
تل أبيب لا تستبعد تقدما في الملف السوري يتوج زيارة ترمب إلى المنطقة
بينما بدأ الجيش الإسرائيلي إعادة انتشاره في سوريا واستبدل وحدات عسكرية قتالية بوحدات من حرس الحدود دخلت الأراضي السورية للمرة الأولى منذ احتلال الجولان، تصدرت أجندة سياسيين وأمنيين في إسرائيل ما قد يحمله الرئيس الأميركي دونالد ترمب في زيارته الأسبوع المقبل إلى المنطقة من تطورات على الجبهة السورية، من دون أن يسقطوا من توقعاتهم أن تكون مفاجأة ترمب متعلقة بتقدم ملموس في اتفاقات وتفاهمات محتملة بين سوريا وإسرائيل، مع تسارع التطورات الأخيرة على هذه الجبهة، وإجراء محادثات جديدة في أذربيجان بين تل أبيب وأنقرة في محاولة لإنشاء آلية عسكرية لتفادي الاحتكاك بين البلدين، وضمان أمن الجنود الإسرائيليين المنتشرين في سوريا وعلى الحدود.
وجاء طرح الملف السوري في أعقاب تصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع في باريس حول إجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل، إذ كشف مصدر مطلع على المحادثات التي تجري منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي لقناة I-24""، أن وفداً سورياً زار تل أبيب سراً وأجرى محادثات مع جهات إسرائيلية حول سبل التوصل إلى آلية تمنع تصعيد الوضع الأمني في سوريا.
ويقول الخبير السياسي باروخ يديد إنه في محادثة خاصة مع المصدر المذكور، فقد أوضح أن التحركات نحو تفاهمات بين دمشق وتل أبيب بدأت الشهر الماضي، فقد التقى في الإمارات وفد إسرائيلي ضم شخصيات أمنية واستخباراتية سابقة في أجهزة الأمن مع جهات سورية مقربة من النظام الجديد، وبحث الوفدان سبل التوصل إلى تفاهمات أمنية تمنع تصعيد الوضع في الجبهة السورية.
وأضاف يديد أنه "منذ البداية جرى تعريف هذه المحادثات بأنها غير رسمية، وتشمل التوصل إلى ترتيبات أمنية من دون التطرق إلى التطبيع بين إسرائيل وسوريا، وقد طرحت الترتيبات في منطقتين إستراتيجيتين ومهمتين بالنسبة إلى إسرائيل، وهما جبل الشيخ والمناطق العازلة التي تسيطر عليها إسرائيل، بما يضمن أمنها وأمن الحدود".
وزاد يديد نقلاً عن المصدر المسؤول أنه "في سياق المحادثات طرحت سبل التعامل مع 'الجهاد الإسلامي' و'حماس' وتنظيمات أخرى معادية لإسرائيل، وجرى في ما بعد اعتقال نشطاء في 'الجهاد الإسلامي' في سوريا"، وهذه المحادثات، بحسبه، كانت بداية للانتقال إلى محادثات دبلوماسية تشير التقديرات إلى أنها ستكون موضوع التصريحات الخاصة التي سيدلي بها ترمب خلال زيارته الشرق أوسطية، والتي تتعلق بالملف السوري وبأن الدولتين تسيران على الطريق نحو اتفاق سلام".
ضمانات مع واشنطن
أما في إسرائيل فهناك حذر من الوقوع في ما سموه "خداع أحمد الشرع"، إذ دعوا إلى حصر المحادثات والتفاهمات مع الأميركيين لضمان الشروط الإسرائيلية في سوريا، ويقول رئيس حركة "إم ترتسو" الصهيونية، شاي روزنغارتن، إن "الفهم السائد الآن هو أن سوريا أصبحت بمثابة ساحة مفتوحة، إذ تحاول قوى إقليمية مختلفة أن تجد طريقها لأخذ حصة ما فيها، وخصوصاً تركيا، ولذلك على إسرائيل أن تتخذ مواقف حاسمة وواضحة أيضاً في شأن منع إيران من إعادة ترسيخها في سوريا، وكذلك عدم توسيع وجود تركيا، والأفضل عدم إجراء محادثات جانبية وإنما ينبغي التوصل إلى تفاهمات واتفاقات في محادثات مع الأميركيين".
وفي سياق طرح الأخطار المحدقة بإسرائيل، فقد حذر تقرير أمني إسرائيلي من "إمكان وجود تهديد إستراتيجي على دولة إسرائيل من داخل أية نقطة في سوريا"، وهو جانب لم يخف متخذو القرار قلقهم منه.
وتعتبر إسرائيل إقامة قواعد تركية في منطقة تدمر خطاً أحمر، وتصر على شرطين لها في أي تقدم مع سوريا، وهما عدم تمركز أية قوة عسكرية تشكل تهديداً لها قرب الحدود السورية والمناطق العازلة حيث ينتشر الجيش، ومنع وجود أسلحة إستراتيجية على الأراضي السورية قد تستخدم ضد إسرائيل.
من جهته دعا الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي مئير بن شبات الحكومة الإسرائيلية إلى استغلال الفرصة لتحقيق ما تريده من سوريا من دون تنازلات أمنية، وقال إن "التقارير التي تشير إلى محادثات سرية بين سوريا وإسرائيل بوساطة الإمارات لا ينبغي أن تفاجئ من يتابع سلوك الرئيس السوري، فقبل شهر نشر أنه أبدى استعداداً لتسوية تتضمن إقامة علاقات دبلوماسية، حتى من دون أن يطرح انسحاباً إسرائيلياً ضمن مطالبه، والمقابل الذي يتوقع أن يحصل عليه لقاء ذلك وهو إزالة العقوبات وتوفير دعم مالي ذا مغزى من الغرب".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب بن شبات فإن "النهج العام لإسرائيل تجاه الشرع تميز بالاشتباه والحذر، سواء إزاء التخوف من أن الرئيس السوري يموه مواقفه الحقيقية، أو بسبب دور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوريا، والذي أخذت مواقفه تجاه إسرائيل تسير نحو التطرف".
ويرى بن شبات أن "المفتاح لتحقيق الاستقرار في سوريا يوجد عملياً في أيدي إسرائيل وتركيا"، ويقول إن "تصريح ترمب خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نتنياهو انطوى في داخله على فكر كامل، وخطوات الوساطة جاءت لتسوي توزيع المصالح على الساحة السورية بصورة تضمن المصالح الحيوية، ليس فقط لتركيا وإسرائيل بل أيضاً مصالح بقية الدول التي قد تتأثر بذلك، وعليه فإن لمثل هذه التسوية إسهاماً إضافياً بإضعاف إيران، وليس أقل أهمية من ذلك التقدم في رؤية شرق أوسط جديد".
وفي توصيته لمتخذي القرار في شأن اللقاءات المطروحة للتقدم في تفاهمات مع سوريا، أكد بن شبات ضرورة أن تتبنى تل أبيب نهج الإصرار على تلقي الأجوبة كافة على مخاوفها، وقال "لا مكان للأحاديث عن انسحابات أو تقييد النشاط العسكري أو الموافقة على وجود قدرات عسكرية تتحدى إسرائيل في الأراضي السورية، ولا عن تحالفات واتفاقات عسكرية مع دول معادية لإسرائيل، وعلى تل أبيب أن تتمسك بسياستها التي تقول إننا سندافع بأنفسنا عن مصالحنا، وتنطبق تلك الأمور أيضاً على المناطق ذات الصلة في جنوب غربي سوريا، كما أن على إسرائيل أن تبقي على إجراءات وآليات تضمن سلامة الدروز، وطرد ممثلي منظمات الإرهاب التي تعمل ضدنا".
منشأة ميدانية للدروز
وبالتوازي مع التحركات نحو تفاهمات مع سوريا، تواصل إسرائيل سياسة فرض الأمر الواقع وتكثيف نشر قواتها في المناطق العازلة، وقد وضعت خططاً لنشاطات حرس الحدود تضمن الأمن حول البلدات الدرزية والمنطقة الحدودية، وفي الوقت نفسه تواصل تنفيذ مشاريعها تحت ذريعة "حماية الدروز"، إذ بدأ الجيش الإسرائيلي بإقامة ما سماها "منشأة متنقلة لمعالجة الدروز" في منطقة حضر جنوب سوريا.
وبحسب الجيش فإن هذه المنشأة تأتي ضمن "جهود عدة يبذلها الجيش لدعم السكان الدروز في سوريا وضمان أمنهم"، وقد عاد ليؤكد أنه يواصل استعداداته وتعزيز جاهزيته لأي طارئ، مشيراً في بيان له حول سوريا، اليوم الخميس، إلى أن قواته "تواصل مراقبة التطورات في المنطقة عن كثب، وهي في حال جاهزية دفاعية لمختلف السيناريوهات"، مضيفاً أن قوات حرس الحدود تعمل في الأراضي السورية ضمن مهمات أمنية عدة، وأجرى قائد الحرس زيارة ميدانية نادرة إلى قرية حضر جنوب سوريا، حيث تنتشر قوات من الوحدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ ساعة واحدة
- الوطن
هل استسلم العالم لمحو غزة من الخريطة؟
العالم غاضبٌ، حانقٌ، مقهورٌ، مستَفَزٌّ وعاجزٌ، حيال فظاعة ما يجري في قطاع غزّة، لكنه يبدو مستسلمًا أمام «القدر» الذي صنعته عقول التطرّف الوحشي وآلة التقتيل والتدمير الإسرائيلية. مستسلمٌ لأن الولايات المتحدة والقوى الغربية التي سارعت إلى العراق وسوريا لسحق تنظيم «داعش» وإرهابه و«دولته»، ولمنعه من العبث بجغرافية البلدَين، لم تمانع أن تمارس إسرائيل إرهابًا «ما بعد داعشيٍّ» بأحدث الأسلحة والقنابل الاختراقية والذكاء الاصطناعي لاقتلاع فلسطينيي غزّة من بيوتهم، لتسوية أبنيتهم ومستشفياتهم ومدارسهم ومساجدهم بالأرض، لتجريف آثارهم ومقابرهم ولإلغاء أي وجود وتاريخ وملكية وانتماء لهم إلى هذه الأرض. بعد نحو عشرين شهرًا من الحرب، تتحدّث إسرائيل عن خططها العسكرية الراهنة بمصطلحات واضحة، وتنفذّها بطرائق أكثر وضوحًا بمعدل مجازر عدة يوميًا، مع تركيز شديد على الأطفال والنساء. يوم السبت (24.05.25) وصلت طبيبة الأطفال آلاء النجار إلى عملها في مجمع ناصر الطبي في خان يونس، وبعد لحظات وصلت جثامين تسعة من أطفالها قُتلوا بصاروخ إسرائيلي وأصيب زوجها وابنها العاشر. هذه مجرد عيّنة من إجرام قضى على عائلات بأكملها. يُجمَع الآن مليونا غزّي في زاوية في جنوب غربي القطاع ليصبحوا فعلًا في معسكر تصفية قبل القتل أو الترحيل. مسؤولون في الكيان الإسرائيلي لا يتورّعون عن ذكر مصطلح «الحل النهائي» الذي استخدمه النازيون لإبادة اليهود. لم يعد خافيًا أن الخطة ترمي إلى إبادة غزّة، إلى محوها من جغرافية فلسطين. لم تتلقف العواصم الكبرى أيًّا من الإشارات الكثيرة التي لاحت منذ بدء الحرب حتى اليوم، لإدراك خطورة نهج الإبادة الذي ظهرت معالمه وواصلت إنكاره. دعمت واشنطن وحلفاؤها «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، أعطوها أكثر الأسلحة فتكًا ورأوا بأم العين كيف استخدمتها ضد المدنيين بذريعة أن مقاتلي «حماس» والفصائل متغلغلون بينهم. دافعوا عنها في مجلس الأمن وأمام محكمة العدل الدولية، وحقدت واشنطن على جنوب إفريقيا التي قاضت إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية إلى حدّ أن دونالد ترمب نصب فخًّا لرئيسها سيريل رامافوزا واستخدم فيديو «أدلة مغلوطة» لاتهام بلاده بإبادة المزارعين البيض. وعندما كُشف أن ذلك الفيديو من الكونغو لم يُصدر البيت الأبيض أي اعتذار أو توضيح، فالمهم أن الرئيس استطاع إفحام ضيفه ولو بالكذب. تلاعب بنيامين نتنياهو وعصابته بالإدارة الأمريكية السابقة، شريكتهم، إلى حدّ إهانتها وإذلالها. أحبطوا كل خطة اقترحتها لـ«اليوم التالي» بعد الحرب، لأن إسرائيل لم تتصوّر أي نهاية لهذه الحرب بوجود أهل غزّة على أرضها. وبعد أيام من تسلّمه صلاحياته سارع ترمب إلى إعلان تبنّيه «خطة تهجير سكان غزّة» باعتبارها نتيجة بديهية لما أنجزته إسرائيل، ومع أنه اقتصد في الحديث عنها بعد الاعتراضات العربية إلا أنه لم يتخلَّ عنها. ولترسيخ اقتناع ترمب بالمشروع العقاري في غزّة، يُنفذ الجيش الإسرائيلي الآن أوامر بتدمير أي مبنى لا يزال قائمًا. في آخر تصريحات لنتانياهو حرص على القول إنه ماضٍ في خطط السيطرة على كامل قطاع غزّة «وصولًا إلى تهجير سكانها وفقًا لبرنامج ترمب» الذي هو في الأساس برنامج إسرائيلي. ردّ نتنياهو بصلفٍ على انتقادات أوروبية لممارسات لإسرائيل سواء في عملياتها العسكرية أو في منعها دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزاه الجوع وبدأ يميت أطفالًا ومسنّين. خلافًا لألمانيا التي لم تغادر هوسها المَرَضي بدعم إسرائيل في حربها، خرجت بريطانيا أخيرًا عن صمتها، ومعها فرنسا وكندا، وإلى حدٍّ ما بلجيكا، واتخذت لندن إجراءات (تعليق مفاوضات اتفاق جديد للتجارة الحرّة) وفرضت عقوبات على أشخاص وكيانات منخرطة في اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، فيما طلبت باريس مراجعة لاتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، ولوّحت الدول الثلاث بإمكان «الاعتراف بدولة فلسطينية». لم تأتِ هذه المواقف متأخرة فحسب، بل ظلّت الإجراءات المعلنة بعيدة عن وقف الإمدادات العسكرية وبالتالي غير مؤثرة أو رادعة للوحش الإسرائيلي الهائج. وبعد مقتل موظفين إسرائيليين في واشنطن، برصاص شخص هتف «فلسطين حرّة»، أمكن آلة التضليل الإسرائيلية أن تتحدّى الأوروبيين وتتهمهم بأنهم يحرّضون على «معاداة السامية». وذهب نتنياهو إلى حدّ مقارنة «فلسطين حرّة» بالشعار النازي «هايل هتلر». وعلى الرغم من الحديث عن جفاء شخصي بينه وبين ترمب، وعن ضغوط أمريكية للتوصل إلى صفقة وقف إطلاق نار مع تبادل أسرى فإن وفد إسرائيل غادر مفاوضات الوسطاء في الدوحة من دون تحقيق أي تقدم، ولم يتسنَّ العثور على أثر لضغوط أمريكية. وبعد اتصال ترمب- نتنياهو نقل مكتب الأخير أن الرئيس الأمريكي عبّر عن «دعمه لضمان إطلاق جميع الرهائن وللقضاء على حماس»، أي أنه لا يؤيّد المآخذ الأوروبية ولا يمارس ضغوطًا. * ينشر بالتزامن مع موقع «النهار العربي»


Independent عربية
منذ 10 ساعات
- Independent عربية
بناء سفارة الصين قرب حي المال يثير مخاوف بنك إنجلترا
حذر بنك إنجلترا (المركزي البريطاني)، "داونينغ ستريت" من السماح ببناء سفارة صينية قرب المراكز المالية الحساسة في لندن، وفقاً لما كشفه مستشارو الأمن للرئيس الأميركي دونالد ترمب. تعطلت خطة "السفارة الكبرى" في وقت سابق من قبل الحكومة البريطانية السابقة، بعد تحذيرات من الاستخبارات البريطانية في شأن موقعها وأخطار التجسس المحتملة، لكن الخطة عادت للظهور مجدداً. وتظهر بيانات الخرائط أن الموقع المقترح يقع مباشرة بين المراكز المالية في حي المال "سيتي" ومنطقة "كناري وارف"، إضافة إلى قربه من ثلاثة مراكز بيانات رئيسة. ورفضت "داونينغ ستريت" الإفصاح عما إذا كانت تدعم خطط بناء السفارة الصينية لتعزيز العلاقات التجارية مع بكين. وفي غضون أسبوعين فقط من عودة وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز من زيارة رسمية إلى الصين هذا العام، سحبت كل من شرطة العاصمة "سكوتلاند يارد" ومجلس "تاور هامليتس" بشكل غامض اعتراضاتهما على المشروع. معارضة بنك إنجلترا لبناء السفارة الصينية وكشفت مصادر استخباراتية أميركية عن معارضة بنك إنجلترا لبناء السفارة الصينية، لتبرير مخاوف الولايات المتحدة الخاصة بهذا الشأن. وقال دبلوماسيون إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب كانت ستتحفظ على تبادل المعلومات الاستخباراتية مع بريطانيا في حال افتتاح السفارة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأظهرت وثائق حصل عليها حزب المحافظين أن هيئة "إنوفيت يو كيه" الحكومية، وهي الجهة المتخصصة بالبنى التحتية السيبرانية والفيزيائية، حذرت من أن "السلطة المحلية غير مستعدة إطلاقاً للتعامل مع طلب من هذا النوع"، خصوصاً أن موقع السفارة المقترح يقع بجوار مركز تبادل هاتفي تابع لشركة "بي تي" يخدم الحي المالي. في المقابل، رفض متحدث باسم السفارة الصينية هذه الاتهامات بالتجسس، قائلاً "دائماً ما تحرص العناصر المعادية للصين على تشويه سمعة البلاد ومهاجمتها". "تهديدات للبنية التحتية الحساسة" وحذر أعضاء في لجنة الشؤون الخاصة بالحزب الشيوعي الصيني التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي في فبراير (شباط) الماضي من أن الموقع المقترح للسفارة، يثير أخطاراً تتعلق بـ"التدخل والمراقبة" من بكين، إضافة إلى "تهديدات للبنية التحتية الحساسة مثل الخدمات المالية في لندن". وأشارت اللجنة، التي يقودها الجمهوري جون مولينار، إلى ضرورة التخلي عن هذه الخطط، مؤكدة "يجب أن نعمل بشكل عاجل لمعالجة هذه القضية والتعاون مع حلفائنا لحماية الأمن القومي". وكانت الخطط الأصلية لبناء السفارة أوقفت في عهد الحكومة المحافظة، بعد اعتراضات من وكالات الاستخبارات البريطانية وشرطة "سكوتلاند يارد"، اللتين أعربتا عن قلقهما من قرب الموقع من كابلات بيانات حساسة يمكن أن يتجسس عليها عملاء صينيون. لكن الطلب أعيد تقديمه في يناير (كانون الثاني) الماضي من هذا العام، قبل وقت قصير من زيارة راشيل ريفز للصين. ويقال إن الرئيس الصيني شي جينبينغ ضغط شخصياً من أجل الموافقة على بناء السفارة.


المناطق السعودية
منذ 12 ساعات
- المناطق السعودية
المبعوث الأميركي: سوريا ستساعد واشنطن في العثور على أميركيين مفقودين
المناطق_متابعات أفاد توم باراك، المبعوث الأميركي الى دمشق، اليوم الأحد، بأن السلطات السورية تعّهدت بمساعدة واشنطن في البحث عن أميركيين مفقودين في سوريا، في إعلان يأتي بعيد رفع العقوبات الاقتصادية وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. وقال باراك في منشورات على منصة 'إكس': 'خطوة قوية الى الأمام. لقد وافقت الحكومة السورية الجديدة على مساعدة الولايات المتحدة في تحديد أماكن المواطنين الأميركيين أو رفاتهم' لإعادتهم إلى بلدهم. وأضاف: 'أوضح الرئيس (دونالد) ترامب أن إعادة المواطنين الأميركيين إلى ديارهم أو تكريم رفاتهم بكرامة، هو أولوية قصوى في كل مكان. وستساعدنا الحكومة السورية الجديدة في هذا الالتزام'. أبرز المفقودين ومن أبرز المفقودين أوستن تايس، الصحافي المستقل الذي خطف في سوريا عام 2012. وخطف تايس، في 14 أغسطس (آب) 2012 قرب دمشق وكان عمره 31 عاماً ويعمل صحافياً مستقلاً مع عدة وسائل إعلام غربية. ولم تتوفر معلومات عن مصيره. وقد زارت والدته دمشق والتقت الرئيس أحمد الشرع بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد. وخطف تنظيم داعش عاملة الإغاثة كايلا مولر في حلب في أغسطس (آب) 2013، وأعلن في فبراير (شباط) مقتلها في غارة جوية شنت على مدينة الرقة، التي شكلت حينها المعقل الأبرز للتنظيم في سوريا. وأكدت واشنطن لاحقاً مقتلها لكنها شككت في صحة رواية التنظيم المتطرف. وفُقد المعالج النفسي مجد كمالماز، وهو أميركي ولد في سوريا، بينما كان في زيارة خاصة الى دمشق بعد توقيفه على نقطة أمنية عام 2017. وكان متخصصاً في العلاج النفسي للمتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية، وعمل مع اللاجئين السوريين في لبنان بعد اندلاع النزاع. وأفادت تقارير غير مؤكدة لاحقاً عن وفاته في السجن. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر سوري مطلع على المحادثات بين الحكومتين السورية والأميركية بشأن ملف المفقودين قوله إن 11 اسماً آخرين موجودون على قائمة واشنطن، وهم سوريون لديهم جنسيات أميركية. وجاء إعلان الدبلوماسي الأميركي بعدما كانت واشنطن سعت مراراً خلال حكم الأسد للحصول على معلومات حول رعاياها المفقودين في سوريا. وتعمل السلطة الجديدة في سوريا على تحسين علاقاتها مع الدول الغربية، التي ترفع عقوباتها تباعاً عنها، وآخرها الولايات المتحدة، في تحوّل كبير للسياسة الأميركية تجاه سوريا. رفع العقوبات وكان باراك، الذي يشغل أيضاً منصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا، قد قال أمس السبت إنه التقى بالرئيس السوري أحمد الشرع في إسطنبول. وجاء الاجتماع بعد أن أصدرت إدارة ترامب أوامر برفع العقوبات عن سوريا فعلياً بعد حرب أهلية استمرت 14 عاماً. ورحبت سوريا برفع العقوبات ووصفته بأنه 'خطوة إيجابية'. وذكرت وكالة 'سانا' السورية للأنباء اليوم الأحد أن الاجتماع ركز في المقام الأول على متابعة تنفيذ رفع العقوبات، إذ قال الشرع لباراك إن العقوبات لا تزال تشكّل عبئاً ثقيلاً على السوريين وتعيق جهود التعافي الاقتصادي. وأضافت الوكالة أنهما ناقشا أيضاً سبل دعم الاستثمارات الأجنبية في سوريا، وخاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية. وأبدى الجانب السوري استعداده لتقديم التسهيلات اللازمة لجذب المستثمرين والمساهمة في جهود إعادة الإعمار. من جهتها اعتبرت وزارة الخارجية السورية خطوة إدارة ترامب لتخفيف العقوبات المفروضة على البلاد التي مزقتها الحرب 'خطوة إيجابية' لتخفيف المعاناة الإنسانية والاقتصادية. وذكرت الوزارة في بيان أمس السبت أن سوريا 'تمد يدها' لأي طرف يرغب في التعاون مع دمشق، بشرط عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. وجاء البيان بعد أن منحت إدارة ترامب سوريا إعفاءات واسعة من العقوبات يوم الجمعة، في خطوة أولى رئيسية نحو الوفاء بتعهد ترامب برفع عقوبات دامت نصف قرن.