logo
د. محمد فراج يكتب : أسباب فشل مبادرة ترامب للسلام فى أوكرانيا

د. محمد فراج يكتب : أسباب فشل مبادرة ترامب للسلام فى أوكرانيا

الأموالمنذ يوم واحد

تشير كل الشواهد تقريبًا إلى أن خطة الرئيس الأمريكى ترامب لإنهاء الحرب فى أوكرانيا قد فشلت، إن لم تكن تلفظ أنفاسها الأخيرة وأن السلام لايزال بعيدًا، بل إن الحرب يمكن أن يتسع نطاقها ليشمل بلدانًا أخرى فى شرق أوروبا، وخاصة بولندا ورومانيا المجاورتين لأوكرانيا من الغرب والجنوب الغربى، واللتين تمثلان الممر الرئيسى لأسلحة "الناتو" إلى الجيش الأوكرانى، ويتضح هذا الفشل يومًا بعد يوم بغض النظر عن كلمات ترامب الطنانة عن السلام فى إمكانية وقف الحرب خلال أربع وعشرين ساعة من خلال مكالمات تليفونية بينه وبين كل من بوتين وزيلينسكى، وعقد قمة ثلاثية.. إلخ، إلخ.
ولاتزال الحرب تحتدم بالرغم من ثلاث مكالمات مطولة بالساعات بين ترامب وبوتين ومن لقاءات عديدة رفيعة المستوى بين مسئولين روس وأمريكيين، وبالرغم من إعلان ترامب عن وقف تقديم أى مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا، ولايزال اقتراح الرئيس الأمريكى بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يومًا محل تحفظ واضح من جانب روسيا، وكل ما أمكن تحقيقه حتى الآن هو اتفاق ذو أهمية رمزية على تبادل ألفى أسير من الجانبين.
بينما يرفض الحلفاء الأوروبيون مبادرة ترامب أو خطته للسلام وتتدفق أسلحتهم على أوكرانيا بمعدلات أكبر، وأعلنت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا مؤخرا عن التصريح لكييف بقصف العمق الروسى بصواريخ بعيدة المدى مثل "تادروس" الألمانية وستورم شادو" البريطانية ونظيرتها الفرنسية وهى صواريخ يتراوح مداها بين ثلاثمائة وخمسمائة كيلومتر، وتصل زنة رؤوسها الحربية إلى خمسمائة كيلوجرام، بينما تتوعد روسيا بـ"الرد المناسب"، علمًا بأنه كانت قد جرت قبل أيام محاولة أوكرانية لاغتيال الرئيس الروسى بوتين أثناء جولة تفقدية له فوق مقاطعة كورسك الروسية بطائرة هليوكوبتر تسربت أخبارها من خلال أجهزة المخابرات الغربية فتم توجيه عشرات الطائرات المسيرة لإسقاطها، ونجا بوتين بمعجزة إلا أن موسكو ردت بهجمات صاروخية وجوية شديدة العنف والاتساع على كييف مدن أوكرانية أخرى، الأمر الذى جعل ترامب يغير طريقته فى الامتداح المستمر لبوتين ويقول إن الرئيس الروسى قد "جن جنونه"!! ليرد المتحدث باسم الكرملين بأن ترامب يعانى من "حمل نفسى زائد" لتتوتر الأجواء بين موسكو وواشنطن للمرة الأولى منذ مجىء ترامب إلى السلطة.
مبادرة ملغومة
معروف أن أهم دوافع ترامب لتقديم مبادرته بشأن السلام فى أوكرانيا هى:
أولا: النجاح الكبير الذى حققته القوات الروسية على مختلف جبهات القتال واحتلالها لحوالى عشرين بالمائة من إجمالى مساحة أوكرانيا، بما فى ذلك المناطق الاستراتيجية الواقعة على سواحل البحر الأسود وإقامة ممر برى عريض يصل بين الأراضى الروسية وشبه جزيرة القرم، فضلا عن إلحاق خسائر ضخمة فى الأفراد والمعدات بالجيش الأوكرانى وخاصة فى الأفراد، الأمر الذى أضعف قدراته القتالية بدرجة واضحة وذلك بالرغم من الإمدادات الغربية الهائلة بالأسلحة والمعدات ومن تدفق المرتزقة والخبراء الغربيين، وأصبح واضحًا أن "الناتو" يخوض مواجهة خاسرة مع روسيا وأن خسائر هذه المواجهة تتفاقم كل يوم بالرغم من الموارد الهائلة التى وجهها الغرب لمساعدة أوكرانيا، ومن العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة لموسكو، والتى تبث عجزها عن إنهاك الاقتصاد الروسى بل وارتدت بالسلب على الاقتصادات الأوروبية.
(هنا يصبح من الحكمة التفكير فى وضع حد لهذه المواجهة الخاسرة).
ثانيا: إن المنافس الرئيسى للولايات المتحدة على القطبية العالمية هى الصين، وتعميق العدوان مع روسيا يدفع موسكو بقوة أكبر لتعزيز تحالفها مع بكين، ويزيد من قوتهما معًا، وهو ما يحقق نتائج معاكسة تماما لأهداف الاستراتيجية الكونية الأمريكية، بينما السعى لوقف المواجهة الخاسرة مع روسيا وتحقيق قدر من التقارب معها يمكن أن يساعد على زعزعة تحالفها مع الصين.
غير أن ترامب بطرحه لفكرة وقف إطلاق النار لمدة شهر أثار حذر روسيا الشديد، خاصة أن لديها تجربة مريرة مع الغرب منذ عامى 2014 و2015 حينما استغلت الدول الغربية اتفاقيتى مينسك ووقف إطلاق النار لتعزيز تسليح أوكرانيا لتستأنف الحرب بقوة أكبر وهو ما دفعت روسيا ثمنًا غاليًا له فيما بعد.
وكان طبيعيًا أن تطرح روسيا ضرورة الحصول على ضمانات واضحة لعدم تكرار هذه التجربة، وعلى نطاق أوسع هذه المرة، أى على تعهدات يمكن التحقق من تنفيذها بوقف تدفق الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية الغربية على أوكرانيا خلال فترة وقف إطلاق النار، ثم على ضمانات بالمعالج الجذرية لأسباب اندلاع الحرب فى فبراير 2022، وفى مقدمتها بالطبع سعى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى لتوسيع حلف الناتو باتجاه الشرق وضم أوكرانيا إليه.
وبديهى أن روسيا المنتصرة فى الحرب فعليًا ليس لديها واقع لوقف الحرب ولو لمدة شهر ما لم يكن لديها ضمانات بأن تخدم هذه الهدنة مطلبًا رئيسيًا لها بأن تكون الهدنة مقدمة لتسوية تضمن لها الاحتفاظ بالأراضى التى دفعت ثمنًا فادحًا لاحتلالها، وهى أراض تؤكد روسيا بأسانيد تاريخية قوية أنها أراض روسية أصلاً، تم نقلها لأوكرانيا فى إطار الدولة السوفيتية الواحدة.
ومن ناحية أخرى تطالب روسيا بتغيير النظام السياسى الأوكرانى الحالى القائم على العداء المستمر لها والتمييز ضد الروس من سكان الجمهورية وحل واستئصال الأحزاب العالمية والنازية الجديدة المبنية على العداء لكل ما هو روسي وإلغاء القوانين الداعمة لهذا التوجه وتغيير الدستور الأوكرانى بما يضمن ذلك.
ويقتضى ذلك كله تأكيد حياد أوكرانيا وعدم انضمامها للناتو أو لأى تحالف معاد لروسيا والتعهد بعدم امتلاكها أسلحة نووية أو قوات تقليدية قادرة على شن الحرب ضد روسيا من جديد وبالطبع استعادة القرم والأقاليم الشرعية الأربعة (دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوروجيا).
وبديهى أنه إذا كانت علاقات القوى فى ميدان القتال تحتل بوضوح لصالح روسيا ويتعزز هذا باستمراره، فليس هناك ما يدعوها للتنازل عن أهدافها المذكورة أو وقف القتال دون أن تكون المفاوضات تضمن لها تحقيق هذه الأهداف ليس بموافقة وتوقيع أوكرانيا فحسب بل وأيضا بموافقة مكتوبة وموقعة من جانب دول الناتو بما فيها الولايات المتحدة والدول الأوروبية الكبرى.
السلام والسمسرة
الرئيس الأمريكى المعروف باسم رجل الصفقات لم يكتف بالحديث عن تطوير العلاقات مع روسيا فى مختلف المجالات وإنما أقحم فى مبادرته أمرين ينطويان على ما لا يمكن تسميته بغير السمسرة على حساب السلام!
أولا: طالب أوكرانيا برد المساعدات التى قدمتها أمريكا لها والتى قدرها بثلاثمائة وخمسين مليار دولار دون تقديم أى وثائق أو حسابات تفصيلية، علمًا بأن زيلنيسكى كان قد صرح بأن المساعدات الأمريكية لا يمكن أن تزيد على مائة وستين أو مائة وسبعين مليارًا وطلب ترامب من أوكرانيا وفَرَض عليها توقيع اتفاقية المعادن النادرة التى تتيح للولايات المتحدة وضع المعادن النادرة والبترول والغاز ومرافق البنية التحتية فى أوكرانيا بما فيها الموانئ تحت تصرف أمريكا من خلال المشاركة بالنصف فيما يسمى "صندوقا مشتركا" للاستثمار وإعادة الإعمار!
وتشمل الاتفاقية كل الأراضى الأوكرانية دون استثناء المناطق التى تسيطر عليها روسيا وهو ما يضع "خميرة للنزاع" بين موسكو وواشنطن فى المستقبل.
ثانيا: طالب ترامب بوضع محطة "زابوروجيه" للطاقة النووية أكبر محطة لتوليد الطاقة النووية فى أوروبا وهى حاليا تحت سيطرة القوات الروسية، طالب بوضعها تحت الإدارة الأمريكية!! على أن تقوم أمريكا بتوزيع إنتاج المحطة فى المستقبل بين كل من روسيا وأوكرانيا!! ولم يذكر ترامب هل ستستولى أمريكا على هذه المحطة العملاقة مجانًا؟ أم ستديرها باعتبارها "عمدة العالم"؟ وهل ستبيع إنتاجها من الطاقة لموسكو وكييف أم ستقدمه مجانا؟!
لكن من الواضح أن الفكرة كلها تدخل فى باب السمسرة والتذاكى المفضوح وتمثل اعتداءً لاشك فيه على السيادة الروسية لايمكن أن توافق عليه موسكو، وإن كان المسئولون الروس قد تفادوا الدخول فى جدال حول هذا الموضوع حتى الآن.
وخلاصة القول أن مبادرة ترامب لا تقدم أى خطة جدية للسلام ولا ضمانات جديدة لأن روسيا تكافئ ما دفعته موسكو من ثمن فادح فى الحرب حتى الآن، وإذا كانت روسيا قد ربحت منها ذلك القدر من الانفراج الذى تحقق خلال الفترة الماضية والتصدع الذى أصاب صفوف الناتو والتحالف الغربى عمومًا إلا أن من الصعب أن تحملها على محمل الجد لما تحمله من تناقضات وألغام وسمسرة ولعل هذا هو ما يوضح فتور بوتين تجاه فكرة القمة مع ترامب، فضلا عن القمة الثلاثية بمشاركة زيلينسكى.. فالحقيقة أن القضية ليست قضية مراوغة بوتين أو "خبث" الدبلوماسية الروسية وعدوانيتها، وإنما أن مبادرة ترامب تنطوى على عوامل فشلها أصلا من تجاهل للوقائع وسمسرة وتذاكى مكشوف ونزعة استعراضية وكل هذا هزل فى موضع الجد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الصين ترد على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بشأن "غزو" تايوان
الصين ترد على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بشأن "غزو" تايوان

الجمهورية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجمهورية

الصين ترد على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بشأن "غزو" تايوان

وأوضح المتحدث، أمس السبت، أن "هيجسيث تجاهل دعوات دول المنطقة للسلام والتنمية، وبدلًا من ذلك روّج للمواجهة وشوّه صورة الصين باتهامات باطلة"، مشيرًا إلى أن "الصين احتجت رسميا لدى أمريكا على هذه التصريحات". وأكد أن "أمريكا وليست الصين، هي من تقوّض الاستقرار في آسيا والمحيط الهادئ، عبر نشر الأسلحة وخلق التوترات لتحقيق هيمنتها الاستراتيجية، ما جعل المنطقة برميل بارود"، على حد وصفه، وفقا لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية. وشدد على أن قضية تايوان شأن داخلي صيني، محذّرًا واشنطن من استخدام القضية كورقة ضغط، ودعاها للالتزام بمبدأ "صين واحدة"، ووقف دعم القوى الانفصالية. أفراد طاقم الجيش الصيني المشارك في سباق بياتلون الدبابات 2019 في حقل ألابينو، ضواحي موسكو، روسيا 30 يوليو 2019 - كما أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إلى أنه "لا مشكلات تتعلق بحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، وأن الصين تعمل مع الدول المعنية لحل الخلافات عبر الحوار"، مجددًا اتهام أمريكا بإثارة الاضطرابات في المنطقة. وفي الختام، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ، واشنطن إلى "احترام جهود دول المنطقة للحفاظ على السلام، والكف عن التصعيد وزعزعة الاستقرار". وكان وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، قد حذّر أمس السبت، من أن "الصين تستعد جديًا لاستخدام القوة لتغيير ميزان القوى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ". وفي كلمته خلال منتدى "حوار شانغريلا" الأمني في سنغافورة، وصف هيغسيث التهديد الصيني بأنه "حقيقي وربما وشيك"، مشيرًا إلى أن " بكين تسعى للهيمنة في آسيا، وتواصل تعزيز قدراتها العسكرية، خاصة استعدادًا لغزو محتمل ل تايوان". وأكد على تعزيز التعاون العسكري مع حلفاء واشنطن في المنطقة، مثل اليابان والفلبين والهند، ضمن جهود لردع أي عدوان صيني. ودعا هيغسيث، دول آسيا إلى "زيادة الإنفاق الدفاعي"، مقارنًا ذلك بـ"التقدم"، الذي أحرزه حلف الناتو في أوروبا، وقال إن "الردع يتطلب جهدًا واستعدادًا مستمرين". يشار إلى أن تايوان تخضع للحكم بشكل مستقل عن البر الرئيسي للصين، منذ عام 1949، وتنظر بكين إلى الجزيرة باعتبارها مقاطعة تابعة لها، بينما تؤكد أنها "دولة تتمتع بالحكم الذاتي ولكنها لم تصل إلى حد إعلان الاستقلال". وتعارض بكين أي اتصالات رسمية للدول الأجنبية مع تايبيه، وتعتبر السيادة الصينية على الجزيرة أمرًا لا جدال فيه.

ترامب يسحب ترشيح الملياردير إيزاكمان لقيادة «ناسا»
ترامب يسحب ترشيح الملياردير إيزاكمان لقيادة «ناسا»

أخبار اليوم المصرية

timeمنذ ساعة واحدة

  • أخبار اليوم المصرية

ترامب يسحب ترشيح الملياردير إيزاكمان لقيادة «ناسا»

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب ترشيح الملياردير جاريد إيزاكمان، الحليف المقرب من إيلون ماسك ، لمنصب رئيس وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا». وكتب ترامب، اليوم الأحد، في منشور على منصة "تروث سوشيال": "أنا أسحب ترشيح جاريد إيزاكمان لمنصب رئيس ناسا. وسأعلن قريبا عن مرشح جديد... سيجعل أمريكا الأولى في الفضاء". وكانت وسائل إعلام أمريكية قد أفادت نقلا عن مصادر أن ترامب ينوي سحب ترشيح إيزاكمان بسبب تبرعاته السابقة لشخصيات ديمقراطية بارزة. يذكر أن ترامب قد رشح إيزاكمان للمنصب في 4 ديسمبر 2024، وفي نهاية أبريل الماضي أوصت لجنة التجارة والعلوم والنقل في مجلس الشيوخ بالموافقة على تعيينه.

مرسل بمهمة من الرّب! بقلم حمدي رزق
مرسل بمهمة من الرّب! بقلم حمدي رزق

الاقباط اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • الاقباط اليوم

مرسل بمهمة من الرّب! بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق قال أهل العلم: النبى كل من أوحى إليه من الله تعالى سواء أمر بتبليغ أم لم يؤمر به، فإن لم يؤمر بالتبليغ فهو نبى وليس رسولا، وإن أمر بالتبليغ فهو نبى ورسول. وقال بعضهم: إن الرسول هو من أوحى إليه بشرع جديد، والنبى هو المبعوث لتقرير شرع من قبله والعمل به، والقول الأول أصح. على صفحته بمنصة تروث سوشال، كتب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ما نصه: مرسل بمهمة من الرّب.. ولا شىء يمكنه وقف ما هو قادم!!. الرئيس الأمريكى (استغفر الله) يزعم نبوة ورسالة فى آن، نبى ورسول معا، أرسله ربه برسالة لم يفصح عنها بعد سيبلغها لاحقا. إِنَّ اللَّبِيبَ مِنَ الإِشارَةِ يَفْهَم، ما هو قادم، مبعوث العناية الإلهية لا يطلق الكلام هزوا، ترامب جاد يعتقد فى رسوليته، جد مقلق حديث ترامب كونه رئيس ما بالك بكونه مبعوث العناية الإلهية!. لسان حال ترامب، لست رئيسا عاديا جاء إلى الحكم بالصندوق الانتخابى، ولكنى مبعوث العناية الإلهية، مرسل من السماء، والدليل نجاته من محاولتى اغتيال، هذا ليس طبيعيا، يردد فى قرار نفسه لقد نجوت لأن السماء تحمينى!. فى خطاب التنصيب وفى ملئه الجمهورى قال ترامب: قبل أشهر نجوت من محاولة اغتيال قطعت أذنى، وأؤمن أننى نجوت منها لسبب.. نجّانى منها الرب لأجعل أمريكا عظيمة مجددا. ترامب يعتقد اعتقادا جازما أنه مرسل من السماء برسالة، يدعى نبوة، ومدعى النبوة (بين ظهرانينا) هو الشخص الذى يدعى أنه رسول من عند الله، يرسل رسالة إلهية إلى البشر (وهناك عنبر كامل فى مستشفى العباسية لمدعى النبوة الربانية). لو قالها رئيس يتحدث العربية لقامت معامل التحاليل الأمريكية (الثينك تانك) وما قعدت، ولتوفر على تحليل التدوينة الرئاسية نخبة من المحللين ذوى اللكنة الأمريكية، المتخصصين فى سبر أغوار الكلمات فى العبارات، وتحليل المضمون فى النبوءات. ولسمعنا من المحلل اللوذعى توماس فريدمان عجبا عن عودة الثيوقراطية الشرق أوسطية فى عصر الذكاء الاصطناعى بعد اندثارها، وقد أحيلت إلى متاحف التاريخ الإنسانى. ولتبرع المحلل الأمريكى فريد زكريا مقدم برنامج فريد زكريا جى بى إس الأسبوعى على قناة (سى إن إن) لتأصيل الثيُقراطية بضم الياء أو الثيوقراطية تخفيفا، وتعنى حكم رجال الدين، أو الحكومة الدينية أو الحكم الدينى. (وتُعرف الثيوقراطية بأن تستمد الحكومة شرعيتها من الإله ويدعى الحاكم أنه يحكم باسم الإله). المتيقن أن ترامب الثانى خلاف ترامب الأول فى عهدته الأولى (قبل بعثته الربانية)، تدوينة ترامب السماوية أثارت تكهنات سياسية فى محاولة تفسير ما قصده (ما هو قادم ولا يمكن وقفه)!. لطالما نشر ترامب تدوينات بدلالات دينية على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعى كان منها صورة له بالزى الرسمى لبابا الفاتيكان بعد إعلان وفاة البابا فرانسيس، وكذلك بتعليق مازح فيه صحفيين قائلا: أريد أن أصبح البابا الجديد. ترامب فى أعماقه شعور دفين، حلم من أحلام اليقظة بأنه رسول مرسل من السماء، يرتدى ثيابا فضية، وبجوانح عريضة، ورأس كثغامة فى الغيامة!!. ترامب يظن أنه مدخر لسعادة البشرية، رسول السعادة السماوية، محظوظة الكرة الأرضية، ومباركة أن وطأها مبعوث العناية الإلهية بحذائه اللامع، هكذا يبشر ترامب الأمريكان بالسعادة الأزلية، ولديه فائض من السعادة ليوزعه على شعوب الأرض!.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store