
"ابنة بولين الأخرى" تاريخ "متخيل" للحاكم المزواج
هو سجال إبداعي - سينمائي بالتأكيد، لا يزال محتدماً منذ بدايات السينما، والسينما التاريخية بصورة عامة. سجال يتعلق بالحقائق التاريخية التي يمكن للسينما الروائية أو غير الروائية أن تلتزم بها. ولعل الجانب الرئيس في هذا السجال هو الذي يدور بين المؤرخين والروائيين. الأولون يصرون على الالتزام بالوقائع التاريخية مهما كانت منتمية إلى الجانب الإبداعي المتخيل، فيما الآخرون ينادون بحرية المبدع في التعامل مع تلك الحقائق. ويمكننا القول إن ذلك السجال يتجدد في كل مرة يبرز فيها فيلم تاريخي جديد، لكنه - أي السجال - يكون أقوى خصوصاً مع الأفلام الأقل أهمية لأنها عادة ما تكون هي التي تعبر عن الموضوع بصورة أفضل ولأسباب لا يمكن حصرها. كل هذا، وعناصر أخرى كثيرة أيضاً بما فيها قوة الأداء لدى معظم ممثلي الفيلم تجعل من "ابنة بولين الأخرى" الفيلم البريطاني الذي كان من آخر ما ظهر على الشاشات الكبيرة متعلقاً بحياة الملك المزواج هنري الثامن وزوجاته، عملاً مرشحاً كي يصبح بالتدرج إحدى الكلاسيكيات المميزة في تاريخ الفن السابع. فلماذا إذاً، يوحي هذا الفيلم لمتفرجه، بعد مرور نحو الساعة من بدايته، بأنه أي المتفرج أمام ما يشبه الميلودرامات التلفزيونية الصباحية التي تحقق للترفيه عن ربات البيوت فيما يقمن بالأعباء المنزلية بعد ذهاب الزوج والأولاد إلى شؤونهم؟ لماذا يبدو هذا الفيلم وكأنه حكاية تدور في أيامنا هذه - وليس هذا، في هذا السياق، مدحاً - من جانب أشخاص حلاً لهم أن يرتدوا ملابس تاريخية وأن يتحركوا في ديكورات تاريخية؟
جواب شبه مستحيل
السيناريو، بالتأكيد. السيناريو مع أن كاتبه بيتر مورغان كان قبل ظهور ذلك الفيلم بعامين وصل إلى ذروة الكتابة السينمائية مع فيلم "الملكة" الذي أخرجه ستيفن فريرز، عن الأسبوع الذي سبق وتلا مقتل الأميرة ديانا، وكيف أثر ذلك في سياسة بريطانيا وفي مزاج القصر الملكي وفي العلاقة بين اليزابيث الثانية ورئيس حكومتها الجديد الشاب في ذلك الحين توني بلير. فكيف لم يتمكن مورغان من أن يصور كواليس قصر هنري الثامن وسياساته، كما فعل مع قصر اليزابيث الثانية؟ ليس من السهل الإجابة عن هذا السؤال. ومع هذا قد تكون محاولة في هذا الإطار مجدية. وفحوى المحاولة القول إنه، بقدر ما وظف الكاتب الحدث في خدمة السياسة في "الملكة"، من دون أن يبتعد من اللغة السينمائية وعامل التشويق ولا سيما عبر كتابة حوارات ربما بدت أقوى في هذا الفيلم، لم يكن مصيباً تماماً حين فعل في "ابنة بولين الأخرى" عكس ذلك تماماً، إذ وظف السياسة في خدمة الحدث. لكن الكاتب ثم المخرج من بعده طبعاً، معذوران في هذا. وحسبنا لتبرير العذر أن نذكر بأنهما، في "ابنة بولين الأخرى" اقتربا من موضوع ليس جديداً على السينما على الإطلاق، موضوع يعرفه الجميع، بما في ذلك طلاب المدارس الثانوية البريطانية: موضوع زمن حكم هنري الثامن الذي تضافر فيه الشخصي والعام، العائلي والسياسي، العاطفي ولؤم مصالح الدولة. ومن هنا حاولا، كما يبدو، أن يسلكا فتحاً جديداً، انطلاقاً من رواية فيليبا غريغوري الصادرة قبل فترة التي جددت في الاقتراب من الموضوع: بدلاً من أن تصل إلى حكاية ابنتي عائلة بولين اللتين ارتبط بهما هنري الثامن، جاعلاً من أولاهما عشيقته ومن الثانية زوجته، انطلاقاً من القصر الملكي والأحداث السياسية والديبلوماسية الكبرى التي عاشتها بريطانيا في القرن الـ16، وصلت إلى هذه الأحداث الأخيرة انطلاقاً من التنافس والصراع بين الشقيقتين ماري وآن: ابنة بولين وابنة بولين الأخرى. ولعل مفتاح هذا كله كان في هذه الكلمة الأخيرة، الأخرى، إذ من الصعب في مسار الفيلم أن ندرك بعد كل شيء أيهما كانت الأولى وأيهما كانت الأخرى. وإدراك هذا يكمن مكان وجهة النظر التي يمكن أن يرى الفيلم من خلالها، فأتى الالتباس ليؤرجح عواطف المتفرج.
موضوع جاهز لفيلم ناجح
كانت هذه نقطة أساسية في الفيلم، لكنها تبقى أبعد من أن تصبح كل موضوعه - فالموضوع في بعده الميلوردامي الواضح -، إنما أتى هنا ليقلب الصورة التاريخية، وربما على غرار ما فعل فيلم "ماري انطوانيت" لصوفيا كوبولا، والمأخوذ بدوره من رواية معاصرة لنا كانت غايتها الأساس أن تعيد الاعتبار لملكة فرنسا الشابة، التي دفعت ثمن أخطاء مجتمع ملأها بالطموحات من دون أن يوفر لها الظروف الحقيقية لمماشاة هذه الطموحات فانتهت مقطوعة الرأس، ضحية لثورة ماتت ماري أنطوانيت من دون أن تفهم ماذا أرادت منها.
وهذا المصير نفسه كان مصير آن بولين (ناتالي بورتمان) في "ابنة بولين الأخرى"، غير أن هذه لم تكن ضحية ثورة، بل ضحية تسويات ديبلوماسية وسياسية، من الصعب على المرء الملم بشيء من تاريخ هنري الثامن أن يفهم كيف غاب جزؤها الأساسي عن الفيلم. فكل الصراع مع روما وانشقاق الكنيسة الإنجليزية عن الكاثوليكية البابوية، لم يشغل من "ابنة بولين الأخرى" سوى دقيقتين أو ثلاث، فيما غاب توماس مور تماماً عن الفيلم. وبالكاد شاهدنا على الشاشة أمامنا خلفية تصور تاريخ بريطانيا في ذلك الزمن الانعطافي. بل أن هنري الثامن لم يبد مهتماً إلا بالزواج والطلاق. وربما بالصيد أيضاً، ولكن فقط كمبرر لبدء تخليه عن آن بعدما تعرف إليها وقرر الاستحواذ بها. في هذا الإطار بدا التناقض واضحاً بين ضخامة البعد السياسي لموضوع كان يطاول امبراطوريتين عظيمتين (بريطانيا وإسبانيا)، إحداهما في صعود والأخرى في أفول، وضآلة الهم العائلي الذي تمحور من حول أسرة بولين التي أراد ربها، تحت ضغط شقيق زوجته، الوصول إلى أعلى درجات المجتمع ولو كان الثمن سعادة ابنتين وكرامتهما.
شخصنة التاريخ
والحقيقة أن هذا كله يضعنا أمام تفسير للتاريخ، يشخصن الأحداث والأسباب والنتائج، إلى درجة بعيدة، ويدفع المتفرج إلى التساؤل عن هذا التاريخ الذي حدث فيه كل ذلك الشرخ، لمجرد أن ثمة خالاً طموحاً وأباً خانعاً، لم تتمكن احتجاجات الأم من ردعهما عن بيع الابنتين للملك، واحدتهما إثر أخرى. إن تفسير التاريخ الأقرب دائماً إلى المنطق يحدثنا عن تبدلات اقتصادية وجيو- استراتيجية عميقة تلت بدء تكون الإمبراطوريات والتنافس على احتلال المستعمرات في تلك العقود من السنين، أدت كلها إلى خروج بريطانيا عن كنيسة روما، التي فضلت دائماً دعم بلدان أوروبا الجنوبية للاتينيتها مثل فرنسا وإسبانيا، في لعبة صراع الأمم، على دول الشمال التي كانت تشكل الجديد الإمبريالي في ذلك الحين. وهو أمر لا تعتبر حكاية هنري الثامن سوى مرآة له. فإذا بـ"ابنة بولين الأخرى" يأتي موحياً بأنه ينظر إلى الجانب الآخر من مرآة التاريخ. وطبعاً لا يمكن الانطلاق من هذا كله لـ"محاسبة" مبدعين على عمل أبدعوه، خصوصاً أن الوقائع التاريخية، من ناحية الأحداث والعلاقات وتواريخها، لا تناقض كثيراً ما نشاهده في الفيلم. ثم إن الإبداع ليس درساً في التاريخ، والتاريخ ليس في أية حال من الأحوال معطى نهائياً يرصد مرة وإلى الأبد. فإذا كانت كاتبة الرواية، وكاتب السيناريو والمخرج من بعدها، اختاروا أن يضيئوا على جانب من الحكاية، يكون هذا حقهم، لأن الإضاءة هي، في نهاية الأمر، تفسير بين تفسيرات أخرى عدة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
شيء من التاريخ لا أكثر
في اختصار، لا يمكن طبعاً دارسي التاريخ أن يعتمدوا "ابنة بولين الأخرى" بين مراجعهم، لكن في إمكانهم في المقابل، أن يستمتعوا بساعتين من الجمال المطلق والصراعات الكاشفة عن أخلاق البشر وأطماعهم في كل زمان ومكان، حتى ولو أمضوا وقتهم بعد ذلك متسائلين عما إذا كان يجوز، أو لا يجوز، أن "يكتب" التاريخ على هذا النحو. وبهذا يكون بيتر مورغان ومخرج الفيلم جاستين شادويك، ربحا رهانهما في تقديم فيلم ممتع طريف، يؤكد مرة أخرى أن التاريخ ليس ملكاً حصرياً لأحد ولا للحقيقة التاريخية حتى ولا حتى بالطبع للون محدود من ألوان الإبداع أو المعرفة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
٠٦-٠٣-٢٠٢٥
- Independent عربية
"ابنة بولين الأخرى" تاريخ "متخيل" للحاكم المزواج
هو سجال إبداعي - سينمائي بالتأكيد، لا يزال محتدماً منذ بدايات السينما، والسينما التاريخية بصورة عامة. سجال يتعلق بالحقائق التاريخية التي يمكن للسينما الروائية أو غير الروائية أن تلتزم بها. ولعل الجانب الرئيس في هذا السجال هو الذي يدور بين المؤرخين والروائيين. الأولون يصرون على الالتزام بالوقائع التاريخية مهما كانت منتمية إلى الجانب الإبداعي المتخيل، فيما الآخرون ينادون بحرية المبدع في التعامل مع تلك الحقائق. ويمكننا القول إن ذلك السجال يتجدد في كل مرة يبرز فيها فيلم تاريخي جديد، لكنه - أي السجال - يكون أقوى خصوصاً مع الأفلام الأقل أهمية لأنها عادة ما تكون هي التي تعبر عن الموضوع بصورة أفضل ولأسباب لا يمكن حصرها. كل هذا، وعناصر أخرى كثيرة أيضاً بما فيها قوة الأداء لدى معظم ممثلي الفيلم تجعل من "ابنة بولين الأخرى" الفيلم البريطاني الذي كان من آخر ما ظهر على الشاشات الكبيرة متعلقاً بحياة الملك المزواج هنري الثامن وزوجاته، عملاً مرشحاً كي يصبح بالتدرج إحدى الكلاسيكيات المميزة في تاريخ الفن السابع. فلماذا إذاً، يوحي هذا الفيلم لمتفرجه، بعد مرور نحو الساعة من بدايته، بأنه أي المتفرج أمام ما يشبه الميلودرامات التلفزيونية الصباحية التي تحقق للترفيه عن ربات البيوت فيما يقمن بالأعباء المنزلية بعد ذهاب الزوج والأولاد إلى شؤونهم؟ لماذا يبدو هذا الفيلم وكأنه حكاية تدور في أيامنا هذه - وليس هذا، في هذا السياق، مدحاً - من جانب أشخاص حلاً لهم أن يرتدوا ملابس تاريخية وأن يتحركوا في ديكورات تاريخية؟ جواب شبه مستحيل السيناريو، بالتأكيد. السيناريو مع أن كاتبه بيتر مورغان كان قبل ظهور ذلك الفيلم بعامين وصل إلى ذروة الكتابة السينمائية مع فيلم "الملكة" الذي أخرجه ستيفن فريرز، عن الأسبوع الذي سبق وتلا مقتل الأميرة ديانا، وكيف أثر ذلك في سياسة بريطانيا وفي مزاج القصر الملكي وفي العلاقة بين اليزابيث الثانية ورئيس حكومتها الجديد الشاب في ذلك الحين توني بلير. فكيف لم يتمكن مورغان من أن يصور كواليس قصر هنري الثامن وسياساته، كما فعل مع قصر اليزابيث الثانية؟ ليس من السهل الإجابة عن هذا السؤال. ومع هذا قد تكون محاولة في هذا الإطار مجدية. وفحوى المحاولة القول إنه، بقدر ما وظف الكاتب الحدث في خدمة السياسة في "الملكة"، من دون أن يبتعد من اللغة السينمائية وعامل التشويق ولا سيما عبر كتابة حوارات ربما بدت أقوى في هذا الفيلم، لم يكن مصيباً تماماً حين فعل في "ابنة بولين الأخرى" عكس ذلك تماماً، إذ وظف السياسة في خدمة الحدث. لكن الكاتب ثم المخرج من بعده طبعاً، معذوران في هذا. وحسبنا لتبرير العذر أن نذكر بأنهما، في "ابنة بولين الأخرى" اقتربا من موضوع ليس جديداً على السينما على الإطلاق، موضوع يعرفه الجميع، بما في ذلك طلاب المدارس الثانوية البريطانية: موضوع زمن حكم هنري الثامن الذي تضافر فيه الشخصي والعام، العائلي والسياسي، العاطفي ولؤم مصالح الدولة. ومن هنا حاولا، كما يبدو، أن يسلكا فتحاً جديداً، انطلاقاً من رواية فيليبا غريغوري الصادرة قبل فترة التي جددت في الاقتراب من الموضوع: بدلاً من أن تصل إلى حكاية ابنتي عائلة بولين اللتين ارتبط بهما هنري الثامن، جاعلاً من أولاهما عشيقته ومن الثانية زوجته، انطلاقاً من القصر الملكي والأحداث السياسية والديبلوماسية الكبرى التي عاشتها بريطانيا في القرن الـ16، وصلت إلى هذه الأحداث الأخيرة انطلاقاً من التنافس والصراع بين الشقيقتين ماري وآن: ابنة بولين وابنة بولين الأخرى. ولعل مفتاح هذا كله كان في هذه الكلمة الأخيرة، الأخرى، إذ من الصعب في مسار الفيلم أن ندرك بعد كل شيء أيهما كانت الأولى وأيهما كانت الأخرى. وإدراك هذا يكمن مكان وجهة النظر التي يمكن أن يرى الفيلم من خلالها، فأتى الالتباس ليؤرجح عواطف المتفرج. موضوع جاهز لفيلم ناجح كانت هذه نقطة أساسية في الفيلم، لكنها تبقى أبعد من أن تصبح كل موضوعه - فالموضوع في بعده الميلوردامي الواضح -، إنما أتى هنا ليقلب الصورة التاريخية، وربما على غرار ما فعل فيلم "ماري انطوانيت" لصوفيا كوبولا، والمأخوذ بدوره من رواية معاصرة لنا كانت غايتها الأساس أن تعيد الاعتبار لملكة فرنسا الشابة، التي دفعت ثمن أخطاء مجتمع ملأها بالطموحات من دون أن يوفر لها الظروف الحقيقية لمماشاة هذه الطموحات فانتهت مقطوعة الرأس، ضحية لثورة ماتت ماري أنطوانيت من دون أن تفهم ماذا أرادت منها. وهذا المصير نفسه كان مصير آن بولين (ناتالي بورتمان) في "ابنة بولين الأخرى"، غير أن هذه لم تكن ضحية ثورة، بل ضحية تسويات ديبلوماسية وسياسية، من الصعب على المرء الملم بشيء من تاريخ هنري الثامن أن يفهم كيف غاب جزؤها الأساسي عن الفيلم. فكل الصراع مع روما وانشقاق الكنيسة الإنجليزية عن الكاثوليكية البابوية، لم يشغل من "ابنة بولين الأخرى" سوى دقيقتين أو ثلاث، فيما غاب توماس مور تماماً عن الفيلم. وبالكاد شاهدنا على الشاشة أمامنا خلفية تصور تاريخ بريطانيا في ذلك الزمن الانعطافي. بل أن هنري الثامن لم يبد مهتماً إلا بالزواج والطلاق. وربما بالصيد أيضاً، ولكن فقط كمبرر لبدء تخليه عن آن بعدما تعرف إليها وقرر الاستحواذ بها. في هذا الإطار بدا التناقض واضحاً بين ضخامة البعد السياسي لموضوع كان يطاول امبراطوريتين عظيمتين (بريطانيا وإسبانيا)، إحداهما في صعود والأخرى في أفول، وضآلة الهم العائلي الذي تمحور من حول أسرة بولين التي أراد ربها، تحت ضغط شقيق زوجته، الوصول إلى أعلى درجات المجتمع ولو كان الثمن سعادة ابنتين وكرامتهما. شخصنة التاريخ والحقيقة أن هذا كله يضعنا أمام تفسير للتاريخ، يشخصن الأحداث والأسباب والنتائج، إلى درجة بعيدة، ويدفع المتفرج إلى التساؤل عن هذا التاريخ الذي حدث فيه كل ذلك الشرخ، لمجرد أن ثمة خالاً طموحاً وأباً خانعاً، لم تتمكن احتجاجات الأم من ردعهما عن بيع الابنتين للملك، واحدتهما إثر أخرى. إن تفسير التاريخ الأقرب دائماً إلى المنطق يحدثنا عن تبدلات اقتصادية وجيو- استراتيجية عميقة تلت بدء تكون الإمبراطوريات والتنافس على احتلال المستعمرات في تلك العقود من السنين، أدت كلها إلى خروج بريطانيا عن كنيسة روما، التي فضلت دائماً دعم بلدان أوروبا الجنوبية للاتينيتها مثل فرنسا وإسبانيا، في لعبة صراع الأمم، على دول الشمال التي كانت تشكل الجديد الإمبريالي في ذلك الحين. وهو أمر لا تعتبر حكاية هنري الثامن سوى مرآة له. فإذا بـ"ابنة بولين الأخرى" يأتي موحياً بأنه ينظر إلى الجانب الآخر من مرآة التاريخ. وطبعاً لا يمكن الانطلاق من هذا كله لـ"محاسبة" مبدعين على عمل أبدعوه، خصوصاً أن الوقائع التاريخية، من ناحية الأحداث والعلاقات وتواريخها، لا تناقض كثيراً ما نشاهده في الفيلم. ثم إن الإبداع ليس درساً في التاريخ، والتاريخ ليس في أية حال من الأحوال معطى نهائياً يرصد مرة وإلى الأبد. فإذا كانت كاتبة الرواية، وكاتب السيناريو والمخرج من بعدها، اختاروا أن يضيئوا على جانب من الحكاية، يكون هذا حقهم، لأن الإضاءة هي، في نهاية الأمر، تفسير بين تفسيرات أخرى عدة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) شيء من التاريخ لا أكثر في اختصار، لا يمكن طبعاً دارسي التاريخ أن يعتمدوا "ابنة بولين الأخرى" بين مراجعهم، لكن في إمكانهم في المقابل، أن يستمتعوا بساعتين من الجمال المطلق والصراعات الكاشفة عن أخلاق البشر وأطماعهم في كل زمان ومكان، حتى ولو أمضوا وقتهم بعد ذلك متسائلين عما إذا كان يجوز، أو لا يجوز، أن "يكتب" التاريخ على هذا النحو. وبهذا يكون بيتر مورغان ومخرج الفيلم جاستين شادويك، ربحا رهانهما في تقديم فيلم ممتع طريف، يؤكد مرة أخرى أن التاريخ ليس ملكاً حصرياً لأحد ولا للحقيقة التاريخية حتى ولا حتى بالطبع للون محدود من ألوان الإبداع أو المعرفة.


مجلة سيدتي
٣٠-٠١-٢٠٢٥
- مجلة سيدتي
الملك عبدالله الثاني والأمير هاشم يحتفلان بيوم ميلادهما
المملكة الأردنية الهاشمية ، تحتفل اليوم الموافق 30 يناير، بيوم ميلاد الملك عبدالله الثاني ، ملك الأردن، الذي أتم عامه الـ 63، كما تحتفل أيضًا في نفس اليوم، بميلاد الأمير هاشم بن عبدالله ، الابن الأصغر للملك والملكة رانيا، والذي أتم اليوم 20 عامًا. المملكة الأردنية الهاشمية تشارك منشوراً للملك عبدالله وابنه الأصغر View this post on Instagram A post shared by Royal Hashemite Court (@rhcjo) ونشر الحساب الرسمي للعائلة المالكة الأردنية عبر انستغرام، صورة تجمع الملك عبدالله الثاني ، بابنه الأمير هاشم ، وجاء التعليق: "الديوان الملكي الهاشمي يهنئ جلالة الملك عبدالله الثاني بيوم ميلاده الثالث والستين وسمو الأمير هاشم بن عبدالله الثاني بيوم ميلاده العشرين متمنين لهما دوام الصحة والعافية". وحظي التعليق بتفاعل واسع على السوشيال ميديا من قبل محبي العائلة المالكة الذين تمنوا للملك عبدالله الثاني وابنه الأمير هاشم دوام الصحة والعافية. منشور الأمير الحسين بمناسبة يوم ميلاد الملك عبدالله الثاني View this post on Instagram A post shared by Al Hussein bin Abdullah II (@alhusseinjo) حرص الأمير الحسين على أن يكون ثاني المهنئين، بعد والدته الملكة رانيا العبدالله، ونشر صورة أبيض وأسود بصحبة والده الملك عبد الله الثاني، بمناسبة يوم ميلاده الـ 63، وأرفقها برسالة مؤثرة. وجاءت رسالة الأمير الحسين ، للملك عبدالله الثاني ، كالآتي: "كل عام وأنت عماد هذا الوطن وفخره وعزه.. بحفظ الرحمن سيدنا". وتابع: "عاماً بعد عام، تقف الركيزة الثابتة لهذه الأمة. بارك الله فيك ورعاك يا صاحب الجلالة". إليكِ هذا الخبر الملك عبدالله الثاني يودّع عام اليوبيل الفضي بفيديو الملكة رانيا تنشر صورة للملك عبد الله بمناسبة يوم ميلاده View this post on Instagram A post shared by Queen Rania Al Abdullah (@queenrania) نشرت الملكة رانيا العبدالله ، صباح اليوم، عبر حسابها الرسمي على انستغرام، صورة تجمعها بالملك عبدالله الثاني، بمناسبة يوم ميلاده، وعلقت عليها قائلة: "كل عام وأنت الأغلى على قلوبنا.. يوم ميلاد سعيد! أنت تعني لنا العالم". وحظي المنشور بتفاعل واسع من قبل رواد السوشيال ميديا، الذين حرصوا على تقديم التهاني للملك، كما خطفت الملكة الأنظار بإطلالة أنيقة، عبارة عن فستان أصفر بأكمام طويلة، وحذاء ذات كعب عالٍ أصفر اللون. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».


مجلة سيدتي
٣٠-٠١-٢٠٢٥
- مجلة سيدتي
الملكة رانيا تحتفي بيوم ميلاد الملك عبدالله الثاني بكلمات مؤثرة
الملك عبدالله الثاني ، يتم اليوم عامه الـ 63. وعلى عادة الملكة رانيا ، فإنها دائمًا تأتي ضمن أول المهنئين بالمناسبات السعيدة الخاصة بالمملكة الأردنية الهاشمية، عبر حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت أول شخص يقدم التهنئة بكلمات مؤثرة للملك في عامه الجديد. الملكة رانيا تنشر صورة للملك عبد الله بمناسبة يوم ميلاده View this post on Instagram A post shared by Queen Rania Al Abdullah (@queenrania) نشرت الملكة رانيا العبدالل ه، صباح اليوم، عبر حسابها الرسمي على انستغرام، صورة تجمعها بالملك عبدالله الثاني ، وعلقت عليها قائلة: "كل عام وأنت الأغلى على قلوبنا... يوم ميلاد سعيد! أنت تعني لنا العالم". وحظي المنشور بتفاعل واسع من قبل رواد السوشيال ميديا، الذين حرصوا على تقديم التهاني للملك. كما خطفت الملكة الأنظار بإطلالة أنيقة، مكونة من فستان أصفر بأكمام طويلة، وحذاء ذات كعب عالٍ أصفر اللون. أمنية الملكة رانيا في عام 2025 View this post on Instagram A post shared by Queen Rania Al Abdullah (@queenrania) في نهاية العام المنقضي، شاركت الملكة رانيا من خلال حسابها الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي إنستغرام، صورة عائلية جمعتها بزوجها الملك عبدالله الثاني، وأبنائها؛ ولي العهد الأمير الحسين، زوجته الأميرة رجوة، الأميرة إيمان وزوجها جميل ألكسندر ترميوتس، الأميرة سلمى، والأمير هاشم. وقد أرفقت الملكة رانيا مع المنشور رسالة أو أمنيتها للعام الجديد، قائلة: "نستقبل عاماً جديداً على أمل أن تُضيء أيامه القلوب بالسلام". ومن الواضح أنه تم التقاط هذه الصورة في احتفالات الأردن والعائلة المالكة باليوبيل الفضي وتولي الملك عبدالله الحكم. قد ترغبين في معرفة الملكة رانيا بصحبة الأميرة رجوة في زيارة لمشغل "نقش" هكذا ودَّع الملك عبدالله الثاني عام 2024 View this post on Instagram A post shared by Royal Hashemite Court (@rhcjo) وقبلها بأيام قليلة، ودَّع الملك عبدالله الثاني بن حسين والعائلة المالكة الأردنية، العام الماضي، حيث تم نشر فيديو توديع عام 2024 بفيديو قصير من الحساب الرسمي للديوان الملكي الهاشمي. وجاءت كلمة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في الفيديو الذي شاركه: "في عام اليوبيل الفضي، سعدت بزيارة أهلي وربعي في أردننا الغالي؛ فهم خير سند على مدى السنين"، وتابع: "كلي فخر بإرث وطننا وحضارته الممتدة وإنجازات أبنائه وبناته. الأردن بمكانته وأهله النشامى، مصدر إلهام وحكاية تُروى للأجيال. سيبقى الأردن قوياً بكم ويعمّر بسواعدكم. على العهد دوماً معكم". للمزيد من الأخبار: لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».