
فرنسا: المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية يعترض على حله ويعلن عن لجوئه للقضاء
بعد مرور أكثر من أسبوع على إعلان تجميد أصولها، تواجه المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH) إجراءات حل محتملة. وفي بيان صدر مساء الاثنين، وصفت المؤسسة التي تتخذ من سان ليجيه دو فوجيريه مقراً لها، هذه الإجراءات بأنها «خطيرة في عواقبها» واعتبرتها «غير مفهومة بالنظر إلى [مهمتها]».
وأكدت IESH أنه في حال اتخاذ قرار فعلي بالحل، ستقوم بتقديم طعن فوري أمام المحاكم الإدارية المختصة. ووصفت نفسها بأنها «أكبر مؤسسة للتعليم اللاهوتي الإسلامي في أوروبا»، محذرة من الفراغ الذي سيحدثه إغلاقها. وأشارت إلى أنها قامت بتدريب آلاف الطلاب الذين يعملون اليوم في مجالات التعليم والخدمات الاجتماعية والدينية في فرنسا.
ونفت المؤسسة أي انحراف في مسارها، مشيرة إلى «مسارات مثالية» وتعليم يُعد، وفقًا لها، «حصنًا فكريًا وتربويًا ضد القراءات المنحرفة للنصوص الدينية». وأكدت IESH أنها تتبع نهجًا «نقديًا وسياقيًا ومسؤولًا» للمصادر الإسلامية، بهدف تفكيك الخطابات المتطرفة بدلاً من تغذيتها.
وأضاف البيان أن إغلاق المعهد سيكون «غير منتج»، حيث قد يؤدي إلى تعريض المتعلمين لمحتويات غير مراقبة، خاصة عبر الإنترنت، أو إلى دورات تدريبية أجنبية تفتقر إلى الرقابة. وأكدت IESH انفتاحها على الحوار مع الدولة، مشيرة إلى توقيعها على ميثاق الإسلام في فرنسا وإقامة شراكات جامعية.
وأكد المعهد: «إذا كانت هناك حاجة إلى تعديلات، فنحن مستعدون للقيام بها»، مشيرًا إلى أن الحل سيكون «إشارة سلبية» موجهة إلى جزء من المجتمع المشارك في العيش المشترك.
يُذكر أنه في منتصف يونيو، أشار تقرير إداري إلى الروابط المزعومة لـ IESH مع جماعة الإخوان المسلمين وانتقد غياب التعددية في تعليمها. وقد نُفذت عملية تفتيش في ديسمبر 2024 في إطار تحقيق بشأن غسيل الأموال وإساءة الأمانة والتمويل الأجنبي غير المعلن. ولم تعلن السلطات بعد عن الموعد الذي يمكن فيه اتخاذ قرار نهائي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يا بلادي
منذ 12 ساعات
- يا بلادي
ديجون تستضيف اللقاءات الإقليمية للإسلام في فرنسا
انعقدت النسخة الخامسة من الملتقيات الإقليمية للإسلام في فرنسا يوم الاثنين 23 يونيو 2025 في مقر محافظة كوت دور، بحضور ممثلين عن الديانة الإسلامية، ومسؤولين منتخبين، وأكاديميين، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، إلى جانب خدمات الدولة. ترأس اللقاء رئيس منطقة بورغوني-فرانش-كونتي ورئيس كوت دور، بول مورييه، حيث أُعتبرت هذه الفعالية خطوة هامة نحو تعزيز الحوار بين الدولة والفاعلين في الإسلام بفرنسا، وفقاً لما ذكرته الوسائل الإعلامية المحلية. يأتي هذا الحدث في إطار منتدى الإسلام في فرنسا. ووفقاً لنفس المصادر، تركزت هذه النسخة حول أربعة محاور رئيسية: "أمن دور العبادة ومكافحة الأعمال المعادية للمسلمين" في ظل تزايد أفعال الكراهية؛ "الإدارة القانونية والمالية للجمعيات الدينية المسلمة" لضمان الشفافية والامتثال لقانون 1905؛ "تنظيم الأمانات واحترافية الأئمة"، وهو تحدٍ أساسي لتوفير توجيه روحي يتناسب مع الاحتياجات؛ وأخيراً، "الهيكلة الإقليمية والتعاون بين الجمعيات" لتعزيز التنسيق المحلي بشكل أفضل. وقد وُصفت المناقشات بأنها غنية وبناءة. من المتوقع أن تسهم هذه التفاعلات في أعمال المجموعات الوطنية لمنتدى الإسلام في فرنسا، بهدف اقتراح "حلول مشتركة على المستوى الوطني".


المغرب اليوم
منذ 16 ساعات
- المغرب اليوم
التحلّل...
بعد هزيمة 1967 ظهر ميل قويّ، في الفكر السياسيّ العربيّ، إلى التحلّل والتعرّي من كلّ ما أنجبته الحداثة أو التنظيم الحديث للسياسة والاجتماع، واشتهاء العودة إلى ما قبلهما. فقد ذاع صيت النقد الإسلامويّ الذي تصدّرته معادلة شهيرة: «تخلّينا عن الله فتخلّى الله عنّا»، وكانت المعادلة هذه سيّدة التفاسير الإسلامويّة للنكسة. إلاّ أنّ نقد اليسار المتطرّف لم يكن أقلّ إصراراً على ذاك التحلّل، وإن من داخل منظومة وعي أخرى. فلكي نردّ على الهزيمة لا بدّ، وفق هذا النقد، من إحلال حرب العصابات محلّ الحرب الكلاسيكيّة، وتالياً محلّ الدول القائمة وسيادتها وأجهزتها وقياداتها الاجتماعيّة، وخصوصاً محلّ جيوشها التي لا تستحقّ إلاّ التسريح. وفي هذا السياق سُطّرت صفحات في مديح الطبيعة الأولى، غاباتٍ وهضاباً ومستنقعاتٍ، بوصفها الأمكنة المثلى لخوض «حروب الشعب طويلة الأمد». واكتسب هذا الميل إلى التحلّل أرضاً جديدة مع صعود الممانعة والممانعين في الثمانينات. فهم نفّذوا فعليّاً إبدال الدول والجيوش بالميليشيات، وإحلالَ محور عابر للحدود الوطنيّة، تقبع زعامته في طهران، محلّ الأساسَ الوطنيّ للدول وللقضيّة الفلسطينيّة سواء بسواء. كما أنّهم رذلوا ما تبقّى من فكرة الوطنيّة ليمجّدوا صيغة أو أخرى من الإسلام السياسيّ، فيما أعادوا إلى الحياة أشكالاً في التبادل الاقتصاديّ نحّتها القوانين جانباً. والحال أنّ الوجهة هذه تستفحل اليوم وتعاود ربط شطر عريض من فكرنا السياسيّ بالفكر الذي استمرّت سطوته ما بين أواخر عهد السلطنة العثمانيّة وقيام الدولة الحديثة. فمن جمال الدين الأفغاني ومحمّد عبده ورشيد رضا إلى «الإخوان المسلمين» وشكيب أرسلان...، قُدّمت «العودة» إلى ماضٍ ما بوصفها ندّ الانعتاق ومعانقة المستقبل. صحيح أنّ المذكورين أعلاه ليسوا قالباً واحداً عديم التفاوت، إذ أنّ بعضهم توهّم استلهام الإصلاح الدينيّ البروتستانتيّ في عودته إلى «الكتاب المقدّس». لكنّ الصحيح ايضاً أنّ الصراع مع الآخر، أي الغرب ثمّ إسرائيل، كان العنصر الحاسم في الصورة التي رسموها عن الذات والعالم، وعن الماضي والمستقبل. على أنّ الذاكرة تعود بنا إلى حالات لم تكن الأمور فيها على هذا النحو من الإغلاق. فمثلاً بعد أشهر على نكبة 1948 وقيام إسرائيل، أصدر قسطنطين زريق كتابه «معنى النكبة» فأكّد، بين ما أكّده، على أهميّة اكتساب العرب المعارف العلميّة والتقنيّة. لا بل كاد زريق يقطع بأنّ النكبة كانت حتميّة تبعاً للعزوف عن اكتساب تلك المعارف. وإذ قرئ هذا الكتاب على نطاق واسع، وتأثّر به كثيرون، فبعد قرابة عشرين عاماً، ومع وقوع نكسة 1967، عاد المؤلّف نفسه إلى فكرته إيّاها في كتابه «معنى النكبة مجدّداً»، فأكّد عليها بقوّة أكبر. وقد يقال بحقّ إنّ قدراً معتبراً من التبسيط والسذاجة والتبشير حفّ بتلك الأطروحات، إلاّ أنّها، مع هذا، خالفت السائد في اعتبارها أنّ المطلوب هو أن نضيف شيئاً إلى ما نحن فيه، وليس أن نُنقص منه شيئاً. ذاك أنّ السير إلى أمامٍ (وقد درج مثقّفو ذاك الزمن على تسمية ذاك الأمام بـ»النهضة»)، إنّما يغلب العودة إلى ما قطَعَنا عنه الزمن الحديث. بيد أنّ الحرب الأخيرة – الراهنة حسمت الأمور على نحو لم يعد يرقى إليه شكّ، فيما يصعب على مُعالج أن يعالجه. فعن «طوفان الأقصى» تفرّع، ولا يزال يتفرّع، طوفان من هجاء «الغرب» والحضارة والتقدّم بوصفها كلّها مجرّد خِدَع لإخضاعنا وإذلالنا. ومع ضربة «البايجرز» الإسرائيليّة في لبنان، ثمّ حرب إسرائيل على إيران، تعاظم الميل إلى التعرّي من العلم والتقنيّة بوصفهما لا أكثر من أدوات لقتلنا. هكذا راح تعبير «لقد كفرنا بـ» يجتاح النصّ السياسيّ العربيّ المصاب بالتأوّه والحسرات، ولم يتردّد مثقّفون ينسبون أنفسهم إلى هذه المدرسة الحداثيّة أو تلك في إعلان اعتدادهم بعصور الإمبراطوريّات القديمة التي أقامتها «حضاراتنا العظيمة» في فارس أو ما بين النهرين أو سواهما. فحيال تلك الحضارات تتضاءل وتبهُت سيطرة تقنيّة تمارسها أمم خانتها الأصالة والعراقة، إذ أنّ تلك الأمم «المعادية» لم تولد إلاّ قبل يومين أو ثلاثة في عمر التاريخ. ولمّا مضى الموقف من العالم ينبثق من رحم الحرب والعصبيّة، غدا العلم والتقنيّة وكلّ ما تتفوّق فيه أميركا وإسرائيل أقرب إلى عشيرة مكروهة «نتغلّب» على واقعها الطاغي بأوهام الإمبراطوريّات سحيقة القِدم، أو بما نعلنه تحوّلاتٍ جبّارة تزوّدنا بها صورة أو عبارة أو احتجاج طلاّبيّ غاضب. يزيد البؤس بؤساً أنّ التحلّل السياسيّ، في هذه الغضون، يضرب المشرق العربيّ على نحو مزلزل على شكل بلدان أضعف وأفقر تبحث كلّها عن إعادة إعمارها وعن وقف التصدّع المتعاظم الذي يضرب وحدة جماعاتها. وإذ يترافق صمت المَدافع مع بقاء المذبحة في غزّة موضوعاً «غامضاً»، وهي الأصل المفترض، يتّضح أنّ الهدف الذي بسببه «كفرنا بالعالم» يدور حول مصائر النظام الإيرانيّ. وهذا سبب وجيه لمواجهة الخديعة الفعليّة التي خُدعناها، علّنا إذا واجهناها باشرنا التصدّي لتحلّلنا المتمادي.


يا بلادي
منذ 2 أيام
- يا بلادي
فرنسا: المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية يعترض على حله ويعلن عن لجوئه للقضاء
بعد مرور أكثر من أسبوع على إعلان تجميد أصولها، تواجه المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH) إجراءات حل محتملة. وفي بيان صدر مساء الاثنين، وصفت المؤسسة التي تتخذ من سان ليجيه دو فوجيريه مقراً لها، هذه الإجراءات بأنها «خطيرة في عواقبها» واعتبرتها «غير مفهومة بالنظر إلى [مهمتها]». وأكدت IESH أنه في حال اتخاذ قرار فعلي بالحل، ستقوم بتقديم طعن فوري أمام المحاكم الإدارية المختصة. ووصفت نفسها بأنها «أكبر مؤسسة للتعليم اللاهوتي الإسلامي في أوروبا»، محذرة من الفراغ الذي سيحدثه إغلاقها. وأشارت إلى أنها قامت بتدريب آلاف الطلاب الذين يعملون اليوم في مجالات التعليم والخدمات الاجتماعية والدينية في فرنسا. ونفت المؤسسة أي انحراف في مسارها، مشيرة إلى «مسارات مثالية» وتعليم يُعد، وفقًا لها، «حصنًا فكريًا وتربويًا ضد القراءات المنحرفة للنصوص الدينية». وأكدت IESH أنها تتبع نهجًا «نقديًا وسياقيًا ومسؤولًا» للمصادر الإسلامية، بهدف تفكيك الخطابات المتطرفة بدلاً من تغذيتها. وأضاف البيان أن إغلاق المعهد سيكون «غير منتج»، حيث قد يؤدي إلى تعريض المتعلمين لمحتويات غير مراقبة، خاصة عبر الإنترنت، أو إلى دورات تدريبية أجنبية تفتقر إلى الرقابة. وأكدت IESH انفتاحها على الحوار مع الدولة، مشيرة إلى توقيعها على ميثاق الإسلام في فرنسا وإقامة شراكات جامعية. وأكد المعهد: «إذا كانت هناك حاجة إلى تعديلات، فنحن مستعدون للقيام بها»، مشيرًا إلى أن الحل سيكون «إشارة سلبية» موجهة إلى جزء من المجتمع المشارك في العيش المشترك. يُذكر أنه في منتصف يونيو، أشار تقرير إداري إلى الروابط المزعومة لـ IESH مع جماعة الإخوان المسلمين وانتقد غياب التعددية في تعليمها. وقد نُفذت عملية تفتيش في ديسمبر 2024 في إطار تحقيق بشأن غسيل الأموال وإساءة الأمانة والتمويل الأجنبي غير المعلن. ولم تعلن السلطات بعد عن الموعد الذي يمكن فيه اتخاذ قرار نهائي.