logo
اليمن في كفة والمال العربي في كفة اليمن

اليمن في كفة والمال العربي في كفة اليمن

ناصر قنديل: هل هي الحرب الكبرى أم حافة الهاوية؟
لو كان رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا بلا شروط لكان إنجازاً عربياً كاملاً، يعبِّر عن مكانة العرب والخليج خصوصاً لدى واشنطن، التي تملك قرار فرض العقوبات ورفعها، والتي يعود رئيسها محملاً باتفاقيات والتزامات بحجم ثلاثة تريليونات من الدولارات، أما وأن رفع العقوبات مشروط بالتزامات سورية تكفلها السعودية وتركيا، بما يتصل بأمن 'إسرائيل' وفق سلم يتدرج من ملاحقة المقاومة الفلسطينية إلى الانضمام لاتفاقات التطبيع، وما بينهما التغاضي عن ضم الجولان والتوغل والتمدّد الإسرائيلي في محافظات سوريا الجنوبية واستباحة أجواء سوريا ومنعها من بناء جيش قويّ، فإن رفع العقوبات إنجاز يستحق الشعب السوري التهنئة عليه، خصوصاً المرضى الذين سوف يحصلون على الأدوية الممنوعة عن سوريا بسبب العقوبات، لكنه عبء وقيد يعادل ما فعله كامب ديفيد في حال مصر، لكونه أعاد سيناء مقابل أخذ مصر كلها، والآن يستطيع الرئيس الأمريكي القول إنه حقق أهداف العقوبات التي كانت تطال النظام السابق كعقبة أمام هذه الأهداف، وجوهرها أمن 'إسرائيل'، ولأنها حققت أهدافها بات رفعها ممكناً مع وضع سوريا تحت الرقابة وتحميل السعودية وتركيا مسؤولية ضبطها وتذكيرها بموجباتها، ومنها إعادة فك وتركيب بنية الدولة لصالح تعدّدية تكون نواتها ثنائيّة حزبيّة بين هيئة تحرير الشام وقوات قسد بعد إعلان حل حزب العمال الكردستاني، وزوال القيود التركيّة على دور قسد، ولعل هذا التعدّد يكون مصدر راحة للمكوّنات السورية التي عانت من أحادية حكومة هيئة تحرير الشام.
يبقى المعيار الحقيقي لمكانة العرب الدوليّة والخليج بصورة خاصة، في القدرة على إنجاز وقف الحرب على غزة، حيث القرار الفعلي بيد الرئيس الأمريكي الذي يموّل ويسلّح ويرعى 'إسرائيل' ويحميها، ولم يستخدم هذا التأثير الهام لفرض إنهاء الحرب، وهو في الخليج يحصل على ما يشكل حاجات حيوية لنظام حكمه واقتصاد بلده، لأن أمريكا في أصعب أوضاعها الاقتصادية وحكومتها في أسوأ أحوالها المالية، والأموال التي حصل عليها الرئيس الأمريكي من دول الخليج هي الأوكسجين الذي يحتاج لإنعاش الاقتصاد وشركاته المتعثرة، وضخّ الأموال في شرايينه، وتمكين الدولة من رفع عائداتها بما يسهم في تخفيض عجز الميزانية من الواردات الضريبية لهذه الصفقات والاستثمارات، ومقابل هذا الأوكسجين سعى الخليج وقادته لدى ترامب لمنحهم إنجازاً موازياً هو إعلان انهاء الحرب على غزة، وبعد مضي يومين يمثلان أهم أيام الزيارة، لم يظهر ما يشير إلى أن إنهاء الحرب على غزة سوف يبصر النور بنهاية الزيارة التي وصفت بالتاريخيّة، وهي كذلك بالنسبة لأمريكا، فهل هي كذلك بالنسبة للعرب، رغم المديح المبالغ به الذي ألقاه الرئيس الأمريكي على قادة الخليج طولاً ووسامة وأدواراً وشراكة في حل النزاع الروسي الأوكراني؟
على مرمى حجر من الخليج يقع بلد فقير اسمه اليمن، أتعبته الحروب المتلاحقة، التي أفرغ خلالها العرب والخليج خصوصاً نيران أسلحتهم وأنفقوا مليارات الدولارات لإخضاعه، وهذا اليمن خاض مفاوضات من نوع آخر مع الرئيس الأمريكي، موضعها حرب غزة أيضاً، حيث قام اليمن رغم الحصار والفقر والجوع والدمار بإعلان فتح جبهة إسناد لغزة بمنع سفن كيان الاحتلال من عبور البحر الأحمر واستهداف عمق الكيان إلى حين توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها، وقررت واشنطن على لسان رئيسين متعاقبين هما جو بايدن ودونالد ترامب تأديب اليمن ومعاقبته وإعادته إلى حظيرة الصمت العربي، فردّ على النار بالنار، وبعد سنة ونصف قررت واشنطن التفاوض الثنائي، وفق معادلة تخرج فيها واشنطن من جبهة بإسناد 'إسرائيل' في البحر الأحمر، ويبقى فيها اليمن جبهة إسناد لغزة، وخلال القمم الخليجية مع الرئيس الأمريكي وتدفق أرقام الصفقات على الموائد، كان اليمن يلقم كيان الاحتلال صواريخ تسقط على مطار بن غوريون وتتسبب بإقفاله مراراً، ويهرّع المستوطنون بالملايين إلى الملاجئ في اليوم أكثر من مرة، وترتفع الأصوات في داخل الكيان مطالبة بوقف الحرب تفادياً لمواصلة الإسناد اليمني، وحكومة الكيان التي تعاند رغبة أمريكية لتلبية طلب قادة الخليج بوقف الحرب على غزة، تجد نفسها تحت ضغط متزايد من مستوطنيها لوقف هذه الحرب لتفادي مواصلة تساقط الصواريخ اليمنية، ويشعر الفلسطينيون أنه إذا أفلحت مساعي وقف الحرب فإن ذلك سوف يكون بفضل صواريخ اليمن قبل أي شيء آخر.
حال أمريكا التي تنفصل عن 'إسرائيل' في مفاوضاتها مع إيران في اتفاقها مع اليمن، لأنها مجبرة على ذلك لا تنفصل عن 'إسرائيل' ولا تضغط عليها لإنهاء حرب غزة لأنها هنا غير مجبرة، رغم كل الحوافز والمكاسب، هو حال 'إسرائيل' ذاتها التي كانت تسعى ليل نهار لإخراج إيران وقوى المقاومة من سوريا، لكنّها لا تحفظ للحكم الجديد أنه قام بذلك، لأنها غير مجبرة، بل تطلب منه المزيد، وتدخل مناطق لم تكن تجرؤ على دخولها في أيام النظام القديم، الذي يفترض أنه بنظرها أشدّ عداء من النظام الجديد، لكنها كانت مجبرة. ــــ
ناصر قنديل – رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اليمن في كفة والمال العربي في كفة اليمن
اليمن في كفة والمال العربي في كفة اليمن

المشهد اليمني الأول

timeمنذ 2 ساعات

  • المشهد اليمني الأول

اليمن في كفة والمال العربي في كفة اليمن

ناصر قنديل: هل هي الحرب الكبرى أم حافة الهاوية؟ لو كان رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا بلا شروط لكان إنجازاً عربياً كاملاً، يعبِّر عن مكانة العرب والخليج خصوصاً لدى واشنطن، التي تملك قرار فرض العقوبات ورفعها، والتي يعود رئيسها محملاً باتفاقيات والتزامات بحجم ثلاثة تريليونات من الدولارات، أما وأن رفع العقوبات مشروط بالتزامات سورية تكفلها السعودية وتركيا، بما يتصل بأمن 'إسرائيل' وفق سلم يتدرج من ملاحقة المقاومة الفلسطينية إلى الانضمام لاتفاقات التطبيع، وما بينهما التغاضي عن ضم الجولان والتوغل والتمدّد الإسرائيلي في محافظات سوريا الجنوبية واستباحة أجواء سوريا ومنعها من بناء جيش قويّ، فإن رفع العقوبات إنجاز يستحق الشعب السوري التهنئة عليه، خصوصاً المرضى الذين سوف يحصلون على الأدوية الممنوعة عن سوريا بسبب العقوبات، لكنه عبء وقيد يعادل ما فعله كامب ديفيد في حال مصر، لكونه أعاد سيناء مقابل أخذ مصر كلها، والآن يستطيع الرئيس الأمريكي القول إنه حقق أهداف العقوبات التي كانت تطال النظام السابق كعقبة أمام هذه الأهداف، وجوهرها أمن 'إسرائيل'، ولأنها حققت أهدافها بات رفعها ممكناً مع وضع سوريا تحت الرقابة وتحميل السعودية وتركيا مسؤولية ضبطها وتذكيرها بموجباتها، ومنها إعادة فك وتركيب بنية الدولة لصالح تعدّدية تكون نواتها ثنائيّة حزبيّة بين هيئة تحرير الشام وقوات قسد بعد إعلان حل حزب العمال الكردستاني، وزوال القيود التركيّة على دور قسد، ولعل هذا التعدّد يكون مصدر راحة للمكوّنات السورية التي عانت من أحادية حكومة هيئة تحرير الشام. يبقى المعيار الحقيقي لمكانة العرب الدوليّة والخليج بصورة خاصة، في القدرة على إنجاز وقف الحرب على غزة، حيث القرار الفعلي بيد الرئيس الأمريكي الذي يموّل ويسلّح ويرعى 'إسرائيل' ويحميها، ولم يستخدم هذا التأثير الهام لفرض إنهاء الحرب، وهو في الخليج يحصل على ما يشكل حاجات حيوية لنظام حكمه واقتصاد بلده، لأن أمريكا في أصعب أوضاعها الاقتصادية وحكومتها في أسوأ أحوالها المالية، والأموال التي حصل عليها الرئيس الأمريكي من دول الخليج هي الأوكسجين الذي يحتاج لإنعاش الاقتصاد وشركاته المتعثرة، وضخّ الأموال في شرايينه، وتمكين الدولة من رفع عائداتها بما يسهم في تخفيض عجز الميزانية من الواردات الضريبية لهذه الصفقات والاستثمارات، ومقابل هذا الأوكسجين سعى الخليج وقادته لدى ترامب لمنحهم إنجازاً موازياً هو إعلان انهاء الحرب على غزة، وبعد مضي يومين يمثلان أهم أيام الزيارة، لم يظهر ما يشير إلى أن إنهاء الحرب على غزة سوف يبصر النور بنهاية الزيارة التي وصفت بالتاريخيّة، وهي كذلك بالنسبة لأمريكا، فهل هي كذلك بالنسبة للعرب، رغم المديح المبالغ به الذي ألقاه الرئيس الأمريكي على قادة الخليج طولاً ووسامة وأدواراً وشراكة في حل النزاع الروسي الأوكراني؟ على مرمى حجر من الخليج يقع بلد فقير اسمه اليمن، أتعبته الحروب المتلاحقة، التي أفرغ خلالها العرب والخليج خصوصاً نيران أسلحتهم وأنفقوا مليارات الدولارات لإخضاعه، وهذا اليمن خاض مفاوضات من نوع آخر مع الرئيس الأمريكي، موضعها حرب غزة أيضاً، حيث قام اليمن رغم الحصار والفقر والجوع والدمار بإعلان فتح جبهة إسناد لغزة بمنع سفن كيان الاحتلال من عبور البحر الأحمر واستهداف عمق الكيان إلى حين توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها، وقررت واشنطن على لسان رئيسين متعاقبين هما جو بايدن ودونالد ترامب تأديب اليمن ومعاقبته وإعادته إلى حظيرة الصمت العربي، فردّ على النار بالنار، وبعد سنة ونصف قررت واشنطن التفاوض الثنائي، وفق معادلة تخرج فيها واشنطن من جبهة بإسناد 'إسرائيل' في البحر الأحمر، ويبقى فيها اليمن جبهة إسناد لغزة، وخلال القمم الخليجية مع الرئيس الأمريكي وتدفق أرقام الصفقات على الموائد، كان اليمن يلقم كيان الاحتلال صواريخ تسقط على مطار بن غوريون وتتسبب بإقفاله مراراً، ويهرّع المستوطنون بالملايين إلى الملاجئ في اليوم أكثر من مرة، وترتفع الأصوات في داخل الكيان مطالبة بوقف الحرب تفادياً لمواصلة الإسناد اليمني، وحكومة الكيان التي تعاند رغبة أمريكية لتلبية طلب قادة الخليج بوقف الحرب على غزة، تجد نفسها تحت ضغط متزايد من مستوطنيها لوقف هذه الحرب لتفادي مواصلة تساقط الصواريخ اليمنية، ويشعر الفلسطينيون أنه إذا أفلحت مساعي وقف الحرب فإن ذلك سوف يكون بفضل صواريخ اليمن قبل أي شيء آخر. حال أمريكا التي تنفصل عن 'إسرائيل' في مفاوضاتها مع إيران في اتفاقها مع اليمن، لأنها مجبرة على ذلك لا تنفصل عن 'إسرائيل' ولا تضغط عليها لإنهاء حرب غزة لأنها هنا غير مجبرة، رغم كل الحوافز والمكاسب، هو حال 'إسرائيل' ذاتها التي كانت تسعى ليل نهار لإخراج إيران وقوى المقاومة من سوريا، لكنّها لا تحفظ للحكم الجديد أنه قام بذلك، لأنها غير مجبرة، بل تطلب منه المزيد، وتدخل مناطق لم تكن تجرؤ على دخولها في أيام النظام القديم، الذي يفترض أنه بنظرها أشدّ عداء من النظام الجديد، لكنها كانت مجبرة. ــــ ناصر قنديل – رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

تحذيرات اقتصادية: توجه الحكومة اليمنية لطباعة دفعات جديدة من العملة 'مقامرة خطيرة'
تحذيرات اقتصادية: توجه الحكومة اليمنية لطباعة دفعات جديدة من العملة 'مقامرة خطيرة'

اليمن الآن

timeمنذ 11 ساعات

  • اليمن الآن

تحذيرات اقتصادية: توجه الحكومة اليمنية لطباعة دفعات جديدة من العملة 'مقامرة خطيرة'

يمن إيكو|أخبار: كشفت مصادر اقتصادية عن توجه الحكومة اليمنية إلى طباعة دفعات جديدة من النقد المحلي، بدون غطاء نقدي أو أصول مقابلة، لتغطية العجز الذي تعانيه الحكومة، والناجم عن سياساتها المالية، حيث كانت طباعة العملة أهم أسباب الانهيار المستمر في قيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية. وفي هذا الصدد، حذر مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي الحكومة اليمنية من المضي في طباعة دفعات جديدة من العملة المحلية، مؤكداً أن هذه الخطوة ستؤدي إلى مزيد من التضخم وارتفاع الأسعار وستفاقم بشكل أكبر حالة الغليان الشعبي في مناطق الحكومة اليمنية. وأكد في بيان صحافي نشره على موقعه الإلكتروني، واطلع عليه 'يمن إيكو'، خطورة التدهور غير المسبوق في سعر العملة الوطنية 'حيث تجاوز سعر صرف الريال اليمني حاجز 2,500 ريال للدولار الأمريكي، مقارنة بـ 220 ريالاً للدولار في بداية الحرب عام 2015، أي أن التراجع تجاوز نسبة الألف بالمئة في سعر العملة، وهو ما يعكس حجم الانهيار النقدي والاقتصادي الذي تشهده البلاد'. ووصف المركز لجوء الحكومة اليمنية في عدن إلى خيار طباعة عملة جديدة بأنه 'مقامرة اقتصادية خطيرة'، مؤكداً أن من شأن هذه الخطوة أن تؤدي إلى مزيد من التضخم وارتفاع الأسعار، ومزيد من تآكل القوة الشرائية للمواطنين، وانهيار ما تبقى من الثقة في النظام المصرفي والعملة الوطنية. كما أشار إلى أن طباعة العملة سيؤدي إلى 'احتجاجات وصراعات قد تقوض ما تبقى من هياكل مؤسسية هشة للدولة اليمنية'. وشدد على أن 'مؤشرات الانهيار الناجم عن الغضب الشعبي بات ماثلاً، لاسيما وأنه لا توجد قيادات يمكن مواجهتها، وفي ظل تخلي الأطراف اليمنية المسؤولة عن مسؤوليتها، والنظر إلى تآكل ما تبقى من مؤسسات الدولة'. وحمّل المركز كافة الأطراف مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، مطالباً بإعطاء الأولوية لمصالح المواطنين اليمنيين الذين خرجوا إلى الشوارع مطالبين بأبسط حقوقهم المعيشية، بدلاً من تجاهل صوتهم والتمادي في سياسات مالية كارثية. ودعا مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي إلى حشد الجهود نحو إصلاحات اقتصادية عاجلة وشاملة تتضمن توحيد الأوعية الإيرادية وضمان إدارتها بشفافية، وتحسين الحوكمة المالية وتعزيز المساءلة والرقابة على الموارد العامة. كما دعا إلى عودة القيادات والمسؤولين الحكوميين إلى داخل البلاد، واستئناف تصدير النفط والغاز وتوجيه عوائده لخدمة المواطنين، بالإضافة إلى حشد المساعدات الإنسانية الدولية وتوحيد جميع قنوات الدعم الخارجي لتصب في الموازنة العامة للدولة. خبراء اقتصاديون حذروا من استمرار الحكومة اليمنية في سياساتها المالية المدمرة للاقتصاد الوطني، مؤكدين أن التدهور غير المسبوق في قيمة العملة المحلية، ناجم عن إقدام الحكومة على طباعة أكثر من 3 تريليونات ريال من العملة المحلية، بدون غطاء نقدي. ولفت الخبراء إلى أن على الحكومة البدء بمكافحة الفساد الموثق في العديد من التقارير الدولية والذي يستأثر بالجزء الأكبر من موارد البلاد والمساعدات والمنح الدولية، بالإضافة إلى ترشيد الإنفاق، وتحسين أليات تحصيل الإيرادات إلى البنك المركزي بعدن، والبحث عن موارد جديدة وحلول غير تضخمية.

أرشيف كوهين وأمويو زمن الردة
أرشيف كوهين وأمويو زمن الردة

وكالة الصحافة اليمنية

timeمنذ يوم واحد

  • وكالة الصحافة اليمنية

أرشيف كوهين وأمويو زمن الردة

تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية// على تقاليده واستعراضاته البهلوانية فاخر نتنياهو وأشاد بأجهزته الأمنية، التي أعاد تكييفها وإخضاعها لمزاجه وسلطته المباشرة بعيداً عن المهنيَّة التي كانت تتصف بها. ملأ الدنيا زعيقاً وتفاخراً عندما أُعيد إلى إسرائيل رفات جندي قُتل وأسرت جثته في لبنان الـ١٩٨٢. ثم انفجر هوبرة وتفاخر، بإعلانه استعادة ممتلكات وأرشيف الجاسوس الشهير إيلي كوهين. هل صدَّقه أحد؟ هل رممت عراضاته وتفاخره بالإنجازات الخلبية، الثقة بأن لديه بعد ١٩ شهراً من حرب الإبادة والتدمير لغزة أجهزة أمن وجيش على درجة من الكفاءة والفاعلية؟ إليكم ما يكتبه كبار الجنرالات والموثوقين في إسرائيل عن خواء عراضات وبهلوانيات نتنياهو. إليكم الوقائع والحقائق المعاشة، فثُلَّة من أساطير غزة أَجهزوا على كل مقولات تفوق إسرائيل وقدرات جيشها السوبر ماني، وامكاناتها التجسسية والأمنية. بضعة رجال مؤمنين أشداء بضربة واحدة أسقطوا كل الأوهام والفبركات، التي نُسجت لستة وسبعين عاماً عن إسرائيل وتفوقها ، وعبروا من السماء بطائرات شراعية بدائية وصُنعت في غزة، ومن فوق الأرض بدرجات نارية وسيارات دفع رباعي، وبعضهم ركضاً وحفاة، وسيطروا على خط الدفاع والمستوطنات، وأسروا ضباطاً قادة وجنرالات فافقدوا اسرائيل احساسها بالأمن والتفوق وأسقطوا وظيفتها عند من صنعها واستخدمها. الطوفان العجائبية في ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ أسقطت كل الأكاذيب والترهات، ووضعت إسرائيل في أزمة بنيوية وكيانية وخطر وجودي، ومازالت الإقالات والتحقيقات جارية، وبظل حرب عاتية وصفها نتنياهو بحرب وجود، لم تفلح عنترياته ومحاولاته إعادة رسم صورة بطولية لأجهزته ولجيشه المنهك والمأزوم العاجز عن غزة؟؟ اجهزته وتقانته وجيشه لم تفلح باكتشاف الأنفاق، ولا استطاعت تقديم معلومات ذات قيمة عن كتائب القسام والفصائل التي حدَّثت سلاحها ورجالها وخططها ورممت بنيتها، وتؤلم الجيش وتسقط مقولات قوته وتهز عروش الأمن وأجهزته لا الإسرائيلية بل ومعها الأمريكية والأطلسية والعربية والإسلامية الانجلوسكسونية المجندَّة لخدمة إسرائيل. وفي اليمن ومع رجاله انهارت صورة القدرات والنفوذ الأمريكي والأطلسي، ومعهم كذبة إسرائيل وعجز الجميع من اختراق الصفوف، أو اكتشاف مكان القيادة والصواريخ والمسيرات ومصانعها، وأخفقوا بتركيب والتفاخر بعملية بيجرات تافهة، لولا ما حققته من خسائر في حزب الله ولأسباب لا تمت بصلة لقوة وقدرات إسرائيل الاستخبارية، ولو كان للمقاومة ورجالها بعض نباهة وتحسب لكانت نكتة الموسم. ولأن إسرائيل وقوتها وهيمنتها كذبة تنهار وتنكشف حقيقتها في أزقة غزة، ومع صليات صواريخ اليمن، وقد قامت واستمرت وهيمنت لأن لا أحد كان جاداً وساعياً لازالتها، ولم يضع أحد جاد مهمة تحرير فلسطين على جدول أعماله. فعندما كانت المقاومة في لبنان شابة ومتيقظة وهجومية، أذلتها لثلاثين سنة متصلة، وكسرت أهم عناصر قوتها الاستراتيجية التي كانت وهزمتها على الملأ. نتنياهو كصبي يلهوا بألعابه، ولو كانت تقليدية و second hand. لعجزه وجيشه وأمنه، ومعه الانجلو ساكسون وأدواتهم كلهم عن غزة واليمن، تجده فرحاً مغتبطاً بهدية قدمتها له هيئة تحرير الشام، ويقال عن دور محوري للأمن التركي المهيمن في سورية المغتصبة والجاري تتريكها، عبارة عن مقتنيات وأرشيف الجاسوس كوهين بعد ستين سنة. وسبق أن أقام الاعراس والليالي الملاح، عندما استعاد رفات أحد جنوده المفقودين بذات الطريقة وعبر ذات الأدوات. أخبرنا يا نتنياهو؛ أين البطولة، وأين الانجازات المحققة؟! فستون سنة كنتم عاجزون عن لَّمِ حرف واحد من إرثه، لأنه كان في سورية رجال وأمن ودولة لم تقبل الخيانة ولا التفريط، وأمنَّت وحمت وأطلقت عصر المقاومة وانتصاراتها، ومازالت حماس التي دُربت وجُهزت وأُعدت في معسكرات الجيش العربي السوري تقاتل ببسالة، وصواريخها كصواريخ حزب الله صناعة سورية، وقد أَقرَّ بها نتنياهو نفسه، وأعلنها السيد حسن نصرالله بلسانه. فواقعة الكورنيت وقاسم سليماني ما زلت حية في الذاكرة، ويومها كانت حماس خالد مشعل نصيراً وحامياً ومقاتلاً مع الجولاني وتحت إمرته!. يا نتنياهو؛ فإن كانت لك أجهزة أمنية قادرة دُلَّنا على نفق في غزة أو على هدف نوعي في اليمن. أما أن يسلمك الجولاني والتركي رفات وأرشيف محفوظ ومحجوب عنك لستين سنة!. وأن تدمر معسكرات ومطارات خاوية من الرجال، فهذه عراضات تافهة وعضلات من كرتون لا يصدقها أحد. أما عن أُمويي هيئة تحرير الشام، وفصائل الإرهاب الأسود المصنفة من مجلس الأمن والإكثار من استخدام اللفظة والتعبير، في محاولة لشد عصب واستنفار أهل الشام لحصد تأييد لمن يسلم الأمانات ويهلل لقصف قصر الشعب، ويسليم قيادة الشام وأماناتها وأمنها لجماعة تركيا في سورية؟؟ فالتشبه بالأموية والاستنجاد بها ستكون كسيف حاد لقطع رقاب من خانوا سورية، وفرطوا بالشام، وعهروا الأموية وتاريخها وإنجازاتها الشواهد بشاميتها، فبقيادة أهل الشام حققوا فتوحات وقادوا امبراطورية مترامية الأطراف، وكانوا أُمناء على الشام التي استقبلتهم، وفتحت أبوابها على الرحب كأبناء عمومه يحملون الدين الجديد ويبشرون به. الخلفاء الأمويون؛ أمهاتهم وسيداتهم وحراسهم وقضاتهم وخازني بيت مالهم كانوا من المسيحين أهل الشام، وبهم نهضت الأموية وسادت ووزعت قيم وإسلام على العالمين. أموية الشام ظلَّت الأساس بالعباسية والأيوبية والمملوكية والعثمانية وأخواتهم. الأموية الشامية سيدة قائدة مبشرة، لتحضير الأمم فهل تقبلكم الشام أردوغانيون بثياب عثمانية بالية؟! هل تقبلكم تنقلبون على إسلامها، وتقتلون علمائها وتبقرون بطون نسائها وتأكلون أكباد الأحياء ممن قالوا؛ اشهد ان لا إله إلا الله وان محمد رسول الله؟! تفرضون إخوانيتكم وإسلام الشيشان والأنغوش والتتار.. الذي أُعِدَّ بمختبرات السي آي إيه والمخابرات البريطانية ..! تزجون بالشباب بعمليات انتحارية طمعاً بغداء مع الرسول وتتعشون مع ترمب؟؟؟ وتستنجدون بالأموية؟؟ الشام وتاريخها وعبقريتها وأمويتها وعباسيتها براء منكم، ولن تغفر لكم أفعالكم، ولا تقبل من يفرط بأمانتها ويطلق يد نتنياهو في بيئتها. الأمويون كانوا رواد الإسلام وحملته إلى أصقاع الدنيا، والعهدة الأموية مازالت في الشام شاهدة، والإسلام الأموي والشامي بريء من إسلام التتريك والشيشان والأوزبك حملة السواطير وقاطعي رقاب إخوتهم السنة ومن رجال الدين، وآكلي أكباد الأحياء. الكذبة مفضوحة، والأموية براء منكم ومن تصرفاتكم ومن دنانيركم المزمع طبعاتها. هل جادت عبقرية من تزعمونه عبقريا منكم بما جاد به قلم سعيد عقل وغنتها فيروز؛ سائليني، حينَ عطّرْتُ السّلامْ،….. تقـفُ النجمةُ عَـن دورتِـها عنـدَ ثغـرينِ وينهارُ الظـلامْ ظمئَ الشَّرقُ فيا شـامُ اسكُبي واملأي الكأسَ لهُ حتّى الجَـمَامْ أهـلكِ التّاريـخُ من فُضْلَتِهم ذِكرُهم في عُروةِ الدَّهرِ وِسَـامْ أمَـويُّـونَ، فإنْ ضِقْـتِ بهم ألحقـوا الدُنيا بِبُسـتانِ هِشَـامْ أنا لسـتُ الغَـرْدَ الفَـرْدَ إذا قلتُ طاب الجرحُ في شجوِ الحمامْ أنا حَسْـبي أنّني مِن جَـبَـلٍ هـو بيـن الله والأرضِ كـلامْ قِمَمٌ كالشمسِ في قِسْمَتِها تَلِدُ النورَ وتُعْطِيهِ الأنامْ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store