
وفاة أول إمام لجامع السلطان قابوس بمسقط
مسقط - الرؤية
انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم، وفي هذه الأيام المباركة، الشيخ الزاهد الورع حمد بن خلفان بن سعيد المحروقي، أول إمام لجامع السلطان قابوس في مسقط، عن عمرٍ قضاه في خدمة الدين والعلم والصلاح بين الناس.
لقد كان الشيخ حمد المحروقي من رجال الدين الذين اتسموا بالتقوى، والبساطة، وحُسن الخُلق. وقد عاصر جيلًا من كبار العلماء في عُمان، حيث تتلمذ وتأثر بكل من الإمام محمد بن عبدالله الخليلي والإمام غالب بن علي الهنائي، وحمل عنهم ميراث العلم والإيمان، لينقله إلى الأجيال بروح مخلصة ونفس زاهدة.
في حياته، عُرف الشيخ حمد ببشاشته وابتسامته الدائمة، وبحكمته في الإصلاح بين الناس، ومجالسه التي كانت لا تخلو من الفقه، والأدب، وذكر الصالحين. لم يكن مجرد إمام، بل كان مرجعًا روحانيًّا في مجتمعه، يُؤنس الجليس، ويُصلح بين المتخاصمين، وينصح بالحكمة والموعظة الحسنة.
وتتقدم أسرة "الرؤية" بخالص العزاء، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ 10 ساعات
- جريدة الرؤية
بعد المدينة المنورة.. بعثة الحج العسكرية تغادر إلى مكة لبدء المناسك
مسقط- الرؤية قام حجاج بعثة الحج العسكرية بزيارة عدد من المواقع الدينية والتاريخية في المدينة المنورة خلال وجودها بالمملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج هذا العام. وشملت الزيارة الروضة الشريفة بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة؛ حيث استمع حجاج البعثة إلى شرح عن الروضة الشريفة وقيمتها الدينية والتاريخية، إضافة إلى زيارة "جبل أُحد" للتعرف على المواقع الدينية التي شهدت أحداث غزوة أحد والدروس والعبر المستفادة منها، كما زاروا مسجد قباء للاطلاع على الأحداث والوقائع التاريخية. وقدم المرشدون شرحًا كاملًا لحجاج البعثة عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم منذ وصوله إلى المدينة المنورة وتعرفوا على تاريخ المدينة المنورة قبل ظهور الإسلام وبعده وعلى الأماكن التاريخية التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. هذا وقد غادرت بعثة الحج العسكرية اليوم المدينة المنورة متوجهة إلى مكة المكرمة لبدء مناسك الحج.


جريدة الرؤية
منذ 2 أيام
- جريدة الرؤية
وفاة أول إمام لجامع السلطان قابوس بمسقط
مسقط - الرؤية انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم، وفي هذه الأيام المباركة، الشيخ الزاهد الورع حمد بن خلفان بن سعيد المحروقي، أول إمام لجامع السلطان قابوس في مسقط، عن عمرٍ قضاه في خدمة الدين والعلم والصلاح بين الناس. لقد كان الشيخ حمد المحروقي من رجال الدين الذين اتسموا بالتقوى، والبساطة، وحُسن الخُلق. وقد عاصر جيلًا من كبار العلماء في عُمان، حيث تتلمذ وتأثر بكل من الإمام محمد بن عبدالله الخليلي والإمام غالب بن علي الهنائي، وحمل عنهم ميراث العلم والإيمان، لينقله إلى الأجيال بروح مخلصة ونفس زاهدة. في حياته، عُرف الشيخ حمد ببشاشته وابتسامته الدائمة، وبحكمته في الإصلاح بين الناس، ومجالسه التي كانت لا تخلو من الفقه، والأدب، وذكر الصالحين. لم يكن مجرد إمام، بل كان مرجعًا روحانيًّا في مجتمعه، يُؤنس الجليس، ويُصلح بين المتخاصمين، وينصح بالحكمة والموعظة الحسنة. وتتقدم أسرة "الرؤية" بخالص العزاء، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.


جريدة الرؤية
منذ 6 أيام
- جريدة الرؤية
بنور الشريعة تهتدي النفوس
سمية بنت سليمان القنوبية في زمنٍ يكثر فيه الحديث عن التغيير، وينشغل الناس بإعادة ترتيب مظاهر حياتهم، نغفل في كثير من الأحيان عن التغيير الأهم، ذاك الذي يبدأ من الداخل، من أعماق النفس. فالنفس بطبعها مضطربة، متقلبة، تميل مع الأهواء، وتنخدع ببريق المغريات. وإن تُركت دون تهذيب، سارت في دروبٍ يضيق فيها النور وتتسع فيها الظلال. لكن، حين تشرق النفس بنور الشريعة، حين تُضاء بآيات القرآن، وتهتدي بسنة النبي ﷺ، فإنها تهدأ، وتطمئن، وتعتدل خطاها نحو ما فيه الخير والرضا. فالشريعة ليست قيدًا، بل هي ضوء يسري في زوايا القلب، يعيد ترتيب الداخل، ويهذب الطباع، ويحرر الإنسان من عبودية الهوى. لقد مررت مؤخرًا بتجربة شعورية لا تُنسى. شعرتُ بثقلٍ غريبٍ منعني من حضور حلقة للقرآن الكريم. كنت قد قررت الذهاب، لكن شيئًا خفيًّا أعادني إلى مكاني. شعور غامض، كأن خطواتي كُبّلت، وكأن البركة قد انسحبت مني بصمت. لم يكن الأمر كسلًا عابرًا، بل كان تنبيهًا داخليًّا: أن الاقتراب من كلام الله يحتاج صفاء قلب، وصدق نية، ويقظة روح. حينها أدركت أن القرآن عزيز. لا يُقبل عليه قلب غافل، ولا يدخله جسد متثاقل. هو نورٌ لا يُمنح إلا لمن يشتاق إليه بصدق، ويعود إليه بخشوع. هو ليس مجرد كتاب نقرؤه، بل حياة نعيشها، وأمان نلجأ إليه، وطمأنينة تتسلل إلى دواخلنا كلما ارتوينا من معانيه. وكلما تأملتُ في نفسي، وجدت أنها تعيش بين مدٍّ وجزر، بين لحظات صفاءٍ وأخرى من ضعف. وهذا أمر طبيعي، لكن غير الطبيعي أن أستسلم للضعف دون مقاومة. لذلك، أصبحت أُدرك أن تهذيب النفس لا يكون إلا بنور الشريعة، فهي التي تضبط السلوك، وتزكّي القلب، وتُذكرني من أكون، ولماذا خُلقت، وإلى أين أمضي. ومن لطف الله بنا، أن جعل هذا الطريق ممكنًا، بل جميلًا. فحين ألتزم بما أمر به الله، لا أشعر بالقيد، بل أشعر بالارتقاء. حين أبتعد عن الحرام، لا أشعر بالحرمان، بل أشعر بالتحرر. حين أتمسك بصلاتي، حين أتلو كتابه، حين أقتدي بسنة نبيه، أشعر أن الحياة أبسط، وأعمق، وأهدأ. بل إن الاقتداء بالنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – صار لي بوابة عظيمة لهذا التهذيب. أحاول أن أتعلم منه الصبر، وأقتدي بعفوه، وأقلّده في تواضعه. فأعظم ما قيل عنه: "كان خُلُقه القرآن"، وكأن الشريعة تجسدت فيه إنسانًا. وهذا هو التحدي الأكبر: أن نعيش الشريعة لا أن نحفظها فقط، أن نكون قرآنًا يُرى لا قرآنًا يُسمع فقط. وأثناء هذا الطريق، كلما حاولت إصلاح نفسي، شعرت براحة لا توصف. شعور بالرضا عن ذاتي، وكأنني أعود إلى فطرتي الأولى، إلى أصل النقاء الذي خلقني الله عليه. حتى معاملاتي تغيرت، أصبحت أختار الكلمة الطيبة، وأتمسك بالصبر، وأحرص على العطاء، مهما كان بسيطًا. نعم، التهذيب ليس سهلًا، لكن النتيجة تستحق كل العناء. أعلم أنني قد أضعف، وقد أتراجع، وقد أتأخر عن المجالس النورانية، لكن ما دمت أعود بصدق، ما دمت أستلهم النور من الوحي، فإنني لن أضل الطريق. إذن، لنسأل أنفسنا: كم مرة تأملنا في آيات الله وكأنها تُخاطبنا؟ كم مرة شعرنا أننا أقرب إليه بعد دمعة خشوع، أو سجدة صادقة؟ كم مرة راجعنا ذواتنا لا لنجلدها، بل لنعيد بناءها من جديد؟ إننا لا نحتاج إلى تغييرات شكلية بقدر ما نحتاج إلى ثورة داخلية، تبدأ بتزكية النفس، والعودة إلى النبع الأول، إلى نور الشريعة. فحين نتهذب من الداخل، يتهذب كل شيء حولنا؛ وتصبح الحياة، برغم مشقتها، أجمل وأسهل، لأن النور في القلب لا يُخبو، ما دام منبعه من الله. فليكن لنا من كل يوم لحظة صدق، نراجع فيها أنفسنا، ونزيل عنها غبار الغفلة. ولنُدرك أن أجمل ما يمكن أن نهديه لأنفسنا، هو أن نُعيدها إلى ربها، بنورٍ من شريعته، وبرٍّ من رحمته، وخُلقٍ من نبيه عليه الصلاة والسلام.