
«تعثر طرابلسي» في مسيرة الدولة مع الانتخابات البلدية والاختيارية
بيروت - ناجي شربل وأحمد عزالدين
شكل تأخير صدور نتائج الانتخابات البلدية للعاصمة الثانية للبلاد طرابلس الخدش الأبرز في مسيرة الدولة مع الانتخابات البلدية والاختيارية التي تم إنجاز مرحلتين منها بتأخير ثلاثة أعوام، نسبة إلى ظروف مرت بها البلاد.
صحيح ان وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار بذل أقصى الجهود، وقصد طرابلس غير مرة، آخرها مساء الاثنين مصحوبا بلجان قيد إضافية لتسريع الفرز، إلا انه عانى من ترهل أجهزة الدولة وخصوصا الرقابية منها، والمعنية بتأمين الكادر البشري والشؤون اللوجستية.
إلا ان كل ذلك لا يبرر تأخيرا امتد يومين من دون حسم الأمور وجلائها، خصوصا ان نسبة الاقتراع في المدينة كانت الأدنى من بقية المناطق من جبل لبنان والشمال.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن الهدوء عاد تدريجيا إلى مدينة طرابلس، «بعد ليل متوتر شهد تصعيدا لافتا في الأوضاع الأمنية، حيث سمع إطلاق نار متفرق في عدد من أحياء المدينة، بالتزامن مع تزايد أعداد المحتجين أمام قصر العدل وسرايا طرابلس، احتجاجا على تأخر صدور نتائج الانتخابات البلدية، وتوقف عمل لجان القيد الابتدائية والعليا المعنية بفرز الأصوات». وأضافت «الوكالة»: «أدت التحركات الشعبية إلى إغلاق عدد من الطرق، منتصف ليل أمس الأول، أبرزها مسارب ساحة النور والشوارع المحيطة بها، ما تسبب بحال من الشلل المؤقت في حركة السير.
وعلى الفور، تدخل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، واستقدمت تعزيزات كبيرة إلى المدينة بهدف ملاحقة مطلقي النار، وإعادة فرض الأمن ومنع أي انفلات قد يهدد السلامة العامة، ما استدعى وصول وزيري الداخلية والبلدية أحمد الحجار، والعدل عادل نصار إلى قصر العدل على عجل لمواكبة عملية الفرز والاطلاع على المعوقات التي تعترض تأخيرها والعمل على تذليلها.
ومع ساعات الصباح الأولى، عادت الحياة إلى طبيعتها، وفتحت المحال التجارية أبوابها كالمعتاد، كما استأنفت المؤسسات الرسمية والخاصة عملها، بما في ذلك المدارس والجامعة.
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نواف سلام في وقت متأخر من ليل أمس الأول بأنه «واكب عن كثب الوضع في طرابلس. وشدد على ضمان نزاهة العملية الانتخابية، ومنع حصول أي مخالفة، داعيا إلى ضبط النفس والثقة بأن الحكومة لن تتهاون مع أي عملية تلاعب أو تزوير».
ومن النتائج الأولية غير الرسمية لانتخابات مدينة طرابلس البلدية، فوز خليط من مرشحي اللوائح، بغالبية للائحة «رؤية» المدعومة من النواب أشرف ريفي وفيصل كرامي وطه ناجي وكريم كبارة.. وغياب أي ممثل في المجلس البلدي من الطائفتين المسيحية والعلوية، في تكرار لتجربة انتخابات 2010.
بلديا أيضا، في العاصمة بيروت مواجهة تتعدى الداخل اللبناني لتستند إلى عوامل (دعم) إقليمية وخارجية. ولعل التنافس سينحصر بين لائحتين، أولاهما مدعومة من النائب فؤاد مخزومي وحزب «القوات اللبنانية» و«جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية»، والثانية لائحة مدعومة من النائب نبيل بدر و«الجماعة الإسلامية».
ويتطلع النائب مخزومي إلى الفوز بالزعامة البيروتية من بوابة الانتخابات البلدية والاختيارية، في سعيه إلى دور سياسي وقيادي أكبر السنة المقبلة بعد الانتخابات النيابية، واضعا عينيه على كرسي رئاسة الحكومة.
في المواقف، قال رئيس الجمهورية العماد جوزف عون لوفد مجلس رجال الأعمال اللبناني - السعودي أثناء استقباله في قصر بعبدا: «لمست في لقاءاتي مع قادة دول الخليج التي زرتها حتى الآن، محبتهم للبنانيين وتقديرهم لمساهماتهم في نهضة هذه الدول، والتزامهم بالقوانين والأنظمة، ما يعكس صورة مشرقة عن لبنان واللبنانيين في دول مجلس التعاون الخليجي».
وأضاف: «ان ما يشجع على عودة المستثمرين، خاصة الخليجيين منهم، هو استعادة الثقة بلبنان. وهذا ما نعمل عليه بالتعاون مع مجلس النواب والحكومة. أما الإصلاحات التي أقرت وتلك التي ستقر، فهي المدخل الطبيعي لعودة هذه الثقة».
وأمام وفد الاتحاد اللبناني - البرازيلي، أكد الرئيس عون ان «الانتشار اللبناني يشكل رافعة أساسية للاقتصاد الوطني، وحضور المنتشرين في الخارج أسهم في صمود اللبنانيين في الداخل».
كذلك لفت اهتمام رئيس الحكومة بالوضع والإجراءات من أمنية وتنظيمية وغيرها في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وللغاية زار سلام المطار يرافقه وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، وعقد اجتماعا مع رئيس جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري.
مصادر مطلعة أكدت لـ «الأنباء» ان تزاحم الملفات الإقليمية والإشارات عن مشاريع بنيوية ومصيرية في المنطقة تخطف الاهتمام من الجميع.
وترجم ذلك في غياب أي ضغوط على لبنان في تحديد مهل لسحب السلاح، ليس من جنوب الليطاني بل من كل الأراضي اللبنانية، أو حتى المطالبة بتشكيل لجان أمنية وديبلوماسية كانت تطالب بها الجهات الدولية بإلحاح للتفاوض حول الحدود وغيرها من الأمور المتصلة. وهذا ما وصفه كثيرون بأنه محاولة مرفوضة لأي استدراج أو مسعى للتطبيع مع إسرائيل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 3 ساعات
- الأنباء
محافظ العاصمة: العمل وفق أعلى معايير الجاهزية والاحتراف لحماية الأرواح والممتلكات
كرّم محافظ العاصمة الشيخ عبدالله سالم العلي في مكتبه بديوان عام المحافظة صباح أمس إدارة شرطة نجدة العاصمة والذي ضم كلا من مدير إدارة شرطة نجدة العاصمة العميد هملان حضيري الهملان، ومساعد مدير إدارة شرطة نجدة العاصمة العميد مشعل عبدالله الشحمان، ورئيس قسم دوريات شرطة نجدة العاصمة الرائد خليفة جابر الصباح، والملازم أول طلال أحمد الشليمي، ووكيل عريف عبدالله حامد الرشيدي، وذلك تقديرا لجهودهم المتميزة في حفظ الأمن والاستقرار وتعزيز السلامة العامة في مختلف مناطق المحافظة. وأشاد محافظ العاصمة بالدور الحيوي الذي تضطلع به إدارة شرطة نجدة العاصمة، وما يتمتع به منتسبوها من كفاءة عالية وأداء واجبهم الوطني بكل إخلاص وتفان، والعمل وفق أعلى معايير الجاهزية والاحتراف، لحماية الأرواح والممتلكات، وضمان بيئة آمنة للجميع. وأكد المحافظ أن هذا التكريم يأتي تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية التي تحرص دائما على تقدير النماذج المشرفة، وتكريم المتميزين في مختلف القطاعات وفي كافة المجالات، إيمانا بدورهم في دفع عجلة التنمية وتعزيز الانتماء الوطني وتحفيز الجميع على بذل المزيد من الجهد والعطاء.


الأنباء
منذ 16 ساعات
- الأنباء
التزكية تتقدم.. القرى الحدودية الجنوبية تشارك بالاستحقاق البلدي رغم الخطر الإسرائيلي
تتحضر القرى الحدودية الجنوبية لخوض الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري، على رغم المعاناة والمخاطر الأمنية والأجواء المرعبة، الذي يتسبب به الهدير المستمر للطائرات الحربية الإسرائيلية و«أزيز» المسيرات التي تنفذ برنامجها اليومي في الانقضاض والاستهداف للسيارات والمواطنين.. مخاطر تدفع الأهالي إلى التفكير مليا بالحضور إلى قراهم حفاظا على أرواحهم وسلامة عائلاتهم من الاعتداءات الإسرائيلية. والى تحرص قيادات الثنائي حركة «أمل» و«حزب الله»، المعنية مباشرة كونها القوى الأساسية المؤثرة في قرار تلك القرى، تجهد في المقابل لتعميم ثقافة التوافق للتزكية في البلدات الحدودية، كرد على المطامع والنيات الإسرائيلية التي تهدف إلى إبعاد الأهالي عن القرى المتاخمة للحدود. وقد نجحت مساعي التوافق في أن تكون السمة الأساسية في العديد من القرى الحدودية والجنوبية، لتوفير المعاناة والإرهاقات عن المواطنين، كما أعلنت «أمل» والحزب. وبدا واضحا ان التنافس الانتخابي بقي مسيطرا على العديد من البلدات، لاسيما تلك التي يسجل فيها حضور مؤيدين للقوى اليسارية أو حركات التغيير والمجتمع المدني. من تلك القرى بلدة طير حرفا الحدودية المدمرة والتي تقع في قضاء صور، بالقرب من رأس الناقورة. يبلغ عدد ناخبيها 2832. وأعلن عن تشكيل لائحة برئاسة ياسر إبراهيم عطايا مكتملة من 12 عضوا وتضم تحالف «الثنائي»، في مواجهة عضوين من «قوى التغيير». الظروف المؤلمة والصعبة، لم تمنع الأهالي من ممارسة حقهم الديموقراطي، فكان ان تم وضع قلمي الاقتراع المخصصين للبلدة، في المدرسة الرسمية بمنطقة المساكن الشعبية في صور - البص. وقال رئيس بلدية طيرحرفا قاسم حيدر لـ «الأنباء»: «الظروف صعبة للغاية لدى الأهالي خصوصا كبار بالسن. ومعظم أهالي البلدة يعيشون في الشتات في منطقة الزهراني والعاصمة بيروت، كون البلدة مدمرة بآلة الحرب الإسرائيلية، وهي لا تصلح للحياة أو للانتخابات او أي شيء آخر. مقومات الحياة مفقودة، والخطر الإسرائيلي سيد الموقف». وتابع: «سعينا إلى التوافق للتخفيف عن الناس الأعباء في هذه الظروف الصعبة. وجهدت القوى السياسية في المنطقة المتمثلة بالحزب والحركة للوصول إلى صيغة توافقية، إلا ان الأمر تعذر تحقيقه». وأشار إلى «ان أولوية المجلس المنتخب عودة الأهالي إلى بلدتهم وإعادة إعمارها»، داعيا الدولة «إلى التوجه جنوبا وتثبيت حضورها، وخصوصا في القرى الحدودية». التوافق والفوز بالتزكية أعلن عنه في العديد من البلدات، ومنها جارة طيرحرفا كالجبين والبستان وشمع وعلما الشعب والزلوطية والناقورة، بحسب ما أكد رئيس بلديتها عباس عواضة لـ «الأنباء» كاشفا عن «ان المجلس البلدي على طريق التزكية». الوضع مختلف في بلدة برج الملوك (قضاء مرجعيون)، وغالبيتها من الطوائف المسيحية (الروم والكاثوليك والموارنة والبروتستانت)، والتي تعرضت لاحتلال أجزاء من أراضيها، وتصدع وتدمير عدد من منازلها. وستشهد البلدة معركة انتخابية كما قال رئيس بلديتها الياس سليمان، مؤكدا إجراء الانتخابات في البلدة، على رغم كون نصفها مهدم». وأشار إلى وجود تنافس بين لائحتين مكتملتين من 9 أعضاء واحدة برئاسته. ولفت إلى «ان المختار فاز بالتزكية». وأشار إلى ان «محاولات التوافق لن تغب عن البلدة، التي سعت عائلاتها إليها. إلا أن الظروف والأوضاع التي تعيشها برج الملوك، إضافة إلى خيارات الناس، فرضت المعركة الانتخابية». وقال ان صناديق الاقتراع ستوضع في نادي البلدة الملاصق للبلدية. وتوقع مشاركة ضئيلة «كون الخوف هو المسيطر على المنطقة والأهالي نتيجة الاستهداف والخطر الاسرائيلي». ومن المجالس البلدية التي فازت بالتزكية كل من: بستيات والزلوطية ونفاخية والكنيسة والحنية ودير قانون رأس العين ووادي جيلو ودبعال وعلما الشعب وطورا والجبين وبافليه ويانوح وصديقين والقليلة والمنصوري والحلوسية وقانا (قضاء صور)، وخربة سلم وعيتا الجبل والغندورية والطيري ويارون وكونين (قضاء بنت جبيل).


الأنباء
منذ 16 ساعات
- الأنباء
بيروت وزحلة.. صناديق الرسائل السياسية
اكتسبت الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت في بيروت والبقاع بعدا سياسيا يتجاوز الطابع المحلي للانتخابات، إذ شكلت اختبارا جديدا لتوازنات القوى، ورسائل شعبية واضحة تجاه موازين النفوذ التقليدية، خصوصا في العاصمة ومدينة زحلة. في بيروت، طغى البعد الوطني على البلدي. فالعاصمة التي تمثل رمزية العيش المشترك والمناصفة، شكلت هاجسا لدى القوى السياسية المسيحية والإسلامية على السواء. وعليه، فقد بذلت جهود كبيرة للحفاظ على التوازن الطائفي في المجلس البلدي، لاسيما لجهة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، في ظل تركيبة ديموغرافية تميل لصالح المسلمين. وقد برز هذا الحرص من خلال التنسيق بين القوى الأساسية لضبط اللوائح وتوزيع المقاعد بما يحفظ المعادلة الدقيقة، منعا لانفجار طائفي أو طعن بشرعية التمثيل. إلا أن هذا التوازن لم يلغ الاحتقان الشعبي الناتج عن تردي الخدمات وغياب أي إنجاز بلدي ملموس، ما دفع بعدد من المرشحين المستقلين أو التغييريين إلى محاولة خرق اللوائح التقليدية، وإن لم يتمكنوا من تحقيق فوز واسع، إلا أنهم سجلوا حضورا رمزيا يحسب في ميزان الغضب الشعبي. أما في زحلة، فكانت المفاجأة الكبرى بسقوط التحالف العريض الذي ضم قوى سياسية وشخصيات زحلاوية نافذة مختلفة، وبعض قوى المجتمع المدني، في مقابل فوز لائحة «القوات اللبنانية» بمفردها، على رغم عدم تحالفها مع أي طرف سياسي آخر. أسباب هذا الفوز تعود إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها أن «القوات» قدمت لائحة مدعومة بشخصيات محلية تحظى بقبول شعبي، مستفيدة من التركيبة العائلية والاجتماعية للمدينة. في المقابل، بدا التحالف المناوئ مفتقدا التجانس والرؤية الموحدة، إذ جمع أطرافا متباعدة سياسيا واجتماعيا، ما أضعف قدرته على إقناع الناخبين. كما أثبتت «القوات اللبنانية»، مجددا امتلاكها ماكينة انتخابية فعالة قادرة على التعبئة والتنظيم، إلى جانب تماسك قاعدتها الشعبية في المدينة، خصوصا بين الناخبين الشباب. ولعل الرهان على خطاب محلي يركز على التنمية والخدمات ويربط مع الماضي والمواجهة مع السوريين، بدل الاصطفاف السياسي، ساهم في توسيع قاعدتها وتفوقها الواضح. بهذه الجولة، يتكرس تراجع قدرة التحالفات الواسعة على ضمان الفوز إذا لم تقترن برؤية موحدة وقاعدة محلية متماسكة، فيما يبرز أن الخطاب البلدي الواقعي والتنظيم المحكم قادران على قلب المعادلات، حتى في وجه تحالفات عريضة. وفي بيروت، يبقى التحدي الأكبر هو الحفاظ على التوازنات من دون تجاهل المطالب الشعبية المتنامية، في مشهد بلدي بات أكثر تسيسا، وأقل تسامحا مع الأداء التقليدي.