
ثقافة : إدراج اسم محمد يوسف مرسى فى مشروع حكاية شارع
الأحد 6 أبريل 2025 12:16 صباحاً
نافذة على العالم - أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، اسم محمد يوسف مرسى، فى مشروع حكاية شارع، حيث تم وضع لافتة تحمل اسمه وكل المعلومات على أحد الشوارع بمنطقة مدينة نصر.
ولد "محمد يوسف موسى" بمدينة "الزقازيق" بالشرقية في يونيو 1899، وقد بدأ حفظ القرآن وهو صغير، حتى أتم حفظه وهو في الثانية عشر من عمره. التحق بالأزهر الشريف، ونال الشهادة العالمية عام 1925، عين محمد يوسف موسى مدرسًا بمعهد الزقازيق، لكنه فصل بعد ثلاث سنوات، لسقوطه في الكشف الطبي بسبب ضعف بصره، وكان هذا الاجراء واردًا ومعتادًا في تعامل الحكومة مع الموظفين، لذلك اتجه إلى تعلم اللغة الفرنسية لتكون وسيلته لدراسة الحقوق والاشتغال بالمحاماة. وقد تمكن من اتقان الفرنسية بسرعة، ومن ثم فإنه اشتغل بالمحاماة الشرعية متدربًا في مكتب "محمد بك عز العرب" المحامي الشرعي الشهير، وسرعان ما أصبح محاميًا لامعًا.
ولما تولى الشيخ "محمد مصطفى المراغي" مشيخة الأزهر في المرة الثانية عين محمد يوسف بالأزهر الشريف عام 1937 ، وترك المحاماة مع ما هو معروف عن دخلها العالي ليعمل بالأستاذية الازهرية، وقد عين أولًا مدرسًا في معهد طنطا، وسرعان ما اختير في عام 1938 مدرسًا بكلية أصول الدين، حيث درّس فيها الفلسفة والأخلاق بمنهج جديد لم يكن معروفًا ولا مألوفًا في الأزهر من قبل، وأخذ يكتب في المجلات الثقافية الشهيرة عن المجالات العلمية والتعليمية وإصلاح الأزهر والتعليم والإصلاح الفقهي، كما بدأ يترجم عن الفرنسية بعض الدراسات الخاصة بتاريخ الفلسفة في الشرق والغرب.
محمد يوسف موسي
وفي صيف 1938 سافر محمد يوسف إلى فرنسا للاتصال بأساتذة الفلسفة في جامعة باريس من أجل الدراسة للحصول على درجة الدكتوراة في الفلسفة، وهناك ساعده المستشرق الفرنسي "ماسينيون"، واتفق معه على خطة الدراسة والبحث، وفي عام 1939 سافر محمد يوسف إلى فرنسا لكنه سرعان ما عاد بسبب اندلاع الحرب العالمية واتصل بالشيخ "مصطفى عبد الرازق"، وكان آنذاك أستاذًا للفلسفة بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا). وبعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية نال محمد يوسف إجازة دراسية من وظيفته في الأزهر بدون مرتب وسافر على نفقته الخاصة.
وبعد ثلاث سنوات من الدراسة والبحث في جامعة السوربون حصل محمد يوسف موسى على درجة الدكتوراة من عن "الدين والفلسفة في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط"؛ وقد ناقشته كما هو الحال في دكتوراه الدولة لجنة خماسية رأسها العلامة 'ليفي بروفنسال'، وبذلك حقق محمد يوسف السبق في أن يكون أول أزهري ينال هذه الدرجة العلمية الممتازة في ذلك الزمن الوجيز. ومن الجدير بالذكر أن الدكتور 'طه حسين' حرص على حضور مناقشته لهذه الدرجة، بعد حصوله على الدكتوراة انتدبه الأزهر لقضاء شهرين في رحلة علمية بإسبانيا وبلاد المغرب العربي للاطلاع على نفائس التراث الإسلامي في الفلسفة والعلوم الإسلامية المختلفة.
كان الدكتور طه حسين قد عرض على الدكتور محمد يوسف الانتقال للتدريس بجامعة القاهرة، لكنه آثر البقاء في الازهر، وفي 1952 أعلنت جامعة القاهرة عن وظيفة أستاذ مساعد للشريعة الإسلامية فتقدم لها، وفي 1955 انتقل لجامعة عين شمس ليشغل درجة أستاذ كرسي الشريعة، وبقي الدكتور محمد يوسف أستاذًا ورئيسًا لقسم الشريعة في حقوق عين شمس حتى أحيل للتقاعد في 1959
انتدب محمد يوسف ثلاث مرات لتدريس الشريعة الإسلامية في كلية الحقوق بجامعة الخرطوم فأضفى على هذه الدراسات الطابع الإسلامي والعربي والجاد، وفرض في قانون الكلية ألا يتولى الامتحانات والتدريس إلا أساتذة الشريعة المسلمون، وقد اتصل محمد يوسف بوجوه الحياة السياسية في السودان وكان السيد 'عبد الرحمن المهدي' حفيا به وباستقباله.
وفي عام 1960 عرض عليه وزير الأوقاف 'أحمد طعيمة' التعاون معه مستشارًا للوزارة فقبل، وبذل جهدا كبيرًا بدأه بالمساعدة في التخطيط لإصدار تفسير عصري للقرآن الكريم، وكتاب فقهي موحد، وإصدار مجلة (منبر الإسلام)، كما كان له دور بارز في تأسيس العملين الكبيرين الذين تمّا في عهد الوزير طعيمة؛ وهما مؤسسة الزكاة والمصحف المرتل بيد أنه ترك مسئوليته في وزارة الأوقاف عندما تولاها الدكتور 'محمد البهي'.
كان الدكتور محمد يوسف موسى شعلة من النشاط في الحياة العامة والصحفية، وكان من دعاة إصلاح الأزهر وإصلاح التعليم، وفتح باب الاجتهاد، وكان مشتبكًا مع الحياة الثقافية بذكاء واحترام وإنصاف، وعلى سبيل المثال فإنه حين نقد الدكتور 'محمد نجيب البهيتي'، أستاذ الأدب العربي في الجامعة الأمريكية، الدكتورة 'عائشة عبد الرحمن' بقسوة فإنه تصدى له وأثبت له تجاوزه في حق الأدب والنقد.
اختير الدكتور محمد يوسف موسى خبيرًا في لجنة الفلسفة بالمجمع اللغوي بالقاهرة، وقد رشحه لها أستاذه ماسينيون، وظل بعد عودته من فرنسا يشارك في أعمال هذه اللجنة، وقد رشح لعضوية المجمع إلا أن الزمن لم يسعفه بالفوز.
وكان الدكتور محمد يوسف من مؤسسي جماعة الأزهر الشريف للنشر وقد رأس هذه الجماعة التي قدمت أعمالا قيمة، كذلك شارك بنشاطه المتقد في لجان إصلاح التعليم في وزارة التربية والتعليم وفي أنشطة إصلاح الأسرة في وزارة الشئون الاجتماعية. كما كان من أصحاب البرامج الثابتة في الإذاعة، وكان يتولى أيضًا تقديم البرامج الدينية في الإذاعة الموجهة. وقد ظل الدكتور محمد يوسف يمارس نشاطه حتى تفاقم عليه مرض السكر فكان يُملّي على من يسجل خواطره.
وقد نجح الدكتور محمد يوسف في كتابه 'أحكام الأحوال الشخصية في الفقه الإسلامي' أن يلخص بعض ما تأخذ به المحاكم الشرعية في السودان، وهو مجال لم يتعهده المصريون بدراستهم ولا يزالون يهملون تعهده بالمقارنة اكتفاء بما يعرفونه عن بلادهم، وقد أشار في كتابه عن تاريخ الفقه إلى أن العلامة الدكتور السنهوري هو الذي أشار عليه بكتابة تاريخ الفقه الإسلامي، ولهذا فإنه أهدى إليه هذا الكتاب بحروف المطبعة، وهذا الكتاب لم يؤرخ للفقه الإسلامي في كل العصور، وإنما أرّخ فقط لعصر الاجتهاد الأول.
وقد ظل الدكتور محمد يوسف يعمل بالإفتاء حتى يوم وفاته، إذ ترك على مكتبه فتاوى وإجابات للشعوب الأفريقية الآسيوية أذيعت بعد وفاته.
وفي مجال التراجم درس الدكتور محمد يوسف حياة اثنين من الفلاسفة هما ابن سينا وابن رشد فقد كان من الذين عنوا بتراجم الفقهاء الكبار وله ترجمتان مشهورتان لأبي حنيفة وابن تيمية، وكان على سبيل المثال يرى أن الاتجاهات العامة في فقه أبي حنيفة هي التيسير في العبادات والمعاملات ورعاية جانب الفقير والضعيف وتصحيح تصرفات الإنسان بقدر الإمكان ورعاية حرية الإنسان وإنسانيته ورعاية سيادة الأمة متمثلة في الإمام كتب الدكتور محمد يوسف في مجلات الأزهر والرسالة والمسلمون والمجلة، وتضمنت بعض مقالاته نقدًا حيًا لمؤلفات معاصرة تاريخية أو أدبية وفقهية وفلسفية.
جمعت كتابات الدكتور محمد يوسف موسى ومؤلفاته ومقالاته ما بين الأخلاق والشريعة وعلم الكلام والترجمة والتحقيق، ثم المؤلفات الإسلامية العامة. بعض هذه المؤلفات ترجم عن الفرنسية في الفلسفة والشريعة، ومنها بحث في الفرنسية نشره 1995 بالقاهرة في عدد خاص بذكرى ابن سينا، بالإضافة إلى رسالة الدكتوراه التي كتبت بالفرنسية ثم ترجمها بعد ذلك إلى العربية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ 10 ساعات
- بوابة ماسبيرو
دار الكتب تحتفل بمئوية الجامعة المصرية
في إطار الدور التنويري لوزارة الثقافة المصرية تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، تقيم دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت ممثلة في مركز تاريخ مصر الحديث والمعاصر ندوة بعنوان (جامعة القاهرة في مئة عام ۱۹۲٥- ٢٠٢٥). تقام الندوة العاشرة صباح يوم الخميس الموافق ٢٠٢٥/٥/٢٩، في قاعة علي مبارك بمقر دار الكتب بكورنيش النيل. يتحدث في الجلسة الافتتاحية كل من:د. أحمد الشربيني (مقرر الندوة)، د. أحمد زكريا الشلق ( مقرر اللجنة العلمية لمركز تاريخ مصر المعاصر)، د/ أسامة طلعت رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، د/ أحمد رجب نائب رئيس جامعة القاهرة يرأس الجلسة الأولى د/ أحمد رجب (نائب رئيس جامعة القاهرة) ويتحدث فيها كل من د/ أحمد زكريا الشلق: (كلية الآداب - جامعة عين شمس) حول طه حسين والجامعة المصرية، أ.د/ عبد الراضي عبد المحسن رضوان (كلية دار العلوم - جامعة القاهرة) حول جامعة القاهرة والتنوير النسوي، د/ أنور مغيث كلية الآداب - جامعة حلوان)حول أحمد لطفي السيد ودراسة الفلسفة في الجامعة المصرية، د. عبد المنعم محمد سعيد مركز تاريخ مصر المعاصر - دار الكتب والوثائق القومية)حول الجامعة في رؤى الإصلاح المصرية (۱۹۱۹-١٩٥٢)، د نهال خلف الميري (مركز تاريخ مصر المعاصر - دار الكتب والوثائق القومية) حول رائدات الحركة الطلابية في جامعة القاهرة. يرأس الجلسة الثانية د/ سعيد المصري أستاذ الاجتماع والأنثروبولوجيا بكلية الآداب - جامعة القاهرة)، ويتحدث فيها د/ السيد فليفل كلية الدراسات الأفريقية - جامعة القاهرة) حول جامعة القاهرة والدراسات الإفريقية، د/ ماجدة صالح كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة) حول تطور دراسة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، و د/ أحمد الشربيني (كلية الآداب - جامعة القاهرة) حول كلية الآداب ودراسة الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في مئة عام، و د/ سيد علي إسماعيل: (كلية الآداب - جامعة حلوان) حول النشاط المسرحي لجامعة القاهرة في العهد الملكي. يرأس الجلسة الثالثة د/ هدى الخولي كلية الآداب - جامعة القاهرة ويتحدث فيها كل من: د/ سرفيناز حافظ كلية الآداب - جامعة القاهرة حول مكتبة جامعة القاهرة في مئة عام، د/ أحمد الشرقاوي كلية الطب - جامعة القاهرة حول جامعة القاهرة ودراسة الطب في مئة عام، د/ حامد عيد كلية العلوم - جامعة القاهرة حول كلية العلوم - جامعة القاهرة في مئة عام، د/ هند محمد عبد الرحمن كلية السياحة والفنادق - جامعة المنيا حول الجامعة المصرية ودراسة الآثار وعلم المصريات تقرير لجنة الجامعة عام ١٩٢٠، أ. طارق جلال سيد فرج كلية الآثار - جامعة القاهرة حول متحف جامعة القاهرة: قصة عصور من العلم

مصرس
منذ 11 ساعات
- مصرس
أخبار × 24 ساعة.. حوافز استثمارية غير مسبوقة لتعزيز مناخ الأعمال فى مصر
سلسلة من الأخبار التى تهم الجمهور وتتضمن عرضًا لنشاط الحكومة فى 24 ساعة، ويقدم "اليوم السابع" أهم الأخبار، خاصة الملفات الحيوية والخدمية، من بينها: رئيس الوزراء يتابع مستجدات الموقف التنفيذي لمشروع تطوير مدينة رأس الحكمة مجلس الوزراء يستعرض تفاصيل مشروع القطار الكهربائى السريع "معلومات الوزراء": حوافز استثمارية غير مسبوقة لتعزيز مناخ الأعمال فى مصر وزيرة التضامن: قانون تنظيم ممارسة العمل الأهلى يحمى من أى تدخل غير مبرررئيس جامعة القاهرة يهنئ الدكتور أحمد طه بفوزه بجائزة الطبيب العربى لعام 2025"القومى للمرأة" ينظم لقاء رفيع المستوى بعنوان "النساء يستطعن التغيير"البيئة تنظم فعالية تشاركية بشرم الشيخ ضمن مشروع "مدينة خضراء"استقبال الطلاب في أول أيام الامتحانات بمدرسة شباب طموه الإعدادية بالزينة والشوكولاتهقطاع المعاهد الأزهرية يُعلن تفاصيل امتحانات الثانوية الأزهرية لعام 2025/2024الدواء المصرية والسعودية للغذاء والدواء تبحثان توحيد الجهود وتوسيع التعاونوزير العمل يعلن فرص عمل فى مشروع محطة الضبعة النوويةالدكتور خالد عبد الغفار يلتقى وزير الصحة السودانى لبحث أوجه التعاون المشتركوزير التموين ومحافظ القاهرة يفتتحان معرضًا للسيراميك والبورسلين والأدوات الصحية


الجمهورية
منذ 12 ساعات
- الجمهورية
لماذا تكره الشعوب العربية إسرائيل وترفض التطبيع معها ؟
منذ سبع سنوات تقريبا جلست مع عدد من الزملاء الصحفيين ب'الجمهورية' وبعض الطلاب من أوائل الثانوية العامة على كافتيريا بمدينة فالنسيا الإيطالية خلال رحلة جريدة الجمهورية لأوائل الثانوية العامة والتى تنظمها تكريم لهم كل عام .. وأثناء حوارنا -صحفيون وطلاب - تداخل معنا فى الحوار ثلاثة لا نعرفهم من الجالسين بجوارنا فهم يتحدثون العربية، وظننا أنهم أشقاء عرب، فتحدثنا معهم بكل أريحية .. ثم بادرتهم بسؤال عن جنسيتهم فرد أحدهم بأنهم من إسرائيل.. أصابنا جميعا الذهول ثم وقفنا وانصرفنا من المكان حتى لا نواصل الحوار الذى فرضوه علينا فنظروا لنا بغضب وقال أحدهم بصوت مسموع" هذا غريبا عليكم أيها المصريون" هذا الموقف التلقائي يجسد المشاعر الطبيعية فى نفوسنا نحن العرب- وليس المصريين فقط- تجاه الصهاينة المجرمين.. فالصورة الذهنية الكامنة داخل نفوسنا أن هؤلاء القوم يكرهوننا ويتحينون كل الفرص للانقضاض علينا.. نحن لا نكرههم لأنهم يخالفوننا فى العقيدة .. بل نكرههم لأنهم أتباع عصابة إجرامية عانينا كثيرا من جرائمهم ومؤامراتهم ضد أوطاننا العربية، وقسوتهم المفرطة فى التعامل معنا وإجرامهم الدائم ضدنا وإهدار كل حقوقنا .. وهذه حقائق كشف لنا القرآن الكريم - وهو دستورنا الخالد- حقيقتها من أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان.. فهؤلاء القوم يكرهوننا لوجه الله.. ويتآمرون علينا لوجه الشيطان.. ويتلذذون بالعدوان علينا واهدار حقوقنا ..لذلك .. ليس غريبا على الشعوب العربية أن تبادلهم نفس المشاعر .. كراهية بكراهية لذلك .. لا أعتقد أن محاولات الإدارة الأمريكية وضغوطها المتواصلة على عدد من الدول العربية لاتخاذ خطوات للتطبيع مع العدو الصهيونى المجرم سوف تأتى بنتائج إيجابية وتحقق لهذا الكيان الشيطانى أهدافه السياسية والاقتصادية والدينية فى بلادنا العربية خاصة بعد المذابح التى ارتكبها الصهاينة فى غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن خلال الشهور الماضية ولا تزال مذبحة غزة قائمة ووصلت الى زروتها خلال الأيام الماضية ** تطبيع العلاقات بين الشعوب العربية والشعب الصهيوني أصبح مستحيلا بعد أن رأت تلك الشعوب ما حدث لإخوانهم فى غزة من جرائم لم يشهد التاريخ مثيلا لها فالرفض الشعبى العربى لكل تطبيع شعور سائد فى كل البلاد العربية وتؤكده نتائج استطلاعات للرأى .. فقبل مذابح غزة كان القبول العربى للتطبيع مع الصهاينة ضعيفا ولا يمثل أكثر من ٢٠% ولو أجريت استطلاعات الآن لأصبح الرفض الشعبى ١٠٠ % فى كل البلاد العربية .. ومن هنا فلا قيمة لضغوط أمريكا على البلاد العربية لاتخاذ خطوات نحو إقامة علاقات مع الصهاينة حكومة وشعبا فقد اختاروا أن يؤصلوا كراهيتهم فى نفوسنا الى يوم الدين ** الحقيقة التى يجب أن يدركها الصهاينة وكل من يسعى لتطبيع علاقتهم بالعرب أن اتفاقيات التطبيع معهم لن تحل لهم مشكلة، ولن تحقق لهم سوى بعض الأهداف الاقتصادية أوالسياسية التى يسعون إليها طوال الوقت.. فاتفاقية السلام بين مصر والكيان الصهيونى سنة 1979، والأردن سنة 1994، والإمارات والبحرين والمغرب والسودان سنة 2020 لم تسفر كل هذه الاتفاقيات عن تطبيع علاقات حقيقي لأن الرأي العام الشعبي العربي يرفض ويعارض بشكل واسع أي شكل من أشكال التطبيع، سواء كان سياسيًا، أو اقتصاديًا، أو ثقافيًا أو رياضيًا مع كيان مجرم لا يقيم لحقوق الإنسان العربى وزنا، ولا يريد أن يتخلى عن سياساته العدوانية تجاه العرب، وإصراره على قتلهم وتجويعهم واهدار كل حقوقهم الإنسانية. ولو رجعنا لاستطلاعات الرأى التى سبقت العدوان على غزة والدول العربية لوجدنا رفضا شعبيا واضحا .. فوفقا لاستطلاع رأى المؤشر العربي 2022/2023 (من تنفيذ المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات) فإن 84% من العرب يرفضون الاعتراف بإسرائيل ويعتبرونها كيانا احتلاليا.. وفي المغرب رغم التطبيع الرسمي، 67% يرفضون الاعتراف بإسرائيل.. وفي الأردن: نحو 90% يرفضون العلاقات مع إسرائيل رغم معاهدة السلام بين الأردن والكيان الصهيونى. وفي مصر: نحو 85% لا يرون أن لإسرائيل حقا في فلسطين، رغم اتفاقية كامب ديفيد. كل هذه الدراسات واستطلاعات الرأى كانت قبل الجرائم الأخيرة للعدو الصهيونى والتى فاقت فى بشاعتها كل ما سبقها من جرائم. الى جانب تصاعد حملات المقاطعة الشعبية للمنتجات الداعمة لإسرائيل مثل حملة "قاطع". انتشار هاشتاجات مثل #التطبيع_خيانة و#فلسطين_قضيتنا في المناسبات الكبرى كحرب غزة أو اقتحامات الأقصى يضاف لكل ذلك حملات دعم المقاومة الفلسطينية عبر وسائل التواصل الاجتماعى في مختلف البلدان العربية ** مظاهر الرفض الشعبي للتطبيع مع الكيان الصهيونى المجرم كثيرة ومتنوعة من ابرزها: ** مقاطعة البضائع: حيث تشهد حملات المقاطعة تفاعلاً واسعًا، خصوصًا أثناء التصعيدات في غزة أو الضفة الغربية. ** الرفض الرياضي والثقافي والفنى والذى يتجسد فى انسحاب المثقفين والفنانين والرياضيين العرب من كل الفعاليات التى يشارك فيها صهاينة * المواقف النقابية والمؤسسية: فكل النقابات المهنية في مصر والاردن وتونس وغيرها من البلاد العربية تعلن صراحة رفضها القاطع للتطبيع. * جامعات ومؤسسات عربية ترفض التعامل مع الجامعات الصهيونية. الغباء السياسى والعسكرى الذى يسيطر على عقول الصهاينة يحجب عنهم حقيقة أن ما يرتكبونه من جرائم ضد العرب يؤجج من مشاعر الكراهية ضدهم، وأن تلك الجرائم لا يمكن أن تمر دون عقاب حتى ولو اختلفت موازين القوى وحشد العالم الظالم كل جيوشه لدعم عتاة الإجرام فى تل أبيب.. سوف تنطلق العمليات الانتقامية فى كل مكان وليس داخل الأرض المحتلة أو على المعابر فقط.. هذه الحقيقة يدركها كل عقلاء العالم.. إلا أصحاب القرار فى الإدارة الأمريكية التى وقفت عاجزة أمام قرارات إرهابى تمرس على الإجرام ويقود دولة الاحتلال الى الهلاك، وجلب للصهاينة والأمريكان وكل من يسير فى فلكهم ويدعم العدوان الصهيونى كراهية كل شعوب الأرض. الخلاصة.. لا يمكن إقامة علاقات طبيعية مع كيان يرتكب ما نراه يوميا من جرائم.. فالعدو المجرم هو من جلب الكراهية لنفسه بما ارتكبه من جرائم ضد أصحاب الأرض.