
لبنان المتحارب بين "أهلَين"
هذا المقال بقلم الصحفي والكاتب اللبناني عمر حرقوص*، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
أصابت صواريخ إسرائيلية الجمعة مراكز قرب مدينة النبطية في جنوب لبنان يُعتقد أنها مواقع لـ"حزب الله"، فوقعت انفجارات كبيرة فيها، تلاها انطلاق صواريخ من هذه المخازن أصابت بيوت مواطنين لبنانيين، ما أدى إلى خسائر بالأرواح كما في البنية التحتية.
قبلها، خلال الحرب بين إيران وإسرائيل، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي نقاشات مطولة بين المؤيدين لطهران الداعين لدعمها في حربها الأولى المباشرة ضد إسرائيل، وبين آخرين يدعمون الحياد عن الصراع الذي وصفوه بالمدمر، مشيرين إلى عدم قدرة لبنان على التدخل بالحرب عبر عناصر "حزب الله" الذين ما يزالون يمتلكون قوة صاروخية مسلحة كانت لأشهر خلت توصف بأنها الأكبر في الشرق الأوسط.
أصحاب الرأي اللبناني أو "الأهلَين"، نسبة إلى الأهل، المنقسمون بين "الحياد" وبين دعم طهران وضعوا أكثر ما لديهم من حجج لدعم مواقفهم، فمؤيدي إيران أو ما يعرف بـ"الممانعين" اعتبروا أن خسارة فريقهم ستؤدي لتغيير كبير بالشرق الأوسط، حيث تسيطر "الإمبريالية" والأفكار الغربية لتحوّل إسرائيل إلى شرطي المنطقة، وما يعنيه ذلك من "سيطرة على المجتمعات وتفكيكها".
ويرى "المحايدون" أن الحروب الطويلة والمتواصلة أدت إلى انهيار الاقتصاد اللبناني عدا عن فقدان الأمان المجتمعي بتغييب دور الدولة كسلطة تحتكر القوة، مشيرين إلى أن اللبنانيين دفعوا ثمناً هو الأعلى بين كل شعوب المنطقة من أجل القضية الفلسطينية وحتى أكثر مما دفع الفلسطينيون، معيدين التذكير بأسباب الأزمات اللبنانية الكثيرة المرتبطة بالقضايا العربية، وأبرزها بدأ في العام 1969 حين وقّعت بيروت مع منظمة التحرير الفلسطينية، في القاهرة اتفاقاً أعطى "الفدائيين" حق امتلاك السلاح ومهاجمة مواقع عسكرية في الأراضي الإسرائيلية، تحت مسمى الدفاع عن المخيمات الفلسطينية، فانتشر السلاح واتخذ "الفدائيون" مواقع قرب الحدود سُميت "فتح لاند" نسبة لاسم حركة فتح بقيادة ياسر عرفات.
وكالعادة اختلف اللبنانيون على هذه القضية، فاشتعلت حرب أهلية امتدت 15 عاماً، أخرجت فيها إسرائيل مقاتلي منظمة التحرير واشتبك اللبنانيون مع بعضهم وهاجموا سكان المخيمات الفلسطينية وحاربوا ضد النظام السوري، واستمر جزء من جنوب لبنان تحت الاحتلال الإسرائيلي لينتهي صيف العام 2000 لتنسحب بعدها القوات السورية عام 2005 بعد اغتيال مجموعة من "حزب الله" رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري وفق ما أكدت المحكمة الدولية. لتشتعل الحروب مجدداً بين "حزب الله" وإسرائيل، وتنتهي آخرها العام الماضي بمقتل كل قيادة "الحزب"، وموافقة بيروت أمام الوسيط الأميركي على تحديد مواعيد لتسليم سلاح الميليشيات للدولة، وهو أمر لم يحصل حتى اليوم.
أكثرية النقاشات تبقى غارقة كالعادة بملفات لا تعني اللبنانيين، فتضيع بين الحرب هناك والصواريخ البالستية والغارات على المواقع النووية، ولكنها تبتعد عن قضايا مهمة وضرورية، مثل الفساد المستشري والانهيار الاقتصادي وتغييب دور القضاء، وسلاح "حزب الله" والحروب التي يقوم بها من فترة لأخرى ومسألة السلام مع إسرائيل، فيما على جانب آخر من الحدود، يتحرك الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ويدعو دول العالم للمشاركة بمشاريع التنمية الاقتصادية في بلاده مقدماً التنازلات الواحدة تلو الأخرى وصولاً إلى الحديث عن السلام مع إسرائيل، رغم أنه خرج من خيمة المتطرفين وتنظيم القاعدة قبل أقل من عام واحد.يقول البعض إن السلام والتطبيع مع إسرائيل لن يعيدا "الكرامة" ولا "العزّ" مثلما تفعل أسلحة "حزب الله"، فيرد عليهم الآخرون بمشاهد فيديو لصواريخ تنطلق من مخازن بعدما أصابها الطيران الإسرائيلي فتصيب القرى في جنوب لبنان وتؤدي إلى خسائر جديدة في عداد لا يتوقف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ ساعة واحدة
- CNN عربية
كيف أحبطت قطر هجوم إيران على "العديد" أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة؟
(CNN) -- كان كبار المسؤولين القطريين يجتمعون مع رئيس وزراء بلادهم بعد ظهر الاثنين لإيجاد سبل لتهدئة الصراع بين إيران وإسرائيل، عندما اتصل موظفو وزارة الدفاع للتحذير من صواريخ إيرانية قادمة. وفاجأهم الهجوم، وهو الأول من نوعه على الخليج، وفقًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الذي يتذكر شعوره بهز منزل رئيس الوزراء جراء عمليات الاعتراض التي تلتها بسرعة. وساد شعور بالقلق دول الخليج العربية ذلك الصباح، وخشيت العواصم الخليجية الغنية بالنفط من أسوأ السيناريوهات: ضربة صاروخية إيرانية تُحطم صورة استقرارها بعد ١٢ يومًا من الحرب بين إسرائيل وإيران، والتي بلغت ذروتها بسلسلة من الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. وطلبت البحرين، حيث تتمركز القيادة البحرية الأمريكية، من السكان عدم استخدام الطرق الرئيسية، بينما قامت الكويت، التي تستضيف العديد من القواعد العسكرية الأمريكية، بتفعيل الملاجئ في المجمعات الوزارية. في دبي وأبوظبي المجاورتين، حجز بعض السكان رحلات طيران مبكرة، بينما عمد آخرون إلى تخزين المؤن. وفي الدوحة، كان السكان المتوترون في حالة تأهب قصوى، وطُلب من المواطنين الأمريكيين والبريطانيين في اللجوء إلى الملاجئ، وتم إجلاء العسكريين الأمريكيين من قاعدة "العديد" التي تديرها الولايات المتحدة. الدفاع القطرية تثير تفاعلا بفيديو اعتراض الباتريوت لصواريخ إيران وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع القطرية إن نظام الرادار العسكري للإنذار المبكر، وهو من أكثر الأنظمة تطورًا في المنطقة، والمعلومات الاستخباراتية التي جُمعت أشارت إلى أن بطاريات صواريخ إيرانية تحركت باتجاه قطر في وقت سابق من ذلك اليوم، ولكن لم يكن هناك شيء مؤكد حتى وقت قصير قبل الضربات. وقال مسؤول قطري مطلع على العمليات الدفاعية: "ربما تم توجيهها بشكل خاطئ لإبعادنا عن الهدف الفعلي، ولا يزال هناك الكثير من الأهداف في المنطقة ولكن مع اقتراب النهاية، أصبح الأمر واضحًا للغاية، كانت أنظمتهم الصاروخية جاهزة، وكانت لدينا فكرة واضحة للغاية قبل ساعة من الهجوم، أن قاعدة العديد ستُستهدف". ردا على الهجوم وقال الأنصاري إنه في حوالي الساعة 7 مساءً بالتوقيت المحلي، أُبلغ المسؤولون القطريون من قِبل جيشهم بأن الصواريخ الإيرانية انطلقت جوا واتجهت نحو قاعدة "العديد".وأضاف الأنصاري أن القوات المسلحة القطرية نشرت 300 جندي، وفعّلت عدة بطاريات صواريخ باتريوت قطرية مضادة للطائرات في موقعين للتصدي للصواريخ الإيرانية الـ19 المتجهة نحو البلاد. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن 14 صاروخا أُطلقت من إيران. وأضاف الأنصاري، لشبكة CNN، أن القوات القطرية نسقت بشكل وثيق مع الولايات المتحدة، لكن العملية كانت "بقيادة قطرية". وتابع أنه تم اعتراض 7 صواريخ فوق الخليج العربي قبل وصولها إلى الأراضي القطرية، كما تم اعتراض 11 صاروخًا آخر فوق الدوحة دون التسبب في أي أضرار، وسقط صاروخ واحد في منطقة غير مأهولة بالقاعدة، مما تسبب في أضرار طفيفة. وأشار ترامب إلى أن إيران أبلغت الولايات المتحدة مسبقًا بالهجوم. وفي حين تلقت الدوحة معلومات استخباراتية من واشنطن، إلا أنها لم تتلقَّ أي تحذير مباشر من الإيرانيين، وفقًا للأنصاري، مع أن المسؤولين كانوا على دراية تامة بإمكانية استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة. وقال الأنصاري: "أبلغنا الإيرانيون قبل أشهر... أنه في حال وقوع هجوم أمريكي على الأراضي الإيرانية، فإن ذلك سيجعل القواعد التي تستضيف قوات أمريكية في المنطقة أهدافًا مشروعة". وذكر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن هذا التحذير تكرر مع نظرائه الخليجيين في اجتماع إسطنبول قبل يوم من الضربات الإيرانية على قطر. وقال مجلس الأمن القومي الإيراني بعد الهجوم المُعترض إن ضرباته "لم تُشكل أي خطر على البلد الصديق والشقيق قطر وشعبها الكريم". ومع ذلك، يرفض الأنصاري التكهنات بأن قطر - بالنظر إلى علاقاتها مع طهران - ربما تكون قد أعطت الضوء الأخضر للضربات بهدف إيجاد مخرج للتصعيد الإقليمي. وقال: "لا نتهاون في أن تُهاجم بلادنا بالصواريخ من أي جهة، ولن نفعل ذلك أبدًا كجزء من استعراض سياسي أو لعبة في المنطقة". وأضاف: "لن نُعرّض شعبنا للخطر، لن أُعرّض ابنتي لصواريخ قادمة من السماء لمجرد الخروج بنتيجة سياسية، لقد كانت هذه مفاجأة كبيرة لنا". وأعقب الهجوم وقف إطلاق نار سريع.في اللحظات التي تلت الهجوم، اتصل ترامب بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ليخبره أن الإسرائيليين مستعدون للموافقة على وقف إطلاق النار، وطلب منه أن يفعل الشيء نفسه مع الإيرانيين، وفقًا للأنصاري. وأضاف الأنصاري: "بينما كنا نناقش كيفية الرد على هذا الهجوم... تلقينا اتصالًا من الولايات المتحدة يُفيد بفرصة مُتاحة لوقف إطلاق النار، وهو سبيل مُحتمل لتحقيق الأمن الإقليمي". وسرعان ما أصبح دور الدوحة كوسيط محوريًا في أعقاب الضربات. وتحدث كبير المفاوضين القطريين، محمد بن عبدالعزيز الخليفي، إلى الإيرانيين، بينما كان رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، يتحدث إلى نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس. ويقول الأنصاري: "تمكنا من التوصل إلى اتفاق، وفي الوقت المناسب"، وأضاف: "كانت جميع الخيارات مطروحة تلك الليلة... كان بإمكاننا الرد فورًا أو التراجع والقول إننا لا نتحدث مع دولة أطلقت علينا 19 صاروخًا. لكننا أدركنا أيضًا أن تلك كانت لحظةً قد تُسهم في إيجاد زخم للسلام في منطقة غابت عنا منذ عامين".بعد ذلك بوقت قصير، أعلن ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل.


CNN عربية
منذ ساعة واحدة
- CNN عربية
"صليت وسط الأنقاض".. علي شمخاني مستشار مرشد إيران يكشف ما حدث عندما استهدافته غارة إسرائيلية
(CNN) -- ظهر علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، السبت، في مقابلة مع تلفزيون بلاده. وتزايد الغموض حول مصير شمخاني في الأيام التي تلت الإعلان عن وفاته من قبل السلطات الإسرائيلية والإيرانية في أعقاب الغارات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو/حزيران. والجمعة، زعمت عدة وسائل إعلام إيرانية - منها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) و"تسنيم" و"فارس"- أن شمخاني لم يمت، بل "أُصيب بجروح بالغة ونُقل إلى المستشفى" في الغارة، ومع ذلك، لم تنشر هذه الوسائل أي صور جديدة له. ثم ظهر شمخاني، السبت، في صور من تغطية وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية للجنازة الرسمية لضحايا الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل.في اليوم نفسه، نشرت ما وُصف بأول مقابلة تلفزيونية لشمخاني مع وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية منذ الهجوم. ولا تستطيع شبكة CNNالتحقق من هويته أو تاريخ تسجيل المقابلة بشكل مستقل. "لم أمت".. رسالة من علي شمخاني بعد إعلان إسرائيل مقتله تبثها وسائل إعلام إيرانيةوخلال المقابلة، ظهر شمخاني ممسكا بعصا ويستخدم جهازًا للتنفس، وأشار إلى غارة إسرائيلية على منزله، قائلا إنه "حوصر تحت الأنقاض لـ3 ساعات بعد الهجوم"، وأضاف: "أديتُ صلاة الفجر وأنا تحت الأنقاض". كما نشرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية لقطات لما قالت إنه منزل شمخاني، وقد تحول إلى حطام. وتابع في المقابلة: "في البداية، ظننتُ أنه زلزال، لكن عندما سمعتُ صوت مركبات، أدركتُ أنه ليس كذلك"، مضيفًا أنه أصيب بجروح داخلية في الهجوم وأن قفصه الصدري كان مكسورًا.وأضاف: "أعرف سبب استهدافهم لي، لكن لا أستطيع الجزم". وتواصلت CNN مع السلطات الإسرائيلية للتعليق.


CNN عربية
منذ 4 ساعات
- CNN عربية
ترامب: نتنياهو"بطل" ومحاكمته "مهزلة" قد تؤثر على المفاوضات مع إيران و"حماس"
(CNN) -- أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تضامنه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وانتقد محاكمته بتهم الفساد، والتي وصفها بـ"حملة شعواء" قد تؤثر على الجهود الدبلوماسية في المنطقة. وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال" مساء السبت: "هذه المهزلة التي تُسمى العدالة ستؤثر على المفاوضات مع إيران وحركة حماس"، مشيرا إلى أن نتنياهو "يتفاوض حاليًا على صفقة مع حماس، تتضمن استعادة الرهائن". وتأتي تصريحات ترامب بعد أن احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحرب في ساحة الرهائن في تل أبيب، السبت، للمطالبة بإنهاء حرب غزة وإعادة الرهائن المتبقين.وقال ترامب إن المحاكمة تُقوّض ما وصفه بـ"النصر" الذي تحقق في أعقاب الضربات الأمريكية والإسرائيلية غير المسبوقة على المنشآت النووية الإيرانية في الأسابيع الأخيرة. "أمريكا ستنقذه".. ترامب مدافعًا عن نتنياهو وسط محاكمته بتهمة الفساد وأضاف: "تنفق الولايات المتحدة الأمريكية مليارات الدولارات سنويًا، أكثر بكثير مما تنفقه أي دولة أخرى، على حماية ودعم إسرائيل، ولن نسكت على هذا، لقد حققنا للتو نصرا عظيمًا بقيادة رئيس الوزراء نتنياهو، وهذا يُشوّه نصرنا بشدة". وأشاد ترامب بنتنياهو، الذي كانت علاقته به متوترة في بعض الأحيان، واصفًا إياه بـ"بطل الحرب"، ومشيرًا إلى أنه قام "بعمل رائع" إلى جانب الولايات المتحدة "في التخلص من التهديد النووي الخطير في إيران". واختتم ترامب حديثه قائلا: "دعوا بيبي، لديه مهمة كبيرة ليقوم بها".