logo
العدو يعرقل مفاوضات قطر… على وقع تصعيد وتيرة الإبادة

العدو يعرقل مفاوضات قطر… على وقع تصعيد وتيرة الإبادة

المنارمنذ 4 ساعات

في ظل التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية واسعة تستهدف جنوب وشمال القطاع، ما يطرح تساؤلات حول نوايا الاحتلال في المرحلة المقبلة، بينما تتسرب معلومات من مصادر 'إسرائيلية' عن إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة تهدف إلى القضاء على حركة حماس، فإن هذا التصعيد يُفهم من قبل العديد من المراقبين كتمهيد لاحتلال دائم قد يؤدي إلى تهجير الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان.
وفي الوقت الذي تواصل فيه المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية، لا يبدو أن هناك أي اختراق جدي في مسارها، حيث تصر 'حماس' على الحصول على ضمانات واضحة لإنهاء العدوان بشكل دائم، وهو ما ترفضه 'إسرائيل'. ورغم الضغوط العلنية التي يكررها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على العدو لإنهاء القتال، فإن هذه التصريحات لم تُترجم إلى خطوات ملموسة أو التزامات حقيقية. ما زالت إسرائيل تواصل هجماتها بدعم غير مشروط من واشنطن، بينما تتعثر المفاوضات في الدوحة، مما يضع تساؤلات حول جدية الضغوط الأميركية في تغيير المعادلة العسكرية والسياسية في المنطقة.
تتواصل الضغوط الأميركية على إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة، حيث جددت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مطالبها بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. في المقابل، تستمر المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، دون أي تقدم ملموس في التوصل إلى اتفاق نهائي.
‎ تفاصيل المفاوضات
‎وفقًا لما نشرته صحيفة واشنطن بوست، قال المبعوث الأميركي للرهائن، آدم بولر، إن 'التوصل إلى اتفاق في غزة بات أقرب من أي وقت مضى'. في المقابل، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصر على ضرورة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى.
‎ وفي ظل هذه التحركات، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قرر إبقاء وفد بلاده المفاوض في قطر لمواصلة المحادثات بشأن صفقة تبادل أسرى مع حماس.
‎ورغم الضغوط الأميركية التي تتصاعد، أشار مسؤولون في الإدارة الأميركية إلى أن ترامب وجه تحذيرًا مباشرًا إلى نتنياهو، مفاده أنه إذا لم تُنهِ إسرائيل الحرب في غزة، قد يتوقف الدعم الأميركي لتل أبيب. لكن بحسب واشنطن بوست، لا تزال إسرائيل ترفض الالتزام بإنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المفاوضات.
‎ شروط حماس
‎وفقًا لما ذكره 'موقع واللا' الإسرائيلي، عادت المفاوضات بين حماس و'إسرائيل' إلى نقطة الصفر، دون أن تحقق أي تقدم ملموس. حماس لا تزال تطالب بضمانات أميركية 'جدية' لإنهاء العدوان بشكل دائم، بينما ترفض إسرائيل تقديم أي التزامات في هذا الصدد. وقال ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي للمنطقة، في تصريح نقلته جيروزاليم بوست، إن الإدارة الأميركية تواصل دعم إسرائيل لضمان عودة جميع الرهائن إلى عائلاتهم، لكنه شدد على أن هذه الحرب 'حرب غير أخلاقية' بالنظر إلى أساليبها ضد المدنيين في غزة.
‎ الوضع الميداني في غزة
‎في الأثناء، استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة، حيث استشهد أكثر من 50 فلسطينيًا، بينهم العديد من الأطفال والنساء، في قصف عنيف استهدف عدة مناطق في القطاع، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. كما أعلن جيش العدو الإسرائيلي، وفقًا لتقرير واللا، عن إحباط عملية تهريب أسلحة عبر طائرة مسيرة على الحدود المصرية-الإسرائيلية.
‎في ظل هذه الأوضاع، حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، مؤكدة أن 'اليأس بلغ ذروته' جراء الحصار المستمر وأعمال القصف المكثف.
‎ المستقبل غير الواضح للمفاوضات
‎رغم المحادثات الجارية، لا تبدو الأجواء المحيطة بها مهيأة لتحقيق اختراق حقيقي. وبحسب واللا الإسرائيلي، فإن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى قد عادت إلى النقطة التي كانت عليها في البداية، حيث لا تزال المواقف المتباينة بين إسرائيل وحماس تقف حاجزًا أمام التوصل إلى اتفاق. وتستمر الاحتلال في رفض الالتزام بإنهاء الحرب، في وقت تصر حماس على ضمانات أميركية لإتمام اتفاق يشمل وقف العدوان بشكل دائم.
الانقسام السياسي يتفاقم داخل كيان الاحتلال مع توسيع العدوان … وانتقادات لنتنياهو والجيش
عاد الانقسام السياسي داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى الواجهة مجددًا، مع توسيع العدوان على قطاع غزة، في وقت يتصاعد فيه التوتر الداخلي بشأن أهداف الحرب واستراتيجيات إدارتها.
فمع إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن إطلاق مرحلة جديدة من العدوان تحت مسمّى 'عربات جدعون'، تعالت الأصوات المعارضة داخل الكيان، مشككة بشرعية العمليات العسكرية ومنددة بسلوك الجيش في الميدان. ومن بين أبرز المنتقدين، الجنرال السابق ورئيس حزب 'الديمقراطيين' المعارض يائير غولان، الذي وجّه اتهامات مباشرة إلى الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن 'قتل الأطفال بات هواية' لدى القوات العسكرية، في سياق تشكيكه بشرعية الأوامر السياسية الموجهة للجيش.
وقال غولان في تصريحات لافتة: 'الحكومة العاقلة لا تخوض حربًا ضد مدنيين، ولا تقتل رُضّعًا كهواية، ولا تضع أهدافًا تقوم على طرد السكان. إسرائيل في طريقها لتصبح منبوذة بين الأمم، إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة'.
تصريحات غولان أثارت ردود فعل غاضبة من نتنياهو وعدد من وزرائه، الذين اعتبروا أنها تحريض مباشر ضد الجيش الإسرائيلي، الذي 'يقاتل من أجل بقاء دولة إسرائيل'، وفق تعبيرهم. وفيما واصل نتنياهو الترويج لعمليته التوسعية في غزة، حذّر عدد من المعارضين من عواقب هذه الحرب، مشككين في إمكانية تحقيق أهدافها، ومبدين تخوفهم من انزلاق 'إسرائيل' إلى مستنقع غزة، في ظل غياب خطة واضحة لليوم التالي للحرب.
وفي هذا الإطار، قال رامي إيغرَا، المسؤول السابق عن ملف المفاوضات بشأن الأسرى الإسرائيليين: 'هذه حرب كارثية يدفع نحوها اليمين الإسرائيلي، ومن الواضح أنها ستكون طويلة ومكلفة دمويًا. قد ننجح في احتلال غزة، لكننا لن نتمكن من تدمير حركة حماس، لأنها ببساطة لن تسقط بالقوة'.
بدوره، أشار إيتان بن دافيد، النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إلى إخفاقات الجيش رغم ضخامة الجهود العسكرية، قائلًا: 'بعد عام وثمانية أشهر من الحرب، استخدم الجيش الإسرائيلي كل قدراته في المعركة، ولم ينجح إلا في استعادة عدد قليل من المختطفين. نتنياهو يدفع باتجاه احتلال كامل لقطاع غزة، لكن السؤال الحقيقي: كم من الوقت سيتمكن الجيش من البقاء هناك؟'.
وإلى جانب الانقسام السياسي، ظهرت مؤشرات إضافية على وجود خلافات داخلية، من خلال تسريبات حول تحفظات القيادة العسكرية الجديدة في كيان الاحتلال على خطة نتنياهو المتعلقة بقطاع غزة، رغم إقدامه على تغيير غالبية القيادات العسكرية والأمنية في محاولة لتوحيد القرار داخل المؤسسة الإسرائيلية.
وفي ضوء هذا المشهد، يبدو أن الحرب على غزة لم تترك تداعيات كارثية في الميدان فحسب، بل عمّقت أيضًا الشرخ السياسي والعسكري داخل كيان الاحتلال، في وقت تتزايد فيه التساؤلات عن المدى الزمني والإنساني والسياسي الذي يمكن أن تبلغه هذه الحرب المستمرة.
المصدر: مواقع إخبارية

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إعادة مقتنيات الجاسوس الإسرائيلي جرت بموافقة الشرع
إعادة مقتنيات الجاسوس الإسرائيلي جرت بموافقة الشرع

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 33 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

إعادة مقتنيات الجاسوس الإسرائيلي جرت بموافقة الشرع

أفادت ثلاثة مصادر لوكالة رويترز بأن القيادة السورية وافقت على تسليم مقتنيات الجاسوس الإسرائيلي الراحل إيلي كوهين إلى إسرائيل، في خطوة تهدف لتخفيف العداء الإسرائيلي، وإظهار حسن نية تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وكانت إسرائيل قد أعلنت، يوم الأحد، عن استعادتها لمجموعة من الوثائق والصور والممتلكات الشخصية المرتبطة بكوهين، وقالت إن جهاز "الموساد" تعاون مع جهاز استخبارات أجنبي لم تُكشف هويته من أجل تأمين هذه المواد. لكن مصدرًا أمنيًا سوريًا، ومستشارًا للرئيس السوري أحمد الشرع، وشخصًا مطّلعًا على محادثات غير علنية بين الجانبين، أكدوا أن الأرشيف تم تقديمه لإسرائيل كإشارة غير مباشرة من الشرع، في إطار مساعيه لخفض التوترات وكسب ثقة ترامب، على ما نقلت وكالة رويترز. كوهين، الذي أُعدم شنقًا في أحد ميادين دمشق عام 1965 بعد تسلله إلى الطبقة السياسية السورية، لا يزال يُعتبر بطلًا في إسرائيل، ويُعد من أبرز جواسيس الموساد لتزويده إسرائيل بمعلومات حساسة ساهمت في نصرها السريع خلال حرب 1967. وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كوهين الأحد بأنه "أسطورة" و"أعظم عميل استخبارات في تاريخ الدولة". رغم أن إسرائيل كانت تسعى منذ سنوات لاستعادة جثمانه لدفنه في بلاده، فإن استعادة أرشيفه، الذي احتفظت به الاستخبارات السورية لنحو 60 عامًا، اعتبره الموساد "إنجازًا أخلاقيًا من الدرجة الأولى". لم تكشف إسرائيل عن تفاصيل العملية التي أدت لاستعادة الأرشيف، مكتفية بالقول إنها "عملية سرية ومعقدة" بالتعاون مع جهاز استخبارات حليف. ولم ترد رئاسة الوزراء الإسرائيلية أو المسؤولون السوريون أو البيت الأبيض على طلبات رويترز للتعليق على دور سوريا في تسليم أرشيف كوهين. بعد أن أطاحت قوات المعارضة بنظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر الماضي، عثرت على ملف كوهين في أحد مباني الأمن الداخلي، وفقًا للمصدر الأمني السوري. وبحسب المصدر، قرر الشرع ومستشاروه بسرعة استخدام الأرشيف كورقة تفاوضية، مؤكدين أن الرئيس السوري أدرك أهمية الأرشيف بالنسبة لإسرائيل وأن تسليمه يمكن أن يشكل بادرة دبلوماسية مهمة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

ترامب يكشف عن تفاصيل "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي
ترامب يكشف عن تفاصيل "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 33 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

ترامب يكشف عن تفاصيل "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاصيل مشروع دفاعي جديد أطلق عليه اسم "القبة الذهبية"، يهدف إلى بناء درع صاروخي متطور قادر على صد أي ضربات بعيدة المدى، حتى تلك التي قد تنطلق من الفضاء. وقال ترامب: "سأقوم ببناء نظام دفاع صاروخي لا مثيل له، قادر على إحباط أي هجوم كان، مهما بلغ مداه أو مصدره"، مشيرًا إلى أن كندا أبدت رغبة رسمية بالانضمام إلى المنظومة. تابع:" وعدت خلال حملتي الانتخابية ببناء درع يحمي سماءنا من الصواريخ الباليستية وسوف أفعل". أضاف:" بناء القبة الذهبية الصاروخية سيستغرق نحو 3 أعوام أي أنها ستستكمل قبل نهاية ولايتي الرئاسية". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حماس: نتنياهو يضلل الرأي العام بتمديد وجود وفده بالدوحة من دون صلاحيات
حماس: نتنياهو يضلل الرأي العام بتمديد وجود وفده بالدوحة من دون صلاحيات

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

حماس: نتنياهو يضلل الرأي العام بتمديد وجود وفده بالدوحة من دون صلاحيات

أكّدت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، أنّ وجود الوفد الإسرائيلي بالدوحة، رغم افتقاره لأيّ صلاحية، هو "محاولة مكشوفة من بنيامين نتنياهو لتضليل الرأي العام العالمي". وفي بيان، قالت حماس إنّ الوفد الإسرائيلي يمدد إقامته يوماً بيوم من دون الدخول في أي مفاوضات جادة، منذ السبت الماضي. وأضافت أنّ تصريحات نتنياهو بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة "محاولة لذر الرماد في العيون، وخداع المجتمع الدولي"، بحيث "لم تدخل حتى الآن أيّ مساعدات للقطاع، فيما الشاحنات القليلة التي وصلت معبر كرم أبو سالم لم تتسلّمها أيّ جهة دولية". اليوم 22:43 اليوم 22:37 وأشارت الحركة إلى أنّ تصعيد العدوان مع الإفراج عن عيدان ألكسندر ووجود الوفود بالدوحة، "يفضح نيّة نتنياهو برفض التسوية وتمسّكه بالحرب". وعليه، حمّلت حماس الاحتلال مسؤولية إفشال مساعي التوصّل لاتفاق في ضوء إعلان مسؤوليه عزمهم مواصلة العدوان وتهجير الشعب الفلسطيني في غزة. وإزاء هذا التعنّت، فإنّ اتساع دائرة المواقف الدولية الرافضة للعدوان والحصار، وآخرها من عدّة دول أوروبية، "يُعدّ إدانة جديدة لسياسات الاحتلال، ودعماً متزايداً لمطالب شعبنا العادلة"، وفق حماس. وختمت الحركة بيانها مثمّنةً جهود الوسطاء، ومؤكّدةً تعاملها الإيجابي والمسؤول مع أيّ مبادرة توقف العدوان، وتقضي بانسحاب الاحتلال، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات، والبدء بإعادة الإعمار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store