logo
تعيش آخر أيامها.. الدول الأوروبية تستعد لاتخاذ قرار مهم ضد عصابة البوليساريو

تعيش آخر أيامها.. الدول الأوروبية تستعد لاتخاذ قرار مهم ضد عصابة البوليساريو

أخبارنا٠٢-٠٥-٢٠٢٥

تشهد العواصم الأوروبية حراكا دبلوماسيا وأمنيا غير مسبوق، يوشك أن يترجم إلى قرارات جريئة ضد ما بات ينظر إليه كأخطر تنظيم انفصالي مهدد للأمن الإقليمي والدولي، المتمثل في جبهة البوليساريو، حيث وحسب معطيات دقيقة ومؤكدة نقلتها وسائل إعلام مختصة، تتجه دول أوروبية وازنة نحو إغلاق مكاتب الجبهة الانفصالية فوق ترابها، على خلفية الاشتباه الجدي في ارتباطها المتنامي مع منظمات إرهابية دولية، من بينها القاعدة ونصرة الإسلام والجماعات المسلحة النشطة في سوريا واليمن والعراق وحتى إيران.
وكشفت التحقيقات الاستخباراتية الأوروبية حسب نفس المصادر عن وجود شبكات معقدة لتمويل وتبادل معدات وتدريبات قتالية، تورطت فيها الجبهة مع جماعات متطرفة، مما أثار قلقا أمنيا متصاعدا دفع حكومات أوروبية إلى إطلاق مشاورات طارئة، حيث ينتظر أن يعقد وزراء الداخلية في الاتحاد الأوروبي اجتماعا استثنائيا، في إطار خطة موسعة لمكافحة الإرهاب، ستطرح خلالها قضية البوليساريو كأولوية استراتيجية.
وتصاعدت في البرلمان الأوروبي أصوات تطالب بطرد الجبهة ومنعها من التسلل إلى المؤسسات الأوروبية عبر لوبيات معادية للمغرب، حيث تأتي هذه الدعوات بالتزامن مع ضغوط أميركية غير مسبوقة، إذ تروج في كواليس الكونغرس الأميركي مبادرات لتصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي، وهو ما قد يفتح الباب أمام فرض عقوبات على الدول والمنظمات الداعمة لها، وعلى رأسها الجزائر.
ويزداد الوضع تأزما في ظل ما أوردته تقارير دولية من معطيات خطيرة عن استغلال الجبهة للفوضى الأمنية في الساحل وشمال إفريقيا لتمويل أنشطتها المشبوهة، بما في ذلك تهريب البشر والسلاح والمخدرات، انطلاقا من مخيمات تندوف، التي حذرت منظمات حقوقية من تحولها إلى بؤر خصبة لتفريخ التطرف العنيف، كما أن تأكيد تورط قيادات من الصف الأول في البوليساريو في أعمال إرهابية، أبرزها حالة عدنان أبو وليد الصحراوي، الذي أصبح لاحقا أحد أمراء داعش في الصحراء الكبرى، يزيد من خطورة هذه التقارير.
ولم تستثن التقارير ذاتها البعد الإقليمي والدولي لهذا التورط، بعدما تم توثيق صلات وثيقة بين الجبهة وحزب الله اللبناني، بدعم مباشر من إيران، شملت جوانب التدريب والتسليح والتمويل، كما لم تتردد بعض المصادر في الحديث عن استعمال أسلحة إيرانية في هجمات استهدفت الأراضي المغربية، خصوصا في مدينة السمارة سنة 2023، ما رفع من منسوب القلق الأمني الأوروبي.
وفيما تنفي الجبهة هذه الاتهامات، تتساقط تباعا الأدلة التي تثبت انخراطها في شبكة إقليمية عابرة للحدود ذات طابع إرهابي، حيث لم تعد نشاطاتها محصورة داخل تندوف، بل تمددت إلى داخل أوروبا عبر واجهات مدنية مشبوهة، وهي التطورات التي شكلت مادة غنية لتقارير رفعها المغرب إلى الأمم المتحدة وعدة هيئات دولية، مدعمة بالأدلة والوثائق، ما ساهم في إذكاء الاهتمام الدولي بهذا الملف الذي ظل لسنوات طي النسيان.
ولم يكن المغرب بمعزل عن هذا الحراك، بل كان سباقا إلى إحباط عدة مخططات عدائية تم التخطيط لها في كواليس لوبيات أوروبية على صلة وثيقة بالبوليساريو، كما لم يفت الأجهزة المغربية تنبيه شركائها إلى خطورة السكوت عن تنامي نفوذ الجبهة داخل التراب الأوروبي، حيث استغلت مكاتبها المنتشرة في بلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والسويد لتنفيذ أجندات معادية، مستفيدة من البنى التحتية والحريات الأوروبية.
وبات من المؤكد اليوم أن الاتحاد الأوروبي مقبل على قرارات مصيرية في هذا الملف، قد تعيد رسم خارطة التعاطي مع الجبهة الانفصالية، وتنهي مرحلة استغلالها لواجهة "النضال السياسي" لتخفي خلفها أجندات إرهابية عابرة للحدود.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تصنيف الكونغرس الأمريكي للبوليساريو كتنظيم إرهابي على بعد خطوة بدعم قوي من حزب ترامب
تصنيف الكونغرس الأمريكي للبوليساريو كتنظيم إرهابي على بعد خطوة بدعم قوي من حزب ترامب

زنقة 20

timeمنذ 35 دقائق

  • زنقة 20

تصنيف الكونغرس الأمريكي للبوليساريو كتنظيم إرهابي على بعد خطوة بدعم قوي من حزب ترامب

زنقة 20. الرباط يواصل النائب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي، جو ويلسون، جهوده لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة. وفي تغريدة نشرها مؤخراً، أكد النائب المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جو ويلسون عزمه تقديم مشروع قانون في هذا الاتجاه، مشيراً إلى تعهد سابق للرئيس دونالد ترامب بشأن هذا الملف. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تقرير جديد صادر عن مؤسسة Heritage Foundation يكشف تفاصيل العلاقات التي تربط البوليساريو بكل من إيران وحزب الله والنظام السوري ، وبدعم مباشر من النظام الجزائري. تقرير يكشف تهديد البوليساريو للأمن الإقليمي التقرير الذي أعدّه روبرت غرينواي، مدير مركز 'أليسون' للأمن القومي، وأمين غوليدي، الباحث في معهد 'شيلبي كولوم ديفيس'، خلص إلى أن جبهة البوليساريو تحوّلت إلى وكيل إرهابي على أبواب أوروبا. ونُشر التقرير في موقع The Daily Signal، حيث أبرز استخدام البوليساريو لطائرات بدون طيار إيرانية الصنع، وانتشار عناصره في ممرات صحراوية بالتوازي مع قوافل لوجستية لجماعات مرتبطة بروسيا، إضافة إلى تورطه في جباية الضرائب من طرق التهريب التي تموّل الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل. وأكد التقرير أن القرب الجغرافي لهذه الأنشطة من مضيق جبل طارق يزيد من خطورة التهديد. أدلة متزايدة على ارتباط البوليساريو بالإرهاب هذه ليست المرة الأولى التي يتناول فيها ويلسون هذا الموضوع؛ فقد أعلن في 11 أبريل عن نيته تقديم قانون مماثل، وجدد دعوته يوم 19 أبريل لتصنيف البوليساريو كـ'منظمة إرهابية أجنبية'، معرباً عن ثقته في أن إدارة ترامب ستتولى الأمر بجدية. وتضاف نتائج تقرير Heritage Foundation إلى سلسلة متنامية من الأدلة التي تربط البوليساريو بجهات إرهابية. وكان معهد هدسون قد أشار في وقت سابق إلى دور البوليساريوكـ'وكيل إيراني'. مقاتلون مدربون من إيران يقاتلون في سوريا في السياق نفسه، كشف تقرير حديث لصحيفة واشنطن بوستعن وجود مئات المقاتلين من البوليساريو تلقوا تدريبات إيرانية ويشاركون في القتال إلى جانب النظام السوري. وأشار التقرير إلى أن هؤلاء العناصر باتوا الآن رهن الاعتقال من قبل أجهزة الأمن السورية الجديدة. وتعزز هذه المعطيات التأكيدات التي سبق أن قدمها المغرب حول العلاقة الثلاثية بين إيران وحزب الله والبوليساريو، برعاية وتواطؤ من الجزائر. ضغط أمريكي متزايد ودعم واضح للمغرب الاهتمام المتزايد من قبل مراكز التفكير الأمريكية ذات التأثير السياسي، مثل Heritage وHudson, يضاعف الضغط على إدارة ترامب، التي جددت مؤخراً تأكيد دعمها لسيادة المغرب على الصحراء المغربية، واعتبار مبادرة الحكم الذاتي المغربية أساساً جدياً وواقعياً لحل النزاع.

دعوات أمريكية متجددة لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية
دعوات أمريكية متجددة لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية

يا بلادي

timeمنذ 2 ساعات

  • يا بلادي

دعوات أمريكية متجددة لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية

تتواصل الجهود في الولايات المتحدة، لإقناع إدارة ترامب بإدراج جبهة البوليساريو ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. وقد سلط مقال حديث الضوء على معطيات جديدة لدعم هذه الخطوة. وكتب روبرت غرينواي، مدير مركز أليسون للأمن الوطني في مؤسسة هيريتاج، قائلاً: "في عام 1988، أسقطت صواريخ جبهة البوليساريو طائرتين تابعتين للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، مما أدى إلى مقتل خمسة أمريكيين، ولم ترد الولايات المتحدة بفرض عقوبات". منذ حادثة 1988، شهد السياق الاستراتيجي تغيرات كبيرة. ففي نونبر 2020، انسحبت جبهة البوليساريو بشكل أحادي من وقف إطلاق النار لعام 1991 الذي تم التفاوض عليه تحت رعاية الأمم المتحدة في الصحراء الغربية. وأعلن قادتها المنطقة "منطقة حرب"، واستأنفوا إطلاق الصواريخ على طول الجدار الرملي المغربي البالغ طوله 1700 كيلومتر، محذرين من أن القنصليات وشركات الطيران والشركات الأجنبية أصبحت "أهدافًا مشروعة"، وفقا لما أكده مستشار سابق للأمن القومي الأمريكي لأفريقيا والشرق الأوسط. وقد أثار نشر هذا المقال رد فعل قوي من البوليساريو، حيث نددت إحدى وسائل إعلامها، يوم الخميس 22 مايو، بحملة تضليل تشن "ضد جبهة البوليساريو والشعب الصحراوي". وعلى الرغم من مقتل خمسة أمريكيين على يد البوليساريو، فإن عدد الضحايا الإسبان من أعمالها الإرهابية يتجاوز 300 شخص. وكما هو الحال في الولايات المتحدة، تستمر السلطات الإسبانية في تجاهل هذه الصفحة المظلمة في تاريخ البوليساريو.

مطالب حقوقية جديدة للتحقيق في أوضاع النساء في مخيمات تندوف
مطالب حقوقية جديدة للتحقيق في أوضاع النساء في مخيمات تندوف

الجريدة 24

timeمنذ 5 ساعات

  • الجريدة 24

مطالب حقوقية جديدة للتحقيق في أوضاع النساء في مخيمات تندوف

في ظل الصمت الدولي الذي طالما وصف بـ"المخجل"، تصاعدت من جديد أصوات حقوقية نسائية مغربية للطالبة بإنجاز تحقيق دولي مستقل وعاجل لكشف الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها النساء في مخيمات الاحتجاز بتندوف، جنوب غرب الجزائر، حيث تتحول الحياة اليومية للآلاف منهن إلى سلسلة من المعاناة والانتهاك المنظم للكرامة الإنسانية. جرائم بلا عقاب ووفق تقرير صادر عن البرلمان الأوروبي في مارس 2025، تتعرض النساء الصحراويات في تلك المخيمات لسلسلة من الانتهاكات تشمل العنف الجنسي والاستعباد المنزلي والزواج القسري، في ظل غياب تام لأي سلطة قضائية أو رقابة قانونية. التقرير الأوروبي يصف ما يجري بأنه "بيئة مفرغة من العدالة، تعيش فيها النساء تحت رحمة ميليشيات مسلحة تتصرف خارج أي إطار قانوني أو إنساني". وتتفق منظمة "هيومن رايتس ووتش" مع هذا التوصيف، حيث وثقت في تقارير سابقة احتجاز نساء ضد إرادتهن ومنعهن من مغادرة المخيمات، رغم امتلاك بعضهن تصاريح إقامة شرعية في دول أوروبية، ما يدق ناقوس خطر واقع "الاختطاف غير المعلن" الذي تمارسه قيادة البوليساريو الانفصالية. أجساد النساء رهينة وتؤكد شهادات ناجيات وتقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) أن النساء اللواتي ينجبن خارج إطار الزواج، أو يتعرضن لاعتداء جنسي، يواجهن وصما اجتماعيا وتمييزا ممنهجا داخل المخيمات، مما يؤدي إلى تدهور أوضاعهن الصحية والنفسية. المصادر نفسها نبهت إلى أن النساء بمخيمات الاحتجاز تحرمن أيضا من أبسط حقوقهن، كحرية التنقل والتعليم والاختيار، في ظروف وصفتها منظمات حقوقية بأنها "معتقل جماعي مفتوح". كسر التواطؤ الدولي وفي هذا السياق، طالبت منظمة النساء الاتحاديات، على هامش مؤتمر الأممية الاشتراكية المنعقد بإسطنبول (21-22 ماي 2025)، بفتح تحقيق دولي عاجل يشرف عليه خبراء مستقلون من الأمم المتحدة، للوقوف على حقيقة ما يجري خلف الجدران المعتمة لمخيمات تندوف. وقالت المنظمة في بيان شديد اللهجة إن "الصمت الدولي تحول إلى تواطؤ مفضوح"، مشددة على أن التمثيلية الحقيقية للنساء الصحراويات هي داخل مؤسسات الوطن، حيث تساهم المرأة في التنمية المحلية، وتحظى بحقوقها السياسية والاجتماعية، في مدن العيون والداخلة وبوجدور، على قدم المساواة مع باقي المواطنات المغربيات. "مينورسو"؟ وأعادت هذه الدعوات الجدل القديم حول صلاحيات بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو)، والتي لا يشمل تفويضها مراقبة أوضاع حقوق الإنسان في المخيمات. منظمات حقوقية عدة، على رأسها "هيومن رايتس ووتش"، طالبت بتوسيع تفويض البعثة، أو إنشاء آلية دولية مستقلة لمراقبة حقوق الإنسان، خصوصا فيما يتعلق بالنساء، لضمان عدم الإفلات من العقاب. إن المأساة المستمرة التي تعيشها النساء الصحراويات في تندوف، ليست فقط انتهاكا لحقوق الإنسان، بل هي وصمة على جبين المجتمع الدولي، الذي يتغاضى عن معاناة آلاف النساء لأسباب سياسية ومصالح جيوسياسية، كما تؤكد الكثير من التقارير الدولية المحايدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store