logo
ترامب ووقف إطلاق النار .. سلام مؤقت أم تكتيك لاحتواء نتنياهو

ترامب ووقف إطلاق النار .. سلام مؤقت أم تكتيك لاحتواء نتنياهو

عمونمنذ 6 ساعات

في منطقة مشتعلة مثل الشرق الأوسط، نادراً ما تكون التهدئة نهاية للمعركة، وغالبًا ما تكون مجرد تبديل مؤقت في أدوات الضغط. هذا ما يمكن اسقاطه على الخطوة المفاجئة التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلانه التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد 12 يوما من التصعيد العسكري المكثف.
في عالم سياسة ترامب ليس كل ما يقال هو ما يقصد فعليأ. والقرار المفاجئ بوقف (او بالاحرى فرض) وقف شامل لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران قد يحمل في طياته أكثر مما يظهر على السطح، ويعكس فلسفة سياسية معقدة لا تفهم إلا بقراءة ما بين السطور.
فما يلفت الانتباه في هذا القرار، لم يكن فقط قدرته على تهدئة التصعيد في لحظة حاسمة، بل أيضا توقيته الحساس وأبعاده السياسية العميقة. وبالنظر إلى طبيعة ترامب المزدوجة – حيث تناقض تصريحاته في الغالب أفعاله – يبدو أن إعلان التهدئة لم يكن هدفا بحد ذاته، بل أداة لتحقيق أهداف أخرى أكثر تعقيدا.
من خلال قراءة عقلية ترامب، يمكن القول إن القرار جاء في توقيت محسوب بدقة، يهدف إلى كبح اندفاعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنعه من تحقيق نصر عسكري ساحق ضد إيران. نصر كهذا، لو تحقق، قد يحول نتنياهو إلى قوة سياسية يصعب على واشنطن توجيهها لاحقا، ويمنحه ثقة مبالغا فيها على حساب التنسيق مع البيت الأبيض.
فرغم أن ترامب يعتبر نتنياهو حليفا مهما في المنطقة، إلا أنه يدرك تماما أن الغرور السياسي الناتج عن انتصار كبير قد يضعف الانسجام بين واشنطن وتل أبيب، ويجعل من الصعب الحفاظ على المبادرة الأميركية في قيادة التحالفات الإقليمية. من هنا، جاء قرار وقف إطلاق النار كأداة لضبط الإيقاع الإسرائيلي، دون أن يفهم على أنه تراجع أو ضعف أمام طهران.
ترامب، الذي منح إسرائيل الضوء الأخضر لبدء الهجوم، وشارك عبر ضربات محددة استهدفت منشآت إيرانية حساسة، عاد فجأة ليضغط زر الإيقاف، كما لو كان يتحكم في مشهد حرب عبر "ريموت كنترول" – يشعل المواجهة، يرفع حدتها، ثم يوقفها في اللحظة التي تخدم مصالحه بدقة.
التهدئة إذا لم تكن نتيجة ضغوط خارجية أو سعي أميركي نحو السلام، بل ورقة ضمن لعبة معقدة تهدف إلى محاصرة طهران سياسيا من جهة، ومنع توسع دائرة الحرب إقليميا من جهة أخرى، وفي الوقت نفسه تمكين ترامب من تعزيز صورته داخليا وخارجيًا كرئيس يمسك بزمام الأمور، وكقائد قادر على تحقيق سلام بالقوة.
وبينما يسعى ترامب إلى الظهور بمظهر الحامي لإسرائيل والرادع لطموحات إيران، فإنه على الأرجح يخطط لمرحلة مقبلة يعول فيها على تحريك الشارع الإيراني من الداخل، في محاولة لإسقاط النظام دون تدخل عسكري مباشر، وبأقل كلفة ممكنة.
في النهاية، لا يبدو أن قرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل كان مجرد خطوة تكتيكية، بل تجسيد جديد لسياسة القوة الذكية التي يتبعها ترامب، والتي تجمع بين الضغط العسكري والحسابات السياسية الدقيقة. رسالة واضحة تقول إن واشنطن لا تزال تمسك بخيوط اللعبة في الشرق الأوسط، ولكن بشروطها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب لديه ثلاثة أو أربعة مرشحّين محتملين لخلافة رئيس الاحتياطي الفيدرالي
ترمب لديه ثلاثة أو أربعة مرشحّين محتملين لخلافة رئيس الاحتياطي الفيدرالي

خبرني

timeمنذ 40 دقائق

  • خبرني

ترمب لديه ثلاثة أو أربعة مرشحّين محتملين لخلافة رئيس الاحتياطي الفيدرالي

خبرني - قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء إن لديه "ثلاثة أو أربعة" مرشّحين محتملين لخلافة رئيس الاحتياطي الفيدرالي (المصرف المركزي الأميركي) جيروم باول الذي يوجّه إليه سيّد البيت الأبيض انتقادات حادة بسبب طريقة إدارته للشؤون المالية لأكبر قوة اقتصادية في العالم. خلافا لأسلافه الذين امتنعوا عن إعطاء النصائح للاحتياطي الفيدرالي وهو هيئة مستقلة، أطلق ترامب انتقادات عدة لباول وحضّه مرارا على خفض معدّلات الفائدة. وقال ترمب في تصريح لصحافيين عقب قمة لحلف شمال الأطلسي "لدي ثلاثة أو أربعة أشخاص لأختار من بينهم". وتابع "سيغادر قريبا جدا لحسن الحظ لأنّي أعتقد أنه فظيع" في إشارة إلى باول الذي تنتهي ولايته في أيار/مايو من العام المقبل. واعتبر أن قدرات باول "الذهنية متوسطة" و"معدّل ذكائه منخفض نسبة إلى وظيفته". الثلاثاء، قال باول إن الاحتياطي الفيدرالي سيدرس تداعيات التعرفات التي فرضها ترامب قبل اتخاذ قرار بخفض معدلات الفائدة. وقال في جلسة أمام الكونغرس أن الهيئة تسعى للتأكد من عدم تحوّل ارتفاع مرحلي للأسعار إلى "مشكلة تضخّم". لكنه لفت إلى أن معدّلات الفائدة يمكن أن تخفّض إذا ما سجّل التضخّم تراجعا أكبر من المتوقع أو في حال تراجعت سوق العمل. وقرر الاحتياطي الفيدرالي بالإجماع الأسبوع الماضي الإبقاء على معدّلات الفائدة ضمن هامش يراوح بين 4,25 في المئة و4,50 في المئة، للمرة الرابعة على التوالي. قبيل جلسة باول أمام الكونغرس، قال الرئيس الأميركي "يجب أن نخفض معدلات الفائدة بمقدار نقطتين أو ثلاث نقاط مئوية على الأقل". وردا على انتقادات ترامب قال باول "نفعل دائما ما نراه صائبا ونتحمّل العواقب".

ترامب: فوردو دُمّرت بالكامل .. والموساد عاين الأضرار ميدانيا
ترامب: فوردو دُمّرت بالكامل .. والموساد عاين الأضرار ميدانيا

وطنا نيوز

timeمنذ 44 دقائق

  • وطنا نيوز

ترامب: فوردو دُمّرت بالكامل .. والموساد عاين الأضرار ميدانيا

وطنا اليوم:واجه الرئيس الأمريكي دونالد انتقادات من داعميه في إسرائيل إثر كشفه عن وجود عملاء للموساد في منشأة فوردو النووية الإيرانية. وقال ترامب إن هؤلاء العملاء اكتشفوا الدمار الذي حل بالمنشأة بأنفسهم، في إطار التدليل على قوة الضربة الأمريكية للمنشأة، وذلك ردًا على تقرير مخابراته المثير، الذي شكك بتأثير الضربة الأمريكية. وبحسب وسائل إعلام عبرية، من بينها القناة 14، فجر ترامب مفاجأة كبيرة، وقال إنه سيصدر تقريرا رسميا بخصوص ذلك قريبًا. وشارك رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالعبرية، في الهجوم على ترامب، الذي يعلق الإسرائيليون لافتات شكر له في الشوارع، ويصلون له لدوام حكمه. وجاء الهجوم على ترامب بعد كشفه عن عناصر الموساد في هذه المناطق الخطيرة من الأراضي الإيرانية، مما يعرضهم للخطر ويفشل عملياتهم المستقبلية. وقال موقع 'بحداري حريديم' العبري، إن تصريحات ترامب بشأن فوردو لاقت اهتمامًا كبيرًا على الساحة الدولية، مع التلميح الواضح بأن إسرائيل كان لديها عملاء أو أفراد ميدانيون داخل أحد أكثر المواقع الأمنية حراسة في إيران، داخل عمق الجبل، بعد الهجوم الأمريكي، في عملية معقدة كما يبدو. ووفق التقرير العبري الرافض للترويج الأمريكي، يقع موقع فوردو في أعماق الجبال قرب مدينة قم، وقد استخدمته إيران لتخصيب اليورانيوم المتقدم تحت حراسة أمنية مشددة. ويشير اختراق الموقع، بحسب التقرير، حتى لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية، إلى قدرة عملياتية غير عادية. وردد ترامب هذه التصريحات المثيرة، اليوم الأربعاء، في مؤتمر لحلف شمال الأطلسي 'الناتو' في لاهاي، مؤكدًا أن عملاء الموساد بعدما زاروا الموقع، قيموا الدمار على أنه كامل. وعلق سكرتير الحكومة الإسرائيلية يغال فوكس بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول دخول عملاء للموساد منشأة فوردو بعد استهدافها: 'لا أتحكم بتغريدات ترامب'.

لماذا توقفت الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟
لماذا توقفت الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟

العرب اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • العرب اليوم

لماذا توقفت الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟

فى العاشرة من مساء أمس الأول الإثنين كنت ضيفا على قناة «إكسترا نيوز» مع الإعلامى المتميز شادى شاش، الذى سألنى سؤالا مباشرا عن السيناريو الأكثر ترجيحًا بعد قليل من الهجوم الإيرانى على قاعدة العيديد القطرية ردا على العدوان الإسرائيلى الأمريكى منذ 13 يونيو الحالى. وبالطبع فإن المداخلة تمت قبل ساعات قليلة من الإعلان عن وقف إطلاق النار بين الجانبين. غالبية التقديرات قبل هذا الإعلان بوقف إطلاق النار كانت تحذر وتخشى من انزلاق المنطقة بأكملها إلى صراع أقليمى كبير، بل إن البعض خشى من اندلاع حرب عالمية ثالثة! فى مداخلتى قلت بوضوح إنه وما لم تحدث معجزة وخلافا لغالبية التقديرات والتوقعات فإن الأمور ستتجه للتهدئة إلى حد كبير، وليس إلى التصعيد. قلت أيضا إن كل طرف سوف يتوقف ويكتفى بما حققه، ويدعى أمام جمهوره ورأيه العام أنه هو الذى انتصر. ما قلته أن كل الشواهد فى الأيام الأخيرة الماضية كانت تقود إلى سيناريو التهدئة وليس التصعيد. فإسرائيل مثلا هى التى بدأت العدوان ضد إيران فى ١٣ يونيو الحالى، وتمكنت من تحقيق نجاحات نوعية مثل تدمير جانب كبير من منظومات الدفاع الجوى الإيرانى بما جعل غالبية الأجواء الإيرانية مفتوحة أمام المقاتلات الإسرائيلية، ونتيجة لذلك تمكنت إسرائيل من قصف واستهداف العديد من مخازن الصواريخ والمسيرات الإيرانية، واغتيال العديد من كبار قادة الجيش والحرس الثورى الإيرانى وكبار علماء البرنامج النووى وآخرهم كان فجر أمس قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بدقائق. فى المقابل نجحت إيران إلى حد كبير فى إيلام إسرائيل، ووصلت صواريخها إلى عمق مدن ومنشآت الاحتلال النوعية رغم العديد من منظومات الدفاع الجوى الأمريكى والأوروبى والإسرائيلى فى معظم المنطقة، وهو أمر يحتاج للدراسة والتمحيص واستخلاص النتائج. أما أمريكا فقد دخلت الحرب رسميا بجانب إسرائيل، وشنت ضربة بالقنابل الخارقة للأعماق على المنشآت النووية الإيرانية الثلاث فى أصفهان ونطنز وفوردو، وأعلن رئيسها دونالد ترامب أن العملية دمرت البرنامج النووى تماما، فى حين أعلنت إيران أنه تم إخلاء كل هذه المنشآت من كل المواد النووية قبل الضربة، وبالتالى فكل طرف يقول إنه حقق هدفه، أمريكا قصفت وايران تصدت! إيران ردت على العملية الأمريكية بمهاجمة القاعدة الأمريكية فى العيديد القطرية. غالبية الدول العربية نددت واعترضت على الضربة الإيرانية وردت طهران بالقول إنه بما أن أمريكا هاجمتها من هذه القاعدة فكان طبيعيا أن تهاجمها. أما ترامب فقال إن إيران أعلمتنا نحن وقطر بالضربة مسبقا، وبالتالى فإن الضربة كانت ضعيفة، فهى أطلقت ١٤ صاروخا تم إسقاط ١٣ منها والأخير سقط فى مكان آمن، ولم يصب أى شخص بأذى! التطور المهم أن الإيرانيين قالوا علنا وسرا إنهم مستعدون للتسوية خصوصا قولهم: «إن ردنا على إسرائيل وأمريكا كان مؤلما وإذا أوقفت إسرائيل عدوانها فسوف نتوقف» والعبارة الأخيرة كانت إعلانا واضحا عن رغبتهم فى وقف القتال حتى لا يتطور إلى هدف إسقاط النظام. والرئيس ترامب قال نصا بطريقته الغريبة: «أشكر إيران على إبلاغنا مبكرا بالضربة، ولعل إيران تستطيع الآن المضى قدما نحو السلام والوئام فى المنطقة، وسأشجع إسرائيل بحماس على أن تحذو حذوها». والروس قالوا إنهم لن يقدموا السلاح لإيران، وأنهم مستعدون للوساطة. والصين تكتفى بعبارات الشجب والإدانة والدعوة للتهدئة، لأنها منشغلة بالتقدم الاقتصادى، وليس الحروب. إسرائيل تعلن وتشعر بأنها حققت معظم أهدافها المعلنة خصوصا تدمير البرنامج النووى أو على الأقل تأخيره لسنوات، وتدمير جانب كبير من منظومات الدفاع الجوى الإيرانية، وطهران تعتقد أنه مادام النظام لم يسقط ومادام يمكنها أن تستأنف البرنامج النووى فهى قد انتصرت. من أجل كل ما سبق ــ والحلقة متاحة على يوتيوب ــ قلت إن سيناريو التهدئة أقرب من التصعيد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store