
خطر.. ممنوع الاقتراب!مهدى مصطفى
خطر.. ممنوع الاقتراب!
مهدى مصطفى
يا إلهي.. ما هذا؟
كأنه فيلم أرض الخوف، يتقمص فيه الدكتور أبو القاسم عمر صميدة، الحاصل على دكتوراه فى الكيمياء من المجر، شخصية الفنان العبقرى أحمد زكى، ويهبط إلى عالم سرى يعيش على حافة الخطر.
هبوط أحمد زكى فى فيلم أرض الخوف تحت الأرض يعد نزهة صغيرة من الخيال، مقارنة بهذا العالم الذى اجتازه الدكتور أبو القاسم صميدة.
ففى الصحراء الليبية الشاسعة ولدت القنبلة النووية الليبية، وقبل لحظات من إعلان اسم المولود ظهر عبد الرحمن شلقم، وزير خارجية العقيد القذافى، على شاشات التليفزيون فى 19 ديسمبر 2003، مبشرا بتفكيك ليبيا لبرنامجها النووى السرى، فيصاب العالم بالذهول، وعدم التصديق، ولسان حال الجميع «ليبيا .. وبتصنّع نووى؟».
لا أحد يصدق أن صحراء البدو القاحلة تنتج شيئا، ولو تركيب حنفية مياه، على رأى الكاتب البريطانى روبرت فيسك، حتى رؤساء الدول المجاورة للعقيد سخروا من الإعلان المفاجئ.
وفى ليبيا نفسها كذب الرجال النافذون حول القذافى من عبد الرحمن شلقم إلى موسى كوسا، رئيس الاستخبارات الخارجية، أن يكون لديهم برنامج نووى من الأساس، وكان كوسا تحديدا يسخر من العاملين فى البرنامج النووى بأنهم يصنعون الشكاشيك، أى المخلفات والخردة، حتى مفتش الوكالة الذرية المتخصص فى سحق النووى العربى سخر بأنه «برنامج خيبان».
لكن أبو القاسم صميدة، يجازف ويكشف أسرار أول قنبلة نووية عربية، كانت على وشك الظهور، ويسجل فى كتاب تحت عنوان: «البرنامج النووى الليبي، والخروج بالبطاقة الحمراء – أسرار ومعلومات تنشر لأول مرة»، ولولا أن أبو القاسم صميدة متخصص فى الكيمياء، ويعرف كل مصطلحات علوم الذرة، ما صدقت شخصيا أن فريقا من علماء ليبيا اقتربوا من الإعلان عن القنبلة النووية دون وجود جسم لمفاعل نووى، وحده كان جورج دبليو بوش، الرئيس الأمريكى الأسبق، يعرف ما يدور خلف الأبواب عبر البلدوزر الإسرائيلى أرئيل شارون، وكان معه تونى بلير، رئيس وزراء بريطانيا، شريكه فى غزو العراق، وكان الاثنان، بوش وبلير، قد ظهرا يمتدحان إعلان عبد الرحمن شلقم عن تفكيك البرنامج النووى السرى.
يا لها من رحلة غامضة، تبدأ من الصحراء الليبية، وتمر بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد، حيث العالِم النووى عبد القدير خان، ثم إلى ألمانيا، والعالِم النووى (الطيب) شتاخى، لتنتهى الأحلام صريعة فى العاصمة الأمريكية واشنطن وعلى أعتاب لندن عاصمة الضباب البريطانى، وعلى أيدى الماليزى بخارى سيد أبو طاهر، مورد المواد الحساسة إلى ليبيا، كاشفا ما يدور عبر المحيطات والخلجان والبحار.
وقعت الواقعة، ومن طرف خفى يكشف الدكتور أبو القاسم عن رجال غامضين فى القيادة الليبية، كانوا قد لعبوا دورا خطيرا.
أما أخطر ما فى هذا الكتاب الصادر عن دار النديم بالقاهرة 2018، فإنه أفصح عن بعض أسماء العلماء الليبيين الذين وقفوا وراء المشروع، خصوصاً الدكتور عبد الكريم ميلاد مقيق، والدكتور حسين منصور عبد النبى، ولم يذكر آخرين، لم يستأذنهم، وقد شرحوا له قصة البرنامج النووى بالصور وحتى الفيديوهات المصورة، وهو – كمتخصص فى الكيمياء – أدرك أن بلاده كانت على مشارف النادى النووى الدولى.
هذا الكتاب ليس كتابا عاديا، بل هو وثيقة علمية فى تبسيط علوم الذرة، ورحلة محفوفة بالمخاطر فى دهاليز السياسة العالمية الراهنة، يكشف بجلاء دور رجال المال والصناعة والسياسة فى تشكيل الفوضى الكونية فى الشرق الأوسط.
إنه وثيقة مؤلمة، كأنك أمام شريط سينمائى لا يريد أن ينتهي، وقد استفاد الكاتب من دراسته العلمية فى الكيمياء، وعمله الطويل فى مجال الصحافة والإعلام وصناعة الصحف والمجلات، ثم أخيرا من تجربته فى الإنتاج السينمائي، فليس بعيدا أن يغامر مخرج، سينمائى من نوعية الإيطالى سكورسيزى، بصناعة فيلم كالأب الروحى عن هذا الكتاب الخطير، فيلم بعنوان «خطر .. ممنوع الاقتراب»
2025-04-06
The post خطر.. ممنوع الاقتراب!مهدى مصطفى first appeared on ساحة التحرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- ساحة التحرير
خطر.. ممنوع الاقتراب!مهدى مصطفى
خطر.. ممنوع الاقتراب! مهدى مصطفى يا إلهي.. ما هذا؟ كأنه فيلم أرض الخوف، يتقمص فيه الدكتور أبو القاسم عمر صميدة، الحاصل على دكتوراه فى الكيمياء من المجر، شخصية الفنان العبقرى أحمد زكى، ويهبط إلى عالم سرى يعيش على حافة الخطر. هبوط أحمد زكى فى فيلم أرض الخوف تحت الأرض يعد نزهة صغيرة من الخيال، مقارنة بهذا العالم الذى اجتازه الدكتور أبو القاسم صميدة. ففى الصحراء الليبية الشاسعة ولدت القنبلة النووية الليبية، وقبل لحظات من إعلان اسم المولود ظهر عبد الرحمن شلقم، وزير خارجية العقيد القذافى، على شاشات التليفزيون فى 19 ديسمبر 2003، مبشرا بتفكيك ليبيا لبرنامجها النووى السرى، فيصاب العالم بالذهول، وعدم التصديق، ولسان حال الجميع «ليبيا .. وبتصنّع نووى؟». لا أحد يصدق أن صحراء البدو القاحلة تنتج شيئا، ولو تركيب حنفية مياه، على رأى الكاتب البريطانى روبرت فيسك، حتى رؤساء الدول المجاورة للعقيد سخروا من الإعلان المفاجئ. وفى ليبيا نفسها كذب الرجال النافذون حول القذافى من عبد الرحمن شلقم إلى موسى كوسا، رئيس الاستخبارات الخارجية، أن يكون لديهم برنامج نووى من الأساس، وكان كوسا تحديدا يسخر من العاملين فى البرنامج النووى بأنهم يصنعون الشكاشيك، أى المخلفات والخردة، حتى مفتش الوكالة الذرية المتخصص فى سحق النووى العربى سخر بأنه «برنامج خيبان». لكن أبو القاسم صميدة، يجازف ويكشف أسرار أول قنبلة نووية عربية، كانت على وشك الظهور، ويسجل فى كتاب تحت عنوان: «البرنامج النووى الليبي، والخروج بالبطاقة الحمراء – أسرار ومعلومات تنشر لأول مرة»، ولولا أن أبو القاسم صميدة متخصص فى الكيمياء، ويعرف كل مصطلحات علوم الذرة، ما صدقت شخصيا أن فريقا من علماء ليبيا اقتربوا من الإعلان عن القنبلة النووية دون وجود جسم لمفاعل نووى، وحده كان جورج دبليو بوش، الرئيس الأمريكى الأسبق، يعرف ما يدور خلف الأبواب عبر البلدوزر الإسرائيلى أرئيل شارون، وكان معه تونى بلير، رئيس وزراء بريطانيا، شريكه فى غزو العراق، وكان الاثنان، بوش وبلير، قد ظهرا يمتدحان إعلان عبد الرحمن شلقم عن تفكيك البرنامج النووى السرى. يا لها من رحلة غامضة، تبدأ من الصحراء الليبية، وتمر بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد، حيث العالِم النووى عبد القدير خان، ثم إلى ألمانيا، والعالِم النووى (الطيب) شتاخى، لتنتهى الأحلام صريعة فى العاصمة الأمريكية واشنطن وعلى أعتاب لندن عاصمة الضباب البريطانى، وعلى أيدى الماليزى بخارى سيد أبو طاهر، مورد المواد الحساسة إلى ليبيا، كاشفا ما يدور عبر المحيطات والخلجان والبحار. وقعت الواقعة، ومن طرف خفى يكشف الدكتور أبو القاسم عن رجال غامضين فى القيادة الليبية، كانوا قد لعبوا دورا خطيرا. أما أخطر ما فى هذا الكتاب الصادر عن دار النديم بالقاهرة 2018، فإنه أفصح عن بعض أسماء العلماء الليبيين الذين وقفوا وراء المشروع، خصوصاً الدكتور عبد الكريم ميلاد مقيق، والدكتور حسين منصور عبد النبى، ولم يذكر آخرين، لم يستأذنهم، وقد شرحوا له قصة البرنامج النووى بالصور وحتى الفيديوهات المصورة، وهو – كمتخصص فى الكيمياء – أدرك أن بلاده كانت على مشارف النادى النووى الدولى. هذا الكتاب ليس كتابا عاديا، بل هو وثيقة علمية فى تبسيط علوم الذرة، ورحلة محفوفة بالمخاطر فى دهاليز السياسة العالمية الراهنة، يكشف بجلاء دور رجال المال والصناعة والسياسة فى تشكيل الفوضى الكونية فى الشرق الأوسط. إنه وثيقة مؤلمة، كأنك أمام شريط سينمائى لا يريد أن ينتهي، وقد استفاد الكاتب من دراسته العلمية فى الكيمياء، وعمله الطويل فى مجال الصحافة والإعلام وصناعة الصحف والمجلات، ثم أخيرا من تجربته فى الإنتاج السينمائي، فليس بعيدا أن يغامر مخرج، سينمائى من نوعية الإيطالى سكورسيزى، بصناعة فيلم كالأب الروحى عن هذا الكتاب الخطير، فيلم بعنوان «خطر .. ممنوع الاقتراب» 2025-04-06 The post خطر.. ممنوع الاقتراب!مهدى مصطفى first appeared on ساحة التحرير.


الأنباء العراقية
١٢-٠٣-٢٠٢٥
- الأنباء العراقية
ست جامعات عراقية تحقق نتائج عالمية في تصنيف QS
بغداد - واع أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الأربعاء، تحقيق ست جامعات عراقية نتائج عالمية في تصنيف QS. ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام وقالت الوزارة في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): إن "تصنيف QS للتخصصات أصدر نسخته للعام 2025 التي تنافست فيها ألف وسبعمئة وثلاثون مؤسسة حول العالم". وأضافت، أن "النسخة الجديدة تستند إلى تقييم خمسة وخمسين تخصصًا موزعا على خمسة مجالات دراسية هي: (الآداب والعلوم الإنسانية) و(الهندسة والتكنولوجيا) و(علوم الحياة والطب) و(العلوم الطبيعية) و(العلوم الاجتماعية والإدارة) وفي ضوء مؤشرات السمعة الأكاديمية وسمعة صاحب العمل والاقتباسات البحثية ومؤشر هيرش وشبكة البحث الدولية". وأظهر التصنيف ست جامعات عراقية في مواقع تنافسية متقدمة حسب البرامج الأكاديمية الأتية: هندسة البترول: - جامعة بغداد (51-100) - جامعة البصرة/ الجامعة التكنولوجية (101-150) - الجامعة التقنية الشمالية / جامعة الموصل (151-175) الهندسة الكيميائية: - جامعة بغداد (401-450) الهندسة الكهربائية والإلكترونية: - جامعة بغداد (451-500) الهندسة الميكانيكية: - جامعة بغداد (351-400) الهندسة والتكنولوجيا: - جامعة بغداد (302) علوم الحاسوب ونظم المعلومات: - جامعة بغداد (451-500) - جامعة البصرة/ جامعة الكوفة (751-800) اللغات: - جامعة بغداد (251-300) الزراعة والغابات: - جامعة بغداد (351-400) الطب: - جامعة بغداد (551-600) الكيمياء: - جامعة بغداد (601-700) رابط تصنيفQS للتخصصات :


شفق نيوز
٠٥-٠٣-٢٠٢٥
- شفق نيوز
أبرز ثلاثة علماء رياضيات عرب لا يزال العلم الحديث يذكرهم حتى اليوم
"لولا الجبر لما وجدت الرياضيات وبالتالي ما كان سيظهر علم الفيزياء الحديث". ويؤكد الفيزيائي النظري، جيم الخليلي، أنه بدون الخوارزميات "لما توصل الإنسان إلى أجهزة الكمبيوتر، ودون القلويات لما وجدت الكيمياء". أعد جيم الخليلي، من جامعة سري البريطانية، فيلماً وثائقياً لبي بي سي بعنوان "العلم والإسلام"، مشيراً إلى أن هناك العديد من المراجع العربية في العلوم الحديثة. ويقول: "من القرن الثاني عشر إلى القرن السابع عشر، كان العلماء الأوروبيون يستشهدون بانتظام بكتابات سابقة لعلماء المسلمين." ويمكن إيجاد الدليل على هذا إذا نظرت إلى الكتاب الشهير في الحساب الذي كتبه ليوناردو بيزا، والمعروف باسم فيبوناتشي. ويعتبر أول عالم رياضيات عظيم في أوروبا. يقول الخليلي إن الاسم العربي "محمد"، كان مكتوباً على الصفحة 406 من هذا الكتاب باللغة اللاتينية. وهو يشير إلى كتابات العالم محمد بن موسى الخوارزمي، الذي عاش من 780 إلى 850. وقدم الخوارزمي فكرة ثورية في علم الرياضيات، تستطيع من خلالها التعبير عن أي رقم بـ 10 أحرف بسيطة فقط. وكان قد قدم من شرق بلاد فارس ولجأ إلى بغداد، ويُنسب إليه الفضل في تقديم النظام العشري والعددي إلى العالم الغربي. وغالباً ما يُشار إلى الخوازرمي بأنه "أبو الجبر". BBC يقول جون جوزيف، من جامعة سانت أندروز في بريطانيا، إن هناك العديد من الأفكار التي أنتجها علماء الرياضيات الأوروبيين خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر، ولكن في الواقع قدم علماء الرياضيات العرب أو المسلمون أفكاراً مماثلة قبل أربعة قرون. ويضيف "إن الرياضيات التي ندرسها اليوم أقرب لتكون من الإنجازات العربية أو الإسلامية منها إلى الإنجازات اليونانية". لقد كان هناك العديد من علماء الرياضيات العظماء في التاريخ العربي والإسلامي. وسنتحدث عن ثلاثة من هؤلاء الأسماء بالتفصيل: جابر بن سنان البتاني يوضح خوان كيسادا، المدير السابق لقسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة مدريد والأستاذ المتقاعد، أن إحدى الخدمات العظيمة التي قدمها علماء الرياضيات العرب كانت أنهم حافظوا على العلوم اليونانية واللاتينية من خلال الترجمة. كما أنهم نقلوا الاكتشافات العلمية للهنود إلى منطقة أخرى. وقال خوان كيسادا لبي بي سي موندو: "تكمن أهمية العالم البتاني في أنه جمع بين علم الفلك والرياضيات وجعلهما مجالاً واحداً للدراسة". وأضاف أن البتاني طبق الصيغ الرياضية على علم الفلك. فهو على سبيل المثال، حدد بمهارة أن السنة الشمسية بها 365 يوماً، وهو إنجاز عظيم. "نحن نتحدث عن حدوث هذا في أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العاشر". وتحدث خوان كيسادا عن أن العلماء العرب "وجدوا أن هناك أخطاء في أبحاث بطليموس، وبالتالي قاموا بتصحيح التراث اليوناني لبطليموس، من خلال دراستهم للمعلومات المستمدة من حركة الشمس." ويعد البتاني أول من قدم مبادئ علم المثلثات. زار الفيزيائي جيم الخليلي جامعة بادوا في إيطاليا، ووجد أحد أهم الكتب في تاريخ العلوم، كتبه نيكولاس كوبرنيكوس. وقال الخليلي إن "هذا الكتاب ذو أهمية كبيرة. حيث زعم فيه كوبرنيكوس أن جميع الكواكب، بما في ذلك الأرض، تدور حول الشمس، وهو عكس الاعتقاد اليوناني القديم". ويوضح أن العديد من المؤرخين يلقبون كوبرنيكوس بأنه "والد الثورة العلمية في أوروبا"، لكنه في الواقع استشهد أيضا بالبتاني في كتابه. وشدد الخليلي على أنه كان من المهم أن يستشهد كوبرنيكوس بعالم مسلم من القرن التاسع "أعطاه الكثير من المعلومات حول ملاحظاته". واستخدم كوبرنيكوس ملاحظات البتاني لشرح وجود الكواكب والشمس والقمر والنجوم. ولد محمد جابر بن سنان البتاني، عام 858 بالقرب من أورفا في سوريا وتوفي عام 929 في العراق. وهناك أيضاً العالم عالم سوري آخر هو ابن الشاطر، الذي كان متخصصاً في الفلك والرياضيات. ويقول عنه جايمي كورديرو، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة سالامانكا في إسبانيا، لبي بي سي موندو، إن ابن الشاطر كان عالم فلك ورياضيات ولد في دمشق حوالي عام 1304، وهو "غير معروف في الغرب لأن عمله لم يُترجم إلى اللاتينية". ولكنه أكد على أن الباحثين في ثمانينيات القرن الماضي، اكتشفوا نموذج فلكي كوكبي أعده ابن الشاطر، وأدركوا أنه نفس النموذج الذي اقترحه العالم الإيطالي كوبرنيكوس، لكن بعد نموذج ابن الشاطر ببضعة قرون. ابن الهيثم كتب شيخ محمد رضا الله أنصاري، أستاذ الفيزياء في جامعة عليكرة الإسلامية في الهند، مقالاً لموقع اليونسكو يتحدث فيه عن عالم عربي من القرنين العاشر والحادي عشر كرس حياته ليس فقط للرياضيات بل وأيضاً للفيزياء والميكانيكا والفلك والفلسفة والطب. كان يتحدث عن العالم العظيم أبو علي الحسن بن الهيثم البصري، المعروف أيضا باسم "الهازن" في الغرب أو "الهاسن" في الإسبانية. ولد ابن الهيثم في العراق سنة 965 وتوفي في مصر سنة 1040. وهو من كبار علماء القاهرة ولقبه العلماء العرب باسم "بطليموس الثاني". ويعتبر مؤسس المنهج العلمي الحديث، ويقول عنه رضا الله أنصاري إنه ابتكر طريقة تجريبية لاختبار فرضية أساسية. ويقول كسادا إنه قدم العديد من المساهمات في مجالات مختلفة. وفقًا لأنصاري، تُرجم كتابه الشهير "في المناظر" إلى اللاتينية خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر. يحتوي هذا الكتاب على سبعة مجلدات يقدم فيها معلومات عن خصائص الضوء توصل إليها بمساعدة التجربة والرياضيات. يقول ريكاردو مورينو، أستاذ الرياضيات في جامعة مدريد، إن ابن الهيثم كان عالم رياضيات عظيم، "كان من أوائل علماء الرياضيات العرب الذين فهموا كيفية حل الأسئلة الكبيرة. أجاب على ثلث الأسئلة بمساعدة الأرقام. كانت هذه هي الأسئلة التي طرحها أرخميدس منذ أكثر من 1200 عام". كما أنجز ابن الهيثم عملاً مهماً في مجال نظرية الأعداد، ركز عمله على الأعداد الكاملة والأرقام. كما بحث في أسئلة محددة حول نظرية إقليدس. أبو كامل الحاسب يوضح ريكاردو مورينو أنه بعد وفاة الخوارزمي، ولد أبو كامل شجاع بن أسلم بن محمد بن شجاع، المعروف أيضاً باسم "الحاسب المصري"، في مصر. خلال حياته التي استمرت 80 عاماً، قدم مساهمات عديدة في الرياضيات، منها أبحاثه في الجبر، ورغم فقدان النسخة العربية الأصلية منها، إلا ان هناك ترجمتان لها باللاتينية والعبرية. ويقول مورينو، إن أبو كامل شجاع "مثل سلفه البغدادي، حل المعادلات التربيعية بمساعدة الأرقام". لا يُعرف سوى القليل جداً عن حياة أبو كامل، لكن وفقا لسيرته الذاتية المختصرة، فقد كان يلعب دوراً بارزاً في أبحاث الجبر، ويعتبر خليفة الخوارزمي في هذا المجال. "يعتبر الكامل نفسه (الخوارزمي مؤسس الجبر)". ومع ذلك، فإن أهمية عمل أبو كامل أعظم، وتستند كتب فيبوناتشي على أعماله، كما أن اسهاماته لم تكن هامة في تطوير تطوير الجبر العربي فحسب، بل إنه من خلال فيبوناتشي أدخل الجبر إلى أوروبا أيضاً.