
مجلس حسيني / بحث وتعليق حول شخصية العباس {ع}
قطيع اليمينِ عَفير الجبين //تشقُ النصالُ له مضجَعا
أبدرَ العشيرةِ من هاشم// افلت وهيهاتَ أن تطلعا
فقدتُك يا بنَ أبي واحداً// ثكلتُ به مُضرُ أجمــعا
لقد هَجعت أعيُن الشامتين/وأخرى لفقدكَ لن تَهجَعا
بكيتُ على ربعكم قاحلاً// فأخصَبَ من أدمعي مُمرعا
جزعتُ ولولا الذي قد أصابَ/بني الوحي ما كدتُ أجزعــا
بيوم به ضاعَ عهدُ النـــبيّ////وخانت أميّةُ ما استودعــا
غداة أبو الفضل لف الصفوف// وفلَّ الضبا والقنا شُرِّعــا
رعى بالوفاء عهود الأخاء//رعى الله ذمة موف رعى
فتى ذكَّر القومَ مُذ راعهم /// أباهُ الفتى البطل الأروعا
إذا ركَع السيفُ في كفِّه// هَوت هامُهم سُجّداً رُكعاً
((اصوات الحرب قرعت طبلها **لأن عباس بالحـــومة طبلها
بس هو نوصف سيفه طبلها** يداوي الملتزم بفعال امية
((هله باسمك يلوك عليك ..عباس**اسد هاشم وسط الكوم عباس
مالوم الذي سماك ..عباس** اسد وانت الشبل بالغاضريه
((شُجاع وجلمته حكمة وراية **بيمينه سيف يتمايل وراية
نده كل صحبته سيرو وراية** نفدّي الروح لولاد الزجية
الحديث عن معركة كربلاء له طعم خاص في قلوب المؤمنين .. ليس الشيعة فقط بل جميع المسلمين .حتى غير المسلمين ترى ما هو السبب .؟ لان معركة كربلاء ما كانت فيها مصالح واطماع شخصية والذين اشتركوا فيها ما كان لهم هدف معين الا انهم عشقوا الحق وعرفوه انه مقرون في بيت علي بن ابي طالب وابناءه حيث بينه وافرزه رسول الله{ص} في قوله:( علي مع الحق والحق مع علي يدور معه كيفما دار) لذلك ما وجدنا مؤمنا حقيقيا تشرب الايمان والحق في قلبه الا ووقف الى جانبهم .يقول الشاعر بدر شاكر السياب : في قصيدة بعنوان رسالة الى يزيد .
إرم السـماء بـنـظرة استهـزاء *** و اجعل شرابك مــن دم الاشلاءِ
واسحق بظلـّكَ كل عـِرضٍ ناصع** واسحق بنعلكَ اعظـُمَ الـضُـعـَـفاء
و اسدرْ بغـيِّـكَ يا يـزيـدُ فـقـد ثوى عـنك الـحُـسينُ مـمَـزّق الاحشاءِ
طالعتُ ظـلكَ يـا يـزيـدُ يـرجهُ ****موجُ اللهيـب وعاصـفُ الانــــواء
و يـدان مـُوثــقـَتـان بالسوط الـذي**** قد كان يعبثُ امس بالأحياء
قمْ واسمعِ اسمَك وهو يغدو سبةً **وانظر لمجدِك وهو محضُ هباءِ
وانظر إلى الأجيالِ يأخذُ مقبلٌ ***** عن ذاهبٍ ذكرى أبي الشهداءِ
كالمشعلِ الوهّاج إلا أنها ********** نــــــور الإلهِ يجلُّ عن إطفاءِ
ياتي سياسي حاقد يقول: ان اللعن كان من الشيعة على يزيد ولكن وجدنا ان اللعن طال بني امية كلهم . وهذا امر غريب ولا نعلم من سيناله اللعن مستقبلا.. اقول: ان كلمة لعن ذكرت في القران ,واخذ الشيعة ثقافتهم وعقيدتهم في اللعن من القران ومن الرسول {ص} .
** ما هي عقيدتنا في اللعن: يتّهم بعض الجاهلين الشيعة أنهم سبّابون لعّانون، هذا وامثاله ليس عنده ثقافة قرانية . بلانه لا يؤمن بما يقوله القران والرسول{ص} ولو رجع هو وامثاله الى القران وسنة النبي{ص} لعلموا أنهم مخطئون لأن الشيعة لا يلعنون جزافا وحسب اهواءهم ومواقفهم.لكن اللعن جزء من العقيدة القرانية بل هي ثقافة قرآنية وردت في آيات كثيرة، وسنبين هذا الأمر فيما يأتي: اولا :معنى اللعن هو: الدعاء على شخص أو أشخاص أن يبعدهم الله تعالى ويطردهم عن رحمته.هو جائز وثابت في الشريعة الإسلامية. والدليل على جوازه من القرآن الكريم آيات كثيرة، منها:قوله تعالى: ((إنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافرينَ وَأَعَدَّ لَهمْ سَعيرًا). وقوله تعالى:(إنَّ الَّذينَ يؤْذونَ اللَّهَ وَرَسولَه لَعَنَهم اللَّه في الدّنْيَا وَالْآخرَة وَأَعَدَّ لَهمْ عَذَابًا مّهينًا).قوله:(.أَلاَ لَعْنَة اللّه عَلَى الظَّالمينَ). وقوله (لَّعْنَة اللّه عَلَى الْكَاذبينَ).. وقوله (أولَـئكَ يَلعَنهم اللّه وَيَلْعَنهم اللَّاعنونَ).
وفي السنة الشريفة روايات كثيرة،منها: قوله (ص):(لعنة الله على الراشي والمرتشي).وقوله (من أحدث في المدينة حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله). وقوله (إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله).وقوله{ص}:(جهّزوا جيش أسامة، وفي رواية انفذوا جيش اسامة لعن الله من تخلف عن جيش اسامة). فالشيعة لا يلعنون أحداً إلا من لعنه الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز، أو لعنه الرسول العظيم (ص) وأهل بيته الميامين (ع) في السنّة الشريفة. فعندما لعن السيد بنو امية قاطبة فقد لعنهم رسول الله{ص} ولعن أيضاً معاوية وأباه وأخاه بقوله :(اللهم العن القائد والسائق والراكب) فالراكب هو أبو سفيان ومعاوية وأخوه أحدهما قائد والآخر سائق...كما لعن أيضاً الحكم بن العاص وابنه مروان.. ليس اللعن عندنا فقط .. ورد في كتاب مستدرك الصحيحين : لما بايع معاوية لابنه يزيد ، قال مروان : سنة أبي بكر وعمر ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: سنة هرقل وقيصر ، فقال : أنزل الله فيك:( والذي قال لوالديه أف لكما) فبلغ كلامه عائشة فقالت : كذب والله ما هو به ، ولكن " رسول الله {ص} لعن الحكم أبا مروان ومروان في صلبه " فمروان قصص من لعنة الله " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، مستدرك الصحيحين ص 679 .
اذن الحديث عن معركة كربلاء متصل بتاريخ الإسلام كله لا يمكن عزل معركة الطفوف عن معارك الرسول(ص) لأنها قضية واحدة ..لها اثر كبيراً في الجغرافيا الدينية والثقافية في عصرها وامتدت آثارها إلى يومنا هذا وستستمر إلى يوم القيامة. حين نقول ان معركة كربلاء لها امتداد ديني وثقافي يتصل بحركة الرسول.. لان البعثة النبوية غيرت العقيدة الدينية في مكة لذلك قاوم اهلها ذلك الدين بسبب اقتصادي كون الاسلام يحارب تعاملهم (التجاري) ثم تحولت المعارك الى عقيدة دينية.
توضيح الفكرة:عادة الشعوب تتبنى فكر ديني معين ,لكن المشكلة حين يدخل الدين في تصرف المجتمع الاقتصادي .يضعف الدين في نفوس كثير من الناس , بحيث يتصرف كل فرد حسب مشتهاه .البعض يحول الدين الى سياسة .وهذا ما تعرض له الإسلام, فلما يقع السياسي في خطأ , يوجه عدد كبير من الناس اللوم للدين.لو لم يتدخل الإسلام في الاعمال الاقتصادية وطريقة العيش لما حدثت معارك ولا تصادم .ــ الدول العظمى هي التي أوقدت نيران المعارك ضد المسلمين ــ تحولت الحرب بينهم بسبب موقف الدول العظمى آنذاك. استمرت الخلافات بعد الرسول(ص) لم يكن الاسلام بعيد عن المؤامرات ..ملوك ورؤساء فارس وبيزنطة . لغاية اليوم جميع الحروب أساسها الأيدلوجية الاقتصادية . وليس الشعوب.
***انظر إلى الخارطة العسكرية التي كانت في الجزيرة العربية وقت نزول الرسالة,كل مناطق الشمال بلاد الشام محتلة من قبل الروم ومناطق الجنوب محتلة من قبل الفرس بعد إن كانت خاضعة للحبشة فترة من الزمن.واليك تفصيل :.يقول العلماء أن "حاكم البحرين سنة1750 ق.م كان أصله من "[هـجر]الإحساء اليوم ، كانت مدينة ذات ثراء فاحش بسبب مزارعهم ونخيلهم وصناعة الخمور فكانت قوافلهم تصل بابل والى حوض الفرات ثم يتم تحميلها في قوافل لتنتشر البضائع إلى كل مناطق العالم .. قبل 220 ق.م قامت مملكة في الإحساء عرف ملوكها ب"ملوك هجر" الديانة في ولاية هجر مسيحية ولهم أساقفة في أربع ولايات تابعة لهم ..
هذه الدولة تسيطر على أراضي واسعة تمتد من البحرين إلى الإحساء إلى الفرات من سوريا إلى بابل . لذلك كانت بعض المعارك التي قادها أهل مكة مدعومة ماديا ولوجستيا من قبل تلك الدولة .لان النبي (ص) حين منع اهل مكة اموال المهاجرين , قام بتأسيس سرايا منع بموجبها القوافل التجارية بين الشام واليمن والعراق .. فلا يمكن ان تسكت الدول العظمى لذلك .
.كما نعلم ان النبي حين وصل الى المدينة , قرر إقامة دولة لها جيش وشرطة ونظام .فشنت دولة الروم المسيحية بقوة بمحاربة الاسلام بشخصيات تجار مكة.. فكانت معركة بدر ثم احد , ولما لم تحقق هاتان المعركتان نتيجة ايجابية قررت الدول العظمى الدخول في حرب كونية مع الدولة الإسلامية .هي معركة الاحزاب .
** لذلك غير النبي (ص) سياسته الحربية , بعد الانتصار في الأحزاب ان يقضي على البؤر ومواطيْ القدم للدول العظمى في الجزيرة العربية ..فقام بفتح مكة وبذلك انهى احلامهم تماما .. انتهت احلام اليهود والدولة البيزنطية والدولة الفارسية بعد تحقيق الاستقلال الكامل لجزيرة العرب .. أصبحت المنطقة إسلامية لا وجود لأية قوة مؤثرة .. هنا تعطلت المصالح * لماذا قام النبي محمد(ص) بمحاربة الدولة البيزنطينية ..( الروم) وما علاقة الإسلام بحرب الدول العظمى .؟ الجواب لا يمكن للنبي ان ينئى عن حرب الدولتين لان العالم كان يحكمه قوتان كبيرتان هما : أولا دولة الروم ودولة فارس. فاما ان تعيش ذليلا تحت دولتهم وقوانينهم او ان تقتل , لان ملوك الدول الكبرى يعتبرون انفسهم ابناء الله وشعوبهم شعب الله المختار. وانتصار محمد{ص} والمسلمين بقي غلا وحقدا في قلوب حكام الدول الكبرى . ولما مات رسول الله{ص} بدأت القرارات السياسية تحل محل القرارات الشرعية . حتى وصلت الحال ان لم يبق بين مدرسة اهل البيت{ع} وبين الاخرين من توافق الا التوجه الى القبلة.
لذلك قام ابو عبد الله ليامر بالمعروف وينهي عن المنكر{ إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين} لما تم القبض على الكوادر الرئاسية لقريش , لم يعاملهم كبقية المدن المحررة بل أطلق عليهم عنوان(الطلقاء)لان النبي{ص} كان يعرفهم إنهم غير مقتنعين بالإسلام مطلقا ..وفعلا يبين التاريخ إنهم استمروا بالحرب مع ال البيت(ع).
عادة جميع الحروب التي قام بها الخلفاء لها مرشحات تستبطن النيات في قلوب المقاتلين , الا في معركة كربلاء . لم يوعد الحسين{ع} احدا من جيشه ان يجعله بمنصب , بل طرح عليهم عدة خيارات .. منها ان يتركوه لوحده لانه هو صاحب المشروع الاصلاحي. ونتذكر لما اجتمع اهل مكه على النبي {ص} وعرضوا مساومة بمال ومناصب للنبي .عرضوا الامر على ابي طالب{ع} قال: الامر عائد اليه .. فساله وخيره وعرض عليه موقفه فقال{ص لعمه ابي طالب" والله ياعم لو وضعوا الشمس عن يميني والقمر عن يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه.
والحسين عرضوا عليه ان يضع يده في يد يزيد . فقال { لا والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل , ولا اقر اقرار العبيد عباد الله اني عذت بالرحمن ربي وربكم من كل متجبر لا يؤمن بيوم الحساب . هذا الامر نعرضه على العباس بن علي{ع} هل للعباس تشابه في المواقف مع ابيه يوم خاض غمار الحروب مع اعداء الله ,
في السنة الرابعة من الهجرة , يوم جاءت الاحزاب لحرب الاسلام والقضاء عليه , كانت القيادة بيد النبي (ص) ويحمل الراية امير المؤمنين (ع) وفي كربلاء نفس الدول والعشائر جاء احفادهم تحت امرة نفس القائد المشرك ابي سفيان في القيادة , أبو سفيان بن حرب: كان قائد قريش في المعركة.
حملة رايات أخرى: حمل رايات قبائلهم قادة آخرون مثل: حُيَيّ بن أخطب: قائد جيش اليهود بني النضير. كنانة بن الربيع: من قادة بني النضير. ابن أبي الحقيق: من قادة بني قريظة. كعب بن أسد: من قادة بني قريظة. اما القبائل كان شيوخ القبائل كلهم يحملون رايات قبيلتهم وكلهم يريدون النيل من محمد {ص} واصحابه . معركة ذوي الرايات" بسبب التحالف الكبير الذي شكله المشركون ضد المسلمين في هذه المعركة. اجتمع في هذا التحالف عدد كبير من القبائل والفرق، ولكل منهم راية وعلم خاص به، مما جعل المعركة تتسم بتنوع الرايات وتعددها، ومن هنا جاءت تسميتها بمعركة ذوي الرايات. فمن هم ..؟
خرجت قريش من كنانة في أربعة آلاف يقودهم أبو سفيان وخرج بنو سليم بسبعمئة يقودهم سفيان بن عبد شمس، وخرجت بنو أسد يقودهم طليحة بن خويلد، وقبائل غطفان بنو فزارة، يقودهم عيينة بن حصن، وبنو مرة أربعمئة يقودهم الحارث بن عوف، وبنو أشجع أربعمئة يقودهم مسعر بن رخيلة، تجمَّعَ الجيش حول المدينة عددهم عشرة آلاف مقاتل، أربعة آلاف من قريش من القبائل المتحالفة . ولما عبر ابن ود العامري كان ممثلا عن جميع هذه القبائل قتله علي بن ابي طالب{ع} .لانه هو حامل لواء المسلمين يوم الخندق.
في كربلاء حامل الراية ابن ذلك البطل الذي واجه جيش الاحزاب . .. بطل تورث من ابيه شجاعة .. يصف السيد جعفر الحلي موقف وقتال العباس
عَبَسَت وُجوهُ القَومِ خَوفَ المَوتِ والـ//والعبّاسُ فيهم ضاحِكٌ مُتَبَسِّمُ
قَلَبَ اليَمينَ على الشِّمالِ وغاصَ في الـ//اوساطِ يَحصُدُ للرؤوسِ ويَحطِمُ
بَطَلٌ تورَّثَ مِن أبيه شَجاعَةً// فيها انُوفُ بني الضَّلالَةِ تُرغَمُ
قسماً بصارِمِهِ الصَّقيل وإنّني/// في غير صاعقةِ السَّما لا اقسِمُ
لولا القَضا لَمَحى الوجودَ بِسَيفهِ //واللهُ يقضي ما يشاءُ ويَحكُمُ
وهوى بجنبِ العلقميِّ فليتَهُ//للشاربين به يُدافُ العلقَمُ
فمشى لمصرعِهِ الحسينُ وطرفُهُ//بين الخيام وبينَهُ متقسِّمُ
فأنكبَّ منحنياً عليه ودمعُهُ//صبغَ البسيط كأنَما هو عندَمُ
قد رامَ بلثمُهُ فلم يرَ موضعاً//لم يُدمِهِ عَضُّ السلاحِ فيُلثَمُ
نادى وقد ملأَ البواديَ صيحةً// صُمُّ الصخورِ لهولها تتألمُ
أأخيَّ يُهنيكَ النَّعيمُ ولم أخَلْ// تَرضى بأن أزرى وأنت منعَّمُ
أأخيَّ مَن يحمي بناتِ محمدٍ // إن صرنَ يسترحِمْنَ مَن لا يرحَمُ
وللعباس موقف ينحني العالم كله له.. لان الكوفة ومصر يقاتلن من اجل المادة والطمع .روى أصحابُ السِّيَر أنّ الشمرُ جاء نحو مخيم الحسين {ع} فنادى على العبّاس وإخوته فناداهم: أين بنو أختنا؟ أين العبّاس وإخوته؟. فأعرضوا عنه.فقال الحسين(ع): (أجيبوه ولو كان فاسقاً). فقالوا: ما شأنك وما تريد؟ قال: يا بني أختي أنتم آمنون لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين والزموا طاعة أمير ال..... يزيد. فقال له العبّاس(ع): لَعَنك الله ولَعَن أمانك أتؤمنُنا وابن رسول الله لا أمان له؟! وتأمرنا أن نـدخل في طاعـة اللّعناء وأولاد اللّعناء؟!!. فرجع الشمـرُ مغضباً. لما رجع الى المخيم لاحظ زينب تنظر اليهم وما يريدون من العباس. ...........
تكلها يمه ,أعذريني ييمه ماعرفتج // يمه وأشسوت بيج يازينب سفرتج
محنيه الظهر جاوين أخوتج // هنا ام البنين تسألها تكلها يمه زينب // ((شنوالصار بكربله وليش رجعتي وحدج وهذا حالج ))
ولسان حالها ..تكلها يمه يمه أنشدج على راعي المحنه// أشسوه الخواته من نخنه // وإن جان ماراضين عنه //أنه أروح الكربله وأعاتبنه ///// تجاوبها زينب .... تكلها يمه لاتحجين عن عباس يايمه لاتحجين //والنعم منه أربات أ بو الحسنين // دون الحسين ضحه بجفوفه دون الحسين ...
يمه بالعين ضحه بجفوفه وضحه بالعين يا يمه والنعم من أولاج الطيبين
أولادك ضحوا نفسهم دون الحسين // فضجت أم البنين ع بالبكاء /وقالت الحمد لله بيضوا وجهي أمام أمك الزهراء ع
ــــــ وبعد يازينب شتكولين // يمه مايستحووون // أهل كربله // ولا يهابون // يمه جدام العيون ذبحوا ولينه جدام العيون //ولوبجينه مايقبلون
يمه يمه وأسياطهم تلعب علمتووون.. بحت زينب وصاحت اه يا حزني .. ولفتها ام البنين بضلع محني .. تنتحب وتصيح يا حسين يبني . يا مفكود هم بيك الزمان يعود .. وهم طيب الليالي وترد لينا ردود, وهم ياتي الفرح وانزع هدوم السود .. كضت وشمول اهالينا الفلك طرها .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
الطريق إلى تكامل الانسان
اﻹنسانُ يعشقُ الكمالَ، وهو يسعى نحو التكامل في حدود فهمه للكمال، وبطبيعة الحال أن أختلاف الفهم عند بني البشر يلقي بظلاله على الكمال نفسه، ومن هنا تعددت اﻷهداف وأختلفت الى درجة التقابل والتضاد… ولو أمعنا النظر بهذا الفهم البشري المتضاد للكمال ﻷكتشفنا أنه لا يمثل فهما عقليا خالصا، نعم، قد يشوبه شئ من التعقل إعتمادا على العقل النظري تارة والعقل العملي تارة أخرى، إلا أن وصفه بالفهم لا يخلو من تسامح ومجاز، بل هو خليط من الهواجس والعواطف وايحاءات النفس اﻷمارة بالسوء وشيء من الوهم مع شيء من التعقل فكانت النتيجة هذا الفهم البشري المتباين للكمال، ومع ذلك فإن الكثير من بني البشر من أدباء ومفكرين ومثقفين لا يعترفون بهذه الحقيقة – أي حقيقة الفهم البشري المشوب بالتناقضات-. وحتى لو كان هذا الفهم البشري فهما عقليا خالصا فهو ليس كمالا مطلقا بل هو فهم محدود ناقص يحتاج الى ما يكلمه، فالعقل لا يستغني عن الوحي، ولذا ورد بحسب المضمون ' أن العقل نبي من الداخل'، فالوحي يرشد العقل الى الكمال المطلق. وتلعب الشريعة الإلهية الحقة بصورة عامة، والعبادة المخلصة بصورة خاصة الدور الفاعل في حركة الإنسان نحو الكمال المطلق. إن السير نحو الكمال يتوقف على معرفة الكمال، وهذه المعرفة لا تحصل الا بعد التفاعل الإيجابي بين العقل والوحي. وخير ما أختمُ به المقال كلام للشهيد محمد الصدر كتبه في أحد مؤلفاته حيث قال: [{' ذكرنا في بعض كتاباتنا ان الكمال غير متناهي الدرجات، فكلما وصل الفرد الى درجة استحق بعمله ان يدخل الدرجة الاخرى. فان عمل له العمل اللائق به، فانه يصل اليه لا محالة. لان الله تعالى كريم لا بخل في ساحته، فلا يحجب الامر المستحق عن مستحقه. ويمكننا الان ان نذكر ثلاث درجات من هذا الجانب: الدرجة الاولى: ترك الحقد على الغير ومحاولة الايقاع به واضراره وزيادة على ذلك فان الافضل ان يريد الخير للاخرين ويعمل على ذلك. وهذه الدرجة هي اقصى ما وصل او يمكن ان يصل اليه اهل الدنيا، الغالب عليهم التكالب على المتاع الرخيص، وحب المال والشهوة والنساء، الامر الذي يحدو بالفرد ان يؤذي الاخرين بما اوتي من قوة ومكر في سبيل جلب الخير لنفسه ودفع الشر عنه، في حدود فهمه. فاذا بلغ كمال الفرد الدنيوي الى درجة ترك فيها هذه التصرفات ولم يضمر الشر للاخرين، بل وعمل ايضا لخيرهم كان هو الكامل الافضل في نظرهم. وهذه الدرجة بالرغم من انها العليا في نظرهم، الا انها تعتبر اخلاقيا من ادنى الدرجات في التكامل الانساني. اذ بدونها من غير المحتمل ان ينال شيئا من الكمال الحقيقي. وسيكون من (اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزى ولهم في الاخرة عذاب عظيم). الدرجة الثانية: الصبر والتسليم ونتيجة ذلك عدة امور: منها: القناعة بما جاءه من الدنيا والصبر عما لم يحصل عليه، ومنها: الصبر على البلاء الوارد عليه كالفقر والمرض وغيرها، وعدم الاعتراض على القدر الالهي فيه، ومنها: كتم الغيظ والحلم على تجاوزات الاخرين، في حدود ما هو الممكن والمناسب فانه من الصبر والتحمل الضروري من هذه الدرجة. الدرجة الثالثة: التقوى والرضا ونتيجة ذلك عدة امور: منها: ان تصبح الفقرات التي قلناها في الدرجة الثانية واضحة في الذهن وبسيطة في النفس، بل ضرورية بوضوح وطيّبة على الفرد لما يرى الانسان لها من نتائج الكمال. ومنها: الورع عن الشبهات، حيث يكون الفرد في درجة من التفكير، بحيث لا يقدم على قول او فعل الا مع احراز صحته في نظره، دون الموارد المشكوكة والمشبوهة، بطبيعة الحال. ومنها: الاهتمام بالعدل، مهما امكن في علاقة الفرد بأي شيء حوله: في علاقته بربه او علاقته باسرته او باصدقائه او بمجتمعاته او بامواله او بنفسه نفسها. ومنها: درجة من درجات الضغط على النفس التي تصعب عليها امثال هذه الخطوات التي سمعناها……وحملها على التكيف للافكار الصحيحة التي يؤمن بها الفرد ويحاول ان يطبقها جهد الامكان. هذا بطبيعة الحال، مع الالتزام بواجبات الشريعة ومحرماتها اذ بدونها لا يمكن ان يصل الفرد الى مثل هذه الدرجة.'}] إنتهى [المصدر: ما وراء الفقه الجزء الاول/ القسم الاول/ للشهيد محمد الصدر.


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
حذرت قومها…نملة
وقفت قريبا من سياج داري متأملا في الافق خلف الدار بضع شجيرات ارتفعت اغصانها عاليا مقتربة من السياج وامتد ظلها الى الفناء راسما صورة للأغصان والاوراق تتخللها اشعة الشمس الذهبية حيث الوقت صباحا من نهار صيفي ومن الطبيعي ان تشتد حرارته كلما دنا وقت الظهيرة. نظرت الى ساعة يدي وتمتمت مع نفسي :- هناك متسعا من الوقت … تناهى الى سمعي صوت زوجتي التي تركتها قبل لحظات وهي مشغولة بإعداد الفطور قبل ان أخرج لاستنشاق هواء الصباح وارقب الافق فهذا ديدني منذ التحقت بعملي الجديد … نعم …نعم …ها قد اتيت … رديت على نداء زوجتي ودلفت الى البيت واخذت مكاني الى طاولة الطعام تقابلني زوجتي بينما الولدان كانا قد اعدى حقائبهما مستعدين لسفرة الى المدينة الاثرية برفقة عدد من الاصدقاء وجلسا الى المائدة وهما يتبادلان الحديث عن اهمية تلك الاثار وادركت انهما يريدان بهذا الحديث دفعي لا لقي عليهم بضع اخبار وقصص عن تلك الاثار . لم احقق لهما طلبهما اذ لفت نظري نملة صغيرة اخذت طريقها الى طبق الخبز ورحت أتأملها ,اتأمل كفاحها للوصول الى هدفها اذ حاولت اول مرة لكنها فشلت وحاولت اخرى واخرى وادهشني اصرارها وكما حيرتني حركاتها التي كانت تؤديها وكأنها تكتب بأعضائها كلمات الدعوة او عبارات التحذير … لماذا لا تتحدث الينا…؟ قطع علي لحظة التأمل تلك صوت احد الولدين متسائلا …؟ شغلتني هذه النملة الصغيرة…كم كافحت للوصول الى هدفها ولم تستلم فهي ذكرتني بنملة اخرى كان لها ذكر في القرآن الكريم الا وهي النملة التي حذرت قومها قائلة: (يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) ووقفت تتحدث الى نبي الله سليمان عليه وعلى جميع الرسل السلام….. وما الذي دعاك الى الحديث….؟ سألني ولدي هذا السؤال …؟ تنهدت بألم وبعد لحظات اجبت:- النملة الصغيرة ادركت مسؤوليتها وعرضت نفسها للخطر المحتمل ووقفت قريبا من الخطر منذرة قومها ….يالله هذه النملة تحملت المسؤولية ولم تتواني في اداء واجب وجدت نفسها ملزمة به ولكني أتألم اذ اجد اليوم شعوبا معذبة تعاني مآسي الحروب الظالمة او الجوع او العطش او تفتك بها الامراض او الفساد المستشري او الجهل ولا تجد من يمد لها يد العون او يدق منبها لناقوس الخطر … ودون وعي مني رحت اتحدث بنبرة غضب والم واسف مناديا :- يا قرية النمل …يا قرية النمل …يا قرية النمل… حدقت بي زوجتي وقد ارتسمت على محياها سمات الخوف والدهشة والف سؤال في ذهنها واقتربت مني وامسكت يدي وكأنها تنبهني الى ما انا فيه بينما حمل الاولاد حقيبتيهما وخرجا مودعين الى سفرهما واغلقا الباب خلفهما فما كان مني الا ان نهضت وكففت عن الحديث وهمست الى زوجتي قائلا:- لا تقلقي انا بخير …فقط المشاهد التي نراها مؤلمة والعالم الذي نعيش فيه عالم رهيب يموت فيه الابرياء دون ان يشعر المتنفذون انهم مسؤولون عن هذا البلاء… ……………………….. على مرأى من العالم تتوالى الاخبار المجاعة تتسارع والهدنة تتعثر فلسطينيون يتزاحمون على مساعدات غذائية شمال غزة الملاذ يتحول الى منفى…دير البلح تنظم لقافلة النزوح تحت نيران الحرب تهجير قسري لألاف العوائل … مساعدات مذلة ومهينة وتسقط المساعدات على رؤوس النازحين اخبار تتوالى تتحدث عن الاستشهاد …استشهاد الجوع والعطش وقلة المؤونة *تفاقم الاوضاع الانسانية في غزة …وترقب لمصير مفاوضات وقف اطلاق النار ……………………….. على مرأى ومسمع من الضحايا يشحذ الجلاد سكينا ويتقدم بخطوات كل خطوة من الجلاد تقرب المنايا الجلاد ينظر الضحايا وسكينه الحاد يلمع يتوهج على نار هي ليست النار المقدسة هي نار اخرى اوارها خوف عظيم مصدره و طاقته القلوب البريئة ……………. عيون الضحايا مسمرة ليد الجلاد و قلوبهم واجفة ونفوسهم خائفة وايديهم مرفوعة الى السماء تطلب الرحمة من رب السماء ……………………….. الجلاد يستمر بالعمل شحذ السكين شغله الشاغل فهو لما يؤمر به منفذ وعامل ربما اقترب الاجل وربما مات الامل وضاقت حلقات المصاب الموت على الابواب والسكين على اعناق الضحايا الضحايا الابرياء ينتظرون والى ربهم ناظرون ومازالت شفاههم ترتل الدعاء ولهذا قال الجلاد كلمته وهي الفصل إذ اصدر اليه الامر من الجهات العليا بيان اصدره الى الضحايا جميعا وبأعلى صوت تلاه عليهم قائلا : وعن الجهات العليا ناقلا: انصتوا ونفذوا صدر الامر من الجهات العليا صدر الامر ممنوع ممنوع ممنوع ممنوع تلاوة الدعاء ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, السكين على الشريان والجلاد ينتظر البيان من الجهات العليا انه آن الاوان والامر بقطع الشريان لكن الجهات العليا لم تعر الامر اهتمام وظلت السكين تشحذ ونصلها يمزق الاعناق الموت البطيء القاسي يستمر ويستمر معه نزف الدماء والضحايا لاجئون في منطقة وسطى بين الموت والحياة لاجئون لكنهم ليسوا من الاموات لاجئون لكنهم ليسوا من ابناء الحياة السكين معلقة على اعناقهم كأي مشنوق معلق على المقصلة ولا يدري باي لحظة تأتي الاشارة ويحل القضاء انهم في منطقة وسطى بين الموت وبين الحياة ولا خيار لهم فيختاروا فهم مقيدون ولحريتهم فاقدون الاغلال في اقدامهم القيود في الايادي معصوبة عيونهم بعصابة ليست كالعصائب عصابة عيونهم المصائب وامرهم ليس شورى بينهم انما الامر والحكم يختص به ذوو النفوذ والمناصب


اذاعة طهران العربية
منذ 2 أيام
- اذاعة طهران العربية
في ذكرى استشهاد السيدة رقية بنت الإمام الحسين عليهما السلام
ونضع هذه السطور المتواضعة بين يدي المتابع الكريم حول حياة كريمة سبط المصطفى هذه العلوية المظلومة رقية ـ سلام الله عليها ـ في عشية ذكرى إستشهادها. ولدت عليها السلام عام 57ﻫ أو 58ﻫ، في المدينة المنوّرة بالحجاز. وحضرت السيّدة رقية عليها السلام واقعة كربلاء، وهي بنت ثلاثة سنين، ورأت بأُمّ عينيها الفاجعة الكبرى والمأساة العظمى، لما حلّ بأبيها الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ وأهل بيته وأصحابه من القتل، ثمّ أُخذت أسيرة مع أُسارى أهل البيت ـ عليهم السلام ـ إلى الكوفة، ومن ثمّ إلى الشام. وفي الشام أمر اللعين يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أن تُسكن الأُسارى في خربة من خربات الشام، وفي ليلة من الليالي قامت السيّدة رقية فزعة من نومها، وقالت: أين أبي الحسين؟ فإنّي رأيته الساعة في المنام مضطرباً شديداً، فلمّا سمعن النساء بكين وبكى معهنّ سائر الأطفال، وإرتفع العويل والبكاء. فإنتبه يزيد (لعنه الله) من نومه، وقال: ما الخبر؟ فأخبروه بالواقعة، فأمر أن يذهبوا إليها برأس أبيها، فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطّىً بمنديل، فوُضِع بين يديها، فلمّا كشفت الغطاء رأت الرأس الشريف نادت: «يا أبتاه مَن الذي خضّبك بدمائك؟ يا أبتاه مَن الذي قطع وريدك؟ يا أبتاه مَن الذي أيتمني على صغر سنّي؟ يا أبتاه مَن بقي بعدك نرجوه؟ يا أبتاه مَن لليتيمة حتّى تكبر»؟ ثمّ إنّها وضعت فمها على فمه الشريف، وبكت بكاءً شديداً حتّى غشي عليها، فلمّا حرّكوها وجدوها قد فارقت روحها الحياة، فعلى البكاء والنحيب، واستجدّ العزاء، فلم يُرَ ذلك اليوم إلّا باكٍ وباكية. فكان تاريخ وفاتها عليها السلام) في 5 صفر 61ﻫ، بمدينة دمشق، ودُفنت بقرب المسجد الأُموي، وقبرها معروف يُزار. 1ـ قال الشاعر سيف بن عميرة النخعي الكوفي ـ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهما السلام : وسكينة عنها السكينة فارقت ** لما ابتديت بفرقة وتغيّر و رقية رقّ الحسود لضعفها ** وغدا ليعذرها الذي لم يعذر ولأُمّ كلثوم يجد جديدها ** لئم عقيب دموعها لم يكرر لم أنسها سكينة و رقية ** يبكينه بتحسّر وتزفّر 2ـ قال الشاعر السيّد مصطفى جمال الدين قصيدة مكتوبة بماء الذهب على ضريحها، وفيها: في الشام في مثوى يزيد مرقد ** ينبيك كيف دم الشهادة يُخلّد رقدت به بنت الحسين فأصبحت ** حتّى حجارة ركنه تتوقّد هيّا استفيقي يا دمشق وأيقظي ** وغداً على وضر القمامة يرقد وأريه كيف تربّعت في عرشه ** تلك الدماء يضوع منها المشهد سيظلّ ذكرك يا رقية عبرة ** للظالمين مدى الزمان يخلد 3ـ قال الشاعر السيّد سلمان هادي آل طعمة: ضريحك إكليل من الزهر مورق ** به العشق من كلّ الجوانب محدّق ملائكة الرحمن تهبط حوله ** تسبّح في أرجائه وتحلّق شممت به عطر الربى متضوّعاً ** كأنّ الصبا من روضة الخلد يعبق إليه غدا الملهوف مختلج الرؤى ** وعيناه بالدمع الهتون ترقرق كريمة سبط المصطفى ما أجلّها ** لها ينحني المجد الأثيل ويخفق يتيمة أرض الشام ألف تحية ** إليك وقلبي بالمودّة ينطق "السلام عليك يا أبا عبد الله يا حسينُ بن علي يابن رسول الله، السلام عليك يا حجّة الله وابن حجّته، أشهد أنّك عبد الله وأمينه، بلّغت ناصحاً وأدّيت أميناً، وقلت صادقاً وقُتلت صدّيقاً، فمضيت شهيداً على يقينٍ، لم تؤثر عمىً على هدى، ولم تمل من حقٍّ إلى باطل، ولم تجب إلّا الله وحده. السلام عليكِ يا ابنة الحسين الشهيد الذبيح العطشان، المرمّل بالدماء، السلام عليكِ يا مهضومة، السلام عليكِ يا مظلومة، السلام عليكِ يا محزونة، تنادي يا أبتاه مَن الذي خضّبك بدمائك، يا أبتاه من الذي قطع وريدك، يا أبتاه من الذي أيتمني على صغر سنّي، يا أبتاه من لليتيمة حتّى تكبر. لقد عظمت رزيّتكم وجلّت مصيبتكم، عظُمت وجلّت في السماء والأرض، فإنّا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم، جعلنا الله معكم في مستقرّ رحمته، والسلام عليكم ساداتي وموالي جميعاً ورحمة الله وبركاته".