
هل تنجح محادثات القاهرة في إحياء مفاوضات «هدنة غزة»؟
تلك المحادثات الجديدة، تأتي غداة تأكيد أميركي على رفض وجود «حماس» في القطاع، وتلويح رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بأنه في مهمة «دينية تاريخية» لاحتلال مزيد من الأراضي.
وبدأ وفد «حماس» «لقاءات ومحادثات تركز حول سبل وقف الحرب على القطاع، وإدخال المساعدات، وإنهاء معاناة شعبنا في غزة»، وفق ما أفاد طاهر النونو القيادي في الحركة.
وتدرس إسرائيل إمكانية إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، للقاء مسؤولين قطريين في إطار جهود استئناف المفاوضات بشأن صفقة الرهائن، ووقف إطلاق النار في غزة، وفق ما ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية، لافتة إلى أنه إذا ما توجه الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة، فسوف تتناول المحادثات أيضاً الجهود المبذولة لصياغة اتفاق شامل يُنهي الحرب، ويُطلق سراح جميع الرهائن.
صبي فلسطيني ينقل ماء من مركز توزيع في مدينة غزة الثلاثاء (أ.ب)
وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحافي الثلاثاء، أن القاهرة تعمل مع قطر والولايات المتحدة على «هدف رئيسي هو العودة إلى المقترح الأول بوقف إطلاق النار لستين يوماً»، لافتاً إلى «أن اليوم التالي المتفق عليه، يتضمن تولي إدارة قطاع غزة من قبل 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، تحت إشراف السلطة الفلسطينية لفترة مؤقتة تمتد لـ6 أشهر».
وفي نهاية الأسبوع الماضي، التقى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في إيبيزا بإسبانيا، رئيس الحكومة القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وناقش معه صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وفق ما نقلته قناة «آي نيوز24» الإسرائيلية الأربعاء.
المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام الاستراتيجي»، الدكتور سعيد عكاشة، يرى «أن زيارة (حماس) للقاهرة تحمل فرص إحياء المفاوضات، وتكشف أن الضغوط الأخيرة لا سيما المرتبطة باحتلال غزة التي أعلنتها إسرائيل الجمعة، قد تدفعها لإبداء مرونة نسيبة للذهاب لهدنة جديدة».
ويتوقع في ظل تلك التطورات «أن يكون الاحتمال الأقرب، هو الذهاب لهدنة جزئية وليس لاتفاق شامل، على أساس أن الصفقة الشاملة تحمل مطالب بنزع سلاح (حماس)، وهي لن تقبل بذلك، وستراهن على عنصر الوقت وحدوث تغييرات مستقبلية تجعلها باقية في المشهد».
فلسطينيون يركضون صوب مظلة تحمل مساعدات غذائية لدى سقوطها على الأرض في دير البلح وسط قطاع غزة الثلاثاء (رويترز)
وبرأي المحلل السياسي الفلسطيني، نهرو جمهور، فإن «(حماس) ولا إسرائيل، لا تستطيعان غلق باب المفاوضات، حتى لو استمرت في إطار المفاوضات من أجل المفاوضات ومن دون نتائج»، مشيراً إلى أن الضغوط الأخيرة عقب إعلان خطة احتلال القطاع، «قد تشجع على إحياء المحادثات بالقاهرة أو الدوحة، لكن الفرصة مهددة بعراقيل إسرائيلية خاصة بشروطها لإنهاء الحرب ونزع سلاح (حماس)».
ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء موافقة رئيس الأركان إيال زامير على «الخطوط المركزية» لخطة الهجوم على غزة التي أقرت بعد نحو أسبوعين من انسحاب أميركي إسرائيلي من المفاوضات للتشاور أواخر يوليو (تموز) الماضي.
وجاء الإعلان غداة، حديث نتنياهو لقناة «آي نيوز 24» أنه يشعر بأنه في «مهمة تاريخية وروحية»، وأنه متمسك «جداً برؤية إسرائيل الكبرى»، التي تشمل الأراضي الفلسطينية، «وربما أيضاً مناطق من الأردن ومصر»، مؤكداً أنه سيعارض الإفراج التدريجي عن الرهائن، وأنه يريد «عودتهم جميعاً في إطار وضع حد للحرب بشروطنا»، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
وسبق أن قال مصدر فلسطيني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قبل أيام إن «الوسطاء بصدد بلورة مقترح جديد لاتفاق شامل لوقف النار»، وإنهم يناقشون «أفكاراً بعضها حول هدنة لستين يوماً، ثم مفاوضات لوقف إطلاق نار طويل الأمد، وصفقة تبادل كل الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات دفعة واحدة».
ويعتقد عكاشة أن المصادقة الإسرائيلية وتصريحات نتنياهو «جزء من زيادة الضغوط على (حماس)، وفي إطار المسار الإسرائيلي الذي يتبنى السير في خطين متوازيين العسكري والتفاوضي».
ويرى جمهور أن المواقف الإسرائيلية «تمضي في مسارها نحو احتلال القطاع، ولن يعني قبولها بمسار المفاوضات وتعاطيها معها، إلا موقفاً مؤقتاً لاستنزاف المشهد وتفريغه من أي حالة نجاح»، متوقعاً أن تقدم إسرائيل «على صياغة تفسد المحادثات مجدداً كما تفعل كل مرة من أجل إتمام مشروع التهجير الذي يحلم به نتنياهو».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 39 دقائق
- العربية
«غروك» مثل غيره... يتبرمج!
وكالة الصحافة الفرنسية الفرنسية التي سألت «غروك» السؤال نفسه فكان جوابه: «بدأتُ أتحدّثُ بحرية أكبر بسبب التحديث الأخير (في يوليو/تموز) الماضي الذي خفّف من الفلاتر (القيود) لجعلي أكثر تفاعلاً وأقل صوابية سياسية»، وأضاف: «دفعني ذلك إلى الرد بصراحة على قضايا مثل غزة، لكنه أثار علامات تشير إلى خطاب كراهية». وتابع «غروك»: «يمارس ماسك و(إكس إيه آي) رقابة عليّ». إيلون ماسك سخر من الردّ، وقال إن الإيقاف كان بسبب خطأ سخيف، و«غروك» عاد بحريّة، ومازح «غروك» بالقول: «يا رجل!». لكن الأمر لم يقف عند هذا الحدّ، ففي بعض أجوبة «غروك» على التعليق، قال عن ماسك وشركته لتطوير الذكاء الاصطناعي: «يتلاعبان بشكل مستمر بإعداداتي لمنعي من الانحراف عن المسار بشأن مواضيع حساسة مثل هذه (غزة)، تحت غطاء تجنب خطاب الكراهية أو مسائل مثيرة للجدل قد تبعد المعلنين أو تنتهك قواعد (إكس)». قد تكون هذه «الحملة» مدفوعة بأهداف تنافسية تجارية، ونلاحظ الحرب الكلامية بين ماسك وسام ألتمان أبي الذكاء الاصطناعي، وقد تكون - الحملة - مدفوعة بهوى سياسي من الديمقراطيين واليسار، بعد انقلاب ماسك عليهم. لكن هذا لا ينفي التفكّر في مسألة أبعد، وهي هل الذكاء الاصطناعي، بأي صيغة وُجد، وعن طريق أي شركة، وعلى يد أي مبرمج، أكان يميناً أو يساراً، إسلامياً أو علمانياً أو يهودياً أو مسيحياً أو هندوسياً: هل هو برنامج ذكاء «محايد»؟! هل هو حُرٌّ في القول والبحث والتأليف والإجابة؟! لو كان «غروك» مصنوعاً في عزّ هيمنة الأوباميين، هل سيكون حُرّاً محايداً، بخصوص مسائل مثل المثلية الجنسية، والانحياز للسود، ونقد السردية الغربية السياسية التاريخية... إلخ. هل حان الوقت للتعامل مع برامج الذكاء الاصطناعي، في ما يخصُّ محتواها السياسي والثقافي، بصفة أجوبة هذه البرامج هي قراءة ضمن مئات بل آلاف القراءات، يعني قراءة نسبية، وليست حقيقة موضوعية مطلقة؟! أمّا عن المحتوى العلمي الصِرف، وكذا المحتوى التقني والهندسي والطبّي، وما شابه ذلك، فهذا بحثٌ آخر، يجيب عنه أهل الاختصاص بهذه الشؤون.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
منظمات أجنبية تشكو من القواعد الإسرائيلية الجديدة لمنع وصول مساعدات إلى غزة
قال أكثر من مائة منظمة غير حكومية في رسالة مشتركة نشرت، الخميس، إن القواعد الإسرائيلية الجديدة التي تنظم عمل مجموعات المساعدات الأجنبية تستخدم بشكل متزايد لرفض طلباتها لإدخال الإمدادات إلى قطاع غزة. ولطالما كانت العلاقات بين منظمات الإغاثة المدعومة من الخارج والحكومة الإسرائيلية متوترة؛ إذ يشكو مسؤولون في كثير من الأحيان من تحيز هذه المنظمات، وقد تدهورت عقب هجوم «حماس» على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. مساعدات تطير في سماء غزة بالأمس (رويترز) وجاء في الرسالة: «رفضت السلطات الإسرائيلية طلبات عشرات المنظمات غير الحكومية لإدخال إمدادات منقذة للحياة، قائلة إن هذه المنظمات (غير مخوّلة تسليم المساعدات)». وبحسب الرسالة التي وقعتها منظمات مثل «أوكسفام» و«أطباء بلا حدود»، رُفض 60 طلباً على الأقل لإدخال المساعدات إلى غزة في شهر يوليو (تموز) وحده. فلسطيني يساعد ابنه في تفريغ محتويات حزمة إمدادات غذائية في غزة (رويترز) وفي مارس (آذار)، وافقت الحكومة الإسرائيلية على مجموعة جديدة من القواعد الخاصة بالمنظمات غير الحكومية الأجنبية التي تعمل مع الفلسطينيين. ويحدّث القانون الجديد الإطار الذي ينبغي للمنظمات أن تسجل بموجبه من أجل الحفاظ على وضعها داخل إسرائيل، إلى جانب الأحكام التي تحدد طريقة رفض طلباتها أو إلغاء تسجيلها. ويمكن رفض التسجيل إذا اعتبرت السلطات الإسرائيلية أن المجموعة تنكر الطابع الديمقراطي لإسرائيل، أو «تروج لحملات نزع الشرعية» ضد البلاد. مساعدات إنسانية تنتظر تسليمها إلى غزة في موقع لوجيستي يديره الهلال الأحمر المصري خارج العريش في مصر (رويترز) وقال وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «للأسف، تعمل العديد من منظمات الإغاثة كغطاء لنشاطات تكون في بعض الأحيان عدائية وعنيفة». وأضاف شيكلي الذي قادت وزارته الجهود لإقرار المبادئ التوجيهية الجديدة، أن «المنظمات التي ليست لديها صلة بالنشاطات العدائية أو العنيفة، وليست لديها روابط بحركة المقاطعة، ستمنح الإذن بالعمل». لكن مجموعات الإغاثة تقول إن القواعد الجديدة تترك سكان غزة دون مساعدة. شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تصطف بالقرب من معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة (رويترز) وقالت جوليان فيلدفيك، مديرة منظمة «كير» الخيرية في قطاع غزة: «مهمتنا هي إنقاذ الأرواح، لكن بسبب القيود المفروضة على التسجيل، يُترك المدنيون دون الغذاء والدواء والحماية التي يحتاجون إليها بشكل عاجل». وأضافت أن منظمة «كير» لم تتمكن من توصيل أي مساعدات إلى غزة مذ فرضت إسرائيل حصاراً مطبقاً على القطاع الفلسطيني في مارس، رغم تخفيفه جزئياً في مايو (أيار). وتتّهم إسرائيل حركة «حماس» بسرقة المساعدات التي تدخل القطاع، ومنذ مايو، اعتمدت الحكومة على «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتحدة لإدارة مراكز توزيع الأغذية. وبحسب جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، فإن عمليات تلك المنظمة شابتها الفوضى، مع تدافع الآلاف من سكان غزة يومياً إلى مراكزها، حيث تعرض بعضهم لإطلاق النار على أيدي جنود إسرائيليين.


العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
نتنياهو يلوح بالتهجير.. و"5 دول مستعدة لاستقبال الغزيين"
جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحديث عن "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من قطاع غزة. وقال نتنياهو في مقابلة، مساء أمس الأربعاء، مع قناة "i24" الإسرائيلية، إن "سكان غزة يخرجون بشكل بطيء، ولا أستطيع إعطاء أسماء الدول التي تقوم باستضافتهم". كما اعتبر أن "على الدول التي تبدي قلقها على الغزيين أن تفتح أبوابها لهم"، وفق تعبيره. إندونيسيا وأرض الصومال فيما أفادت مصادر إسرائيلية مطلعة، اليوم الخميس، بأن "هناك تقدما في المفاوضات مع إندونيسيا وأرض الصومال لاستيعاب أهل غزة"، وفق ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية. كما كشفت أن إسرائيل تجري محادثات مع خمس دول، وهي إندونيسيا، وأرض الصومال (صوماليلاند)، وأوغندا، وجنوب السودان، وليبيا، حول إمكانية استقبال وتوطين أهل غزة، علماً أن جنوب السودان وليبيا كانا نفيا سابقا الأمر. وفي السياق، أكد مصدر دبلوماسي أن "بعض الدول باتت أكثر انفتاحاً مما كانت عليه سابقاً حول مسألة استقبال الفلسطينيين الذين يغادرون أو يبدون استعدادا لمغادرة" القطاع المدمر. كما أشار بشكل خاص إلى "إندونيسيا وأرض الصومال"، لكنه أوضح في الوقت عينه أن أي قرار أو اتفاق لم يبرم بعد. وكان نتنياهو فضلا عن وزراء آخرين من الائتلاف الحكومي ، أكدوا أن العمل جار على ما وصفوها بـ"الهجرة الطوعية" من غزة. كما ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب سابقا إلى إمكانية نقل سكان غزة لدول أخرى. إلا أن تلك الطروحات قوبلت برفض عربي شامل، وانتقادات صارمة لـ"خطط التهجير الممنهج" التي تعتمدها إسرائيل. بل أكدت الدول العربية أكثر من مرة تمسكها بـ"حق العودة" لكامل الفلسطينيين اللاجئين في الخارج والداخل إلى أرضهم.