
العدوان على غزة.. واشنطن تودع دورها كوسيط سلام بين العرب وإسرائيل
يأتي تجدد العدوان الصهيوني على قطاع غزة بدعم أمريكي شديد الوضوح أعلنه البيت الأبيض، لينهي دور الولايات المتحدة كوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار، أو مباحثات حل الدولتين وإنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية المحتلة في 4 يونيو عام 1967 بما في ذلك القدس الشريف، حسبما قال خبراء ومحللون تحدثوا لـ"الدستور".
وجددت قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة فجر الثلاثاء الماضي، وارتفعت أعداد الشهداء إلى ما يزيد على 450 شهيدًا ومئات المصابين، بعدما استهدف طيران الاحتلال خيام النازحين والمناطق السكنية.
آثار العدوان على غزة
وأكد أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي، أن استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة يأتي في إطار محاولات الاحتلال للضغط على حركة حماس، بهدف دفعها للقبول باتفاق جزئي يتضمن تسليم المحتجزين بالكامل، والانقلاب على ما تم الاتفاق عليه في المرحلة السابقة من المفاوضات.
إسرائيل تسعى لفرض واقع جديد
وأوضح فهمي في تصريحات أدلى بها لـ"الدستور"، أن التحرك الإسرائيلي يجري وفق سيناريوهات مفتوحة تهدف إلى تطوير موقف حماس، وإجبارها على تقديم تنازلات سياسية جديدة. ولفت إلى أن حكومة الاحتلال كانت قد بدأت التحضير لهذا التصعيد منذ مطلع شهر رمضان، حيث رُتبت هذه الخطة داخليًا بعيدًا عن تأثير الاحتجاجات الداخلية، مما يعكس وجود توافق سياسي إسرائيلي على تنفيذها، حتى من قبل الأطراف التي أبدت تحفظات سابقة.
طارق فهمي
أمريكا شريك في العدوان
وأشار فهمي إلى أن الولايات المتحدة فقدت دورها كوسيط نزيه في الأزمة، حيث أصبح هناك تماهي واضح بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي. وأكد أن واشنطن لم تعد تلعب دورًا محايدًا، بل تحولت إلى شريك متضامن مع إسرائيل في الضربات العسكرية والتحركات السياسية.
موقف عربي أكثر حسمًا
ودعا فهمي الحكومات العربية إلى اتخاذ مواقف أكثر جدية لمواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر، محذرًا من أن إسرائيل لا تكتفي بتدمير قطاع غزة بل تسعى لمواصلة هذا النهج. وشدد على ضرورة عدم الانجرار إلى سيناريوهات صفرية تخدم الأجندة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن المسار العربي يجب أن يكون واضحًا في مواجهة هذه السياسات.
أهداف سياسية وعسكرية متعددة
وأكد الأكاديمي والباحث السياسي الكويتي الدكتور عايد المناع، أن التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة لم يكن مفاجئًا، موضحًا أن الحكومة الإسرائيلية اضطرت إلى وقف إطلاق النار مؤقتًا في الفترة الماضية للحصول على مزيد من الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس منذ السابع من أكتوبر 2023.
أهداف إسرائيل من التصعيد
وأشار المناع خلال حديثه لـ"الدستور"، إلى أن إسرائيل تسعى من خلال تجدد العمليات العسكرية إلى تحقيق عدة أهداف، أبرزها: الضغط على حماس وإجبار الحركة على تقديم تنازلات في المفاوضات بشأن تبادل الأسرى، عبر تكثيف الضربات على المدنيين ومواقع حماس، لدفعها نحو موقف أكثر مرونة.
عايد المناع
ولفت المناع إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه محاكمة بتهم الفساد، وقد أسهم استمرار الحرب في تأجيل هذه المحاكمة، وهو ما قد يكون أحد دوافع استمرار العمليات العسكرية.
وأضاف المناع أن نتنياهو يسعى إلى إعادة تثبيت تحالفه اليميني المتشدد، وإعادة دمج شخصيات مثل إيتمار بن غفير في المشهد السياسي، لضمان استمرار دعم التيارات اليمينية لسياسته.
وشدد الأكاديمي الكويتي على أن أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل منذ بداية الحرب هو تهجير سكان غزة قسرًا إلى دول الجوار أو مناطق أخرى، معتبرًا أن استمرار التصعيد العسكري يخدم هذه السياسة.
أجندات داخلية وخارجية
وأكد المحلل السياسي الأردني، الدكتور منذر الحوارات، أن دوافع حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتجديد عدوانها على قطاع غزة متعددة ولا تقتصر على هدف واحد، بل تشمل مجموعة من الأهداف السياسية والعسكرية والاستراتيجية.
الضغط على المقاومة وإطلاق الأسرى
وأوضح الحوارات في تصريحات لـ"الدستور"، أن أحد أبرز الأسباب وراء التصعيد الإسرائيلي هو محاولة الضغط على حركة "حماس" بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب، دون تحقيق تقدم ملموس في ملف الأسرى الإسرائيليين. حيث يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن تكثيف العمليات العسكرية قد يدفع المقاومة إلى تقديم تنازلات أو الإفراج عن مزيد من الأسرى.
منذر الحوارات
إفشال جهود إعادة إعمار غزة
كما اعتبر الحوارات أن من بين الأهداف الاستراتيجية للتصعيد الإسرائيلي إفشال الجهود العربية لإعادة إعمار غزة، ومنع أي تنسيق بين السلطة الفلسطينية والدول العربية فيما يخص إدارة القطاع أمنيًا وإداريًا.
وأشار إلى أن إسرائيل تتابع من كثب، الجهود المصرية في تدريب قوات شرطة فلسطينية، وهو ما قد يشكل تهديدًا لمخططات نتنياهو في فرض وقائع جديدة على الأرض.
واشنطن تفقد دورها كوسيط محايد
وحول موقف الولايات المتحدة، قال الحوارات إن البيت الأبيض لم يخفِ علمه بالتصعيد الإسرائيلي على غزة، بل سبق وهدد بأنه في حال عدم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، فإن القطاع سيشهد "حالة من الجحيم". واعتبر أن واشنطن تبرر بشكل مستمر العدوان الإسرائيلي، متذرعة برفض "حماس" إطلاق سراح الأسرى.
وأضاف أن الولايات المتحدة فقدت مصداقيتها كوسيط محايد منذ زمن طويل، حيث تدعم إسرائيل دون أي تحفظ، بل وتغض الطرف عن جرائمها بحق المدنيين الفلسطينيين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أهل مصر
منذ 43 دقائق
- أهل مصر
فرنسا تدعو إلى خفض التصعيد بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
دعت فرنسا أمس الجمعة إلى خفض التصعيد بشأن الرسوم الجمركية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، عقب تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض رسوم إضافية بنسبة 50% على المنتجات الأوروبية، مؤكدةً في الوقت نفسه أن الاتحاد الأوروبي مستعد "للرد" على هذه القرارات. وكتب الوزير الفرنسي المكلف بشؤون التجارة الخارجية، لوران سان مارتين، عبر منصة 'إكس' للتواصل الاجتماعي، أن تهديدات ترامب الجديدة بزيادة الرسوم الجمركية لا تُجدي نفعًا خلال فترة المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وأضاف "نحافظ على النهج نفسه؛ ألا وهو خفض التصعيد، لكننا مستعدون للرد" في ذات الوقت. وعاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة الماضية إلى شن الحرب التجارية العالمية، بتهديد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية إضافية، مستهدفًا أيضًا شركة أبل لأول مرة. وقد أدت تصريحات ترامب عبر شبكة 'تروث سوشيال' إلى هبوط أسواق الأسهم الأوروبية على الفور، ولاسيما أسهم السلع الفاخرة والسيارات في باريس. وفي رسالته، أعرب الرئيس الأمريكي عن نفاد صبره إزاء المفاوضات التجارية الحالية مع الاتحاد الأوروبي، والتي قال إنها "لا تفض إلى أي شيء". ورفضت المفوضية الأوروبية التعليق في هذا الصدد، وأشار متحدث باسمها إلى أنه كان من المقرر إجراء محادثة هاتفية أمس الجمعة بين مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، وممثل التجارة للبيت الأبيض، جيميسون جرير، قبل تصريحات دونالد ترامب. وكان البيت الأبيض يعتزم في البداية فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على المنتجات الأوروبية، لكنه قرر بتعليق تطبيقها لمدة 90 يومًا لإتاحة الوقت لإجراء المفاوضات. ومن المفترض نظريًا أن تنتهي مهلة تعليق هذه التعريفات في مطلع يوليو المقبل. وكان سيفكوفيتش قد أجرى عدة محادثات مع مسؤولين أمريكيين، بما في ذلك وزير الخزانة، سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، لكن دون إحراز تقدم حقيقي حتى الآن.


مستقبل وطن
منذ 43 دقائق
- مستقبل وطن
حماس ترفض دعوات حاخامات إسرائيليين إلى تكثيف اقتحامات المسجد الأقصى
أعلنت حركة حماس رفضها لدعوات حاخامات إسرائيليين إلى تكثيف اقتحامات المسجد الأقصى، وذلك وفقًا لما نشره موقع قناة "القاهرة الإخبارية". وأوضحت أن الدعم اللامحدود الذي توفره حكومة الاحتلال وحمايتها للمستوطنين هو ما يحفزهم على تصعيد هجماتهم على المسجد الأقصى


الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
حماس ترفض دعوات حاخامات إسرائيليين إلى تكثيف اقتحامات المسجد الأقصى
رفضت حركة حماس، الدعوات التي أطلقها حاخامات إسرائيليون إلى تكثيف اقتحامات المسجد الأقصى المبارك؛ وفقًا لنبأ عاجل لقناة "القاهرة الإخبارية". وأكدت حركة حماس، أن الدعم اللا محدود الذي توفره حكومة الاحتلال وحمايتها للمستوطنين هو ما يحفزهم على تصعيد هجماتهم على المسجد الأقصى.