logo
ظاهرة العملاء تتزايد في بيئة حزب الله وتكشف اختراق قيادته

ظاهرة العملاء تتزايد في بيئة حزب الله وتكشف اختراق قيادته

المركزيةمنذ 5 أيام

تحوّل ملف عملاء إسرائيل إلى كابوس يقضّ مضاجع «حزب الله»، وبات خطره يعادل تداعيات الحرب الإسرائيلية ضده وضد بيئته، خصوصاً بعدما أثبتت التحقيقات التي خضع لها 21 موقوفاً حتى الآن، أن غالبية هؤلاء مقربون جداً من قادة وكوادر الحزب، وأن دورهم التجسسّي مكّن الإسرائيليين من اغتيال عشرات القادة بالاستناد إلى المعلومات والإحداثيات التي زوّدوا بها «الموساد»، وآخرهم ابن أحد قيادييه، تردد أن اسمه محمد صالح، ويعدّ أخطرهم، ويعتقد أنه تسبب في قتل أغلب القادة والمسؤولين.
21 موقوفاً بتهمة العمالة حتى الآن
وتفيد المعلومات بأن عدد الموقوفين آخذ بالارتفاع، إذ كشف مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية والقضائية بلغ حتى الآن 21 شخصاً». ورأى أن «عمليات تعقّب هؤلاء مستمرّة وتؤدي إلى كشف المزيد من المتورطين»، مشيراً إلى أن «توقيف شخص محدد لا يؤدي بالضرورة إلى اكتشاف مزيد من العملاء، لأن العدو الإسرائيلي اعتمد سياسة تجنيد الأشخاص بشكل فردي وليس ضمن شبكات أو مجموعات كما كان يحصل في السابق، ضمن ما كان يسمّى (الحرب الأمنية) بين لبنان وإسرائيل، التي نجح الأمن اللبناني في الحدّ منها وتقويض مهامها».
وتوالت المعلومات التي تتحدّث عن توقيفات طالت ناشطين بينهم «تيك توكرز» لبنانية مشهورة ومقرّبة من «حزب الله» بتهمة التعامل مع إسرائيل، بالإضافة إلى عشرات المؤثرين على صفحات التواصل الاجتماعي، إلّا أن مصدراً أمنياً نفى حصول مثل هذه التوقيفات، وتحدّث لـ«الشرق الأوسط»، عن «وجود عمل أمني واسع لتعقب العملاء، لكن ثمة معلومات مضخمة وبعيدة عن الواقع، إلا أن ذلك لا يعني عدم توقيف مشتبه بهم في أي وقت»، مؤكداً أن «الأجهزة الأمنية، لا سيما شعبة المعلومات ومخابرات الجيش والأمن العام، جنّدت طاقاتها لمراقبة وتعقب كل التحركات والاتصالات المشبوهة في الداخل والخارج».
بيئة «مذهولة»... و«مشنقة» للاقتصاص من العملاء في الضاحية
وأرخت هذه الظاهرة بثقلها على البيئة الشيعية المذهولة من حجم الاختراق الإسرائيلي لصفوفها وخصوصاً لتركيبة الحزب، وعبّر البعض عن غضبهم من خلال نصبهم مشنقة في إحدى ساحات الضاحية الجنوبية للمطالبة بالاقتصاص من هؤلاء العملاء. واعتبر ناشر موقع «جنوبية» الكاتب والباحث السياسي، علي الأمين، أن «ظاهرة العملاء تكشف بوضوح أن بيئة (حزب الله) مخترقة حتى العظم». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البيئة باتت منكوبة ومضروبة ومصابة بحالة من فقدان التوازن، جراء منهجيّة الحزب وتربيته وآيديولوجيته التي دفعت الكثيرين إلى استسهال التعامل مع إسرائيل». ورأى الأمين وهو معارض لسياسة «حزب الله»، أن «تعليق مشنقة في قلب الضاحية للمطالبة بإعدام العملاء، مجرّد محاولة للقول إن العمالة استثناء وليست قاعدة». وأكد أن «خطاب تخوين الآخرين فتح الباب واسعاً للعمالة في الداخل وعلى نطاق واسع، كما أن المناخ الآيديولوجي سهّل اختراق الحزب»، عادّاً أن «فعل اللاوعي عند الناس ونظرتهم السلبية حيال ما وصلت إليه الحالة الشيعية جعلا العملاء ينجرفون إلى هذه الظاهرة وكأنهم غير مذنبين».
وبعد الإعلان عن توقيف صالح امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بصوره التي كان قد التقطها مع المقاتلين والمسؤولين في الحزب الذين قتلوا في الحرب، والتي كان يعمد إلى نشرها لنعيهم.
وشكّل توقيف صالح صدمة في داخل بيئة الحزب، وبيّن حجم اختراق الموساد لصفوفه وللحلقة القريبة جداً من قيادته، خصوصاً أنه نجل أحد المسؤولين في «كتيبة الرضوان» وهي أهم وحدة قتالية في قوات الحزب العسكرية، وشقيقه قضى في مواجهة مع الإسرائيليين، ورغم أن التحقيقات الأولية معه استغرقت أكثر من أسبوع، لا تزال المعلومات تتكشّف حول دوره الخطير والنتائج التي ترتّبت عن هذا الدور، وأفاد المصدر القضائي، أن صالح «يعدّ أخطر العملاء الذين تم القبض عليهم منذ بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان، باعتباره أكثر من زوّد الإسرائيليين بمعلومات واحداثيات عن تحركات قادة وكوارد الحزب، بسبب قربه المباشر منهم أو من أبنائهم ومطلع على تفاصيل ما يدور داخل الحلقة الضيقة في قيادة الحزب». وأكد أن «المعلومات التي قدمها صالح للإسرائيليين أفضت إلى اغتيال عشرات الكوادر والقادة في الحزب وآخرهم المسؤول عن الملف الفلسطيني في الحزب حسن بدير ونجله علي، اللذين اغتيلا في غارة نفذتها مسيرة إسرائيلية استهدفت منزلهما في حيّ الجاموس بالضاحية الجنوبية في 29 آذار (مارس) الماضي». وقال «الأخطر من هذا كلّه أنه كان يزود الإسرائيليين باسم المسؤول الذي يجري تعيينه خلفاً للقائد الذي يتم اغتياله، وغالباً ما كان يلتقط صوراً له مع هؤلاء القادة ويرسلها إلى الإسرائيليين».
وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي فادي عقيقي، ادعى على صالح وكلّ من يظهره التحقيق، بجرائم «التعامل مع العدو الإسرائيلي، ودس الدسائس لديه، وتزويده بمعلومات أسفرت عن قتل مدنيين». وذلك استناداً إلى مواد تصل عقوبتها إلى الإعدام، وأحاله على قاضي التحقيق العسكري الأول، فادي صوّان، طالباً استجوابه وإصدار مذكرة توقيف وجاهية بحقّه.
اعتقال محمد صالح ليس أول الغيث ولا نهاية المطاف، فظاهرة العملاء بدأت تتوالى فصولها منذ دخول قرار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيّز التنفيذ، وتحوّلت إلى كرة ثلج متدحرجة، وأوضح المصدر القضائي أنه «مع اعتقال صالح ارتفع عدد الموقوفين بتهمة التجسس لصالح إسرائيل إلى 21 شخصاً وهم 13 لبنانياً و6 سوريين وفلسطينيان اثنان، وهؤلاء قيد التوقيف ويخضعون إلى جلسات استجواب أمام قضاة التحقيق في المحكمة العسكرية»، مشيراً إلى أن «بعض هؤلاء جنّدهم جهاز الموساد خلال فترة الحرب، أي بعد الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما فتح (حزب الله) جبهة المساندة لغزّة، وهم من المقيمين في الجنوب والضاحية الجنوبية، وبعضهم جرى تجنيدهم قبل الحرب».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أورتاغوس نقلت رسالة ترامب: تسليم السلاح أو القضاء على الحزب نهائيّاً!
أورتاغوس نقلت رسالة ترامب: تسليم السلاح أو القضاء على الحزب نهائيّاً!

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 38 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

أورتاغوس نقلت رسالة ترامب: تسليم السلاح أو القضاء على الحزب نهائيّاً!

في لحظةٍ سياسية حاسمة، دعت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من الدوحة أمس، الحكومة اللبنانية الى اتخاذ قرار نهائي بشأن نزع سلاح حزب الله. وهذه الرسالة الواضحة والمباشرة اتت في ظل ضغط اميركي كبير من اجل تحقيق هذا الهدف بأسرع وقت. وشددت أورتاغوس على أن نزع السلاح لا يقتصر على جنوب الليطاني، بل يجب أن يشمل كامل الأراضي اللبنانية. اذاً يعود ملف السلاح الى الواجهة، ولا يتوقف الامر على أورتاغوس، اذ ان الموقف الاكثر صراحة جاء على لسان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور جيم ريش، الذي طالب اللبنانيين بالتخلص نهائياً من الحزب، كما كشف عن قناعة أميركية بأن الجيش اللبناني بات مؤهلاً لطرد الحزب، مشدداً على دعم واسع من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لتعزيز دور الجيش اللبناني وتوسيع سلطته الأمنية على الحدود مع سوريا وإسرائيل، وعلى المرافق الحيوية كالجمارك والمطار. بالتالي، هذا الموقف التصعيدي، يعكس تحولاً نوعياً في السياسة الأميركية تجاه المعادلة اللبنانية، الامر الذي يأتي بالتزامن مع الرسائل الاسرائيلية الموجهة الى الداخل اللبناني من خلال تصعيد عسكري يستهدف مناطق في جنوب لبنان للتشويش على الاستحقاق البلدي يوم السبت المقبل. ويقول مصدر ديبلوماسي اميركي عبر وكالة "أخبار اليوم"، ان المبعوثة الاميركية حملت رسالة مباشرة من الادارة الاميركية، ليس الى الحزب فقط، بل هذه المرة الى الدولة اللبنانية ايضا، مفادها ان واشنطن مستعجلة على انجاز ملف حصر السلاح، فإما جمعه فوراً في شمال الليطاني كما حصل في جنوبه، وإلّا فان البديل سيتمثل بالقضاء على الحزب نهائياً، مشيراً الى أن اورتاغوس تنفذ أوامر الرئيس الاميركي دونالد ترامب لجهة حصر السلاح بيد القوى الشرعية فقط، تطبيقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وتحظى بدعمه لجهة السقف العالي الذي تعبر عنه. شادي هيلانة - "أخبار اليوم" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

بالفيديو: ضحية بغارة استهدفت دراجة نارية في عيترون
بالفيديو: ضحية بغارة استهدفت دراجة نارية في عيترون

IM Lebanon

timeمنذ ساعة واحدة

  • IM Lebanon

بالفيديو: ضحية بغارة استهدفت دراجة نارية في عيترون

شن الطيران المسيّر الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، غارة استهدفت دراجة نارية في بلدة عيترون – جنوب لبنان. وفي السياق، أفادت 'العربية'، بسقوط ضحية وهو عنصر من 'حزب الله' جراء الغارة. مسيّرة إسرائيلية تستهدف بلدة #عيترون وفرق الإسعاف توجهت الى المكان #لبنان #imlebanon May 21, 2025

حنفية الحزب مسكرة
حنفية الحزب مسكرة

IM Lebanon

timeمنذ ساعة واحدة

  • IM Lebanon

حنفية الحزب مسكرة

الحزب محاصر ماليا وعسكريا من كل الجهات. إسرائيل بتحاصرو ميدانيا ومسكرا عليه معابر التهريب بين لبنان وسوريا. والعقوبات الدولية، الأميركية خصوصة مش راحمتو. نهار بينزل عقوبات على أشخاص مرتبطين بأعمال مالية مشبوهة مع الحزب ونهار بينرصد مكافآت مالية عالية ومغرية. فأعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن رصد مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار للحصول على معلومات حول الشبكات المالية لحزب الله بأميركا الجنوبية. يعني ما وقفت على عمليات 'تجارية' بين لبنان وسوريا وتهريبات على نطاق الشرق الأوسط. الbusiness واصل لأميركا الجنوبية، وواشنطن مستعدة تدفع الملايين لوقف عمليات الحزب من غسل أموال وتزوير الوثائق، الاحتيال باستخدام بطاقات الائتمان، وتزوير الأموال، والتهريب، والمخدرات… وبوقت العروضات الأميركية ماشية، المشانق عم تتعلّق بضاحية بيروت الجنوبية مع الكشف عن مجموعة عملاء بيتخطى عددن الـ21 سربوا معلومات مهمة عن شخصيات مهمة من حزب الله، ومن ضمنن ابن أحد القياديين ويلي اتسبب بخسارة الحزب لأغلب القادة والمسؤولين. يعني اذا الواحد بحزبو طلع مش مأمن لابنو مين الو أمان بعد؟ View this post on Instagram A post shared by IMLebanon (@imlebanonnews)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store