
أول جهاز تنفس مصري EZVent: إنجاز طبي يغير قواعد الرعاية الصحية
وسط هذا التحدي، وُلد "EZVent" : أول جهاز تنفس صناعي مصري الصنع بالكامل. ليس مجرد قطعة تقنية، بل شهادة حية على ما يمكن أن تحققه الإرادة والعلم حين يتقاطعان. إنجاز وطني يعيد رسم ملامح الاكتفاء الذاتي في مجال الأجهزة الطبية، ويضع حجر الأساس لعصر جديد من الابتكار الطبي المحلي، حيث تصبح مصر ليس فقط مستهلكًا للتكنولوجيا، بل صانعًا لها ومصدرًا لنهضتها.
الفريق القائم على الجهاز
فريق صنع جهاز التنفس الصناعي المصري "EZVent" هو فريق بحثي وطبي وهندسي متميز من جامعة القاهرة، تحديدًا من كلية طب قصر العيني، بالتعاون مع شركة العز للصناعات الطبية " EZZ Medical Industries". بدأ المشروع قبل عدة سنوات كجهد وطني لتصميم وتطوير جهاز تنفس صناعي متكامل محليًا، يتوافق مع المعايير العالمية في الأداء والسلامة.
قاد الفريق الأستاذ الدكتور ياسر صادق نصار، أستاذ طب الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، الذي تولى قيادة جميع مراحل التصميم البحثي والتجارب السريرية، حيث أظهر الجهاز كفاءة عالية دون آثار جانبية، مما مهد للحصول على الترخيص التجاري الرسمي. إلى جانبه، شارك في المشروع مجموعة من الأطباء والباحثين مثل الدكتور محمد جمال الأنصاري، والدكتورة إسراء عبد الرؤوف، والدكتورة سحر، ومس حبيبة، والمهندسة عزيزة، بالإضافة إلى دعم مؤسسي من قسم طب الحالات الحرجة بقيادة الدكتور شريف مختار والدكتور حسام صلاح وغيرهم.
طُور النموذج الأولي للجهاز داخل مركز التعليم الطبي المستمر بجامعة القاهرة، وأُجريت التجارب السريرية في وحدة العناية المركزة بكلية طب قصر العيني، حيث أثبت الجهاز جدارته وكفاءته. كما لعب المهندس أحمد عز، مؤسس شركة العز للصناعات الطبية، دورًا محوريًا في دعم المشروع ورؤيته لتطوير الصناعة الطبية المحلية.
هذا التعاون بين البحث العلمي والقطاع الصناعي المصري يعكس قدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الأجهزة الطبية الحيوية، ويضع "EZVent" كخطوة رائدة في مسيرة الابتكار الوطني.
ماهو جهاز EZVent؟
جهاز التنفس الصناعي المصري "EZVent" هو جهاز طبي متطور صُمم لدعم المرضى الذين يعانون من صعوبات في التنفس، خاصة في الحالات الحرجة مثل مرضى كورونا وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة. يعمل الجهاز على توفير الدعم التنفسي اللازم عن طريق ضخ الهواء أو الأكسجين إلى رئتي المريض بنتظام ودقة، ما يساعد على تحسين عملية التنفس وتقليل الجهد على الرئتين.
يتميز "EZVent" بتصميم ذكي ومتكامل يجمع بين سهولة الاستخدام ودقة التحكم في معدلات التنفس، مع واجهة تفاعلية بسيطة تتيح للأطباء والممرضين ضبط الإعدادات بسرعة وفعالية. يحتوي الجهاز على حساسات متطورة تراقب ضغط الهواء، وحجم التنفس، ومستوى الأكسجين، مع نظام تنبيه فوري لأي خلل أو تغير في حالة المريض، مما يعزز من سلامة الاستخدام.
كما يتمتع الجهاز بمرونة عالية تجعله مناسبًا لمجموعة واسعة من الحالات التنفسية، ويتميز بتكلفة منخفضة مقارنة بالأجهزة المستوردة، مما يجعله خيارًا اقتصاديًا للمستشفيات الحكومية والخاصة في مصر. بالإضافة إلى ذلك، يتيح "EZVent" إمكانية الصيانة والدعم الفني محليًا، مع توفير قطع غيار مصنعة داخل مصر، مما يقلل من زمن التوقف ويزيد من الاعتمادية.
1. التقنية المستخدمة في الجهاز
يعتمد جهاز التنفس الصناعي المصري "EZVent" على تقنيات تكنولوجية متقدمة ومتكاملة طُورت محليًا بواسطة فريق من جامعة القاهرة وكلية طب قصر العيني، بالتعاون مع شركة "عز ميديكال" للصناعات الطبية.
2. التحكم الإلكتروني الذكي
يعتمد الجهاز على نظام تحكم إلكتروني متطور يتيح تطبيق أنماط تهوية باضعة ( يعني أن الجهاز يتصل مباشرة بجهاز التنفس للمريض عبر أنبوب يُدخل إلى القصبة الهوائية ) وغير باضعة ( يُستخدم أقنعة أو أنابيب توضع على الأنف أو الفم لتوفير الهواء أو الأكسجين)، مع دقة عالية في ضبط معدلات التنفس وحجم الهواء المقدم للمريض، مما يوفر تهوية ميكانيكية آمنة ومستقرة.
3. شاشة لمس ملونة عالية الدقة
مزود بشاشة لمس قياس 10.4 بوصة تسمح بعرض حتى 4 منحنيات آنية وعدد كبير من المعايير الحيوية، ويمكن للطاقم الطبي تعديل إعدادات الجهاز بسهولة وسرعة.
4. حساسات دقيقة
يحتوي على حساسات تدفق هواء عند مداخل الشهيق والزفير لضمان دقة عالية في قياس حجم التنفس وضغط الهواء، مع إمكانية تعقيم وحدات الزفير للحفاظ على النظافة والسلامة.
5. مراقبة الغازات الحيوية
يمكن تزويده بتقنيات لقياس ومراقبة نسبة ثاني أكسيد الكربون في هواء الزفير باستخدام موديولات MainStream CO2 أو SideStream CO2، مما يساعد في تقييم الحالة التنفسية للمريض بدقة.
6. أنظمة أمان ذاتية
مزود بنظام فحص ذاتي تلقائي يضمن عمل الجهاز بشكل سليم ويكشف أي أعطال محتملة، مع تنبيهات فورية للطبيب.
7. الاتصال والتكامل
يدعم الجهاز عدة مداخل اتصال مثل USB, Ethernet, RS232، مما يمكن من تصدير البيانات وربط الجهاز بأنظمة المعلومات الطبية المركزية في المستشفيات HIS وCIS.
التجارب السريرية على "EZVent"
بدأت التجارب في مستشفيات جامعة القاهرة، مثل مستشفى قصر العيني، حيث أُجريت دراسات تقييمية شملت مرضى يعانون من فشل تنفسي حاد، بما في ذلك حالات الإصابة بفيروس كورونا وأمراض الرئة المزمنة. اُختبر قدرة الجهاز على توفير تهوية ميكانيكية فعالة باستخدام أنماط باضعة وغير باضعة، مع مراقبة دقيقة لمؤشرات التنفس الحيوية مثل ضغط الهواء، وحجم التنفس، ومستوى الأكسجين في الدم.
وفقًا لتقارير هيئة الدواء المصرية، أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في مؤشرات التنفس لدى المرضى، مع انخفاض في مضاعفات استخدام أجهزة التنفس الصناعي، مثل التهابات الجهاز التنفسي أو تلف الرئة الناتج عن التهوية المفرطة. كما سجل الجهاز استقرارًا عاليًا في الأداء مع تنبيهات فورية لأي خلل، وهذا ساهم في تعزيز سلامة المرضى.
نتائج التجارب وأهميتها
تحسن في نسبة الأكسجين في الدم: أظهرت التجارب ارتفاعًا في نسبة PaO2/FiO2، وهذا يدل على فعالية الجهاز في تحسين تبادل الغازات الرئوية.
تقليل مدة الاعتماد على التنفس الصناعي: ساعد الجهاز في تقليل عدد الأيام التي يحتاج فيها المرضى إلى دعم تنفسي ميكانيكي، مما أدى إلى تقليل مدة الإقامة في وحدات العناية المركزة.
انخفاض معدل المضاعفات: بفضل تقنيات المراقبة الذكية، قلّ حدوث مضاعفات مثل التهابات الرئة المرتبطة بالتنفس الصناعي.
سهولة الاستخدام والصيانة: أبدى الطاقم الطبي رضاهم عن سهولة تشغيل الجهاز وصيانته، مع توفر الدعم الفني المحلي.
دراسات مشابهة عالميًا تدعم هذه النتائج
أظهرت تجارب مثل دراسة EPVent2 التي أجريت في أمريكا (NCT01681225) أن استخدام استراتيجيات تهوية موجهة بقياسات الضغط داخل المريء يساهم في تحسين نتائج المرضى المصابين بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)، مع تقليل معدل الوفيات وزيادة الأيام الخالية من التنفس الصناعي. كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي في دعم اتخاذ القرار الطبي في أجهزة التنفس الصناعي. كما أن تقنيات EZ-Vent في سنغافورة، أثبت تحسين بقاء المرضى وتحسين جودة الرعاية.
أهمية "EZVent" في دعم النظام الصحي المصري
1. الاكتفاء الذاتي في التكنولوجيا الطبية
"جهاز EZVent " هو أول جهاز تنفس صناعي يُطور ويُصنع بالكامل داخل مصر، مما يقلل الاعتماد على الاستيراد ويعزز من قدرة الصناعة المحلية على توفير أجهزة طبية حيوية بأسعار مناسبة.
2. توفير جهاز متوافق مع المعايير العالمية
الجهاز يواكب معايير الأداء والسلامة العالمية، ويوفر تهوية ميكانيكية آمنة ومستقرة تضاهي الأجهزة القياسية الدولية، مما يرفع من جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
3. دعم وحدات العناية المركزة
الجهاز مناسب للاستخدام في بيئات الرعاية الحرجة، حيث أثبتت التجارب السريرية في مستشفيات جامعة القاهرة قدرته على تحسين حالة المرضى ذوي الفشل التنفسي الحاد، لذا سيقلل من معدلات الوفيات ويخفف الضغط على الموارد الطبية.
4. تكلفة اقتصادية وصيانة محلية
يراعي تصميم الجهاز الكفاءة الاقتصادية وقابلية التصنيع المحلي، مع توفير قطع غيار ودعم فني داخل مصر، ما يسهل صيانته ويقلل من فترات توقفه، وهو ما ينعكس إيجابيًا على استمرارية تقديم الخدمة الطبية.
5. تعزيز الابتكار والبحث العلمي
يعكس نجاح "EZVent" التعاون المثمر بين الجامعات ومراكز البحث والقطاع الصناعي، ويشجع على المزيد من الابتكارات المحلية في مجال التكنولوجيا الطبية الحيوية، ما يدعم رؤية مصر للتنمية المستدامة.
كيف يقف "EZVent" أمام نظيره العالمي؟
على غرار مشروع "EZ-Vent" في سنغافورة الذي طورته الجامعة الوطنية ومستشفى سنغافورة العام، يستخدم الجهاز تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل خوارزمية التعلم المعزز (Reinforcement Learning) لتحسين إعدادات التهوية الميكانيكية حسب حالة كل مريض بشكل شخصي، متجاوزًا التوصيات العامة التقليدية. هذا يتيح توصيات دقيقة ومخصصة تعزز فرص النجاة وتحسن نتائج العلاج.
1. المرونة في التهوية
يوفر "جهاز EZVent " أنماط تهوية باضعة وغير باضعة، مع مراقبة مستمرة لضغط الهواء وحجم التنفس، ما يجعله مناسبًا لمجموعة واسعة من المرضى، وهو ما يتوافق مع أعلى المعايير العالمية.
2. التجارب السريرية والنتائج
تشير الدراسات العالمية إلى أن تقنيات التهوية الميكانيكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقلل من مدة الاعتماد على الجهاز وتخفض المضاعفات المرتبطة به، مثل التهابات الجهاز التنفسي. التجارب التي أجريت على "EZVent" في مصر أظهرت نتائج مشابهة، مع تحسن ملحوظ في مؤشرات التنفس واستقرار أداء الجهاز.
3. التكلفة والدعم المحلي
بينما تتسم الأجهزة العالمية بتكاليف عالية وصعوبة في الصيانة، يوفر "EZVent" حلاً اقتصاديًا مع دعم فني محلي وقطع غيار متوفرة داخل مصر، مما يقلل من زمن التوقف ويزيد من الاعتمادية، وهو أمر حاسم في البلدان النامية.
4. التوافق مع المعايير الدولية
الجهاز حاصل على تراخيص رسمية من هيئة الدواء المصرية، ويخضع لمعايير جودة صارمة، ما يجعله مؤهلاً للاستخدام في المستشفيات الحكومية والخاصة، ويضعه في منافسة قوية مع الأجهزة المستوردة.
تكلفة تصنيع "EZVent" مقارنة بالأجهزة العالمية
تكلفة تصنيع منخفضة: صُممت "EZVent" باستخدام مكونات متوفرة محليًا وأخرى مستوردة ذات جودة عالية، مع اعتماد تقنيات تصنيع حديثة تقلل من التكلفة الإجمالية. هذا يسمح بتوفير الجهاز بسعر أقل بكثير من الأجهزة التنفسية المستوردة التي قد تتراوح أسعارها بين 10,000 إلى 30,000 دولار أمريكي في الأسواق العالمية.
الاقتصاد في الصيانة والدعم: بفضل توفر قطع الغيار والدعم الفني محليًا عبر شركة "Ezz Medical Industries"، تقل تكاليف الصيانة والتشغيل بقدر كبير مقارنة بالأجهزة المستوردة التي تعتمد على خدمات خارجية مكلفة.
توفير في اللوجستيات والضرائب: تصنيع الجهاز محليًا يقلل من تكاليف النقل والرسوم الجمركية التي تضاف عادة على الأجهزة الطبية المستوردة، خاصة في ظل التعديلات الجمركية التي شهدتها مصر مؤخرًا والتي تهدف إلى دعم الصناعة المحلية.
من "EZVent" إلى آفاق أوسع
يمثل جهاز التنفس الصناعي المصري "EZVent" نقطة تحول مهمة في مسيرة مصر نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة الأجهزة الطبية الحيوية، ويُعد نموذجًا حيًا لقدرة البحث العلمي المحلي على الابتكار والتطوير التقني. لكن هذا الإنجاز ليس نهاية الطريق، بل هو بداية لآفاق أوسع تسعى مصر من خلالها لتعزيز مكانتها الإقليمية والعالمية في قطاع التكنولوجيا الطبية.
1. توطين صناعة الأجهزة الطبية ودعم الابتكار
في ديسمبر 2024، أكد وزير الصحة المصري الدكتور خالد عبدالغفار على دعم القيادة السياسية لتوطين صناعة الأجهزة الطبية، مع الاستفادة من الخبرات العالمية في البحث العلمي والتدريب الفني، بهدف رفع جودة الرعاية الصحية وتوفير أحدث التقنيات داخل المستشفيات الحكومية والخاصة. هذا التوجه يعكس استراتيجية وطنية واضحة لتعزيز الصناعة المحلية وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
2. خطط طموحة لزيادة الصادرات وتعميق الصناعة
بحلول عام 2030، تستهدف مصر زيادة صادرات الدواء والمنتجات الطبية إلى ثلاثة مليارات دولار، مع خطط لتوطين صناعة المواد الخام الفعالة وغير الفعالة، مما يساهم في خفض فاتورة الاستيراد وفتح أسواق تصديرية جديدة. تشمل هذه الخطط إنشاء مصانع متعددة الأغراض لصناعة الخامات الدوائية، وتطوير مصانع لتجميع وتصنيع أجهزة الأشعة والمستلزمات الطبية المتقدمة.
3. الاستراتيجية الوطنية لنفاذ المستحضرات والمستلزمات الطبية
في مارس 2025، كشفت وزارة الصحة عن استراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز صادرات المستحضرات والمستلزمات الطبية، مع التركيز على دمج القطاعين الحكومي والخاص لضمان جودة المنتجات وتمثيل كافة الجهات الفاعلة في السوق. هذه الاستراتيجية تدعم مباشرًا تطوير أجهزة مثل "EZVent" وتوسيع نطاق استخدامها محليًا وعالميًا.
4. تطوير نظم التكويد والرقابة لضمان الجودة
أعلنت هيئة الدواء المصرية في أبريل 2025 عن تعديل نظام التكويد الموحد للمنتجات الطبية، لضمان تتبع دقيق وجودة عالية للمستلزمات الطبية المصنعة محليًا أو المستوردة. هذا النظام يعزز من ثقة المستهلكين والمستشفيات في الأجهزة الطبية المحلية، ويدعم جهود التصدير.
مصر مركز إقليمي للابتكار الطبي
من خلال استضافة مؤتمرات ومعارض دولية مثل "صحة إفريقيا"، وتطوير مصانع لإنتاج الإنسولين والمستلزمات الطبية الحيوية، تؤكد مصر ريادتها في مجال الطب والصيدلة، مع خطط لتوسيع نطاق التصنيع والتصدير. كما تُتابع الحكومة عن كثب توطين الصناعات الطبية وتطوير البنية التحتية البحثية والتعليمية لدعم هذا القطاع الحيوي.
آفاق مستقبلية واعدة
مع استمرار دعم الحكومة وتطوير البحث العلمي، من المتوقع أن يشهد قطاع الأجهزة الطبية في مصر نموًا كبيرًا، مع زيادة فرص العمل في مجالات تصميم وتصنيع الأجهزة الطبية، وتطوير حلول ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. هذه التطورات ستجعل مصر مركزًا إقليميًا لتصنيع وتصدير التكنولوجيا الطبية الحيوية، مع تحسين جودة الرعاية الصحية للمواطنين.
ومع نهاية هذه الرحلة التي بدأت بفكرة وحلم داخل جدران أحد المعامل، يقف "EZVent" اليوم شاهدًا على ما يمكن أن تحققه العقول المصرية حين تتكاتف الإرادة مع العلم والدعم الحقيقي. لم يكن هذا الجهاز مجرد مشروع هندسي أو منتج طبي، بل تجسيد حي لقدرة مصر على أن تكتب اسمها في سجل الابتكار العالمي.
وراء هذا الإنجاز، هناك ساعات طويلة من البحث ومحاولات لا تُحصى، وتعاون نادر بين الباحثين والصناعة وصنّاع القرار. وها هو "EZVent" يشق طريقه ليكون نقطة تحوّل، لا فقط في الرعاية الصحية داخل مصر، بل في طموحها لتكون مركزًا إقليميًا للتميّز في التكنولوجيا الطبية.
إنها ليست نهاية القصة، بل بدايتها. فكل نفس يُنقَذ، وكل حياة تُستعاد بفضل هذا الجهاز، هو فصل جديد يُكتب في حكاية وطن قرر أن ينهض بما يملك من طاقات. أماالمستقبل؟ لقد بدأ بالفعل من هنا...
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 17 ساعات
- البوابة
هلوسات أم حقائق؟.. دراسة حديثة تكشف الأساس العصبي لتجارب الاقتراب من الموت
أثارت تجارب الاقتراب من الموت (NDE) فضول العلماء والباحثين، خاصة مع تكرار وصف عدد من العلامات المشتركة بين من عاشوا تلك التجربة، مثل رؤية ضوء ساطع، الإحساس بالخروج من الجسد، أو التفاعل مع كيان غير مرئي، ورغم الاعتقاد الشائع بأن هذه المشاهدات تعود لأبعاد روحية، إلا أن دراسة جديدة تسلط الضوء على تفسير مختلف، يضع الأساس البيولوجي في صلب الظاهرة. ووفقا لـ iflscience وبحسب الدراسة، فإن الظواهر التي يرويها أشخاص عانوا من توقف القلب ثم تم إنعاشهم، قد لا تكون محض خيال أو رمزية دينية، بل استجابات عصبية تطورت عبر الزمن لمواجهة لحظات الخطر القصوى، ويرى مؤلفو البحث أن الدماغ، في مثل هذه الظروف، يدخل في حالة وعي منفصل تتسم بسمات فريدة، كآلية دفاعية لحظة التهديد الجسدي الحاد. تجارب الاقتراب من الموت الدراسة، التي استعرضت مجموعة ضخمة من الأبحاث النفسية والعصبية المتعلقة بالموضوع، قدمت نموذجًا تفسيريًا جديدًا تحت اسم 'NEPTUNE'، وهو اختصار لـ 'النظرية العصبية الفيزيولوجية التطورية النفسية لفهم تجارب الاقتراب من الموت'، ويربط هذا النموذج بين عوامل فيزيولوجية متسلسلة تبدأ بانخفاض مستوى الأكسجين في الدماغ وارتفاع ثاني أكسيد الكربون، وهي حالة تؤدي إلى ما يعرف بالحماض الدماغي. تحت هذا الضغط، تزداد الإثارة العصبية في مناطق محددة بالدماغ، أهمها المنطقة الفاصلة بين الفصين الصدغي والجداري، إضافة إلى الفص القذالي، ويترافق ذلك مع إفراز مكثف للناقلات العصبية الطبيعية، والتي تلعب دورًا محوريًا في تشكيل التجربة، فعلى سبيل المثال، قد تكون زيادة السيروتونين مسؤولة عن ظهور الهلاوس البصرية، في حين يرتبط إفراز الإندورفين ومادة 'غابا' بالشعور العميق بالسكينة، أما تدفق الدوبامين، فيُعتقد أنه المسبب للإحساس القوي بأن الموت وشيك وحتمي. الانفصال الذهني ويذهب الباحثون إلى ما هو أبعد من الجانب البيوكيميائية، ليقترحوا وجود بُعد تطوري في هذه الظاهرة إذ يرون أن هذه التجربة قد تكون جزءًا من سلسلة استجابات عصبية-نفسية بديلة، تنشط حينما تتعذر آليات الكر والفر التقليدية، في هذه اللحظات، يدخل الدماغ في حالة من الانفصال الذهني، تتيح للإنسان التركيز على واقع داخلي وهمي، يساعده على التعامل مع الصدمة والبقاء على قيد الحياة. هذه النظرية قد تفسر أيضًا لماذا يظهر بعض الأفراد استعدادًا أكبر لخوض هذه التجربة مقارنة بغيرهم، فالأشخاص الذين يميلون إلى الانفصال النفسي أو يعيشون أحلام اليقظة بوتيرة أعلى، هم كذلك أكثر عرضة لرؤية الضوء الأبيض أو المرور بمشاهد غير مألوفة خلال أزمات حياتية خطرة. كما تشير نتائج الدراسة إلى وجود علاقة محتملة بين هذه التجارب وحالات تداخل حركة العين السريعة (REM) خلال حالة اليقظة، وهي المرحلة التي ينشط فيها الدماغ بشكل مشابه لما يحدث خلال الأحلام. وهذا التداخل قد يفسر بعض السمات الفريدة لتجربة الاقتراب من الموت، مثل الإحساس بالنشوة، فقدان السيطرة العضلية، والانفصال عن الجسد. ورغم أن نموذج NEPTUNE يُعد من أكثر النماذج شمولًا لفهم هذه الظاهرة حتى الآن، إلا أنه لا يقدم إجابات كاملة لكل الأسئلة المطروحة، فمثلاً لا تزال الآليات الدقيقة اللازمة لتحفيز هذه التجربة غير مفهومة بالكامل، كما لم يتمكن الباحثون من تفسير إحدى أكثر السمات غرابة في تقارير من مرّوا بهذه التجربة، وهي شعورهم العابر بمعرفة أمور مستقبلية لم تحدث بعد، وبينما يتواصل الجدل بين التفسيرات العلمية والدلالات الروحية، تفتح هذه الدراسة الباب لمقاربة أكثر عمقًا وفهمًا لتجارب يُعتقد منذ زمن طويل أنها لا تُفسر إلا بما وراء الطبيعة.


صقر الجديان
منذ 18 ساعات
- صقر الجديان
اختبار دم جديد يكشف سرطان القولون بدقة 95% في مراحله المبكرة
تعتمد الخزعات السائلة على تحليل عينة دم بسيطة للكشف عن علامات السرطان، بخلاف الخزعات التقليدية التي تتطلب إزالة قطعة من الأنسجة. لكنها تواجه تحديات في الكشف المبكر بسبب قلة كميات الحمض النووي الخاص بالخلايا السرطانية في الدم في مراحل المرض الأولى. وفي هذا الإطار، طور فريق البحث بقيادة الدكتور تشوان هي، اختبارا يستخدم الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين (RNA) بدلا من الحمض النووي (DNA) للكشف عن التغيرات الجينية المرتبطة بالسرطان. وأظهرت تجارب الاختبار على عينات دم لمرضى سرطان القولون والمستقيم دقة تصل إلى 95% في تحديد المرض، بما في ذلك في مراحله المبكرة. وتعتمد الخزعات السائلة التقليدية على الحمض النووي الخالي من الخلايا (cfDNA) الذي تفرزه خلايا الورم بعد موتها. لكن في المراحل المبكرة، تكون كمية هذا الحمض النووي منخفضة، ما يصعب الكشف الدقيق عن السرطان. ولذلك، قرر الباحثون الاعتماد على الحمض النووي الريبي الخالي من الخلايا (cfRNA) الذي يعكس النشاط الجيني المباشر للخلايا. وركز الفريق أيضا على دراسة تعديلات الحمض النووي الريبي، وهي تغييرات كيميائية تحسن استقراره وتعمل كمؤشرات ثابتة للنشاط الحيوي، بغض النظر عن كمية الحمض النووي الريبي في العينة. واكتشف الباحثون أن التحليل يشمل أيضا الحمض النووي الريبي الخاص بميكروبات الأمعاء، التي يتغير نشاطها استجابة للورم السرطاني. ومن خلال متابعة تعديلات الحمض النووي الريبي لهذه الميكروبات، تمكن الفريق من تحقيق حساسية أعلى للكشف المبكر. ويأتي هذا التطور وسط تراجع دقة الاختبارات التجارية الحالية، التي تعتمد على قياس كميات الحمض النووي في البراز، حيث تنخفض دقتها إلى أقل من 50% في المراحل المبكرة من السرطان، مقارنة بـ95% دقة الاختبار الجديد. وتفتح هذه النتائج آفاقا واعدة لتطوير طرق كشف غير جراحية أكثر حساسية وفعالية لمراقبة السرطان في مراحله الأولى، ما يعزز فرص العلاج الناجح ويقلل من الحاجة لإجراءات تشخيصية أكثر توغلا.


البوابة
منذ يوم واحد
- البوابة
أفضل العصائر الطبيعية لعلاج التعب والإرهاق وتجديد النشاط في الجسم
يبحث الكثيرون عن أفضل العصائر الطبيعية لعلاج التعب والإرهاق وتجديد النشاط في الجسم، وبصفة خاصة مع تزايد وتيرة الحياة اليومية، حيث يعاني الكثير من الأشخاص من التعب والإرهاق المزمن، سواء نتيجة ضغوط العمل، قلة النوم، أو سوء التغذية. وتبرز أهمية العصائر الطبيعية كحل صحي وآمن يساعد على تجديد الحيوية والنشاط وتعزيز الصحة العامة، حيث يحتاج الجسم إلى مصادر طبيعية تمدّه بالطاقة. أفضل العصائر الطبيعية لعلاج التعب والإرهاق لماذا العصائر الطبيعية مفيدة لمكافحة التعب؟ وتعد العصائر الطازجة مصدرًا غنيًا بالفيتامينات، المعادن، ومضادات الأكسدة، كما أنها سهلة الهضم وتُمتص بسرعة في الجسم، مما يجعلها خيارًا مثاليًا عند الشعور بالإجهاد. العناصر التي تجعل العصائر مفيدة لتجديد النشاط تشمل: فيتامين C الحديد والمغنيسيوم فيتامين B المركب مضادات الأكسدة السكر الطبيعي (الجلوكوز والفركتوز) أفضل 6 عصائر طبيعية تعالج الإرهاق وتمنح الجسم طاقة فورية عصير البرتقال الطازج غني بفيتامين C الذي يُعزز مناعة الجسم ويُقلل من الشعور بالتعب، كما يحتوي على السكر الطبيعي الذي يُمنح الجسم دفعة سريعة من الطاقة، ويُفضل تناوله صباحًا لبدء اليوم بحيوية. عصير البنجر (الشمندر) يعتبر البنجر من أقوى العصائر التي تعمل على تحسين تدفق الدم وزيادة الأكسجين الواصل للعضلات والدماغ، مما يساعد على التخلص من الشعور بالإرهاق سريعًا. عصير التفاح الأخضر التفاح غني بالسكريات الطبيعية والألياف ومضادات الأكسدة، ويساهم في تنشيط الجسم وتحسين التركيز الذهني. عصير السبانخ مع التفاح والليمون يعد من العصائر الخضراء الفعالة في محاربة الإرهاق، حيث يحتوي على الحديد والمغنيسيوم وفيتامين B، وهي عناصر ضرورية لإنتاج الطاقة في الجسم. عصير الجزر والزنجبيل الجزر غني بفيتامين A ومضادات الأكسدة، والزنجبيل ينشط الدورة الدموية ويُساعد على التخلص من الخمول. عصير الليمون والعسل يعتبر مزيج مثالي ينقي الجسم من السموم، ويرفع مستويات الطاقة بشكل طبيعي، ويُنصح به في بداية اليوم أو بعد يوم مرهق. نصائح لاستخدام العصائر في تعزيز النشاط اشرب العصير طازجًا للحصول على أقصى فائدة. تجنب إضافة السكر الصناعي، واستخدم العسل الطبيعي إذا لزم الأمر. دمج العصائر ضمن نظام غذائي متوازن يعزز نتائجها. يُفضّل تناول العصائر في الصباح أو بعد التمارين الرياضية. لا تعتمد على العصائر فقط، بل حافظ على النوم الجيد والراحة النفسية.