تغيير وجه المنطقة
نفّذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضربته مستهدفاً البرنامج النووي الإيراني، والذي شكّل مطلباً غربياً وإسرائيلياً مزمناً. لكن السؤال الأهم هو حول المسار الذي ستسلكه الأحداث، وتحديداً حول الردّ الإنتقامي الإيراني ومداه. ذلك أنّ الضربات الصاروخية التي وجّهتها إيران إلى العمق الإسرائيلي بعد ساعات معدودة، لا يمكن وضعه في مستوى الردّ على عملية بحجم تدمير مشروع نووي، عملت إيران على بنائه طوال العقدين الماضيين، وكلّفها مجهوداً مضنياً وأموالاً هائلة وساحات نفوذ وعقوبات أرهقت الإقتصاد.
ولا شك أنّ الإدارة الأميركية حسبت مسبقاً لكافة احتمالات ردود الفعل الإيرانية، بدءاً من التعرّض لقواعدها وقواتها المنتشرة في الشرق الأوسط ووصولاً إلى عمليات تخريب في الداخل الأميركي. لذلك كان من الطبيعي أن تعلن القواعد الأميركية في المنطقة حال الإستنفار الشديد، في موازاة حال التأهّب التي طاولت الدول التي تستضيف هذه القواعد وخصوصاً في الخليج. أما في الداخل الأميركي فتمّ وضع أجهزة الأمن، على رأسها جهاز الـFBI في حال تأهّب قصوى، وشُدّدت الرقابة على المباني الحكومية والمؤسسات الكبيرة في نيويورك والمدن الكبرى خشية حصول اعتداءات عليها. صحيح أنّ هنالك مراقبة ومتابعة دائمة للعناصر الموالية لإيران، لكن ثمة اعتقاداً باحتمال تسلّل عناصر أمنية مع المتسللين غير الشرعيين في أوقات سابقة، وهم مجهولون لدى الأجهزة الأمنية. لكن الأهم هو المسار الذي ستسلكه المنطقة بعد الردّ الإيراني وطريقة التعامل معه، خصوصاً أنّ ترامب حرص على القول بعد تنفيذ ضربته، إن ما حصل ينحصر فقط في إطار إنهاء المشروع النووي الإيراني وليس لاستهداف النظام القائم.
وخلافاً لمهلة الأسبوعين التي كان أعطاها، باغت الرئيس الأميركي العالم بتنفيذ ضرباته لتدمير البرنامج النووي الإيراني. وقيل إنّ سبب الإستعجال إرتكز على تقييم أميركي بأنّ السلوك الإيراني لا يزال يرتكز على كسب الوقت واستهلاكه بالتفاوض، للتمكن من الوصول إلى عتبة السلاح النووي. ففي محادثات جنيف بين وزير خارجية إيران ونظرائه الفرنسي والبريطاني والألماني وممثلة الإتحاد الأوروبي، تعمّق أكثر فأكثر الإقتناع بنظرية «كسب الوقت» وليس إيجاد مخرج ديبلوماسي جدّي. ففيما طرح الأوروبيون إنجاز تسوية كاملة دفعة واحدة، كان ردّ عراقجي أنّ بلاده ترحّب بالتفاوض وإنجاز الحل الديبلوماسي، لكن عبر التفاوض على طريقة الخطوة خطوة، ومن خلال البدء بالبحث في العدوان الحاصل على إيران وتحديد المسؤوليات. وسعى الأوروبيون لإقناع الجانب الإيراني بأنّه لا يجب الوقوع في خطأ التقدير لدعوات ترامب للتفاوض، ولا للتقليل من خطورة الوضع وتأثير الفريق المؤيّد لإسرائيل داخل الإدارة الأميركية. ففي الواقع كان التقييم الدائر منذ إطلاق إسرائيل عملية «الأسد الصاعد» بأنّ الردود الإيرانية والتي اقتصرت على استهداف مناطق سكنية في إسرائيل بالصواريخ البالستية، إما أنّها تأتي في إطار ضبط النفس المدروس، أو أنّها تعاني من محدودية قدراتها العسكرية مقارنة بالهيمنة الجوية الإسرائيلية. وعلى الأرجح هذا ما شجع ترامب على خوض المغامرة الكبرى. فحتى الرشقة الصاروخية على إسرائيل والتي تلت القصف الأميركي للمنشآت النووية الإيرانية لم تستهدف مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي. صحيح أنّها استخدمت وللمرّة الأولى صاروخ «خيبر» والذي يتميز بقدرته على اختراق الدفاعات الجوية وبدقة إصابته، إلّا أنّ الأهداف المحدّدة في الردّ الإيراني لم تتجاوز الخطوط الحمر، وإن كانت طالت مطار بن غوريون.
وحرصت واشنطن على إبلاغ طهران فور انتهاء قصفها للمنشآت النووية الإيرانية، أنّها لا تخطط لمزيد من الضربات، كما أنّها لا تهدف لإسقاط النظام القائم. لكن الأمور قد تخضع للتبدّل وفقاً لشكل الردّ الإنتقامي الذي ستعتمده طهران. فليس من السهل أبداً لنظام يعتمد على الهيبة كركيزة أساسية لاستمراره أن يتقبّل ويهضم ما جرى بسهولة. فهو كان أمضى زهاء عقدين من الزمن في إقامة بنية عسكرية رادعة تستند على مبدأ الدفاع المتقدّم عبر شبكات إقليمية وتطوير صاروخي أثبت نجاحه. ما يعني أنّ الخسارة العسكرية بالنسبة اليه تبقى أقل مرارة من الخسارة السياسية.
لكن السؤال الأبرز يبقى حول النتائج المترتبة على المنطقة بعد انتزاع مخالب إيران النووية وذهاب الأوضاع في اتجاهات دراماتيكية. فمن الواضح أنّ إسرائيل خططت لما هو أبعد من النووي. فنتنياهو لا يكف عن التذكير دائماً بتغيير وجه المنطقة. وهو ما يدفع إلى الإستنتاج بأنّ عملية «الأسد الصاعد» تهدف فعلياً إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجغرافية وليس فقط السياسية.
وبادئ ذي بدء لا بدّ من الإقرار بأنّ إسرائيل التي نعرفها تغيّرت فعلاً. فعدا أنّ عملية «طوفان الأقصى» جعلتها تتجاوز «عقدة» تعداد القتلى والخسائر لجنودها، فإنّ المجتمع الإسرائيلي ما زال يدفع في اتجاه الإستمرار في الحرب لا بل تصعيد وتيرتها، على رغم من مرور نحو سنة وثمانية أشهر وهي تخوض حرباً متواصلة وبجبهات عدة. فوفق آخر استطلاع نشرته القناة 13 الإسرائيلية منتصف الأسبوع الماضي أبدى 75% من المستطلعين تأييدهم للحرب. لكن إذا حذفنا الشريحة العربية والتي شملها الإستطلاع، تصبح نسبة السكان اليهود المؤيدة للحرب أعلى بكثير. وفي استطلاع آخر أجراه مركز دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب سُجّل ارتفاع في مستوى الثقة بالحكومة وبرئيسها منذ بدء الحرب على إيران، وعلى رغم من الدمار الكبير والخسائر البشرية الذي خلّفته الصواريخ الإيرانية. وحسب استطلاع القناة 13، فقد ارتفعت مقاعد حزب الليكود من 24 مقعداً في الإستطلاع الذي سبق الى 27 مقعداً، ومع تسجيل تراجع لجميع الأحزاب الأخرى. وبالتالي وفي حال حصول انتخابات الآن فإنّ حزب الليكود يعود ليصبح أكبر حزب في الكنيست، ويكون نتنياهو نجح ليس فقط في ترميم مكانته السياسية، بل في انتزاع تأييد لاندفاعته في اتجاه «تغيير وجه المنطقة».
وفي وقت تتعرّض إيران لحرب جوية مفتوحة بواسطة الطائرات الإسرائيلية ولضربات أميركية استهدفت منشآتها النووية، بقيت روسيا أو البلد الذي من المفترض أن يكون حليفها، تتعاطى ببرودة مع هذه التطورات الهائلة، وهو ما يعيد التذكير بالمرحلة التي أدّت إلى سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. فعلى رغم من مرور نحو عشرة أيام على بدء العمليات العسكرية الجوية الإسرائيلية، إمتنعت موسكو عن تقديم أي دعم عسكري يُذكر لطهران، واكتفت بعد مرور بضعة أيام على بدء الحرب بإعلان مواقف منددة وطرح مبادرات مرفقة بدعوات للتهدئة. وهو ما يدفع للتساؤل حول ما حصل من تفاهمات بين البيت الأبيض والكرملين عبر القناة الخلفية المفتوحة بينهما. فهنا لا بدّ من النظر من خلال الزاوية الأوسع والتي تتعلق بالمصالح الكبرى، وربما بالمشاريع التي ترسم خرائط النفوذ مستقبلاً.
فخلف الدخان الكثيف المتصاعد من الحرب الدائرة ووسط ضجيج القصف، حصلت خطوة خاطفة ولم تأخذ حقها في الإعلام، على رغم من معانيها العميقة. فلقد أعلن المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والتي تخضع للأكراد، تشكيل الإدارة العامة لمطار القامشلي الدولي. وهو ما يشبه الإعلان الرسمي لدى الإدارة الذاتية الكردية ببسط سيطرتها الكاملة على المطار أو الحدود الجوية لهذه المنطقة. وردّت السلطات في دمشق بأنّها متمسكة بأن تكون إدارة المطار تابعة لها مباشرة، وأنّها هي من سيشرف على كافة الأمور الإدارية والمالية، إلى جانب الأصول والممتلكات التابعة للمطار. ومن الواضح أنّ إعلان الأكراد عن خطوتهم يتزامن مع التطورات الكبرى الدائرة في إيران. وهو ما يعني اتخاذ خطوة متقدمة في اتجاه استقلال المنطقة الخاضعة لسيطرتهم عن الحكومة المركزية في دمشق. ولا حاجة للتذكير بالعلاقة المميزة التي تربط الأكراد بواشنطن وتل أبيب. وثمة تفصيل مهم، هو أنّ مطار القامشلي يضمّ قاعدة عسكرية روسية تتولّى تسيير رحلات عسكرية مع قاعدة حميميم. كما أنّ استخدامه لغايات مدنية لا يزال معلقاً منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول من العام الماضي. وهنا يصبح السؤال منطقياً عمّا إذا كان مسلسل ظهور «الإدارات الذاتية» قد بدأ فعلاً إنطلاقا من المنطقة الكردية لينسحب بعدها على الجنوب السوري وربما الساحل السوري لاحقاً، حيث تواجد القاعدتين الجوية والبحرية الروسيتين. والسؤال الأهم ما إذا كانت هذه العدوى قد تتمدّد خارج نطاق الجغرافيا السورية؟
في العام 1991 وبعد فخ اجتياح صدام حسين للكويت وحصول حرب الخليج الأولى وسقوط العراق كقوة عسكرية إقليمية كبرى، ظهر مشروع المؤتمر الدولي للسلام، والذي كان يرتكز على معاهدات الصلح مع إسرائيل و»حل الدولتين»، وشمل ذلك الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية. لكن المشروع توقف مع اغتيال الدولة الإسرائيلية العميقة لأبرز عواميد المشروع إسحق رابين. وفي العام 2003 غزا الجيش الأميركي العراق وأزال نظام البعث القائم وأعدم لاحقاً صدام حسين العدو اللدود لإيران. ولاحقاً اغتالت إسرائيل الزعيم التاريخي للفلسطينيين ياسر عرفات قبل أن يسقط أيضاً الزعيم السنّي الثالث وهو رفيق الحريري. ومع غياب هذه الرموز السنّية القوية أضحت الأبواب مفتوحة أمام إندفاع إيران غرباً ووصولاً إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وهو ما عُرف لاحقاً بـ«الهلال الشيعي». وكان واضحاً أنّ فتح الأبواب أمام قيام هذا الهلال إنما كان يهدف للتوازن أو ربما للتنازع مع العمق السنّي الخليجي، خصوصاً أنّ ذلك تمّت هندسته بعد أحداث 11 أيلول التي ضربت العمق الأميركي وهزته بقوة.
والسؤال اليوم هو حول المشروع الجديد للمنطقة بعد سقوط كل المشاريع السابقة وإثر الحروب الهائلة التي تنقلت بين أرجائها، والتي وصلت إلى ذروتها مع استهداف إيران نفسها واقتلاع مخالبها وإعادتها معزولة إلى داخل حدودها.
غالب الظن هذا ما يعنيه نتنياهو عندما يردّد بحماس: «تغيير وجه المنطقة».
جوني منير - الجمهورية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 24 دقائق
- بيروت نيوز
الهجوم الأميركي على إيران.. لم يكن الأمر أبدًا مسألة ما إذا كان سيحدث ذلك بل متى
ذكرت صحيفة 'La Presse' الكندية أن 'من بين المنشآت الايرانية الثلاث التي تعرضت للهجوم وهي نطنز، وأصفهان، وفوردو، يُعتقد أن الأخيرة هي الأكثر أهمية في تطوير الأسلحة النووية الإيرانية. وذكرت وسائل إعلام أميركية نقلا عن مصادر لم تسمها أن قاذفات من طراز 'B-2' أقلعت ليلا من قاعدة في الولايات المتحدة وشاركت في الهجوم. وهذه الطائرات هي الوحيدة القادرة على حمل قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات والتي يمكنها ضرب المنشآت تحت الأرض مثل فوردو. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رسالة إلى الأمة مساء السبت: 'لقد تم تدمير منشآت التخصيب النووي الأساسية في إيران بالكامل'. وتابع قائلاً: 'على إيران، طاغية الشرق الأوسط، أن تُحقّق السلام الآن. وإلا، ستكون الهجمات المستقبلية أشدّ وأسهل بكثير'.' وبحسب الصحيفة، 'في ساعة مبكرة من صباح الأحد، حذّر كبير الدبلوماسيين الإيرانيين من أن الهجمات الأميركية ستكون لها 'عواقب أبدية'. وأُطلقت بعد ذلك موجتان من الصواريخ من إيران. ودوّت صفارات الإنذار في تل أبيب، وسُمع دويّ انفجارات مدوية في القدس. وبهذه الهجمات، تنضم الولايات المتحدة إلى جهود إسرائيل التي تتبادل الضربات مع إيران منذ نحو عشرة أيام على أمل تدمير برنامجها النووي. وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بترامب خلال محادثة هاتفية. فبالنسبة له، مع هذا الهجوم على إيران، فإن الولايات المتحدة 'لا مثيل لها'. وقال ترامب بحماس: 'نتنياهو وأنا نعمل كفريق واحد كما لم يعمل أي فريق آخر من قبل، وقد بذلنا جهدا كبيرا للقضاء على هذا التهديد الرهيب لإسرائيل'.' وتابعت الصحيفة، 'يوم الجمعة، أمهل الرئيس الأميركي إيران أسبوعين لوقف مساعيها للحصول على أسلحة نووية، مهددًا بضربات محتملة، لكنه في النهاية قرر المضي قدمًا قبل ذلك. وقال تشارلز فيليب ديفيد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كيبيك في مونتريال، 'لم يكن الأمر أبدًا مسألة ما إذا كان سيحدث ذلك، بل مسألة متى سيحدث ذلك'. وأضاف: 'كان هناك استثمار ضئيل وثقة ضئيلة في الدبلوماسية ونتائجها المستقبلية. وبشكل عام، نشهد فشلاً ذريعاً للدبلوماسية'. وأضاف: 'لقد انتصر بنيامين نتنياهو وحقق ما أراد منذ لقائه الأخير بدونالد ترامب. أراد تدمير فوردو، لكن دون مساعدة أميركية، لم يكن ذلك ممكنًا. الآن لم يعد وحيدًا في هذه الحرب. قبل 22 حزيران لن يكون كما بعده'.' وبحسب الصحيفة، 'في إيران، لم تُقدّم إدارة الأزمات في محافظة قم أي تفاصيل حول الأضرار التي لحقت بمواقعها النووية. إلا أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أكدت أنها 'لن تُوقف' أنشطتها النووية، واصفةً القصف الأميركي بأنه 'عمل بربري ينتهك القانون الدولي'. وذهب رئيس الجمهورية الإسلامية مسعود بزشكيان إلى أبعد من ذلك الأحد، مهددا إسرائيل برد 'أكثر تدميرا'. وقال سامي عون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيربروك الكندية: 'إيران تتبنى نبرة تحدٍّ'. وأضاف: 'علينا أن نستعد لنقطة تحول. إما أن يرغب الإيرانيون بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع الأميركيين، وهو الخيار الأكثر تفاؤلاً، أو سنواجه تصعيداً سيكون كارثياً'.' وتابعت الصحيفة، 'لا تزال إيران بحاجة إلى القوة النارية الكافية لإلحاق ضرر حقيقي بالقوات الأميركية، إلا أن العقيد السابق في القوات المسلحة الكندية، ميشيل دبليو درابو، يشكك في ذلك. وقال: 'هل يمتلكون فعلاً الأسلحة اللازمة لذلك؟ يبقى أن نرى. سنعرف ذلك في الساعات والأيام المقبلة. ولكن إذا بقي طريق دبلوماسي، فهو بلا شك الطريق الأمثل للجميع'. وأضاف أن الولايات المتحدة ستنتظر هجومًا إيرانيًا مضادًا، إن وقع، قبل أن تشن هجومًا جديدًا. ووفقاً لديفيد، من المؤكد أن الجيش الأميركي سيكون مستعدًا 'للرد'، فقد تم نقل أعداد كبيرة من القوات إلى قواعد عسكرية قريبة في الكويت والبحرين. ورغم أن النظام الإيراني ضعف 'إلى حد كبير، وفقد احترامه وأُهين'، فإنه من السابق لأوانه الحديث عن سقوطه، كما قال عون'.


ليبانون 24
منذ 25 دقائق
- ليبانون 24
لماذا هاجم ترامب إيران يوم الأحد؟ إليكم السر
نشرت القناة الـ"12" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هاجم إيران ، فجر الأحد باعتبار أنَّ هذا النهار لا يشهد تداولاً في البورصات، وذلك لمنع إلحاق أي ضرر بالأسواق المالية. وذكر التقرير الذي ترجمهُ"لبنان24" أن " ترامب أمر بتنفيذ الضربة في ذروة واحدة من أكثر السنوات تقلباً في سوق رأس المال خلال العقد الماضي"، وأضاف: "الهجوم التاريخي الذي شنته الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية فجر الأحد، يُمثل فصلاً جديداً في الحرب، يجعل واشنطن طرفاً فيها. منذ أن شنت إسرائيل حملتها ضد إيران، تفاعلت أسواق العالم مع الأحداث بشكل معتدل نسبياً. وبينما سجلت بورصات دول الخليج تحركات طفيفة، ردت تل أبيب على الهجوم الإسرائيلي بارتفاع الأسعار. وباستثناء مؤشرات العملات المشفرة الأميركية التي انخفضت بشكل ملحوظ، لم تشهد وول ستريت تقلبات حادة منذ اندلاع الحرب، مع استمرار ارتفاع أسعار النفط بشكل مطرد لمدة 3 أسابيع. أما الآن، فقد يتغير كل ذلك". وفي السياق، يقول عمري إيفروني، المحلل في شركة أوبنهايمر للاستثمار: "لم يكتفِ ترامب بالهجوم بينما كانت الأسواق مغلقة. إنه يريد منح المستثمرين الأميركيين وقتاً لاستيعاب الهجوم على إيران، وهو مستعد لاستخدام القوة العسكرية، حتى لو أضرّ ذلك بالأسواق على المدى القصير". ويضيف: "مع ذلك، فإنَّ الرئيس الأميركي غير مهتم إطلاقاً بالحروب الطويلة، وبالتأكيد ليس بإنزال قوات برية في إيران. لذلك، من المرجح جداً ألا يستخدم سوى وسائل هجومية لا تُعرّض الأفراد للخطر. سيسعى ترامب لإنهاء الحملة في أسرع وقت ممكن، وستسعى إسرائيل أيضاً إلى ذلك نظراً لمحدودية مخزونها من الصواريخ الاعتراضية. لا أحد مهتم بحرب استنزاف مع إيران". ويضيف: "إذا قررت إيران إغلاق مضيق هرمز أو مهاجمة قواعد أميركية في كل أنحاء الشرق الأوسط ، فستُجبر الولايات المتحدة على التدخل بشكل أعمق ومهاجمة القواعد الإيرانية للحفاظ على حركة التجارة البحرية مفتوحة. من ناحية أخرى، إذا كان الرد الإيراني أضعف من المتوقع، كما حدث في إسرائيل ، فمن المرجح أن يتمكن السوق من احتواء الحملة. ومع ذلك، إذا نجحت إيران في مهاجمة المصافي وتعطيل حركة النفط، فمن المرجح أن يتضرر السوق على المدى القصير". وتابع: "إذا تضررت المضائق أو المصافي بشدة، فسيرتفع سعر النفط، أما إذا فشلت إيران في إغلاق المضائق أو ألحقت أضراراً جسيمة بالمصافي، فقد لا يرتفع سعر النفط بشكل ملحوظ مع مرور الوقت. ستسعى الولايات المتحدة إلى منع إغلاق المضائق وتأمين السواحل القريبة".


ليبانون ديبايت
منذ 41 دقائق
- ليبانون ديبايت
أميركا ترصد تحركات لـ"هجوم وشيك" على قواعدها في العراق
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أميركي قوله أن مسؤولين عسكريين واستخباراتيين أميركيين رصدوا مؤشرات على أن المنظمات المسلحة المدعومة من إيران تستعد لشن هجمات محتملة على القواعد العسكرية الأميركية في العراق وربما سوريا، وذلك ردا على الضربات الأميركية داخل إيران. ووفقا للمسؤول: "لم تقع أي هجمات حتى الآن، والمسؤولون العراقيون يبذلون جهودا كبيرة لثني الميليشيات عن تنفيذ أي عمل عدائي". وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها قصفت مواقع نووية إيرانية بأكثر من 182 طنا من المتفجرات، مستخدمة 75 سلاحا، في أكبر عملية تنفذها طائرات الشبح "بي-2" في تاريخ الولايات المتحدة، وقد استغرقت العملية 25 دقيقة فقط. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، صباح أمس الأحد، أن الجيش الأميركي نفذ عملية استهدفت مواقع نطنز وفوردو وأصفهان النووية الإيرانية. وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال": "تم تدمير موقع فوردو". وذكر وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، في مؤتمر صحافي عقد الأحد، في مقر البنتاغون، أن الضربات التي نفذتها القوات الأميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية كانت "دقيقة ومباشرة وحققت نجاحا مذهلا"، مضيفا أن "الهدف من العملية لم يكن إسقاط النظام، بل حماية إسرائيل". وكانت إسرائيل قد شنت هجمات واسعة النطاق على أهداف إيرانية في 13 حزيران الجاري، قائلة إنها تهدف إلى منع البلاد من بناء سلاح نووي، وهو اتهام لطالما نفته إيران. وقد ردت إيران بموجات من الضربات الصاروخية وبالمسيرات على إسرائيل.