logo
سوريا من سايكس وبيكو إلى ترامب ونتنياهو

سوريا من سايكس وبيكو إلى ترامب ونتنياهو

الصحراءمنذ 14 ساعات
لم يستوعب العرب درس مؤامرة الحلفاء الكبرى بعد تحالفهم معهم لإسقاط السلطنة العثمانية على أعقاب اندلاع الحرب العالمية الأولى التي كان مخططا لها من بريطانيا وفرنسا، وتنتظر الشرارة الأولى باغتيال وريث العرش النمساوي الأرشيدوق فرانتز فريديناند في سراييفو في العام 1914. ولم يتيقظ الشريف حسين إلى المؤامرة الكبرى، والخديعة الأكبر للحلفاء بنكوصهم العهد الذي اقتطعوه له ببناء المملكة العربية التي تمتد من الحجاز إلى سوريا الكبرى والعراق. فبعد أن أقنع الجاسوس البريطاني توماس إدوارد لورنس (لورانس العرب) الشريف حسين بالالتحاق بركب الحلفاء، كان مارك سايكس البريطاني، وجورج بيكو الفرنسي يرسمان بالقلم والمسطرة خرائط الشرق الأوسط الجديد، ويرميان في سلة المهملات رسائل الحسين ـ مكماهون التي كان التاج البريطاني يطمئن فيها الحسين لبناء مملكته قبل أن تنفيه إلى قبرص بعد إكمال المؤامرة الكبرى التي كشفت عنها جريدة البرافدا بعد سقوط القيصرية الروسية التي كانت شريكة في المؤامرة لاقتسام التركة العثمانية على أيدي البلاشفة. هذه المؤامرة الكبرى للغرب بأكمله الذي كان يسيطر على عصبة الأمم، كما يسيطر اليوم على الأمم المتحدة، لم تقتصر على تقسيم الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا كما تقسم تركة «الرجل المريض» بين ورثته، أو بالأحرى كعكة التورتة، بل الأخطر من التقسيم بالمسطرة والقلم أراضي سوريا الكبرى هو زرع التقسيم الديني والطائفي والعرقي. فبريطانيا التي كان نصيبها (فلسطين والأردن والعراق) زرعت دولة يهودية في فلسطين على حساب العرب من مسلمين ومسيحيين، لتشكل هذه الأقلية اليهودية فيما بعد الدولة المارقة التي تبناها الغرب وخاصة أمريكا كقاعدة متقدمة وخادمة لمصالح الغرب مقابل الدعم والتأييد والتسليح والتمويل، وإفشال كل القوانين الدولية المطالبة لها باحترامها حتى أصبحت اليوم الدول المارقة، المعربدة المتآمرة على كل دول الشرق الأوسط من عرب وعجم وأتراك. وسلم الحلفاء الحكم في الأردن والعراق لأبناء الشريف حسين (فيصل وعبد الله)، أما فرنسا التي كان نصيبها سوريا الحالية ولبنان الذي كان تابعا لها فقامت على الفور بإنشاء دولة لبنان بقيادة مارونية حسب ميثاق لبنان 1943 الذي خص الموارنة بالرئاسة للدولة والجيش، والسنة برئاسة وزراء شكلية، ورئاسة البرلمان للشيعة أي التقسيم السياسي على أساس طائفي، وهذا ما فجر حربين أهليتين الأولى في العام 1958، والثانية في العام1975 والتي دامت 15 سنة وانتهت باتفاق الطائف الذي حد من صلاحية رئيس الدولة الذي بقي مخصصا للموارنة، وزيادة في صلاحية رئيس الوزراء الذي بقي سنيا، وكذلك بالنسبة لرئاسة البرلمان الذي بقي للشيعة، ولم يحظ الدروز ما حظي به الآخرون. أما في سوريا فقامت فرنسا بإنشاء مشروع تقسيم البلد لخمس دول مفصلة طائفيا حسب تواجدها جغرافيا:» دولة حلب، دولة العلويين، دولة الدروز، دولة دمشق، الإدارة الممتازة للجزيرة (مناطق تواجد الأكراد والعرب السنة، الإدارة الممتازة للواء إسكندرون الذي ستتخلى عنه فرنسا لصالح تركيا في عام 1939)، هذا التقسيم الذي رفضه السوريون بجميع طوائفهم أشعل ثورة 1925 بقيادة سلطان الأطرش (زعيم درزي)، وتم إفشال هذا المشروع ونالت سوريا استقلالها في حدودها الحالية في العام 1946. وفي العام 1967 تم احتلال الجولان من قبل دولة الاحتلال.
لم تع الأنظمة العربية إلى اليوم أن فائض القوة لدولة الاحتلال المارقة لابد وأن تستخدمها يوما ضد هذه الأنظمة، وأن الهرولة إلى تل أبيب لاسترضائها وإرضاء واشنطن باتفاقيات أبراهام وما سبقها لن تساوي الحبر التي كتبت فيه في اليوم الذي تجد هذه الدولة المارقة التي بدأت كعصابات إرهابية في بدايات القرن الماضي أصبحت اليوم أقوى دولة في الشرق الأوسط وتهدد جميع دوله بشكل مستمر بطريقة أو بأخرى، وما يجري في غزة هو أكبر تحد وإهانة للعرب جميعا، وللإنسانية جمعاء التي لا تستطيع لجم جماحها. لم تتيقن الأنظمة العربية حتى اليوم أن قوتها في وحدتها، ووحدها فقط تجعلها تواجه كل من يريد استباحة أمنها. ورغم أن كل زعماء هذه الدولة المارقة يصرحون جهارا نهارا وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو أنهم يريدون تغيير الشرق الأوسط، وتفتيت سوريا، ولبنان، وطرد الفلسطينيين من غزة، وقد أيد الكنيست مؤخرا مقترحا يقضي بضم الضفة الغربية، لم يواجه من الدول العربية والإسلامية إلا ببيان ككل البيانات السابقة التي تدين انتهاكات إسرائيل وجرائمها. الجنرال الإسرائيلي يسرائيل زيف أكد في مقال له على موقع القناة 12 الإسرائيلية أن كل دول سايكس بيكو كبراكين على وشك الانفجار، وأن سوريا أصبحت نسخة من الصومال، ويتأسف لعدم دعم الدروز «الأشقاء»، ولم تخف دولة الاحتلال مساعيها لتجزئة سوريا، لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى «من الفرات إلى النيل»، وهي تخشى اليوم من سوريا الجديدة وعودة ازدهارها ومنعتها وهي تعمل بشتى الوسائل لتهديد وحدتها وأمنها. عربدة إسرائيل، وضربها عرض الحائط كل القوانين الدولية تعاظم مع وصول دونالد ترامب في دورته الأولى الذي سارع إلى اعتراف أمريكا بسيادة دولة الاحتلال على الجولان، ونقل سفارة أمريكا إلى القدس، وهندسة «اتفاقيات إبراهيم» التي سارعت أربع دول عربية للتطبيع مع الدولة المارقة، ومع دورته الثانية لم يتوان عن طرح فكرة تهجير فلسطينيي غزة، وضرب المشروع النووي الإيراني، وحشد قوات أمريكية ضخمة لحماية الحليف المدلل وغض الطرف عن كل الانتهاكات في غزة، والضفة، ولبنان، وسوريا، وإيران، وكل عمليات الاغتيال التي قامت بها في أكثر من مكان في الشرق الأوسط، وكلام ترامب أمام الصحافيين بأن مساحة إسرائيل صغيرة مقارنة بجيرانها تعني أنه يسعى لتمددها في الأراضي العربية، ولم يكن عبثا عندما صرح المبعوث الأمريكي لسوريا توماس براك بأن :» الغرب فرض قبل قرن من الزمان خرائط وانتدابات وحدودا مرسومة بالحبر، وأن اتفاقية سايكس ـ بيكو قسمت سوريا والمنطقة لأهداف استعمارية لا من أجل السلام، وأن ذلك التقسيم كان خطأ ذا كلفة على أجيال بأكملها ولن يتكرر مرة أخرى، وأن زمن التدخل الغربي انتهى وأن المستقبل سيكون لحلول تنبع من داخل المنطقة وعبر الشراكات القائمة على الاحترام المتبادل». كيف ذلك؟ هل هناك تقسيم جديد ووجه جديد للشرق الأوسط كما يتمنى نتنياهو؟ وهل هناك اتفاقية جديدة باسم ترامب ـ نتنياهو تحل محل سايكس ـ بيكو؟ ما قاله توماس باراك ليس من بنات أفكاره بل لابد أنه متداول في دهاليز الإدارة الأمريكية لتكون إسرائيل حجر الزاوية في صرح الشرق الأوسط الجديد عبر تفاهمات إبراهيمية جديدة فترامب لا يريد أن تنتهي ولايته الثانية والأخيرة بدون إكمال مشروعه الإبراهيمي والاطمئنان على الدولة المارقة ولو على حساب دول وشعوب المنطقة كما حصل في سايكس ـ بيكو، لأن مع أي تفاهم جديد لا بد من أن تكون الدولة المارقة هي الرابحة، والآخرون هم الخاسرون.
نقلا عن القدس العربي
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإعلام العبري.. تسونامي سياسي عالمي يضرب إسرائيل
الإعلام العبري.. تسونامي سياسي عالمي يضرب إسرائيل

تورس

timeمنذ ساعة واحدة

  • تورس

الإعلام العبري.. تسونامي سياسي عالمي يضرب إسرائيل

وقال موقع "واللا" العبري: "في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة والاتهامات الدولية لإسرائيل بشأن سلوكها في القطاع، تتزايد دعوات القادة الأوروبيين للاعتراف بدولة فلسطين". وتدفع التقارير عن الجوع الشديد وسوء التغذية على نطاق واسع وعرقلة وصول المساعدات، إلى إدانات وتصريحات سياسية بل وحتى إجراءات عقابية دبلوماسية. وفي الأسابيع الأخيرة نشرت وكالات الإغاثة الدولية سلسلة من التقارير اللاذعة من بينها تقرير صادر عن "مبادرة مراحل الأمن الغذائي" (IPC) نشر الثلاثاء، يحذر من انهيار كامل للإمدادات الغذائية في غزة. ويحذر التقرير من أن "أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف الآن في قطاع غزة"، وأن وصول المساعدات الإنسانية الفوري ودون عوائق هو السبيل الوحيد لوقف "انتشار الجوع والموت في القطاع". وتفيد مبادرة مراحل الأمن الغذائي بأن عتبات المجاعة وهي المعايير المقبولة دوليا لتحديد المجاعة الجماعية، قد تم تجاوزها بالفعل في معظم مناطق القطاع. ومن أبريل إلى منتصف جويلية ، عولج أكثر من 20 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد منهم أكثر من 3 آلاف في حالة حرجة للغاية، وتوفي ما لا يقل عن 16 طفلا دون سن الخامسة جوعا منذ 17 جويلية. وبعد انهيار محادثات وقف إطلاق النار، فرضت إسرائيل حصارا شاملا على القطاع في الثاني من مارس. وفي نهاية ماي، بدأت بالسماح بمرور محدود للمساعدات الإنسانية بل وأعلنت في الأيام الأخيرة "هدنة تكتيكية" في بعض المناطق، مما سمح بدخول أكثر من 120 شاحنة طعام. كما نفذت دول مثل الأردن والإمارات عمليات إنزال جوي للغذاء، وهي خطوة غير فعالة بما يكفي ولا تستطيع وقف الكارثة الإنسانية. وردا على الانتقادات، أعلن المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي العميد إيفي دوفيرين، الأحد، أن حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة سيزداد وأن هدنة تكتيكية محلية للعمل العسكري ستبدأ لتلبية الاحتياجات الإنسانية، من الساعة العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء. وصرح دوفيرين بحزم: "لا يوجد مجاعة في قطاع غزة.. إنها حملة زائفة من حماس". فرنسا: سنعترف بالدولة الفلسطينية أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسميا بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال ماركون: "التزاما من فرنسا بالتزامها التاريخي بتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررت أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل". وأكد أن الحاجة الملحة اليوم هي أن تنتهي الحرب في غزة وأن يحصل السكان المدنيون على المساعدة، مشددا على أن السلام ممكن. وأضاف: "هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن، وتقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق لسكان غزة ، كما أن هناك حاجة لضمان نزع سلاح حماس وتأمين غزة وإعادة تأهيلها.. وأخيرا، يجب بناء دولة فلسطين ، وضمان استمراريتها، والسماح لها، مع قبول نزع السلاح والاعتراف الكامل بإسرائيل، بالمساهمة في أمن جميع سكان الشرق الأوسط. لا بديل عن ذلك". ويقدم الرئيس الفرنسي هذه المبادرة استمرارا لالتزامه بحل الدولتين، ويُخطط لعقد مؤتمر دولي في فرنسا بالتعاون مع المملكة العربية السعودية بهدف رسم خارطة طريق جديدة للسلام، وهو مؤتمر كان من المزمع عقده في يونيو لكن تم تأجيله عقب الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة. بعد فرنسا.. المملكة المتحدة وانضم إلى بيان ماكرون للنوايا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي أعلن أن بريطانيا تنوي التصويت في سبتمبر في الأمم المتحدة لصالح الاعتراف بدولة فلسطينية ، وأعلن التزامه بحل الدولتين. ولاقى هذا الإعلان ردا إيجابيا من وزارة الخارجية السعودية التي أصدرت بيانا رحبت من خلاله بتصريحات ستارمر، وأكدت أن الوقت حان لإقامة دولة مستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وصرح ستارمر بأن " بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جادة لإنهاء الوضع المروع في غزة ، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتوضيح أنه لن يكون هناك ضم للضفة الغربية، والالتزام بعملية سلام طويلة الأمد تؤدي إلى حل الدولتين"، وفقا لبيان حكومي بريطاني. كما ذكر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين، إن الدمار في غزة مفجع والأطفال يتضورون جوعا. وأضاف: "إن شح المساعدات التي تقدمها إسرائيل قد روع العالم". وهاجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرار ستارمر قائلا: "يكافئ ستارمر إرهاب حماس الوحشي ويعاقب ضحاياه.. دولة جهادية على حدود إسرائيل اليوم ستهدد بريطانيا غدا.. إن استرضاء الإرهابيين الجهاديين دائما ما يفشل.. وسيخيب ظنكم أيضا.. لن يحدث ذلك". أمستردام تمنع بن غفير وسموتريتش من دخول هولندا من جهتها، قالت هئية البث الإسرائيلية إن "تسونامي سياسيا" ضرب إسرائيل عقب إعلان بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإعلان الاتحاد الأوروبي درسه فرض عقوبات على تل أبيب. وأعلنت بريطانيا أنها ستنضم إلى فرنسا في الاعتراف المحتمل بدولة فلسطينية في سبتمبر. كما أعلنت هولندا عن إجراءات عقابية ضد الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وأكدت أنها ستمنعهما من دخول أراضيها لأنهما حرضا على العنف ضد الفلسطينيين ودعيا إلى التطهير العرقي في قطاع غزة وتوسيع المستوطنات غير الشرعية. وعقب هذا القرار، أجرى وزير الخارجية جدعون ساعر اتصالا هاتفيا مع السفيرة الهولندية لدى إسرائيل مارييت شورمان، لتوبيخها. وفي الاتصال، هاجم ساعر السفيرة وقال إن "سياسة الحكومة الهولندية تجاه إسرائيل تغذي معاداة السامية في هولندا.. نفس معاداة السامية التي تعرضنا لها بكل فظاعتها في المذابح التي وقعت في شوارع أمستردام ضد الإسرائيليين في نوفمبر الماضي". وتعتبر الخطوة الهولندية مؤشرا آخر على تغير في موقف الدول الغربية تجاه إسرائيل، في ظل صدمة المجاعة، والتقارير المروعة، والغياب التدريجي للأفق السياسي. ويتوقع في تل أبيب أن يزداد الضغط مع اقتراب موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، حيث قد يتبلور اعتراف دولي واسع النطاق بفلسطين. وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن مكانة إسرائيل في العالم تدهورت. وسلطت الصحيفة في مقال مطول الضوء على سلسلة من الحوادث ضد الإسرائيليين في الخارج، واستبعاد تل أبيب من أكبر برنامج تطوير بحثي في العالم، ومقاطعات ومبادرات للاعتراف بدولة فلسطينية ، مؤكدة أن التسونامي السياسي بلغ ذروته، وأن إسرائيل تفقد دولا كانت صديقة لها. وذكرت أن اهتمام العالم ينصب على الصور المروعة القادمة من غزة وما لم يحدث تغيير في المسار، سيستمر الوضع في التدهور. وأشارت في مقالها إلى تعرض أب وابنه يهوديان فرنسيان أثناء توقفهما لتناول مشروب في محطة وقود على طريق سريع في إيطاليا لهجوم من جميع من كان في المحطة تقريبا وهم يهتفون " فلسطين حرة" .."قتلة". وقبل ذلك في مطعم في فيينا، كان عازف التشيلو أميت بيليد وعازفة البيانو يوليا غورفيتز، وعازف الكمان حجاي شاحام يجلسون، سألهم النادل عن اللغة التي يتحدثون بها وعندما أجابوا "بالعبرية" طردوا من المكان، ولم يدافع عنهم أحد من رواد المطعم. كما تعرض سائح إسرائيلي لعضة على الشاطئ قرب أثينا وفقد جزءا من أذنه. وقبل يومين، تعرض مراهقان إسرائيليان لضرب مبرح في رودس واضطرت سفينة تابعة لشركة "مانو شيبينغ" للفرار من جزيرة سيروس بسبب انتظار مئة متظاهر مؤيد للفلسطينيين لها على الرصيف. وفي مهرجان "تومورولاند" في بلجيكا ، تمت ملاحقة جنديين إسرائيليين واتهمتهما بارتكاب جرائم حرب. وأفادت الصحيفة بأن الحوادث الستة الخطيرة في أسبوع واحد تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن إسرائيل تواجه تسوناميا سياسيا وعاصفة عارمة من الكراهية والعزلة السياسية والاقتصادية وتنديدات، ومقاطعات من مختلف الأنواع. والاثنين، حاول متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين منع سفينة تقل سياحا إسرائيليين من الرسو في جزيرة رودس اليونانية، وعقد نقاش في مفوضية الاتحاد الأوروبي قبلت فيه التوصية بتعليق جزئي لوصول إسرائيل إلى برنامج تمويل البحث العلمي "أفق 2020". وتأتي هذه الخطوة بعد أن صرحت عدة دول أوروبية الأسبوع الماضي بأن إسرائيل لا تفي بالتزاماتها الإنسانية تجاه غزة ، وطلبت من المفوضية طرح خيارات ملموسة، كما أيدت ألمانيا صديقة إسرائيل، هذه الخطوة. في الوقت نفسه، يتزايد القلق بشأن مبادرات منظمات دولية أخرى لإبعاد إسرائيل عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ومختلف المسابقات الرياضية. إلى جانب ذلك، هناك أيضًا محاولة لإخراج إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن). ووفق المصدر ذاته، فإن الوضع في إسرائيل قاتم للغاية حيث تتراجع الاستثمارات، وتتزايد المقاطعات الأكاديمية والثقافية بالإضافة إلى انتقادات ل"سياسة التجويع" من كلا الجانبين في الولايات المتحدة. كما تتزايد العزلة السياسية، سواء في المؤسسات الدولية أو على الساحة الثنائية. وتنتقد الولايات المتحدة إسرائيل على إطلاق يدها للمستوطنين المتطرفين والعنيفين. وتشير الصحيفة إلى أن تل أبيب خسرت الديمقراطيين في الولايات المتحدة لسنوات عديدة، بالإضافة إلى انتقادات لسياسة التجويع من الحزب الجمهوري. وفي أوروبا، تتزايد المبادرات للاعتراف بدولة فلسطينية ، حيث بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه المبادرة، بينما حث بريطانيا وكندا للانضمام إليه. وتأمل إسرائيل في إحباط هذه الخطوة بمساعدة الولايات المتحدة ، لكن ليس من المؤكد على الإطلاق نجاحها. وقد تنضم دول أخرى، مثل أستراليا ونيوزيلندا والبرتغال ومالطا، إلى فرنسا في هذه الخطوة. وتوضح الصحيفة أن رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف وعد الرئيس إسحاق هرتسوغ بأنه سوف يدعم فرض عقوبات تجارية على إسرائيل، ونشر تدوينة على منصة "إكس" مؤيدا للعقوبات على تل أبيب، مما دفع الرئيس الإسرائيلي لمهاجمته، وأدى إلى مواجهة غير مسبوقة بين هرتسوغ ورئيس وزراء دولة "تعتبر" صديقة. وتؤكد "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تحتاج إلى وقف إطلاق نار ليس فقط لإطلاق سراح الرهائن وتخفيف العبء عن جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، بل أيضا لتخفيف الضغط الدولي عليها وعلى الجاليات اليهودية حول العالم التي تدفع ثمن كراهيتها لإسرائيل. وذكرت أنه ليس من المؤكد ما إذا كانت إسرائيل تتمتع بامتياز الاستمرار في الوضع الحالي، فإنه إذا لم يتغير شيء، فسيستمر وضعها السياسي في التدهور. الأخبار

مؤتمر حل الدولتين اختبار لفرص تدويل القضية الفلسطينية مع توحش حرب الإبادة الصهيونية

timeمنذ 14 ساعات

مؤتمر حل الدولتين اختبار لفرص تدويل القضية الفلسطينية مع توحش حرب الإبادة الصهيونية

سياسة التجويع الممنهج الذي تمارسه دولة الاحتلال، تبرز مساعي جديدة لاعادة حل الدولتين الى الواجهة ، وذلك من بوابة مؤتمر رفيع المستوى تستضيفه الأمم المتحدة في نيويورك، برئاسة فرنسية-سعودية مشتركة، في محاولة جديدة لإحياء حل الدولتين وبلورة خارطة طريق تقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. الحدث الذي انطلقت اجتماعاته التمهيدية يومي 28 و29 جويلية الجاري، يمثل أول تحرك أممي واسع النطاق منذ سنوات لمعالجة جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر مسار سياسي جماعي. لكن هذه المحاولة تواجه تحديات كبرى، بدءا من غياب الولايات المتحدة وإسرائيل عن الطاولة، وصولا إلى هشاشة التوافق الأوروبي بشأن مسألة الاعتراف بدولة فلسطين. وينعقد المؤتمر في لحظة حرجة، ليس فقط بفعل تعقيدات الحرب الجارية في غزة، بل أيضا نتيجة تحولات متسارعة في المزاج السياسي الأوروبي. فبعد اعتراف إيرلندا والنرويج وإسبانيا بالدولة الفلسطينية هذا العام، تتهيأ فرنسا لإعلان مماثل خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، ما يضع باريس في موقع غير مسبوق كأول دولة من مجموعة السبع تقدم على خطوة كهذه. إلا أن هذا الزخم لا يخفي حقيقة التباينات داخل المعسكر الغربي، إذ لا تزال دول مركزية كألمانيا وبريطانيا تفضل التريث، بينما أعلنت واشنطن رفضها الصريح للمؤتمر، ووجهت تحذيرات دبلوماسية لعدد من العواصم من مغبة الإقدام على خطوات "تضر بإسرائيل". ورغم أن هدف المؤتمر المعلن هو صياغة تصور عملي لحل الدولتين، إلا أن دبلوماسيين مشاركين خفضوا سقف التوقعات، متحدثين عن "خارطة طريق أولية" بدل إعلان جماعي فوري للاعتراف، على أن يُربط أي تقدم على هذا الصعيد بمتغيرات ميدانية وسياسية أبرزها وقف دائم لإطلاق النار، وترتيبات أمنية تُرضي "إسرائيل". مقاطعة واشنطن ووفق محللين يعكس رفض الولايات المتحدة المشاركة في المؤتمر التحول العميق في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية في عهد إدارة ترامب الثانية. فقد زعم وزير الخارجية ماركو روبيو بأن الاعتراف بدولة فلسطينية "خطوة متهورة تخدم الدعاية لحماس"، بينما قال السفير الأمريكي لدى ''إسرائيل'' أن "الدولة الفلسطينية لم تعد هدفًا حقيقيًا لواشنطن". ويعني غياب الولايات المتحدة، التي لطالما لعبت دور الراعي الحصري للعملية السياسية، أن هذا المؤتمر يمثل محاولة للبحث عن مسار بديل بقيادة أوروبية-عربية، وهو ما قد يفتح الباب أمام تحولات أوسع في توازنات الوساطة الدولية، وربما لتدويل الملف الفلسطيني بصورة أكثر استقلالا عن البيت الأبيض. لكن في المقابل، يدرك المنظمون أن غياب واشنطن يعني أيضا غياب النفوذ القادر على الضغط المباشر على تل أبيب، مما يقلل من فرص تحويل المخرجات إلى اتفاقات قابلة للتنفيذ. اعترافات مشروطة وقلق أوروبي تعكس تصريحات باريس ولندن أن أي اعتراف غربي مرتقب بدولة فلسطين سيستثني قيادة حركة حماس من الصورة، ما يثير تساؤلات جدية حول طبيعة الدولة المقترحة وموقع غزة وقيادتها منها. ورغم التباين في السياسات، يرى مراقبون أن تصاعد العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر أحدثا شرخا في قناعة أوروبية راسخة بأن الضغط على "إسرائيل" يجب أن يبقى ضمن حدود التعاون الأمني والدبلوماسي. فاليوم، باتت أصوات أوروبية عديدة تعتبر أن إسرائيل "لا تسعى فعليا لإنهاء الاحتلال"، وأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية قد يكون الورقة الأخيرة لدفعها إلى مراجعة سياساتها. من جانبه، اعتبر السفير الفلسطيني رياض منصور أن المؤتمر يمثل "فرصة نادرة لتحويل القانون الدولي إلى خطوات ملموسة"، في حين رحب الرئيس محمود عباس بتحركات باريس، واصفا إياها بأنها "خطوة شجاعة تعزز فرص السلام العادل". ويُعد المؤتمر الأممي في نيويورك، رغم كل ما يعتريه من تحفظات وغياب أطراف فاعلة، مؤشرا على تغير جوهري في مقاربة المجتمع الدولي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فبينما كانت سنوات ما بعد اتفاق أوسلو حافلة بالمراوحة تحت مظلة أمريكية، تتجه الأنظار الآن إلى مبادرات متعددة الأطراف قد تعيد الاعتبار لحل الدولتين خارج الهيمنة التقليدية لواشنطن. لكن السؤال الجوهري يبقى: هل تملك الأطراف الداعمة لهذا المسار الإرادة السياسية وأدوات الضغط الكافية لفرض تحول حقيقي على الأرض؟ أم أن المؤتمر سيكون مجرد مناسبة رمزية أخرى تضاف إلى سجل المبادرات المؤجلة؟ آمال فلسطينية من جهته أعرب مسؤول فلسطيني، عن أمله أن يخرج مؤتمر حل الدولتين الذي انطلق أمس الاثنين في نيويورك، بإجراءات عملية لتثبيت مبدأ حل الدولتين، وتبنيها من مجلس الأمن الدولي. وقال أحمد الديك المساعد السياسي لوزيرة الخارجية الفلسطينية، الاثنين، في تصريحات للأناضول، إن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، ووزيرة الخارجية والمغتربين فارسين أغابكيان شاهين سيمثلان فلسطين في المؤتمر. وأعلنت فرنسا، الخميس، أنها ستترأس مع السعودية مؤتمرا دوليا في الأمم المتحدة بشأن إيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، ينعقد في نيويورك خلال الفترة من 28 إلى 30 جويلية الجاري. وأوضح الديك أن فلسطين انخرطت بشكل مباشر في التحضيرات الجارية للمؤتمر، "حتى يخرج عنه مخرجات ذات علاقة بتثبيت مبدأ حل الدولتين، وواجبات دول العالم تجاه هذه القضية".وأضاف: "نحن ننظر بأهمية كبيرة لهذا المؤتمر، ونأمل أن يتمكن مجلس الأمن الدولي من تبني مخرجاته، ويتم تنفيذ إقامة الدولة الفلسطينية على الأرض". وتابع: "نتوقع أن يعلن الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) في شهر سبتمبر القادم، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاعتراف بدولة فلسطين، ونأمل أن يتبع فرنسا العديد من الدول في هذا الإطار".وأكد الديك أنه خلال المؤتمر أيضًا "سوف يُطرح على الجانب الفلسطيني عدد من المشاريع الكبرى الخاصة بالتنمية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة". ميدانيا يتواصل القصف على القطاع، وتستمر سياسة التجويع، إذ أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن المجاعة تتوسع وتزداد توحشا، في وقت سُجلت فيه وفيات جديدة جراء سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال ضد المحاصرين بالقطاع. وأفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة بارتفاع عدد الشهداء إلى 43 منذ فجر امس، جراء نيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 9 من طالبي المساعدات. يأتي ذلك في وقت دخلت فيه كمية ضئيلة من المساعدات إلى القطاع على الرغم من ادعاء الاحتلال فتح ممرات إنسانية والسماح للأمم المتحدة بإدخال الغذاء ضمن ما زعم أنها "هدنة إنسانية" في 3 مناطق مكتظة بالسكان. وسياسيا، أطلق وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديدا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قائلا: "أقول بوضوح تام وأعني كل كلمة، إذا لم تفرج حماس عن الرهائن، فستُفتح أبواب الجحيم في غزة". مجاعة غزة تفتك بـ 134 شخصاً بينهم 88 طفلاً وأكدت وسائل إعلام فلسطينية، ارتفاع عدد ضحايا الجوع في قطاع غزة إلى 134 شخصاً بينهم 88 طفلاً، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من استخدام التجوع كسلاح حرب في القطاع الذي تهاجمه إسرائيل منذ حوالي 22 شهراً وتتواصل المشاهد المروعة للجوع في القطاع، حيث وثقت الكاميرات حشود غفيرة من الفلسطينيين الجوعى تتزاحم بشكل مأساوي من أجل الحصول على المساعدات قرب أحد مراكز التوزيع في مدينة رفح. وبينما تنتشر المجاعة في أنحاء القطاع المدمر، أكدت مصادر طبية، ارتفاع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 134، بينهم 88 طفلاً. في هذه الأثناء تتواصل الغارات الإسرائيلية على كافة انحاء القطاع، حيث أعلن مقتل 41 شخصاً جراء القصف المتواصل منذ فجر الاثنين، بينهم 8 من منتظري المساعدات الإنسانية، كما أعلنت مصادر طبية في مستشفى الشفاء وفاة الرضيع محمد إبراهيم عدس، نتيجة سوء التغذية الحاد ونقص حليب الأطفال في قطاع غزة. ثلث الفلسطينيين لم يأكلوا منذ أيام من جهته، أكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر،امس الاثنين، إن واحدا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يأكل منذ أيام، داعياً إلى إيصال المساعدات بشكل سريع، وإرساء وقف دائم لإطلاق النار. وأكد فليتشر في بيان حول الأوضاع الإنسانية في القطاع، أن «غزة تعيش أزمة إنسانية أمام أعين العالم»، مشيراً إلى أن الذين يحاولون الحصول على المساعدات الغذائية يتعرضون لإطلاق النار، والأطفال «يذوبون» من الجوع. وتابع:«لا ينبغي منع المساعدات أو تأخيرها أو توزيعها تحت وطأة الهجمات». وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ «مستويات تنذر بالخطر»، مشيرة إلى أن «الحظر المتعمد» للمساعدات أودى بحياة كثر وكان من الممكن تفاديه. وأضافت المنظمة في بيان «يشهد قطاع غزة حالة من سوء التغذية الخطير الذي اتسم بارتفاع حاد في عدد الوفيات في جويلية الجاري».وأضافت المنظمة: «ليس الجوع وحده ما يفتك بالناس، بل أيضا البحث اليائس عن الطعام. تجبر العائلات على المخاطرة بحياتها من أجل حفنة من الطعام، غالبا في ظروف خطرة، وتسودها الفوضى». تحركات احتجاجية ضد تجويع غزة ميدانيا أطلق فلسطينيو الداخل، سلسلة تحركات احتجاجية ضد سياسة التجويع التي تطبقها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، تتضمن إضرابا رمزيا للقيادات عن الطعام ووقفات احتجاجية في يافا والقدس تنديدا بحرب الإبادة والدعم الأمريكي لها. وتحدث عضو الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي والمضرب عن الطعام تضامنا مع فلسطينيي غزة وفق الأناضول، عن "المظاهرة الجبارة" في مدينة سخنين ، "تضامنا ونصرة لأطفال وشعب غزة".وأعلن أنه بعد المظاهرة، "قررت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، دخول قيادات فلسطينيي الداخل إضرابا عن الطعام لـ3 أيام" بدءا من الأحد، في "موقف رمزي وصرخة لوقف سياسات التجويع الإجرامية" الإسرائيلية. وأكد الطيبي أنّ التجويع "جريمة حرب"، مشيرا إلى أن "136 طفلا قضوا واستشهدوا بسبب التجويع، وكل طفل مجوّع هو طفل قُتل بدم بارد، وألف طفل قتلوا في الشهر الأخير (جويلية الجاري) بالقصف والنار". واعتبر أن "هذه الجرائم المستمرة في غزة، وجرائم المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة ضد أبناء شعبنا بدعم ومشاركة من الجيش وشرطة الاحتلال، أساسها الاحتلال والشعور بالفوقية اليهودية".وأضاف الطيبي: "لذلك، نصرخ لكي يصل صوتنا إلى كل العالم أن قيادات الـ48 تضرب عن الطعام، وتتظاهر، كي نسمع من أشاح بوجهه عن غزة أو صمّ أذنيه عن صراخ أطفالها: أخرجوا أنتم أيضا إلى الشوارع نصرةً لأطفال غزة".وأشار إلى "مشاركة جبارة لرؤساء سلطات محلية وبلديات، ونشطاء مجتمع مدني، وجمهور واسع في مظاهرات سخنين". وفي وقت سابق امس أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، في بيان ، أن كل الفلسطينيين في قطاع غزة جوعى، لكن الأطفال هم "الأكثر معاناة"، بسبب الحصار الإسرائيلي.وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر 2023.وتغلق "إسرائيل" منذ 2 مارس 2025، جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع. مظاهرة أمام البيت الأبيض تجمّع عدد كبير من المتظاهرين أمام البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن، للمطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة والمجاعة التي يعيشها الفلسطينيون هناك. المظاهرة التي جرت مساء الأحد في حديقة لافاييت المقابلة للبيت الأبيض، شهدت احتجاجا ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية التي تدعمها.ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها "اسمحوا لشاحنات الغذاء بالدخول لغزة" و"إسرائيل، توقفي عن تجويع الفلسطينيين في القطاع". كما ردد المتظاهرون شعارات تطالب بإنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة فوراً، وبوقف الدعم الأمريكي لإسرائيل.وعرضوا صوراً لأطفال ماتوا في غزة بسبب سوء التغذية. وفي تصريح قالت لوتشا برايت، عضو مجموعة "ارفضوا الفاشية"، إن الناس يموتون جوعاً أمام أعين العالم في غزة وفق الأناضول. وأكدت أن ما تقوم به "إسرائيل" في قطاع غزة، يعتبر جريمة ضد الإنسانية.وتابعت: "يجب على الملايين النزول إلى الشوارع وعلينا ألا نسمح بحدوث إبادة جماعية أمام أعيننا".

سوريا من سايكس وبيكو إلى ترامب ونتنياهو
سوريا من سايكس وبيكو إلى ترامب ونتنياهو

الصحراء

timeمنذ 14 ساعات

  • الصحراء

سوريا من سايكس وبيكو إلى ترامب ونتنياهو

لم يستوعب العرب درس مؤامرة الحلفاء الكبرى بعد تحالفهم معهم لإسقاط السلطنة العثمانية على أعقاب اندلاع الحرب العالمية الأولى التي كان مخططا لها من بريطانيا وفرنسا، وتنتظر الشرارة الأولى باغتيال وريث العرش النمساوي الأرشيدوق فرانتز فريديناند في سراييفو في العام 1914. ولم يتيقظ الشريف حسين إلى المؤامرة الكبرى، والخديعة الأكبر للحلفاء بنكوصهم العهد الذي اقتطعوه له ببناء المملكة العربية التي تمتد من الحجاز إلى سوريا الكبرى والعراق. فبعد أن أقنع الجاسوس البريطاني توماس إدوارد لورنس (لورانس العرب) الشريف حسين بالالتحاق بركب الحلفاء، كان مارك سايكس البريطاني، وجورج بيكو الفرنسي يرسمان بالقلم والمسطرة خرائط الشرق الأوسط الجديد، ويرميان في سلة المهملات رسائل الحسين ـ مكماهون التي كان التاج البريطاني يطمئن فيها الحسين لبناء مملكته قبل أن تنفيه إلى قبرص بعد إكمال المؤامرة الكبرى التي كشفت عنها جريدة البرافدا بعد سقوط القيصرية الروسية التي كانت شريكة في المؤامرة لاقتسام التركة العثمانية على أيدي البلاشفة. هذه المؤامرة الكبرى للغرب بأكمله الذي كان يسيطر على عصبة الأمم، كما يسيطر اليوم على الأمم المتحدة، لم تقتصر على تقسيم الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا كما تقسم تركة «الرجل المريض» بين ورثته، أو بالأحرى كعكة التورتة، بل الأخطر من التقسيم بالمسطرة والقلم أراضي سوريا الكبرى هو زرع التقسيم الديني والطائفي والعرقي. فبريطانيا التي كان نصيبها (فلسطين والأردن والعراق) زرعت دولة يهودية في فلسطين على حساب العرب من مسلمين ومسيحيين، لتشكل هذه الأقلية اليهودية فيما بعد الدولة المارقة التي تبناها الغرب وخاصة أمريكا كقاعدة متقدمة وخادمة لمصالح الغرب مقابل الدعم والتأييد والتسليح والتمويل، وإفشال كل القوانين الدولية المطالبة لها باحترامها حتى أصبحت اليوم الدول المارقة، المعربدة المتآمرة على كل دول الشرق الأوسط من عرب وعجم وأتراك. وسلم الحلفاء الحكم في الأردن والعراق لأبناء الشريف حسين (فيصل وعبد الله)، أما فرنسا التي كان نصيبها سوريا الحالية ولبنان الذي كان تابعا لها فقامت على الفور بإنشاء دولة لبنان بقيادة مارونية حسب ميثاق لبنان 1943 الذي خص الموارنة بالرئاسة للدولة والجيش، والسنة برئاسة وزراء شكلية، ورئاسة البرلمان للشيعة أي التقسيم السياسي على أساس طائفي، وهذا ما فجر حربين أهليتين الأولى في العام 1958، والثانية في العام1975 والتي دامت 15 سنة وانتهت باتفاق الطائف الذي حد من صلاحية رئيس الدولة الذي بقي مخصصا للموارنة، وزيادة في صلاحية رئيس الوزراء الذي بقي سنيا، وكذلك بالنسبة لرئاسة البرلمان الذي بقي للشيعة، ولم يحظ الدروز ما حظي به الآخرون. أما في سوريا فقامت فرنسا بإنشاء مشروع تقسيم البلد لخمس دول مفصلة طائفيا حسب تواجدها جغرافيا:» دولة حلب، دولة العلويين، دولة الدروز، دولة دمشق، الإدارة الممتازة للجزيرة (مناطق تواجد الأكراد والعرب السنة، الإدارة الممتازة للواء إسكندرون الذي ستتخلى عنه فرنسا لصالح تركيا في عام 1939)، هذا التقسيم الذي رفضه السوريون بجميع طوائفهم أشعل ثورة 1925 بقيادة سلطان الأطرش (زعيم درزي)، وتم إفشال هذا المشروع ونالت سوريا استقلالها في حدودها الحالية في العام 1946. وفي العام 1967 تم احتلال الجولان من قبل دولة الاحتلال. لم تع الأنظمة العربية إلى اليوم أن فائض القوة لدولة الاحتلال المارقة لابد وأن تستخدمها يوما ضد هذه الأنظمة، وأن الهرولة إلى تل أبيب لاسترضائها وإرضاء واشنطن باتفاقيات أبراهام وما سبقها لن تساوي الحبر التي كتبت فيه في اليوم الذي تجد هذه الدولة المارقة التي بدأت كعصابات إرهابية في بدايات القرن الماضي أصبحت اليوم أقوى دولة في الشرق الأوسط وتهدد جميع دوله بشكل مستمر بطريقة أو بأخرى، وما يجري في غزة هو أكبر تحد وإهانة للعرب جميعا، وللإنسانية جمعاء التي لا تستطيع لجم جماحها. لم تتيقن الأنظمة العربية حتى اليوم أن قوتها في وحدتها، ووحدها فقط تجعلها تواجه كل من يريد استباحة أمنها. ورغم أن كل زعماء هذه الدولة المارقة يصرحون جهارا نهارا وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو أنهم يريدون تغيير الشرق الأوسط، وتفتيت سوريا، ولبنان، وطرد الفلسطينيين من غزة، وقد أيد الكنيست مؤخرا مقترحا يقضي بضم الضفة الغربية، لم يواجه من الدول العربية والإسلامية إلا ببيان ككل البيانات السابقة التي تدين انتهاكات إسرائيل وجرائمها. الجنرال الإسرائيلي يسرائيل زيف أكد في مقال له على موقع القناة 12 الإسرائيلية أن كل دول سايكس بيكو كبراكين على وشك الانفجار، وأن سوريا أصبحت نسخة من الصومال، ويتأسف لعدم دعم الدروز «الأشقاء»، ولم تخف دولة الاحتلال مساعيها لتجزئة سوريا، لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى «من الفرات إلى النيل»، وهي تخشى اليوم من سوريا الجديدة وعودة ازدهارها ومنعتها وهي تعمل بشتى الوسائل لتهديد وحدتها وأمنها. عربدة إسرائيل، وضربها عرض الحائط كل القوانين الدولية تعاظم مع وصول دونالد ترامب في دورته الأولى الذي سارع إلى اعتراف أمريكا بسيادة دولة الاحتلال على الجولان، ونقل سفارة أمريكا إلى القدس، وهندسة «اتفاقيات إبراهيم» التي سارعت أربع دول عربية للتطبيع مع الدولة المارقة، ومع دورته الثانية لم يتوان عن طرح فكرة تهجير فلسطينيي غزة، وضرب المشروع النووي الإيراني، وحشد قوات أمريكية ضخمة لحماية الحليف المدلل وغض الطرف عن كل الانتهاكات في غزة، والضفة، ولبنان، وسوريا، وإيران، وكل عمليات الاغتيال التي قامت بها في أكثر من مكان في الشرق الأوسط، وكلام ترامب أمام الصحافيين بأن مساحة إسرائيل صغيرة مقارنة بجيرانها تعني أنه يسعى لتمددها في الأراضي العربية، ولم يكن عبثا عندما صرح المبعوث الأمريكي لسوريا توماس براك بأن :» الغرب فرض قبل قرن من الزمان خرائط وانتدابات وحدودا مرسومة بالحبر، وأن اتفاقية سايكس ـ بيكو قسمت سوريا والمنطقة لأهداف استعمارية لا من أجل السلام، وأن ذلك التقسيم كان خطأ ذا كلفة على أجيال بأكملها ولن يتكرر مرة أخرى، وأن زمن التدخل الغربي انتهى وأن المستقبل سيكون لحلول تنبع من داخل المنطقة وعبر الشراكات القائمة على الاحترام المتبادل». كيف ذلك؟ هل هناك تقسيم جديد ووجه جديد للشرق الأوسط كما يتمنى نتنياهو؟ وهل هناك اتفاقية جديدة باسم ترامب ـ نتنياهو تحل محل سايكس ـ بيكو؟ ما قاله توماس باراك ليس من بنات أفكاره بل لابد أنه متداول في دهاليز الإدارة الأمريكية لتكون إسرائيل حجر الزاوية في صرح الشرق الأوسط الجديد عبر تفاهمات إبراهيمية جديدة فترامب لا يريد أن تنتهي ولايته الثانية والأخيرة بدون إكمال مشروعه الإبراهيمي والاطمئنان على الدولة المارقة ولو على حساب دول وشعوب المنطقة كما حصل في سايكس ـ بيكو، لأن مع أي تفاهم جديد لا بد من أن تكون الدولة المارقة هي الرابحة، والآخرون هم الخاسرون. نقلا عن القدس العربي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store