logo

لماذا تتجه شركات الأدوية الكبرى إلى الصين؟

الاقتصاديةمنذ 6 ساعات

صفقات ترخيص بمليارات الدولارات تعزّز موقع الصين كمركز رائد للتقنية الحيوية
وفرة المهندسين الشباب وانخفاض أجورهم في الصين تمنح قطاع التقنية الحيوية دفعة قوية
من الذكاء الاصطناعي إلى الصناعات الدفاعية، سجّلت الصين هذا العام إنجازات لافتة على غرار "ديب سيك"، في تأكيد متجدد على أنها لم تعد مصنعاً للعالم فحسب، بل أصبحت قوةً قادرةً على منافسة الولايات المتحدة تقنياً. واليوم، امتدت هذه الأضواء إلى قطاع التقنية الحيوية
.
في أواخر مايو، وافقت شركة "فايزر" على دفع مبلغ قياسي قدره 1.25 مليار دولار مقدّماً، لترخيص عقار تجريبي لعلاج السرطان من شركة "ثري إس بايو
" (3SBio)
في شنيانغ كما استثمرت 100 مليون دولار في أسهم الشركة المدرجة في بورصة هونغ كونغ. وبعد أسبوعين فقط، أعلنت "بريستول-مايرز سكويب
" (Bristol-Myers Squibb)
أنها ستدفع 1.5 مليار دولار غير مشروطة لشركة "بيونتك
" (BioNTech)
لترخيص عقار مشابه لمعالجة السرطان، وكسبت من ذلك "بيونتك" التي استحوذت أواخر العام الماضي على شركة "بيوثيوس
"(Biotheus)
الصينية التي طورت العقار مقابل 800 مليون دولار
.
حماسة استثمارية
باتت شركات الأدوية الكبرى ترى أكثر فأكثر في شركات التقنية الحيوية الصينية قوّة تحدث تحولاً في المشهد التقليدي. تفتح الصفقتان الأخيرتان الطريق أمام "فايزر" و"بريستول-مايرز سكويب" لمنافسة عقار "كيترودا
" (Keytruda)
من "ميرك آند كو
" (Merck & Co)
، الذي يُعد الدواء الأكثر مبيعاً في العالم. ويعتمد عقار "ثري إس بايو" على النهج العلاجي نفسه الذي طوّرته شركة "أكيسو
" (Akeso)
الصينية وتفوّق على "كيترودا" في إحدى التجارب السريرية. وكانت شركة "سوميت ثيرابيوتكس
" (Summit Therapeutics)
الأميركية قد حصلت على حقوق هذا العلاج في أواخر 2022 مقابل نصف مليار دولار مقدماً
.
أشعلت هذه الصفقات المليارية حماسة المستثمرين والمصرفيين، إذ قفز مؤشر "هانغ سنغ للتقنية الحيوية" بنحو 60% منذ بداية العام، مقارنة بتراجع نسبته 6.5% في مؤشر "ستاندرد آند بورز بيوتيك
".
سياسات ترمب
تنبئ المؤشرات بأن وتيرة الصفقات المتسارعة والزخم المتنامي لقطاع التقنية الحيوية في الصين لن تكون مجرّد موجة عابرة بل هي توجّه قابل للاستمرار تدفعه أساسياً السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب
.
فمع تهديد ترمب بخفض أسعار الأدوية المتوفرة بموجب وصفة طبية بنسبة "59% وأكثر"، إلى جانب اقتطاعات متوقعة في برنامجي "ميديكيد" و"ميديكير" ضمن مشروعه الضخم للضرائب والإنفاق، تواجه شركات الأدوية الكبرى خطر تراجع أرباحها. وقد يدفع ذلك هذه الشركات إلى تقليص نفقات البحث والتطوير التي تقوم بها داخلياً، والتوجّه إلى الصين، حيث تُعد التجارب البشرية في المراحل المبكرة أقل كلفة وأسهل تنفيذاً، رغم أوجه الشبه من حيث معايير السلامة
.
حتى الآن، ما يزال قطاع التقنية الحيوية بمنأى نسبياً عن الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب، ما يجعله ملاذاً آمناً في نظر المستثمرين العالميين. وفي حين تُستخدم المعادن الأرضية النادرة وتسليمات طائرات "بوينغ" كورقة ضغط تفاوضية، تُبقي بكين قطاع الصحة العامة خارج هذه الحسابات، فهي مستمرة باستيراد منتجات طبية أميركية، منها عقار "لوربرينا
" (Lorbrena)
لعلاج سرطان الرئة من "فايزر"، ولقاح "غارداسيل
" (Gardasil)
للوقاية من سرطان عنق الرحم من "ميرك". هذه العلاقة الطيبة مع بكين تتيح لشركات الأدوية الكبرى إبرام صفقات ترخيص مع شركاء محلّيين في السوق الصينية
.
كذلك، قد تسعى شركات الأدوية العالمية وصناديق رأس المال المغامر إلى شراء حصص في شركات التقنية الحيوية الصينية، تماماً كما فعلت "فايزر" الشهر الماضي. في ظل تراجع تمويل القطاع، بالأخص في الصين، تواجه الشركات الناشئة صعوبة في تطوير أدويتها بشكل مستقل، ما يدفعها للمطالبة بدفعات أولية كبيرة مقابل منح التراخيص، وهو ما يمدّ الشركات الغربية بقدرة تفاوضية أكبر لعقد صفقات بشروط مريحة
.
وفرة المهندسين
لكن ما نفع الابتكار بلا كفاءات بشرية؟ إن مكاسب الصين من المهندسين "يُرجحه تعاظمه خلال الأعوام المقبلة، في ظل سياسات البيت الأبيض المتشددة، التي تتوعّد بـ"إلغاء التأشيرات" للطلبة الصينيين في "الاختصاصات الحساسة
".
لقد انخفض عدد الطلاب الصينيين في الولايات المتحدة 22% مقارنة بذروته قبل الجائحة، ويُعزى ذلك في جزء كبير منه إلى تصاعد المشاعر المعادية للآسيويين خلال أزمة كوفيد. ومع استمرار هذا التوجه، قد يختار مزيد من الطلبة البقاء في الصين والانخراط في شركات ناشئة واعدة، بدلاً من متابعة تعليمهم في الجامعات الأمريكية
.
بيّن مجلس الدولة الصيني أن عدد المهندسين في البلاد ارتفع من 5.2 مليون في عام 2000 إلى 17.7 مليون بحلول 2020. وتُعدّ الهندسة والطب من أكثر التخصصات جذباً للطلاب في برامج الدراسات العليا
.
يشكّل من هم دون الثلاثين 44% من إجمالي المهندسين في الصين، مقارنة مع 20% فقط في الولايات المتحدة، وفقاً لبيانات جمعتها شركة "كاييوان سيكيوريتيز
" (Kaiyuan Securities).
ونتيجة لهذا الفارق الديموغرافي، لا تتجاوز أجور الباحثين في الصين نحو ثمن ما يتقاضاه نظراؤهم في الولايات المتحدة. بعبارة أخرى، المهندسون في الصين شباب، ومنخفضو التكلفة، ومتوفّرون بكثرة
.
فتجتمع بالتالي عدّة عوامل تصب في صالح القطاع، من شركات إستراتيجية تسعى إلى خفض التكاليف والاستعانة بمصادر خارجية للبحث، وسلطة تنظيمية محلية متساهلة نسبياً، وكفاءات بشرية تنافسية
.
لقد بدأ قطاع التقنية الحيوية في الصين يخطف الأنظار
.
خاص بـ "بلومبرغ"

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«أونكتاد» يُحذر: تراجع الاستثمار العالمي قد يتفاقم بسبب الرسوم الجمركية
«أونكتاد» يُحذر: تراجع الاستثمار العالمي قد يتفاقم بسبب الرسوم الجمركية

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

«أونكتاد» يُحذر: تراجع الاستثمار العالمي قد يتفاقم بسبب الرسوم الجمركية

ذكر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) في تقرير نُشر يوم الخميس، أن الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي انخفض للعام الثاني على التوالي في عام 2024، مع مخاوف من أن يكون هذا العام أسوأ حالاً في ظل زعزعة التوترات التجارية لثقة المستثمرين. ووفقاً لـ«أونكتاد»، انخفضت معاملات الاستثمار الأجنبي المباشر، التي لا تشمل العديد من الاقتصادات الأوروبية المرتبطة، بنسبة 11 في المائة، مما يشير إلى انخفاض كبير في نشاط الاستثمار الإنتاجي الفعلي. وأسهمت التوترات الجيوسياسية، وتجزئة التجارة، في انخفاض الاستثمار العام الماضي، إذ خلقت حالة من عدم اليقين، وصفتها الأمينة العامة لـ«أونكتاد»، ريبيكا غرينسبان، بأنها «سمّ» لثقة المستثمرين. وقالت غرينسبان لـ«رويترز»: «نحن أكثر قلقاً بشأن الوضع في عام 2025... نشعر بالفعل بأن الاستثمار متوقف... الرسوم الجمركية تؤثر على النمو»، مع إعطاء الأولوية لإدارة المخاطر قصيرة الأجل على الاستثمار طويل الأجل. وأوضح مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) أن توقعاته للاستثمار الدولي في عام 2025 سلبية بسبب التوترات التجارية. وتُظهر البيانات الأولية للربع الأول من عام 2025 انخفاضاً قياسياً في نشاط الصفقات والمشاريع. وعند إدراج العديد من الاقتصادات الأوروبية الرئيسية -التي تعمل مراكز وسيطة تمر عبرها الاستثمارات مؤقتاً قبل وصولها إلى وجهاتها النهائية- أظهرت البيانات أن الاستثمار الأجنبي المباشر ارتفع بنسبة 4 في المائة ليصل إلى 1.5 تريليون دولار. ومع ذلك، أشار «أونكتاد» إلى أن هذا الرقم يُخفي حقيقة أن جزءاً كبيراً من هذه الاستثمارات يمر عبر هذه الولايات القضائية فقط، وأنه غير مُنتج. وقال: «نشهد اتجاهاً مُقلقاً للغاية... فالاستثمار الذي يُؤثر تأثيراً حقيقياً على الوظائف والبنية التحتية آخذ في الانخفاض». وشهدت الاقتصادات المتقدمة انخفاضاً حاداً في الاستثمار، حيث انخفض بنسبة 58 في المائة في أوروبا. في المقابل، شهدت أميركا الشمالية زيادة بنسبة 23 في المائة في الاستثمار الأجنبي المباشر، بقيادة الولايات المتحدة، بينما وصلت دول جنوب شرق آسيا إلى ثاني أعلى مستوى مُسجل للاستثمار الأجنبي المباشر، بزيادة قدرها 10 في المائة، بما يُمثل 225 مليار دولار. وعلى الرغم من استقرار تدفقات رأس المال في الدول النامية بشكل عام، لاحظ مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، أن رأس المال لم يُضخ في القطاعات الحيوية المُولِّدة لفرص العمل، مثل البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا.

ريفز تدعو المستثمرين الأجانب إلى اعتبار بريطانيا «واحة استقرار»
ريفز تدعو المستثمرين الأجانب إلى اعتبار بريطانيا «واحة استقرار»

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

ريفز تدعو المستثمرين الأجانب إلى اعتبار بريطانيا «واحة استقرار»

دعت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز المستثمرين الأجانب إلى اعتبار بريطانيا «واحة استقرار» وسط الاضطرابات السياسية والاقتصادية العالمية، مؤكدة التزام الحكومة بتحقيق الاستقرار المالي وتعزيز الثقة في الاقتصاد البريطاني. وخلال كلمتها أمام مؤتمر لمستثمري السندات نظمته صحيفة «فاينانشال تايمز» يوم الثلاثاء، شددت ريفز على أن الحكومة الحالية تعمل على ترسيخ استدامة المالية العامة، مشيرة إلى إبرام اتفاقيات تجارية جديدة مؤخراً مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند، وفق «رويترز». وقالت: «في عصر تتزايد فيه حالة انعدام الأمن، آمل أن يُنظر إلى بريطانيا بشكل متزايد كواحة من الاستقرار؛ بلد يتمتع بسياسات اقتصادية مستدامة، واقتصاد قوي، وقواعد مالية صارمة وموثوقة». وكانت سمعة بريطانيا لدى المستثمرين قد تعرضت لهزة عنيفة في عام 2022، عندما شهدت سوق السندات اضطراباً حاداً عقب خطة الموازنة المثيرة للجدل التي طرحتها رئيسة الوزراء السابقة ليز تروس، التي لم تدم طويلاً في منصبها. وأجبر ذلك بنك إنجلترا على التدخل لاحتواء الأزمة. كما أسهم تصويت بريطانيا في عام 2016 على مغادرة الاتحاد الأوروبي، وما تلاه من مفاوضات تجارية شاقة، في إضعاف ثقة بعض المستثمرين بالاقتصاد البريطاني. وبينما تسعى الحكومة لتحقيق أهدافها المالية، فإنها تعتمد على هامش مناورة مالي يبلغ نحو 13.6 مليار دولار، إلا أن هذا الهامش يبقى عرضة للتآكل نتيجة ارتفاع تكاليف الاقتراض أو تباطؤ النمو الاقتصادي أو ظهور احتياجات إنفاق غير متوقعة. وعند سؤالها عمّا إذا كانت ترى أن المالية العامة البريطانية محصّنة من تداعيات التطورات السياسية العالمية، لا سيما في الولايات المتحدة أو الشرق الأوسط، أجابت ريفز بحذر: «لن أذهب إلى هذا الحد». كما استبعدت الوزيرة أي زيادات إضافية في الإنفاق الدفاعي قبل الانتخابات العامة المقبلة المقررة في عام 2029، مؤكدة التزام الحكومة بالوصول إلى نسبة إنفاق دفاعي تبلغ 2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، ارتفاعاً من 2.3 في المائة حالياً، بحسب ما أعلنه رئيس الوزراء كير ستارمر في فبراير (شباط) الماضي. وأضافت ريفز: «أي زيادة إضافية في الإنفاق الدفاعي ستكون من مسؤولية البرلمان المقبل».

إيران تواصل تصدير النفط وتنقل مخزونها العائم قرب الصين
إيران تواصل تصدير النفط وتنقل مخزونها العائم قرب الصين

أرقام

timeمنذ 3 ساعات

  • أرقام

إيران تواصل تصدير النفط وتنقل مخزونها العائم قرب الصين

تواصل إيران تحميل ناقلات النفط الخام بوتيرة منتظمة، مع اعتمادها على استراتيجية دقيقة لنقل جزء كبير من مخزونها العائم إلى السواحل القريبة من الصين، بحسب ما أفادت شركتا تتبّع سفن لوكالة "رويترز". يأتي هذا التحرك في وقت يُشكّل فيه الصراع المستمر منذ الأسبوع الماضي تحديًا جديدًا لإيران، التي تعتمد على "أسطول الظل" من الناقلات لتجاوز العقوبات الأمريكية المفروضة منذ 2018 بسبب برنامجها النووي. ورغم استهداف البنية التحتية للطاقة في كل من إيران وإسرائيل، بما في ذلك حقل "بارس الجنوبي" الإيراني ومصفاة حيفا الإسرائيلية، إلا أن منشأة التصدير الأساسية في جزيرة خرج لا تزال تعمل. وقال "همايون فلكشاهي" المحلل لدى شركة "كبلر"، إن عمليات التحميل هذا الأسبوع اقتصرت فقط على الرصيف الشرقي للجزيرة، في حين تُرك الرصيف الغربي، الأقرب للمياه المفتوحة، غير مستخدم. وفي ظل التهديدات، نقلت إيران جزءًا من مخزونها العائم، البالغ نحو 40 مليون برميل موزعة على 36 ناقلة، باتجاه السواحل الصينية، لتقليل مخاطر تعطل الإمدادات، بحسب شركة "فورتكسا" المتخصصة في تتبع حركة الشحن. وأوضحت الشركة أن نحو 10 ناقلات تحمل 8 ملايين برميل من النفط الإيراني باتت راسية قبالة الساحل الصيني مباشرة، بعد أن كانت سابقًا قرب سنغافورة، حيث لا يزال هناك حوالي 20 مليون برميل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store