
فعالية بحثية كبرى .. "الدارة" تنظّم ملتقى علميًا لتاريخ الحج والحرمين الشريفين
ويأتي الملتقى في سياق العناية الكبيرة التي توليها المملكة لتوثيق وتأريخ شعيرة الحج وخدمة الحرمين الشريفين، عبر استخدام أحدث الأساليب والمنهجيات والوسائط التقنية المتطورة.
ومن المقرر أن يُعقد الملتقى خلال شهر جمادى الأولى 1447هـ، الموافق لشهر نوفمبر 2025، تحت عنوان: "الحج والحَرَمان الشريفان: التاريخ، الثقافة، العمارة – نحو توثيق معرفي ورقمي مستدام"، بتنظيم علمي من دارة الملك عبدالعزيز، وبالشراكة مع وزارة الحج والعمرة، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، وهما من أبرز الجهات المعنية بتأريخ الحرمين وتوثيق تراثهما.
ويهدف الملتقى إلى فتح آفاق بحثية جديدة في دراسة تاريخ الحج والحرمين، من خلال مشاركة باحثين من تخصصات متعددة تشمل التاريخ والعمارة والفنون الإسلامية والأدب والجغرافيا والإعلام والدراسات الرقمية، لتقديم رؤى معرفية تسهم في حفظ هذا الموروث ونقله للأجيال بلغة العصر.
كما يناقش الملتقى الإمكانات التي تتيحها التقنيات الحديثة في توثيق تجربة الحج والحرمين عبر وسائط رقمية تفاعلية تُعزّز الوعي الحضاري والثقافي، وتدعم الجهود الأكاديمية والمتحفية والعالمية ذات الصلة.
ويرتكز الملتقى على خمسة محاور رئيسية، تشمل: خدمة المملكة للحرمين الشريفين، والحج والحَرَمان في المدونات التاريخية وأدب الرحلات، والعمارة والهوية البصرية للحرمين، والحج في الثقافة والذاكرة الاجتماعية، إضافة إلى محور التقنيات الحديثة في توثيق الشعائر.
يُذكر أن دارة الملك عبدالعزيز بدأت استقبال البحوث المشاركة، وستستمر في تلقيها حتى نهاية شهر ربيع الأول 1447هـ، لتخضع بعد ذلك للتحكيم العلمي لمدة شهر، يعقبه شهر للتعديلات، ثم تُعلن الأوراق المقبولة خلال أسبوعين من انتهاء فترة التعديلات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
«الفقرة».. قرية سياحية تنتظر المياه!
يعد "مركز قرية الفقرة" الواقع غرب المدينة المنورة من المراكز السياحية الجبلية الجميلة بالمنطقة والتي حباها الله بمناخ صيفي جميل، من خلال اعتدال درجات الحرارة بها؛ نظراً لوقوعها على قمم جبال عالية ترتفع عن سطح البحر الأحمر بأكثر من 1900 متر، مما جعلها مقصداً للمصطافين من أهالي منطقة المدينة، وكذلك المناطق الأخرى، بل وحتى أهالي دول مجلس التعاون الخليجي. وترتبط "قرية الفقرة" السياحية بالمدينة المنورة بطريق مزدوج يبدأ من قرية "الفريش" بطريق المدينة /بدر/ جدة القديم، ويمر عبر مرتفعات جبلية بطول 80 كم حتى يصل إلى قمة جبل الفقرة. ومع افتتاح هذا الطريق شهدت "الفقرة" تطورات مهمة، حيث تم إيصال خدمات الكهرباء لها، وكذلك الاتصالات، وبعض الخدمات التي تشجع السياح على زيارتها مثل الاستراحات والشاليهات والمنتجعات، إلاّ أنها تحتاج أكثر للمزيد من الخدمات الضرورية، التي من أبرزها توفير المياه، سواء للشرب أو لري المزارع، ونظراً لافتقارها للمياه؛ فالسكان يعتمدون على الصهاريج، والتي تعد أسعارها مرتفعة، كما توجد آبار قليلة، وذات مياه شحيحة، كما تحتاج "الفقرة" إلى سفلتة الطرق الداخلية والترابية وعمل أرصفة وأعمدة إنارة ودورات مياه وخدمات بلدية أخرى، إلى جانب تحسين البنية التحتية، والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وأعمال النظافة. وتذكر كتب التاريخ أن "الفقرة" كانت تسمى قديماً بـ"جبل الأشعر"، و"جبل الطور"، ونظراً لامتداد شكل قمم جبالها لمسافات طويلة على شكل فقرات الظهر أو العمود الفقري، فقد أطلق عليها السكان مسمى "الفقرة"، وأصبحت اليوم تعرف بهذا المسمى، ومنذ القدم وفي فصل الشتاء يغادر أهاليها إلى الأودية الأرضية المجاورة مثل المسيجيد والعنيق ورحقان وطاشا ووادي الصفراء والسديرة بحثاً عن الدفء؛ لشدة البرودة، وما أن يبدأ فصل الصيف إلاّ ويعودون لقريتهم ومزارعهم وأملاكهم التي تعود لأجدادهم الأوائل. ومن المميزات الفريدة لـ"الفقرة" أن نوعها من النخل يعرف بـ"الكعيك"، أو "الجبيلي"، والذي يتم ريه بمياه الأمطار عند سقوطها، وتكثر في سفوح وشعاب "الفقرة" أشجار العرعر والشث والبشام والقتاد والضبيان، وغيرها من النباتات العطرية ذات الروائح الزكية بما فيها نبات النعناع الجبلي. وخلال جولة "الرياض" في قرية "الفقرة" التقينا بمحمد سعيد بن ضويعن، الذي تحدث قائلاً: عملت مع والدي في مزرعتنا، وكان عمري 10 أعوام، ولازلت أعمل، واستطعت -بحمد الله- وتوفيقه أن أجلب لها بعض الفواكه لتجربة زراعتها، وكانت تجربة ناجحة، حيث أثمرت أشجار التفاح والبرتقال والزيتون والبرشومي وغيرها من الفواكه، وبدأت أحصد ثمارها بكميات كبيرة، مضيفاً: "كنا قديماً نقتصر على زراعة نخل الجبيلي أو الكعيك والحبوب بأنواع من حنطة وشعير وغيرها"، مبيناً أن من مميزات نخل "الفقرة" تجد في الواحدة رطب وبلح وأخضر، ذاكراً أنه جرّب زراعة الفواكه مؤخراً وكانت المفاجأة أن التفاح والكمثرى يثمر مرتين في العام، ومن العجائب أن ثمرات الشتاء أقل حجماً وطعماً وحلاوة من ثمرات الصيف، متأسفاً أن من معوقات الزراعة في الفقرة وجود عدد كبير من الإبل والحيوانات السائبة. من جهته أوضح د. فؤاد بن نائف أن من أبرز مطالب واحتياجات قرية "الفقرة" توفير المياه للحاجة الماسة لذلك، فكما تعلم أن الماء هو عصب الحياة، ولابد أن توصل الجهات المعنية أنبوب المياه للقرية، مع إنشاء شبكة مياه متكاملة، مؤكداً على أن الأهالي يعتمدون على صهاريج المياه التي وصل سعرها إلى 500 ريال للرد الواحد، مُشدداً على ضرورة وجود سفلتة للطرق الفرعية الضرورية، متمنياً إنشاء مركز صحي متنقل أو عربة متنقلة لخدمة الأهالي والزوار.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
مركز الملك فيصل يوثق تراث العراق المخطوط
في محاضرة احتضنها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالتعاون مع مركز البحوث والتواصل المعرفي، قاد الدكتور غازي حميد موسى، المؤرخ العراقي وعضو اتحاد المؤرخين العرب، الحضور في جولة تاريخية ثرية بعنوان: "خزائن الكتب والمخطوطات – واقع المخطوطات في العراق بين الأمس واليوم". جاءت المحاضرة امتدادًا لاهتمام المركز بتوثيق ذاكرة الأمة، وجزءًا من سعيه الحثيث للحفاظ على إرثها العلمي والثقافي في مواجهة محن الحاضر وتحديات المستقبل، وأدارها الدكتور عبدالرحمن الخنيفر. استهل الخنيفر اللقاء بتأكيد أن المحاضر سيأخذ الجمهور إلى عمق تاريخي ممتد، يبدأ من العصر العباسي ويمر عبر محطات مزدهرة ونكبات دامية، ليصل في النهاية إلى ما آلت إليه المخطوطات العراقية خلال العقود الأخيرة، خاصة بعد الغزو الأميركي. هذا التأطير الزمني الواسع مهّد لمحاضرة مزجت بين التوثيق التاريخي والهمّ الثقافي المعاصر، مقدّمة صورة بانورامية لحال إرث علمي يُعد من الأثمن في العالم الإسلامي. ألقى الدكتور غازي موسى في مستهل حديثه تحية تقدير لمركز الملك فيصل، واصفًا إياه بواحد من أبرز الصروح الفكرية في العالم العربي، مستحضرًا رمزية الاسم الذي يحمله ودلالاته في دعم القضايا العربية والإسلامية. ومن هذا التقدير انتقل إلى جذور الكتابة عند العرب والمسلمين، مشيرًا إلى أن المخطوطات التي وصلت إلينا لم تكن مجرد نصوص محفوظة، بل هي ثمار تراكمية لجهود علماء، ووراقين، وناسخين، وحرفيين، كرّسوا حياتهم للعلم والكتابة. وقد اعتبر العرب الكتابة حرفة وصنعة، تمامًا كما اعتبروا القراءة فضيلة أخلاقية وثقافية، وهو ما جعل الكتاب يحظى بمنزلة شبه مقدسة في الحضارة الإسلامية. تابع المحاضر شرح أدوات الكتابة التي استخدمها العرب قبل شيوع الورق، مثل الجلود والرق والعظام، قبل أن يعمّ استخدام الورق بعد دخوله إلى بغداد في القرن الثاني الهجري، وهو التحوّل الذي دعمه الخليفة العباسي هارون الرشيد وأسهم في ازدهار حركة التدوين والترجمة. ذلك الازدهار بلغ أوجه مع تأسيس مكتبة "بيت الحكمة" التي مثّلت ذروة النضج الثقافي في بغداد، وكانت بحق منارات حضارية استثنائية قبل أن تلتهمها النيران في اجتياح المغول لبغداد سنة 656هـ (1258م). استعرض الدكتور غازي في هذا السياق أبرز خزائن الكتب التي فُقدت في تلك النكبة التاريخية، وأهمها مكتبة بيت الحكمة، التي ضاعت معها آلاف المخطوطات العلمية والفلسفية. كما ذكر مكتبة المدرسة النظامية، والمكتبة القادرية التي أنشأها القاضي أبو سعيد المبارك المخرمي، وتولى رعايتها لاحقًا الشيخ عبدالقادر الجيلاني. ومن الخزانات اللافتة أيضًا، خزانة المدرسة المستنصرية التي وصفها بأنها من أعاجيب الخزائن الإسلامية، وخزانة دار العلم في الموصل، ومكتبات أخرى في البصرة ومسجد الزيدي ببغداد، والتي لا تزال بعض تفاصيلها مفقودة في المصادر بسبب ضياع الوثائق وعدم التوثيق الكافي. انتقل المحاضر بعد ذلك إلى الكارثة المعاصرة التي لحقت بالتراث العراقي، مستعرضًا الخسائر الفادحة التي لحقت بالمخطوطات نتيجة الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. أشار إلى مكتبة الباب المعظم في بغداد، التي كانت تحتوي على أكثر من 7500 مخطوط نادر باللغات العربية والفارسية والتركية والكردية، وقد تعرّضت للنهب أو الإتلاف ولم يُعرف مصير معظمها حتى اليوم. كذلك تحدّث عن محتويات مكتبة المتحف الوطني العراقي، التي كانت تختزن آثارًا تمثل حضارة بلاد الرافدين منذ آلاف السنين، والتي تعرضت لواحدة من أوسع عمليات النهب الثقافي في العصر الحديث. كما أضاء الدكتور غازي على فاجعة المجمع العلمي العراقي في حي الوزيرية، الذي كان يضم أكثر من 728 مخطوطًا، فُقد منها ما يقرب من 80 %، إلى جانب سرقة 60 جهاز حاسوب تحتوي على صور رقمية لهذه المخطوطات، ما يجعل الخسارة مزدوجة: نصوص مادية وأرشيف رقمي. وتناول أيضًا المأساة التي أصابت مكتبة جامعة الموصل ذات الإرث الأكاديمي العريق، والمركز القومي للمخطوطات، ودار الوثائق الوطنية ببغداد التي تضم أرشيف الدولة العراقية الحديث، موضحًا أن كل هذه المؤسسات تعرّضت للنهب أو الإحراق أو التهميش الإداري بعد الاحتلال. وعلى رغم هذه الصورة القاتمة، لم تخلُ المحاضرة من نبرة أمل وتأكيد على ضرورة استعادة ما يمكن استعادته من هذا التراث المهدّد. وعقب المحاضرة، وإثر جولة سريعة على أقسام المركز، تلقّى الدكتور غازي حميد موسى هدية تذكارية من مركز الملك فيصل، سلّمها له الأستاذ ياسر الزهراني مستشار الأمين العام.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
ندوة تكشف أسرار تحصينات المدينة المنورة
استعرض الباحث والمؤرخ الدكتور فؤاد المغامسي الجوانب الطبيعية والعسكرية التي شكّلت حصانة المدينة المنورة عبر التاريخ، وذلك خلال ندوة حوارية بعنوان "تحصينات المدينة بين العمارة والتاريخ"، أُقيمت ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض المدينة المنورة للكتاب 2025، الذي تنظّمه هيئة الأدب والنشر والترجمة. وتحدث المغامسي عن تفرّد المدينة المنورة بتحصينات طبيعية لا تزال آثارها ماثلة إلى اليوم، موضحًا أن من يمر بين دروب المدينة وأزقتها يلمس بوضوح أثر هذه التحصينات، مؤكدًا أن العمران المديني جزء لا يتجزأ من الهوية التاريخية المتجذرة للمدينة، ذات الأبعاد الروحية والعمرانية التي تُورث في الذاكرة. واستعرض جذور الاستيطان الأول في طيبة، مشيرًا إلى أن أول من سكنها، بحسب بعض الروايات هو يثرب، أحد أحفاد نوح عليه السلام، قبل أن تتوزع فيها أربع قبائل، من أبرزها -كما يُروى- قباء، وسالم بن عوف، وعمرو بن عوف، وبنو الحارث. وبيّن أن النبي محمدًا -صلّى الله عليه وسلّم-، عند قدومه إلى المدينة، وحّد هذه القرى المتفرقة ضمن تخطيط عمراني متكامل، منحها شكلًا دائريًا مشعًّا "كقرص الشمس"، مشيرًا إلى أن حصانتها الجغرافية جعلتها بمنأى عن كثير من الغزوات والفتن. وقدّم المغامسي عرضًا بصريًّا تضمن مجموعة من الصور النادرة للمدينة المنورة في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، متناولًا تكوينها الجيولوجي الفريد من جبال وحِرار، أبرزها: جبل أُحد، وجبل عَيْر، وجبل سَلْع، التي تُعدّ عناصر بارزة في تحصينها الطبيعي. وشمل العرض مشاهد من الأسواق القديمة، والقلاع، ونظام "الأحوشة"، الذي يُعدّ أحد أعمدة التخطيط الدفاعي، وسمة معمارية أصيلة في النسيج العمراني للمدينة.