logo
الدكتور محمد شبيبة صوت العقل والدين

الدكتور محمد شبيبة صوت العقل والدين

اليمن الآنمنذ يوم واحد
تقارير خاصة
تقرير / د. وسيم فضل يافعي.
في ظل واقع يمني مضطرب سياسيًا واقتصاديًا، تبرز قيادات وطنية استطاعت أن ترسم حضورها من خلال العمل الجاد، والمواقف الثابتة، والنزاهة الأخلاقية، وتبعث الأمل في زمن الإنكسار، ويأتي في مقدمة هذه الشخصيات الوطنية، الشيخ الدكتور/ محمد عيضة شبيبة وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة الشرعية، الذي جسّد نموذجًا حيًا للقيادة المسؤولة، والموقف الثابت، والإدارة النزيهة.
برز الشيخ محمد شبيبة كأحد النماذج الفريدة في القيادة الرشيدة والعمل النزيه، حيث تسلم وزارة الأوقاف والإرشاد في واحدة من أعقد مراحل اليمن السياسية والإدارية، إذ كانت الوزارة تعاني من إنهيار شبه كلي في البنية التنظيمية، ولايوجد لها مقر رسمي في العاصمة عدن، وكان يدار قطاع الحج والعمرة من مكة المكرمة موسمياً فقط، ومحرومة من التمويل الحكومي والهيكلة التنظيمية أي لايوجد نظام إداري فعّال.
لكن الرجل لم ينتظر المعجزات، بل قاد عملية تأسيس الوزارة من الصفر، حيث قام بأنشأ ديوان عام للوزارة، وتم تجهيزه باحدث الأثاث المكتبية، بتمويل ذاتي، وقام باستقطاب الكفاءات والكوادر الإداري لتسيير الأعمال في الوزارة، وأعاد تنظيم وتفعيل القطاعات: (الأوقاف، والإرشاد، والحج والعمرة، وقطاع تحفيظ القرآن الكريم)، ورقمنة الأعمال الإدارية، كما جرى إطلاق مشاريع تحفيظ القرآن الكريم على أسس علمية، وأعيد تمثيل اليمن في المسابقات القرآنية العالمية بعد انقطاع لفترة زمنية طويلة، كما التزم بمبدأ الشفافية من خلال تأسيس نظامًا ماليًا يخضع للرقابة الداخلية والخارجية، وقام بضبط إيقاع عمل الوزارة بحوكمة مالية وإدارية متينة، وفعّل الشراكة مع المؤسسات الدينية والمجتمعية.
كل ذلك تم بإدارة شفافة، تستند إلى العمل الجماعي والمؤسسي، لا إلى المركزية أو الفردية، وهو ما رسّخ حضوره كقائد تنفيذي لا شعاراتي.
تجلّت نزاهة الشيخ محمد شبيبة في مواقفه الواضحة إزاء قضايا المال العام والوقف الإسلامي، إذ، أطلق حملة واسعة لحصر واستعادة أراضي وممتلكات الأوقاف المنهوبة، واجه قضايا التلاعب بالعقارات الوقفية، ورفع دعاوى لاسترجاعها.
لم تكن النزاهة لديه موقفًا تنظيريًا، بل سلوكًا إداريًا ملموسًا تُرجِم في إعادة الثقة بين الدولة والمجتمع.
كما تميزت قيادة الشيخ شبيبة برؤية وطنية واضحة، جعلت من وزارته منبرًا لنشر الوسطية والاعتدال، ومقاومة الغلو والتطرف والطائفية، مؤمنًا بأن:
"الخطاب الديني الحقيقي هو الذي يجمع، لا الذي يفرّق، وهو الذي يخدم الإنسان لا يوجّهه للعنف.
كما قام بدعم العلماء والوعاظ والخطباء، وحرص على توحيد الكلمة الدينية لخدمة الهوية اليمنية الجامعة، وليس لخدمة مشاريع فئوية أو مذهبية.
وبعيدًا عن البيروقراطية، سلك الشيخ شبيبة نهجًا إنسانيًا في القيادة، إذ
فتح أبواب الوزارة أمام الشباب والمبدعين وأصحاب الرؤى، وقام بدعم الفعاليات الثقافية والفكرية ذات البعد الوطني والديني، وأدار ملف الحج والعمرة بحسّ إنساني، رغم العراقيل التي وضعتها المليشيات الانقلابية، حرصًا على تمكين اليمنيين من أداء مناسكهم بكرامة وسلام، والذي ترجم ذلك في النجاحات المتتالية لمواسم الحج وبشهادة الجميع.
اتخذ الوزير شبيبة مواقف جريئة في مواجهة الفساد الديني والسياسي، ووقف بقوة ضد المشروع الحوثي الطائفي، كاشفًا مخاطره الفكرية والاجتماعية، وقد تعرّض، بسبب مواقفه، لمحاولات تهديد وتكفير من المليشيا، لكنه بقي ثابتًا على مبدأه: (الدين لا يُستخدم سلاحًا للسلطة، بل سُلّمًا للحرية والعدل).
في كل المحافل عبّر الشيخ شبيبة عن أن الإسلام الحق لا يُحتكر، وأنه دين الوسطية والاعتدال والتسامح، وليس أداة للهيمنة أو التسلط، فكان من أوائل من وقفوا علنًا ضد المشروع الطائفي للحوثيين، كاشفًا خطورة مشروعهم السلالي الطائفي على النسيج الاجتماعي، ومشدِّدًا على أن اليمن لا يمكن أن يُحكم بفكر فوقي يستند إلى السلالة أو العنف.
وخلاصة القول : الشيخ محمد شبيبة ليس مجرد وزير في موقع رسمي، بل رمز للقيادة الأخلاقية والنزاهة التنفيذية في مرحلة مفصلية من تاريخ اليمن، جمع بين الرؤية والمؤسسة، بين المبادئ والتطبيق، وبين الخطاب الديني المعتدل والعمل الإداري النظيف، ليكون قدوة في بناء الدولة على أسس المواطنة والعدالة والشفافية، كمان انه صوت ضمير في مرحلة تحتاج إلى من يحملون القرآن في القلب، والدستور في اليد، والوطن في الوجدان، وجمع بين الدين والدولة، بين الفكر والواقع، ليكون أحد أبرز رجال المرحلة الذين تستند إليهم بوصلة اليمن الاتحادي الديمقراطي المنشود.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سلسلة الهوية الدينية في جنوب اليمن: من الاستعمار إلى الدولة المستقلة (1839–1990)
سلسلة الهوية الدينية في جنوب اليمن: من الاستعمار إلى الدولة المستقلة (1839–1990)

اليمن الآن

timeمنذ 8 دقائق

  • اليمن الآن

سلسلة الهوية الدينية في جنوب اليمن: من الاستعمار إلى الدولة المستقلة (1839–1990)

أصدر مركز سوث24 للأخبار والدراسات، يوم الأحد 27 يوليو 2025، الجزء الثاني من سلسلته البحثية حول الهوية الدينية في جنوب اليمن، والذي أعدته الباحثة فريدة أحمد تحت عنوان "من الاستعمار البريطاني إلى الدولة المستقلة (1839-1990)". وتواصل الدراسة استكمال الجزء الأول الذي تناول السياق التاريخي ومرحلة ما قبل الإسلام والعهد العثماني، لكنها تُركز هنا على التحولات العميقة التي شهدها الجنوب خلال فترتي الاستعمار البريطاني والحقبة الاشتراكية، وتأثير هذه التحولات على البنية الدينية والاجتماعية. وتوضّح الباحثة أنّ "الوجود البريطاني في عدن جلب معه مظاهر التحديث العمراني والتجاري، لكنه فرض واقعاً استعمارياً أثر على البنية الدينية والاجتماعية للسكان"، مشيرة إلى أنّ عدن "كانت نسيجاً فريداً من الأعراق والأديان، حيث تعايش العرب والهنود واليهود والصوماليون وغيرهم في تناغم نسبي، ما جعل المدينة مركزاً للتنوع الثقافي والديني." النتائج الختامية وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج جوهرية، أبرزها: 1- إنّ الاستعمار البريطاني أدى إلى تحولات اجتماعية وسياسية عميقة في مدينة عدن، ولكن في الوقت نفسه، لم يغير من طبيعتها كمدينة متنوعة ثقافياً ودينياً، حيث تعايشت مختلف الجنسيات والأديان بتسامح. 2- شكّل الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن منعطفاً حاسماً في تاريخ التعليم والمؤسسات الدينية في المنطقة. ففي حين كانت الكتاتيب والمساجد تمثل النموذج التعليمي التقليدي، وتركز على تعليم القرآن والشريعة الإسلامية، سعت الإرساليات التبشيرية البريطانية إلى إنشاء مدارس حديثة باللغة الإنجليزية، بهدف نشر التعليم الغربي والتأثير على الهوية الدينية للسكان المحليين. وفي الوقت نفسه، عملت الإدارة البريطانية على تقويض نفوذ المؤسسات الدينية التقليدية، وتقليص دور العلماء والشيوخ في إدارة الشؤون العامة، واستبدالهم بمؤسسات حديثة تابعة للسلطة الاستعمارية. 3- شكّل الإسلام محوراً أساسياً في تنظيم جهود المقاومة ضد الاستعمار البريطاني في عدن، تجلى ذلك في تأسيس الجمعية الإسلامية الكبرى عام 1949، والتي ضمت شخصيات بارزة دافعت عن الهوية العربية والإسلامية للمدينة. ورغم ردود الفعل المجتمعية الرافضة للتأثير على الهوية الدينية الإسلامية، اتسم المشهد الديني في جنوب اليمن بالتسامح والتعايش بين مختلف الطوائف، مما ساهم في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية. 4- شكّل المذهب الشافعي دعامة أساسية للهوية الدينية والاجتماعية في جنوب اليمن، وأسهم في ترسيخ التماسك المجتمعي والتعددية الثقافية، وقد ساعدت مرونته الفقهية واعتداله على تسهيل التعايش بين مكونات المجتمع. كما لعبت الصوفية دوراً محورياً في نشر هذا المذهب وتعزيزه عبر المؤسسات التعليمية والدينية في حضرموت وعدن وغيرها. وأسفر هذا التفاعل عن تشكّل بيئة دينية تتسم بالانفتاح والتماسك، وهي سمة ظلت سائدة إلى أن بدأت المنطقة تشهد تحوّلات ملحوظة مع تغير ملامح الخطاب الديني، وأثر ذلك بالمحصلة على جنوب اليمن. 5- في فترة العهد الاشتراكي، شهد جنوب اليمن تحولات سياسية واجتماعية وأحدثت معها السلطة تغييرات جذرية في النظام الإداري والاقتصادي، مما أدى إلى نزوح الطبقات الثرية وتراجع التنوع الاجتماعي في عدن، وانتقال القيادة الاقتصادية إلى الطبقة الوسطى التي كانت تعتمد على الدولة. 6- سعى النظام الاشتراكي في جنوب اليمن إلى إحداث تحول جذري في المجتمع عبر فرض أيديولوجية ماركسية، وتقويض دور المؤسسات الدينية، وتغيير المناهج التعليمية، إلا أنّ التدين الشعبي ظل قوياً، ولم يتمكن النظام من تغيير الهوية الدينية للسكان. وتؤكد الدراسة في ختامها أن الهوية الدينية لجنوب اليمن تشكلت من خلال التعايش بين المذاهب والأديان، رغم تأثيرات الاستعمار والاشتراكية، وأن هذه التجارب التاريخية لا تزال تلقي بظلالها على المشهد الراهن. ومن المتوقع أن يصدر، خلال الأشهر القادمة، عن المركز الجزءين الثالث والرابع، من السلسلة البحثية "الهوية الدينية في جنوب اليمن"، لتغطية الفترة الزمنية بين العام 1990، بعد إعلان الوحدة السياسية بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي، وما أعقبها من أحداث سياسية وحروب عسكرية ألقت بظلالها على المشهد الديني بصورة عميقة، وصولا إلى اليوم. التنوع الديني ودور القيادات الدينية وترصد الدراسة الدور المحوري للمذهب الشافعي والصوفية في الجنوب، حيث تؤكد أن "المذهب الشافعي تميز بالوسطية والقدرة على الاندماج في مختلف السياقات الاجتماعية والثقافية، ما ساعد على التماسك المجتمعي"، بينما لعبت الزوايا والأربطة الصوفية في حضرموت وعدن دوراً رئيسياً في الحفاظ على الهوية الإسلامية. وتشير الباحثة إلى أنّ "الجمعية الإسلامية الكبرى، التي تأسست عام 1949، كانت أول تنظيم ديني سياسي في عدن، وأسهمت في الدفاع عن الهوية العربية والإسلامية في مواجهة التأثيرات الثقافية الاستعمارية". كما تطرقت إلى تأسيس "المركز الثقافي الاجتماعي الإسلامي" عام 1966 باعتباره تطوراً تنظيمياً للنشاط الإسلامي في عدن. الأقليات والأديان الأخرى وتناولت الدراسة حضور الأقليات الدينية مثل البهرة، والهندوس، واليهود، والمسيحيين، ودورهم في إثراء الحياة الثقافية والاقتصادية في عدن. وتشير الدراسة إلى أنّ " المجتمع الهندوسي تواجد بكثافة نتيجة العلاقات التجارية الوثيقة بين ميناء عدن ومومباي [في الهند]، وانتشرت المعابد الهندوسية في مناطق كريتر والتواهي". وفيما يخص الوجود اليهودي، أوضحت الدراسة أن "الجالية اليهودية في عدن بلغت ذروتها في أربعينيات القرن الماضي، حيث كان لهم دور اقتصادي بارز قبل أن تؤدي أحداث الشغب عام 1947 والهجرة القسرية بعد النكسة إلى تراجع وجودهم بشكل كبير". وفيما يتعلق بالمسيحية، وصفت الدراسة عدن بأنها "المدينة الوحيدة في شبه الجزيرة العربية التي احتضنت كنائس مسيحية نشأت في العهد البريطاني، مثل كنيسة سانت جوزيف وسانت أنتوني، لكنها اقتصرت على خدمة الجاليات الأجنبية دون تأثير على السكان المحليين". وترى الدراسة أن البريطانيين أحدثوا تحولاً في بنية التعليم والإدارة، حيث أنشأوا مدارس وإرساليات تبشيرية، "غير أن هذه المدارس قوبلت بريبة من الأهالي، الذين تمسكوا بالكتاتيب والمساجد لتعليم أبنائهم أصول الدين". كما قامت الإدارة البريطانية "بإعادة هيكلة النظام القضائي واستبدال النفوذ التقليدي للعلماء والشيوخ بمؤسسات حديثة مرتبطة بالسلطة الاستعمارية". الحقبة الاشتراكية (1967-1990) تُفصّل الدراسة في التحولات الدينية التي شهدها الجنوب عقب الاستقلال وقيام الدولة الاشتراكية. فقد "أقدمت السلطات على تأميم الأوقاف في عام 1968، وفرضت قوانين جديدة للأحوال الشخصية، أبرزها قانون الأسرة لعام 1974". وتشير الباحثة إلى أن "السلطات الاشتراكية سعت إلى تقليص دور الدين في الحياة العامة، وأخضعت المؤسسات الدينية لرقابة الدولة، مما دفع بعض القيادات الدينية لإحياء حلقات تعليمية غير رسمية في حضرموت ومناطق أخرى». - هذه الدراسة هي الجزء الثاني من سلسلة بحثية حول "الهوية الدينية في جنوب اليمن"، تم تأليف هذا الجزء بواسطة المديرة التنفيذية لمركز سوث24 فريدة أحمد. - لتحميل الجزء الثاني من السلسلة - لتحميل الجزء الأول من السلسلة

غارديان: أرقام صادمة عن كراهية الإسلام في بريطانيا
غارديان: أرقام صادمة عن كراهية الإسلام في بريطانيا

اليمن الآن

timeمنذ 12 ساعات

  • اليمن الآن

غارديان: أرقام صادمة عن كراهية الإسلام في بريطانيا

قالت صحيفة غارديان إن استطلاعا جديدا للرأي أظهر أن معظم الناس في المملكة المتحدة يعتقدون أن القيم الإسلامية لا تتفق مع القيم البريطانية، مما يعطي صورة قاتمة عن نظرتهم إلى المسلمين. وقالت كاتبة العمود زوي وليامز إن مؤسسة يوغوف التي عملت الاستطلاع أوضحت أن أكثر من نصف السكان لا يرون أن الإسلام غير موافق للقيم البريطانية، إذ أظهر هذا الاستطلاع الأخير أن 41% من البريطانيين يعتقدون أن المهاجرين المسلمين كان لهم تأثير سلبي على المملكة المتحدة، ويعتقد 49% منهم أن النساء المسلمات يتعرضن لضغوط لارتداء الحجاب، كما يعتقد 31% أن الإسلام يشجع على العنف. واعتبرت الكاتبة هذه الأرقام صادمة، وخاصة عند مقارنتها برأي البريطانيين في الديانات الأخرى، إذ إن 7% لديهم رأي سلبي تجاه المسيحيين، و13% لديهم رأي سلبي تجاه اليهود، و14% تجاه السيخ، و15% تجاه الهندوس، مشيرة إلى أن هذا تراجع على مدار 25 عاما، من فكرة أن "المتطرفين المسلمين لديهم آراء لا تتوافق مع الحياة البريطانية" إلى "جميع المسلمين"، وهي صيغة لم يكن من الممكن قولها سابقا. وتتذكر زوي وليامز قول سيدة وارسي عام 2011 إن الإسلاموفوبيا أصبحت مقبولة اجتماعيا، قائلة "فكرت حينها أن هذا لا يمكن أن يكون صحيحا، واعتقدت أنها تقابل عددا كبيرا جدا من المحافظين"، أما الآن فقد وصلنا إلى مرحلة لم تعد فيها الإسلاموفوبيا مقبولة اجتماعيا فحسب، بل مهيمنة اجتماعيا. فيروس صنع في أميركا وأشارت الكاتبة إلى أن مركز التقدم الأميركي -وهو مركز أبحاث- نشر عام 2015 كتاب "الخوف، شركة 2.0: جهود شبكة الإسلاموفوبيا في صنع الكراهية في أميركا"، وقدم التقرير وصفا دقيقا لكيفية استغلال مشاعر الحزن والتهديد التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 لإنتاج تحيز لم يلاحظ من قبل، وكان قراءته محبطة لجملة أسباب. أولا: كشف التقرير عن حجم الأموال التي تدفقت على صياغة هذه الرواية ومصادرها، وثانيا: أظهر التقرير مدى التنسيق والتنظيم الذي اتسمت به العديد من مراكز الأبحاث ذات التمويل الهائل، إذ كان بعضها يضخم رسائل البعض، وتحافظ على قاعدة ثابتة من المعلقين الجاهزين لمحطات البث المتعطشة لقضايا ساخنة. وثالثا: كشف التقرير عن مدى فاعلية هذه الشبكة في تحويل ما كان يعرف سابقا "بالآراء الهامشية والمتطرفة" إلى نقاط نقاش رئيسية وقضايا خلافية. وأشارت الكاتبة إلى أن المملكة المتحدة لم تكن لديها بعض العناصر الأساسية لهذه الحملة، إذ لم يكن هناك أي ممولين واضحين ذوي ثروات طائلة، ولم يكن للمسيحيين الإنجيليين صوت قوي في السياسة، ولكن المختبر الأميركي صنع هذا الفيروس، "ونحن من أصيب به"، كما تقول الكاتبة. وتتذكر زوي وليامز أن الإسلاموفوبيا لم تكن آثارها واضحة إلى هذا الحد من قبل، وكان من المستحيل عمليا الوقوف في البرلمان وتبرير مبيعات الأسلحة لإسرائيل، والمعاملة اللاإنسانية لطالبي اللجوء، لولا الأساس الذي أرسته الإسلاموفوبيا.

وزير الخارجية وقيادات عسكرية يلتقون طاقم سفينة "أترنيتي"
وزير الخارجية وقيادات عسكرية يلتقون طاقم سفينة "أترنيتي"

وكالة الأنباء اليمنية

timeمنذ 14 ساعات

  • وكالة الأنباء اليمنية

وزير الخارجية وقيادات عسكرية يلتقون طاقم سفينة "أترنيتي"

صنعاء - سبأ : التقى وزير الخارجية والمغتربين جمال عامر، ومعه نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن علي الموشكي، وقائد القوات البحرية والدفاع الساحلي اللواء الركن محمد فضل وقائد قوات الدفاع الساحلي اللواء الركن محمد القادري، وعضو المكتب السياسي لأنصار الله ضيف الله الشامي اليوم، طاقم سفينة "أترنيتي" الذين تم إنقاذهم من الغرق في البحر الأحمر. وفي اللقاء، طمأن الوزير عامر والقيادات العسكرية، طاقم السفينة بأنهم في أمان.. مؤكدين الحرص على الاهتمام بهم كضيوف لدى اليمن كونهم تعرضوا للاستغلال للقيام بهذه المهمة. وقال وزير الخارجية" إن توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تقضي بأن يتم النظر إلى كل أبناء الشعوب باعتبارهم بشر دون تمييز خاصة ما يتعلق بالجانب الإنساني". وأضاف "نتابع حالة الطاقم باستمرار منذ أن تم إنقاذه في البحر الأحمر عقب استهداف السفينة المخالفة للقوانين التي تمس أمننا في اليمن، حتى نطمئن على سلامتكم وعلاجكم بشكل دقيق، وهذا طبعا تأكيد قيادتنا الذي يراعي كرامة الإنسان بغض النظر عن دينه وفكره وجنسيته". وأشار وزير الخارجية والمغتربين إلى أن طاقم السفينة تواصل مع أهاليهم وأسرهم لطمأنتهم عليهم.. مبينًا أن الطاقم هو ضحية كما هو حال الشعب الفلسطيني في غزة، الذي أصبح ضحية للاستكبار العالمي والهيمنة الأمريكية والأطماع الصهيونية التوسعية. وتطرق إلى ما يجري في غزة من قتل سواء بالآلة العسكرية أو التجويع أو منع دخول الغذاء وحرمانها من الأدوية.. وقال "ربما اطلعّتم على معاناة الشعب الفلسطيني ولمستم ذلك خلال ساعات المعاناة قبل وأثناء إنقاذكم من البحر". وأضاف "لذلك ربما قد تلمسون كيف ينظر الإسلام إلى البشر وكيف ينظر الصهاينة إلى البشر، فهناك فارق كبير، كما لمستم مستوى التعامل والتعاون من القوات المسلحة اليمنية رغم أنها تعاني وتُستهدف دائمًا من قبل الصهيونية، لكنها في الأخير عملت فارقا حقيقيا بين ما له علاقة بالتعامل مع البشر وبين عدو نقاتله وجهًا لوجه". ولفت الوزير عامر، إلى أن طاقم السفينة لم يسمع بأن هناك قيادات عسكرية رفيعة من نائب رئيس هيئة الأركان وقائد القوات الجوية مع الطاقم لتقديم الرعاية له، وهذا الأمر لم يُلمس من قبل، وهو المشروع اليمني الحقيقي تجاه العالم أجمع. وخاطب طاقم السفينة بالقول "ثقوا بأن رعايتنا مستمرة، وأننا ندرك التجربة التي عانيتم منها نتيجة استغلالكم ومعاناتكم أثناء استهداف السفينة من قبل القوات المسلحة اليمنية". وتم خلال اللقاء، الاستماع إلى إيضاح من عدد من طاقم السفينة التي خالفت قرار حظر التعامل مع الموانئ المحتلة، ودوافع مخاطرتهم للقيام بهذه الرحلة إلى ميناء "إيلات" وعدم التجاوب مع تحذيرات القوات البحرية اليمنية، إضافة إلى معاناة الطاقم حتى تم إنقاذه وإخراجه من السفينة. وقد عبر طاقم السفينة عن الامتنان لمستوى الرعاية والاهتمام التي حظوا بها منذ إنقاذهم، وكذا إتاحة الفرصة لهم للتواصل مع أسرهم وطمأنتها على أحوالهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store