
مدى عمق النفوذ الإسرائيلي في شركات التكنولوجيا؟
"احذف، قيّد، اخفِ": هكذا تبدو التعليمات القادمة من إسرائيل إلى "ميتا".
تقرير حديث يفضح تواطؤاً واسع النطاق بين الحكومة الإسرائيلية وعملاق التواصل الاجتماعي لقمع أي صوت ينتقدها أو يتعاطف مع الفلسطينيين على "فايسبوك" و"إنستغرام".
صعّدت الحكومة الإسرائيلية حملتها على محتوى مواقع التواصل الاجتماعي المتعلق بفلسطين، حيث كشف تقرير جديد صادر عن " dropsitenews" عن تعاون واسع النطاق من "ميتا"، الشركة الأم لـ"فايسبوك" و"إنستغرام." ووفقاً للتقرير، فإن حملة قمع شاملة على المنشورات التي تنتقد إسرائيل، أو حتى تدعم الفلسطينيين بشكل غير واضح، كانت بتدبير مباشر من الحكومة الإسرائيلية.
واستشهد الموقع ببيانات "ميتا" الداخلية، كاشفاً أن الشركة امتثلت لـ 94% من طلبات إزالة المحتوى المقدمة من تل أبيب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وفي المجمل، أفادت التقارير أن "ميتا" حذفت أكثر من 90 ألف منشور استجابةً لطلبات الحكومة الإسرائيلية. وصُنّفت الغالبية العظمى من هذه الطلبات، 95%، ضمن خانات "الإرهاب أو العنف أو التحريض"، واستهدفت في المقام الأول المستخدمين في الدول العربية.
في بداية نيسان/أبريل الحالي، قاطعت موظفة كلمة المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في شركة "مايكروسوفت" مصطفى سليمان احتجاجاً على علاقات الشركة مع إسرائيل. وقالت ابتهال أبو السعد الموظفة في "مايكروسوفت" في أثناء مقاطعة كلمة سليمان: "أنت من تجار الحرب....". جاء ذلك خلال احتفال أقامته الشركة في ريدموند بواشنطن بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسها.
أمّا تقرير "dropsitenews" فيأتي بعد وقت قصير من نشر موقع " The Grayzone" نتائج تُظهر أن أكثر من 100 موظف حالي في "ميتا" هم جنود أو عملاء استخبارات إسرائيليون سابقون. وأوضح التقرير أن العديد منهم خدموا في الوحدة "8200"، الوحدة التابعة لوكالة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وتُعرف بكونها المسؤولة عن جمع البيانات، وفك الشيفرات، والتجسس الإلكتروني.
وهؤلاء الأعضاء السابقون في الجيش الإسرائيلي موزعون بالتساوي في مكاتب "ميتا" من الولايات المتحدة إلى تل أبيب، وعدد كبير منهم متخصصون في الذكاء الاصطناعي. ويشار إلى أن إسرائيل تعتمد على الذكاء الاصطناعي ليس فقط لتنفيذ عمليات الإبادة الجماعية والقصف وغيره، ولكن أيضاً لترسيخ نظامها السابق للفصل العنصري والمراقبة والاحتلال. لذ اعتبر الخبراء والحقوقيون أن تجنيد "ميتا" لمتخصصي الذكاء الاصطناعي في الجيش الإسرائيلي أمرٌ غير مقبول أبداً. ومن بين الأسماء التي تحدث عنها التقرير، شيرا أندرسون، وهي رئيسة قسم سياسات الذكاء الاصطناعي في "ميتا" مكتب واشنطن. وعملت أندرسون في قسم المعلومات الاستراتيجية العسكرية للجيش الإسرائيلي لأكثر من عامين، وكان لها دور في صياغة ملفات إعلامية وحملات دعائية لصالح الجيش.
وفي الحقيقة، عرضت تحقيقات سابقة أنماط مماثلة لدى شركات تقنية عملاقة أخرى، بما في ذلك "غوغل"، ما يثير مخاوف بشأن مدى النفوذ المؤيد لإسرائيل داخل شركات التكنولوجيا الكبرى. وكانت قد كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، استناداً إلى وثائق داخلية، أن "غوغل" عملت على تزويد الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي منذ بداية الحرب على غزة، مقدمةً الدعم المباشر إلى منظومة الأمن الإسرائيلية.
وبحسب الوثائق، سعت إسرائيل إلى توسيع استخدامها لخدمة "فيرتيكس"، وهي منصة متقدمة من "غوغل" تتيح للعملاء تطبيق خوارزميات الذكاء الاصطناعي على قواعد بياناتهم لتحليل الأنماط والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية، ما يعزز قدراتها العسكرية وتحليل البيانات بسرعة فائقة.
وكانت الشركة قد صرّحت في وقت سابق بأن عقد "نيمبوس" مع الحكومة الإسرائيلية "لا يُستخدم في تطبيقات حساسة أو مصنفة أو عسكرية تتعلق بالأسلحة أو الاستخبارات". وهو عقد حوسبة سحابية وقّعته الحكومة الإسرائيلية مع شركتي "غوغل" و"أمازون" عام 2021، ويهدف إلى تزويد المؤسسات الحكومية، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي، بخدمات متطورة.
لكن غابي بورتنوي، المدير العام لـ"المديرية الوطنية للأمن السيبراني في الحكومة الإسرائيلية" صرح أن عقد "نيمبوس" أسهم بشكل مباشر في العمليات القتالية. وقال إنه "بفضل الحوسبة السحابية العامة لنيمبوس، تحدث أشياء استثنائية خلال القتال، وهذه الأمور تلعب دور كبير في تحقيق النصر".
منظومة الذكاء الاصطناعي الإسرائيلية
عالمياً، تحتل إسرائيل المرتبة الرابعة في تطورات الذكاء الاصطناعي، بعد عمالقة التكنولوجيا مثل الولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة. كما تبلغ نسبة القوى العاملة في البلاد المتخصصة في المجالات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي 1.13%، وتُركز نحو 2300 شركة ناشئة، أي قرابة 25% من جميع شركات التكنولوجيا الإسرائيلية، على الذكاء الاصطناعي، وفقاً لوزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية.
وفي عام 2024، جمعت شركات الأمن السيبراني الإسرائيلية وحدها 4 مليارات دولار، مدفوعةً بالطلب المتزايد على حلول الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، أضف إلى ذلك تدفق رأس المال الاستثماري. كذلك، تُخصّص إسرائيل 500 مليون شيكل (نحو 133 مليون دولار) للبحث والتطوير والتعليم. لكن على الرغم من قوتها العاملة، يدخل أقل من 700 خريج ماجستير في المجالات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي سوق العمل سنوياً، ويثير هذا النقص مخاوف إسرائيلية من إبطاء النمو في المجال.
ختاماً، تكشف الحقائق المتزايدة عن مدى عمق النفوذ الإسرائيلي المتغلغل في صميم شركات التكنولوجيا العملاقة، وهو نفوذ يتجاوز التعاون التجاري. فبين تقارير تفضح التواطؤ المباشر في قمع المحتوى الناقد على منصات "ميتا"، والكشف عن وجود أعداد كبيرة من الجنود والمخابراتيين الإسرائيليين السابقين في مناصب حساسة، وصولًا إلى تزويد "غوغل" للجيش الإسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، تتضح صورة مقلقة لتأثيرها على سياسات هذه الشركات وتوجهاتها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ 11 ساعات
- المنار
العدو يعرقل مفاوضات قطر… على وقع تصعيد وتيرة الإبادة
في ظل التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية واسعة تستهدف جنوب وشمال القطاع، ما يطرح تساؤلات حول نوايا الاحتلال في المرحلة المقبلة، بينما تتسرب معلومات من مصادر 'إسرائيلية' عن إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة تهدف إلى القضاء على حركة حماس، فإن هذا التصعيد يُفهم من قبل العديد من المراقبين كتمهيد لاحتلال دائم قد يؤدي إلى تهجير الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان. وفي الوقت الذي تواصل فيه المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية، لا يبدو أن هناك أي اختراق جدي في مسارها، حيث تصر 'حماس' على الحصول على ضمانات واضحة لإنهاء العدوان بشكل دائم، وهو ما ترفضه 'إسرائيل'. ورغم الضغوط العلنية التي يكررها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على العدو لإنهاء القتال، فإن هذه التصريحات لم تُترجم إلى خطوات ملموسة أو التزامات حقيقية. ما زالت إسرائيل تواصل هجماتها بدعم غير مشروط من واشنطن، بينما تتعثر المفاوضات في الدوحة، مما يضع تساؤلات حول جدية الضغوط الأميركية في تغيير المعادلة العسكرية والسياسية في المنطقة. تتواصل الضغوط الأميركية على إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة، حيث جددت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مطالبها بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. في المقابل، تستمر المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، دون أي تقدم ملموس في التوصل إلى اتفاق نهائي. تفاصيل المفاوضات وفقًا لما نشرته صحيفة واشنطن بوست، قال المبعوث الأميركي للرهائن، آدم بولر، إن 'التوصل إلى اتفاق في غزة بات أقرب من أي وقت مضى'. في المقابل، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصر على ضرورة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى. وفي ظل هذه التحركات، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قرر إبقاء وفد بلاده المفاوض في قطر لمواصلة المحادثات بشأن صفقة تبادل أسرى مع حماس. ورغم الضغوط الأميركية التي تتصاعد، أشار مسؤولون في الإدارة الأميركية إلى أن ترامب وجه تحذيرًا مباشرًا إلى نتنياهو، مفاده أنه إذا لم تُنهِ إسرائيل الحرب في غزة، قد يتوقف الدعم الأميركي لتل أبيب. لكن بحسب واشنطن بوست، لا تزال إسرائيل ترفض الالتزام بإنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المفاوضات. شروط حماس وفقًا لما ذكره 'موقع واللا' الإسرائيلي، عادت المفاوضات بين حماس و'إسرائيل' إلى نقطة الصفر، دون أن تحقق أي تقدم ملموس. حماس لا تزال تطالب بضمانات أميركية 'جدية' لإنهاء العدوان بشكل دائم، بينما ترفض إسرائيل تقديم أي التزامات في هذا الصدد. وقال ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي للمنطقة، في تصريح نقلته جيروزاليم بوست، إن الإدارة الأميركية تواصل دعم إسرائيل لضمان عودة جميع الرهائن إلى عائلاتهم، لكنه شدد على أن هذه الحرب 'حرب غير أخلاقية' بالنظر إلى أساليبها ضد المدنيين في غزة. الوضع الميداني في غزة في الأثناء، استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة، حيث استشهد أكثر من 50 فلسطينيًا، بينهم العديد من الأطفال والنساء، في قصف عنيف استهدف عدة مناطق في القطاع، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. كما أعلن جيش العدو الإسرائيلي، وفقًا لتقرير واللا، عن إحباط عملية تهريب أسلحة عبر طائرة مسيرة على الحدود المصرية-الإسرائيلية. في ظل هذه الأوضاع، حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، مؤكدة أن 'اليأس بلغ ذروته' جراء الحصار المستمر وأعمال القصف المكثف. المستقبل غير الواضح للمفاوضات رغم المحادثات الجارية، لا تبدو الأجواء المحيطة بها مهيأة لتحقيق اختراق حقيقي. وبحسب واللا الإسرائيلي، فإن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى قد عادت إلى النقطة التي كانت عليها في البداية، حيث لا تزال المواقف المتباينة بين إسرائيل وحماس تقف حاجزًا أمام التوصل إلى اتفاق. وتستمر الاحتلال في رفض الالتزام بإنهاء الحرب، في وقت تصر حماس على ضمانات أميركية لإتمام اتفاق يشمل وقف العدوان بشكل دائم. الانقسام السياسي يتفاقم داخل كيان الاحتلال مع توسيع العدوان … وانتقادات لنتنياهو والجيش عاد الانقسام السياسي داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى الواجهة مجددًا، مع توسيع العدوان على قطاع غزة، في وقت يتصاعد فيه التوتر الداخلي بشأن أهداف الحرب واستراتيجيات إدارتها. فمع إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن إطلاق مرحلة جديدة من العدوان تحت مسمّى 'عربات جدعون'، تعالت الأصوات المعارضة داخل الكيان، مشككة بشرعية العمليات العسكرية ومنددة بسلوك الجيش في الميدان. ومن بين أبرز المنتقدين، الجنرال السابق ورئيس حزب 'الديمقراطيين' المعارض يائير غولان، الذي وجّه اتهامات مباشرة إلى الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن 'قتل الأطفال بات هواية' لدى القوات العسكرية، في سياق تشكيكه بشرعية الأوامر السياسية الموجهة للجيش. وقال غولان في تصريحات لافتة: 'الحكومة العاقلة لا تخوض حربًا ضد مدنيين، ولا تقتل رُضّعًا كهواية، ولا تضع أهدافًا تقوم على طرد السكان. إسرائيل في طريقها لتصبح منبوذة بين الأمم، إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة'. تصريحات غولان أثارت ردود فعل غاضبة من نتنياهو وعدد من وزرائه، الذين اعتبروا أنها تحريض مباشر ضد الجيش الإسرائيلي، الذي 'يقاتل من أجل بقاء دولة إسرائيل'، وفق تعبيرهم. وفيما واصل نتنياهو الترويج لعمليته التوسعية في غزة، حذّر عدد من المعارضين من عواقب هذه الحرب، مشككين في إمكانية تحقيق أهدافها، ومبدين تخوفهم من انزلاق 'إسرائيل' إلى مستنقع غزة، في ظل غياب خطة واضحة لليوم التالي للحرب. وفي هذا الإطار، قال رامي إيغرَا، المسؤول السابق عن ملف المفاوضات بشأن الأسرى الإسرائيليين: 'هذه حرب كارثية يدفع نحوها اليمين الإسرائيلي، ومن الواضح أنها ستكون طويلة ومكلفة دمويًا. قد ننجح في احتلال غزة، لكننا لن نتمكن من تدمير حركة حماس، لأنها ببساطة لن تسقط بالقوة'. بدوره، أشار إيتان بن دافيد، النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إلى إخفاقات الجيش رغم ضخامة الجهود العسكرية، قائلًا: 'بعد عام وثمانية أشهر من الحرب، استخدم الجيش الإسرائيلي كل قدراته في المعركة، ولم ينجح إلا في استعادة عدد قليل من المختطفين. نتنياهو يدفع باتجاه احتلال كامل لقطاع غزة، لكن السؤال الحقيقي: كم من الوقت سيتمكن الجيش من البقاء هناك؟'. وإلى جانب الانقسام السياسي، ظهرت مؤشرات إضافية على وجود خلافات داخلية، من خلال تسريبات حول تحفظات القيادة العسكرية الجديدة في كيان الاحتلال على خطة نتنياهو المتعلقة بقطاع غزة، رغم إقدامه على تغيير غالبية القيادات العسكرية والأمنية في محاولة لتوحيد القرار داخل المؤسسة الإسرائيلية. وفي ضوء هذا المشهد، يبدو أن الحرب على غزة لم تترك تداعيات كارثية في الميدان فحسب، بل عمّقت أيضًا الشرخ السياسي والعسكري داخل كيان الاحتلال، في وقت تتزايد فيه التساؤلات عن المدى الزمني والإنساني والسياسي الذي يمكن أن تبلغه هذه الحرب المستمرة. المصدر: مواقع إخبارية


المنار
منذ 13 ساعات
- المنار
العدو يعرقل مفاوضات قطر… على وقع تصعيد وتيرة الإبادة
في ظل التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية واسعة تستهدف جنوب وشمال القطاع، ما يطرح تساؤلات حول نوايا الاحتلال في المرحلة المقبلة، بينما تتسرب معلومات من مصادر 'إسرائيلية' عن إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة تهدف إلى القضاء على حركة حماس، فإن هذا التصعيد يُفهم من قبل العديد من المراقبين كتمهيد لاحتلال دائم قد يؤدي إلى تهجير الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان. وفي الوقت الذي تواصل فيه المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية، لا يبدو أن هناك أي اختراق جدي في مسارها، حيث تصر 'حماس' على الحصول على ضمانات واضحة لإنهاء العدوان بشكل دائم، وهو ما ترفضه 'إسرائيل'. ورغم الضغوط العلنية التي يكررها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على العدو لإنهاء القتال، فإن هذه التصريحات لم تُترجم إلى خطوات ملموسة أو التزامات حقيقية. ما زالت إسرائيل تواصل هجماتها بدعم غير مشروط من واشنطن، بينما تتعثر المفاوضات في الدوحة، مما يضع تساؤلات حول جدية الضغوط الأميركية في تغيير المعادلة العسكرية والسياسية في المنطقة. تتواصل الضغوط الأميركية على إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة، حيث جددت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مطالبها بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. في المقابل، تستمر المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، دون أي تقدم ملموس في التوصل إلى اتفاق نهائي. تفاصيل المفاوضات وفقًا لما نشرته صحيفة واشنطن بوست، قال المبعوث الأميركي للرهائن، آدم بولر، إن 'التوصل إلى اتفاق في غزة بات أقرب من أي وقت مضى'. في المقابل، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصر على ضرورة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى. وفي ظل هذه التحركات، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قرر إبقاء وفد بلاده المفاوض في قطر لمواصلة المحادثات بشأن صفقة تبادل أسرى مع حماس. ورغم الضغوط الأميركية التي تتصاعد، أشار مسؤولون في الإدارة الأميركية إلى أن ترامب وجه تحذيرًا مباشرًا إلى نتنياهو، مفاده أنه إذا لم تُنهِ إسرائيل الحرب في غزة، قد يتوقف الدعم الأميركي لتل أبيب. لكن بحسب واشنطن بوست، لا تزال إسرائيل ترفض الالتزام بإنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المفاوضات. شروط حماس وفقًا لما ذكره 'موقع واللا' الإسرائيلي، عادت المفاوضات بين حماس و'إسرائيل' إلى نقطة الصفر، دون أن تحقق أي تقدم ملموس. حماس لا تزال تطالب بضمانات أميركية 'جدية' لإنهاء العدوان بشكل دائم، بينما ترفض إسرائيل تقديم أي التزامات في هذا الصدد. وقال ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي للمنطقة، في تصريح نقلته جيروزاليم بوست، إن الإدارة الأميركية تواصل دعم إسرائيل لضمان عودة جميع الرهائن إلى عائلاتهم، لكنه شدد على أن هذه الحرب 'حرب غير أخلاقية' بالنظر إلى أساليبها ضد المدنيين في غزة. الوضع الميداني في غزة في الأثناء، استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة، حيث استشهد أكثر من 50 فلسطينيًا، بينهم العديد من الأطفال والنساء، في قصف عنيف استهدف عدة مناطق في القطاع، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. كما أعلن جيش العدو الإسرائيلي، وفقًا لتقرير واللا، عن إحباط عملية تهريب أسلحة عبر طائرة مسيرة على الحدود المصرية-الإسرائيلية. في ظل هذه الأوضاع، حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، مؤكدة أن 'اليأس بلغ ذروته' جراء الحصار المستمر وأعمال القصف المكثف. المستقبل غير الواضح للمفاوضات رغم المحادثات الجارية، لا تبدو الأجواء المحيطة بها مهيأة لتحقيق اختراق حقيقي. وبحسب واللا الإسرائيلي، فإن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى قد عادت إلى النقطة التي كانت عليها في البداية، حيث لا تزال المواقف المتباينة بين إسرائيل وحماس تقف حاجزًا أمام التوصل إلى اتفاق. وتستمر الاحتلال في رفض الالتزام بإنهاء الحرب، في وقت تصر حماس على ضمانات أميركية لإتمام اتفاق يشمل وقف العدوان بشكل دائم. الانقسام السياسي يتفاقم داخل كيان الاحتلال مع توسيع العدوان … وانتقادات لنتنياهو والجيش عاد الانقسام السياسي داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى الواجهة مجددًا، مع توسيع العدوان على قطاع غزة، في وقت يتصاعد فيه التوتر الداخلي بشأن أهداف الحرب واستراتيجيات إدارتها. فمع إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن إطلاق مرحلة جديدة من العدوان تحت مسمّى 'عربات جدعون'، تعالت الأصوات المعارضة داخل الكيان، مشككة بشرعية العمليات العسكرية ومنددة بسلوك الجيش في الميدان. ومن بين أبرز المنتقدين، الجنرال السابق ورئيس حزب 'الديمقراطيين' المعارض يائير غولان، الذي وجّه اتهامات مباشرة إلى الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن 'قتل الأطفال بات هواية' لدى القوات العسكرية، في سياق تشكيكه بشرعية الأوامر السياسية الموجهة للجيش. وقال غولان في تصريحات لافتة: 'الحكومة العاقلة لا تخوض حربًا ضد مدنيين، ولا تقتل رُضّعًا كهواية، ولا تضع أهدافًا تقوم على طرد السكان. إسرائيل في طريقها لتصبح منبوذة بين الأمم، إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة'. تصريحات غولان أثارت ردود فعل غاضبة من نتنياهو وعدد من وزرائه، الذين اعتبروا أنها تحريض مباشر ضد الجيش الإسرائيلي، الذي 'يقاتل من أجل بقاء دولة إسرائيل'، وفق تعبيرهم. وفيما واصل نتنياهو الترويج لعمليته التوسعية في غزة، حذّر عدد من المعارضين من عواقب هذه الحرب، مشككين في إمكانية تحقيق أهدافها، ومبدين تخوفهم من انزلاق 'إسرائيل' إلى مستنقع غزة، في ظل غياب خطة واضحة لليوم التالي للحرب. وفي هذا الإطار، قال رامي إيغرَا، المسؤول السابق عن ملف المفاوضات بشأن الأسرى الإسرائيليين: 'هذه حرب كارثية يدفع نحوها اليمين الإسرائيلي، ومن الواضح أنها ستكون طويلة ومكلفة دمويًا. قد ننجح في احتلال غزة، لكننا لن نتمكن من تدمير حركة حماس، لأنها ببساطة لن تسقط بالقوة'. بدوره، أشار إيتان بن دافيد، النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إلى إخفاقات الجيش رغم ضخامة الجهود العسكرية، قائلًا: 'بعد عام وثمانية أشهر من الحرب، استخدم الجيش الإسرائيلي كل قدراته في المعركة، ولم ينجح إلا في استعادة عدد قليل من المختطفين. نتنياهو يدفع باتجاه احتلال كامل لقطاع غزة، لكن السؤال الحقيقي: كم من الوقت سيتمكن الجيش من البقاء هناك؟'. وإلى جانب الانقسام السياسي، ظهرت مؤشرات إضافية على وجود خلافات داخلية، من خلال تسريبات حول تحفظات القيادة العسكرية الجديدة في كيان الاحتلال على خطة نتنياهو المتعلقة بقطاع غزة، رغم إقدامه على تغيير غالبية القيادات العسكرية والأمنية في محاولة لتوحيد القرار داخل المؤسسة الإسرائيلية. وفي ضوء هذا المشهد، يبدو أن الحرب على غزة لم تترك تداعيات كارثية في الميدان فحسب، بل عمّقت أيضًا الشرخ السياسي والعسكري داخل كيان الاحتلال، في وقت تتزايد فيه التساؤلات عن المدى الزمني والإنساني والسياسي الذي يمكن أن تبلغه هذه الحرب المستمرة.


الديار
منذ 16 ساعات
- الديار
المجلس الدستوري قرر بالاجماع قبول مراجعة رئيس الجمهورية :عدم نفاذ القانون المطعون فيه المتعلق بتنظيم الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة والموازنة المدرسية حكما
خرق الجمل «يهز» مُناصفة بيروت...ورسائل سياسيّة من البقاع «الثنائي» «والقوات» أكبر الرابحين... والمجتمع المدني أول الخاسرين القاهرة القلقة من التطوّرات الإقليميّة تدعم «حكمة» الرئيس عون ملوك الطوائف... ملوك البلديّات إعترافات عميل لبناني لـ "إسرائيل"... هذه قصّة تجنيد محمد صالح مَن حصر تمثيل الدروز بموفق ظريف في حفل تنصيب البابا؟ مصادر درزيّة: موقف عون للتاريخ وإدانة للاهثين وراء التواصل معه مواقف جنبلاط الرافضة للتطبيع وحدها تحمي الدروز ووجودهم اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني إشترك عاجل 24/7 14:00 مسيرة اسرائيلية القت قنبلة على الصيادين عند ساحل رأس الناقورة 13:50 قذيفة مدفعية اسرائيلية استهدفت أطراف بلدة كفرشوبا 13:49 اندلَاع حريق في مجمع Samaya - الكسليك وسحب الدخان تغطي المنطقة 13:42 وزيرة السياحة لورا لحود الخازن: ضرورة التزام جميع المؤسسات السياحية، بمختلف أنواعها، بالتعامل الحصري مع سائقين عموميين ومكاتب تاكسي حائزة على التراخيص القانونية المطلوبة لمزاولة النقل العام للركاب. 13:35 "واشنطن بوست" عن وثائق: إدارة ترامب تخطط لترحيل أشخاص فروا إلى الولايات المتحدة من مناطق صراع بينها أوكرانيا 13:34 إنتهاء جلسة اللجان المشتركة التي بحثت في إقتراحات تتعلق بتعديل القانون الانتخابي