logo
ليبيا: ازدحام أمام محطات الوقود وإغلاق المحال التجارية في طرابلس وسط تصاعد التوترات الأمنية

ليبيا: ازدحام أمام محطات الوقود وإغلاق المحال التجارية في طرابلس وسط تصاعد التوترات الأمنية

العربي الجديد١٣-٠٥-٢٠٢٥

شهدت العاصمة الليبية طرابلس، مساء الاثنين، حالة من الفوضى إثر تصاعد التوتر الأمني بشكل حاد، ما أدى إلى إغلاق العديد من المحال التجارية باكراً واصطفاف المواطنين في طوابير طويلة أمام محطات
الوقود
، كما شهدت عدة مناطق انقطاعاً شبه تام للتيار الكهربائي.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه طرابلس توتراً متصاعداً بين تشكيلات مسلحة، وسط غياب واضح لأي تدخل حاسم من الجهات الرسمية لضبط الأمن وحماية المدنيين. و
أكد مصدر أمني من مديرية أمن طرابلس وطبي من مستشفى الحوادث في العاصمة مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي الليبي
عبد الغني الككلي
، الشهير بـ"غنيوة"، مساء الاثنين، بطلق ناري، في الوقت الذي سيطرت فيه قوى مسلحة بطرابلس على عدد من مقرات جهاز دعم الاستقرار. وشارك الككلي بواسطة قواته، التي تعتبر من أبرز القوى المسلحة، في عملية بركان الغضب التي أفشلت محاولة سيطرة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر عامي 2019 و2020 على العاصمة طرابلس.
ومع غروب شمس يوم الاثنين، بدأت الأسواق تغلق أبوابها تدريجياً، في حين شهدت محطات الوقود ازدحاماً خانقاً، حيث سعى السكان لتخزين الوقود في ظل التدهور الأمني المستمر. وقال أسعد بن مسعود، وهو أحد سكان طرابلس، لـ"العربي الجديد": "بحثت عن محطة وقود لأكثر من ثلاث ساعات، ولم أتمكن من العثور على محطة تعمل سوى في منطقة جنزور، غربي العاصمة". وأضاف: "الوضع الأمني غير مستقر، ولهذا السبب أقوم بتخزين الوقود".
وفي ما يخص الخدمات الأساسية، أكد شهاب القماطي، وهو صاحب مخبز في وسط المدينة، لـ"العربي الجديد"، أن العمل توقف بشكل مفاجئ وفي وقت أبكر من المعتاد، قائلاً: "نفدت كميات الخبز منذ المغرب، ولا نعلم إذا كنا سنتمكن من العمل الثلاثاء (اليوم)". وفي السياق نفسه، أشار رضوان الطبيب إلى أن معظم الصيدليات أغلقت أبوابها، أضاف في حديث لـ"العربي الجديد": "أبحث عن أدوية لأطفالي، ولكن الحركة في الشوارع شبه متوقفة بسبب الرصاص المتطاير هنا وهناك".
من جهته، قال عز الدين الأصبيعي، وهو أحد سكان منطقة صلاح الدين، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الكهرباء انقطعت بشكل كامل منذ أكثر من خمس ساعات. الناس يعانون أوضاعاً معيشية متدهورة، مع نقص السيولة وتردي الخدمات الأساسية. لا نعرف إن كانت هذه الاشتباكات ستتوقف أم أننا على أعتاب موجة جديدة من العنف".
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي أبو بكر الهادي إن "الأزمة الحالية في طرابلس تعكس غياب الخطط الطارئة التي من شأنها التخفيف من الأعباء المعيشية على الأسر، خاصة في ظل ما تشهده العاصمة من توتر أمني واضطرابات". وأكد الهادي لـ"العربي الجديد"، أن "طرابلس، التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة، تواجه صعوبة كبيرة في توفير الخدمات الأساسية مع ارتفاع الأسعار وإقفال العديد من المحلات التجارية".
أسواق
التحديثات الحية
إحياء ليبيا شهادات إيداع المضاربة يثير جدلاً اقتصادياً
وتساءل الهادي: "كيف يمكن أن ترتفع الأسعار وتصبح الحركة شبه مشلولة في الخدمات؟ لا توجد صيدليات أو محلات تجارية تعمل بشكل طبيعي، كما أن الخطط البديلة غائبة وسط هذه الأوضاع الأمنية"، وأشار إلى أن "معظم محطات الوقود مغلقة، باستثناء المستشفيات العامة التي تواصل عملها في ظروف صعبة".
من جهته، قال المواطن عبد الله السنوسي إنه لم يتمكن من العثور على أسطوانة غاز طهو منذ مساء الاثنين، مضيفاً أن سعر الأسطوانة قفز إلى 50 ديناراً (نحو تسعة دولارات) في السوق السوداء، رغم أن سعرها الرسمي لا يتجاوز ثلاثة دنانير.
وفي تطور ذي صلة، أعلنت شركة البريقة لتسويق النفط، صباح الثلاثاء، إعفاء موظفيها القاطنين في طرابلس والمناطق المجاورة من الحضور إلى مقار العمل "نظراً للتوترات الأمنية"، داعية عبر صفحتها على "فيسبوك" الموظفين إلى التزام منازلهم ومتابعة تعليمات الجهات المختصة بشأن المستجدات الأمنية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من هم أطراف الاشتباكات الأخيرة في ليبيا وما الذي يحدث؟
من هم أطراف الاشتباكات الأخيرة في ليبيا وما الذي يحدث؟

BBC عربية

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • BBC عربية

من هم أطراف الاشتباكات الأخيرة في ليبيا وما الذي يحدث؟

لا تزال حالة من التوتر تشهدها العاصمة الليبية طرابلس، بعد سلسلة من الاشتباكات خلال الأسبوع الماضي، عقب مقتل عبد الغني الككلي قائدة جهاز دعم الاستقرار، وإصدار رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة قرارات بحل وإعادة هيكلة أجهزة أمنية، فماذا نعرف عن الأطراف المتنازعة وكيف تطور الخلاف بينها في الأسبوع الماضي؟

أحداث طرابلس تلقي بظلالها على الدوري الليبي وشبح الإلغاء يلوح في الأفق
أحداث طرابلس تلقي بظلالها على الدوري الليبي وشبح الإلغاء يلوح في الأفق

العربي الجديد

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

أحداث طرابلس تلقي بظلالها على الدوري الليبي وشبح الإلغاء يلوح في الأفق

قرّرت لجنة تنظيم المسابقات بالاتحاد الليبي لكرة القدم إيقاف جميع المباريات في المنطقة الغربية من ليبيا، وتحديداً في طرابلس في الساعات الماضية، حتى إشعارٍ آخر، وذلك على خلفية الأحداث الأمنية التي شهدتها العاصمة، وأسفرت عن وفاة الرئيس الفخري لنادي الأهلي طرابلس، عبد الغني الككلي، وهو في نفس الوقت قائد "جهاز دعم الاستقرار"، أحد أبرز التشكيلات المسلّحة التي هيمنت على المشهد الأمني في العاصمة لأكثر من عقد، وإنهاء وجوده. ويأتي هذا القرار تماشياً مع التوجيهات الصادرة لحماية المواطنين، من خلال منع التجمعات المرتبطة بكرة القدم، بينما يخشى المتابعون أن تكون العواقب وخيمة، وتؤثر على سير الدوري الليبي، ما يفرض بحث الحلول العاجلة . ونشرت لجنة تنظيم المسابقات عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بياناً أعلنت خلاله قرار الإيقاف الفوري للمنافسات، ما فتح الباب أمام سلسلة من التبِعات، التي قد تؤثر سلباً على سير بطولة الدوري الليبي، وتؤدي إلى تأخّر إنهائها ضمن الجدول الزمني المحدد. ويأتي هذا القرار في وقت أنهت فيه الأندية الليبية مرحلة الدور السداسي الأول، الذي يُعدّ المرحلة التمهيدية المؤهّلة للدور السداسي النهائي الحاسم. ويُبدي المشرفون على كرة القدم الليبية تخوّفهم من أن تذهب جهودهم لتحسين صورة الرياضة عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص، أدراج الرياح، لا سيّما في ظل المتابعة الدقيقة من لجان الاتحادين الدولي والأفريقي لكرة القدم للأوضاع في البلاد، خصوصاً بعد قرار رفع الحظر عن الملاعب الليبية الذي صدر قبل أشهر. ويُعَدّ الاستقرار الأمني أحد أبرز العوامل الحاسمة لضمان استضافة الأندية والمنتخبات الليبية لمنافساتها خلال الفترة المقبلة . وشعر اللاعبون الأجانب في أندية العاصمة الليبية بحالة من القلق والتوجّس، إثر التوترات الأمنية التي شهدتها بعض مناطق طرابلس، وتكرار سماع أصوات إطلاق النار بين الحين والآخر، وهو ما قد يدفع بعضهم للتفكير في مغادرة البلاد. في المقابل، يبذل المسؤولون في الأندية جهوداً لاحتواء الموقف، من خلال تهدئة اللاعبين وتقديم تطمينات بعدم تعرّضهم لأي أذى، على أمل أن تشهد الساعات المقبلة تحسناً في الأوضاع كما هو متوقّع . وتداولت الأوساط الرياضية في الساعات الأخيرة شائعات تفيد بإمكانية إيقاف المنافسات نهائياً، مع اعتماد النتائج المسجّلة حتى الآن. غير أن هذا السيناريو يبدو بعيداً عن الواقع، في ظل تقارب النقاط بين الفرق المتنافسة، وإمكانية لحاق الملاحقين بالمتصدر الحالي، الأهلي طرابلس. وفي المقابل، تعقد لجنة تنظيم المسابقات اجتماعات مكثفة لبحث سُبل التعامل مع هذا الطارئ المفاجئ، الذي يُعدّ عقبة أمام منظومة تنظيمية ظلّت تعتمد على الانضباط والدقة طوال الفترة الماضية . ومن بين الحلول المطروحة، في حال استمرار التوتر الأمني، نقل مباريات فرق المنطقة الغربية إلى ملاعب المنطقة الشرقية، بهدف استكمال منافسات الدوري طبيعياً، وضمان انتهائه في موعده المحدد. ويُسهم هذا المقترح في تمكين الأندية من خوض الاستحقاقات الأفريقية في ظروف مثالية، إلى جانب الحفاظ على جاهزية اللاعبين المنتمين لأندية العاصمة طرابلس، والذين يُعوّل عليهم لتمثيل المنتخب الليبي في الاستحقاقات المقبلة . بعيدا عن الملاعب التحديثات الحية تطورات حادثة دهس مشجعين في الدوري الليبي.. تحركٌ رسمي وردود فعل أما الحل الأمثل فيكمُن في استعادة الاستقرار في طرابلس، وعودة عجلة المسابقات الكروية للدوران، بما يضمن للجماهير حقهم في متابعة فرقهم من المدرجات وتشجيعها، خلال المرحلة الحاسمة من الدوري، وهي ما تُعرف بـ"دور السداسي الأخير"، التي ستُحسم على ضوئها هوية البطل، ومن المنتظر أن تشهد هذه المرحلة منافسة مثيرة، كما كان الحال في الجولات الماضية .

ليبيا: ازدحام أمام محطات الوقود وإغلاق المحال التجارية في طرابلس وسط تصاعد التوترات الأمنية
ليبيا: ازدحام أمام محطات الوقود وإغلاق المحال التجارية في طرابلس وسط تصاعد التوترات الأمنية

العربي الجديد

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

ليبيا: ازدحام أمام محطات الوقود وإغلاق المحال التجارية في طرابلس وسط تصاعد التوترات الأمنية

شهدت العاصمة الليبية طرابلس، مساء الاثنين، حالة من الفوضى إثر تصاعد التوتر الأمني بشكل حاد، ما أدى إلى إغلاق العديد من المحال التجارية باكراً واصطفاف المواطنين في طوابير طويلة أمام محطات الوقود ، كما شهدت عدة مناطق انقطاعاً شبه تام للتيار الكهربائي. وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه طرابلس توتراً متصاعداً بين تشكيلات مسلحة، وسط غياب واضح لأي تدخل حاسم من الجهات الرسمية لضبط الأمن وحماية المدنيين. و أكد مصدر أمني من مديرية أمن طرابلس وطبي من مستشفى الحوادث في العاصمة مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي الليبي عبد الغني الككلي ، الشهير بـ"غنيوة"، مساء الاثنين، بطلق ناري، في الوقت الذي سيطرت فيه قوى مسلحة بطرابلس على عدد من مقرات جهاز دعم الاستقرار. وشارك الككلي بواسطة قواته، التي تعتبر من أبرز القوى المسلحة، في عملية بركان الغضب التي أفشلت محاولة سيطرة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر عامي 2019 و2020 على العاصمة طرابلس. ومع غروب شمس يوم الاثنين، بدأت الأسواق تغلق أبوابها تدريجياً، في حين شهدت محطات الوقود ازدحاماً خانقاً، حيث سعى السكان لتخزين الوقود في ظل التدهور الأمني المستمر. وقال أسعد بن مسعود، وهو أحد سكان طرابلس، لـ"العربي الجديد": "بحثت عن محطة وقود لأكثر من ثلاث ساعات، ولم أتمكن من العثور على محطة تعمل سوى في منطقة جنزور، غربي العاصمة". وأضاف: "الوضع الأمني غير مستقر، ولهذا السبب أقوم بتخزين الوقود". وفي ما يخص الخدمات الأساسية، أكد شهاب القماطي، وهو صاحب مخبز في وسط المدينة، لـ"العربي الجديد"، أن العمل توقف بشكل مفاجئ وفي وقت أبكر من المعتاد، قائلاً: "نفدت كميات الخبز منذ المغرب، ولا نعلم إذا كنا سنتمكن من العمل الثلاثاء (اليوم)". وفي السياق نفسه، أشار رضوان الطبيب إلى أن معظم الصيدليات أغلقت أبوابها، أضاف في حديث لـ"العربي الجديد": "أبحث عن أدوية لأطفالي، ولكن الحركة في الشوارع شبه متوقفة بسبب الرصاص المتطاير هنا وهناك". من جهته، قال عز الدين الأصبيعي، وهو أحد سكان منطقة صلاح الدين، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الكهرباء انقطعت بشكل كامل منذ أكثر من خمس ساعات. الناس يعانون أوضاعاً معيشية متدهورة، مع نقص السيولة وتردي الخدمات الأساسية. لا نعرف إن كانت هذه الاشتباكات ستتوقف أم أننا على أعتاب موجة جديدة من العنف". من جانبه، قال المحلل الاقتصادي أبو بكر الهادي إن "الأزمة الحالية في طرابلس تعكس غياب الخطط الطارئة التي من شأنها التخفيف من الأعباء المعيشية على الأسر، خاصة في ظل ما تشهده العاصمة من توتر أمني واضطرابات". وأكد الهادي لـ"العربي الجديد"، أن "طرابلس، التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة، تواجه صعوبة كبيرة في توفير الخدمات الأساسية مع ارتفاع الأسعار وإقفال العديد من المحلات التجارية". أسواق التحديثات الحية إحياء ليبيا شهادات إيداع المضاربة يثير جدلاً اقتصادياً وتساءل الهادي: "كيف يمكن أن ترتفع الأسعار وتصبح الحركة شبه مشلولة في الخدمات؟ لا توجد صيدليات أو محلات تجارية تعمل بشكل طبيعي، كما أن الخطط البديلة غائبة وسط هذه الأوضاع الأمنية"، وأشار إلى أن "معظم محطات الوقود مغلقة، باستثناء المستشفيات العامة التي تواصل عملها في ظروف صعبة". من جهته، قال المواطن عبد الله السنوسي إنه لم يتمكن من العثور على أسطوانة غاز طهو منذ مساء الاثنين، مضيفاً أن سعر الأسطوانة قفز إلى 50 ديناراً (نحو تسعة دولارات) في السوق السوداء، رغم أن سعرها الرسمي لا يتجاوز ثلاثة دنانير. وفي تطور ذي صلة، أعلنت شركة البريقة لتسويق النفط، صباح الثلاثاء، إعفاء موظفيها القاطنين في طرابلس والمناطق المجاورة من الحضور إلى مقار العمل "نظراً للتوترات الأمنية"، داعية عبر صفحتها على "فيسبوك" الموظفين إلى التزام منازلهم ومتابعة تعليمات الجهات المختصة بشأن المستجدات الأمنية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store