logo
400 دينار مكافأة فرق الاستعداد للعام الدراسي الجديد

400 دينار مكافأة فرق الاستعداد للعام الدراسي الجديد

علمت «
الجريدة
» أن ديوان الخدمة المدنية، وافق على صرف مبلغ 400 دينار مكافأة لأعضاء فرق عمل الاستعداد للعام الدراسي «2024 -2025»، بوزارة التربية.
ووفق ما علمته «
الجريدة
» فإن عدد أعضاء الفرق المشار إليها، يبلغ نحو 3 آلاف وسبعة موظفين باجمالي 1.2 مليون دينار.
في شأن آخر، سمحت وزارة التربية لرؤساء الأقسام بالمدارس، متابعة حضور وغياب المعلمين، عبر الموقع الإلكتروني للوزارة، وذلك للاطلاع على سجل الحضور والانصراف، أسوة بمديري المدارس، وذلك من دون الحاجة للرجوع إلى إدارة المدرسة. وتهدف هذه الخطوة لتعزيز الانضباط المدرسي وتنظيم العملية التعليمية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير اقتصادي: عودة الكويت للدَّين العام... قفزة نحو المجهول
تقرير اقتصادي: عودة الكويت للدَّين العام... قفزة نحو المجهول

الجريدة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجريدة

تقرير اقتصادي: عودة الكويت للدَّين العام... قفزة نحو المجهول

على عكس ما وصفته وزارة المالية الأسبوع الجاري عن عودتها الى أسواق الاقتراض المحلية والعالمية، أي «الدَّين العام»، بأنها إحدى أهم الخطوات الإصلاحية في تاريخ المالية العامة للكويت، فإن مَن يطّلع على تفاصيل المؤتمر ويربطه بواقع المالية العامة والاقتصاد الكويتي يستنتج أن الدَّين العام أقرب الى قفزة نحو المجهول قد تجرّ إلى البلاد آثاراً سلبية اقتصادية واجتماعية على الإقل إذا اتخذت خطوات الاستدانة التي تم الإعلان عنها بالمؤتمر، في ظل تعمّق الاختلالات الحالية للاقتصاد الكويتي. فحسب مؤتمر المالية، فإنه سيتم اقتراض بما بين 3 و6 مليارات دينار للسنة المالية 2025/ 2026، منها شريحة اقتراض أولى بـ 2.3 مليار موجّهة - كما ورد في المؤتمر - نحو مشاريع بنية تحتية مدرجة في الميزانية العامة للدولة. الكويت لا تعاني أزمة سيولة أو نقد أجنبي أو انفجار سكاني أو شح في الثروات أو آثار حروب وكوارث... بل أزمتها في إدارتها أسوأ النماذج ومع أن «الدين العام» يُعدّ أحد أكثر الملفات الاقتصادية التي تمت مناقشتها على مختلف صُعُد مراكز الاستشارات والأكاديميين والإعلام الاقتصادي منذ بداية عودته للساحة الاقتصادية قبل نحو 10 سنوات، ووضعت بشأنها العديد من الحلول والإجراءات التحوطية التي تشدد على أن الاقتراض في حد ذاته ليس مشكلة، بل كيفية إنفاقه وحصافة الإدارة التي تتولاه، إلا أن الحكومات المتعاقبة لم تستقر على نموذج واحد للدين العام، حتى جاءت الحكومة الحالية بالقانون رقم 60 لسنة 2025 بشأن التمويل والسيولة (الدَّين العام)، وفقا لأسوأ النماذج بين الحكومات السابقة. مخالفة المبدأ فأول مأخذ على عودة الكويت لأسواق الاستدانة يتمثل في مخالفة مبدأ اقتصادي جوهري، وهو أنه لا اقتراض دون خطة للإنفاق، بحيث تكون هذه الخطة معلنة وواضحة وملزمة من حيث آليات التنفيذ وتحمّل المسؤوليات ووضع الأهداف ضمن البرامج الزمنية المحددة، بحيث تنفّذها حكومة لديها نماذج للإنجاز، إلا أن واقع الحال معاكس تماماً للمبادئ الاقتصادية، فمجلس الوزراء الذي مضى على تشكيله أكثر من عام لم يصدر برنامج عمله حتى اليوم وحتى المؤتمر الذي كان محدداً لوزارة المالية قبل أكثر من شهر لعرض الخطة تم تأجيله بعذر تطورات رسوم ترامب الجمركية... وربما طواه النسيان مجدداً. الأوضاع القاتمة لسوق النفط قد تقلّص مدة إنفاق الدين العام لـ 3 أو 4 سنوات فقط عمومية بلا تفاصيل ولعل حديث وزارة المالية بعمومية بلا تفاصيل عن توجيه مبالغ الاستدانة الى مشاريع البنية التحتية والطاقة يناقض أغراض الاستدانة التي صدرت في قانون التمويل والسيولة التي نصت صراحة على أن «الدين العام» سيُوجه نحو تمويل الموازنة العامة، أي تغطية العجز المالي وإعادة تمويل أو استبدال الديون وسداد التزامات الحكومة المحتملة والوفاء بالتزامات الجهات الحكومية، أو ما تقتضيه المصلحة العامة، في حين أن حكومات سابقة كانت تضع على الأقل نسبا محددة واضحة للدين العام - بغضّ النظر عن مصداقيتها - بواقع 60 بالمئة للمشاريع والبنى التحتية مقابل 40 بالمئة لسد عجوزات الميزانية... وبالتالي لا التزام في توجيه أموال الاقتراض نحو المشاريع والبنى التحتية. مخاوف الانحراف وهنا من المهم تأكيد أن الإنفاق على المشاريع والمناقصات ليس بالضرورة مفيداً للاقتصاد، ما لم يعالج اختلالاته، كجلب الإيرادات غير النفطية، أو تحقيق فرص عمل للكويتيين في القطاع الخاص، أو رفع نسبة القطاع الخاص المنتج في الناتج المحلي الإجمالي، فضلاً عن جذب الاستثمار الأجنبي والتكنولوجيا، وفتح أملاك الدولة للمبادرات والمنافسة، فالانحراف في إنفاق أموال الدين العام، سواء على الإنفاق الجاري، أي تغطية مصروفات الميزانية أو الإنفاق الاستثماري الذي لا يحقق عائداً اقتصادياً سيؤدي - مع الآفاق القاتمة لسوق النفط - إلى ولوج قروض أخرى بفوائد أكبر وضغط متزايد على المالية العامة. الإنفاق على المشاريع والمناقصات ليس بالضرورة مفيداً للاقتصاد ما لم يعالج اختلالاته تراجع المهنية واحدة من أهم مشكلات الدين العام تتمثل في أن إدارته تحت سلطة وزارة المالية التي يبدو أن مهنيتها تراجعت خلال السنوات الأخيرة، وإحدى صور هذا الضعف المهني تمثّلت في إعداد ميزانية عامة، فضلا عن كونها - كالعادة - منفلتة في مصروفاتها وآليات إنفاقها، بل أيضاً في ضعف تقدير سعر الأساس المتحفظ لبرميل النفط الكويتي عند 68 دولاراً، بفرضية عجز 6.3 مليارات دينار، إذ انخفض البرميل الكويتي خلال الشهر الأول من السنة المالية دون السعر المتحفظ، في مشهد ينذر حتى برفع قيمة المبلغ المستهدف للاقتراض عن حده الأقصى المحدد في المؤتمر بـ 6 مليارات الى مبالغ أكبر تراعي واقع انخفاضات أسعار النفط، مما يعني أن الدين العام الذي سيغطي عجوزات الكويت لـ 5 سنوات ربما لا يكفي حتى لـ 3 أو 4 سنوات قادمة. والأهم من ذلك هو طرح تساؤل أوسع حول كفاءة وزارة المالية في تقدير احتياجات البلاد من الاقتراض، في وقت لم تتم قراءة أوضاع سوق النفط بكفاءة، مع أن عودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة نهاية العام الماضي - قبل إعلان ميزانية الكويت - كشفت عن توجهاته الصريحة بوصول برميل النفط الى أسعار منخفضة، وهو ما تم فعلياً، ولو بشكل جزئي حتى الآن. استنساخ مُخلّ هذا فضلاً عن أن اعتبار النسبة المنخفضة للدين العام مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي البالغة 2.9 بالمئة كمحفز للاقتراض هو استنساخ مخلّ لاقتصاديات دول أخرى تستخدم القروض لتنمية اقتصادها أو تعاني أزمة السيولة أو النقد الأجنبي أو الانفجار السكاني أو شحا في الثروات الطبيعية أو آثار حروب وكوارث... فالكويت خلال 25 سنة استخدمت سيولتها، سواء في فوائضها أو احتياطياتها العامة أو ديونها، في تمويل مصروفات جارية لا ترتبط بالتنمية الاقتصادية، أو على الأقل معالجة اختلالاته. لم تكن الأموال أو السيولة أو الموارد أو غيرها مشكلة الكويت يوماً، إنما مشكلتها الحقيقية وعلى مدى سنوات - وهي مزمنة ومستمرة - في كيفية تحويل الثروة النفطية الهائلة لمنافع اقتصادية مستدامة لعدد سكان وشعب قليل جداً، مقارنة بالإقليم والعالم... وبالتالي، فإن إصلاح الإدارة وجدية التنفيذ وجودة الأهداف، هي الإجراء الذي يتطلب الكثير من الجهد وليس القفز نحو المجهول.

كيديرالي لـ «الجريدة•»: العلاقات الكويتية - الكازاخستانية شراكة قائمة على الاحترام المتبادل
كيديرالي لـ «الجريدة•»: العلاقات الكويتية - الكازاخستانية شراكة قائمة على الاحترام المتبادل

الجريدة

timeمنذ يوم واحد

  • الجريدة

كيديرالي لـ «الجريدة•»: العلاقات الكويتية - الكازاخستانية شراكة قائمة على الاحترام المتبادل

أكد عضو مجلس الشيوخ الكازاخستاني، السيناتور دارخان كيديرالي، أن كازاخستان ليست فقط القلب الجغرافي لأوراسيا، بل دولة تتشابك فيها التقاليد العريقة مع الحداثة، مشكلة بذلك هوية فريدة على الساحة الدولية، تُبنى على أربعة أركان رئيسية: «الثقافة، الرياضة، الروحانية، الدبلوماسية». وعن العلاقات الكويتية الكازاخستانية، شدد كيديرالي، خلال لقائه مع «الجريدة» في مكتبه بمجلس الشيوخ بالعاصمة أستانا، على أنها شراكة قائمة على الاحترام والقيم المشتركة، مؤكداً أن تعزيز التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية والرياضية والروحية يمثل حجر الأساس في العلاقات بين كازاخستان والكويت، لافتاً إلى أن هذه العلاقة تشهد نمواً مستمراً من خلال المبادرات المشتركة وتبادل الخبرات. نولي الرياضات الوطنية أهمية كبرى ونعمل على تطويرها بشكل منهجي وفي مجال التعليم، شدد على أهمية برامج تبادل الطلاب والأكاديميين بين البلدين، والتي لا تسهم فقط في تعزيز المعرفة الأكاديمية، بل تبني جسور الفهم والاحترام المتبادل بين الأجيال. الجانب الديني وفي الجانب الديني، قال السيناتور كيديرالي إن التقاليد الإسلامية المشتركة تمثل أساساً صلباً للتعاون، حيث تعمل المؤسسات الدينية في كلا البلدين على تعزيز قيم التسامح والاعتدال، وتبادل الخبرات، مضيفا أن بلاده تواصل بثقة تعزيز تميزها الثقافي من خلال هذه المجالات، التي أصبحت اليوم حجر الزاوية في تكوين الهوية الكازاخية المعروفة عالميا. وأوضح أن التطور التكنولوجي والاندماج في الفضاء المعلوماتي العالمي سمحا لكازاخستان بأن تعرّف نفسها كدولة حديثة وديناميكية، لافتاً إلى أن «نسبة انتشار الإنترنت بلغت 92.9%، في حين يستخدم أكثر من 75% من السكان وسائل التواصل الاجتماعي، وفقا لتقرير «DataReportal»، الصادر في مارس 2025. كيديرالي: نحن أحفاد الحضارة البدوية العظيمة... وكان للحصان دائماً مكانة روحية خاصة واستدرك: «اليوم يعيش البشر في عالم رقمي، وتصبح مسألة الحفاظ على اللغات واستخدامها أكثر أهمية، وهذا الأمر ينطبق على اللغة الكازاخية أيضاً، لأن استخدامها الواسع في البيئة الرقمية يتطلب قاعدة بيانات لغوية موحدة ورقمنة شاملة للمفردات»، واعتبر أن تطوير القواميس الرقمية يمثل خطوة محورية في تحسين أداء الذكاء الاصطناعي باللغة الكازاخية، وتعزيز مكانة اللغة في الفضاء الرقمي العالمي، مؤكداً أن وسائل الإعلام الكازاخية باتت أداة مهمة في تعزيز القيم الوطنية والثقافة الحديثة والحوار الدولي. الهوية الثقافية وفي جانب الهوية الثقافية، شدد السيناتور كيديرالي على أن كازاخستان تولي أهمية كبرى للرياضات الوطنية، وتعمل على تطويرها بشكل منهجي مع تكييفها بالمعايير الدولية، بما يسهم في تعزيز الإرث الثقافي وتكريس الهوية الوطنية، وتابع: «بالنسبة للكازاخ، أحفاد الحضارة البدوية العظيمة، كانت للحصان دائماً مكانة روحية خاصة، وليس من قبيل الصدفة أن أول تدجين للخيول جرى في منطقة بوتاي داخل أراضي كازاخستان الحالية، ولا تزال هذه العلاقة قائمة حتى اليوم، وتتجلى في رياضة جورك، حيث يقطع الفرسان مسافات تفوق 500 كيلومتر، في ماراثون يجمع بين القوة والقدرة على التحمل والروح». ولفت إلى فنون الصيد التقليدية مثل «قوصبيكيليك» (الصيد بالطيور الجارحة)، التي تشهد إحياءً معاصراً، مؤكداً أن هذا الفن يعكس التقاليد الحية للشعب الكازاخي، وأشار إلى حدث بارز يتمثل في إدراج اليونسكو سلالة كلاب «تازي» الكازاخية ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، وهي كلاب صيد تمثل رمزاً وطنياً وروحياً عريقاً، وتلقى هذه المبادرات دعماً كبيراً من الرئيس الكازاخستاني، وقد تجلى ذلك أثناء زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث أهدى له الرئيس الكازاخستاني كلاب تازي تعبيرا عن الاحترام والصداقة. وأكد أن بلاده تلعب دوراً محورياً في تعزيز الحوار بين الأديان، مشيراً إلى انعقاد مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية في كازاخستان منذ عام 2001، وهو مؤتمر مدعوم على أعلى المستويات ويعزز مكانة كازاخستان كمنصة للسلام والحوار الروحي، وفي سبتمبر 2025، ستستضيف العاصمة أستانا الاجتماع الثامن لأمانة المؤتمر، ما يكرس دور البلاد كوسيط بين الثقافات والأديان. وشدد على أن كازاخستان ترى في الدبلوماسية الثقافية والروحية أدوات فعالة لبناء عالم يسوده السلام، وعلاقات بلاده مع الكويت تعد نموذجا ناجحا للتعاون بين الدول الإسلامية الحديثة، التي تسعى للحفاظ على تراثها والانفتاح في الوقت ذاته على التحديث والتنمية، وقال: «كازاخستان، بروحها المستمدة من السهوب وتقاليدها العريقة، تسير بثبات نحو مستقبل منفتح ومتعدد الثقافات، وهي، من خلال التعاون مع شركاء كالكويت، تسعى لترسيخ شراكات طويلة الأمد تقوم على الثقة والاحترام المتبادل».

تقرير اقتصادي: «استثمارات الجيش»... توجسات وسلبيات وتناقضات
تقرير اقتصادي: «استثمارات الجيش»... توجسات وسلبيات وتناقضات

الجريدة

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • الجريدة

تقرير اقتصادي: «استثمارات الجيش»... توجسات وسلبيات وتناقضات

‏فتح إعلان وزارة الدفاع نيتها إيجاد «مصادر دخل بديلة، من خلال خلق أذرع استثمارية تقلل الاعتماد الكلي على الموارد النفطية، إضافة إلى ترسيخ مبدأ الشفافية وحوكمة الأداء، والعمل على ترشيد الإنفاق العام» الباب أمام تساؤلات عديدة حول هذه الخطوة ومدى جدية تنفيذها وجودة عوائدها. ولعله من الإنصاف عدم الجزم بنجاح أو فشل فكرة من هذا النوع قبل الإعلان الكامل عن تفاصيلها رسمياً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك تجارب دولية ناجحة لاستثمارات الجيوش، بما يدر عليها من إيرادات تخفّف أعباء مصروفاتها مقابل نماذج عربية مدمرة أدى فيها تدخّل الجيش بالعمل الاستثماري والتجاري إلى تدمير الاقتصاد والمؤسسات وحتى المجتمع، كذلك من الواقعية طرح التوجس والقصور والتناقضات التي تترتب على دخول الجيش الكويتي في المجال الاستثماري بما ينتج عنه لاحقاً - حتى مع النوايا السليمة - نتائج سلبية يصعب معالجتها. كيف يمنح الجيش حق إدارة الاستثمارات، في حين أن التوجه الحكومي نحو حرمان جهات كأمانة الأوقاف وشؤون القُصَّر من هذا الحق؟ مشهد فوضوي فالتوجس يتعلق بإيلاء عملية إدارة الأصول او الأذرع الاستثمارية إلى جهة غير مختصة بتاتاً بالاقتصاد، وهي الجيش، في ظل وجود جهات حكومية مختصة هي الهيئة العامة للاستثمار أو «التأمينات الاجتماعية» التي لا يقتصر عملها فقط على إدارة الأصول كالأسهم والسندات، إنما يمتد إلى الأمن الغذائي والتكنولوجيا والتطوير العقاري والاستثمارات المصرفية والمالية داخل أو الكويت خارجها، فضلاً عن أن استثمارات الجيش تعبّر عن تناقض واضح لتوجهات مجلس الوزراء نحو حرمان جهات كأمانة الأوقاف وشؤون القُصّر من حق إدارة الأصول والاستثمارية، بعذر أن هناك جهة مختصة بإدارة الاستثمارات هي الهيئة العامة للاستثمار، مع العلم بأن «الأوقاف» و«القصّر» هما جهتان استثماريتان حتى مع أغراضهما الاجتماعية بعكس الجيش الذي تتمحور أعماله في إطار العسكرية... وفي الحالتين نحن أمام مشهد فوضوي يتجاوز عمداً وجود مؤسسات مختصة بالاستثمارات الحكومية مباشرة أو غير مباشرة. وفي الحقيقة، فإن تعامل المؤسسات العسكرية مع الأمور الاستثمارية يحمل ذكريات مؤلمة تمثلت في قضية «صندوق الجيش»، وهذا ليس تشكيكاً بذمم القائمين حالياً على الجيش، بل تذكيراً بوجوب فصل الاختصاص العسكري عن العمل الاستثماري. فرصة الأوفست أما القصور، فيرتبط بفرصة ضائعة، أهمها أن فكرة استثمارات الجيش تأتي بعد 9 سنوات من إعلان فشل نظام الأوفست وتصفية شركته المختصة الوطنية للأوفست، وتحويل النظام إلى اختصاص هيئة تشجيع الاستثمار المباشر (الأجنبي)، من دون تنفيذ صفقة أوفست واحدة خلال هذه الفترة، مع أن نظام الأوفست مُعدّ بهدف تحويل ما يصل إلى ثلث قيمة الصفقات العسكرية والمدنية إلى مشاريع استثمارية في قطاعات تنموية، وهو ما فعلته قطر من خلال مشروع دولفين، كذلك الإمارات في تأسيس شركة لبناء السفن والسعودية في مجالات الاستثمار التكنولوجي. فنظام الأوفست عموماً هو نظام التزام يتعلق بالعمليات المالية المتقابلة، بحيث يفرض على الكيانات الأجنبية التي توقع عقوداً مع الحكومة، ويجب عليها مقابل تلك العقود تنفيذ مشاريع وفقاً لبرنامج الأوفست على العقود العسكرية التي تعادل قيمتها 3 ملايين دينار فما فوق، والعقود المدنية التي تعادل 10 ملايين فما فوق، وتحتسب قيمة التزام الأوفست على أساس نسبة تصل إلى 35 في المئة من القيمة النقدية للعقد، بمعنى أنه لو اشترت حكومة الكويت أسلحة أو معدات بمليار دينار، مثلاً، فإن الجهة الأجنبية التي باعت هذه الأسلحة ملزمة بتنفيذ مشاريع، خصوصاً في مجالات التكنولوجيا والتعليم والبحث العلمي والبنية التحتية والصحة والبيئة، وغيرها من الاحتياجات محل الاتفاق، بقيمة تصل إلى 350 مليون دينار، وهو ما يتّسق، حال تنفيذه، بصورة سليمة مع الخطاب الرسمي بخفض المصروفات وكفاءة الإنفاق الاستثماري في الميزانية، فضلاً عن توفير فرص العمل وجذب التكنولوجيا. وبالتالي، فإنّ سد القصور في نظام الأوفست وتفعيل مشاريعه وإصلاحه وتحقيق عوائد تنموية من الإنفاق العسكري، وفضلاً عن المدني هو أكثر جدوى للاقتصاد من دخول الجيش في أدوات استثمارية هي ليست من صميم اختصاصاته، إذ ضيعت الكويت بسبب نظام الأوفست منذ توقّفه عام 2016 على الأقل نحو 7 مليارات دينار، فضلاً عن الفرص الأخرى، كالخبرات والتكنولوجيا والتدريب. صدور استراتيجية «الدفاع» في غياب برنامج عمل الحكومة يكشف جانباً من أزمة الإدارة العامة تناقض السياسات ولا شك في أن فكرة «استثمارات الجيش» تكشف عن تناقضات عديدة مع السياسات أو على الأقل التصريحات الحكومية، ففي الوقت الذي يتحدث الخطاب الحكومي الاقتصادي عن أهمية تنمية دور القطاع الخاص بالناتج المحلي الاجمالي الذي لا يتجاوز في أفضل الأحوال 15 في المئة من حجم الاقتصاد، تقوم الحكومة ذاتها بخلق أنشطة اقتصادية غير ضرورية لمؤسسة عسكرية ممكن أن تقوض القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي، كما أن الحديث في مؤتمر وزارة الدفاع عن ترسيخ مبدأ الشفافية وحوكمة الأداء لا يستقيم مع قرارات مجلس الوزراء بتقييد صلاحيات ديوان المحاسبة ومنعه من نشر تقاريره. بسبب توقُّف «الأوفست» ضاعت على الكويت نحو 7 مليارات دينار فضلاً عن الخبرات والتكنولوجيا والتدريب وزارة بلا حكومة ولعل من قصور الإدارة العامة ما يمكن أن ينسف أي جهود أو توجهات حتى لو كانت جادة، ففكرة أن تعلن «الدفاع» خطتها الاستراتيجية 2025 - 2030، وسط إحجام مجلس الوزراء منذ عام عن إصدار خطة أو برنامج عمل الحكومة، تبدو مثار تساؤلات! فالحديث عن أي خطة استراتيجية يفترض في معناه وأصله وقيمته أنه يأتي في سياق خطط مجلس الوزراء التي تشمل كل القطاعات، ومنها العسكرية، وليست خطة منفصلة، مع تأكيد خطورة أن تصدر كل وزارة خطتها المنفصلة عن خطة الحكومة المتأخرة بلا سبب معلن، في مشهد فوضوي يحول أي فكرة مهما كانت سليمة أو صادقة إلى نتيجة فاشلة، فكيف الأمر إذا كانت الفكرة أصلاً محل شكّ وتوجس؟! قبول ومخاوف قد يكون مقبولاً أن يتولى الجيش بعض الأعمال الاقتصادية المحدودة التي تخدم عملياته وكفاءته، كالتصنيع العسكري المتوسط، أو رفع المستويات التكنولوجية أو ضبط انظمة المشتريات بما يخفض من المصروفات، أما الخوف فهو أن تكون له أغراض اقتصادية واستثمارية تخالف أغراضه الأساسية، وتعاكس منطق وجوده.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store