
السودان: ماذا بعد إعادة الجيش السيطرة على مناطق حيوية في الخرطوم؟ #عاجل
استعاد الجيش السوداني، الجمعة 21 من مارس/آذار، السيطرة على القصر الجمهوري، من قوات الدعم السريع التي كانت تسيطر عليه منذ اندلاع الحرب بين الطرفين في 15 إبريل/نيسان 2023.
كذلك تمكن الجيش السوداني، عقب السيطرة على القصر الجمهوري، من استعادة السيطرة على عدة مناطق حيوية داخل العاصمة، منها مباني رئاسة جهاز المخابرات ومباني بنك السودان المركزي ومتحف السودان القومي.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد/ نبيل عبد الله: 'في ملحمة بطولية خالدة، توجت قواتنا اليوم نجاحاتها بمحاور الخرطوم، حيث تمكنت من سحق شراذم مليشيا آل دقلو الإرهابية بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري'.
ومن جانبه، قال رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، إن 'القوات المسلحة والشعب السوداني اتخذا موقفهما بزوال التمرد وزوال هذه الطغمة'.
وأضاف البرهان أنه 'لا تفاوض إلا بعد القضاء على التمرد وتجميعهم في معسكرات لتسليم أسلحتهم، ولا يمكن التفاوض مع الميليشيا وهي تحاصر الفاشر وتستهدف المدنيين'.
ويأمل مؤيدو الجيش السوداني أن تمثل استعادة القصر الجمهوري نقطة تحول في الحرب، بالنظر إلى ما يمثله القصر الرئاسي من رمز لسيادة الدولة.
لكن في المقابل، قال مستشار قائد قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، إن 'سقط القصر الجمهوري لا يعني خُسران الحرب'.
وأضاف طبيق في منشور له على موقع (أكس): 'بالأمس القريب حققت قواتنا انتصارات كبيرة في منطقة المالحة بشمال دارفور وجحافل قواتنا متقدمة الآن، الحرب مستمرة حتى تحقيق النصر الشامل وتجفيف منابع الإرهاب في السودان'.
وشدد طبيق على أن قوات الدعم السريع ستستمر في الحرب 'حتى نحرر كل شبر من أرض الوطن من دنس الطغاة والجبابرة والإرهابيين'.
وعلى الرغم من استعادة الجيش السوداني السيطرة على القصر الجمهوري ومناطق أخرى داخل العاصمة الخرطوم، ما زالت قوات الدعم السريع تسيطر على عدة مناطق داخل العاصمة، منها الجانب الجنوبي من مطار الخرطوم الدولي.
ولا يعني التقدم الذي حققه الجيش السوداني في الخرطوم نهاية الحرب، إذ لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على أنحاء واسعة من جنوب السودان، إضافة الى معظم إقليم دارفور في غرب البلاد.
ووقعت قوات الدعم السريع وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية، في 22 من فبراير/شباط، ميثاقا سياسيا لتشكيل حكومة موازية في السودان، في خطوة أثارت رفض وتنديد الحكومة السودانية.
ونص الميثاق على أن يكون الحكم في السودان 'ديمقراطيا تعدديا، وأن يكون نظام الحكم لامركزيا يقوم بالاعتراف بحقوق الأقاليم في إدارة شؤونها السياسية والاقتصادية والثقافية'.
لكن لم يحظَ هذا الميثاق بأي اعتراف دولي أو إقليمي يُذكر.
ويعيش السودان أكبر أزمة نزوح في العالم بعد أن اضطر أكثر من 11 مليون شخص للفرار من ديارهم منذ اندلاع الحرب، منهم ما يقرب من 3 ملايين شخص عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى انتشار سريع لأمراض الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة الألمانية، نتيجة انهيار البنية التحتية، مع توقف عمل الأنظمة الصحية الحيوية وشبكات المواصلات وأنظمة المياه والصرف الصحي وخطوط الإمداد والإنتاج الزراعي.
وتطالب الأمم المتحدة طرفي الصراع في السودان، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بضرورة وقف الأعمال القتالية والتوافق على هدنة إنسانية لخلق فرص للحوار، وضمان حماية المدنيين بما يتوافق مع حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، فضلا عن ضرورة التزام الطرفين بضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
وتشير تقارير أممية وحقوقية إلى انتهاكات إنسانية جسيمة يشهدها السودان، تشمل القتل العشوائي واستخدام المدنيين كدروع بشرية، فضلا عن الاغتصاب والاعتداءات الجنسية.
ولا يمكن التحقق بدقة من أعداد القتلى في السودان، لكن تشير تقديرات بعض المنظمات الإنسانية مثل 'لجنة الإنقاذ الدولية'، وهي منظمة غير حكومية أمريكية، إلى أن عدد القتلى قد يتجاوز حاجز 150 ألف قتيل.
برأيكم،
ما دلالات استعادة الجيش السوداني السيطرة على القصر الجمهوري ومناطق حيوية داخل الخرطوم؟
ما خيارات قوات الدعم السريع بعد خسارة العديد من مواقعها في الخرطوم؟
هل يستطيع الجيش السوداني حسم الحرب عسكريا؟ أم أن السودان يواجه خطر التقسيم؟
وهل يبذل المجتمع الدولي ما يكفي لإنهاء الحرب في السودان؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 24 مارس/آذار.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab
Join our Telegram

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
باريس والرياض تطالبان بـ"إجراءات" ملموسة باتجاه حل الدولتين
دعت فرنسا والسعودية اللتان ترأسان مؤتمراً دولياً بشأن القضية الفلسطينية الشهر المقبل إلى اتخاذ "إجراءات" ملموسة لتنفيذ "خطة" نحو حل الدولتين. تترأس فرنسا بالاشتراك مع السعودية مؤتمراً دولياً في نيويورك بين 17 و20 حزيران/ يونيو لإعطاء دفع لحلّ الدولتين. وقالت آن كلير لوجاندر مستشارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للشرق الأوسط أمام الأمم المتحدة الجمعة خلال اجتماع تحضيري للمؤتمر إنَّه في سياق الحرب في غزة و"توسع الاستيطان في الضفة الغربية"، هناك "ضرورة ملحة ليعود الى الواجهة البحث عن حل سياسي". وأضافت: "يجب أن يكون مؤتمر حزيران/ يونيو خطوة حاسمة نحو التنفيذ الفعال لحل الدولتين. يجب أن ننتقل من الأقوال إلى الأفعال، ومن نهاية الحرب في غزة إلى نهاية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني". وأصرت على الحاجة إلى "نزع سلاح وإزالة حماس" من أجل بناء "إطار قوي وموثوق لليوم التالي". غزة (وكالات). من جانبها، أكدت منال رضوان مستشارة وزير الخارجية السعودي أن نتائج هذا المؤتمر "يجب أن تكون أكثر من مجرد إعلان بل يجب أن تكون خطة عمل"، مؤكدةً أن السلام في المنطقة "يبدأ بالاعتراف بفلسطين". وكان وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أكد هذا الأسبوع أن فرنسا عازمة على الاعتراف بدولة فلسطين، وهو قرار من المرجح أن يسبب اضطرابات في العلاقة مع إسرائيل. لكن لوجاندر أصرت على أن "المسار الذي نريد اتباعه واضح وهو مسار الاعتراف المتبادل". وفي العام 2020، أدت "اتفاقات أبراهام" التي رعاها دونالد ترامب خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض، إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وثلاث دول عربية هي الإمارات والبحرين والمغرب. لكن العديد من الدول العربية ترفض حتى الآن الانضمام إلى هذه الاتفاقات، خصوصاً السعودية، وكذلك جارتي إسرائيل سوريا ولبنان. ويعترف نحو 150 بلداً بدولة فلسطين التي تتمتع بصفة عضو مراقب في الأمم المتحدة، ولكنها لا يمكن أن تمنح العضوية الكاملة إلا بتصويت مؤيد من مجلس الأمن.


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
سلام: الرياضة تزيل الحواجز وتعزز اواصر المحبة والسلام
أوضح رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام على حسابه عبر منصة 'أكس'، أنه 'بسرور كبير شاركت في إعادة الحياة إلى مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت، حيث تعود الأنشطة الرياضية لتجسد روح الوحدة والتآخي بين الجميع. الرياضة ليست فقط منافسة، بل هي جسر يجمع الناس على اختلاف انتماءاتهم، وهي التي تزيل الحواجز وتعزز اواصر المحبة والسلام'. القسم: لبنان May 23, 2025 07:03 PM


شبكة النبأ
منذ 4 ساعات
- شبكة النبأ
بريطانيا والولايات المتحدة: مساران متباينان في التعامل مع الإرث الاستعماري والانفتاح الدولي
بينما تخطو بريطانيا نحو التصالح مع الماضي وموازنة إرثها بالقانون الدولي كانت سياسات ترامب تجنح نحو الضم والاعترافات الانفرادية وضغوط سياسية احتلالية بلا أرضية قانونية ما أعاد مفاهيم كانت مدفونة في ملفات القرن الماضي، وهنا يتجلى الفرق: ان بريطانيا تقرأ التاريخ والولايات المتحدة – في عهد ترامب – كانت تعيد كتابته بالشطب... في ربيع عام 2025 شهدنا لحظة مفصلية حملت مفارقةً دوليةً لافتة: بريطانيا تسير نحو طيّ صفحة استعمارية قديمة، بينما الولايات المتحدة في ظل إرث إدارة ترامب تعمّق سياسات الضمّ والتملّك الأحادي. المملكة المتحدة: لقد أقرت المحكمة العليا البريطانية كإنصاف متأخر ومعالجة لترك الاستعمار صفقةً تسليم جزر شاغوس إلى دولة موريشيوس مع الإبقاء على قاعدة دييغو غارسيا العسكرية لمدة 99 عامًا مقابل 101 مليون جنيه إسترليني سنويًا . هذه الخطوة التي أتت بعد عقود من النزاع القانوني والدبلوماسي تُعد بحد ذاتها خطوة رمزية وقانونية كبرى، تُظهر تحولًا في التوجه البريطاني نحو معالجة تركات الإمبراطورية الاستعمارية القديمة. وعلى الرغم من أن القرار لم يُرضِ بعض دوائر الأمن البريطاني فإنَّ الحكومة رأت فيه ضرورة استراتيجية للحفاظ على العلاقات الدفاعية مع الولايات المتحدة، وفي ذات الوقت كسب الاحترام الدولي بتحقيق العدالة لموريشيوس، خاصة بعد أن اعتبرته محكمة العدل الدولية فصلًا غير قانوني عن أراضيها الأصلية. إنها لحظة رمزية تختصر مفهوماً متقدماً: أن تُراجع الدولة ماضيها بشجاعة وتُصحح مسارها طوعًا، لا قسرًا، وفي المقابل أنً إدارة ترامب تنتهج سياسات تصعيدية وأحادية في الضم والاحتلال في آنٍ واحد، وقد اتسمت بـ'النزعة التملكية' تجاه قضايا سيادية حساسة: ففي مارس 2019، أصدر ترامب إعلانًا يعترف فيه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، في خرق مباشر لقرارات الأمم المتحدة والإجماع الدولي. وفي ديسمبر 2020، اعترف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، مقابل تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب، مثيرًا بذلك انتقادات واسعة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي. وداخليًا أصدر قرارات تقوّض صورة التعليم الأمريكي عالميًا كما في منعه جامعة هارفارد من استقبال الطلاب الأجانب مؤقتًا بدعوى ارتباطها بكيانات 'معادية لأمريكا' وهو ما يُظهر انكماشًا داخليًا مقلقًا حتى في أهم أدوات القوة الناعمة الأمريكية. ووجه المفارقة: أنّ بريطانيا – مع ماضيها الاستعماري الثقيل – تسعى اليوم إلى فتح أبواب جديدة للسياحة والتجارة والشراكات، بينما الولايات المتحدة في عهد ترامب كانت تُغلق الأبواب وتُعلن تبنّي سياسات الانغلاق والانعزال والتفرد بـ: 'أنا أولًا' ولو على حساب الدول والقوانين الدولية. خلاصة القول: بينما تخطو بريطانيا نحو التصالح مع الماضي وموازنة إرثها بالقانون الدولي كانت سياسات ترامب تجنح نحو الضم والاعترافات الانفرادية وضغوط سياسية احتلالية بلا أرضية قانونية ما أعاد مفاهيم كانت مدفونة في ملفات القرن الماضي. وهنا يتجلى الفرق: ان بريطانيا تقرأ التاريخ والولايات المتحدة – في عهد ترامب – كانت تعيد كتابته بالشطب.