logo
كبار السن و"شيخوخة القلب".. حينما تصبح الأيام عبئا

كبار السن و"شيخوخة القلب".. حينما تصبح الأيام عبئا

الغد٢٦-٠٧-٢٠٢٥
ديمة محبوبة
اضافة اعلان
عمان - "سكوتي أكثر من كلامي"، بهذه العبارة يصف السبعيني سالم حالته، مضيفا أنه لم يتوقع أن يتحول من رجل مليء بالحيوية والعمل، حاضر الفكر والحديث، إلى شخص يملأ الصمت يومه.يجلس على شرفة بيته، ويقول بصوت خافت "أشعر أنني أعيش في محطة انتظار؛ الأولاد مشغولون، زوجتي رحلت إلى بارئها، والأصدقاء إما رحلوا أو أعياهم المرض ولا أستطيع زيارتهم".الحاج سالم هو واحد من آلاف الوجوه التي تخفي خلف تجاعيدها قلقا متصاعدا. فمرحلة التقدم في العمر، التي طالما اعتبرت مرحلة الحكمة والسكينة، باتت لكثيرين مرادفا للوحدة والخوف، وأحيانا الاكتئاب. ورغم أن هذه المشاعر نادرا ما يعبر عنها، إلا أن الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين يصفونها بأنها "ظاهرة صامتة"، آخذة في الاتساع في الأردن.الخبيرة النفسية سماح الرمحي، تؤكد أن التقدم في العمر يصاحبه حتما تغيرات كيميائية وهرمونية في الدماغ، خصوصا انخفاض هرموني السيروتونين والدوبامين، المرتبطين بالمزاج والطاقة.وتقول "انخفاض هذين الهرمونين قد لا يؤدي فقط إلى الاكتئاب، بل يسبب اضطرابات القلق والخوف، مثل الخوف من الموت أو من العجز. والمشكلة أن كبار السن لا يربطون غالبا بين ما يشعرون به وبين الأسباب البيولوجية الكامنة".وتتابع الرمحي "يأتينا كبار في السن يعانون من الأرق، القلق، فقدان الشهية، بكاء مفاجئ وعزلة، لكنهم لا يصفون ما يمرون به بالاكتئاب، إما بسبب الخوف الثقافي من التسمية، أو لأنهم يفسرونه على أنه مجرد ضيق من الحياة أو استياء من الأولاد، ما يؤدي إلى تأخر في التشخيص والعلاج". وتضيف "لا يقتصر الأمر على التغيرات الهرمونية فقط، إذ إن تراجع قوة الجسد يشكل عامل ضغط نفسي إضافيا".يصف الحاج سالم كيف أصبح ذهابه إلى المسجد مرهونا بـ"حالة ركبته"، وكيف يشعر بـ"غضب داخلي"، حين يعجز عن حمل كيس خضار. ويقول "كنت أساعد الجيران، والآن أحتاج إلى من يساعدني، حتى طلوع الدرج صار عبئا علي وأفكر فيه كثيرا قبل أي خروج من المنزل".وتظهر بيانات وزارة الصحة الأردنية، أن أكثر من 71 % من كبار السن عانوا من أمراض مزمنة خلال العقد الماضي، ما يفرض عليهم نمط حياة محدودا، ويجعلهم أكثر عرضة للعزلة. وفي هذا السياق، يؤكد الخبراء أن كبار السن يمرون بدرجات متفاوتة من الاكتئاب، خصوصا أولئك الذين يعيشون بمفردهم أو يعانون من إعاقة.تقول نادرة (68 عاما) "ما يؤلمني ليس المرض، بل فقدان من حولي. توفيت صديقتان لي، وأختي، وزوجي. كأن الحياة تمحو كل ما كان مألوفا، والشعور الذي يصلني من المحيطين بي هو أنني كبرت وأني أنتمي لعالم آخر، فابنتي دائما ما تردد أن الزمان تغير، وأن ما كنت أفعله معهم لا يشبه ما يفعلونه مع أبنائهم".ويؤكد اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، أن العلاقات الاجتماعية تمثل مصدر دعم نفسي بالغ الأهمية للمسن، وانهيارها مع الوقت يحدث ما يشبه التمزق في شخصية الإنسان.ويتابع "الشيخوخة ليست مجرد مرحلة عمرية، بل تجربة نفسية واجتماعية معقدة، وكلما ضاق محيط الفرد من الأصدقاء أو الأقارب، شعر بأنه متروك، ما يدفعه تدريجيا إلى الانسحاب الداخلي من الحياة".وتشير المرشدة النفسية رائدة الكيلاني إلى أن انعدام الشعور بالدور، في كثير من الحالات، هو ما يدفع المسن نحو الانطفاء الداخلي والشعور بـ"شيخوخة القلب" وبأنه غير مفيد. تقول "كبار السن لا يؤخذ برأيهم، وأحيانا كثيرة تكون تصرفات الأبناء من باب الحرص على راحة الوالدين، لكن الشعور الذي يصلهم عكس ذلك تماما".ووفق قولها، فإن الانفصال عن الأدوار الاجتماعية، مثل العمل، أو الأبوة النشطة، أو حتى المشاركة في المجتمع، يجعل كبار السن يشعرون بأن الزمن تجاوزهم". وتشدد على أهمية إبقائهم في موقع التأثير، من خلال السماح لهم باتخاذ قراراتهم الخاصة، وتعزيز مشاركتهم في تفاصيل الحياة اليومية.وتؤكد الكيلاني أن الحالة النفسية للمسن قابلة للتحسن، حتى في المراحل المتقدمة من العمر، مشيرة إلى أن العلاج الدوائي قد يكون مفيدا في بعض الحالات، لكن العامل الأهم هو "الدعم الأسري والاجتماعي، وإشراك كبار السن في أنشطة مجتمعية، وتنظيم زيارات دورية لهم، مع احترام اختياراتهم ووجهات نظرهم".وتلفت إلى أن المطلوب اليوم هو تبني الدولة خططا وطنية شاملة تعترف بأن الشيخوخة ليست مجرد قضية طبابة أو راتب تقاعد، بل تجربة نفسية وروحية واجتماعية مركبة تحتاج إلى مقاربات متعددة الجوانب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ضمنَ المُبادرة الملكيّة الإنسانيّة و'الممر الطبيّ الأردنيّ' مستشفى الجامعة الأردنيّة يستقبل 6 أطفال من غزّة لعلاج أمراض القلب
ضمنَ المُبادرة الملكيّة الإنسانيّة و'الممر الطبيّ الأردنيّ' مستشفى الجامعة الأردنيّة يستقبل 6 أطفال من غزّة لعلاج أمراض القلب

رؤيا نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • رؤيا نيوز

ضمنَ المُبادرة الملكيّة الإنسانيّة و'الممر الطبيّ الأردنيّ' مستشفى الجامعة الأردنيّة يستقبل 6 أطفال من غزّة لعلاج أمراض القلب

استمرارًا للنّهج الإنسانيّ النبيل لجلالة الملك عبدُالله الثاني ابن الحسين المعظّم في دعمِ الأشقّاء الفلسطينيين، استقبلَ مُستشفى الجامعة الأردنيّة وبالتعاون مع سلسلة الأمل وجمعيّة هبة الحياة الدوليّة فرع الأردن، اليوم الخميس، (6) أطفال من قطاع غزة يُعانونَ من أمراض قلبيّة؛ وذلك لتقديم الرعاية الطبيّة المُتخصّصة وإجراء التدخُّلات الجراحيّة اللازمة لهم. ويأتي وصولُ هؤلاء الأطفال ضمنَ الجّهود المُتواصلة للأردُن في تخفيف مُعاناة الأشقّاء في قطاع غزّة، حيثُ أَجلَت القوات المُسلّحة الأردنيّة– الجيش العربيّ، أمس الأربعاء، الدّفعة التاسعة من أطفال القطاع؛ وذلك ضمنَ مُبادرة 'الممر الطبيّ الأردنيّ'، والتي ضمّت (15) مريضًا و(43) مُرافقًا من ذويهم، ليتم نقلهم إلى المُستشفيات الأردنيّة لتلقّي العلاج بالتنسيق مع وزارة الصحة ومنظّمة الصحة العالميّة. ويُشرف على علاج الأطفال في المُستشفى، فريق طبي مُتكامل بقيادة استشاري أول قلب الأطفال الأستاذ الدكتور إياد العموري، وبمُساندة طواقَم طبيّة وتمريضيّة ذات كفاءة عالية، كما وسيتم إجراء جميع الفحوصات التشخيصيّة والتحضيرات الطبيّة اللازمة لضمان نجاح العمليّات الجراحيّة المُقرّرة. وفي هذا السّياق، أكّد المدير العام للمستشفى الأستاذ الدكتور نادر البصول، أنّ استقبال الأطفال المرضى من قطاع غزّة يُمثّلُ ترجمةً حقيقيّة للتوجيهات الملكيّة السامية، وتجسيدًا للدور الإنسانيّ الذي يضطّلعُ به الأردن بقيادة جلالة الملك عبدُالله الثاني ابن الحسين، في دعم الأشقّاء الفلسطينيّين، لافتًا إلى أنّ المستشفى يُسخّر كافة إمكاناته الطبيّة والبشريّة لتقديم رعاية مُتكاملة لهؤلاء الأطفال، انطلاقًا من مسؤوليّته الوطنيّةِ والمهنيّة، وحرصهِ على توفير بيئةٍ علاجيّةٍ آمنةٍ ومُتقدّمة تُسهمُ في إنجاح العمليّات الجراحيّة وتحقيق الشفاء. من جانبه، بيّنَ العموري، أنّه سيتم تقييم الأطفال طبيًّا وتحضيرهم لإجراء عمليّات قلب مفتوح ضمنَ حملة جراحيّة مُتخصّصة بالتعاون مع فرق جراحيّة عالميّة، لافتًا إلى أنّ المستشفى سيُقدّم جميع أشكال الدّعم لضمان نجاح هذه العمليّات وتماثُل الأطفال للشّفاء.

ارتفاع شهداء التجويع الإسرائيلي إلى 197 بينهم 96 طفلا
ارتفاع شهداء التجويع الإسرائيلي إلى 197 بينهم 96 طفلا

الغد

timeمنذ 3 ساعات

  • الغد

ارتفاع شهداء التجويع الإسرائيلي إلى 197 بينهم 96 طفلا

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، الخميس، ارتفاع عدد الوفيات جراء سياسة التجويع الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 197 شخصا بينهم 96 طفلا، وذلك بعد وفاة 4 حالات خلال 24 ساعة. اضافة اعلان وقال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، في بيان إن مستشفيات القطاع سجلت خلال الـ24 ساعة الماضية "4 حالات وفاة جديدة بسبب سوء التغذية الحاد". وتابع: "بذلك، يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 197 شهيدا، من بينهم 96 طفلا". وتحذر منظمات أممية ومؤسسات محلية من أن استمرار الحصار ومنع المساعدات ينذران بوقوع وفيات جماعية بين الأطفال، وسط تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية، وانهيار المنظومة الطبية بالكامل. ورغم تكدس شاحنات المساعدات على مداخل قطاع غزة، تواصل إسرائيل منع دخولها أو التحكم في توزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة وبكميات شحيحة جدا "لا تعد سوى نقطة في محيط" وفق تقارير أممية ودولية.

مستشفى الجامعة الأردنية يستقبل 6 أطفال من غزة لعلاج أمراض القلب
مستشفى الجامعة الأردنية يستقبل 6 أطفال من غزة لعلاج أمراض القلب

الرأي

timeمنذ 3 ساعات

  • الرأي

مستشفى الجامعة الأردنية يستقبل 6 أطفال من غزة لعلاج أمراض القلب

استقبلَ مُستشفى الجامعة الأردنيّة وبالتعاون مع سلسلة الأمل وجمعيّة هبة الحياة الدوليّة فرع الأردن، الخميس، (6) أطفال من قطاع غزة يُعانونَ من أمراض قلبيّة؛ وذلك لتقديم الرعاية الطبيّة المُتخصّصة وإجراء التدخُّلات الجراحيّة اللازمة لهم. ويأتي وصولُ هؤلاء الأطفال ضمنَ الجّهود المُتواصلة للأردُن في تخفيف مُعاناة الأشقّاء في قطاع غزّة، حيثُ أَجلَت القوات المُسلّحة الأردنيّة – الجيش العربيّ، أمس الأربعاء، الدّفعة التاسعة من أطفال القطاع؛ وذلك ضمنَ مُبادرة "الممر الطبيّ الأردنيّ"، والتي ضمّت (15) مريضًا و(43) مُرافقًا من ذويهم، ليتم نقلهم إلى المُستشفيات الأردنيّة لتلقّي العلاج بالتنسيق مع وزارة الصحة ومنظّمة الصحة العالميّة. ويُشرف على علاج الأطفال في المُستشفى، فريق طبي مُتكامل بقيادة استشاري أول قلب الأطفال الأستاذ الدكتور إياد العموري، وبمُساندة طواقَم طبيّة وتمريضيّة ذات كفاءة عالية، كما وسيتم إجراء جميع الفحوصات التشخيصيّة والتحضيرات الطبيّة اللازمة لضمان نجاح العمليّات الجراحيّة المُقرّرة. وفي هذا السّياق، أكّد المدير العام للمستشفى نادر البصول، أنّ استقبال الأطفال المرضى من قطاع غزّة يُمثّلُ ترجمةً حقيقيّة للتوجيهات الملكيّة السامية، وتجسيدًا للدور الإنسانيّ الذي يضطّلعُ به الأردن بقيادة جلالة الملك عبدُالله الثاني ابن الحسين، في دعم الأشقّاء الفلسطينيّين، لافتًا إلى أنّ المستشفى يُسخّر كافة إمكاناته الطبيّة والبشريّة لتقديم رعاية مُتكاملة لهؤلاء الأطفال، انطلاقًا من مسؤوليّته الوطنيّةِ والمهنيّة، وحرصهِ على توفير بيئةٍ علاجيّةٍ آمنةٍ ومُتقدّمة تُسهمُ في إنجاح العمليّات الجراحيّة وتحقيق الشفاء. من جانبه، بين العموري، أنّه سيتم تقييم الأطفال طبيًّا وتحضيرهم لإجراء عمليّات قلب مفتوح ضمنَ حملة جراحيّة مُتخصّصة بالتعاون مع فرق جراحيّة عالميّة، لافتًا إلى أنّ المستشفى سيُقدّم جميع أشكال الدّعم لضمان نجاح هذه العمليّات وتماثُل الأطفال للشّفاء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store