
انطلاق المفاوضات النووية بين إيران وأوروبا في إسطنبول
وتهدف دول المجموعة الأوروبية الثلاث (ألمانيا، فرنسا، والمملكة المتحدة) إلى تكثيف الضغط على طهران لإعادة الانخراط في محادثات نووية جادة. وقال أحد الدبلوماسيين: "الوقت ينفد"، محذرا من أنه بدون إحراز تقدم، قد تعمل دول الترويكا الأوروبية على إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
وعلى الرغم من أن اتفاق فيينا لعام 2015 معطل إلى حد كبير، إلا أنه ينتهي رسميا في منتصف أكتوبر المقبل. وتشمل المطالب الأوروبية الرئيسية تجديد وصول مفتشي الأمم المتحدة النوويين، وتوضيح مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، والتي لا يعرف مكانها منذ الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية. وتعد هذه أول مفاوضات منذ وقف إطلاق النار الذي أعقب الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

منذ 2 ساعات
مؤتمر حل الدولتين اختبار لفرص تدويل القضية الفلسطينية مع توحش حرب الإبادة الصهيونية
سياسة التجويع الممنهج الذي تمارسه دولة الاحتلال، تبرز مساعي جديدة لاعادة حل الدولتين الى الواجهة ، وذلك من بوابة مؤتمر رفيع المستوى تستضيفه الأمم المتحدة في نيويورك، برئاسة فرنسية-سعودية مشتركة، في محاولة جديدة لإحياء حل الدولتين وبلورة خارطة طريق تقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. الحدث الذي انطلقت اجتماعاته التمهيدية يومي 28 و29 جويلية الجاري، يمثل أول تحرك أممي واسع النطاق منذ سنوات لمعالجة جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر مسار سياسي جماعي. لكن هذه المحاولة تواجه تحديات كبرى، بدءا من غياب الولايات المتحدة وإسرائيل عن الطاولة، وصولا إلى هشاشة التوافق الأوروبي بشأن مسألة الاعتراف بدولة فلسطين. وينعقد المؤتمر في لحظة حرجة، ليس فقط بفعل تعقيدات الحرب الجارية في غزة، بل أيضا نتيجة تحولات متسارعة في المزاج السياسي الأوروبي. فبعد اعتراف إيرلندا والنرويج وإسبانيا بالدولة الفلسطينية هذا العام، تتهيأ فرنسا لإعلان مماثل خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، ما يضع باريس في موقع غير مسبوق كأول دولة من مجموعة السبع تقدم على خطوة كهذه. إلا أن هذا الزخم لا يخفي حقيقة التباينات داخل المعسكر الغربي، إذ لا تزال دول مركزية كألمانيا وبريطانيا تفضل التريث، بينما أعلنت واشنطن رفضها الصريح للمؤتمر، ووجهت تحذيرات دبلوماسية لعدد من العواصم من مغبة الإقدام على خطوات "تضر بإسرائيل". ورغم أن هدف المؤتمر المعلن هو صياغة تصور عملي لحل الدولتين، إلا أن دبلوماسيين مشاركين خفضوا سقف التوقعات، متحدثين عن "خارطة طريق أولية" بدل إعلان جماعي فوري للاعتراف، على أن يُربط أي تقدم على هذا الصعيد بمتغيرات ميدانية وسياسية أبرزها وقف دائم لإطلاق النار، وترتيبات أمنية تُرضي "إسرائيل". مقاطعة واشنطن ووفق محللين يعكس رفض الولايات المتحدة المشاركة في المؤتمر التحول العميق في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية في عهد إدارة ترامب الثانية. فقد زعم وزير الخارجية ماركو روبيو بأن الاعتراف بدولة فلسطينية "خطوة متهورة تخدم الدعاية لحماس"، بينما قال السفير الأمريكي لدى ''إسرائيل'' أن "الدولة الفلسطينية لم تعد هدفًا حقيقيًا لواشنطن". ويعني غياب الولايات المتحدة، التي لطالما لعبت دور الراعي الحصري للعملية السياسية، أن هذا المؤتمر يمثل محاولة للبحث عن مسار بديل بقيادة أوروبية-عربية، وهو ما قد يفتح الباب أمام تحولات أوسع في توازنات الوساطة الدولية، وربما لتدويل الملف الفلسطيني بصورة أكثر استقلالا عن البيت الأبيض. لكن في المقابل، يدرك المنظمون أن غياب واشنطن يعني أيضا غياب النفوذ القادر على الضغط المباشر على تل أبيب، مما يقلل من فرص تحويل المخرجات إلى اتفاقات قابلة للتنفيذ. اعترافات مشروطة وقلق أوروبي تعكس تصريحات باريس ولندن أن أي اعتراف غربي مرتقب بدولة فلسطين سيستثني قيادة حركة حماس من الصورة، ما يثير تساؤلات جدية حول طبيعة الدولة المقترحة وموقع غزة وقيادتها منها. ورغم التباين في السياسات، يرى مراقبون أن تصاعد العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر أحدثا شرخا في قناعة أوروبية راسخة بأن الضغط على "إسرائيل" يجب أن يبقى ضمن حدود التعاون الأمني والدبلوماسي. فاليوم، باتت أصوات أوروبية عديدة تعتبر أن إسرائيل "لا تسعى فعليا لإنهاء الاحتلال"، وأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية قد يكون الورقة الأخيرة لدفعها إلى مراجعة سياساتها. من جانبه، اعتبر السفير الفلسطيني رياض منصور أن المؤتمر يمثل "فرصة نادرة لتحويل القانون الدولي إلى خطوات ملموسة"، في حين رحب الرئيس محمود عباس بتحركات باريس، واصفا إياها بأنها "خطوة شجاعة تعزز فرص السلام العادل". ويُعد المؤتمر الأممي في نيويورك، رغم كل ما يعتريه من تحفظات وغياب أطراف فاعلة، مؤشرا على تغير جوهري في مقاربة المجتمع الدولي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فبينما كانت سنوات ما بعد اتفاق أوسلو حافلة بالمراوحة تحت مظلة أمريكية، تتجه الأنظار الآن إلى مبادرات متعددة الأطراف قد تعيد الاعتبار لحل الدولتين خارج الهيمنة التقليدية لواشنطن. لكن السؤال الجوهري يبقى: هل تملك الأطراف الداعمة لهذا المسار الإرادة السياسية وأدوات الضغط الكافية لفرض تحول حقيقي على الأرض؟ أم أن المؤتمر سيكون مجرد مناسبة رمزية أخرى تضاف إلى سجل المبادرات المؤجلة؟ آمال فلسطينية من جهته أعرب مسؤول فلسطيني، عن أمله أن يخرج مؤتمر حل الدولتين الذي انطلق أمس الاثنين في نيويورك، بإجراءات عملية لتثبيت مبدأ حل الدولتين، وتبنيها من مجلس الأمن الدولي. وقال أحمد الديك المساعد السياسي لوزيرة الخارجية الفلسطينية، الاثنين، في تصريحات للأناضول، إن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، ووزيرة الخارجية والمغتربين فارسين أغابكيان شاهين سيمثلان فلسطين في المؤتمر. وأعلنت فرنسا، الخميس، أنها ستترأس مع السعودية مؤتمرا دوليا في الأمم المتحدة بشأن إيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، ينعقد في نيويورك خلال الفترة من 28 إلى 30 جويلية الجاري. وأوضح الديك أن فلسطين انخرطت بشكل مباشر في التحضيرات الجارية للمؤتمر، "حتى يخرج عنه مخرجات ذات علاقة بتثبيت مبدأ حل الدولتين، وواجبات دول العالم تجاه هذه القضية".وأضاف: "نحن ننظر بأهمية كبيرة لهذا المؤتمر، ونأمل أن يتمكن مجلس الأمن الدولي من تبني مخرجاته، ويتم تنفيذ إقامة الدولة الفلسطينية على الأرض". وتابع: "نتوقع أن يعلن الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) في شهر سبتمبر القادم، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاعتراف بدولة فلسطين، ونأمل أن يتبع فرنسا العديد من الدول في هذا الإطار".وأكد الديك أنه خلال المؤتمر أيضًا "سوف يُطرح على الجانب الفلسطيني عدد من المشاريع الكبرى الخاصة بالتنمية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة". ميدانيا يتواصل القصف على القطاع، وتستمر سياسة التجويع، إذ أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن المجاعة تتوسع وتزداد توحشا، في وقت سُجلت فيه وفيات جديدة جراء سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال ضد المحاصرين بالقطاع. وأفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة بارتفاع عدد الشهداء إلى 43 منذ فجر امس، جراء نيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 9 من طالبي المساعدات. يأتي ذلك في وقت دخلت فيه كمية ضئيلة من المساعدات إلى القطاع على الرغم من ادعاء الاحتلال فتح ممرات إنسانية والسماح للأمم المتحدة بإدخال الغذاء ضمن ما زعم أنها "هدنة إنسانية" في 3 مناطق مكتظة بالسكان. وسياسيا، أطلق وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديدا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قائلا: "أقول بوضوح تام وأعني كل كلمة، إذا لم تفرج حماس عن الرهائن، فستُفتح أبواب الجحيم في غزة". مجاعة غزة تفتك بـ 134 شخصاً بينهم 88 طفلاً وأكدت وسائل إعلام فلسطينية، ارتفاع عدد ضحايا الجوع في قطاع غزة إلى 134 شخصاً بينهم 88 طفلاً، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من استخدام التجوع كسلاح حرب في القطاع الذي تهاجمه إسرائيل منذ حوالي 22 شهراً وتتواصل المشاهد المروعة للجوع في القطاع، حيث وثقت الكاميرات حشود غفيرة من الفلسطينيين الجوعى تتزاحم بشكل مأساوي من أجل الحصول على المساعدات قرب أحد مراكز التوزيع في مدينة رفح. وبينما تنتشر المجاعة في أنحاء القطاع المدمر، أكدت مصادر طبية، ارتفاع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 134، بينهم 88 طفلاً. في هذه الأثناء تتواصل الغارات الإسرائيلية على كافة انحاء القطاع، حيث أعلن مقتل 41 شخصاً جراء القصف المتواصل منذ فجر الاثنين، بينهم 8 من منتظري المساعدات الإنسانية، كما أعلنت مصادر طبية في مستشفى الشفاء وفاة الرضيع محمد إبراهيم عدس، نتيجة سوء التغذية الحاد ونقص حليب الأطفال في قطاع غزة. ثلث الفلسطينيين لم يأكلوا منذ أيام من جهته، أكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر،امس الاثنين، إن واحدا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يأكل منذ أيام، داعياً إلى إيصال المساعدات بشكل سريع، وإرساء وقف دائم لإطلاق النار. وأكد فليتشر في بيان حول الأوضاع الإنسانية في القطاع، أن «غزة تعيش أزمة إنسانية أمام أعين العالم»، مشيراً إلى أن الذين يحاولون الحصول على المساعدات الغذائية يتعرضون لإطلاق النار، والأطفال «يذوبون» من الجوع. وتابع:«لا ينبغي منع المساعدات أو تأخيرها أو توزيعها تحت وطأة الهجمات». وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ «مستويات تنذر بالخطر»، مشيرة إلى أن «الحظر المتعمد» للمساعدات أودى بحياة كثر وكان من الممكن تفاديه. وأضافت المنظمة في بيان «يشهد قطاع غزة حالة من سوء التغذية الخطير الذي اتسم بارتفاع حاد في عدد الوفيات في جويلية الجاري».وأضافت المنظمة: «ليس الجوع وحده ما يفتك بالناس، بل أيضا البحث اليائس عن الطعام. تجبر العائلات على المخاطرة بحياتها من أجل حفنة من الطعام، غالبا في ظروف خطرة، وتسودها الفوضى». تحركات احتجاجية ضد تجويع غزة ميدانيا أطلق فلسطينيو الداخل، سلسلة تحركات احتجاجية ضد سياسة التجويع التي تطبقها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، تتضمن إضرابا رمزيا للقيادات عن الطعام ووقفات احتجاجية في يافا والقدس تنديدا بحرب الإبادة والدعم الأمريكي لها. وتحدث عضو الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي والمضرب عن الطعام تضامنا مع فلسطينيي غزة وفق الأناضول، عن "المظاهرة الجبارة" في مدينة سخنين ، "تضامنا ونصرة لأطفال وشعب غزة".وأعلن أنه بعد المظاهرة، "قررت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، دخول قيادات فلسطينيي الداخل إضرابا عن الطعام لـ3 أيام" بدءا من الأحد، في "موقف رمزي وصرخة لوقف سياسات التجويع الإجرامية" الإسرائيلية. وأكد الطيبي أنّ التجويع "جريمة حرب"، مشيرا إلى أن "136 طفلا قضوا واستشهدوا بسبب التجويع، وكل طفل مجوّع هو طفل قُتل بدم بارد، وألف طفل قتلوا في الشهر الأخير (جويلية الجاري) بالقصف والنار". واعتبر أن "هذه الجرائم المستمرة في غزة، وجرائم المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة ضد أبناء شعبنا بدعم ومشاركة من الجيش وشرطة الاحتلال، أساسها الاحتلال والشعور بالفوقية اليهودية".وأضاف الطيبي: "لذلك، نصرخ لكي يصل صوتنا إلى كل العالم أن قيادات الـ48 تضرب عن الطعام، وتتظاهر، كي نسمع من أشاح بوجهه عن غزة أو صمّ أذنيه عن صراخ أطفالها: أخرجوا أنتم أيضا إلى الشوارع نصرةً لأطفال غزة".وأشار إلى "مشاركة جبارة لرؤساء سلطات محلية وبلديات، ونشطاء مجتمع مدني، وجمهور واسع في مظاهرات سخنين". وفي وقت سابق امس أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، في بيان ، أن كل الفلسطينيين في قطاع غزة جوعى، لكن الأطفال هم "الأكثر معاناة"، بسبب الحصار الإسرائيلي.وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر 2023.وتغلق "إسرائيل" منذ 2 مارس 2025، جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع. مظاهرة أمام البيت الأبيض تجمّع عدد كبير من المتظاهرين أمام البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن، للمطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة والمجاعة التي يعيشها الفلسطينيون هناك. المظاهرة التي جرت مساء الأحد في حديقة لافاييت المقابلة للبيت الأبيض، شهدت احتجاجا ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية التي تدعمها.ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها "اسمحوا لشاحنات الغذاء بالدخول لغزة" و"إسرائيل، توقفي عن تجويع الفلسطينيين في القطاع". كما ردد المتظاهرون شعارات تطالب بإنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة فوراً، وبوقف الدعم الأمريكي لإسرائيل.وعرضوا صوراً لأطفال ماتوا في غزة بسبب سوء التغذية. وفي تصريح قالت لوتشا برايت، عضو مجموعة "ارفضوا الفاشية"، إن الناس يموتون جوعاً أمام أعين العالم في غزة وفق الأناضول. وأكدت أن ما تقوم به "إسرائيل" في قطاع غزة، يعتبر جريمة ضد الإنسانية.وتابعت: "يجب على الملايين النزول إلى الشوارع وعلينا ألا نسمح بحدوث إبادة جماعية أمام أعيننا".


الصحراء
منذ 3 ساعات
- الصحراء
سوريا من سايكس وبيكو إلى ترامب ونتنياهو
لم يستوعب العرب درس مؤامرة الحلفاء الكبرى بعد تحالفهم معهم لإسقاط السلطنة العثمانية على أعقاب اندلاع الحرب العالمية الأولى التي كان مخططا لها من بريطانيا وفرنسا، وتنتظر الشرارة الأولى باغتيال وريث العرش النمساوي الأرشيدوق فرانتز فريديناند في سراييفو في العام 1914. ولم يتيقظ الشريف حسين إلى المؤامرة الكبرى، والخديعة الأكبر للحلفاء بنكوصهم العهد الذي اقتطعوه له ببناء المملكة العربية التي تمتد من الحجاز إلى سوريا الكبرى والعراق. فبعد أن أقنع الجاسوس البريطاني توماس إدوارد لورنس (لورانس العرب) الشريف حسين بالالتحاق بركب الحلفاء، كان مارك سايكس البريطاني، وجورج بيكو الفرنسي يرسمان بالقلم والمسطرة خرائط الشرق الأوسط الجديد، ويرميان في سلة المهملات رسائل الحسين ـ مكماهون التي كان التاج البريطاني يطمئن فيها الحسين لبناء مملكته قبل أن تنفيه إلى قبرص بعد إكمال المؤامرة الكبرى التي كشفت عنها جريدة البرافدا بعد سقوط القيصرية الروسية التي كانت شريكة في المؤامرة لاقتسام التركة العثمانية على أيدي البلاشفة. هذه المؤامرة الكبرى للغرب بأكمله الذي كان يسيطر على عصبة الأمم، كما يسيطر اليوم على الأمم المتحدة، لم تقتصر على تقسيم الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا كما تقسم تركة «الرجل المريض» بين ورثته، أو بالأحرى كعكة التورتة، بل الأخطر من التقسيم بالمسطرة والقلم أراضي سوريا الكبرى هو زرع التقسيم الديني والطائفي والعرقي. فبريطانيا التي كان نصيبها (فلسطين والأردن والعراق) زرعت دولة يهودية في فلسطين على حساب العرب من مسلمين ومسيحيين، لتشكل هذه الأقلية اليهودية فيما بعد الدولة المارقة التي تبناها الغرب وخاصة أمريكا كقاعدة متقدمة وخادمة لمصالح الغرب مقابل الدعم والتأييد والتسليح والتمويل، وإفشال كل القوانين الدولية المطالبة لها باحترامها حتى أصبحت اليوم الدول المارقة، المعربدة المتآمرة على كل دول الشرق الأوسط من عرب وعجم وأتراك. وسلم الحلفاء الحكم في الأردن والعراق لأبناء الشريف حسين (فيصل وعبد الله)، أما فرنسا التي كان نصيبها سوريا الحالية ولبنان الذي كان تابعا لها فقامت على الفور بإنشاء دولة لبنان بقيادة مارونية حسب ميثاق لبنان 1943 الذي خص الموارنة بالرئاسة للدولة والجيش، والسنة برئاسة وزراء شكلية، ورئاسة البرلمان للشيعة أي التقسيم السياسي على أساس طائفي، وهذا ما فجر حربين أهليتين الأولى في العام 1958، والثانية في العام1975 والتي دامت 15 سنة وانتهت باتفاق الطائف الذي حد من صلاحية رئيس الدولة الذي بقي مخصصا للموارنة، وزيادة في صلاحية رئيس الوزراء الذي بقي سنيا، وكذلك بالنسبة لرئاسة البرلمان الذي بقي للشيعة، ولم يحظ الدروز ما حظي به الآخرون. أما في سوريا فقامت فرنسا بإنشاء مشروع تقسيم البلد لخمس دول مفصلة طائفيا حسب تواجدها جغرافيا:» دولة حلب، دولة العلويين، دولة الدروز، دولة دمشق، الإدارة الممتازة للجزيرة (مناطق تواجد الأكراد والعرب السنة، الإدارة الممتازة للواء إسكندرون الذي ستتخلى عنه فرنسا لصالح تركيا في عام 1939)، هذا التقسيم الذي رفضه السوريون بجميع طوائفهم أشعل ثورة 1925 بقيادة سلطان الأطرش (زعيم درزي)، وتم إفشال هذا المشروع ونالت سوريا استقلالها في حدودها الحالية في العام 1946. وفي العام 1967 تم احتلال الجولان من قبل دولة الاحتلال. لم تع الأنظمة العربية إلى اليوم أن فائض القوة لدولة الاحتلال المارقة لابد وأن تستخدمها يوما ضد هذه الأنظمة، وأن الهرولة إلى تل أبيب لاسترضائها وإرضاء واشنطن باتفاقيات أبراهام وما سبقها لن تساوي الحبر التي كتبت فيه في اليوم الذي تجد هذه الدولة المارقة التي بدأت كعصابات إرهابية في بدايات القرن الماضي أصبحت اليوم أقوى دولة في الشرق الأوسط وتهدد جميع دوله بشكل مستمر بطريقة أو بأخرى، وما يجري في غزة هو أكبر تحد وإهانة للعرب جميعا، وللإنسانية جمعاء التي لا تستطيع لجم جماحها. لم تتيقن الأنظمة العربية حتى اليوم أن قوتها في وحدتها، ووحدها فقط تجعلها تواجه كل من يريد استباحة أمنها. ورغم أن كل زعماء هذه الدولة المارقة يصرحون جهارا نهارا وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو أنهم يريدون تغيير الشرق الأوسط، وتفتيت سوريا، ولبنان، وطرد الفلسطينيين من غزة، وقد أيد الكنيست مؤخرا مقترحا يقضي بضم الضفة الغربية، لم يواجه من الدول العربية والإسلامية إلا ببيان ككل البيانات السابقة التي تدين انتهاكات إسرائيل وجرائمها. الجنرال الإسرائيلي يسرائيل زيف أكد في مقال له على موقع القناة 12 الإسرائيلية أن كل دول سايكس بيكو كبراكين على وشك الانفجار، وأن سوريا أصبحت نسخة من الصومال، ويتأسف لعدم دعم الدروز «الأشقاء»، ولم تخف دولة الاحتلال مساعيها لتجزئة سوريا، لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى «من الفرات إلى النيل»، وهي تخشى اليوم من سوريا الجديدة وعودة ازدهارها ومنعتها وهي تعمل بشتى الوسائل لتهديد وحدتها وأمنها. عربدة إسرائيل، وضربها عرض الحائط كل القوانين الدولية تعاظم مع وصول دونالد ترامب في دورته الأولى الذي سارع إلى اعتراف أمريكا بسيادة دولة الاحتلال على الجولان، ونقل سفارة أمريكا إلى القدس، وهندسة «اتفاقيات إبراهيم» التي سارعت أربع دول عربية للتطبيع مع الدولة المارقة، ومع دورته الثانية لم يتوان عن طرح فكرة تهجير فلسطينيي غزة، وضرب المشروع النووي الإيراني، وحشد قوات أمريكية ضخمة لحماية الحليف المدلل وغض الطرف عن كل الانتهاكات في غزة، والضفة، ولبنان، وسوريا، وإيران، وكل عمليات الاغتيال التي قامت بها في أكثر من مكان في الشرق الأوسط، وكلام ترامب أمام الصحافيين بأن مساحة إسرائيل صغيرة مقارنة بجيرانها تعني أنه يسعى لتمددها في الأراضي العربية، ولم يكن عبثا عندما صرح المبعوث الأمريكي لسوريا توماس براك بأن :» الغرب فرض قبل قرن من الزمان خرائط وانتدابات وحدودا مرسومة بالحبر، وأن اتفاقية سايكس ـ بيكو قسمت سوريا والمنطقة لأهداف استعمارية لا من أجل السلام، وأن ذلك التقسيم كان خطأ ذا كلفة على أجيال بأكملها ولن يتكرر مرة أخرى، وأن زمن التدخل الغربي انتهى وأن المستقبل سيكون لحلول تنبع من داخل المنطقة وعبر الشراكات القائمة على الاحترام المتبادل». كيف ذلك؟ هل هناك تقسيم جديد ووجه جديد للشرق الأوسط كما يتمنى نتنياهو؟ وهل هناك اتفاقية جديدة باسم ترامب ـ نتنياهو تحل محل سايكس ـ بيكو؟ ما قاله توماس باراك ليس من بنات أفكاره بل لابد أنه متداول في دهاليز الإدارة الأمريكية لتكون إسرائيل حجر الزاوية في صرح الشرق الأوسط الجديد عبر تفاهمات إبراهيمية جديدة فترامب لا يريد أن تنتهي ولايته الثانية والأخيرة بدون إكمال مشروعه الإبراهيمي والاطمئنان على الدولة المارقة ولو على حساب دول وشعوب المنطقة كما حصل في سايكس ـ بيكو، لأن مع أي تفاهم جديد لا بد من أن تكون الدولة المارقة هي الرابحة، والآخرون هم الخاسرون. نقلا عن القدس العربي


الصحراء
منذ 3 ساعات
- الصحراء
الجوع على "مائدة" النقاش بقمة الأمم المتحدة للغذاء بأديس أبابا
مراسيم الاستقبال في مطار بولي الدولي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا كانت لافتة حتى على الشارع الرئيس الذي يربط المطار بمقرات الإقامة واللجنة الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة. وبين أعلام الدول والمنظمات كانت قمة الغذاء حاضرة لمكافحة الجوع الناتج بسبب الحروب والنزاعات والتغييرات المناخية. غوتيريش يندد باستخدام الجوع كسلاح خلال مشاركته بكلمة افتراضية في قمة الأمم المتحدة لأنظمة الغذاء المنعقدة في أديس أبابا، ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بما وصفه بـ"استخدام الجوع كسلاح"، في إشارة مباشرة إلى ما تقوم به إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وسط مشاهد يومية تعكس معاناة شديدة من سوء التغذية والجفاف والموت تحت عدسات المصورين. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمة افتراضية خلال قمة الأمم المتحدة لأنظمة الغذاء في أديس أبابا (رويترز) غوتيريش أشار إلى أن النزاعات المسلحة في غزة والسودان أدت إلى تفاقم الجوع على نطاق واسع، داعيًا إلى تعزيز الاستثمارات الزراعية كخطوة أساسية لمواجهة التحديات الغذائية المتفاقمة. من جانبها، طالبت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف إطلاق النار، وضمان عودة المهجرين إلى ديارهم، وفتح الممرات الإنسانية في غزة والسودان، مؤكدة، في تصريحات للجزيرة، أن استمرار هذه الانتهاكات يُعد خرقًا للقوانين الدولية. الفاو: غزة هي الأسوأ القمة التي تأتي بمشاركة دولية واسعة من رؤساء دول ومنظمات دولية هي الثانية من نوعها منذ العام 2021 حيث عقدت الأولى في نيويورك تحت شعار "بناء نظم غذائية مرنة ومستدامة للقضاء على الجوع". بحسب الفاو فإن الجوع في قطاع غزة هو الأسوأ عالميا (الجزيرة) وتنعقد هذه القمة في وقت يعاني فيه أكثر من مليار شخص حول العالم من الفقر المدقع بسبب البطالة والحروب والصراعات وارتفاع تكلفة المعيشة والكوارث الطبيعية خاصة في المناطق الريفية حيث يعيش أكثر من 80 في المئة من فقراء العالم. في حين يعاني 733 مليون شخص من الجوع حسب تقديرات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أي بمعدل واحد من كل 11 شخصا حول العالم. ويعتبر قطاع غزة المثال الأسوأ في سجلات المنظمة الأممية وهو ما يشكل تحديا على المستوى العالمي لإيجاد حلول مستدامة من خلال التعاون بين الحكومات والمنظمات العاملة في المجال. انتشار الجوع بأفريقيا القمة الأولى من نوعها في أفريقيا تهدف إلى مراجعة ما تحقق منذ انعقاد قمة النظم الغذائية العالمية في نيويورك عام 2021، وتقييم مسارات الإصلاح والتحول في السياسات الغذائية. لكن هذه الأهداف قد لا تتحقق إلا إذا كانت "أفريقيا طرفًا فاعلا في التحولات الدولية المتعلقة بالأمن الغذائي" كما قالت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجا ميلوني أمام القمة. وشدّدت ميلوني على أهمية ضمان الوصول العادل للغذاء إلى الأسواق، وتعزيز الاكتفاء الذاتي وسيادة الغذاء، مؤكدة أن الأمن الغذائي لم يعد قضية إنسانية فحسب، بل بات محورًا سياسيًا واقتصاديًا رئيسيًا في ظل الأزمات العالمية المتلاحقة. وأوضحت أن التحديات العالمية، كالتضخم والحرب في أوكرانيا، فاقمت الوضع بشكل حاد، مشيرة إلى أن "واحدًا من كل 5 أشخاص في أفريقيا يعاني من الجوع"، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لتحقيق التنمية المستدامة واحتواء تداعيات الأزمات. إصلاح شامل للنظم الغذائية في ظل تطلعات المشاركين بأن تُحدث القمة تحولًا جذريًا في النظام الغذائي العالمي، برزت الزراعة كمحور رئيسي في رسم مستقبل البشرية، ضمن خارطة طريق لإصلاح شامل يركز على دعم الإنتاج المحلي، وتشجيع الابتكار، وتنمية الأسواق، ومعالجة آثار النزاعات على حياة الشعوب. وخلال الجلسة الافتتاحية، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى بناء مستقبل يخلو من الجوع، خاصة لدى الأطفال، مؤكدًا أن هذه القمة يجب أن تؤسس لانطلاقة فعلية في إصلاح النظم الغذائية، من خلال تدريب الأجيال الجديدة، ومكافحة الأمية، وتعزيز سياسات التوريد، وتمكين الاقتصاد القائم على التنوع وفق شروط ميسّرة. كما سلط الضوء على "مبادرة سلة الغذاء الإثيوبية" التي ترتكز على التنوع الزراعي والثروة السمكية. وفي السياق ذاته، أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التحديات الكبرى التي تواجه العالم، وعلى رأسها التغيرات المناخية والنزاعات المسلحة، والتي باتت تُشكل عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق الأمن الغذائي والوصول العادل إلى الغذاء. وأشاد بقدرة إثيوبيا على تحقيق نتائج ملموسة في الإنتاج المحلي للقمح، مما يسهم في خلق فرص عمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي. المزارعون حجر الزاوية في التنمية أجمعت وفود الدول والمنظمات المشاركة في القمة على أن التغير المناخي، والصراعات الجيوسياسية، والاضطرابات الاقتصادية باتت تؤثر بشكل غير مسبوق على النظم الغذائية حول العالم، مما يستدعي استجابة جماعية عاجلة. وفي هذا السياق، وصفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني المزارعين بأنهم "حجر الزاوية" في التنمية الغذائية، مؤكدة أن الغذاء ليس مجرد وسيلة للبقاء، بل يمثل أحد عناصر الهوية والسيادة الوطنية، ويجب حمايته وتعزيزه من خلال المجتمعات المحلية. واستعرضت جهود بلادها في نقل المعارف الزراعية إلى عدد من الدول الأفريقية، بينها السنغال والكونغو وغانا والجزائر وتونس. من جانبه، دعا وزير الزراعة الإثيوبي جرما أمنتي إلى تسريع التعاون الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، مطالبًا الدول التي أحرزت تقدمًا في هذا المجال بمواصلة العمل بوتيرة أسرع لدعم المسار العالمي نحو العدالة الغذائية والاستدامة. إثيوبيا تحقق تحولا في الزراعة وشكّلت القمة منصة جدّية لتجديد الالتزامات المتعلقة بالتمويل والسياسات، بهدف بناء نظم غذائية أكثر عدالة ومرونة في مواجهة الأزمات العالمية. وفي هذا السياق، عرضت إثيوبيا إنجازاتها في مجال "الإرث الأخضر"، حيث تمكنت من زراعة أكثر من 40 مليار شتلة، إلى جانب التحول الكبير الذي أحرزته في إنتاج القمح، خاصة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، مما يعكس قدرة البلاد على الاستفادة من التحديات لتحسين الأمن الغذائي المحلي. ومن المرتقب أن تمهّد هذه القمة لتحولات عملية في ظل تصاعد الشكاوى من الجوع والفقر، وشيوع الإحساس العالمي بضرورة اتخاذ خطوات جريئة لمواجهة آثار تغيّر المناخ، والعمل الجاد على وقف الحروب والنزاعات التي تهدد مستقبل الشعوب والأجيال القادمة. المصدر: الجزيرة نقلا عن الجزيرة نت