logo
هل تؤثر قيود الهجرة على الاستثمار في المملكة المتحدة؟

هل تؤثر قيود الهجرة على الاستثمار في المملكة المتحدة؟

Independent عربيةمنذ 8 ساعات
مطلع يونيو (حزيران) الجاري نشرت صحيفة الـ"ديلي تليغراف" خبر بيع المستثمرة العقارية الكويتية فوزية مبارك الحساوي منزلاً يطل على حديقة هايد بارك بمبلغ 28 مليون جنيه إسترليني (38 مليون دولار)، مخفضة السعر الذي عرضته به بنحو مليوني جنيه إسترليني (2.7 مليون دولار) كي تتمكن من البيع.
وكان العقار المسجل على أنه "أثر من الدرجة الثانية" تم شراؤه عام 2019 بأكثر من 32 مليون جنيه إسترليني (43 مليون دولار).
لا يمكن اعتبار هذه الحال دليلاً على تراجع أرباح المستثمرين العرب في بريطانيا، فسوق العقار تتذبذب بين الارتفاع والانخفاض خصوصاً في العقارات العالية السعر التي تساوي ملايين عدة من الجنيهات.
وما زالت مشتريات الأجانب تشكل نسبة 20 في المئة من نمو القطاع العقاري البريطاني، ومنذ نهاية العام الماضي 2024 تشير كثير من التقارير إلى أن الاهتمام العربي، خصوصاً الخليجي، بقطاع العقار البريطاني والاستثمار فيه يعود بقوة.
وتسعى الحكومة البريطانية إلى زيادة الاستثمارات الخليجية القادمة إلى البلاد، حتى في ظل تعديلات قوانين الإقامة والضرائب التي تغيرت في العامين الأخيرين، لذا فإن الاتفاق المتوقع بين بريطانيا ودول مجلس التعاون الخليجي يتضمن بنداً مهماً خاصاً بتسهيلات تأشيرات رجال الأعمال الخليجيين وبعض الإعفاءات من شروط أخرى.
تسهيلات الاستثمار في بريطانيا
ومنذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" عام 2020 وهي تسعى إلى جذب الاستثمارات الخارجية باتفاقات جديدة، وتتعهد الحكومة، من حكومة "المحافظين" السابقة وحكومة "العمال" الحالية، بتعديل القوانين واللوائح والقواعد المنظمة للاستثمار بعيداً عما يوصف بأنها "تعقيدات بيروقراطية أوروبية" تحررت منها بريطانيا نتيجة "بريكست".
إلا أن كثيراً من تلك الوعود إما لم تتحقق أو أن ما تحقق منها لم يؤد إلى زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر كما كان مأمولاًـ قد يرجع ذلك إلى أن الاتحاد الأوروبي ككتلة كان صاحب النصيب الأكبر من الاستثمار الأجنبي المباشر في بريطانيا، أما الدولة الفردية التي لها أكبر حصة من الاستثمار الأجنبي المباشر في بريطانيا فهي الولايات المتحدة.
بينما، تأتي دول مجلس التعاون الخليجي في المرتبة الرابعة بين أكبر المستثمرين في بريطانيا، وتظل بريطانيا واحدة من وجهات الاستثمار المهمة عالمياً، ذلك نتيجة تراث طويل وعميق من الخبرات المالية والتشريعات والقوانين والقواعد واللوائح المنظمة للاستثمار والأعمال، إلى جانب الخبرات القانونية في حماية الأموال والعدالة والشفافية.
كان البند الأهم في برنامج حزب "العمال" الانتخابي العام الماضي هو زيادة النمو الاقتصادي عبر جذب الاستثمار الخارجي المباشر ودعم النشاط الاقتصادي، لكن السياسة الاقتصادية لحكومة رئيس الوزراء كير ستارمر ووزيرة خزانته راتشيل ريفز لم تحقق أياً من ذلك حتى الآن، بل إن ما أدخلته من تغييرات على النظام الضريبي لسد عجز الموازنة وعلى نظام التأشيرات والإقامة للحد من الهجرة دفع المستثمرين إلى التردد والقلق.
إنما في ظل سياسات حمائية وانعزالية ورسوم إضافية في كثير من الدول، وفي مقدمها أكبر اقتصاد في العالم بالولايات المتحدة، تبقى بريطانيا نسبياً ذات مناخ استثماري معقول بالمقارنة، ومما يشجع الأجانب على الاستثمار في بريطانيا سهولة تأسيس شركة في البلاد، إذ يمكن عمل ذلك من دون جهد كبير بالتقديم عبر الإنترنت لدى هيئة تسجيل الشركات "Companies House" برسوم قليلة جداً شرط أن يكون هناك حساب مصرفي وعنوان مكان في بريطانيا، ولا يحتاج صاحب الشركة إلى أن يكون مقيماً في بريطانيا، على أن يعين لها مديراً مقيماً أو مواطناً يسجل اسمه في الطلب.
منذ العام الماضي بدأت السلطات البريطانية تشدد من إجراءات تسجيل الشركات مع اكتشاف كثير من حالات النصب بتسجيل شركات وهمية من قبل أجانب في الخارج، مع ذلك تظل عملية تأسيس شركة في بريطانيا أسهل بكثير من دول أخرى متقدمة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الاستثمار في العقار
الأمر الثاني، هو الإغراء الذي يمثله قطاع العقار البريطاني للمستثمرين الأجانب باعتباره واحداً من أهم قطاعات العقارات في العالم، ليس فحسب بسبب زيادة أسعار العقار واستقرار السوق النسبي، إنما أيضاً لوجود سوق تأجير للعقارات تضمن في معظم الأحيان عائداً بما بين ثلاثة وسبعة في المئة في المتوسط على الاستثمار في العقار المؤجر.
في العقود الأخيرة من القرن الماضي كانت معظم الاستثمارات العربية في لندن، خصوصاً في مجال العقار، تأتي من الكويت وإلى حد ما العراق، ثم طغت الاستثمارات السعودية والإماراتية والقطرية بعد ذلك، صحيح أن هناك استثمارات لبعض الأثرياء من دول شمال أفريقيا، إلا أن القدر الأكبر من الاستثمارات العربية في لندن هي استثمارات خليجية.
وعلى رغم أن مشتري بيت أو عقار في بريطانيا لا يمنح حق الإقامة أو الحصول على الجنسية في ما بعد بصورة تلقائية، فإنه يعد من الأصول الآمنة إلى حد كبير، لكن تشديد إجراءات التحقق من مصادر الأموال للمشترين من الخارج إضافة إلى التغيير في ضريبة الدمغة العقارية، بزيادة النسبة إلى المشتري الأجنبي بمقدار اثنين في المئة عن المقيم والمواطن، وغير ذلك أدى إلى تردد المستثمرين الأجانب في العقار البريطاني.
إذا كان شراء العقار ليس للسكن كمقر أساس للمشتري يعد استثماراً جيد العائد نسبياً مقارنة بقطاع العقار في دول كثيرة أخرى، إذ إنه مع ارتفاع أسعار البيوت وأسعار الفائدة العالية أصبح توجه المقيمين في بريطانيا إلى استئجار المساكن أكثر من الإقبال التقليدي على شرائها وتملكها، ومن ثم تظل سوق التأجير جيدة إلى حد كبير.
أيضاً، استثمار الأجنبي في العقار هو أحد صور الاستثمار التي يمكن الاستناد إليها للتقدم بطلب تأشيرة كمستثمر (يحتاج ذلك إلى الاستشارة من شركة قانونية أو متخصصي الهجرة والجنسية)، فعلى رغم أن الحكومة عدلت تأشيرة "رجال الأعمال" التي تمنح للمستثمرين، فإن الشروط المرتبطة بها ظلت كما هي بعد تحويلها إلى تأشيرة مبتكرين ومؤسسي أعمال ناشئة، ويحتاج تأسيس أعمال ناشئة إلى استثمار ما بين 50 و200 ألف جنيه إسترليني (من 68 إلى 271 ألف دولار).
وجهات الاستثمار الجديدة
في الأعوام الأخيرة، لم تعد الاستثمارات العربية والخليجية تنصب أساساً على العقار، بل تنوعت من شراء أصول رياضية وترفيهية إلى استثمارات في شركات تكنولوجية وحصص في شركات خدمات وغيرها، وبحسب أحدث تقرير عن الاستثمار الأجنبي المباشر في مكتبة مجلس العموم (البرلمان البريطاني) فإن حجم أصول الاستثمار الأجنبي في بريطانيا يزيد قليلاً على تريليوني جنيه إسترليني (2.8 تريليون دولار).
وبحسب تقارير صحافية مختلفة في العام ونصف العام الأخيرين، يقدر حجم الأصول الاستثمارية لدول الخليج في بريطانيا بنحو ربع تريليون جنيه إسترليني (340 مليار دولار)، تحظى الاستثمارات السعودية بالنصيب الأكبر، تليها الاستثمارات القطرية ثم الإماراتية والكويتية، ويظل الاستثمار العقاري يمثل حصة جيدة من تلك الاستثمارات.
ومن القطاعات الأخرى التي تمثل فرصاً استثمارية في بريطانيا غير العقار وسوق الأسهم والأوراق المالية ما يمكن وصفه "الاقتصاد الجديد"، مثال على ذلك مشروعات الطاقة المتجددة والابتكار التكنولوجي في المجالات المختلفة من الصناعات العسكرية إلى التكنولوجيا الطبية، وفي ظل التحولات الاقتصادية التي تشهدها دول عربية، خصوصاً دول الخليج النفطية التي تعمل على تنويع اقتصادها بعيداً من قطاع الطاقة فمجالات الاستثمار المتبادل في تلك القطاعات الجديدة واعدة جداً، وهذا ما تراهن عليه الحكومة البريطانية في جذب الاستثمارات من دول الخليج وغيرها.
استثمار في اتجاهين
لكن الاستثمار بين بريطانيا ودول المنطقة ليس في اتجاه واحد، أي ليس فحسب استثمارات خليجية تأتي إلى بريطانيا، بل هناك أيضاً جذب استثمار خليجي لرؤوس أموال وصناديق تتخذ من بريطانيا مقراً لها، إضافة إلى خروج كبار المستثمرين والأثرياء من بريطانيا بعد التعديلات الأخيرة للقوانين وتوجههم إلى الخليج، خصوصاً الإمارات والسعودية.
ومنذ العام الأخير لحكومة حزب "المحافظين" السابقة وخلال عام من حكم حزب "العمال" الحالي تغيرت قوانين الإقامة للأجانب في بريطانيا وشروط منح الإقامة الدائمة والتقدم للحصول على الجنسية وكذلك استقدام الأهل بالنسبة إلى المقيم، وتغيرت قوانين الضرائب، سواء ضرائب الدخل التي أصبحت تطاول الدخل من الخارج للمقيم في بريطانيا وكذلك ضريبة أرباح رأس المال على الأصول في الخارج وحتى ضريبة الإرث (التركات) على تركة المقيم حتى لو خارج البلاد.
بدأ ذلك بالإلغاء الجزئي لنظام التسجيل الضريبي في الخارج للمقيمين في بريطانيا من قبل وزير الخزانة السابق لحكومة المحافظين جيريمي هنت، ثم ألغت وزيرة الخزانة الحالية راتشيل ريفز نظام الإقامة الضريبية في الخارج "Non Domicile" تماماً، فمن قبل، كان المقيم أو المواطن البريطاني لا يدفع ضرائب على دخله أو ضرائب أرباح رأس المال على دخله في الخارج ما دام مسجلاً عنوانه الضريبي الأصلي خارج بريطانيا، إنما يدفع فحسب نسبة ضريبية أقل لدى تحويل تلك الأموال إلى بريطانيا.
الآن، تم إلغاء نظام التحويل هذا بالكامل، ودفعت هذه التغييرات كثيراً من الأثرياء المقيمين في بريطانيا إلى مغادرتها والذهاب إلى دول ومناطق توفر تسهيلات ضريبية للأجانب ولا تحصل ضرائب أو رسوماً على أصولهم في الخارج مثل إيطاليا ومنطقة الخليج.
الإقامة والضرائب
ومع الأول من أبريل (نيسان) عام 2023 رفعت الحكومة البريطانية ضريبة الشركات من نسبة 19 في المئة إلى 25 في المئة، وينطبق ذلك على الشركات التي تزيد أرباحها السنوية على 250 ألف جنيه إسترليني (340 ألف دولار)، أما الشركات ذات الربح الأصغر أي أقل من 50 ألف جنيه إسترليني (68 ألف دولار) فنسبة ضريبة الشركات عليها هي 19 في المئة.
وفي ظل التعديلات الجديدة للقوانين، تنطبق أنواع الضرائب المختلفة على المقيمين الذين تنطبق عليهم شروط "السنة الضريبية"، ومن بين تلك الضرائب التي تحصل على الأصول في بريطانيا أو خارج بريطانيا، ضريبة أرباح رأس المال وهي الربح الذي تجنيه من فارق سعر الشراء عن سعر البيع حين تتخلص من أصول تمتلكها، سواء كانت أسهماً أو سندات أو عقارات أو غيرها من الأصول.
كذلك ضريبة الإرث التي تحصلها الخزانة البريطانية على تركة المتوفى التي تتجاوز حد الإعفاء وهو 325 ألف جنيه إسترليني (440 ألف دولار).
وتبلغ نسبة ضريبة الإرث 40 في المئة على قيمة التركة التي تزيد على حد الإعفاء، ويعفى منها المسكن الأساس، إذا أوصى به المتوفى للشريك (الزوجة أو الزوج) أو للجمعيات الخيرية أو لناد رياضي شعبي للهواة.
أما ضريبة أرباح رأس المال فتراوح نسبتها ما بين 18 و24 في المئة، تزيد إلى نسبة 32 في المئة إذا كانت على ما تسمى "الفائدة المرحلة" ويتعلق ذلك فحسب بنسب أرباح يحصل عليها مديرو محافظ الاستثمار والصناديق الاستثمارية خصوصاً صناديق رأس المال الخاص.
وتظل هناك بعض الثغرات في القوانين يمكن للمستثمر، باستخدام مستشاري الضرائب والقانون، أن يحصل عبرها على إعفاءات ضريبية إما بتقليل النسب أو استبعاد بعض العائدات من الضريبة خصوصاً لو كانت نتيجة أعمال في الخارج قام بها وهو ليس مقيماً في بريطانيا بما يؤهله للخضوع للضرائب.
حتى الآن، يظل بإمكان من يقيم في بريطانيا لمدة 10 أعوام أن يتقدم للحصول على تأشيرة الإقامة الدائمة التي أصبحت الآن تسمى "تسوية وضع"، كذلك فإن من يقيم ويعمل بتأشيرة عمل لدى دخوله يمكنه التقدم للحصول على التسوية بعد خمسة أعوام. أما من يحمل تأشيرة رجل أعمال فيمكنه التقدم للإقامة الدائمة أو التسوية، بعد عامين أو ثلاثة أعوام، ويمكن في حال تلبية متطلبات التجنيس التقدم بعد ذلك للحصول على الجنسية البريطانية.
في منتصف مايو (أيار) الماضي، طرحت حكومة كير ستارمر تعديلات على قواعد التأشيرات والإقامة والجنسية للتشاور قبل أن تعدل القوانين واللوائح. وبحسب ما نشر على موقع مجلس اللوردات (الغرفة العليا من البرلمان البريطاني) فإن التعديلات تتضمن تشديداً أكثر، إلا أن ذلك التشديد يطاول العاملين، حتى المهنيين المهرة منهم، أكثر من رجال الأعمال أو المستثمرين، فمن يحمل تأشيرة رجل أعمال التي تغيرت إلى تأشيرة مبتكر أو مؤسس شركة ناشئة يمكنه التقدم للإقامة الدائمة أو التسوية، بعد عامين أو ثلاثة عوام، ويمكن في حال تلبية متطلبات التجنيس التقدم بعد ذلك للحصول على الجنسية البريطانية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب يوقّع تشريع خفض الضرائب والإنفاق ليدخل حيز التنفيذ
ترمب يوقّع تشريع خفض الضرائب والإنفاق ليدخل حيز التنفيذ

الوئام

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوئام

ترمب يوقّع تشريع خفض الضرائب والإنفاق ليدخل حيز التنفيذ

يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للتوقيع على حزمة ضخمة من تخفيضات الضرائب والإنفاق لتصبح قانونًا خلال مراسم تقام اليوم الجمعة في البيت الأبيض، وذلك بعد يوم واحد من موافقة مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون على التشريع بفارق ضئيل. ومن شأن مشروع القانون، الذي سيوفر التمويل لحملة ترمب الصارمة على الهجرة، أن يجعل من التخفيضات الضريبية التي أُقرت عام 2017 أمرًا دائمًا وسط توقعات بأن يحرم ملايين الأمريكيين من التأمين الصحي، وأُقر التشريع بأغلبية 218 صوتًا مقابل 214 بعد نقاش محتدم في مجلس النواب. ومن المتوقع أن تقام مراسم التوقيع اليوم الجمعة في حوالي الساعة الخامسة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة خلال احتفالية في البيت الأبيض بمناسبة عيد الاستقلال. ومن المتوقع أن تشهد المراسم استعراضًا جويًا لطائرات شبح ومقاتلات شاركت في الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية في إيران الشهر الماضي. ويمثل إقرار مشروع القانون انتصارًا كبيرًا لترمب وحلفائه الجمهوريين، الذين قالوا إنه سيعزز النمو الاقتصادي لكنهم نفوا تحليلاً توقع أن يضيف التشريع 3.4 تريليون دولار إلى ديون البلاد البالغة 36.2 تريليون دولار. وفي منشور على منصة 'إكس' أمس الخميس، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت 'السياسات المؤيدة للنمو في هذا التشريع التاريخي ستؤدي إلى طفرة اقتصادية لم نشهد مثلها من قبل'.

OpenAI توقع اتفاقًا تاريخيًا مع 'أوراكل' بـ 30 مليار دولار
OpenAI توقع اتفاقًا تاريخيًا مع 'أوراكل' بـ 30 مليار دولار

صحيفة مال

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة مال

OpenAI توقع اتفاقًا تاريخيًا مع 'أوراكل' بـ 30 مليار دولار

كشفت مصادر مطلعة عن إبرام شركة OpenAI صفقة غير مسبوقة مع عملاق التكنولوجيا Oracle، لاستئجار قدرات حوسبة سحابية ضخمة تصل إلى 4.5 جيجاواط، في اتفاق سنوي تتجاوز قيمته 30 مليار دولار، ما يجعلها واحدة من أكبر صفقات الحوسبة في تاريخ الذكاء الاصطناعي حتى اليوم. وتأتي هذه الخطوة ضمن التوسع السريع لمشروع 'Stargate'، الذي أطلقته OpenAI بالشراكة مع شركة SoftBank مطلع هذا العام، ويهدف إلى إنشاء بنية تحتية فائقة القدرة لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، ومواكبة الطلب المتزايد على خدمات مثل ChatGPT، المستخدمة على نطاق عالمي متنامٍ. وستقوم Oracle بموجب الاتفاق، بإنشاء عدة مراكز بيانات جديدة موزعة في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة، لتلبية المتطلبات التشغيلية للمشروع، إذ تمثل القدرة الحاسوبية المتفق عليها — 4.5 جيجاواط — ما يقرب من 25% من إجمالي الطاقة التشغيلية الحالية لمراكز البيانات في البلاد، بحسب التقديرات. اقرأ المزيد ويُعد مشروع Stargate من أكثر المشاريع طموحًا في قطاع الذكاء الاصطناعي، إذ أعلنت OpenAI وSoftBank في وقت سابق أن الاستثمارات المخططة قد تصل إلى 500 مليار دولار، مع التركيز على تطوير مراكز بيانات داخل وخارج الولايات المتحدة. وقد جُمعت حتى الآن تمويلات بقيمة 50 مليار دولار من جهات استثمارية كبرى، من بينها Oracle وصندوق MGX الإماراتي، دون الإفصاح عن حجم الإنفاق الفعلي حتى الآن. وتشير الصفقة الجديدة إلى تحول استراتيجي في توجهات OpenAI، التي كانت تعتمد سابقًا بشكل حصري على شريكها الرئيسي مايكروسوفت، والتي ما زالت تحتفظ بحقوق أولوية في العقود الجديدة. إلا أن OpenAI أعادت في الفترة الماضية التفاوض على الشراكة التجارية، مما أتاح لها تنويع مصادر الحوسبة السحابية لمواجهة الارتفاع الحاد في الطلب. وقد وقّعت OpenAI مؤخرًا اتفاقيات حوسبة إضافية مع شركات كبرى مثل Google Cloud وشركة CoreWeave الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة. وتؤكد هذه الصفقة العملاقة على التحول السريع الذي يشهده قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث تُعاد صياغة البنية التحتية الرقمية لتلبية متطلبات النماذج اللغوية الضخمة والتطبيقات التوليدية، التي تتطلب كميات هائلة من الطاقة والمعالجة. ويُتوقع أن تُسهم هذه الخطوة في تسريع تطوير أنظمة أكثر تقدمًا من GPT-4o وChatGPT، وتعزيز موقع OpenAI كمنافس رئيسي في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، خاصة في ظل تصاعد المنافسة مع شركات مثل Anthropic وGoogle DeepMind.

'ميتا' تختبر روبوتات دردشة تبادر المستخدمين بالحديث تلقائيًا
'ميتا' تختبر روبوتات دردشة تبادر المستخدمين بالحديث تلقائيًا

الوئام

timeمنذ 2 ساعات

  • الوئام

'ميتا' تختبر روبوتات دردشة تبادر المستخدمين بالحديث تلقائيًا

في خطوة جديدة لتعزيز تفاعل المستخدمين على منصاتها، بدأت شركة ميتا باختبار ميزة مبتكرة تتيح لروبوتات الدردشة المبنية على الذكاء الاصطناعي مبادرة الحديث مع المستخدمين عبر إرسال رسائل تلقائية. ووفقًا لتقرير نشره موقع 'بيزنس إنسايدر'، تأتي هذه التجربة ضمن مشروع داخلي يحمل اسم 'Project Omni'، ويعتمد على روبوتات قابلة للتخصيص طوّرت عبر منصة AI Studio، التي تتيح لأي شخص إنشاء مساعد ذكاء اصطناعي دون الحاجة إلى معرفة برمجية متقدمة. الميزة تستهدف المستخدمين الذين سبق أن بدأوا محادثة مع هذه الروبوتات، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي لاحقًا إرسال رسالة ودّية تلقائية للمستخدم، دون أن تكرر الرسالة في حال لم يتم الرد. ويُشترط أن يكون محتوى الرسالة متوافقًا مع شخصية الروبوت وسياق المحادثات السابقة، مع الحفاظ على نبرة إيجابية وتجنّب المواضيع الحساسة. يُذكر أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية أوسع لدى ميتا لتعزيز العائدات من منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تشير تقديرات الشركة إلى إمكانية تحقيق 3 مليارات دولار من الإيرادات في عام 2025، وبلوغ 1.4 تريليون دولار بحلول عام 2035. وكانت ميتا قد حذّرت في وقت سابق المستخدمين من مشاركة معلومات شخصية أو حساسة مع روبوتات الذكاء الاصطناعي التابعة لها، بعد أن لاحظت أن بعض المستخدمين ينشرون تلك المعلومات عن غير قصد. ولا تزال الميزة في طور الاختبار حاليًا، وسط نقاشات مستمرة حول الخصوصية وشفافية الاستخدام في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store