام الرأي العام العالمي، كما يفتح له أبواب التفاوض مع الحكومات الكبرى.
قد يكون من المغري أن نصف ما قام به ماسك بـ"الخطوة الجريئة"، لكنه في الواقع خطوة محفوفة بالتعقيدات والمخاطر، فالحرية الرقمية لا يمكن أن تُمنح بقرار فردي، ولا يجب أن تعتمد على حسن نية ملياردير، بل يجب أن تُبنى على نظام عالمي عادل، يضمن للجميع حق الوصول للمعلومة دون ابتزاز، ودون وصاية، أما ما نراه اليوم، فهو فصل جديد من صراع السلطة في عصر الأقمار، تلعب فيه الشركات أدوار الدول، وتُختزل فيه السيادة الوطنية في تغريدة من ثلاث كلمات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بين السطور.. إيلون ماسك وستار لينك إنترنت بمذاق سياسي
بين السطور.. إيلون ماسك وستار لينك إنترنت بمذاق سياسي

البوابة

timeمنذ 3 أيام

  • البوابة

بين السطور.. إيلون ماسك وستار لينك إنترنت بمذاق سياسي

عندما غرد إيلون ماسك بجملة مقتضبة تقول: "The beams are on" – في إشارة إلى تفعيل أقمار ستارلينك لتوفير خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية فوق إيران – لم يكن ذلك إعلانًا تقنيًا بريئًا، بل بدا الأمر أقرب إلى رسالة سياسية مشفّرة، تختصر تحوّل الإنترنت من أداة اتصال إلى ورقة ضغط في صراع النفوذ العالمي. فهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها ماسك شبكة ستارلينك كذراع جيوسياسية، لكن دخول إيران إلى المشهد يرفع مستوى الرهان إلى مستويات غير مسبوقة. من الناحية الإنسانية، قد يبدو توفير الإنترنت لشعب محاصر رقميًا بادرة نبيلة لكنها لا تعكس القصة الكاملة، بل ما يفعله ماسك هو توظيف التكنولوجيا في رسم ملامح نظام عالمي جديد، لا تحكمه فقط الدول، بل يتحكم فيه أيضًا أباطرة الشركات العابرة للحدود. ستارلينك - بمنطق السوق - ليست خدمة عامة، بل منصة خاصة يملكها فرد واحد، بات يملك القدرة على إيصال الإنترنت أو قطعه، وفق حسابات لا تخضع للمجالس التشريعية أو المؤسسات الدولية، بل لمزاجه وتقديراته الخاصة، هذه السلطة الرقمية المطلقة تضع ماسك في موقع يتجاوز حدود ريادة الأعمال، ليصبح لاعبًا في الساحة الجيوسياسية، يمتلك من النفوذ ما يعادل ما تملكه بعض الدول. اللافت أن توقيت إعلان تشغيل ستارلينك فوق إيران لم يكن عفويًا، بل جاء بالتزامن مع تصعيد عسكري إقليمي بين إسرائيل وإيران، ووسط موجة من الغموض والتوتر. في لحظة كهذه، حيث تحاول الدول احتواء الأزمة أو إشعالها، يقرر ماسك أن يدخل اللعبة، لا من باب السياسة التقليدية، بل عبر القبة الرقمية،هنا يصبح السؤال: هل جاء هذا التدخل بدافع أخلاقي فعلًا، أم أنه جزء من استراتيجية مدروسة لفرض النفوذ في واحدة من أكثر مناطق العالم تعقيدًا؟ والأكيد أنه لا يمكن فصل ما حدث في إيران عن التجارب السابقة فقد استخدم ماسك ستارلينك سابقًا لدعم أوكرانيا ضد روسيا، ومُنع لاحقًا من استخدامه في بعض العمليات العسكرية خوفًا من التصعيد النووي، كذلك، حاول التدخل في البرازيل بدوافع تتعلق بحرية التعبير، وواجه اتهامات باستغلال نفوذه لخدمة أجندات معينة. هذا النمط من التدخل المتكرر يعكس تحوّل ستارلينك من مشروع تجاري إلى أداة ضغط ذات بعد استراتيجي، يمكن استخدامها لتقويض الأنظمة أو دعم حركات معينة، وكل ذلك تحت غطاء "الحرية الرقمية". من الناحية الاقتصادية، فإن تعزيز موقع ستارلينك في الأزمات الدولية يمنح الشركة قيمة تسويقية وسياسية مضاعفة في عالم يشهد سباقًا على النفوذ التكنولوجي، يصبح كل قمر صناعي أداة تفاوض، وكل حزمة بيانات ورقة ضغط، وماسك الذي يجيد التلاعب برمزية الصورة كما يجيد هندسة الصواريخ، يدرك تمامًا أن الظهور بمظهر "محرر الشعوب من الرقابة" يعزز موقعه أمام الرأي العام العالمي، كما يفتح له أبواب التفاوض مع الحكومات الكبرى. قد يكون من المغري أن نصف ما قام به ماسك بـ"الخطوة الجريئة"، لكنه في الواقع خطوة محفوفة بالتعقيدات والمخاطر، فالحرية الرقمية لا يمكن أن تُمنح بقرار فردي، ولا يجب أن تعتمد على حسن نية ملياردير، بل يجب أن تُبنى على نظام عالمي عادل، يضمن للجميع حق الوصول للمعلومة دون ابتزاز، ودون وصاية، أما ما نراه اليوم، فهو فصل جديد من صراع السلطة في عصر الأقمار، تلعب فيه الشركات أدوار الدول، وتُختزل فيه السيادة الوطنية في تغريدة من ثلاث كلمات.

فرنسا تصبح أكبر مساهم في «يوتلسات».. المنافس الأوروبي لـ«ستارلينك»
فرنسا تصبح أكبر مساهم في «يوتلسات».. المنافس الأوروبي لـ«ستارلينك»

العين الإخبارية

timeمنذ 4 أيام

  • العين الإخبارية

فرنسا تصبح أكبر مساهم في «يوتلسات».. المنافس الأوروبي لـ«ستارلينك»

في خطوة استراتيجية تهدف إلى ضمان السيادة الوطنية في مجال الاتصالات الفضائية، أعلنت الحكومة الفرنسية في 19 يونيو/حزيران عن استثمار ضخم في "يوتلسات"، مشغل الأقمار الصناعية الأوروبي. ومع تزايد التوترات الجيوسياسية وارتفاع نفوذ الشركات الأمريكية مثل "ستارلينك" المملوكة لإيلون ماسك، يسعى الفرنسيون لتأمين موقعهم كقوة رائدة في هذا المجال الحيوي، بحسب محطة "فرانس.إنفو" الفرنسية أهمية الموضوع: تسعى فرنسا عبر الاستثمار في "يوتلسات" إلى تأمين استقلالها التكنولوجي والعسكري في مجال الاتصالات الفضائية خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية منافسة الهيمنة الأمريكية في الفضاء من بين أهم الأهداف حيث تمتلك "ستارلينك" نحو 60% من الأقمار الصناعية في المدار، مما يهدد التوازن الاستراتيجي بناء تحالفات أوروبية مستقبلية، حيث أن الطموح الفرنسي لا يقتصر على الداخل، بل يشمل إشراك شركاء أوروبيين مثل ألمانيا لجعل "يوتلسات" نواة لمشروع أوروبي مشترك، شبيه بـ "إيرباص" حصة كبرى وستضخ الحكومة الفرنسية أكثر من 700 مليون يورو في "يوتلسات"، مما سيزيد حصتها إلى ما يقارب 30% من أسهم الشركة، مما يجعلها المساهم الرئيسي في هذا القطاع الحيوي المتعلق بالدفاع والاتصالات العسكرية. وتؤكد الحكومة الفرنسية أن الهدف هو "السيطرة على مستقبل اتصالاتنا الفضائية. في ظل التوترات الدولية الراهنة، حيث يعد الأمر مسألة سيادة"، خصوصًا في مواجهة صعود "ستارلينك" الأمريكية. وتابعت: "في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية، يتعين الحفاظ على السيطرة على أنظمتنا للاتصالات، خاصة العسكرية منها. إنها مسألة سيادة". وقد أعلنت الحكومة الفرنسية بشكل رسمي يوم الخميس عن قرارها بضخ استثمار مالي كبير في "يوتلسات"، المشغل الأوروبي للأقمار الصناعية، بقيمة تزيد على 700 مليون يورو، لزيادة حصتها في هذه الشركة الرائدة في قطاع الدفاع. وبذلك سترتفع حصتها من أكثر من 13% حاليًا إلى ما يقارب 30%، مما يجعلها المساهم الرئيسي في الشركة. "يوتلسات" هي واحدة من اثنين فقط من المشغلين العالميين، إلى جانب "ستارلينك" الأمريكية المملوكة لإيلون ماسك، اللذين يمتلكان كوكبة من الأقمار الصناعية في المدارات المنخفضة لغايات الاتصالات. وفي معرض بورجيه للطيران، أعلنت "يوتلسات" عن توقيع اتفاقية مدتها عشر سنوات مع الجيش الفرنسي في مجال الاتصالات العسكرية الفضائية، بقيمة قد تصل إلى مليار يورو. "ستارلينك" تمتلك 60% من الأقمار الصناعية في المدار لكن هذا لا يكفي، فالشركة تحتاج إلى مزيد من الأموال والاستثمارات للتوسع، ومن هنا جاء الدعم الضخم من الدولة الفرنسية. مع حصة تقترب من 30% من أسهم "يوتلسات"، يمكن لفرنسا أن يكون لها تأثير أكبر في مجلس إدارة الشركة وتؤثر في استراتيجيتها. تجدر الإشارة إلى أن هناك مستثمرين آخرين، سواء من القطاع العام أو الخاص، من المتوقع أن يساهموا في تمويل الشركة. فألمانيا، التي لا تمثل حاليًا أي وجود في الشركة، قد تكون مهتمة أيضًا، خاصة وأن "يوتلسات" تهدف إلى أن تصبح "إيرباص" الأوروبية للأقمار الصناعية، لتنفيذ مشاريع أوروبية مشتركة. التصدي لصعود "ستارلينك" في هذا السياق، يهدف التحرك الفرنسي إلى مقاومة صعود "ستارلينك". حيث تمتلك شركة "ستارلينك" الأمريكية أكثر من 60% من الأقمار الصناعية في المدار، وفي ظل التوترات العالمية، أصبحت هناك حاجة ماسة للحفاظ على الاستقلالية عن القوى الأجنبية. وهذا هو التحليل الذي قدمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي عمل جاهدًا لجعل فرنسا رائدة في هذا المجال. الأمريكيون ليسوا اللاعبين الوحيدين في هذا المجال، حيث إن الصينيين أيضًا يتواجدون بشكل قوي في هذا القطاع. الدولة الفرنسية تضخ 717 مليون يورو عبر وكالة الاستثمارات العامة (APE) ستضخ الدولة الفرنسية 717 مليون يورو عبر "وكالة الاستثمارات العامة" (APE)، الوكالة المسؤولة عن إدارة محفظة أسهم الدولة، مثل "رينو"، و"أطوس"، و"الفرنسية للألعاب". وهذه جهة منفصلة عن الميزانية الحكومية، حيث أكد المسؤولون أن هذا الاستثمار لن يؤثر على الميزانية العامة. aXA6IDM4LjEzLjEzNy44MSA= جزيرة ام اند امز US

26 قمراً صناعياً جديداً إلى الفضاء
26 قمراً صناعياً جديداً إلى الفضاء

الاتحاد

timeمنذ 5 أيام

  • الاتحاد

26 قمراً صناعياً جديداً إلى الفضاء

واشنطن (وام) أطلقت مؤسسة تكنولوجيات استكشاف الفضاء الأميركية «سبيس إكس» 26 قمراً صناعياً جديداً من طراز «ستارلينك» إلى الفضاء. وأوضحت المؤسسة في بيان، أن الصاروخ «فالكون 9» انطلق من قاعدة فاندنبرغ لقوات الفضاء بولاية كاليفورنيا الأميركية، حاملاً الأقمار إلى مدار أرضي منخفض، وأن الجزء الأول من الصاروخ عاد إلى الأرض بنجاح بعد نحو 8 دقائق، حيث هبط على متن طائرة من دون طيار، كانت متمركزة في المحيط الهادي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store