أطفال غزّة يموتون من الجوع
أطفال غزّة يموتون من الجوع
بينما تكاد حرب الإبادة على غزّة تقفل عامها الثاني دون رحمة يبدو أن القطاع كان على موعد مع فصل أكثر كارثية لا يفرّق بين رضيع ومسن يتمثل بسلاح صامت هو التجويع أمعاء الفلسطينيين الخاوية على امتداد غزّة تقرع بصمت طبول انهيار الإنسانية وسط عقاب جماعي محرّم دوليا بموجب الشرعية الدولية وكل الأعراف البشرية بما في ذلك قانون الحرب المعروف بـ القانون الدولي الإنساني .
ق.د/وكالات
في اليوم الـ654 من حرب الإبادة على غزّة استمر إغلاق المعابر ومنع عبور الإمدادات الإنسانية للقطاع ومع الإغلاق بات الجوع سلاحا لا يقل فتكا عن القصف فقد سجلت وزارة الصحة في القطاع وفاة 19 شخصا بسبب الجوع خلال الـ24 ساعة الأخيرة بينهم طفلة تدعى رزان أبو زاهر لا يتجاوز عمرها 4 أعوام عاشت نصفها في جحيم الحرب لتنضم بذلك الى سجل يضم 70 طفلا من شهداء المجاعة منذ بدء حرب الإبادة.
وبينما يتساقط شهداء التجويع يتواصل سقوط الشهداء بنيران الاحتلال ومعظمهم ممن يسعون لسد جوعهم فقد أفادت مصادر في مستشفيات غزّة باستشهاد 27 فلسطينيا وإصابة آخرين بغارات شنها جيش الاحتلال على مناطق عدة بقطاع غزّة منذ فجر أمس الاثنين.
من جانبه قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن تجويع المدنيين جريمة حرب ولا يجوز استخدامه سلاحا مؤكدا أن العائلات في قطاع غزّة تواجه تجويعا كارثيا وأن الأطفال يعانون الهزال وبعضهم يموتون قبل أن يصلهم الطعام.
وقد جاء الرد العقابي على البيان الأممي على لسان وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر الذي أمر بعدم تمديد تأشيرة إقامة جوناثان ويتال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.
ومنذ فجر الأحد بلغ تبعات التجويع أشدّها مع إعلان أكبر عدد من الوفيات بين صفوف الفلسطينيين الجائعين في غزّة سواء نتيجة لمضاعفات سوء التغذية بحد ذاتها أو بالرصاص الذي يلقاه المجوّعون بيأس العاجز بدل الغذاء في مناطق توزيع المساعدات.
* الرمال غذاءً
وتناقل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مشاهد مروعة تعكس المرحلة الكارثية من التجويع التي وصل إلى الفلسطينيون في غزّة جراء الحصار الخانق المفروض على القطاع تنوعت بين يموت جوعا ومن يأكل ما تبسر له حتى لو كان حفنة تراب.
وفي مشهد مؤلم تداول ناشطون على حساباتهم في منصات إكس وإنستغرام وفيسبوك مشهدا مصورا لطفلة بجانب خيمة نزوح في مدينة غزّة شمال القطاع وهي تأكل الرمال من شدة الجوع.
ووفق ما يبدو من المشهد غالبا لا يتجاوز عمر الطفلة 5 سنوات تجلس وسط ركام وتتناول الرمل من الأرض بواسطة حجر يناسب حجم أناملها الصغيرة ليتحول الحجر إلى ملعقة والرمل غذاء في زمن الإبادة.
* مجازر المجوعين
وفي مشهد مؤلم آخر تداوله ناشطون على مختلف المنصات يظهر والد مفجوع في منطقة زكيم شمال قطاع غزّة وهو يبكي بحرقة ابنه الذي قضى بالرصاص وهو جائع يحاول الحصول على مساعدات.
في المشهد يبدو الطفل مضرجا بدمائه وقد استسلم للموت هزيلا جراء التجويع الذي حكم به الاحتلال على الفلسطينيين في القطاع معتمدة إياه سلاحا إضافيا يسرّع في الإبادة الجماعية بحقهم.
ولم يكتفِ جيش الاحتلال بتجويعه وغيره من فلسطينيي القطاع بل قتله بالرصاص بالقرب من إحدى نقاط توزيع المساعدات لما تسمى مؤسسة غزّة
* كارثة كبرى
مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي رامي عبده نقل عبر حسابه في إكس العديد من المشاهد المروعة لفلسطينيين مجوّعين في غزّة بينهم من قضى نحبه وبينهم من يكافح برمق جفّ انتظارا للإمدادات الغذائية.
وفي أحد منشوراته المرفقة بصورة لطفل برزت عظامه من شدة حرمانه الغذائي كتب عبده: يريد الاحتلال كي وعي الفلسطيني لأجيال حين تقاوم أو ترفض الإملاءات ستواجه بالنار والإبادة .
وأعلن عبده في منشور آخر وفاة المعاق محمد السوافيري جراء سوء التغذية الناتجة عن الحصار المتواصل على قطاع غزّة .
وفاة السوافيري جوعا علقت عليها أيضا المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن فلسطين فرانشيسكا ألبانيز حيث شبهت تعّمد الاحتلال تجويع مليوني إنسان وقتل الأطفال بقطاع غزّة بالجرائم النازية.
وقالت في منشرو على إكس أرفقته بإعادة منشور يعلن الوفاة: جيلنا تربّى على أن النازية كانت الشر الأعظم وهي كذلك وأن جرائم الاستعمار ما كان ينبغي أن تُنسى .
وأردفت: أما اليوم فهناك دولة الاحتلال تُجوّع الملايين وتُطلق النار على الأطفال من أجل المتعة تحت حماية الديمقراطيات والديكتاتوريات على حد سواء وهذه هي هاوية الوحشية الجديدة كيف سننجو من هذا؟ .
* الغزيون ينهارون جوعا
مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي نشر الأحد أيضا مشاهد مؤلمة تظهر فلسطينيي غزّة ينهارون على الأرض من شدة الجوع بسبب اشتداد حصار الاحتلال واستمرار عدوانه .
وكتب في آخر: أرقام مروعة 94 شهيدا من منتظري المساعدات في قطاع غزّة منذ فجر الأحد بينهم 81 في منطقة السودانية/ زكيم شمال القطاع.
بدوره نشر المرصد الأورومتوسطي على حسابه في إكس صورة لرضيع متوفّى برزت ضلوعه من الجوع.
وعلقت المرصد على الصورة بالقول: طفل آخر يموت جوعًا في غزّة.. يحيى البالغ من العمر 3 أشهر فقط هو الطفل رقم 75 الذي يقتله سياسة التجويع .
وفي وقت سابق الأحد قالت وزارة الصحة في غزّة إن سياسة التجويع التي يرتكبها الاحتلال في القطاع أسفرت عن مقتل 86 فلسطينيا منهم 76 طفلا جراء سوء التغذية الناتج عن منع دخول المساعدات إلى القطاع منذ أكتوبر 2023.
وأفادت الوزارة في بيان نشرته على تلغرام: المجاعة تقتل في غزّة 86 شخصا (منهم) 76 طفلا بسبب الجوع وسوء التغذية .
وأوضحت أن ذلك يعد مجزرة صامتة بحق الفلسطينيين في القطاع المحاصر منذ سنوات.
حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الخبر
منذ يوم واحد
- الخبر
قوات الاحتلال تقتحم السفينة حنظلة
أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن الجيش الصهيوني هاجم، مساء اليوم السبت، السفينة حنظلة وهي في المياه الدولية. ونشرت اللجنة على حسابها في منصة "إكس" شريط فيديو للحظة اقتحام جنود الاحتلال السفينة المتجهة لكسر الحصار الصهيوني على قطاع غزة. وقبيل انقطاع الاتصال بالسفينة، وجّه الطاقم نداء استغاثة إثر توجه قوات صهيونية نحوها. وحذرت اللجنة من أن جميع أعضاء سفينة، ومن بينهم ممثلون عن برلمانات أوروبية وشخصيات فنية وإعلامية، سيدخلون في إضراب مفتوح عن الطعام في حال تم اعتراض السفينة. وتقل السفينة حنظلة، التي أبحرت من ميناء غاليبولي الإيطالي، الأحد الماضي، 21 ناشطا دوليا من جنسيات متعددة، في محاولة جديدة لكسر الحصار المستمر على غزة منذ أكثر من 17 عاما.


المساء
منذ 2 أيام
- المساء
كودري أكد دعمها لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم
دعت الجزائر، أول أمس، من نيويورك، على لسان مندوبها الدائم المساعد لدى الأمم المتحدة، توفيق العيد كودري، إلى تعزيز المجال الدبلوماسي الوقائي "بشكل كبير" لتهدئة التوترات المتصاعدة ومنع الصراعات قبل نشوبها. وفي كلمة له خلال جلسة إحاطة بمجلس الأمن بشأن التعاون بين الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، أكد كودري أن التحديات المتنوعة والمعقدة التي تواجه السلام والأمن الدوليين في عالم اليوم "تتطلب تعاونا أعمق وأكثر استراتيجية"، داعيا إلى ضرورة "تعزيز القدرات في مجال الدبلوماسية الوقائية بشكل كبير لتهدئة التوترات المتصاعدة ومنع الصراعات قبل ظهورها، لا سيما في العالم النامي، حيث غالبا ما تكون العواقب وخيمة".وأوضح الدبلوماسي الجزائري أن قدرات منظمة التعاون الإسلامي في ميدان الوساطة الإقليمية "تعد مكسبا قيما ينبغي الاستفادة منه بالكامل"، داعيا في ذات السياق إلى "تعاون أقوى في مكافحة الإرهاب وحفظ السلام وبناء السلام بعد انتهاء الصراع، كون هذه المجالات تشتد فيها الاحتياجات". وأشار ذات المتحدث إلى أن الجزائر، بصفتها عضوا ملتزما في منظمة التعاون الإسلامي، "تؤكد على أهمية العلاقة بين الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي اللتين يجمعهما التزام مشترك بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة". وأشار كودري إلى أنه من بين المجالات التي تعتبرها الجزائر أساسية للنهوض بهذه الشراكة التي تعد أساسية، "القيمة الاستراتيجية للتعاون" بين الهيئتين. كما أكد أن الجزائر تعتبر تعزيز الحوار والتسامح من بين المجالات الأساسية للنهوض بالشراكة بين المنظمتين، مذكرا بأن منظمة التعاون الإسلامي تأسست عام 1969 كرد فعل مباشر على الهجوم الذي أدى إلى الحريق المدمر على المسجد الأقصى، والذي لم يكن مجرد عمل معزول، بل كان اعتداء استفزازيا على أحد أقدس الأماكن. ومن المؤسف للغاية يقول كودري أنه "بعد عقود لا يزال الفلسطينيون بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، يواجهون الكراهية والتمييز والحرمان الممنهج من حقوقهم الأساسية"، مجددا دعوة الجزائر بضرورة "الاحترام الكامل لحقوقهم غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقهم في إقامة دولة والعيش بكرامة وحرية وأمن". وأكد في ذات السياق أنه "في عالمنا المترابط، لم يعد تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان خيارا، بل أصبح ضرورة"، مبرزا أن منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة "حليفتان طبيعيتان في هذا المجال". وأشار الدبلوماسي الجزائري إلى أن هذا الالتزام انعكس بقوة في إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 15 مارس، بمبادرة من باكستان، يوما دوليا لمكافحة الإسلاموفوبيا وفي استحداث منصب لمبعوث خاص للأمم المتحدة لمكافحة الإسلاموفوبيا، لافتا الى أن هذه الخطوات تمثل "اعترافا جماعيا بضرورة مواجهة التمييز بجميع أشكاله، في زمن انتشار خطاب الإقصاء والفصل، والذي يشكل مصدر قلق بالغ". كما أعرب كودري عن اعتقاد الجزائر أن "الوقت قد حان لإضفاء مزيد من الديناميكية والتماسك والطموح على الشراكة بين الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي" من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، وهي السلام والأمن والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية.


الشروق
منذ 2 أيام
- الشروق
ردّنا لاقى ترحيب الوسطاء وتصريحات ويتكوف منحازة وتتنكر لمسؤولية الاحتلال
أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أن الرد الذي قدّمته حركة حماس وفصائل المقاومة للوسطاء، جاء بعد مشاورات موسعة، وعبّر عن موقف إيجابي يعكس استعداد المقاومة للتوصل إلى اتفاق يضع حداً لمعاناة الشعب الفلسطيني، ويوقف حرب الإبادة المستمرة بحقه. وأعربت الفصائل، عن استهجانها لتصريحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، واصفة إياها بالمنحازة للاحتلال، حيث حمّل فيها وفد المقاومة المفاوض مسؤولية تعثّر التوصل إلى اتفاق، رغم ما أبداه الوفد من مرونة كبيرة ومسؤولية عالية خلال جولات التفاوض في العاصمة القطرية الدوحة. وشددت الفصائل على أن وفد قيادة المقاومة لا يزال حريصًا على وقف العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني، ويواصل بذل كل الجهود الممكنة للوصول إلى اتفاق قريب يُنهي المأساة، ويوقف شلال الدم والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين. وأكدت حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' أنّها تعاملت، منذ بداية المسار التفاوضي، بكلّ مسؤولية وطنية ومرونة عالية في مختلف الملفات، وحرصت على التوصّل إلى اتفاق يوقف العدوان وينهي معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة'. وقالت الحركة في تصريح صحفي، 'لقد قدّمت الحركة ردّها الأخير بعد مشاورات موسّعة مع الفصائل الفلسطينية، والوسطاء، والدول الصديقة، وتعاطت بإيجابية مع جميع الملاحظات التي تلقّتها، بما يعكس التزامًا صادقًا بإنجاح جهود الوسطاء، والتفاعل البنّاء مع كلّ المبادرات المقدّمة'. وأضافت: 'إننا نستغرب تصريحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، السلبية تجاه موقف الحركة، في وقتٍ عبّر فيه الوسطاء عن ترحيبهم وارتياحهم لهذا الموقف البنّاء والإيجابي، الذي يفتح الباب أمام التوصّل إلى اتفاق شامل'. وختمت بالقول: 'تؤكد الحركة حرصها على استكمال المفاوضات، والانخراط فيها بما يساهم في تذليل العقبات والتوصّل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار'. وقالت حركة الجهاد الإسلامي، إن الورقة التي قدمتها حركة حماس وفصائل المقاومة للوسيطين القطري والمصري كانت محل ترحيب الوسطاء وعدّوها مدخلاً للتوصل إلى اتفاق يوقف العدوان وينهي معاناة شعبنا. وأضافت حركة الجهاد في بيان لها، الجمعة، أن تصريحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف هي انعكاس لموقف حكومة الاحتلال، وتعكس نوايا مبيتة لاستمرار العدوان والالتفاف على جهود الوسطاء. وأكدت حركة الجهاد حرصها على مواصلة جهود الوسطاء واستكمال التفاوض والوصول إلى اتفاق يراعي مصالح الشعب الفلسطيني، ويوقف جرائم الاحتلال التي يندى لها جبين كل إنسان حر في هذا العالم. بدورها، استهجنت فصائل المقاومة الفلسطينية موقف ويتكون، مشيرة إلى أن الرد الذي قدمته حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية جاء بعد مشاورات وقناعة لدى الوسطاء بإيجابيته وإمكانية التوصل لاتفاق يضمن إنهاء معاناة شعبنا ووقف حرب الإبادة المتواصلة بحقه. وأكدت فصائل المقاومة أن وفد المقاومة أبدى مرونة كبيرة ومسؤولية عالية طوال فترة المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة. وشددت على حرص وفد قيادة المقاومة المفاوض على وقف العدوان المتواصل على شعبنا وبذل كل الجهود من أجل الوصول لاتفاق قريب ينهي المعاناة ويوقف شلال الدم النازف والمجازر التي يرتكبها العدو بحق أبناء شعبنا الفلسطيني المظلوم. والخميس، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف سحب الفريق التفاوضي الأميركي من الدوحة. وزعم ويتكوف، عبر منشور على منصة 'إكس': 'قررنا إعادة فريقنا التفاوضي من الدوحة لإجراء مشاورات، بعد الرد الأخير من حماس، والذي يُظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة'، مشيرًا إلى أن الموقف الأخير للحركة يعكس 'غياب الجدية في إنهاء النزاع'.