logo
توصيات المؤتمر الدولي العاشر "لدور وهيئات الإفتاء في العالم"

توصيات المؤتمر الدولي العاشر "لدور وهيئات الإفتاء في العالم"

بوابة الأهراممنذ 2 أيام
شيماء عبد الهادي
اختُتمت فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الذي انعقد يومي 12 و13 أغسطس 2025م، تحت عنوان: «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي». وقد حظي المؤتمر برعاية كريمة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وهو ما يعكس اهتمام القيادة المصرية بدعم الجهود العلمية والدينية الرامية إلى تعزيز الخطاب الديني الرشيد، ومواكبة المستجدات العالمية في مجالات التقنية الحديثة.
موضوعات مقترحة
وقد انتهى المشاركون في ختام أعمال المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات الأساسية، وجاء أبرزها على النحو الآتي:
أولا: نؤكد على مركزية القضية الفلسطينية واعتبارها قضية العرب والمسلمين جميعاً، وأنّ نصرة أهلنا في فلسطين تمثل فريضةً دينيةً ووطنيةً مصيرية لا يجوز التهاون فيها. مع الدعوة إلى تكثيف المؤسسات الدولية والحكومات لإغاثة شعبنا الفلسطيني وتقديم، وتقديم الدعم الإنساني العاجل دون عوائق، حمايةً للأرواح البريئة ونصرةً للقضية العادلة.
ثانيا: نشدد على وحدة الصف الإسلامي، ونبذ الخلافات، والالتفاف حول الثوابت الجامعة؛ إدراكًا منا للتحديات الكبرى التي تواجه الأمة، والتأكيد المتكرر على أن وحدة الكلمة وصلابة الصف من أهم ضمانات الثبات أمام التحديات، فالأمّة تواجه اليوم تحدياً كبيراً في تحقيق وحدتها والمحافظة على كيانها؛ لذا نهيب بعلماء الأمتين العربية والإسلامية أن يعيدوا الصُّلة بينهم ويشدّدوا عرى الأخوّة الإسلامية، فإنّ حفظ هذه الوحدة هو ضمان لمستقبل الأمّة وثباتها.
ثالثا: ندعو المؤسسات الإفتائية والعلمية إلى تبنّي أعلى معايير الحيطة والدقة في عصر الفتوى الرقمية. وضرورة ترسيخ ضوابط فقهية وأخلاقية تحكم الفتاوى المنشورة عبر الوسائط الرقمية، نظرا لسرعة الانتشار والتداول الواسع، ما يجبرنا على مزيد من التدبّر قبل الإفتاء، فالانتشار الهائل للفتوى ينذر باضطرابات قد نخطئ في تحكيمها، وإنّ الأحكام الشرعية التي نُبلِّغها يجب أن تُستنبَط من معين علمي راسخ، حتى لا تتحوّل الفتوى إلى باب فتنة داخل المجتمعات؛ لذا فإنه من مسؤوليتنا ترسيخ الضوابط التي تحكم كل فتوى تُنشر عبر وسائل الاتصال الرقمي، لحفظ وحدة مبادئنا وعدم تفتيت مجتمعاتنا.
رابعا: نؤكد على أن المؤسسات الإفتائية الرسمية هي الحصن المنيع لحماية الشرع من الفتاوى المغلوطة، وكذا حماية المجتمعات من الخلل الفكري مما يزيد من مهمة توحيد جهودها وآليات عملها.
خامسا: يدعو المؤتمر إلى وضع أطر أخلاقية صارمة للاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، مصدرها النموذج المعرفي الإسلامي. فنحن نعلمُ أن الإسلام يكد على أهمية العلم ولا يقف ضد التقنية وكل مستجدات العصور بل يوجّه استخدامها لخدمة الإنسان، ومن أعظم هذه الضوابط: مراقبة الله تعالى، والصدق والأمانة في نقل المعلومات، وصيانة خصوصية الأفراد، ورفض أي تزييف أو تحريض قد يمسّ بالأمن والاستقرار المجتمعي والإنساني.
سادسا: يؤكد المؤتمر أن التطور وتقدّم العلم أمرٌ إلهيٌّ يجب استثماره في مصالح الناس، وعليه ندعو العلماء إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في البحث والدعوة بتطوير تطبيقات تيسّر وصول الناس إلى المصادر الموثوقة والمرجعيات الصحيحة، وتعزيز القدرة على استخراج الأحكام من مصادرها، وبذلك تتحول النوازل المعاصرة إلى سوابق فقهية مدروسة، من خلال اجتهاد علمي يقوده المتخصصون.
سابعا: يؤكد المؤتمر على أهمية الاستشراف الفقهي لمواجهة مستجدات العصر، وذلك بإنشاء برامج بحثية موسعة لدراسة قضايا المستقبل بهدف استباق المستجدات بحلول شرعية راسخة، فواجب المفتي ألا يغلق باب الاجتهاد قبل أن يعرف ما قد تثيره التكنولوجيا والعلوم الحديثة. وبناءً على ذلك، نهيب بدور وهيئات الإفتاء والمؤسسات العلمية أن تضع برامج بحثية موسعة لدراسة قضايا الغد؛ كالتقنيات الغامضة والحرب الإلكترونية وغيرها؛ كي نكون سبّاقين في استنباط الأحكام الصحيحة واستخراج حكم الله على المستجدات.
ثامنا: نشدد على أهمية التأهيل المزدوج للمفتين شرعيًا وتقنيًا، مع إدراج مهارات التعامل مع الذكاء الاصطناعي والوسائط الرقمية ضمن مناهج إعداد المفتين وبرامج تدريبهم، بحيث يجمع المُفتي بين رسوخ العلم الشرعي والإلمام الوافي بأدوات التكنولوجيا الحديثة.
تاسعا: تعزيز العمل المؤسسي الرقمي في دور وهيئات الإفتاء، من خلال تطوير البنية التحتية الإلكترونية، ودعم إنشاء المنصات الرقمية التفاعلية لإصدار الفتاوى، وتفعيل قواعد بيانات وشبكات الاتصال بين الهيئات الإفتائية عالميًا لتسهيل التواصل وسرعة الاستجابة.
عاشرا: تعميق التعاون بين هيئات الإفتاء ومراكز البحث والمنظمات الدولية، بهدف تبادل الخبرات وإثراء الدراسات المشتركة حول القضايا المستجدة، وإقامة شراكات إستراتيجية مع المؤسسات الأكاديمية والتقنية لتطوير أدوات الإفتاء وبيان الأحكام الشرعية.
حادي عشر: مواجهة خطاب الكراهية والتطرف الرقمي بحزم، من خلال تطوير آليات رصد المحتوى المتطرف على منصات التواصل الاجتماعي، وإطلاق مبادرات توعوية لنشر قيم التسامح والاعتدال والعيش الآمن على مستوى العالم.
ثاني عشر: دعم التنوع الثقافي وترسيخ التعايش السلمي، واحترام الخصوصيات المحلية للمجتمعات وترسيخ قيم الحوار بين الأديان والثقافات وجعل الفتوى جسرًا للتواصل بين الشعوب؛ تعزيزًا للسلم المجتمعي، وتأكيدًا على عالمية رسالة الإسلام في تحقيق السلم والوئام.
ثالث عشر: تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لخدمة الفتوى المعتدلة، وتشجيع الابتكار في البرمجيات الإفتائية وتطبيقات الهواتف والمنصات الرقمية، مع ضرورة توفير الدعم الفني والمالي للمبادرات التي تيسر الوصول إلى الفتوى الصحيحة بلغات متعددة، وذلك بهدف تنقية الخطاب الديني من الشبهات والأفكار المغلوطة، وتيسير الوصول إلى الفتوى المعتبرة بلغات متعددة وفي الوقت المناسب.
رابع عشر: الحث على تشجيع البحث العلمي التطبيقي في مجال الإفتاء الرقمي، مع دعم الدراسات التي تبحث في تكامل العلوم الشرعية مع التكنولوجيا الحديثة لضبط الممارسة الإفتائية.
خامس عشر: إطلاق برامج توعية لتثقيف الجمهور حول مخاطر الاعتماد على الفتاوى غير الموثوقة عبر المنصات المفتوحة وطلب الجواب الشرعي من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي لا تخضع للمراجعة والتقييم، وحث الجمهور على الرجوع إلى المؤسسات المعتمدة.
سادس عشر: إدماج قضايا المناخ في أولويات المؤسسات الإفتائية وإشراك القيادات الدينية في معالجة قضايا التغيُّر المناخي، من خلال تفعيل دور العلماء والمفتين في التوعية بمبادئ الحفاظ على البيئة وفق تعاليم ديننا الحنيف، إضافة إلى تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية المعنيّة لإبراز البعد الأخلاقي والديني في جهود مكافحة تغير المناخ.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باكيا على الهواء.. مصطفى بكري: أنحني لشعب غزة.. وبحق الشهداء والأطفال الجوعى سننتصر
باكيا على الهواء.. مصطفى بكري: أنحني لشعب غزة.. وبحق الشهداء والأطفال الجوعى سننتصر

الزمان

timeمنذ 22 دقائق

  • الزمان

باكيا على الهواء.. مصطفى بكري: أنحني لشعب غزة.. وبحق الشهداء والأطفال الجوعى سننتصر

وجه الإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، تحية إجلال وتقدير لصمود الأشقاء بغزة في وجه المأساة التي يعيشونها جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم منذ السابع من أكتوبر، قبل أن تُغالبه دموعه وهو يصور حجم الأوضاع الإنسانية. وقال خلال تقديم برنامجه «حقائق وأسرار» المذاع عبر فضائية «صدى البلد» مساء الخميس: «في قلب الليل، لا نسمع في أطراف غزة المترامية سوى أنين الأمهات، صوت الرياح وهي تصطدم ببقايا جدران البيوت المتهالكة، أحجار سقطت على رؤوس ساكنيها، ما زالت جثثهم تحت الأنقاض، رغم مرور كل هذه الشهور والأيام المؤلمة». وانتقل لوصف معاناة الأهالي اليومية في ظل الحصار، مشيرا إلى أن «البرد ثقيل، والجوع يعذب الإنسان حتى يلقى ربه شهيدًا». وتحدث عن أحلام الأطفال الصغار البسيطة التي تحطمت، قائلا: «كانت أحلامهم بسيطة، قطعة خبز تعضد الجسد، كوب من اللبن يرمم العظام اللينة، لكنهم لا يبحثون إلا عن النجاة بأجسادهم الصغيرة». ووصف حالة التيه التي يعيشها أطفال غزة لتنهمر دموعه: «يهيمون في الطرقات التي تم محو معالمها، لا يعرفون أين يتجهون، محاصرون في كل مكان، أينما ذهبوا هم في سجن كبير، سجن مغلق بلا أبواب وبلا نوافذ، حتى الماء أصبح شحيحًا». وتابع حديثه: «أطفال تحت الأنقاض، صرخات مسموعة ولا أحد يستجيب، الكل يلقي بالضربات على أجساد هزيلة، أطفال يتزاحمون ليحصلوا على بعض من فتات، وأم تمضي إلى بقايا مستشفى تتوسل بحثًا عن بعض الدواء، الموت ببطء، والجوع يعذب البشر والعطش يقتلهم، الأرواح تغادر، ورائحة البارود تمتزج بدماء الشهداء الذين يتساقطون». ووجه صرخة إلى ضمير المجتمع الدولي، مرددًا: «غزة تموت يا عالم، ورغم ذلك تقف صامدة رغم الطوفان، غزة تنزف لكنها واقفة على قدميها تقاوم، وتبعث برسالة للعالم أن الكرامة لا تحاصر، وأن الإرادة لا تنكسر». وأشاد بصمود شعب لم ينس بيوته في الناصرة والقدس وعكا ويافا، واحتفظ بمفاتيحها منذ النكبة الأولى، قائلا: «تحية إلى غزة العزة، إلى أرواح الشهداء وآلاف يتساقطون بالرصاص، أو بالجوع أو نقص الدواء، وأم تدفن ابنها وتحاصر دموعها لكنها لا تعرف الهزيمة». واختتم: «يا شعب وأطفال ونساء فلسطين أنحني لكم وأشدَ على أيديكم، وبحق الشهداء والجرحى والأطفال الذين يموتون جوعًا، أمام عالم بلا ضمير سننتصر.. سننتصر.. سننتصر، وما النصر إلا من عند الله».

مفتى الجمهورية: إسرائيل الكبرى أكذوبة لا أساس لها وخرافة قديمة يعاد إحياؤها
مفتى الجمهورية: إسرائيل الكبرى أكذوبة لا أساس لها وخرافة قديمة يعاد إحياؤها

الدولة الاخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدولة الاخبارية

مفتى الجمهورية: إسرائيل الكبرى أكذوبة لا أساس لها وخرافة قديمة يعاد إحياؤها

الجمعة، 15 أغسطس 2025 03:12 صـ بتوقيت القاهرة أدان الدكتور نظير محمد عياد، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، بأشد العبارات، التصريحات المتهورة التى أدلى بها بعض قادة الكيان الصهيونى بشأن ما يسمونه بـ"إسرائيل الكبرى"، واصفًا إياها بأنها أكذوبة سياسية لا أساس لها من الواقع، وخرافة قديمة يعاد إحياؤها لتبرير مشاريع التوسع والهيمنة فى المنطقة، مؤكدًا أن هذه المزاعم تكشف عن ذهنية استعمارية ما زالت أسيرة أحلام اليقظة. وأكد مفتى الجمهورية أن سياسات الاحتلال اليومية من قصف عشوائى للأبرياء واستهداف للبيوت فوق رؤوس قاطنيها، وحصار خانق لا تحتمل معه حياة آدمى أو غير آدمى، تمثل الوجه الحقيقى لهذا المشروع العدوانى الكبير، مشددًا على أن مثل هذه الأفعال لا يمكن أن تمنح المحتل أى نوع من الشرعية، بل تفضح جرائمه أمام العالم، وتؤكد أنه يعيش مأزقًا أخلاقيًا وسياسيًا متفاقمًا، لافتًا إلى أن محاولات طمس الهوية الفلسطينية أو فرض واقع جديد على الأرض بقوة السلاح محكوم عليها بالفشل، كما فشلت عبر التاريخ أوهام المستعمرين. وطالب مفتى الجمهورية المجتمع الدولى وأحرار العالم بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الشعب الفلسطينى، والتحرك العاجل لوقف جرائم الاحتلال وممارساته العدوانية، تجاه أكثر قضية عادلة عرفها التاريخ الحديث، سائلًا الله العلى القدير أن يحفظ فلسطين وأهلها من كل مكروه سوء، وأن يرد لهم أرضهم وديارهم إنه ولى ذلك والقادر عليه.

مفتى الجمهورية: إسرائيل الكبرى أكذوبة لا أساس لها وخرافة قديمة يعاد إحياؤها
مفتى الجمهورية: إسرائيل الكبرى أكذوبة لا أساس لها وخرافة قديمة يعاد إحياؤها

نافذة على العالم

timeمنذ ساعة واحدة

  • نافذة على العالم

مفتى الجمهورية: إسرائيل الكبرى أكذوبة لا أساس لها وخرافة قديمة يعاد إحياؤها

الدكتور نظير محمد عياد مفتى الجمهورية أدان الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بأشد العبارات التصريحات المتهورة التي أدلى بها بعض قادة الكيان الصهيوني بشأن ما يسمونه بـ"إسرائيل الكبرى"، واصفًا إياها بأنها أكذوبة سياسية لا أساس لها من الواقع، وخرافة قديمة يعاد إحياؤها لتبرير مشاريع التوسع والهيمنة في المنطقة، مؤكدًا أن هذه المزاعم تكشف عن ذهنية استعمارية ما زالت أسيرة أحلام اليقظة. وأكد مفتي الجمهورية أن سياسات الاحتلال اليومية من قصف عشوائي للأبرياء واستهداف البيوت فوق رؤوس قاطنيها، وحصار خانق لا تحتمل معه حياة آدمية أو غير آدمية، تمثل الوجه الحقيقي لهذا المشروع العدواني الكبير، مشددًا على أن مثل هذه الأفعال لا يمكن أن تمنح المحتل أي نوع من الشرعية، بل تفضح جرائمه أمام العالم، وتؤكد أنه يعيش مأزقًا أخلاقيًا وسياسيًا متفاقمًا، لافتًا إلى أن محاولات طمس الهوية الفلسطينية أو فرض واقع جديد على الأرض بقوة السلاح محكوم عليها بالفشل، كما فشلت عبر التاريخ أوهام المستعمرين. وطالب مفتي الجمهورية المجتمع الدولي وأحرار العالم بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية تجاه الشعب الفلسطيني، والتحرك العاجل لوقف جرائم الاحتلال وممارساته العدوانية تجاه أكثر قضية عادلة عرفها التاريخ الحديث، سائلًا الله العلي القدير أن يحفظ فلسطين وأهلها من كل مكروه وسوء، وأن يرد لهم أرضهم وديارهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store