logo
دواء الأميركيين.. من يدفع الثمن؟

دواء الأميركيين.. من يدفع الثمن؟

ما أن وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا الأسبوع أمراً تنفيذياً لخفض أسعار الأدوية في بلاده، حتى أعرب كبار مصنعي الدواء في الولايات المتحدة عن مخاوفهم من أن يهدد القرار مستقبل صناعتهم، وتمويل جهود البحث العلمي.
لكن الصورة بدت مختلفة لدى مرضى أميركيين، يتطلعون إلى تخفيف أعباء شراء الأدوية عن كاهلهم.
في ولاية فرجينيا، وأمام كومة من الخطابات البريدية، جلس لويس دان في بيته، يتفقد فواتير علاج طفلته المصابة بالسكري، إضافة لنفقات علاجه هو من أورام سرطانية اكتشفها الأطباء قبل عامين.
كلفة العلاج
ويقول الرجل الخمسيني لـ"الشرق"، إن علاج ابنته وحده "يكلّف حوالي 300 دولار شهرياً، رغم أن التأمين الصحي يغطي الجزء الأكبر من ثمن الأنسولين، والمضخات، وأجهزة قياس الجلوكوز".
يضطر دان وأسرته لإنفاق مئات الدولارات شهرياً مقابل التأمين الصحي، موضحاً: "إذا فقدتُ عملي، أو خسرنا التأمين، فقد ندفع أكثر من ألف دولار على الأنسولين فقط"، قبل أن يضيف بصوت منخفض: "أنا أيضاً مصاب بالسرطان، وبدون التأمين قد تتجاوز فاتورة علاجي آلاف الدولارات كل شهر، وهو ما لن تتحمله أسرتي".
وتشير دراسة صادرة عن معهد تكلفة الرعاية الصحية، إلى تضاعف أسعار الدواء في السوق الأميركية خلال السنوات الأخيرة، فمتوسط الإنفاق الشهري على الأنسولين، ارتفع من 271 دولاراً عام 2012، إلى 499 دولاراً في عام 2021، بزيادة قدرها 84% خلال عقد.
كما يكشف تحليل أجرته مؤسسة "راند"، أن متوسط سعر وحدة الأنسولين القياسية في الولايات المتحدة عام 2018، كان أعلى بأكثر من عشرة أضعاف، مقارنة بـ 32 دولة مرتفعة الدخل.
فجوة التسعير
هذه الفجوة، وصفها ترمب في أمره التنفيذي الصادر هذا الأسبوع بـ"الخلل الفادح"، مشيراً إلى أن الأميركيين، ورغم أنهم "لا يشكّلون سوى أقل من 5% من سكان العالم، إلا أنهم يساهمون بنحو ثلاثة أرباع أرباح شركات الأدوية العالمية".
ويقول كيفن بيشوب، عضو الحزب الجمهوري في ولاية ساوث كارولاينا، إن "الرئيس أطلق تهديداً لفظياً، وفعّل سلطاته التنفيذية، لإجبار شركات الأدوية على تخفيض الأسعار"، بما يضمن تقليص فجوة التسعير بين الولايات المتحدة وغيرها من الدول مرتفعة الدخل.
وعلى الرغم من أن القرار لم يحدد إجراءات بعينها، كما يوضح بيشوب لـ"الشرق"، فإنه دعا مصنعي الأدوية لتسعير منتجاتهم وفقاً لسياسة "الدولة الأكثر تفضيلاً"، والتي تُلزم الشركات بتسعير أدويتها في السوق الأميركية وفقاً لأدنى سعر تُباع به في دول عالية الدخل، مثل فرنسا أو ألمانيا.
لكن أستاذ قانون الصحة في جامعة بوسطن، آلان سيجر، يرى أن "فجوة الأسعار في السوق الأميركية ليست نتيجة لمحاولة الشركات تعويض أسعار الدواء المنخفضة في دول أخرى وحسب"، وإنما تتعلق أيضا ببنية السوق الأميركية، "فبينما لا يُسمح لمشتري الأدوية الأميركيين، سواء البرامج الحكومية مثل ميديكير وميديكيد، ولا حتى شركات التأمين الخاصة، بالتفاوض الجماعي على أسعار الأدوية، فإن تحالفات صيدلانية تمارس ذلك الضغط في دول أخرى"، كما يضيف سيجر في حديثه مع "الشرق".
وفي يونيو 2024، وقّعت الحكومة الأسترالية "الاتفاقية الثامنة لصيدليات المجتمع"، لتثبيت مساهمة المرضى في سعر الدواء لمدة 5 سنوات. وفي أبريل من العام ذاته، أسهم التحالف الصيدلاني الكندي (pCPA) في خفض أثمان أكثر من 70 دواء شائعاً، بنسب تتراوح بين 25 إلى 40%.
ويستذكر لويس دان، مريض السرطان الأميركي المقيم شمالي فرجينيا، أن إحدى صديقاته، وهي كندية مصابة بداء السكري، "فوجئت من الفارق الكبير في سعر الأنسولين، عندما انتقلت قبل عام للعمل في واشنطن"، ما دفعها للبحث عن بدائل "من بينها شراء احتياجاتها من الأنسولين من كندا أولاً بأول، وهو ما لجأت إليه لاحقاً".
صناع الأدوية.. اللوبي الأقوى
بينما يعلّق السياسي الجمهوري، كيفن بيشوب، آماله على الخطوة التالية للرئيس ترمب قائلاً: "سنرى ما إذا كان سيتبع الأمر التنفيذي بإجراءات ملموسة، وما طبيعة تلك الإجراءات"، يرى أستاذ قوانين الصحة، آلان سيجر، أن فرص استجابة شركات الأدوية ضعيفة، "نظراً لما تملكه من نفوذ واسع، ولقوتها كمجموعة ضغط (لوبي) تدعم الحملات الانتخابية"، بما يضمن دعماً مقابلاً من صانعي القرار.
ويبلغ حجم سوق الأدوية الأميركية حوالي 634 مليار دولار، ووفقاً لتحليل نشره موقع أوبن سيكرتس، التابع لمركز السياسة المستجيبة، يُعدّ قطاع صناعة الأدوية الأميركي أكثر القطاعات إنفاقاً على جماعات الضغط الفيدرالية، وبفارق كبير عن باقي القطاعات، حيث تجاوز مجموع إنفاقه 6 مليارات دولار بين عامي 1999 و2024، منها 384 مليوناً في عام 2024.
ويقول برودي مولينز، أحد مؤلفيّ "كتاب ذئاب شارع K"، الذي يوثّق إنفاق مجموعات الضغط في السياسة الأميركية، إن "لوبي شركات الأدوية، هو الأقوى على الإطلاق، ونجحوا بكل المعارك التشريعية التي خاضوها، منذ خمسينيات القرن الماضي".
في عام 2021، قدم الديمقراطيون في مجلس النواب مشروع قانون بعنوان "خفض أسعار الأدوية الآن"، إلا أنه واجه معارضة شديدة من صنّاع الأدوية، الذين "نجحوا في إضعافه بعد إنفاقهم أكثر من 350 مليون دولار" وهو رقم قياسي وقتها، وفق تقرير مؤسسة MMIT، المختصة بتحليل بيانات سوق الرعاية الصحية الأميركية.
وتعد رابطة أبحاث وتصنيع الأدوية الأميركية (PhRMA)، ضمن أكبر 10 جهات إنفاقاً على جماعات الضغط في عام 2024، وتمثل هذه الرابطة كبريات شركات الأدوية في الولايات المتحدة، مثل فايزر، وجونسون آند جونسون، وميرك وغيرها.
ولم تستجب "الرابطة" لطلب "الشرق" بالتعليق على الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب، والجدل حول أسعار الأدوية المرتفعة في السوق الأميركية مقارنة بأسواق أخرى، واكتفت بمشاركة بيان صادر عن مديرها التنفيذي، ستيفن أبل.
وألقى أبل مسؤولية ارتفاع أسعار الدواء في الولايات المتحدة، على الجهات الوسيطة في سلسلة توريد الأدوية، قائلاً إن "الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تسمح لشركات مزايا الصيدليات، وشركات التأمين، والمستشفيات، بالحصول على 50% من كل دولار يُنفق على الدواء".
وبحسب صندوق الكومنولث، وهو مؤسسة خيرية متخصصة في دعم السياسات الصحية، فإن شركات مزايا الصيدليات (PBMs)، تلعب دور الوسيط بين شركات التأمين ومصنعي الدواء، وتنسق صرف العلاج للمرضى المؤمن عليهم. ووفقاً لبيان المدير التنفيذي لرابطة فارما، فإن "المبالغ التي تحصل عليها الجهات الوسيطة غالباً ما تتجاوز إجمالي سعر الدواء كما يُباع في الأسواق الأوروبية".
هل يملك ترمب سلطة تحديد الأسعار؟
ولم يكن الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب مؤخراً لتقليص أسعار الأدوية في الولايات المتحدة خطوة غير مسبوقة. ففي عام 2020، وقّع ترمب أمراً تنفيذياً مشابهاً، قال إنه "سيُحدث ثورة في سوق الدواء"، عبر السماح باستيراد الأدوية من كندا، وإنهاء دور الوسطاء، وغيرها من الإجراءات.
لكن هذه الخطوة لم تنعكس فعلياً على أسعار الأدوية، وفي عام 2022 أصدر الرئيس السابق جو بايدن، أمراً تنفيذياً حمل عنوان "خفض تكاليف الأدوية الموصوفة للأميركيين"، سعى من خلاله إلى تعزيز وصول العلاجات للمستفيدين عبر برنامجي ميديكير وميديكيد. إلّا أن هذا القرار ألغاه الرئيس ترمب، في اليوم الأول من ولايته الثانية، قبل أن يعاود إصدار أمره التنفيذي الجديد في مايو.
السياسي الديمقراطي توماس بوين انتقد هذه الخطوة، وقال لـ"الشرق" إن "كل ما يفعله ترمب يهدف لصناعة قصة إعلامية، أما التغيرات الحقيقية التي يُحدثها، فغالباً ما يصعب ملاحظتها"، معرباً عن استغرابه من إلغاء ترمب قرار بايدن دون مبرر واضح.
في المقابل، يرى كيفن بيشوب، السياسي الجمهوري، أن خطوة ترمب تمثل استجابة لمطالب المرضى الأميركيين، وأن العبرة في النهاية ستكون "بحجم الضغط الذي يمكن للحكومة أن تمارسه على شركات الأدوية".
وينتقد بيشوب الإدارات السابقة، قائلاً إن "الرؤساء السابقين كثير ما تحدثوا عن هذا الملف، لكن إجراءاتهم كانت محدودة التأثير".
من ناحية أخرى، يرى بوين أن صلاحيات الرئيس التنفيذية لا تخوله من فرض تسعيرة على الأدوية "إلا بتمرير تشريعات من الكونجرس تمنحه هذا الاختصاص".
ويؤيد تلك القراءة، أستاذ تشريعات الصحة آلان سيجر، الذي يقول إن الاقتصاد الأميركي "قائم على السوق الحرة"، وهو ما يحدّ من قدرات الرئيس التنفيذية أمام فرض تسعيرة. ووفقاً لسيجر، فإن هذا هو السبب وراء صياغة قرار ترمب الأخير كـ "دعوة طوعية" لشركات الأدوية، بدلاً من أن يكون أمراً ملزماً.
وحاول الكونجرس في عام 2022، إيجاد حل لأسعار الدواء المرتفعة في الولايات المتحدة، عبر "قانون خفض التضخم".
وبحسب آلان سيجر، أستاذ تشريعات الصحة، "سمح هذا القانون لأول مرة لبرنامج ميديكير بالتفاوض على أسعار 10 أدوية"، ورغم أن القانون أسهم في إبطاء وتيرة تضخم أسعار الأدوية، إلّا أن سيجر يصف الخطوة "بالتمثيلية، فالأسعار التي تدفعها ميديكير ظلت مقاربة لثلاثة أضعاف الأسعار في ديمقراطيات غنية في أوروبا الغربية".
أرباح أقل.. ابتكار أضعف
وتعليقاً على قرار ترمب بشأن خفض أسعار الدواء، حذرت روابط مصنعي الأدوية من تداعيات سلبية محتملة على الاقتصاد، من بينها انخفاض الوظائف في القطاع الدوائي، تراجع الاستثمار في مجال البحث العلمي والابتكار.
وبحسب رابطة أبحاث وتصنيع الأدوية الأميركية (فارما)، فقد أنفقت كبريات شركات الأدوية الأميركية نحو 800 مليار دولار خلال العقد الماضي على تطوير علاجات جديدة.
وعشية إصدار الأمر التنفيذي، انتقد ترمب ما وصفه بتحمل الأميركيين وحدهم "تكاليف البحث والتطوير". فيما أشار الرئيس التنفيذي لرابطة فارما ستيفن أبل، إلى إن "الإدارة الأميركية محقة في أن تتفاوض وتجبر الحكومات الأجنبية، على دفع حصتها العادلة لشراء الأدوية، حتى لا يتحمل المرضى الأميركيون وحدهم عبء تمويل الابتكار العلمي".
ورغم إصرار السياسي الديمقراطي، توماس بوين، على أن القرار "لا يتضمن آليات تنفيذ ملزمة قانوناً للشركات "إلّا أنه يحذر من أن يتسبب الأمر التنفيذي "في حالة من عدم اليقين لدى المستثمرين أو المجتمع العلمي، وهو ما قد يضر بأنشطة البحث والابتكار والتخطيط طويل الأجل".
من جانبه، أقر كيفن بيشوب، عضو الحزب الجمهوري بوجود "قلق حقيقي من أن تؤدي هذه السياسات إلى تراجع مصنعي الأدوية عن تمويل الأبحاث "، لكنه وصف المشهد بـ"المعادلة الصعبة"، معتبراً أن "تقديم بعض التضحيات قد يكون ضرورياً، لتحقيق التغيير الجذري، الذي لطالما عبّر الأميركيون عن رغبتهم فيه".
ويستبعد أستاذ التشريعات الصحية آلان سيجر، أن يتضرر قطاع البحث والتطوير، لكنه يرشح آلية بدلية لتحفيز الابتكار، تقوم على "تخصيص حوافز مالية ضخمة لإنتاج الأدوية الرائدة"، ويرى سيجر أن هذا النموذج قد يشجع شركات الأدوية نحو "تطوير علاجات ثورية، بدلاً من استنساخ أدوية يشبه بعضها البعض"، ويضيف أن "عرض جائزة قدرها 100 مليار دولار لابتكار علاج آمن وفعال لمرضى الزهايمر، يعادل ما تنفقه الولايات المتحدة سنويا على رعاية المصابين بهذا المرض".
مرضى في انتظار حل
ويقول آلان سيجر، إن القرار التنفيذي الأخير، "لن يكون كافياً ما دامت الولايات المتحدة ليست في وضع سياسي ولا مالي يسمح بتيسير تكلفة الرعاية الصحية بشكل دائم، فمع زيادة نفقاتنا العامة بنسبة 5% سنوياً، أي ما يعادل تريليون دولار كل أربع سنوات، سنشهد مزيداً من الأميركيين بلا تأمين صحي".
ويرى أستاذ التشريعات الطبية، أن الحل الجذري يكمن في "إيقاف الهدر الناتج عن أسعار الدواء المرتفعة والرعاية غير الفعالة طبياً، وتشديد الرقابة على المنظومة الصحية والدوائية، حتى تتيسر تكلفة العلاج لجميع الأميركيين".
وفيما يستمر الجدل حول قرار ترمب، يواصل لويس دان، مريض السرطان والأب لطفلة مصابة بالسكري، حساب نفقات بيته بدقة.
ويقول: "عليّ دائماً أن أوازن بين احتياجاتنا الأساسية، وأقساط منزلنا، وعلاج ابنتي، وكذلك جلسات علاجي وأدويتي"، وهي الحسبة التي يصفها دان بالمعقدة، خاصة عندما يواجه خياراً قاسياً، مختتماً حديثه: "أحياناً أضطر للاختيار بين علاج ابنتي، أو أن استكمال علاجي.. وبالطبع، أختار أن أتحمل الضرر لأحمي طفلتي".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

توم كروز قادر على تقديم المزيد.. ويكشف سر شبابه الدائم
توم كروز قادر على تقديم المزيد.. ويكشف سر شبابه الدائم

الرجل

timeمنذ 23 دقائق

  • الرجل

توم كروز قادر على تقديم المزيد.. ويكشف سر شبابه الدائم

كشف النجم كروز في مقابلة حديثة مع مجلة The Hollywood Reporter عن سرّ لياقته وحيويته المستمرة قائلاً: "أمارس العديد من الأنشطة مثل الكاياك، الاستكشاف في الكهوف، المبارزة، المشي على جهاز الركض، رفع الأوزان، تسلق الصخور، التنزه، والركض... لا أقتصر على نوع واحد من الأنشطة، بل أحب تنويعها." هذا النهج المتنوع في النشاط يتماشى مع ما أظهرته الدراسات الحديثة عن المعمّرين، حيث أظهرت دراسة نُشرت في Journal of Happiness Studiesأن النشاط البدني، وتنشيط الذهن، والشغف بالحياة هي بعض من السمات المشتركة بين الأشخاص الذين يعيشون أكثر من 100 عام. أسلوب حياة متوازن لتحقيق النجاح يواصل توم كروز الحفاظ على نظام حياة متوازن، حيث يولي اهتمامًا كبيرًا للصحة البدنية والتغذية السليمة. ويؤكد من خلال اهتمامه العميق بالصحة والنشاط المستمر، أنه قادر على تقديم المزيد في عالم السينما، متفوقًا بذلك على التحديات التي يفرضها الزمن. تأثير النظام الغذائي والتمارين الرياضية أما في ما يتعلق بالنظام الغذائي، فقد أظهرت دراسة عام 2022 أن تناول الأطعمة الطازجة وغير المعالجة، مثل الحبوب الكاملة، البقوليات، الأسماك، الخضراوات والفواكه، يمكن أن يُضيف نحو عشر سنوات إلى العمر. كما يشير الخبراء إلى أن ممارسة 30 دقيقة من النشاط اليومي، تتضمن التمارين القلبية والمقاومة، تساهم بشكل كبير في الوقاية من الأمراض المزمنة.

دراسة تحذّر.. استخدام الهاتف في الحمَّام يزيد خطر الأمراض
دراسة تحذّر.. استخدام الهاتف في الحمَّام يزيد خطر الأمراض

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

دراسة تحذّر.. استخدام الهاتف في الحمَّام يزيد خطر الأمراض

يستخدم الكثير من الناس الهاتف النقال داخل الحمام، وتحديداً عند الجلوس على كرسي المرحاض، وهو ما يؤدي بهم الى قضاء وقت أطول داخل الحمَّام، فيما خلصت دراسة علمية أجريت مؤخراً إلى التحذير من هذه الظاهرة حيث إنها ترفع بشكل كبير من مخاطر الإصابة بمرض "البواسير". وأظهرت دراسة استقصائية جديدة أن من يستخدمون هواتفهم في الحمَّام يواجهون خطراً مضاعفاً بنسبة 46 بالمئة للإصابة بالبواسير، وهي حالة صحية يُعتقد أنها ناجمة عن الضغط الزائد، وقد تحدث بسبب الجلوس الطويل على كرسي المرحاض. وقال تقرير نشره موقع "ساينس أليرت" العلمي، إن الدراسة الاستقصائية عُرضت مؤخراً في مؤتمر أسبوع أمراض الجهاز الهضمي في سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأميركية، وشملت 125 مشاركاً خضعوا لتنظير القولون من أجل التوصل إلى هذه النتائج. وكان أكثر من 40 بالمئة منهم مصابون بالبواسير، فيما قال 93 بالمئة إنهم استخدموا هواتفهم خلال جلوسهم على كرسي المرحاض مرة واحدة على الأقل أسبوعياً. وأفاد حوالي نصف هذه المجموعة بأنهم يقرأون الأخبار خلال قضاء حاجتهم في الحمّام، بينما أفاد حوالي 44 بالمئة أنهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، وحوالي 30 بالمئة يستخدمون البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، وفقاً للباحثة تريشا ساتيا باسريشا من مركز "بيث إسرائيل ديكونيس" الطبي في بوسطن بالولايات المتحدة. صحة علماء يؤكدون أن جذور الخرف تعود إلى الطفولة.. وأن الوقاية ممكنة وأفاد بعض المشاركين أنهم يقضون أكثر من 6 دقائق على المرحاض في كل زيارة للحمام، وأعرب كثيرون عن اعتقادهم بأنهم يقضون وقتاً أطول على المرحاض بسبب هواتفهم الذكية. ولا يمكن لمسح صغير كهذا إلا أن يُظهر الارتباطات وعوامل الخطر المحتملة. أما معرفة ما إذا كان استخدام الهائف لعدة دقائق خلال الجلوس على المرحاض يُهيئ الشخص للإصابة بالبواسير أم لا، فهذا أمر يحتاج إلى مزيد من البحث. والبواسير عبارة عن تجمعات من الأوعية الدموية والعضلات الملساء والأنسجة الضامة في الجزء السفلي من جسم الإنسان. وبينما يمتلك كل شخص هذه التجمعات، تُعرف البواسير عادةً عندما تتورم أو تنزف. ومع أن هناك عوامل مُتعددة تُؤدي إلى البواسير، إلا أن العلماء يعتقدون عموماً أنها ناجمة عن الإجهاد المفرط، أو إطالة وقت الجلوس على المرحاض. وتشير بعض الدراسات، على سبيل المثال، إلى أن الجلوس لفترات طويلة قد يكون عاملاً مُساهماً بظهورها، ولذلك، ينصح بعض الأطباء بعدم قضاء أكثر من 10 دقائق في المرحاض، بينما يُوصي خبراء آخرون بعدم قضاء أكثر من 3 دقائق، بحسب تقرير "ساينس أليرت". وتستند هذه التوصية الأخيرة إلى دراسة أجريت على 100 مريض مُصاب بالبواسير، والذين قضوا وقتاً أطول في القراءة على المرحاض مُقارنةً بنظرائهم المُطابقين لهم في العمر والجنس وغير المُصابين بالبواسير.

«لقاحات الحمض النووي»: تطويرات باهرة أم أسلحة دمار شامل؟
«لقاحات الحمض النووي»: تطويرات باهرة أم أسلحة دمار شامل؟

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

«لقاحات الحمض النووي»: تطويرات باهرة أم أسلحة دمار شامل؟

شكك وزير الصحة (الأميركي) روبرت إف كيندي الابن مراراً وتكراراً في سلامة لقاحات «آر إن إيه المرسال mRNA (الحمض النووي الريبي المرسال)، التي طورت ضد «كوفيد - 19». كما وجه النصيحة للعلماء الذين يحصلون على تمويل من المعاهد الوطنية للصحة بحذف أي إشارة إلى «آر إن إيه المرسال» من منحهم، كما كتبت نينا أغراوال(*). وفي جميع أنحاء البلاد، تدرس الهيئات التشريعية للولايات مشاريع قوانين لحظر أو تقييد هذه اللقاحات، ووصفتها إحدى هذه الهيئات بأنها «أسلحة دمار شامل». وقد حظي الحمض النووي الريبوزي المرسال باهتمام واسع النطاق في السنوات الأخيرة، رغم اكتشافه لأول مرة عام 1961. ويدرسه العلماء منذ ذلك الحين، ويستكشفون إمكاناته الواعدة في الوقاية من الأمراض المعدية، وعلاج السرطان، والأمراض النادرة. * ما الحمض النووي الريبوزي المرسال؟ - يُستخدم هذا الحمض، وهو جزيء كبير موجود في جميع خلايانا، في صنع جميع البروتينات التي يوجّه الحمض النووي المنقوص الأكسجين (دي إن إيه) DNA أجسامنا لبنائها. وهو يقوم بذلك عن طريق نقل المعلومات من الحمض النووي «دي إن إيه» في النواة إلى الآليات المنتجة للبروتين الموجودة في الخلية. ويقول جيف كولر، أستاذ بيولوجيا الحمض النووي الريبوزي (RNA) والعلاجات في جامعة جونز هوبكنز والمؤسس المشارك لشركة متخصصة في علاجات الحمض النووي الريبوزي، إنه يمكن استخدام جزيء واحد من الحمض النووي الريبوزي المرسال لإنتاج نسخ عديدة من البروتين، ولكنه مُبرمج بشكل طبيعي ليموت في النهاية. *كيف تعمل لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال؟ -تتوفر حالياً ثلاثة لقاحات معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية تستخدم الحمض النووي الريبوزي المرسال: لقاحان لكوفيد – 19، ولقاح واحد لفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV) لدى كبار السن. وتتكون هذه اللقاحات من خيوط من الحمض النووي الريبوزي المرسال، التي يمكن تشفيرها للتوجه ضد بروتينات فيروسية محددة. الخلايا الدهنية بأنواعها التي تحمل الحمض النووي الريبوزي المرسال في داخل اللقاحات لنفترض أنك تلقيت لقاح كوفيد - 19، وفي هذه الحالة فإن خيوط الحمض النووي الريبوزي، المُغلفة في جزيئات دهنية صغيرة، تدخل إلى خلايا العضلات والجهاز المناعي لجسمك، كما يقول روبرت ألكسندر ويسيلهوفت، مدير علاجات الحمض النووي الريبوزي المرسال في معهد العلاج الجيني والخلوي في مستشفى ماساتشوستس العام بريغهام. وفي داخل الجسم تتلقى مصانع إنتاج البروتين في الخلايا بعد ذلك تعليمات من هذا الحمض النووي الريبوزي المرسال لكي تُنتج بروتيناً مشابهاً للبروتين الموجود على سطح فيروس كوفيد - 19. وعندما يتعرف الجسم على هذا البروتين على أنه غريب، فإنه سيطلق استجابة (ردة فعل) مناعية. وقال جيف كولر إن معظم الحمض النووي الريبوزي المرسال سيختفي من الجسم في غضون أيام قليلة، لكن الجسم يحتفظ بـ«ذاكرة» له على شكل أجسام مضادة. وكما هو الحال مع أنواع أخرى من اللقاحات، تتضاءل المناعة بمرور الوقت، وكذلك مع تطوير الفيروس لسلالات جديدة. * لماذا تُستخدم لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال حالياً؟ -في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، اكتشف علماء في جامعة بنسلفانيا كيفية إدخال الحمض النووي الريبوزي المرسال الغريب إلى الخلايا البشرية دون أن يتحلل أولاً. ومكّن ذلك الباحثين من تطويره لاستخدامه في اللقاحات. وقال ويسيلهوفت، الذي أسس شركة تُطوّر علاجات الحمض النووي الريبوزي، إن الاستخدام الرئيس لهذه اللقاحات حالياً هو الوقاية من الأمراض المُعدية، مثل كوفيد – 19، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي. ويمكن تصنيع هذه اللقاحات بسرعة كبيرة لأن جميع المكونات، باستثناء تسلسل الحمض النووي الريبوزي، تبقى كما هي في مختلف اللقاحات. وصرح فلوريان كرامر، عالم الفيروسات في كلية طب إيكان في ماونت سيناي، الذي عمل سابقاً مستشاراً لشركتي «فايزر» و«كيورفاك» بشأن علاجات mRNA، بأن هذه الميزة قد تكون مفيدة لتطوير لقاح الإنفلونزا السنوي. عادةً، يقرر العلماء في فبراير (شباط) أو مارس (آذار) سلالات فيروس الإنفلونزا التي سيُدرجها في لقاح يُطرح في الولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول). ولكن بحلول ذلك الوقت، قد تكون سلالة مختلفة هي السائدة. ولأن لقاح mRNA يُمكن تصنيعه بسرعة أكبر من لقاح الإنفلونزا الحالي، فقد ينتظر العلماء حتى مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) لمعرفة السلالات المنتشرة، كما قال كرامر، ما يزيد من احتمالية فعالية اللقاح. *هل لهذه اللقاحات مخاطر؟ - من الأسئلة الشائعة التي يطرحها المرضى ما إذا كان لقاح mRNA يمكن أن يؤثر على حمضهم النووي، وفقاً للدكتور ريتشارد بوشيه، أخصائي أمراض الرئة في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل. لا خطر للاندماج مع الجينوم الإجابة هي لا. لأن خلايانا لا تستطيع تحويل mRNA إلى حمض نووي، ما يعني أنه لا يمكن دمجه في جينومنا. وقال كرامر إن لقاح كوفيد-19 يمكن أن يسبب آلاماً في العضلات، وأعراضاً تشبه أعراض الإنفلونزا، لكن هذه آثار جانبية متوقعة للقاحات بشكل عام. من جهته قال الدكتور آدم راتنر، أخصائي الأمراض المعدية للأطفال في نيويورك، إنه مر أكثر من أربع سنوات منذ طرح لقاح كوفيد-19 لأول مرة، «ولا توجد مؤشرات على (الخطر على) سلامته على المدى الطويل». كان العديد من الآباء قلقين بشأن التهاب عضلة القلب، وهو التهاب في عضلة القلب تم الإبلاغ عنه بصفة أنه أثر جانبي محتمل للقاح. لكن راتنر قال إن خطر حدوث هذا الالتهاب نتيجة إصابة فعلية بكوفيد - 19، أو متلازمة كوفيد الطويلة، أو الالتهاب متعدد الأجهزة لدى الأطفال، كان أكبر بكثير. *ما الاستخدامات الأخرى لـ«آر إن إيه المرسال»؟ -تُدرس حالياً اللقاحات التي تستخدم mRNA لمجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات المناعة الذاتية، مثل داء السكري من النوع الأول، وأمراض نادرة مثل التليف الكيسي cystic fibrosis، وهي حالة وراثية تُنتج مخاطاً كثيفاً ولزجاً للغاية، يمكن أن يسد المسالك الهوائية، ويتلف الرئتين. في السرطان، تكمن الفكرة في أن «آر إن إيه المرسال» يُمكن أن ينتج رموز بروتين للأورام يتعرف عليه الجهاز المناعي على أنه غريب، مُطالباً الجسم بمهاجمة الورم. أما في اضطراب وراثي مثل التليف الكيسي، فإنه يُنتج رموز نسخة فعالة من البروتين الناقص ليحل محل البروتين المعيب، ويُعيد المخاط إلى حالته الصحية. لقاح تجريبي ضد سرطان البنكرياس أظهرت دراسة نُشرت في مجلة «نيتشر» في وقت سابق من هذا العام أن لقاحاً تجريبياً قائماً على «آر إن إيه المرسال» لعلاج سرطان البنكرياس قد أثار استجابة مناعية لدى بعض المرضى بعد خضوعهم لجراحة السرطان. وعاش المرضى الذين اختبروا هذه الاستجابة المناعية فترة أطول دون الإصابة بالسرطان مقارنةً بمن لم يختبروها. لا يزال هذا البحث في مراحله الأولى: فقد شملت دراسة سرطان البنكرياس، وهي تجربة من المرحلة الأولى، 16 مريضاً فقط، وربما كانت هناك اختلافات أخرى بين المجموعتين تُفسر اختلاف فترات البقاء على قيد الحياة. وأوضح الدكتور ستيفن روزنبرغ، رئيس قسم الجراحة في المعهد الوطني للسرطان وخبير العلاج المناعي للسرطان، أن هناك تاريخاً طويلاً من الأبحاث التي تُظهر أن التدخلات قد تُؤدي إلى استجابات مناعية دون تغيير نتائج المرضى فعلياً. علاج اضطراب تنفسي وأظهرت دراسة حديثة أخرى أن العلاج بـ«آر إن إيه المرسال» المُستنشق لدى القرود يمكن أن يُنتج بروتيناً ضرورياً لتكوين الأهداب، وهي هياكل شبيهة بالشعر تبطن مجاري الهواء وتُخرج المخاط منها. وتتعطل هذه البروتينات في اضطراب تنفسي مُنهك يُسمى خلل الحركة الهدبية الأولي primary ciliary dyskinesia. وأشار بوشيه إلى أنه في أمراض الرئة، من الصعب للغاية إدخال الجسيمات الحاملة لـ«آر إن إيه المرسال» بأمان إلى الخلايا المناسبة تماماً. من جهته قال راتنر إن لقاحات mRNA «آر إن إيه المرسال»، بشكل عام، «مثيرة للاهتمام»، لأنها تُعطي أملاً في علاجات الأمراض التي فشلت التقنيات السابقة في علاجها. لكن العلاج بهذا الحمض لا يزال تقنية دوائية كغيرها: ففي بعض الأمراض يُحتمل أن ينجح، كما قال، «وفي حالات أخرى، يُحتمل ألا ينجح». * خدمة «نيويورك تايمز»

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store