
"كأنه فيلم خيال علمي": ولادة طفل من جنين مجمد منذ 30 عاماً
ليندسي (35 عاماً) وزوجها تيم بيرس (34 عاماً)، استقبلا طفلهما "ثاديوس دانيال بيرس" يوم السبت الماضي. وقالت ليندسي لمجلة MIT Technology Review:
"بالنسبة لعائلتنا، كان الأمر وكأنه من فيلم خيال علمي".
ويُرجّح أن يكون هذا الجنين هو الأقدم من حيث فترة التجميد (عملية يتم فيها تجميد البويضات المخصّبة وتخزينها بطريقة معينة لاستخدامها لاحقاً) قبل الولادة الحيّة، متجاوزاً الرقم السابق المسجل عام 2022 لتوأمين وُلدا من جنينين مجمّدين منذ عام 1992.
حاول الزوجان بيرس إنجاب طفل طيلة سبع سنوات، قبل أن يقررا تبني الجنين الذي أنجبته ليندا أرتشرد (62 عاماً)، مع زوجها آنذاك في عام 1994 من خلال التلقيح الصناعي.
في ذلك الوقت، أنتجت السيدة أرتشرد في البداية أربعة أجنة. أصبح أحدها ابنتها البالغة الآن 30 عاماً، وتركت الثلاثة الأخرى في التخزين.
وعلى الرغم من انفصالها عن زوجها، لم ترغب أرتشرد في التخلص من الأجنة أو التبرع بها للأبحاث أو إعطائها لعائلة أخرى بشكل مجهول.
وأوضحت أنها أرادت البقاء جزءاً من حياة الطفل، نظراً لأنه سيكون شقيقاً بيولوجياً لابنتها.
وقد واصلت دفع آلاف الدولارات سنوياً لتأمين تخزين الأجنة، إلى أن تعرفت على وكالة مسيحية تُدعى Nightlight Christian Adoptions، تدير برنامجاً لتبني الأجنة يُعرف باسم Snowflakes (رقاقات الثلج). وتُصنّف هذه الوكالات، عملية التبني هذه على أنها "إنقاذ حياة".
يسمح البرنامج الذي استخدمته السيدة أرتشرد للمتبرعين باختيار العائلة المستقبلية، بما يشمل تحديد صفات دينية وعرقية وجغرافية.
وقد اختارت آرشرد أن يكون الزوجان من ذوي البشرة البيضاء، ومسيحيين، ويقيمان داخل الولايات المتحدة، وفقاً لما قالته لمجلة MIT Technology Review.
في النهاية، انطبقت تفضيلاتها على الزوجين بيرس.
العملية الطبية أُجريت في عيادة Rejoice Fertility في ولاية تينيسي، والتي أكدت أن نهجها يقوم على محاولة نقل أي جنين تستلمه، بغض النظر عن عمره أو ظروف حفظه.
قالت السيدة بيرس إنها وزوجها لم يخططا "لتحطيم أي أرقام قياسية"، وإنما "أرادا فقط إنجاب طفل".
أمّا السيدة أرتشرد فقد صرّحت لمجلة MIT Technology Review بأنها لم تلتقِ بالطفل شخصياً بعد، لكنها ترى بالفعل تشابهاً بينه وبين ابنتها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 6 أيام
- BBC عربية
مشوّهون ومنسيّون، ناجون كوريون من هيروشيما يتحدثون لبي بي سي بعد 80 عاماً من القصف
في تمام الساعة 08:15 صباحاً يوم 6 أغسطس/ آب 1945، بينما كانت قنبلة نووية تسقط كالحجر من السماء فوق هيروشيما، كانت لي جونغ - سون في طريقها إلى المدرسة الابتدائية. ولوحت المرأة - التي تبلغ الآن من العمر 88 عاماً - بيديها كما لو أنها تحاول إبعاد الذكرى من أمامها. وتتذكر جونغ - سون: "كان والدي على وشك أن يغادر إلى العمل، لكنه عاد فجأة راكضاً وأخبرنا أن نُخلي المكان فوراً، ويقال إن الشوارع كانت مملوءة بالجثث، لكنني كنت مصدومة لدرجة أن كل ما أتذكره هو أنني بكيت. فقط بكيت وبكيت". وتقول لي إن جثث الضحايا "ذابت لدرجة أن كل ما كان يُرى منها هو الأعين"، وذلك عندما غطّى انفجار يعادل قوة 15 ألف طن من مادة (تي إن تي) مدينةً يبلغ عدد سكانها 420 ألف نسمة، وما تبقّى بعد الانفجار كانت جثثاً مشوّهة لدرجة لا يمكن التعرف عليها. وتضيف لي: "القنبلة الذرية، إنها سلاح مرعب للغاية". لقد مرّ 80 عاماً منذ أن أسقطت الولايات المتحدة قنبلة "ليتل بوي"، أول قنبلة ذرية في تاريخ البشرية، فوق هيروشيما، مما أسفر عن مقتل حوالي 70 ألف شخص على الفور، ثم عشرات الآلاف في الأشهر التالية بسبب التسمم الإشعاعي، والحروق، والجفاف. وقد تم توثيق الدمار الذي خلّفته القنبلتان الذريتان في هيروشيما وناغازاكي، واللتان أنهتا الحرب العالمية الثانية والحكم الإمبراطوري الياباني في مساحات شاسعة من آسيا. لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن نحو 20 في المئة من الضحايا المباشرين كانوا من الكوريين. ففي ذلك الوقت، كانت كوريا مستعمرة يابانية لمدة 35 عاماً. ويُقدّر أن حوالي 140 ألف كوري كانوا يعيشون في هيروشيما عند وقوع الانفجار، كثير منهم انتقلوا إلى هناك بسبب التجنيد القسري للعمل، أو هرباً من الاستغلال الاستعماري. أما من نجا من القنبلة النووية، إلى جانب أبنائهم وأحفادهم، فلا يزالون يعيشون في ظل ذلك اليوم، يكافحون مع التشوّهات، والألم، ومعركتهم الطويلة من أجل العدالة التي لم تُحسم حتى اليوم. يقول شيم جين تاي، وهو ناجٍ يبلغ من العمر 83 عاماً، "لا أحد يتحمّل المسؤولية. لا الدولة التي ألقت القنبلة، ولا الدولة التي فشلت في حمايتنا. أمريكا لم تعتذر قط. اليابان تتظاهر بأنها لا تعلم. وكوريا ليست أفضل حالاً. كلهم يلقون اللوم على بعضهم البعض، ونحن تُركنا وحدنا". ويعيش شيم الآن في هابتشون، في كوريا الجنوبية، وهي مقاطعة صغيرة أصبحت موطناً لعشرات الناجين مثل شيم ولي، حتى بات يُطلق عليها لقب "هيروشيما كوريا". وبالنسبة للي، لم تتلاشَ صدمة ذلك اليوم، بل انغرست في جسدها على شكل أمراض، إذ تعاني اليوم من سرطان الجلد، ومرض باركنسون، والذبحة الصدرية، وهي حالة ناتجة عن ضعف تدفق الدم إلى القلب، وتظهر عادةً على شكل ألم في الصدر. لكن ما يُثقل كاهلها أكثر، هو أن الألم لم يتوقف عندها يوماً. فابنها هوتشانغ، الذي يُعيلها، تم تشخيصه بفشل كلوي، وهو يخضع حالياً لغسيل الكلى بانتظار عملية زرع. ويقول هوتشانغ: "أعتقد أن السبب هو التعرض للإشعاع، لكن من يستطيع إثبات ذلك؟"، ويضيف: "من الصعب إثباته علمياً، الأمر يتطلب اختبارات جينية، وهي مرهقة ومكلفة". وقد صرّحت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية (MOHW) لـبي بي سي، بأنها جمعت بيانات جينية بين عامي 2020 و2024، وستواصل القيام بدراسات إضافية حتى عام 2029. وقالت إنها ستنظر في "توسيع تعريف الضحايا" ليشمل الجيلين الثاني والثالث من الناجين فقط "إذا كانت النتائج تؤكد تأثرهم". حصيلة الكوريين ومن بين الـ140 ألف كوري ممن كانوا في هيروشيما وقت القصف، كان كثيرون منهم من مقاطعة هابتشون. وتحيط الجبال بالمقاطعة التي لا تحتوي أساساً إلا على قدر قليل من الأراضي الزراعية، فكانت الحياة هناك صعبة. وصادر المحتلون اليابانيون حينها المحاصيل، واجتاحت موجات الجفاف الأرض، مما دفع الآلاف إلى مغادرة الريف والذهاب إلى اليابان خلال الحرب. وقد تمّ تجنيد بعضهم قسراً، فيما أغرت الوعود على غرار: "ستأكل ثلاث وجبات يوميًا وتُرسل أطفالك إلى المدرسة" بعضهم الآخر. لكن في اليابان، كان الكوريون يُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، وغالباً ما كانوا يُكلَّفون بأقسى وأخطر الأعمال. ويقول شيم إن والده كان يعمل في مصنع للذخيرة كعامل قسري، بينما كانت والدته تدقّ المسامير في صناديق الذخيرة الخشبية. وبعد انفجار القنبلة، صنفت هذه الأعمال الخطرة إلى مهام أكثر خطورة، وغالباً ما كانت سبباً في مقتل الكوريين الذين كانوا في هيروشيما. ويقول شيم، مدير فرع هابتشون في رابطة ضحايا القنبلة الذرية الكوريين، في حديثه لبي بي سي: "كان على العمال الكوريين أن يقوموا بتنظيف جثث الموتى. في البداية استخدموا النقالات، لكن عدد الجثث كان كبيراً جداً. وفي النهاية، استخدموا المجارف لجمع الجثث وأحرقوها في ساحات المدارس". ويتابع: "كان الكوريون في الغالب من يقومون بهذا العمل. معظم أعمال التنظيف بعد الحرب وصناعة الذخيرة أُنجزت بأيدينا". وبحسب دراسة أجرتها مؤسسة جيونغ جي للرعاية الاجتماعية، فإن بعض الناجين أُجبروا على إزالة الأنقاض وانتشال الجثث. وفي حين فرّ اليابانيون الذين تم إجلاؤهم إلى منازل أقاربهم، بقي الكوريون الذين لم تكن لديهم روابط محلية في المدينة، معرضين للإشعاع النووي، وبفرص محدودة جداً للحصول على الرعاية الطبية. وقد ساهمت هذه الظروف من سوء المعاملة، والعمل الخطير، والتمييز، في ارتفاع عدد الوفيات بين الكوريين. ووفقاً لرابطة ضحايا القنبلة الذرية الكوريين، بلغت نسبة الوفيات بين الكوريين 57.1 في المئة، مقارنةً بالمعدل العام الذي كان حوالي 33.7 في المئة. وقد تعرّض نحو 70 ألف كوري للإشعاع الناتج عن القنبلة. وبحلول نهاية العام، كان حوالي 40 ألفاً منهم قد توفوا. منبوذون في وطنهم وبعد القصف، الذي أدى إلى استسلام اليابان وتحرير كوريا لاحقاً، عاد نحو 23 ألف ناجٍ كوري إلى وطنهم. لكنهم لم يُقابلوا بالترحيب. إذ وُصفوا بأنهم مشوّهون أو ملعونون، وتعرضوا للتمييز حتى في بلدهم. ويشرح شيم: "كانت هابتشون تضم بالفعل مستعمرة لمرضى الجذام، ونتيجة لتلك الصورة الذهنية، ظن الناس أن الناجين من القنبلة مصابون أيضاً بأمراض جلدية". ويضيف أن هذا الوصم جعل الناجين يلتزمون الصمت حيال معاناتهم، مشيراً إلى أن "البقاء كان أولوية قبل الكرامة". وتقول لي إنها رأت ذلك، إذ "كان يتم التعامل مع من أصيبوا بحروق شديدة أو كانوا فقراء جداً بطريقة مروّعة. في قريتنا، كان هناك أناس أُحرقت وجوههم وظهورهم لدرجة أن عيونهم فقط كانت مرئية، وتم رفضهم في الزواج وكان الناس يتجنبونهم". ومع الوصمة، جاء الفقر. ثم بدأت تظهر أمراض بلا تفسير واضح: أمراض جلدية، مشاكل في القلب، فشل كلوي، وسرطانات. وكانت الأعراض منتشرة في كل مكان، لكن لم يكن أحد قادراً على تفسيرها. ومع مرور الوقت، بدأ التركيز يتحوّل إلى الجيلين الثاني والثالث. هان جونغ سون، الناجية من الجيل الثاني، تعاني من نخر في العظام بسبب نقص تدفق الدم في الوركين، ولا تستطيع المشي دون أن تسحب نفسها. أما ابنها الأول فولد بشلل دماغي. وتقول سون: "ابني لم يمشِ خطوة واحدة في حياته. وعاملني أهل زوجي معاملةً سيئة. قالوا لي: لقد أنجبت طفلاً معاقاً وأنتِ أيضًا معاقة، هل جئتِ لتدمري عائلتنا؟". "كان ذلك الوقت جحيماً حقيقياً"، على حد قولها. وعلى مدار عقود، لم تُظهر حتى الحكومة الكورية اهتماماً بالضحايا، إذ كانت الحرب مع كوريا الشمالية، والمشاكل الاقتصادية، ذات أولوية أكبر. واستمرّ هذا الحال حتى عام 2019، بعد أكثر من 70 عاماً على القصف، حين أصدرت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أول تحقيق خاص بها.، وكان عبارة عن نتائج استطلاع يعتمد أساساً على استبيانات. ورداً على استفسارات بي بي سي، أوضحت الوزارة أنه قبل عام 2019، "لم يكن هناك أساس قانوني للتمويل أو التحقيقات الرسمية". لكن دراستين منفصلتين وجدت أن ضحايا الجيل الثاني أكثر عرضة للأمراض، إذ أظهرت دراسة أجريت عام 2005 أن ضحايا الجيل الثاني كانوا أكثر عرضة بكثير من عامة السكان للإصابة بالاكتئاب وأمراض القلب وفقر الدم، بينما وجدت دراسة أخرى في عام 2013 أن معدل تسجيل الإعاقات بينهم، يقارب ضعفي المعدل العام. وفي هذا السياق، تبدو هان مذهولة من استمرار السلطات في طلب الإثبات للاعتراف بها وبابنها كضحايا لهيروشيما. وتقول: "مرضي هو الدليل. إعاقة ابني هي الدليل. هذا الألم ينتقل عبر الأجيال، وهو ظاهر للعيان. لكنهم لا يعترفون به. فماذا علينا أن نفعل؟، نموت دون أن يُعترف بنا؟". السلام بلا اعتذار ولم يزر مسؤولون من هيروشيما هابتشون إلا الشهر الماضي، في 12 يوليو/ تموز، لوضع الزهور عند النصب التذكاري. فعلى الرغم من الزيارات التي قام بها رئيس الوزراء الياباني السابق يوكيو هاتوياما وشخصيات خاصة أخرى للمنطقة، إلا أن زيارة الشهر الماضي كانت أول زيارة رسمية من قبل المسؤولين اليابانيين الحاليين. وتقول جونكو إيتشيبا، الناشطة اليابانية في السلام، التي كرست وقتها للدفاع عن ضحايا هيروشيما من الكوريين، إن "اليابان تتحدث الآن في 2025 عن السلام. لكن السلام بدون اعتذار لا معنى له". وتشير إلى أن المسؤولين الذين زاروا المنطقة لم يذكروا أو يعتذروا عن كيفية معاملة اليابان للشعب الكوري قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من أن عدة قادة يابانيين سابقين قد قدموا اعتذاراتهم وأسفهم، إلا أن العديد من الكوريين الجنوبيين يعتبرون هذه المشاعر غير صادقة، أو غير كافية دون اعتراف رسمي. وتشير إيتشيبا إلى أن الكتب المدرسية اليابانية لا تزال تتجاهل تاريخ احتلال كوريا، وكذلك ضحايا القنبلة الذرية، موضحة أن "هذا التجاهل لا يؤدي إلا إلى تعميق الظلم". ويُضاف ذلك إلى ما يراه كثيرون تقصيراً في مساءلة الإرث الاستعماري الياباني. ويقول هو جونغ-غو، مدير قسم الدعم في الصليب الأحمر، إنه "يجب معالجة هذه القضايا بينما لا يزال الناجون على قيد الحياة. وبالنسبة للجيلين الثاني والثالث، يجب جمع الأدلة والشهادات قبل فوات الأوان". وبالنسبة لناجين مثل شيم، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالتعويض، بل بالاعتراف. ويقول إن "الذاكرة أهم من التعويض. أجسادنا تتذكر ما مررنا به، وفي يوم ما، لن يبقى أحد ليروي القصة".


BBC عربية
٠١-٠٨-٢٠٢٥
- BBC عربية
"كأنه فيلم خيال علمي": ولادة طفل من جنين مجمد منذ 30 عاماً
شهدت ولاية أوهايو الأمريكية ولادة طفل من جنين تم تجميده لأكثر من ثلاثين عاماً، في ما يُعتقد أنه أطول فترة زمنية يُحتفظ فيها بجنين قبل أن يُفضي إلى ولادة ناجحة، محققاً بذلك رقماً قياسياً عالمياً جديداً. ليندسي (35 عاماً) وزوجها تيم بيرس (34 عاماً)، استقبلا طفلهما "ثاديوس دانيال بيرس" يوم السبت الماضي. وقالت ليندسي لمجلة MIT Technology Review: "بالنسبة لعائلتنا، كان الأمر وكأنه من فيلم خيال علمي". ويُرجّح أن يكون هذا الجنين هو الأقدم من حيث فترة التجميد (عملية يتم فيها تجميد البويضات المخصّبة وتخزينها بطريقة معينة لاستخدامها لاحقاً) قبل الولادة الحيّة، متجاوزاً الرقم السابق المسجل عام 2022 لتوأمين وُلدا من جنينين مجمّدين منذ عام 1992. حاول الزوجان بيرس إنجاب طفل طيلة سبع سنوات، قبل أن يقررا تبني الجنين الذي أنجبته ليندا أرتشرد (62 عاماً)، مع زوجها آنذاك في عام 1994 من خلال التلقيح الصناعي. في ذلك الوقت، أنتجت السيدة أرتشرد في البداية أربعة أجنة. أصبح أحدها ابنتها البالغة الآن 30 عاماً، وتركت الثلاثة الأخرى في التخزين. وعلى الرغم من انفصالها عن زوجها، لم ترغب أرتشرد في التخلص من الأجنة أو التبرع بها للأبحاث أو إعطائها لعائلة أخرى بشكل مجهول. وأوضحت أنها أرادت البقاء جزءاً من حياة الطفل، نظراً لأنه سيكون شقيقاً بيولوجياً لابنتها. وقد واصلت دفع آلاف الدولارات سنوياً لتأمين تخزين الأجنة، إلى أن تعرفت على وكالة مسيحية تُدعى Nightlight Christian Adoptions، تدير برنامجاً لتبني الأجنة يُعرف باسم Snowflakes (رقاقات الثلج). وتُصنّف هذه الوكالات، عملية التبني هذه على أنها "إنقاذ حياة". يسمح البرنامج الذي استخدمته السيدة أرتشرد للمتبرعين باختيار العائلة المستقبلية، بما يشمل تحديد صفات دينية وعرقية وجغرافية. وقد اختارت آرشرد أن يكون الزوجان من ذوي البشرة البيضاء، ومسيحيين، ويقيمان داخل الولايات المتحدة، وفقاً لما قالته لمجلة MIT Technology Review. في النهاية، انطبقت تفضيلاتها على الزوجين بيرس. العملية الطبية أُجريت في عيادة Rejoice Fertility في ولاية تينيسي، والتي أكدت أن نهجها يقوم على محاولة نقل أي جنين تستلمه، بغض النظر عن عمره أو ظروف حفظه. قالت السيدة بيرس إنها وزوجها لم يخططا "لتحطيم أي أرقام قياسية"، وإنما "أرادا فقط إنجاب طفل". أمّا السيدة أرتشرد فقد صرّحت لمجلة MIT Technology Review بأنها لم تلتقِ بالطفل شخصياً بعد، لكنها ترى بالفعل تشابهاً بينه وبين ابنتها.


BBC عربية
٣٠-٠٧-٢٠٢٥
- BBC عربية
مهارات التواصل: خمس نصائح تساعدك في بناء علاقات أفضل مع الآخرين
كيف يمكنك تحسين تواصلك وتفاعلك مع الآخرين؟ نلقي الضوء هنا على خمس خطوات مفيدة يمكن أن تساعدك على تقوية الروابط وتجنب الأخطاء. قالت الروائية والناقدة الأدبية ريبيكا ويست في مجموعتها القصصية "الصوت القاسي": "لا يوجد شيء اسمه محادثة، فهذا مجرد وهم، لكن هناك أحاديث فردية (مونولوجات) متقاطعة، وهذا هو كل شيء". وترى ويست أن كلماتنا تمر ببساطة فوق كلمات الآخرين دون حدوث أي تواصل عميق بين الطرفين. فمن منا لم يحس بهذا الشعور في مرحلة ما من حياته؟ فسواء كنا نجري محادثة قصيرة مع نادل في إحدى الحانات، أو نجتمع مع صديق مقرب نأمل في التواصل معه بشكل أفضل، لتنتهي المحادثة ونحن نشعر بأن عقولنا قد فشلت في الالتقاء. لقد زاد وباء كورونا بالتأكيد من وعينا بهذه الأحاسيس. وبعد فترات طويلة من العزلة، أصبحنا أكثر اشتياقاً للتواصل الاجتماعي من أي وقت مضى، بل من المخيب للآمال أن نشعر بوجود فراغ بيننا وبين الآخرين، حتى بعدما ألغيت إجراءات التباعد الجسدي. فإذا كان هذا صحيحاً بالنسبة لك، فقد تستفيد كثيراً من هذه المقالة. فخلال السنوات القليلة الماضية، حدد علماء النفس الذين يدرسون فن المحادثة العديد من الحواجز التي تقف في طريق التواصل بشكل أفضل وأكثر عمقاً، كما حددوا طرق إزالة هذه الحواجز، ونصحوا باتباع خمس خطوات لتحسين المحادثة مع الآخرين، جاءت كالتالي: اطرح أسئلة قد تبدو الخطوة الأولى واضحة، لكننا غالباً ما ننساها: فإذا كنت ترغب في إجراء حوار هادف مع شخص ما، بدلاً من "حوارين فرديين متقاطعين"، فيتعين عليك أن تبذل بعض الجهد لطرح بعض الأسئلة. ويتعين عليك أن تأخذ بعين الاعتبار البحث الذي أجرته كارين هوانغ، الأستاذة المساعدة في جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة. فأثناء دراستها للحصول على درجة الدكتوراه في السلوك التنظيمي من جامعة هارفارد، دعت هوانغ أكثر من 130 مشاركاً إلى مختبرها وطلبت منهم التحدث في مجموعات ثنائية لمدة 15 دقيقة من خلال أحد برامج المراسلة الفورية عبر الإنترنت. ووجدت أنه حتى في هذه الفترة القصيرة من الزمن، تباينت معدلات طرح الأسئلة لدى الأشخاص، لتتراوح من حوالي أربع مرات أو أقل في أقل معدلاتها، إلى تسع مرات أو أكثر في أعلى المعدلات. وخلال سلسلة من دراسات المتابعة، وجدت هوانغ أن طرح الأسئلة يحدث فرقاً كبيراً في مدى إعجاب الناس بالآخرين. وعند تحليل المحادثات في لقاءات المواعدة السريعة، على سبيل المثال، وجدت أن عدد الأسئلة التي يطرحها أحد المشاركين يمكن أن يتنبأ بفرصته في الحصول على موعد للقاء آخر. ويجب أن نعرف أن كل الأسئلة ليست ساحرة بنفس القدر: فأسئلة المتابعة التي تسعى للحصول على مزيد من المعلومات حول نقطة سابقة تكون أكثر جاذبية من "أسئلة الانتقال" التي تؤدي إلى تغيير الموضوع الذي يتحدث فيه الطرفان، أو "أسئلة المرآة" التي تنسخ ببساطة ما طرحه عليك الطرف الآخر بالفعل. والأهم من ذلك، تشير النتائج التي توصلت إليها هوانغ إلى أن معظم الناس لم يتوقعوا آثار طرح الأسئلة. إننا نستمتع بالحديث عن أنفسنا، لكننا نقلل من فوائد السماح للآخرين بالقيام بالمثل، على حساب علاقاتنا. احذر من التعاطف غالباً ما يُطلب منا أن نضع أنفسنا في مكان الآخرين، لكن تعاطفنا نادراً ما يكون دقيقاً كما نعتقد. ويتمثل أحد أسباب ذلك في الأنانية أو "التمركز حول الذات". يقول نيكولاس إيبلي، أستاذ العلوم السلوكية بجامعة شيكاغو: "يحدث ذلك عندما أستخدم تجربتي الخاصة، وحالاتي الذهنية الخاصة، كوكيل عن تجربتك. إننا نفشل في التمييز بين الاثنين بشكل كاف". ويمكن رؤية "التمركز حول الذات" في أبسط مظاهره عندما نشير إلى شيء ما في محيطنا المادي ونفشل في إدراك أنه يختلف تماماً من وجهة نظر الشخص الآخر، أو عندما نبالغ في تقدير معرفة شخص ما بموضوع مألوف لنا، ونفشل في شرح وجهات نظرنا بشكل صحيح. قد يقودنا ذلك أيضاً إلى الاعتقاد بأن الشخص الآخر لديه نفس الحالة المزاجية التي لدينا، أو أن لديه نفس الآراء، سواء كان ذلك في شكل تفضيل لمطعم معين أو فيما يتعلق بوجهة نظره حول موضوع مثير للجدل. ومن المثير للاهتمام أن بحث إيبلي قد أظهر أن "التمركز حول الذات" يكون أسوأ عندما نكون مع أحد المعارف، وليس مع شخص غريب، وهي الظاهرة التي يطلق عليها اسم "تحيز التقارب والتواصل". يوضح إيبلي ذلك قائلاً: "غالباً ما نتصور أن الأصدقاء المقربين والشركاء يشبهوننا، لذلك نفترض أنهم يعرفون ما نعرفه". أما فيما يتعلق بالغرباء، فقد نكون أكثر حذراً بشأن وضع هذه الافتراضات. قد ترغب في إيجاد حل لهذه المشكلة من خلال تخيل ما يفكر فيه الشخص الآخر وما يشعر به، بناءً على معرفتك الحالية به. ومع ذلك، تُظهر دراسات إيبلي أنه في كثير من الحالات، تقلل هذه الممارسة من دقة تصورنا الاجتماعي، لأنها لا تزال تعتمد على وضعنا لافتراضات قد لا تكون صحيحة. بشكل عام، من الأفضل بكثير أن تسأل الشخص عما يفكر فيه وعما يشعر به، بدلاً من محاولة التخيل. اختر موضوعات مشتركة وليس موضوعات جديدة للمحادثة من الطبيعي أن نفترض أن الناس يفضلون الحديث في موضوعات جديدة، وبالتالي فإننا نحاول دائماً البحث عن شيء جديد ومثير، بدلاً من إخبار الشخص بشيء يعرفه بالفعل. لكن هذه الأشياء التي نرى أنها من البديهيات قد تكون غير صحيحة. فقد أظهر بحث أجراه غوس كوني، عالم النفس الاجتماعي بجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة، أننا نعاني مما أطلق عليه اسم "عقوبة التجديد" عندما نناقش شيئاً جديداً، مقارنة بموضوع مألوف بالفعل للمستمع. وخلال إحدى التجارب، وُضع المشاركون في مجموعات تضم كل منها ثلاثة أشخاص. وشاهد كل شخص، بينما كان بمفرده، مقطع فيديو من مشهدين قصيرين، يصفان ذكاء الغراب أو طريقة تصنيع مشروبات غازية متخصصة. ثم التقى الأشخاص الثلاثة في مجموعتهم، وطُلب من أحد الأفراد -المتحدث- أن يصف الفيديو الذي شاهده، بينما استمع الآخران لمدة دقيقتين. والمثير للدهشة أن المستمعين فضلا سماع المتحدث وهو يصف الفيديو الذي شاهداه بالفعل، بينما ظلا مرتبكين بشكل واضح عندما تحدث عن المقطع الآخر الذي لا يعرفان عنه شيئاً، على الرغم من حقيقة أنه كان يقدم معلومات جديدة لم يسمعا بها من قبل. ويشير كوني إلى أن "عقوبة التجديد" تنشأ من "الفجوات المعلوماتية" في حديثنا. فإذا كنا نتحدث عن شيء جديد تماماً، فقد لا يملك المستمع المعرفة الكافية لفهم كل ما نقوله. وإذا كنا نتحدث عن شيء مألوف بالفعل للمستمع، فيمكنه أن يملأ هذه الفجوات بنفسه. وقد تفسر هذه التجربة سبب فشلك في جذب انتباه زملائك في كثير من الأحيان، وفي وصفك لهم عطلة غريبة قضيتها ما لم يكونوا قد ذهبوا إلى هذا المكان بأنفسهم. يقول كوني: "عندما تكون التجربة نابضة بالحياة في رأسك، ويمكنك شمها وتذوقها ورؤية كل الألوان، فأنت تفترض فقط أن الآخرين يمكنهم فعل ذلك أيضاً". ويشير كوني إلى أنه يمكنك التغلب على "عقوبة التجديد" من خلال رواية القصص بدقة لتكوين انطباع حي عن الأحداث التي تصفها. ويقول: "عندما تكون على دراية بهذا، فإنك قد تبذل جهداً أكبر قليلاً لإحياء هذه التجربة". ومع ذلك، وإلى أن تتقن هذه الطريقة، فقد يكون من الأكثر أماناً اختيار موضوعات المحادثة التي تعتمد على التجارب المشتركة. لا تخف من التعمق في الحديث هذه الحاجة إلى وجود أرضية مشتركة لا ينبغي أن تجعل حديثنا مقتصراً على الأحاديث السطحية الصغيرة. بل على العكس تماماً، يمكن أن تكون العديد من التجارب البشرية المشتركة عميقة بشكل لا يصدق، ويُظهر أحدث بحث أجراه إيبلي أن معظم الناس يقدرون فرصة استكشاف أفكارهم ومشاعرهم العميقة، حتى لو كانوا يتحدثون إلى غرباء عنهم تماماً. طلب الفريق البحثي الذي يرأسه إيبلي من مجموعات ثنائية من المشاركين في البحث -لم يتقابل أفرادها من قبل- مناقشة أسئلة مثل: "إذا كان بإمكان كرة بلورية أن تخبرك بالحقيقة عن نفسك أو حياتك أو مستقبلك أو أي شيء آخر، فما الذي تريد أن تعرفه؟" قبل ذلك، كان معظم المشاركين يخشون أن تكون الأحاديث المتبادلة بينهم محرجة بشكل كبير، ومع ذلك فقد سارت المحادثات بشكل أكثر سلاسة مما توقعوا. لقد شعروا أيضاً بإحساس بالارتباط مع شركائهم في المحادثة أكثر مما كانوا يعتقدون، وكان هذا أيضاً مصحوباً بحالة مزاجية أفضل وأكثر سعادة بعد تبادل الحديث. بشكل عام، كان المشاركون أكثر اهتماماً بالأفكار والمشاعر العميقة لشركائهم في المحادثة أكثر مما كان يتخيله كل منهم في البداية. يقول إيبلي: "في هذه المحادثات العميقة، يمكنك الوصول إلى عقل الشخص الآخر، وستدرك أن الشخص الآخر يهتم بك بالفعل". ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تبادل مؤثر للكلمات، حتى لو افترضت أنك لن تقابل هذا الشخص مرة أخرى. اهتم بالصدق واللباقة وليس بالحديث اللطيف الطائش تخيل للحظة أنك كنت مضطراً للتحدث بصدق تام خلال كل تفاعل اجتماعي، فكيف ستصبح علاقاتك مع الآخرين؟ قبل بضع سنوات، قررت إيما ليفين، الأستاذة المساعدة للعلوم السلوكية بجامعة شيكاغو، وتايا كوهين، الأستاذة المشاركة للسلوك التنظيمي في جامعة كارنيغي ميلون، تحويل هذه التجربة الفكرية إلى حقيقة، فاستعانتا بـ 150 مشاركاً، جرى تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات. وطُلب من المجموعة الأولى أن تكون "صادقة تماماً" في كل محادثة، في المنزل والعمل، خلال الأيام الثلاثة المقبلة، وطلب من المجموعة الثانية أن تكون لطيفة وتهتم بمشاعر الآخرين خلال نفس الفترة، بينما طلب من المجموعة الثالثة التصرف بشكل طبيعي. يتوقع معظم الناس أن المجموعة اللطيفة ستتمتع بأفضل تجربة، بينما ستعاني المجموعة الصادقة وتجد صعوبة في الحفاظ على الأصدقاء. ومع ذلك، سجل أفراد المجموعة الصادقة درجات عالية في مقاييس المتعة والتواصل الاجتماعي على مدار الأيام الثلاثة مثل أولئك الذين طُلب منهم أن يتصرفوا بلطف، وغالباً ما وجدوا الكثير من المعاني الجيدة في الأحاديث. تقول كوهين: "بدا الأمر وكأنه سيكون مروعاً، لكن المشاركين أشاروا إلى أنهم كانوا سعداء بإجراء محادثات صادقة، حتى لو كانت صعبة". وفي تجارب المتابعة، طلبت كوهين من مجموعات ثنائية من الأصدقاء أو الزملاء أو الأزواج الحديث بصدق بشأن القضايا الشخصية، مثل آخر مرة بكوا فيها أو المشكلات المتعلقة بعلاقتهم الحالية. وفي كل حالة، أثبت التواصل الصادق أنه بناء أكثر بكثير مما توقعه الناس، واستمرت فوائد الحديث الصادق على حالتهم العامة لمدة أسبوع على الأقل بعد ذلك. تقول كوهين: "كان لهذه المحادثات تأثيرات إيجابية على العلاقات، لقد كانت تجربة قيّمة للغاية". لكن هذا الصدق يجب أن يكون مقروناً أيضاً بجرعة صحية من الدبلوماسية. تقول كوهين إنه يجب عليك التفكير ملياً في توقيت تعليقاتك وطريقة صياغتها وما إذا كان الشخص سيستفيد من هذه المعلومات أم لا، وتضيف: "قبل خمس دقائق من الزفاف، لا يتعين عليك مثلاً أن تخبر العروس بأنها تبدو فظيعة، أليس كذلك؟" ليس هناك أي عذر لكي تكون متنمراً، حتى لو كنت تعتقد أن إهاناتك تنقل الحقيقة.