logo
أطلس مصر المعاصرة… مهاجرون ولاجئون وعنوسة

أطلس مصر المعاصرة… مهاجرون ولاجئون وعنوسة

القدس العربي منذ 2 أيام
يُعد كتاب أطلس مصر المعاصرة، الصادر عن المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، بنسختين إنكليزية وفرنسية، تحرير هالة بيومي وكارين بن نافلة، مدخلا جيدا لقراءة تاريخ مصر في المئة سنة الأخيرة. وما يميز الأطالس عادة أنها لا تعتمد على السرد الطويل، بل على تكثيف المعلومات والتطرق لأهم الزوايا. وهذا ما ينطبق على هذا الكتاب؛ إذ يكتشف المتجوّل بين صفحاته، أنه أمام صور اجتماعية غنية وقريبة من الحياة في مصر. وقد زاد من غنى الكتاب الصور والخرائط المنشورة فيه، التي عادة ما تكون أساس هذا النوع من الكتب.
تناول الكتاب عدة موضوعات، من السياسة وظهور محمد علي باشا في القرن التاسع عشر، إلى حياة الزبّالين وعملهم. وهذا ما يوفّر للقارئ مساحة واسعة ومكثفة وغنية بالمعلومات والتحليلات. وإذا حاولنا تكثيف الصورة التي يرسمها عن مصر، يمكن القول إنها صورة قلقة، لمجتمع واسع يشعر بالتهميش والفقر، وبأزمات اجتماعية لا تنتهي.
كان عام 1956 عاما حاسما في تاريخ مصر المعاصر. فقد شهد اعتماد دستور جديد عبر استفتاء شاركت فيه النساء لأول مرة، وتولي جمال عبد الناصر الرئاسة، وانسحاب آخر القوات البريطانية إيذانا ببدء الاستقلال الحقيقي، وتأميم قناة السويس الذي أشعل فتيل الحرب. أثرت حرب السويس على التنوع الثقافي في البلاد من خلال الرحيل الجماعي لليهود، وجاليات أجنبية أخرى. ففي نوفمبر/تشرين الثاني، صنّفت وزارة الشؤون الدينية يهود مصر «أعداء الدولة» وغادر ما بين 25 ألفا و40 ألف شخص، تاركين ممتلكاتهم وأعمالهم. صودرت ممتلكات البريطانيين والفرنسيين، وأصبحت الإسكندرية، لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط، تجسيدا للحنين إلى ماضٍ متعدد الثقافات فقد مع نفي الأجانب.
مقابل هذا النزوح، شهدت مصر لاحقا سلسلة من الهجرات، أصبحت البلاد بلدا للهجرة خلال القرن العشرين، مستغلة مخزونها من العمالة وسياسات التعريب في الدول المستقلة حديثا. وبعد ثورة 1952 شجّع ناصر الهجرة إلى دول الكتلة الشرقية، مستغلا الحراك كأداة سياسية. ومنذ السبعينيات، بدأت موجة هجرة متزايدة مع وصول السادات إلى السلطة، وتشبّع القطاع العام بالوظائف. شجعت الحكومة الهجرة في وقت شهدت فيه المنطقة طفرة نفطية وطلبا متزايدا على العمالة، وسُهّل الحصول على جواز سفر اعتبارا من عام 1974. وتعاملت الدولة مع الهجرة كأداة استراتيجية سياسية واجتماعية واقتصادية. وقد ارتفع متوسط تحويلات مدخرات المهاجرين إلى 3.229 مليار دولار سنويا بين 1979 و1989 ما جعل مصر الأولى عربيا في التحويلات المالية. كما شهدت التسعينيات تجددا للهجرة إلى مصر، خاصة من اللاجئين الفارين من السودان وإثيوبيا وإريتريا، ومؤخرا من العراق وسوريا. شاركت في إدارة هؤلاء اللاجئين كل من الدولة ووكلاء خارجيين، وعلى رأسهم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقد أدت الحروب الأهلية في إثيوبيا (1961-1991) والصومال (من عام 1991 والسودان إلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين عبر الحدود الجنوبية. حتى عام 2013 كان السودانيون يمثلون أكبر عدد من طالبي اللجوء، إلى أن أدى وصول مئات الآلاف من السوريين إلى تغيير جذري في المشهد الإنساني للمفوضية.
يتوقف الأطلس عند حالة المهاجرين النوبيين في القاهرة، وهي تجربة قديمة بدأت بالنزوح الريفي، وصاحبتها معاملة سيئة وعنصرية مثل ألقاب شوكولاتة. وقد تمركزت في أحياء عابدين وبولاق وإمبابة، هجرة الذكور النوبيين، الذين عُرفوا بالنظافة والصدق، وعملوا غالبا في منازل العائلة المالكة، يُضطر المهاجرون القسريون إلى مواجهة مأسسة العمل غير الرسمي، بما يرافقها من إدارة أمنية ونهج تعسفي يميز الأنظمة الاستبدادية، ويواجهون عزلة اجتماعية من الدولة، ما يضطرهم إلى تبنّي استراتيجيات للتكيّف والبقاء، خاصة من خلال التجمّع في جيوب حضرية تشبه أحيانا أحياء معزولة مثل، سوريا الصغيرة. وتُسهم هذه الجيوب في إعادة تنظيم الحياة اليومية من خلال تقديم الدعم المادي والنفسي وتوفير أماكن للتفاعل الاجتماعي، وتشكل صراعاتهم مع السكان المحليين، إلى جانب كراهية الأجانب والعنصرية، جزءا من حياتهم اليومية.
وعلى صعيد الزواج والجنس، يتطرق الأطلس للأنماط المعروفة في التحول الديموغرافي، إذ لا تزال مصر في نهاية المرحلة الثانية: فقد انخفض معدل الوفيات، خاصة بين الأطفال، بشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية، بينما لم تنخفض الخصوبة. وفي بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ارتفع معدل الخصوبة الإجمالي مجددا، متجاوزا 3.5 ما أدى إلى زيادة الضغط البشري على الموارد الطبيعية، والتوسع الحضري على حساب الأراضي الزراعية، والضغط على الخدمات العامة، وزيادة الطلب على المياه والغذاء والعمل والسكن، وهي عوامل إن تُركت دون معالجة قد تؤدي إلى السخط الاجتماعي والاحتجاج.
في عام 2017 كانت نسبة العازبات من النساء فوق سن 18 عاما 17% فقط، مقابل 30.7% من الرجال. هذا الفارق، الناتج عن الكلفة المالية لتأمين المهر والسكن، يُطيل فترة انتظار الشباب، ويُسهم في تغييرات ملحوظة، لاسيما في المدن، في السلوكيات الجنسية المُدانة أخلاقيا، مثل: النشاط الجنسي قبل الزواج، والزواج غير الرسمي أي العرفي.
حياة الزبّالين
يمتاز الأطلس بتركيزه على زوايا مهمشة غالبا ما تُهمل في الدراسات المحلية. فمثلا، يُخصص أحد فصوله لحياة الزبّالين. منذ منتصف القرن العشرين، كان الزبّالون يجمعون نفايات القاهرة المنزلية والتجارية من باب إلى باب، باتباع طرق وراثية وتقسيمات إقليمية. كانوا يربّون الخنازير على النفايات العضوية في حظائر تُسمى «الزرايب»، ويفرزون المواد القابلة لإعادة التدوير كالورق والكرتون والبلاستيك والمعادن والزجاج لإعادة بيعها. يُعدّ الزبّالون جزءا من القطاع «غير الرسمي»، ويركّزون على الأحياء الثرية، ويتعاملون أحيانا مباشرة مع الشركات والمطاعم والفنادق والمتاجر. تغيّر دور الزبّالين منذ الثمانينيات بسبب تطور أنشطة إعادة التدوير وتعقيدها، ووصول شركات إدارة النفايات الأجنبية في مطلع الألفية. وبعد التدخلات الإنسانية، أصبح الزبّالون محورا لبرامج تنموية عدّة، ركزت على كفاءتهم في إعادة التدوير وتقديمهم خدمة منخفضة التكلفة، لكن السلطات غالبا ما ترى في الزبّالين صورة سلبية عن مصر وظروفها الصحية. وتُعد عربات الحمير ـ التي مُنعت عدة مرات دون جدوى ـ رمزا لهذا الجدل، وقد استُبدلت إلى حد كبير بشاحنات البيك آب. ورغم أهمية الزبّالين، فإن نظام جمع القمامة في القاهرة يتجاوز نطاق عملهم.
في مطلع الألفية الثانية، أبرمت السلطات المصرية عقودا لمدة 15 عاما مع شركات خاصة لإدارة النفايات. وبموجب هذه العقود، التي تُموّل عبر ضريبة مضافة إلى فواتير الكهرباء، ركزت هذه الشركات على الأماكن العامة، والأحياء الفقيرة والنفايات عديمة القيمة التجارية، أدى تطبيق هذا النظام إلى تعاقد عدد من الزبّالين من الباطن مع هذه الشركات، التي استُبدلت لاحقا بشركات محلية. لكن ذلك لم يمنع الزبالين من البحث عن أساليب أخرى من أجل الاستمرار في العيش، في بلد تزداد تعقيداته يوما بعد يوم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأكاديميون الأميركيون يبحثون عن ملاذ في أوروبا
الأكاديميون الأميركيون يبحثون عن ملاذ في أوروبا

العربي الجديد

timeمنذ 22 دقائق

  • العربي الجديد

الأكاديميون الأميركيون يبحثون عن ملاذ في أوروبا

في تحوّل تاريخي في المشهد الأكاديمي العالمي، يتزايد عدد الباحثين والأكاديميين الأميركيين الذين يفكّرون جدياً في مغادرة بلادهم، وسط ضغوط متصاعدة على حرية البحث العلمي وتمويله، في ظلّ سياسات إدارة دونالد ترامب التي أعادت رسم قواعد اللعبة الأكاديمية في الولايات المتحدة، فاستجابت جامعات أوروبا بدورها عبر إطلاق برامج خاصّة لاستقبال الباحثين الطالبين ملاذاً أكاديمياً آمناً. منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025، شنّت إدارته حملة صارمة أثرت مباشرة على البيئة الأكاديمية في الولايات المتحدة، تمثلت في تجميد وتقليص موازنات البحث العلمي، رغم أن الإنفاق الفيدرالي على البحث والتطوير بقي مرتفعاً (نحو 150 مليار دولار سنوياً)، إلّا أن توزيع هذه الأموال شهد تحولات أدت إلى سحب مليارين إلى ثلاثة مليارات دولار من برامج إضافية، وكذلك تقييد السياسات المرتبطة بالتنوع والمساواة والشمول (DEI)، إذ أعلن ترامب نهاية "طغيان" هذه السياسات التي كانت من ركائز الجامعات الأميركية، وتدخل الحكومة في محتوى البحث العلمي، مستهدفة مواضيع مثل التغيّر المناخي وغيرها من القضايا، ما أدى إلى زيادة الرقابة الذاتية بين الباحثين، فضلاً عن تسريحات جماعية وإلغاء منح وتمويل، شملت وكالات بحثية فيدرالية وقطاعات جامعية مختلفة، مع إلغاء تأشيرات وإقامات لأكاديميين بسبب آرائهم أو أبحاثهم، ما تسبب في حالة من الذعر وعدم الاستقرار. في هذا السياق، قال أستاذ التاريخ في جامعة جنوب كاليفورنيا ، نيثان بيرل-روسنثال، لموقع توفيما الإخباري، أول من أمس الجمعة: "كل قادة الجامعات في الولايات المتحدة بالكاد يجرؤون على التعبير عن آرائهم بحرية. الأجواء مليئة بالخوف والرقابة"، كما أضافت أستاذة مساعدة، طلبت عدم الكشف عن هويتها: "لا أشعر الآن بحرية إجراء أبحاثي أو التدريس في الولايات المتحدة، وأنا أخفي عن جهة عملي نيتي للانتقال إلى الخارج". رقابة على الكلمات والمواضيع البحثية بحسب مقابلات مع باحثين أميركيين، فإن الرقابة وصلت إلى حد منع استخدام كلمات معينة في طلبات التمويل، منها: "التنوع"، و"النساء"، و"مجتمع الميم عين". وقالت عالمة الأحياء التطورية كارول لي، لصحيفة ذا غارديان البريطانية الأسبوع الماضي: "هناك الكثير من الرقابة الآن، إنها أمور جنونية". وأضاف جيمس، وهو باحث في علوم المناخ: "الأجواء في الولايات المتحدة أصبحت معادية للعلماء، وهو تيار صغير لكنه مؤثر جداً". هذه الضغوط دفعت الأكاديميين إلى الانعزال والتردد في الحديث العلني، خاصّة مع تقارير عن إلغاء تأشيرات وملاحقة أصحاب المواقف المعارضة. الاستجابة الأوروبية في مواجهة هذه الأزمة، بادرت جامعات أوروبية إلى إطلاق برامج لدعم الباحثين الأميركيين والباحثين المهدّدين، ومن أبرز هذه المبادرات برنامج "مكان آمن للعلوم" في جامعة إكس-مرسيليا (جنوب فرنسا)، الذي استقبل أكثر من 298 طلباً، مؤهل منها 242، من باحثين من جامعات رائدة مثل هارفارد وييل وكولومبيا وستانفورد. هذا البرنامج يمنح تمويلاً لمدة ثلاث سنوات لنحو 20 باحثاً في مجالات متعدّدة تشمل علوم الأحياء، والأوبئة، وعلوم المناخ، كما أطلقت منح أخرى في بلجيكا والنرويج وهولندا، إذ تقدم جامعة بروكسل الحرة زمالات تصل إلى ثلاثة ملايين دولار لعدد من الباحثين، بينما خصّصت النرويج صندوقاً بعشرة ملايين دولار لدعم الأكاديميين الأميركيين، وتقترح هولندا صرف 30 مليون دولار لجذب العلماء من مختلف الدول. وبرزت دعوات لإنشاء صفة "لاجئ علمي"، إذ دعا الرئيس الفرنسي السابق والنائب الاشتراكي الحالي، فرانسوا هولاند، إلى الاعتراف بالأكاديميين المهدّدين بوصفهم لاجئين، مقترحاً مشروع قانون يمنحهم حماية فرعية تسمح لهم بالاستفادة من إجراءات تسهيلية لتسريع قبولهم وتأمين بيئة بحثية حرة، وذلك في مقال مشترك كتبه مع رئيس جامعة إكس-مارسيليا، إيريك بيرتون، في صحيفة ليبراسيون، وقال هولاند: "يجب أن نعيد فرنسا إلى قيم التنوير التي استقبلت الباحثين المضطهدين من كل أنحاء العالم. هذه مسؤولية علينا اليوم في وجه تصاعد السياسات السلطوية". إعلام وحريات التحديثات الحية "العدالة للجميع": تغطية مأساة غزة تتطلب مسؤولية أخلاقية الأكاديميون وتحديات الانتقال والاندماج مع أن أوروبا تفتح أبوابها، يواجه الأكاديميون المهاجرون تحديات كبيرة منها انخفاض الرواتب مقارنة بالولايات المتحدة، إذ قد يصل الأجر في فرنسا إلى نصف أو ثلث ما كان يتقاضاه الباحث في وطنه، والاعتماد على الدعم الحكومي لتكاليف المعيشة والرعاية الصحية والتعليم، التي تُعتبر أقل تكلفة في أوروبا ، والقلق حول استقرار الأسرة وفرص عمل الزوج/الزوجة والتعليم للأطفال، ما يضيف ضغطاً نفسياً على الباحثين وأسرهم. وقالت عالمة العلوم السياسية ريتشيل بيتي ريدل، التي انتقلت من "كورنيل" إلى "ساينس بو" في فرنسا: "العمل البحثي في الولايات المتحدة أصبح معقداً بسبب القيود والتدخلات، وهذا ينعكس على قراراتنا حول ما يمكن نشره أو مناقشته علناً"، في حديثها لصحيفة وول ستريت جورنال.

ارتفاع طفيف في أسعار النفط وسط ترقب لتصريحات ترامب بشأن روسيا
ارتفاع طفيف في أسعار النفط وسط ترقب لتصريحات ترامب بشأن روسيا

القدس العربي

timeمنذ 2 ساعات

  • القدس العربي

ارتفاع طفيف في أسعار النفط وسط ترقب لتصريحات ترامب بشأن روسيا

سنغافورة: سجلت أسعار النفط ارتفاعا طفيفا في بداية التعاملات الاثنين لتعزز مكاسبها التي تجاوزت اثنين بالمئة منذ يوم الجمعة وسط ترقب المستثمرين لمزيد من العقوبات الأمريكية على روسيا والتي قد تؤثر على الإمدادات العالمية. لكن زيادة الإنتاج السعودي واستمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية حدّت من المكاسب. ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 8 سنتات لتصل إلى 70.44 دولار للبرميل بحلول الساعة 00:11 بتوقيت غرينتش، وتواصل مكاسبها التي بلغت 2.51 بالمئة يوم الجمعة. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 68.50 دولار للبرميل، بارتفاع 5 سنتات، بعد أن أغلق مرتفعا بنسبة 2.82 بالمئة في الجلسة السابقة. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد إنه سيرسل صواريخ باتريوت للدفاع الجوي إلى أوكرانيا. ومن المقرر أن يدلي بتصريح 'مهم' بشأن روسيا اليوم. كان ترامب قد عبّر عن شعور بالإحباط تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب عدم إحراز تقدم في إنهاء الحرب في أوكرانيا وتكثيف روسيا قصفها للمدن الأوكرانية. وفي محاولة للضغط على موسكو للدخول في مفاوضات سلام مع أوكرانيا بحسن نية، اكتسب مشروع قانون أمريكي مشترك بين الحزبين، من شأنه فرض عقوبات على روسيا بسبب أوكرانيا، زخما الأسبوع الماضي في الكونغرس، لكنه لا يزال ينتظر موافقة ترامب. وقالت أربعة مصادر أوروبية بعد اجتماع عُقد الأحد إن مبعوثي الاتحاد الأوروبي على وشك الاتفاق على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا بسبب غزو أوكرانيا، والتي ستشمل خفض سقف سعر النفط الروسي. وفي الأسبوع الماضي، ارتفع خام برنت ثلاثة بالمئة بينما حقق خام غرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية بلغت حوالي 2.2 بالمئة، بعد أن قالت وكالة الطاقة الدولية إن سوق النفط العالمية قد تكون أكثر شحا مما تبدو عليه المؤشرات الأولية، مع دعم الطلب من خلال زيادة معدلات تشغيل المصافي خلال ذروة الصيف لتلبية احتياجات السفر وتوليد الطاقة. ومع ذلك، قال محللون في بنك (إيه إن زد) إن ارتفاع الأسعار ظل محدودا بسبب بيانات أظهرت أن السعودية رفعت إنتاجها النفطي فوق الحصة المقررة بموجب اتفاق مجموعة أوبك+، مما يزيد من الإمدادات المتوفرة في السوق. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن السعودية تجاوزت هدف إنتاجها النفطي لشهر يونيو/ حزيران بمقدار 430 ألف برميل يوميا ليصل إلى 9.8 مليون برميل يوميا، مقارنةً بهدف المملكة الضمني لأوبك+ البالغ 9.37 مليون برميل يوميا. وأعلنت وزارة الطاقة السعودية يوم الجمعة أن المملكة التزمت تماما بهدفها الطوعي لإنتاج أوبك+، مضيفة أن إمدادات النفط الخام التي تسوقها السعودية في يونيو حزيران بلغت 9.352 مليون برميل يوميا، بما يتماشى مع الحصة المتفق عليها. وفي سياق آخر، قال بنك (إيه إن زد) في مذكرة إن إصدار بيانات تجارة السلع الأولية في الصين في وقت لاحق من اليوم من شأنه أن يسلط الضوء على أي علامات مستمرة على ضعف الطلب. ويترقب المستثمرون أيضا نتائج محادثات الرسوم الجمركية الأمريكية مع شركاء تجاريين رئيسيين، والتي قد تؤثر على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الوقود. (رويترز)

أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي يعتزمون طرح مشروع قانون يتيح لترامب فرض عقوبات صارمة على روسيا
أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي يعتزمون طرح مشروع قانون يتيح لترامب فرض عقوبات صارمة على روسيا

القدس العربي

timeمنذ 4 ساعات

  • القدس العربي

أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي يعتزمون طرح مشروع قانون يتيح لترامب فرض عقوبات صارمة على روسيا

واشنطن: أعلن أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي الأحد عزمهم طرح مشروع قانون مشترك بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري يتيح للرئيس دونالد ترامب فرض عقوبات صارمة على روسيا، وذلك قبيل زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا. وألمح ترامب إلى أنه منفتح على مشروع قانون العقوبات في ظل تزايد الفتور في العلاقة بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين. ومن المقرر أن يبدأ المبعوث الأمريكي الخاص كيث كيلوغ أحدث زياراته إلى أوكرانيا، في حين قال ترامب إنه سيدلي ببيان هام بشأن روسيا الإثنين. وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام إن غالبية في مجلس الشيوخ تدعم مشروع قانون العقوبات الذي أعده وأخذ يكتسب الزخم في ظل تعثر جهود السلام التي تقودها واشنطن. وصرّح غراهام لشبكة 'سي بي إس' الإخبارية أن مشروع القانون سيتيح لترامب 'ملاحقة اقتصاد بوتين، وجميع تلك الدول التي تدعم آلته الحربية'. وألمح ترامب الذي أعرب مرارا عن 'خيبة أمله' من بوتين بعد تكثيف موسكو قصفها لكييف بالصواريخ والطائرات المسيّرة، إلى استعداده أخيرا لتشديد العقوبات على موسكو. وكان الرئيس الأمريكي قد أحجم عن التدخل في النزاع طوال الأشهر الستة الماضية محاولا إقناع بوتين بإنهاء الحرب. لكن يبدو أن صبره بدأ بالنفاد، حيث صرح للصحافيين في البيت الأبيض الثلاثاء بأن بوتين يتفوّه بـ'الكثير من الترهات' بشأن أوكرانيا. ووافق ترامب أيضا الأسبوع الماضي على إرسال المزيد من الأسلحة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعلى صفقة تتيح لحلف شمال الأطلسي شراء أسلحة أمريكية وإرسالها إلى أوكرانيا. والخميس، بدا أن ترامب يدعم مشروع القانون دون أن يجزم ما إذا كان سيستخدمه لفرض عقوبات على موسكو. وقال ترامب لشبكة إن بي سي 'سيقرّون مشروع قانون عقوبات كبيرا وقاسيا، لكن الأمر متروك للرئيس ما إذا كان يريد تطبيقه أم لا'. وعندما سئل خلال اجتماع مع إدارته عن اهتمامه بمشروع القانون، قال ترامب 'أدرسه بجدية بالغة'. وأكد غراهام أن 'هذه الحزمة من الكونغرس التي ندرسها ستمنح الرئيس ترامب القدرة على فرض رسوم جمركية بنسبة 500% على أي دولة تساعد روسيا'، مضيفا أن هذه الرسوم تشمل اقتصادات تشتري سلعا روسية مثل الصين والهند والبرازيل. ووصف غراهام العقوبات المقترحة بأنها 'مطرقة ثقيلة في متناول يد الرئيس ترامب لإنهاء هذه الحرب'. وقال الزعيم الأوكراني في منشور على منصة 'إكس' عن مشروع القانون المقترح 'بلا شك، هذا هو بالضبط نوع التأثير الذي يمكن أن يقرّب إحلال السلام ويضمن أن الدبلوماسية ليست فارغة'. ومن المقرر أن يلتقي غراهام والسناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته مساء الإثنين. وصرّح بلومنثال لشبكة 'سي بي إس' الإخبارية بأنهما سيناقشان أيضا قضية الإفراج عن الأصول الروسية المجمّدة في أوروبا والولايات المتحدة ومنحها لأوكرانيا. وأضاف بلومنثال 'الـ5 مليارات دولار التي تجمّدها الولايات المتحدة يمكن أيضا الوصول إليها، وأعتقد أن الوقت قد حان للقيام بذلك'. (أ ف ب)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store