logo
هل يؤدي التحالف الصيني الروسي إلى هزيمة الولايات المتحدة؟

هل يؤدي التحالف الصيني الروسي إلى هزيمة الولايات المتحدة؟

الميادينمنذ يوم واحد

منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، برز التقارب الاستراتيجي بين الصين وروسيا ليشكّل تحدّياً كبيراً للولايات المتحدة ومحاولاتها لفرض هيمنتها الأحادية على العالم. وقد شكّل هذا تحوّلاً جذرياً في العلاقات الدولية بالنسبة لتلك التي سادت خلال العقدين الأخيرين من الحرب الباردة.
ففي حين استفادت واشنطن من الشرخ بين بكين وموسكو الذي اندلع خلال الستينيات من القرن الماضي لتحقّق التفوّق على الاتحاد السوفياتي وصولاً إلى دحره في الحرب الباردة في العام 1989، فإنّ الولايات المتحدة تجد نفسها اليوم في مواجهة محور صيني روسي يؤذن بهزيمتها في المواجهة الدولية الجارية حالياً.
في أوائل العام 1950 كانت الثورة الشيوعية في الصين قد انتصرت لتحقّق انتصاراً للمثل الشيوعية ولتعطي النفوذ السوفياتي دفعاً كبيراً في المواجهة التي كانت قد اندلعت عقب الحرب العالمية الثانية والتي ستعرف بالحرب الباردة.
لكنّ شهر العسل الصيني السوفياتي انتهى إذ إنّ معارضة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ للنقد الذي وجّهه الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشيف لسلفه جوزف ستالين في العام 1956 كان قد فتح الباب أمام استعار الخلافات الأيديولوجية بين بكين وموسكو في الستينيات من القرن الماضي، والتي تحوّلت الى تنافس جيوسياسي في شرق آسيا امتد إلى بقاع أخرى من العالم.
هنا دخل الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون ومستشاره للأمن القومي هنري كيسنجر، على خط هذا الانقسام ليقيما علاقة وثيقة بين الصين والولايات المتحدة في العام 1972 على حساب العلاقات الصينية السوفياتية التي شهدت مزيداً من التدهور. هذه "الدبلوماسية الثلاثية" شكّلت زلزالاً جيوسياسياً إذ إنها ساهمت بعزل الاتحاد السوفياتي من جهة وتعزيز التفوّق الأميركي في الحرب الباردة من جهة أخرى خصوصاً بعد دمج الصين في النظام الاقتصادي الغربي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة.
وبنتيجة ذلك تحوّلت موازين القوى بشكل جذري لصالح الولايات المتحدة ما ساهم في إنهاك الاتحاد السوفياتي الذي وجد نفسه مثقلاً بالأزمات ما أدى في نهاية المطاف إلى هزيمته في الحرب الباردة في العام 1989 وانهياره في العام 1991. 9 حزيران 10:54
9 حزيران 09:10
بنتيجة هزيمة الاتحاد السوفياتي ظنّ الأميركيون أنّ الفرصة متاحة لهم لفرض هيمنتهم الأحادية على العالم وهو ما حاولوا تحقيقه في التسعينيات من القرن الماضي عبر التموضع في مناطق استراتيجية مفصلية حول العالم، ومن ضمنها شرق أوروبا ووسط آسيا وشرق آسيا. هذا دفع كلاً من موسكو وبكين إلى التحفّز لحماية أمنهما القومي وذلك عبر تشكيل منظمة شنغهاي للتعاون في ربيع العام 2001 بغية ضمان الأمن والاستقرار في منطقة وسط آسيا ومنع الولايات المتحدة وحلفائها من تعزيز نفوذهم في هذه المنطقة.
وقد شهد العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين تقارباً متزايداً بين الصين وروسيا تمثّل بإطلاقهما لمجموعة بريكس بالتعاون مع جنوب أفريقيا والبرازيل والهند لمواجهة الهيمنة الأميركية. وقد أدى فرض واشنطن عقوبات على روسيا عقب ضمّ الأخيرة لشبه جزيرة القرم عام 2014، إلى جانب اعتماد واشنطن مزيداً من السياسات العدائية تجاه الصين إلى سعي بكين وموسكو إلى توثيق علاقاتهما الثنائية وتحويلها إلى شراكة استرتيجية على المستويات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية والدبلوماسية.
فمنذ ذلك التاريخ كثّفت الصين وروسيا تدريباتهما العسكرية المشتركة، ولا سيما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وآسيا الوسطى، والقطب الشمالي. وقد سعت القوتان إلى تحقيق التكامل العملياتي بين قواتهما خصوصاً في الجو والمحيطات. إضافة إلى ذلك فلقد دفعت العقوبات الغربية بروسيا إلى توطيد علاقاتها الاقتصادية مع الصين. وقد عزّزت صادرات الطاقة الروسية إلى الصين، والتبادلات التجارية القائمة على اليوان، والتعاون في مجال البنية التحتية في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية، توثيق الترابط الاقتصادي بينهما. وقد انعكس هذا الأمر تكاملاً دبلوماسياً بين العاصمتين الأوراسيتين في المحافل الدولية، حيث تزايدت الحالات التي باتت القوّتان تصوّتان معاً ضد القرارات التي تتقدّم بها وشنطن في الأمم المتحدة.
وخلال قمة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية 2022، أعلن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ إقامة شراكة "بلا حدود" بين بلديهما، أضفت طابعاً رسمياً على هذا التفاهم الاستراتيجي. وشكّل هذا البيان نقطة تحوّل واضحة في الموازين الدولية إذ دعمت الصين السياسة الروسية تجاه أوروبا في مقابل اعتراف روسيا بالمصالح الحيوية للصين في شرق آسيا.
يُمثّل هذا الواقع الجديد انقلاباً في الموازين والأوضاع التي سادت خلال الحرب الباردة. ففي العقود الأخيرة من القرن الماضي، كان الاتحاد السوفياتي معزولاً بينما كانت الولايات المتحدة تقف في جبهة واحدة مع الصين ضده. أما اليوم، فإنّ الولايات المتحدة باتت تواجه جبهة أوراسية مكوّنة من الصين وروسيا ما يجعل واشنطن تجد نفسها في الموقع الذي كانت فيه موسكو قبيل هزيمتها في الحرب الباردة.
هذا جعل واشنطن تواجه تحدّيات استراتيجية على جبهتين الأولى في أوروبا والثانية في آسيا. ففي أوروبا أدّت الحرب في أوكرانيا إلى زيادة التوتر بين حلف شمال الأطلسي وروسيا، مما دفع بالولايات المتحدة إلى تحويل قدر كبير من الموارد لدعم أوكرانيا وطمأنة حلفائها الأوروبيين. أما في آسيا فلقد باتت قدرات الصين المتصاعدة تطرح تحدّيات جساماً بالنسبة لواشنطن في خليج تايون وبحر الصين الجنوبي وأيضاً في المحيطين الهندي والهادئ.
هذا الوضع يشبه إلى حدّ كبير الوضع الذي وجدت فيه موسكو نفسها خلال الحرب الباردة حين كان عليها أن تواجه الولايات المتحدة في أوروبا والصين في آسيا. ومع زيادة الصين وموسكو من تكاملهما الاستراتيجي في عدد من المنصات والمحافل الدولية المستجدة مثل البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، فإن الولايات المتحدة تجد نفسها معزولة أكثر فأكثر.
بالإضافة إلى الشراكة العسكرية والاستراتيجية بينهما، فإنّ موسكو وبكين باتتا تطرحان جملة تحدّيات أمام الولايات المتحدة، أوّلها تحدّي هيمنة الدولار الاميركي كعملة تداول عالمية.
إذ تعمل روسيا والصين على تقليل الاعتماد على الدولار الأميركي، عبر تعزيز التجارة بينهما القائمة على اليوان والروبل ما يهدّد بضرب إحدى أدوات الهيمنة الأميركية العالمية.
إضافة إلى ذلك فبنتيجة العقوبات الغربية على روسيا والصين فإنّ الدولتين تعملان على تطوير أنظمة تكنولوجية محلية عالية التقنية، وخاصة في أشباه الموصلات، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا العسكرية.
هذا يزيد من الأعباء المترتّبة على الولايات المتحدة لاحتواء روسيا والصين في آنٍ واحد. فبدلاً من استغلال الخلافات المُحتملة بين موسكو وبكين، كان لسياسات واشنطن العدائية تجاه بكين وموسكو أثرٌ كبير في تقريب خصومها من بعضهم البعض، وهذا يعتبر نقيض ما قامت عليه استراتيجية الولايات المتحدة في عهد نيكسون.
ولقد بات التحالف الصيني الروسي يمثّل تحالفاً استراتيجياً من أجل تشكيل نظام عالمي متعدّد القطبية على حساب الهيمنة الأميركية. فهل يؤدي ذلك إلى هزيمة واشنطن في التنافس الدولي الحالي، كما هزمت موسكو خلال الحرب الباردة؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قرار غربي يتهم إيران "بعدم الامتثال" لالتزاماتها النووية.. وطهران تدين وترد
قرار غربي يتهم إيران "بعدم الامتثال" لالتزاماتها النووية.. وطهران تدين وترد

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

قرار غربي يتهم إيران "بعدم الامتثال" لالتزاماتها النووية.. وطهران تدين وترد

دانت وزارة الخارجية الإيرانية ومنظمة الطاقة الذرية، في بيان مشترك، بشدة قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي اعتمد قراراً غربياً يدين "عدم امتثال" إيران لالتزاماتها النووية، على حد تعبيره. وأكدت الوزارة والمنظمة، في بيان مشترك، إن إيران التزمت دائماً بتعهداتها ضمن اتفاقية الضمانات. واتهم البيان المشترك تقرير الوكالة الدولية بأنه سياسي بالكامل ولا يلتزم الحياد، نافياً وجود أي تقرير للوكالة حتى الآن يشير إلى عدم امتثال إيران لهذه التعهدات، ويظهر أي انحراف في انشطة إيران النووية. وأعلن أن منظمة الطاقة الذرية في إيران أصدرت أمراً بتشغيل مركز جديد لتخصيب اليورانيوم في موقع آمن. وكشف أن إيران، ورداً على قرار الوكالة، ستقوم باستبدال أجهزة الجيل الأول في مركز تخصيب فوردو بأجهزة متطورة من الجيل السادس. وتدرس إيران حالياً اتخاذ إجراءات أخرى رداً على قرار الوكالة الدولية سيتم الإعلان عنها لاحقاً، وفقاً للبيان. واتهم البيان الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) بالسعي إلى تحقيق غاياتهم السياسية عبر استغلال الوكالة الدولية. اليوم 11:30 اليوم 11:07 وأكد أن الدول الأربع لم تتمكن من إيجاد أي ثغرة أو غموض في البرنامج النووي الإيراني السلمي. لذا، لجأت إلى مزاعم تعود إلى 25 سنة سابقة كان قد تم حلها في الاتفاق النووي عام 2015. وأشار البيان إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع أتت في الوقت الذي التزمت الصمت حيال انسحاب الکيان الصهيوني من معاهدة حظر الانتشار النووي وتطويره برنامجاً لأسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة النووية، ولم تتخذ أي إجراء حيال تهديدات هذا الكيان بمهاجمة المنشآت النووية السلمية للدول الأعضاء في المعاهدة. وشدد على أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لم تلتزم بالمادة السادسة من معاهدة حظر الانتشار النووي المتعلقة بنزع السلاح النووي، لافتةً إلى أن ألمانيا تمتلك أسلحة الدمار الشامل واللاإنسانية. وأكد أن "هذا النهج السياسي تجاه إيران التي التزمت دائماً بتعهداتها وتعاونت مع الوكالة بشكل مكثف يدفعها إلى الاستنتاج بأن سياسة المشاركة والتعاون غير مجدية". كذلك، أكدت إيران أن هذا القرار لا يستند إلى أسس فنية أو قانونية، وفقاً للتلفزيون الرسمي الإيراني. من جهته، أعلن مساعد المدير العام للوكالة الإيرانية الطاقة الذرية بهروز كمالوندي أن إیران ستزيد تخصيب اليورانيوم وستشغل مجمعاً ثالثاً للتخصيب. وأضاف كمالوندي: "سنُطوّر أجهزة تخصيب اليورانيوم من الجيل الأول إلى الجيل السادس، وسنزيد التخصيب بشكل لافت" وأكد أن الظن بأن الضغوط السياسية قد تدفع إيران إلى التراجع عن مواقفها الصحيحة هو خطأ استراتيجي". وقال إن إيران حذرت مسبقاً بأنها ستعدل إجراءاتنا في حال اتخاذ أي قرار معادٍ لها. وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد اعتمد، اليوم الخميس، قراراً يدين ما أسماه "عدم امتثال" إيران لالتزاماتها النووية، في تحذير جديد قبل إحالة الملف على الأمم المتحدة. وأفاد موفد الميادين في جنيف بأن مجلس محافظي وكالة الطاقة الدولية تبنى مشروع القرار الغربي بحق إيران بموافقة 19 عضواً ورفض 3 وامتناع 11 عن التصويت وغياب 2. وأكد موفدنا أن هذا التقرير يعد الأكثر تصعيداً، لأنه يتضمن عبارة "إيران لم تمتثل لالتزاماتها" التي لم تذكر في السابق. "القرار الغربي بشأن النووي الإيراني هو الأكثر تصعيداً لأنه يتضمن العبارة التي لم تذكر في السابق: "إيران لم تمتثل لالتزاماتها".موفد #الميادين إلى فيينا موسى عاصي @moussaassi

وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية دانت خطوة الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية
وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية دانت خطوة الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية

LBCI

timeمنذ ساعة واحدة

  • LBCI

وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية دانت خطوة الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية

دانت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية خطوة الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية في تمرير قرار في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واعتبرا، في بيان مشترك، هذه الخطوة استخدامًا سياسيًا متجددًا لأدوات المجلس، خاليًا من الأسس الفنية والقانونية. ولفتت إلى أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية "التزمت دائمًا بتعهداتها في إطار اتفاق الضمانات، ولم تُشر أي من تقارير الوكالة حتى اليوم إلى عدم التزام إيران أو إلى أي انحراف في المواد أو الأنشطة النووية الإيرانية". وقال البيان: "رغم أن إيران تعتبر تقرير الوكالة تقريرًا سياسيًا ومنحازًا بالكامل، فإن الدول الأربع (أمريكا، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا) تجاوزت ذلك بإعداد مشروع قرار تتعارض بنوده مع مضمون التقرير ذاته الصادر عن المدير العام للوكالة. وأضاف: "لأن هذه الدول تسعى وراء أهداف سياسية ولم تجد في الأنشطة النووية الحالية لإيران ما يثير الشبهات، عادت لإحياء ادعاءات تعود لأكثر من 25 عامًا مضت، محاوِلة إبراز بعضها من جديد، في حين أن جميع هذه الادعاءات أُغلقت رسميًا بموجب قرار الوكالة في تشرين الثاني 2015". ولفتا إلى أنّ هذه الخطوات تأتي من "الدول الأربع في الوقت الذي تلتزم فيه الصمت إزاء بقاء الكيان الصهيوني خارج معاهدة عدم الانتشار النووي، في حين يطوّر برنامجًا لأسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية، كما لم تتخذ أي إجراء تجاه تهديدات هذا الكيان بمهاجمة منشآت نووية سلمية لدول أعضاء في المعاهدة". وأشارا إلى أنّها "من جهة أخرى، لم تلتزم الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا بتعهداتها المنصوص عليها في المادة السادسة من معاهدة عدم الانتشار النوويّ في شأن نزع السلاح النووي، فيما تستضيف ألمانيا هذه الأسلحة الفتاكة وغير الإنسانية". وقالا: "قد وجّه هذا القرار من الدول الأربع ضربة كبيرة لمصداقية وهيبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكد مجددًا الطبيعة السياسية لهذا الكيان الدولي. إن هذا النهج السياسي تجاه دولة أبدت دومًا التزامها وتعاونها الواسع مع الوكالة يبرهن أن سياسة التعاون لا تؤدي سوى إلى نتائج عكسية". وكما أعلنا سابقًا، "ألّا خيار أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوى الرد على هذا القرار السياسيّ". وبناء على ذلك، صدرت تعليمات من رئيس منظمة الطاقة الذرية لافتتاح مركز جديد لتخصيب اليورانيوم في موقع آمن، واستبدال أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول في مركز التخصيب الشهيد الدكتور عليمحمدي (فردو) بأجهزة متطورة من الجيل السادس. وسيتم لاحقًا الإعلان عن خطوات إضافية يتم التحضير لها حاليًا. وبناء على ذلك، "صدرت تعليمات من رئيس منظمة الطاقة الذرية لافتتاح مركز جديد لتخصيب اليورانيوم في موقع آمن، واستبدال أجهزة الطرد المركزيّ من الجيل الأول في مركز التخصيب الشهيد عليمحمدي (فردو) بأجهزة متطورة من الجيل السادس". وأكّدا أنّه سيتم لاحقًا الإعلان عن خطوات إضافية يتم التحضير لها حاليًا.

"Unherd": لماذا نفذ حظ إيلون ماسك؟
"Unherd": لماذا نفذ حظ إيلون ماسك؟

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

"Unherd": لماذا نفذ حظ إيلون ماسك؟

موقع "Unherd" البريطاني تنشر مقالاً يناقش الفرق بين النجاح في عالم الأعمال والنجاح في السياسة، مستخدماً تشبيهًا لافتًا بلعبة الروليت الروسية لتسليط الضوء على دور الحظ مقابل المهارة في تحقيق النجاح، وخاصة حين يتجاوز الشخص حدوده ويدخل ميادين جديدة بخبرة غير كافية، ويأخذ إيلون ماسك مثالاً على ذلك. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: تخيلوا عالماً بائساً حيث يكون من الطبيعي جداً أن يلعب الناس لعبة الروليت الروسية. فيموت معظم الناس مبكراً، وينجو بعضهم ونسميهم "ناجحين". ولكن ماذا لو حالفهم الحظ لفترة أطول؟ وماذا يحدث عندما ينفد هذا الحظ؟ فلننظر في الاحتمالات. إذا استخدمتَ مسدساً بـ6 حجرات، فإن فرص نجاتك من طلقة واحدة تزيد قليلاً عن 83%. ومع وصولك إلى الجولة الـ4، ستكون فرص نجاتك متساوية تقريباً. بعد ذلك، تتدهور الأمور بسرعة، وبحلول الجولة الـ25، إذا كنت قد نجوتَ طوال هذه المدة، تصبح فرص نجاتك حوالى 1%. لنفترض الآن أنّ جميع من في الولايات المتحدة يلعبون هذه اللعبة. بحلول الوقت الذي تُسحب فيه الزناد للمرة الـ70، يكون عدد الناجين الذين يلعبون حوالى 1000 شخص فقط. وهذا هو أيضاً عدد المليارديرات في الولايات المتحدة. إيلون ماسك ودونالد ترامب من بينهم. وكلاهما يعتقدان أنهما بارعان في هذه اللعبة، وما زالا يلعبانها. لكن إلى متى سيحالفهما الحظ؟ لا تبدو فرص ماسك في البقاء قوية. فقد أفرط في إطلاق النار عندما قرر إثارة خلاف علني بانتقاده مشروع قانون ميزانية ترامب الضخم والرائع. لقد كانت خطوةً متهورةً قد تنجح في عالم الأعمال، حيث يُكافأ أصحاب الرؤى على إحداث التغيير. أما في عالم السياسة، فالمجالس مكتظة بالنقاشات في أغلب الأحيان. قد يعترض أحدهم على تشبيهي لما يجري بلعبة الروليت الروسية. فهي لعبة عشوائية للغاية. ويظن أنّ النجاح في الأعمال والسياسة ليس وليد الحظ. وهذان الرجلان يتمتعان بمهارات؛ فماسك ذكي وترامب بارع في التعامل مع الناس. لكنّ النجاح في الحياة الواقعية غالباً ما يكون مزيجاً من المهارة والحظ. كل هذا صحيح، لكن تجربتي الفكرية تُبرز نقطة مهمة حول المخاطر الكبيرة، التي غالباً ما يتم إغفالها في السرديات الصحافية. إن المهارة مهمة في كل ما نقوم به، ولكن قليل منا، بما في ذلك الأكثر ذكاءً والأفضل تعليماً، يمتلك مهارات لا يمتلكها أي شخص آخر. ونحن نخلط بين البقاء والتفوق. لكن ما يُحدث الفرق بين النجاح والفشل يكمن في الفرص التي نغتنمها والمخاطر التي نُقدم عليها. وغالباً ما يكون النجاح ثمرة خيارات اتخذناها منذ وقت طويل وهيأتنا لخوض غمار الحياة. وهذا الأمر ينطبق بالتأكيد على إيلون ماسك. فهو أغنى رجل في العالم لأنه راهن على نجاح مشروعين: الاستثمار في شركة "تسلا" مبكراً وتأسيس شركة "سبيس إكس". وقد أثمرت هاتان المحاولتان. في تشبيهنا للعبة، يشبه هذا الأمر الفوز باليانصيب مرتين، أو الوصول إلى الجولة 100 في لعبتَي روليت. إلا أن احتمالات حدوث ذلك ضئيلة جداً. ولكن بمجرد وصولك إلى هذا المستوى، قد تظن أن الأمر لم يكن مجرّد حظ، بل كنتَ أفضل من الجميع. من جانبه، لم يُحقق ماسك نجاحاً يُذكر في السياسة. ويعود ذلك في جزء كبير منه إلى خطأ إدراكي يقع فيه الناجحون بشكل خاص، ألا وهو مغالطة التعميم، أي الاعتقاد بأن ما ينطبق عليّ وعلى عالمي ينطبق على الجميع. ارتكب ماسك خطأً ظناً منه أن ما نجح في شركتي "تسلا" و"سبيس إكس" سينجح في السياسة. كان يعتقد أن نجاحه الباهر في هذا العالم وتجاهله للأعراف سيُطبّقان على السياسة. لكن ما جعله متفوقاً في مجال الأعمال جعله أخرقاً، بل انتحارياً في السياسة. اليوم 09:34 11 حزيران 10:58 وليس مستغرباً أن يفكر بهذه الطريقة. فأنا أعرف الكثير من المصرفيين الاستثماريين الناجحين ومستشاري الأعمال الذين ذاع صيتهم بعد أن كانوا مجهولين وأصبحوا وزراء مالية في بلدانهم. وكانوا، كما يُقال، بارعين في الأرقام. لكنهم لم يعرفوا سوى "غولدمان ساكس" أو "ماكينزي"، وعالم السياسة يسير وفق قواعد مختلفة تماماً عن قواعد مجالس الإدارات. وقد فشل جميعهم تقريباً لأن مهاراتهم لم تُترجم إلى سياسة. لم يكونوا أغبياء، لكنهم كانوا جاهلين. وتجربة إيلون ماسك في قسم كفاءة الحكومة (Doge) خير مثال على ذلك. ففي حال كنت ترغب في توفير المال في شركة كبيرة، الأمر بسيط للغاية؛ عليك بخفض الهدر. لكن إصلاح البيروقراطية يُعدّ أمراً مختلفاً تماماً. لا تبدأ بما تراه، بل بالقوانين والتشريعات التي تُعدّ السبب الجذري للهدر. وهذه الخطوة ليست واضحةً بشكل مباشر. فهي تتطلب وقتاً وصبراً واهتماماً ومعرفةً عميقةً بكيفية ربط هذه الأمور بالنظام. وهذا ما يفتقر إليه ماسك بشدة. لا تختلف نظرة السياسة والأعمال إلى مسألة الهدر فحسب، بل تختلف نظرتهما إلى المخاطر أيضاً. فالإفلاس هو الحدث الذي تُخاطر به في عالم المال، ولكنه نادر الحدوث. أما في عالم السياسة، فالإفلاس يحدث دائماً؛ انظروا إلى ما حدث مع ليز تروس. أعتقد بأنها كانت غير محظوظة؛ لقد ارتكبت خطأً فادحاً في الوقت غير المناسب. لكن التحوط من المخاطر في السياسة أصعب بكثير منه في عالم الأعمال أو المال. فالتحوط من المخاطر السياسية أصعب، ونمذجتها أصعب، ويكاد يكون من المستحيل التعافي منها. وماسك يتعلم هذا الدرس بصعوبة. لقد غامر باستثماره بشكل كبير في فوز ترامب، ثم قطع علاقاته بالإدارة؛ ولم يبقَ له سوى شركتين يرتبط مصيرهما ارتباطاً وثيقاً بالتشريعات التي يتحكم بها ترامب في النهاية. وبالتالي، فإن إيلون ماسك يرزح تحت رحمة ترامب. في البداية، كان ترامب مثل ماسك. رجل أعمال لم يخض غمار السياسة قط. وكان يعتقد أن المال هو الفيصل في كل الأمور. نتيجةً لذلك، كان ميالاً لارتكاب أخطاء من نوع مغالطة التعميم؛ فقد ظنّ هو الآخر أنه قادرٌ على تولّي الإدارة كشركةٍ تجارية. لكنه تعلّم أن عليه أن يكون أكثر حذراً. فهو يدرك أنّ الأمر لا يقتصر على الحظ فحسب. ويعلم أنه الرئيس المنتخب لدولة ديمقراطية، وليس ديكتاتوراً دائماً في مجلس الإدارة. ومع ذلك، لا يزال ماسك يفكر كديكتاتور أعمال، بحيث ستفعل شركاته ما يشاء تماماً. وعلى عكس ترامب، لن يحصل على ولاية ثانية. علاوة على ذلك، هناك فرق بسيط يُدركه مليارديرٌ اليوم، في حين لا يدركه الآخر. في عالم الأعمال، المال هو الفيصل. أما في السياسة، فالمال هو الأهم. ومجرد كونك غنياً لا يعني أنك قادر على إعادة تشكيل السياسة وفقاً لأهوائك؛ فلا يمكنك شراء الأصوات. قد تكون، مثل ماسك، من المبدعين الحقيقيين في حياتنا الاقتصادية ويمكنك النجاح في مجال الأعمال حتى لو كان 51% من السكان يكرهونك بشدة. لكن لتحقيق النجاح في عالم السياسة، يتعيّن عليك بناء تحالفات من الناخبين أو الأحزاب التي تُشكّل الأغلبية. لقد حظي ماسك بفرصة جيدة، وحظ سيء، ليصبح مالكاً لمنصة تواصل اجتماعي كبيرة في الوقت المناسب تماماً؛ ومنحه ذلك القوة لدخول المعترك السياسي عندما كانت الظروف المعاكسة له صعبة للغاية. لكن ذلك كان أيضاً جزءاً من سقوطه. في السياسة، عليك أن تكون مستعداً لاحتمالية اختلاف الناس معك عند محاولتك إنجاز أي أمر مهم. وسيتحداك قادة المعارضة ويروون قصصاً مختلفة هذا التأثير المُصطنع ضارٌّ جداً في عصرنا الحالي. فقد ترك القادة في جهلٍ تامٍّ بما يعتقده الناخبون حقاً. وإذا أمضيتَ وقتاً طويلاً في التحدث مع شعبك، فستختفي الحقيقة عن الأنظار. وقد شهدنا ذلك قبل أسبوع فقط خلال الانتخابات الرئاسية البولندية. إذ كان أنصار المرشح الخاسر، رافال ترزاسكوفسكي، عمدة وارسو الليبرالي، على قناعة تامة بفوز مرشحهم، على الرغم من أنّ نتائج استطلاعات الرأي كانت متقاربة للغاية بحيث لا يمكن التنبؤ بها. كما شهدنا ذلك خلال السباق الرئاسي بين ترامب وهاريس العام الماضي. ويواصل الليبراليون التلاعب بآرائهم، ويُخطئون في تقدير قوة خصومهم بشكل كبير، متجاهلين في الوقت نفسه إرادة الشعب. وقد حدث الأمر نفسه أيضاً في الفترة التي سبقت استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016. واليوم تُعد منصتا "إكس" و"تروث سوشيال"، التابعتان لماسك وترامب، بمثابة نظيرين يمينيين للصحف الحضرية ذات الميول اليسارية. وعندما يفاجأ مشتركو كلا المنصتين بنتيجة لم يتوقعوها، فإنهم لا يقبلونها، بل يبحثون عن شخص لإلقاء اللوم عليه. واليوم، تتفاقم أوهام كلا الجانبين. وقد بلغ هذا التناقض حدًّا جعل ماسك، من خلال حديثه في غرفته المنعزلة الصغيرة، مقتنعاً اليوم بأنه يستطيع استخدام أمواله لإنشاء حزب سياسي جديد في قلب السياسة الأميركية. ربما يتعين عليه أن ينظر إلى ما يحدث لإيمانويل ماكرون وحزبه، الذي يُعدّ ربما التجربة السياسية الأكثر جرأةً في الوسطية الراديكالية التي شهدناها في دولة غربية متقدمة. هناك فائض من المال، ولكن لا يوجد أي دعم. لقد فشل في جذب الناخبين وترامب يدرك ذلك. فهو عكس كل سياسات الوسطية، يعرف كيف يُحدث اضطراباً ولكنه يتمتع أيضاً بفهم عميق لكيفية عمل السياسة اليوم. على عكس ماسك، الذي حالفه الحظ، وظن أن ذلك كان كافياً. وأنا أتوقع بأن ماسك سيواصل رهاناته المتهورة معتقداً اعتقاداً راسخاً بأنه لا يمكن أن يفشل. في مثال لعبة الروليت الروسية، لا يمكننا أن نتوقع سوى أن يكون هناك شخص واحد على قيد الحياة بحلول الجولة 107. وهذا الشخص سيكون ترامب. نقلته إلى العربية: حسين قطايا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store