logo
المقاومة الفلسطينية توثّق ضرباتها ضد الاحتلال في رفح ومستوطنات "غلاف غزة"

المقاومة الفلسطينية توثّق ضرباتها ضد الاحتلال في رفح ومستوطنات "غلاف غزة"

الميادين١٤-٠٥-٢٠٢٥

عرضت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد لكمين مركّب نفّذه مقاتلوها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك ضمن سلسلة عمليات "أبواب الجحيم".
ضمن سلسلة عمليات "أبواب الجحيم" شرق مدينة #رفح.. كتائب القسام تستهدف جنود العدو في محور التوغل بحي التنور شرق مدينة رفح جنوب قطاع #غزة.#الميادين pic.twitter.com/RXhWoxIwbUووثّق مقطع مصوّر نُشر اليوم الأربعاء لحظة تنفيذ الكمين شرقي رفح، وتحديداً في حي التنور.
وأظهرت المشاهد استخدام وسائل قتال متنوعة، شملت التفجير عن بُعد، وإطلاق قذائف مضادة للدروع، واستخدام الأسلحة الرشاشة من مسافات قريبة، ما أدى إلى إيقاع قتلى وجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية. اليوم 18:31
اليوم 14:27
وتضمن الكمين عمليتين متزامنتين بتاريخ 8 أيار/مايو، الأولى استهدفت قوة هندسية إسرائيلية كانت داخل أحد المنازل تتحصن لتنفيذ عملية نسف، حيث أطلق عليها عدد من القذائف المضادة للأفراد والدروع، والثانية استهدفت قوة راجلة قوامها 7 جنود بعبوة ناسفة شديدة الانفجار في محيط مسجد عمر بن عبد العزيز في حي التنور.
وأعلنت القسام أن القوة الهندسية كانت مكونة من 12 جندياً، وتتمركز في محيط مفترق الفدائي، مؤكدة أن العمليتين أوقعتا خسائر مباشرة، وسط مشاهد لانسحاب بعض الجنود تحت نيران المقاومة.
واعترف "جيش" الاحتلال بمقتل كل من الرقيب يشاي إلياكيم أورياخ من كتيبة الهندسة 605 التابعة لوحدة "باراك" (188)، والرقيب يام فريد من لواء غولان، في كميني القسام بمدينة رفح. ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم بأنه كان "من الأصعب للقوات الإسرائيلية في غزة".
وفي سياق متصل، بث الإعلام الحربي لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد لقصف أسدود وعسقلان و"سديروت" ومستوطنات في "غلاف غزة"، برشقات صاروخية، مساء الثلاثاء، رداً على"المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني".
مشاهد من قصف مجاهدي القوة الصاروخية في #سرايا_القدس أسدود وعسقلان وسديروت و غلاف #غزة برشقات صاروخية.#الميادين #فلسشطين_المحتلة pic.twitter.com/b60A6E39coوتأتي هذه العمليات في سياق التصعيد الميداني المتواصل في جنوب القطاع، حيث تسعى المقاومة الفلسطينية إلى عرقلة التوغّل البري، وإلحاق أكبر خسائر ممكنة بصفوف القوات الإسرائيلية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاحتلال يقصف شمال ووسط وجنوب قطاع غزة: شهداء وجرحى ونسف مبانٍ سكنية
الاحتلال يقصف شمال ووسط وجنوب قطاع غزة: شهداء وجرحى ونسف مبانٍ سكنية

الميادين

timeمنذ 3 ساعات

  • الميادين

الاحتلال يقصف شمال ووسط وجنوب قطاع غزة: شهداء وجرحى ونسف مبانٍ سكنية

في شمال قطاع غزة، أفاد مراسل الميادين بأنّ الطيران الحربي الإسرائيلي نفّذ غارات مكثفة على مناطق متفرقة، تزامنت مع عمليات نسف لمبانٍ سكنية، بحسب وسائل إعلام محلية. كما استهدفت طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي بمدينة غزة، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين. أما في وسط القطاع، فقد استهدف القصف الإسرائيلي مخيم النصيرات، حيث ارتقى شهيدان وعدد من الجرحى، فيما لا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين بعد استهداف منزل لعائلة جودة في جنوب المخيم. 23 أيار 23 أيار كما قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية لمدينة دير البلح. في المقابل، شهد جنوب القطاع تصعيداً أكثر حدّة، إذ استهدفت الغارات الإسرائيلية شقة سكنية لعائلة "مخيمر" في حي الأمل غربي خان يونس، ما أدى إلى استشهاد 4 مدنيين وإصابة آخرين، وفق ما أفاد مراسلنا. وقصفت طائرات وآليات الاحتلال بشكل مكثف المناطق الغربية لمدينة رفح، وسط دوي انفجارات عنيفة هزّت أرجاء المدينة. إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أنّ مدفعية الاحتلال استهدفت منطقة القرارة شمالي مدينة خان يونس. ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في وقت يشهد فيه القطاع أوضاعاً إنسانية كارثية، مع استمرار استهداف البنى التحتية والمناطق المأهولة بالسكان، وسط مناشدات فلسطينية ودولية بوقف العدوان وإدخال المساعدات.

"Mintpress": قطيعة ترامب مع "إسرائيل".. تحول حقيقي أم مسرحية سياسية؟
"Mintpress": قطيعة ترامب مع "إسرائيل".. تحول حقيقي أم مسرحية سياسية؟

الميادين

timeمنذ 3 ساعات

  • الميادين

"Mintpress": قطيعة ترامب مع "إسرائيل".. تحول حقيقي أم مسرحية سياسية؟

موقع "Mintpress News" ينشر مقالاً تحليلياً يتناول التحول المحتمل في السياسة الخارجية الأميركية تجاه "إسرائيل" في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويرصد المقال هذا التحول من خلال سلسلة من المواقف والأحداث الميدانية والسياسية التي تشير إلى فتور أو فتق محتمل في العلاقة التقليدية الوثيقة بين واشنطن وتل أبيب، مقابل تقارب أميركي متزايد مع دول الخليج وإيران، مدفوعاً بمصالح اقتصادية واستراتيجية وجيوسياسية. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: عندما أُعيد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، ساد اعتقادٌ بأن هجوم "إسرائيل" على غزة سيشتد، وأنّ الإدارة الجديدة ستلعب دوراً أكثر فاعلية في تحييد خصوم تل أبيب الإقليميين. فالتقارب بين بنيامين نتنياهو والكثير من الإسرائيليين وترامب راسخ. وكما أشارت مجلة "فورين بوليسي" في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، فإنّ "إسرائيل هي دولة ترامب، ورئيس وزرائها هو الداعم الأول له". وقد لاقى فوز ترامب ترحيباً واسعاً في الداخل الإسرائيلي سواء على مستوى الشعب أم الدولة. وبعد أيام قليلة، توقع ليون بانيتا، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ووزير الدفاع السابق، أن يمنح الرئيس نتنياهو "تفويضاً مطلقاً" لإحداث فوضى في منطقة الشرق الأوسط، وصولاً إلى حرب شاملة مع إيران. ولكن بعد توليه منصبه في كانون الثاني/يناير، لم يفعل الرئيس الكثير لتبديد هذه التوقعات، بل على العكس تماماً. وفي شباط/فبراير، وضع ترامب خططه لـ"غزة لاغو"، وهي عملية تهجير كاملة وإعادة توطين قسري لسكان غزة الفلسطينيين وإنشاء ما يُسمّى "ريفييرا الشرق الأوسط" مكانها. وفي آذار/مارس، استأنف ترامب الأعمال العدائية ضد جماعة أنصار الله في اليمن، بعد أن أعادت الجماعة فرض حصارها على البحر الأحمر رداً على انتهاكات "إسرائيل" الصارخة لاتفاق وقف إطلاق النار مع حماس. وتباهى المسؤولون الأميركيون بأن الجهود الجوية والبحرية ضد أنصار الله ستستمر "إلى أجلٍ غير مسمى". كما زعم ترامب أن "الضربات المتواصلة" التي تشنها واشنطن ستقضي على المقاومة. ولكن في أوائل أيار/مايو، أعلن ترامب انتهاء المهمة بعد موافقته على وقف إطلاق النار، الذي بموجبه تتوقف جماعة أنصار الله عن استهداف السفن الأميركية مقابل إطلاق العنان لحربها ضد "إسرائيل". وأفادت التقارير بأنّ تل أبيب لم تكن على دراية بالصفقة، وقد علمت بها عبر تقارير إخبارية. وردّ مايك هاكابي، السفير الأميركي لدى "إسرائيل"، على الانتقادات التي طالت هذه الصفقة، قائلاً إنّ الولايات المتحدة "ليست ملزمة بالحصول على إذن من إسرائيل" لإبرام الصفقات. وقد فاجأ هاكابي المراقبين بتصريحه، باعتباره إنجيلياً محافظاً للغاية وصهيونياً بارزاً تعهد عند ترشيحه بالإشارة إلى "إسرائيل" بمصطلحات توراتية مثل "الأرض الموعودة"، وأعلن مراراً أن اليهود يملكون "وثائق شرعية" تُفيد بامتلاكهم للأراضي الفلسطينية. ويبدو أنّ هذه بداية تحول دراماتيكي في الاتجاه الذي تنتهجه إدارة ترامب، المليئة بالمتشددين الموالين لـ"إسرائيل". ومنذ ذلك الحين، شرع ترامب في جولة شرق أوسطية، غابت "إسرائيل" عنها بشكل ملحوظ. و بدلاً من ذلك، زار دولاً في مجلس التعاون الخليجي. إلى جانب ذلك، تفاوض الرئيس على إطلاق سراح آخر رهينة أميركي حيّ محتجز لدى حماس، وعقد محادثات سلام مباشرة مع الحركة، وفي كلتا الحالتين من دون تدخل تل أبيب. وتتردد شائعات بأن حماس قد تنهي قتالها مقابل اعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطينية، وهو العرض الذي يُقال إن ترامب منفتح عليه. ومنذ تولي ترامب منصبه، بدأت المفاوضات مع إيران بشأن اتفاق نووي جديد. وفي 15 أيار/ مايو، انتشرت أنباء على نطاق واسع تفيد بأن الجانبين على وشك التوصل إلى اتفاق. ومرّة جديدة، يبدو أن "إسرائيل" استُبعدت تماماً من هذه المحادثات، وأي اتفاق يُسفر عنها لن يأخذ في الاعتبار موقف تل أبيب العدواني تجاه إيران. وفي خطابٍ لافت ألقاه في الرياض في 13 أيار/ مايو، بدا ترامب وكأنه يتراجع عن عقود من السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. لقد اعتبرت الإدارات الأميركية المتعاقبة تطبيع العلاقات بين جميع الدول العربية والإسلامية، وخاصة المملكة العربية السعودية، و"إسرائيل" هدفاً أساسياً إلى حد جعل استمرار الضمانات الدفاعية الأميركية للرياض مشروطاً باعترافها بتل أبيب. ومع ذلك، قلل ترامب صراحة من أهمية هذا الهدف، وأعرب عن أمله بأن يوقع السعوديون في نهاية المطاف على اتفاقيات "أبراهام"، إلا أنه يدرك أن الوضع الراهن يجعل الأمر غير قابل للتنفيذ، وأضاف: "ستفعلون ذلك في الوقت الذي ترونه مناسباً". ولم يذكر "إسرائيل" سوى مرة واحدة. وواصلت واشنطن توقيع سلسلة من الصفقات مع الرياض في مختلف القطاعات، بما في ذلك أكبر اتفاقية دفاعية على الإطلاق بين البلدين، بقيمة تُقدّر بنحو 142 مليار دولار أميركي. باختصار، تشير سلسلة من التطورات الجذرية إلى أن إدارة ترامب تنفصل عن السياسة الأميركية التي كانت راسخة في السابق والمتمثلة في الدعم المتواصل لـ"إسرائيل" وخدمة مصالحها في كل جانب تقريباً. ولكن هل هذا الانفصال الذي لم يكن من الممكن تصوره في السابق حقيقي، أم مجرد شكل من أشكال الاستعراض؟ إنّ ما يُزعم عن وجود خلافات في العلاقات الأميركية - الإسرائيلية ليس بالأمر الجديد. فطوال فترة رئاسة باراك أوباما، أشارت تقارير إعلامية رئيسة متعددة إلى أن العلاقة كانت "متوترة"، ولا سيما بسبب الخلافات الشخصية الحادة بين الرئيس آنذاك ونتنياهو. وبالمثل، منذ بداية الإبادة الجماعية في غزة، أفادت وسائل إعلام رئيسة بصورة متقطعة أن جو بايدن كان غاضباً بشكل سري من سلوك نتنياهو. في المقابل، أصرّ متحدثون باسم البيت الأبيض وديمقراطيون بارزون، بمن فيهم ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، علناً على التزام الإدارة بضمان وقف إطلاق النار. وفي كلتا الحالتين، تواصل الدعم المالي والعسكري الأميركي، الذي يُعدّ أساسياً لاستمرار وجود "إسرائيل" والقضاء على الشعب الفلسطيني، من دون انقطاع، إن لم يكن قد ازداد. وفي أواخر نيسان/أبريل، أعلن سفير "إسرائيل" لدى واشنطن، مايكل هرتزوغ، الذي شغل المنصب من عام 2021 حتى عام 2025، بفخر أن "إدارة بايدن لم تطلب منا قط وقف إطلاق النار". وبالتالي، فإن الشكوك حول صدق وجوهر انفصال إدارة ترامب المفاجئ عن مسارها المؤيد لـ"إسرائيل" تقليدياً لها ما يبررها. وفي هذا الصدد، قال جورجيو كافييرو، الرئيس التنفيذي لشركة "Gulf State Analytics"، لموقع "مينت بريس نيوز" إنه قد يكون هناك تحول حقيقي جارٍ في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مدفوعاً إلى حد كبير بتصميم ترامب على مواجهة النفوذ العالمي المتزايد للصين، ولا سيّما في منطقة الشرق الأوسط. وهذه الأجندة هي التي تدفع واشنطن في الوقت الراهن إلى انتهاج "سياسة خارجية أكثر وداً للدول الغنية في شبه الجزيرة العربية، على حساب التحالف التاريخي بين الولايات المتحدة وإسرائيل". وكما قال كافييرو: "يسعى ترامب إلى جذب المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وغيرهم إلى النفوذ الجيوسياسي والجيواقتصادي الأميركي، وإبعادهم عن الصين إلى حد ما. إلا أنه من المستبعد أن ينجح في إبطاء وتيرة العلاقات العربية - الصينية في مجالات الطاقة والاستثمار والتجارة والخدمات اللوجستية والذكاء الاصطناعي والرقمنة، وغيرها من المجالات. أمّا في ما يتعلّق بمسألة الدفاع والأمن، فستواصل الولايات المتحدة هيمنتها، وسيوضح ترامب أن هذه "خطوط حمر" لا يمكن تجاوزها في ما يتعلق بعلاقة الخليج مع الصين من وجهة نظر واشنطن". تُسهم صفقات ترامب التجارية والاستثمارية الضخمة مع دول الخليج بشكل كبير في أجندته الهادفة إلى "جعل أميركا عظيمة مجدداً" وترويجه لنفسه كصانع صفقات في الداخل والخارج. ويوضح كافييرو أنّ دول الخليج "مهيأة لصفقات مربحة" للشركات الأميركية، مشيراً إلى أن هذه الاتفاقيات من شأنها أن تخلق فرص عمل وترسم "صورة جيدة" للإدارة في الداخل. 23 أيار 13:43 22 أيار 11:48 ويوافق فراس موداد، محلل المخاطر الجيوسياسية، على أن العوامل الاقتصادية أساسية في التحول الحالي لمسار ترامب، وأنها تعزل تل أبيب. وفي هذا السياق، قال: "يحتاج ترامب إلى بيع طائرات 'إف-35'. وتحتاج صناعة الدفاع الأميركية إلى الأموال. لذا، فإنّ بيع طائرات "إف-35' لتركيا وربما للسعودية وتوقيع اتفاقية جديدة مع إيران ووضع برنامج نووي مدني سعودي ستكون جميعها بمنزلة نقاط خلاف رئيسة مع إسرائيل". وأضاف: "في حال نجحت المفاوضات النووية، قد يسعى ترامب إلى فتح الأسواق الإيرانية أمام الشركات الأميركية، وإسرائيل لا تريد هذا أيضاً. وبالتالي، يُظهر ترامب لنتنياهو مدى حاجة إسرائيل للولايات المتحدة، لا العكس". أشار سيد محمد مرندي، وهو محلل سياسي إيراني وأستاذ في جامعة طهران، لموقع "مينت برس نيوز" إلى أنّ "الصدع" بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" موجود بالفعل، لكن "من الصعب تحديد مدى خطورته أو عمقه". وهو يعتقد أنّ هيكل القوة الأوسع في الولايات المتحدة يُدرك أن دعمه لما يُسميه "محرقة غزة" منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 قد شوّه صورة الغرب على المستوى الدولي وقوته الناعمة، "وأدى ذلك تلقائياً إلى تعزيز القوة الناعمة للصين وإيران وروسيا بشكل كبير. فالجنوب العالمي اليوم يتطلع لا إلى الولايات المتحدة أو أتباعها الأوروبيين، من أجل القيادة والتوجيه والشراكة". ويتفق موداد مع هذا الرأي، مشيراً إلى أنه في آذار/مارس 2023، تصالحت المملكة العربية السعودية بشكل غير متوقع مع إيران "تحت رعاية صينية، ومن دون تشاور جدّي مع واشنطن". واليوم، بعد أن أصبحت الدول العربية والإسلامية تنظر إلى الصين وروسيا باعتبارهما شريكتين حيويتين على المستويين الاقتصادي والعسكري، فإن احتمال تحول "التحالف الصيني - الإسلامي" الذي تحدث عنه عالم السياسة صامويل هنتنغتون إلى حقيقة واقعة بات مرجحاً بشكل متزايد. وفي حديثه إلى موقع "مينت برس نيوز"، قال موداد: "إن الأميركيين سيفعلون كل ما يلزم لتجنب سقوط الدول الإسلامية الغنية بالموارد أو ذات القدرات العسكرية في فلك بكين، حتى لو كان ذلك على حساب "إسرائيل". من جهته، يرى مرندي إمكانية حدوث تحولات في العلاقات الأميركية مع المنطقة، مُشيراً إلى أنّ "المجال متاح للتقدم" - على الرغم من أن هذا التقدم لا يزال "محدود النطاق ومجرد احتمال في الوقت الراهن". ويعتقد أن الانقسام الحالي بين واشنطن وتل أبيب مرتبط إلى حد كبير بقيادة نتنياهو. وأردف مرندي قائلاً: "هناك احتمال أن يُضحى به من أجل الحفاظ على صورة إسرائيل الدولية وتحسينها، مع تحميله مسؤولية كل ما حدث منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. وسيكون هذا الأمر أشبه بإلقاء اللوم على هتلر وحده في الحرب العالمية الثانية والمحرقة، بدلاً من النظام الذي قاده وكل من ساهم في إنشائه". إضافة إلى ذلك، يشكك مرندي في حدوث انقسام أوسع بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، قائلاً إن العلاقة "جوهرية للغاية، ولن تضعف أو تنتهي تماماً" بسبب الأحداث الجارية. ويشير إلى أنّ "اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة لا يزال قوياً للغاية. ففي حين فقدت إسرائيل مصداقيتها في جميع أنحاء العالم وأصبحت موضع ازدراء دولي، بعد إدانة الناس في جميع أنحاء الغرب النظام الصهيوني، فإن اللوبي لا يزال يمارس نفوذاً هائلاً على السياسة الداخلية والخارجية لواشنطن". من جانبه، يدرك موداد تماماً مدى نفوذ اللوبي الإسرائيلي في واشنطن. ويتوقع أن تُقاوم المجموعات التابعة له، والكثير من المشرّعين الذين يمولونهم بسخاء، بقوة تحوّل ترامب. كما يقترح أن تردّ الإدارة على هذا الضغط بإجبار لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) على التسجيل كعميل أجنبي. وبالنظر إلى النفوذ السياسي الذي تتمتع به "أيباك"، ستكون هذه الخطوة غير مسبوقة. وقد وصف جون ميرشايمر، أستاذ العلوم السياسية الأميركي، "أيباك" بأنها "وكيل فعلي لحكومة أجنبية" يُحكم قبضته على الكونغرس". إذ تتمتع هذه المنظمة بمعدل نجاح مُقلق في المساعدة على انتخاب موالين متشددين لـ"إسرائيل" في الكونغرس ومجلس الشيوخ، وتعمل بقوة على إزاحة أي شخص في الكونغرس يُعبر عن تضامنه مع الفلسطينيين. وقد تكثّفت هذه الجهود منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر وتثق المنظمة في إفلاتها من العقاب إلى درجة أنها تعلن صراحة عن أنشطتها. فعلى سبيل المثال، تنشر "أيباك" تقريراً سنوياً يُسلّط الضوء على "سياساتها وإنجازاتها السياسية". ويفخر تقرير اللجنة لعام 2022، من بين أمور أخرى، بتأمين مبلغ 3.3 مليارات دولار "للمساعدة الأمنية لـ"إسرائيل"، من دون أي شروط إضافية"، وتمويل "مرشحين مؤيدين "لإسرائيل" بقيمة 17.5 مليون دولار - وهو أعلى مبلغ قدمته لجنة عمل سياسي أميركية. وقد فاز 98% من هؤلاء المرشحين في الانتخابات، بعد أن هزموا 13 منافساً مؤيداً للفلسطينيين في هذه العملية. لا يجهل ترامب النفوذ الهائل للوبي الإسرائيلي في الشؤون الداخلية والخارجية الأميركية. وبحسب مرندي، فقد نشر ترامب في 15 كانون الثاني/ يناير مقطع فيديو للبروفسور جيفري ساكس يُحمّل فيه بنيامين نتنياهو مسؤولية الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وهي حربٌ لطالما انتقدها ترامب. وقد تم تجاهل الدور الحاسم الذي لعبته "أيباك" وحلفاؤها في وضع الأساس لتلك الحرب. وقد تكون عمليات التنظيف الواسعة التي قامت بها المنظمة عبر الإنترنت، وجرى في خلالها محو الأدلة على تشجيعهم المبكر لغزو أميركي كامل النطاق للعراق بهدوء، سبب هذا التجاهل جزئياً. وفي كانون الأول/ ديسمبر 2001، وزعت منظمة "أيباك" تقريراً على المشرعين الأميركيين حول "التهديد الرئيس" الذي زعمت أن صدام حسين يشكله في الشرق الأوسط، على المصالح الأميركية في المنطقة وعلى "أمن إسرائيل"، متهمة إياه بإنتاج أسلحة الدمار الشامل وإيواء المنظمات الإرهابية. وكان كلا الادعائين خاطئ، وشكّلا حُجة واشنطن لتبرير غزوها. وفي وقت لاحق، حذفت لجنة "أيباك" التقرير من موقعها الإلكتروني. وفي عام 2015، صرّح متحدث باسم اللجنة لصحيفة "نيويورك تايمز" بأن "أيباك لم تتخذ أي موقف على الإطلاق بشأن حرب العراق". وفي وقت لاحق من ذلك العام، ذهب رئيس لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية روبرت كوهين إلى أبعد من ذلك، مدعياً أن 'أيباك' لم تتخذ أي موقف على الإطلاق قبل بدء حرب العراق في آذار/ مارس 2003، ولم نمارس الضغوط بشأن هذه القضية". واليوم، تدفع "إسرائيل" وشبكة الضغط التابعة لها نحو صراع كبير آخر في الشرق الأوسط، وهذه المرة مع إيران. ففي نيسان/ أبريل كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن تقارير مجهولة المصدر، أنّ تل أبيب وضعت خططاً مفصّلة لتنفيذ هجوم على الجمهورية الإسلامية، كان سيتطلب دعماً أميركياً، لكن ترامب رفضها. وقيل إنّ المسؤولين الإسرائيليين غاضبون من هذا التسريب، ووصفوه بأنه "أحد أخطر التسريبات التي حصلت في تاريخ إسرائيل". وفي الوقت الذي لا تزال فيه تل أبيب تخطط لشنّ "هجوم محدود" على إيران، أرسل تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" رسالة واضحة إلى نتنياهو وحكومته مفادها أن إدارة ترامب لن تدعم أي إجراء من هذا القبيل تحت أي ظرف من الظروف. إن معارضة العداء لطهران تُعدّ بحد ذاتها تحولاً استثنائياً لترامب وحكومته، بالنظر إلى خطاباتهم ومواقفهم السابقة. فحتى قبل تولّيه منصبه، أُفيد بأنّ إدارته كانت تعد خططاً "لإفلاس إيران" من خلال سياسة "الضغط الأقصى". وكان وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي لطالما دعا إلى تشديد العقوبات المُدمرة بالفعل على طهران، في طليعة هذه الحملة. وقد حظي بدعمٍ قوي من مستشار الأمن القومي مايك والتز، وهو عضو مخضرم في البنتاغون وكان عضواً سابقاً في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ. وخلال فعالية نظّمها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، تفاخر والتز بكيفية نجاح ترامب في تدمير عملة الجمهورية الإسلامية في السابق، وتطلع إلى فرض عقوبات أسوأ بعد تنصيب الرئيس. ومع ذلك، يشير التقدم الإيجابي في المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران اليوم إلى أن ترامب وفريقه لم يتخلّيا عن هذه الطموحات فحسب، بل إنهما عازمان أيضاً على تجنب الحرب. ويعتقد كافييرو أن هذا الهدف يمثل أحد الاعتبارات الجيوسياسية الرئيسة التي تُحرك مسار الرئيس الحالي في الشرق الأوسط. ويشير إلى أن صراعاً كهذا سيكون حتماً "فوضوياً ودموياً ومكلفاً"، وأن تصميم نتنياهو على "جر الولايات المتحدة إلى الحرب" يعني أن ترامب يرى "إسرائيل" الآن عبئاً حقيقياً. "يرى ترامب أن غرب آسيا منطقة تورطت فيها الولايات المتحدة تاريخياً، وهو يعتقد بأن واشنطن ينبغي ألّا تتورط فيها بشكل مفرط بعد اليوم، ولن يكون هناك المزيد من المستنقعات المكلفة والمهينة التي تعمل على تحويل الموارد والانتباه بعيداً عن أجزاء أخرى من العالم، حيث تحقق الصين مكاسب اقتصادية وجيوسياسية كبيرة. وتُعد الأنظمة الملكية الخليجية مصادر للاستقرار الإقليمي، فهي بمنزلة جسور دبلوماسية تسهل الحوار والمفاوضات، وتساعد في تقليص الصراعات المحلية والدولية، أو على الأقل التدخل الأميركي فيها". ومن المؤكد أن صراعاً مكلفاً ومهيناً بين الولايات المتحدة وإيران سيكون مستنقعاً، وفي حال تجرأت "إسرائيل" على ضرب طهران وحدها، فقد تعاني واشنطن من عواقب وخيمة. وفي أيلول/ سبتمبر 2024، كشف تقرير صادر عن المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (جماعة الضغط القوية والسرية) عن تفاصيل تشير إلى أنّ العملية ستستغرق "5 دقائق أو أقل" حتى تصل الصواريخ الباليستية والصواريخ الفرط صوتية الإيرانية إلى معظم القواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط وتدمرها. إنّ المخاوف بشأن حصول هذا الاحتمال، وعجز الدولة المتكرر عن مقاتلة أنصار الله في اليمن، تكمن بالتأكيد وراء المساعي الحثيثة التي يبذلها ترامب من أجل السلام مع إيران. وحتى لو كان تهميش الإدارة الحالية لتل أبيب لمصلحة دول الخليج مؤقتاً ومن أجل المصلحة الشخصية، نظراً للسياقات الجيوسياسية الحالية، فلم يسبق أن جرى تجاهل رغبات "إسرائيل" وإرادة قادتها بشكل صارخ ومنسّق أو مخالفتها بشكل قاطع في أروقة السلطة الأميركية. وإذا كانت هذه الفترة الصعبة تمثل مجرد عثرة عابرة في العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، فإن هذا الفصل يثبت على الأقل بشكل واضح أن واشنطن ليست مدينة لـ"إسرائيل" كما يظن قادتها وجماعات الضغط الدولية المؤيدة لها. ومع تزايد نفوذ الصين وعدم تقدّم العالم متعدد الأقطاب الذي جرى تكريسه حديثاً، قد يفكر القادة الأميركيون مرتين قبل أن يُظهروا هذا القدر من الخضوع لمطالب تل أبيب، وخططها للتوسع الإقليمي اللامتناهي، وحروبها الدائمة ضد جيرانها بذريعة "الأمن". نقلته إلى العربية: زينب منعم.

"ميدل إيست آي": تجاهلوا مسرحية ستارمر.. فآثار الدماء في غزة على بابه
"ميدل إيست آي": تجاهلوا مسرحية ستارمر.. فآثار الدماء في غزة على بابه

الميادين

timeمنذ 5 ساعات

  • الميادين

"ميدل إيست آي": تجاهلوا مسرحية ستارمر.. فآثار الدماء في غزة على بابه

موقع "ميدل إيست آي" ينشر مقالاً مطوّلاً والنصّ يتناول التحوّل المفاجئ في لهجة الحكومات الغربية تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة، ويقدّم تحليلاً ناقداً يرى أنّ هذا التحوّل ليس تعبيراً صادقاً عن قلق إنساني، بل هو جزء من حملة علاقات عامّة مدروسة تهدف إلى تبرئة هذه الحكومات من تواطؤها السابق، وتخفيف الضغط الشعبي والإعلامي المتزايد. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: بعد 19 شهراً من تقديم الحكومات الغربية روايات مُضلِّلة عن غزة لشعوبها، ها هي اليوم تُقدَّم رواية مختلفة وإن كانت مُضلِّلة بالقدر نفسه. ومع اقتراب نهاية برنامج التطهير العرقي الذي تقوم به "إسرائيل"، تجري إعادة كتابة السيناريو الغربي لغزة على عجل. وبالطبع سيكون سيناريو مليئاً بالأكاذيب نفسها التي تخدم المصالح الخاصة لهذه الدول الغربية. وقد انطلقت هذا الأسبوع بريطانيا وفرنسا وكندا، الحلفاء الرئيسيون للولايات المتحدة، في جوقة من الإدانة لـ"إسرائيل"، وكأنها تخضع لتوجيهات قائد خفيّ. ووصفت هذه الدول خطط "إسرائيل" لتدمير ما تبقّى من غزة، التي لا تزال قائمة، بأنها "غير متناسبة"، وأنّ تجويع أكثر من مليوني فلسطيني من المدنيين منذ أشهر يُعدّ "أمراً غير مقبول". وقد سبق هذا التغيير في اللهجة استخدام لغة أكثر صرامة ضد "إسرائيل" من جانب وسائل الإعلام الغربية. فقد كان من الضروري أن يتغيّر سرد وسائل الإعلام الرسمية أولاً، كي لا يبدو التدفّق المفاجئ للاهتمام الأخلاقي والسياسي إزاء معاناة غزة من جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، بعد أكثر من عام ونصف العام من اللامبالاة، مفاجئاً جداً أو غريباً. وتعمل وسائل الإعلام والسياسيون بعناية على إدارة أيّ تنافر معرفي لدى جماهيرهم. لكنّ الحقيقة الأعمق هي أنّ العواصم الغربية لا تزال تنسّق مع "إسرائيل" والولايات المتحدة بشأن "انتقاداتها" للإبادة الجماعية التي ارتكبتها "إسرائيل" في غزة، تماماً كما نسّقت في وقت سابق دعمها لها. وهذا ما أقرّ به مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. وفي إشارة إلى التغيير المفاجئ في اللهجة، قال: "كانت الساعات الأربع والعشرون الماضية جزءاً من كمين مُخطّط له كنا قد علمنا به. وكان ذلك بمثابة سلسلة من التحرّكات المنسّقة قبل اجتماع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وبفضل الجهود المشتركة التي بذلها سفراؤنا ووزير خارجيتنا، تمكّنا من تغيير النتيجة". هذا القلق المفرط ليس سوى حيلة أخرى لا تختلف كثيراً عن التركيبة السابقة من الصمت والحديث عن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" ولديها الغرض نفسه: منح "إسرائيل" الوقت لإتمام مهمتها المتمثّلة في استكمال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة. ولا يزال الغرب يُروّج لـ"مناقشات" زائفة، من نسج خيال "إسرائيل"، حول ما إذا كانت حماس تسرق المساعدات، وما يمكن اعتباره مساعدة كافية، وكيفية توزيع هذه المساعدات. وكلّ هذا مجرّد ضجيج لصرف انتباهنا عن القضية الوحيدة المهمة المتمثّلة في ارتكاب "إسرائيل" إبادة جماعية من خلال ذبح سكان غزة وتجويعهم ومساعدة الغرب وتشجيع هذه الإبادة الجماعية. مع نفاد مخازن الغذاء بالكامل نتيجة الحصار الإسرائيلي، صرّح توم فليتشر، منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" يوم الثلاثاء بأنّ نحو 14 ألف رضيع في غزة يواجهون خطر الموت خلال 48 ساعة إذا لم تصل إليهم مساعدات فورية. إلّا أنّ التوقّعات على المدى الطويل أشدّ قتامة. يوم الاثنين، قرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السماح بدخول دفعة من المساعدات إلى القطاع، فأفرج عن 5 شاحنات، بعضها مُحمّل بحليب الأطفال، من بين آلاف المركبات التي احتجزتها "إسرائيل" عند نقاط الدخول لنحو 3 أشهر. وهذا أقلّ من 1% من عدد الشاحنات التي يقول الخبراء إنها يجب أن تدخل يومياً للسيطرة على المجاعة القاتلة. ومع تصاعد الاحتجاجات، أُفيد بأنّ عدد شاحنات المساعدات المسموح لها بدخول غزة ارتفع إلى نحو 100 شاحنة، أي أقل من خُمس الحد الأدنى. ولم ترد أنباء عن وصول أي من المساعدات إلى سكان القطاع حتى وقت كتابة هذا التقرير. وقد أوضح نتنياهو للشعب الإسرائيلي، الذي يبدو أن معظم أفراده متحمسون لاستمرار التجويع المخطّط له، أنه لم يكن يفعل هذا بدافع إنساني. وقال إنّ هذه كانت مجرّد ممارسة للعلاقات العامّة لكبح جماح العواصم الغربية. وكان الهدف تخفيف المطالبات المفروضة على هؤلاء القادة من قبل شعوبهم لمعاقبة "إسرائيل" ووقف المذبحة المستمرة التي ترتكب بحقّ سكان غزة. أو كما قال نتنياهو: "يقول أفضل أصدقائنا في العالم وأكثر أعضاء مجلس الشيوخ تأييداً لإسرائيل في الولايات المتحدة إنهم يقدّمون لنا المساعدات والأسلحة والدعم والحماية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكنهم لا يستطيعون دعم صور الجوع الجماعي". وكان وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أكثر وضوحاً، حيث قال: "لتدمير حماس، نحن ندمّر كلّ ما تبقّى من قطاع غزة". كما تحدّث عن "تطهير" القطاع. لقد كان الرأي العامّ الغربي يراقب هذه الإبادة على مدى الأشهر الـ19 الماضية، أو على الأقل شاهد لقطات مما يحدث، عندما اهتمت وسائل الإعلام الغربية الرسمية بتغطية المجازر. وقامت "إسرائيل" بتدمير كل ما هو ضروري لبقاء شعب غزة بشكل منهجي: منازلهم، ومستشفياتهم، ومدارسهم، وجامعاتهم، ومخابزهم، وشبكات المياه لديهم ومطابخهم المجتمعية. وبالتالي، نفّذت ما هدّدت به الشعب الفلسطيني منذ 20 عاماً إذا رفض مغادرة وطنه وأعادتهم إلى "العصر الحجري". وأظهر استطلاعٌ لأبرز علماء الإبادة الجماعية في العالم، نشرته صحيفة "إن آر سي" (NRC) الهولندية الأسبوع الفائت، أنّ الجميع متفقون بشكل قاطع على أنّ "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية في غزة. ويعتقد معظمهم أن الإبادة الجماعية قد وصلت إلى مراحلها النهائية. وخلال هذا الأسبوع، عبّر يائير غولان، زعيم حزب الديمقراطيين في "إسرائيل" ونائب رئيس هيئة الأركان السابق، عن المشاعر نفسها بشكل أكثر وضوحاً. واتهم الحكومة بـ"قتل الأطفال كهواية". وكما كان متوقّعاً، اتهم نتنياهو غولان بـ"معاداة السامية". إلا أنّ البيان المشترك الصادر عن ستارمر وماكرون وكارني كان أكثر هدوءاً بطبيعة الحال، وقد استقبله نتنياهو بردّ محدود نسبياً مشيراً إلى أنّ الزعماء الثلاثة كانوا يمنحون حماس "جائزة كبرى". وقد جاء في بيانهم المشترك: "إنّ مستوى المعاناة الإنسانية في غزة بلغ حداً لا يُطاق. ويبدو أنهم كانوا حتى الآن ينظرون إلى الجحيم الذي يتحمّله الفلسطينيون في غزة منذ عام ونصف العام على أنه "محتمل". وأبدى وزير الخارجية البريطاني دايفيد لامي، الذي كان سعيداً بالتقاط صورة له وهو يصافح نتنياهو في خضمّ الإبادة الجماعية، رأيه في البرلمان هذا الأسبوع مشيراً إلى أنّ غزة تواجه "مرحلة جديدة مظلمة". وهذا وصف مناسب، فقد حلّ منتصف الليل على غزة منذ زمن طويل. 23 أيار 09:32 22 أيار 13:15 وقال مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى مشارك في المناقشات بين الزعماء الثلاثة لـ"بي بي سي" إن نبرتهم الجديدة تعكس "شعوراً حقيقياً بالغضب السياسي المتزايد إزاء الوضع الإنساني، وتجاوز الخطوط الحمر، وتصرّف الحكومة الإسرائيلية من دون أيّ رادع". ويجب أن يكون هذا بمثابة تذكير بأنّ العواصم الغربية كانت حتى الآن راضية عن كلّ الخطوط الأخرى التي تجاوزتها "إسرائيل"، بما في ذلك تدميرها لمعظم منازل غزة ومستشفياتها وغيرها من البنية الأساسية الإنسانية في غزة؛ وحشر المدنيين الفلسطينيين في مناطق "آمنة" لقصفهم فيها؛ وذبحها وتشويهها لعشرات الآلاف من الأطفال؛ وتجويعها لسكان يزيد عددهم على مليوني نسمة. يهدّد الزعماء الغربيون الثلاثة اليوم باتخاذ "إجراءات ملموسة إضافية" ضد "إسرائيل"، بما في ذلك ما أطلقوا عليه "العقوبات المستهدفة". وإذا بدا لكم هذا الأمر إيجابياً، أعيدوا التفكير فيه. فقد تردّد الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لعقود من الزمن بشأن ما إذا كان ينبغي وضع علامات على البضائع المستوردة من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة، وكيفية وضع هذه العلامات. فوجود هذه المستوطنات الآخذة في التوسّع والمبنية على أراضٍ فلسطينية مسلوبة والمعرقلة لقيام دولة فلسطينية يُعدّ جريمة حرب ولا ينبغي لأيّ دولة أن تساعدها. في عام 2019، قضت محكمة العدل الأوروبية بوجوب توضيح المنتجات التي تأتي من "إسرائيل" وتلك التي تأتي من المستوطنات للمستهلكين الأوروبيين. لكن طوال تلك الفترة، لم يُفكّر المسؤولون الأوروبيون قطّ في حظر منتجات المستوطنات، ناهيك عن فرض "عقوبات مُستهدفة" على "إسرائيل"، رغم وضوح عدم قانونية المستوطنات. بل إنّ المسؤولين سارعوا إلى تشويه سمعة أولئك الذين يدعون إلى مقاطعة "إسرائيل" وفرض عقوبات عليها ووصفهم بـ"كارهي اليهود" و"معادين للسامية". من الواضح أنّ الزعماء الغربيين ووسائل الإعلام الرسمية يتلاعبون بنا مرة جديدة، تماماً كما فعلوا خلال الأشهر الـ19 الماضية. إذ تشير عبارة "إجراءات ملموسة إضافية" إلى وجود إجراءات ملموسة مفروضة بالأصل على "إسرائيل". إنها "إسرائيل" نفسها التي احتلت مؤخراً المركز الثاني في مسابقة الأغنية الأوروبية. ويتعرّض المتظاهرون الذين يطالبون باستبعاد "إسرائيل" من المنافسة، كما فعلت روسيا عند غزو أوكرانيا، للتشهير والتنديد. عندما لا يستطيع الزعماء الغربيون فرض عقوبة رمزية على "إسرائيل"، فلماذا نعتقد بأنهم قادرون على اتخاذ تدابير ملموسة ضدها؟ يوم الثلاثاء، اتضح أكثر ما تعنيه المملكة المتحدة بـ "إجراءات ملموسة". فقد تمّ استدعاء السفيرة الإسرائيلية لما قيل لنا إنه توبيخ. كما علّقت بريطانيا، أي أجّلت، المفاوضات بشأن اتفاقية تبادل تجاري حرّ جديدة، وهي مقترح لتوسيع علاقات بريطانيا التجارية الواسعة أصلاً مع "إسرائيل". ولا شك أن هذه المحادثات يمكن أن تنتظر بضعة أشهر. في المقابل، صوّت 17 عضواً من أصل 27 في الاتحاد الأوروبي لصالح مراجعة الأساس القانوني لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل"، التي تمنح هذه الأخيرة وضعاً تجارياً خاصاً، على الرغم من أنه من المستبعد أن يكون هناك إجماع لإلغائه فعلياً. إنّ مراجعةً كهذه لمعرفة ما إذا كانت "إسرائيل" تُظهر احتراماً لحقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية تُعدّ مضيعة للوقت. فقد أظهرت التحقيقات التي أجريت العام الماضي ارتكاب "إسرائيل" فظائع وجرائم ضد الإنسانية على نطاقٍ واسع. وقال لامي في كلمة أمام البرلمان البريطاني: "إنّ تصرّفات حكومة نتنياهو جعلت هذه المراجعة ضرورية". وهناك الكثير من "الإجراءات الملموسة" الأكثر جدّية التي يمكن لبريطانيا وغيرها من العواصم الغربية أن تتخذها، والتي كان بإمكانها أن تتخذها قبل عدة أشهر. أعلنت كلّ من بريطانيا والاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء فرض عقوبات إضافية شاملة على روسيا، ليس بسبب ارتكابها إبادة جماعية بل بسبب تردّدها بشأن وقف إطلاق النار مع أوكرانيا. فالغرب يريد معاقبة موسكو لرفضها إعادة الأراضي التي تحتلها في أوكرانيا، وهذا أمر لم تطلبه القوى الغربية قط من "إسرائيل"، على الرغم من أنها تحتل الأراضي الفلسطينية منذ عقود. وتستهدف العقوبات الجديدة على روسيا الكيانات الداعمة لجهودها العسكرية وصادراتها من الطاقة، بالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية الصارمة الحالية والحظر النفطي. ولا يتمّ اقتراح أي شيء مماثل في ما يخصّ "إسرائيل". كان بإمكان المملكة المتحدة وأوروبا التوقّف عن تزويد "إسرائيل" بالأسلحة اللازمة لذبح الأطفال الفلسطينيين في غزة. ففي أيلول/سبتمبر الماضي، وعد ستارمر بخفض مبيعات الأسلحة لـ"إسرائيل" بنحو 8%، لكنّ حكومته أرسلت في الأشهر الثلاثة التالية المزيد من الأسلحة لتسليح الإبادة الجماعية التي ارتكبتها "إسرائيل" مقارنة بما أرسله المحافظون في الفترة بأكملها بين عامي 2020 و2023. علاوة على ذلك، تستطيع بريطانيا التوقّف عن نقل أسلحة دول أخرى وتنفيذ رحلات استطلاعية فوق غزة نيابةً عن "إسرائيل". وأظهرت معلومات تتبّع الرحلات الجوية أنه في إحدى ليالي هذا الأسبوع، أرسلت المملكة المتحدة طائرة نقل عسكرية، يمكنها حمل الأسلحة والجنود، من قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي في قبرص إلى "تل أبيب"، ثم أرسلت طائرة تجسّس فوق غزة لجمع المعلومات الاستخباراتية لمساعدة "إسرائيل" في مذبحتها. كما يمكن لبريطانيا اتخاذ "إجراء ملموس" بالاعتراف بدولة فلسطين، كما سبق وفعلت إيرلندا وإسبانيا ويمكنها أن تفعل ذلك في أيّ لحظة. ويمكن أن تفرض المملكة المتحدة عقوبات على وزراء في الحكومة الإسرائيلية وتُعلن استعدادها لتنفيذ اعتقال نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وفقاً لمذكّرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، في حال قام بزيارة بريطانيا. وتستطيع منع "إسرائيل" من حضور الفعّاليات الرياضية وتحويلها إلى "دولة" منبوذة، كما حدث مع روسيا. وبالطبع، يمكن للمملكة المتحدة أن تفرض عقوبات اقتصادية شاملة على "إسرائيل"، كما فعلت مع روسيا؛ وأن تُعلن أنّ أيّ بريطاني عائد من الخدمة العسكرية في غزة مُعرَّض لخطر الاعتقال والملاحقة القضائية بتهمة ارتكاب جرائم حرب. كلّ هذه "الإجراءات الملموسة" وغيرها يمكن تنفيذها بسهولة، لكن لا توجد إرادة سياسية للقيام بذلك. فهناك رغبة في تحسين العلاقات العامّة وإخفاء تواطؤ بريطانيا في إبادة جماعية لم يعد من الممكن إخفاؤها. تكمن المشكلة بالنسبة للغرب في أنّ "إسرائيل" أضحت اليوم مجرّدة من ثوب الحمل الذي زيّنتها به العواصم الغربية لعقود. فمن الواضح أنّ "إسرائيل" ذئبٌ مفترس، وسلوكها الاستعماري الوحشي تجاه الشعب الفلسطيني واضحٌ بشكل جليّ ولا مكان للإنكار. ولهذا السبب، ينخرط نتنياهو وقادة الغرب في محادثات تزداد صعوبة. فمشروع الاستعمار والفصل العنصري والإبادة الجماعية الذي تبنّته "إسرائيل"، العميل العسكري للغرب في الشرق الأوسط الغني بالنفط، يحتاج إلى الحماية. حتى الآن، كان ذلك يتضمّن تجاهل قادة غربيين، أمثال ستارمر، الانتقادات الموجّهة للجرائم التي ترتكبها "إسرائيل"، فضلاً عن التواطؤ البريطاني. كما يتضمّن ترديداً متواصلاً ومن دون وعي لـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وضرورة "القضاء على حماس". إلّا أنّ الهدف النهائي للإبادة الجماعية الإسرائيلية يتمثّل في تجويع مليوني إنسان حتى الموت، أو إجبارهم على مغادرة غزة، أيهما أقرب. ولا يتوافق أيٌّ منهما مع الأهداف التي يُروّج لها الساسة الغربيون. لذا، فإنّ الرواية الجديدة يجب أن تؤكّد مسؤولية نتنياهو الشخصية عن المذبحة، وكأنّ الإبادة الجماعية ليست النهاية المنطقية لكلّ ما تفعله "إسرائيل" بالشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة. علاوة على ذلك، يتفق معظم الإسرائيليين على الإبادة الجماعية. أما الأصوات المعارضة بشكل جدّي، فهي أصوات عائلات الرهائن الإسرائيليين، بسبب الخطر الذي يشكّله الهجوم الإسرائيلي على أبنائهم. ويتمثّل هدف كلّ من ستارمر وماكرون وكارني في صياغة رواية جديدة، يزعمون فيها أنهم أدركوا بشكل متأخّر أنّ نتنياهو "تمادى كثيراً" ولا بدّ من كبح جماحه. ويمكنهم بعد ذلك رفع الصوت أكثر ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، والضغط على "إسرائيل" لتغيير سياستها، وعندما تقاوم أو تعترض، يُنظر إليهم على أنهم يضغطون على واشنطن من أجل اتخاذ "إجراء ملموس". ويمكن للرواية الجديدة، على عكس الرواية القديمة المهترئة، أن تستمر لأسابيع أو أشهر أخرى، وهو ما قد يكون كافياً لإنجاز عملية التطهير العرقي والإبادة في غزة، أو قد يكون قريباً بما يكفي بحيث لا يحدث أي فرق. وهذا هو الأمل، نعم الأمل، في العواصم الغربية. إنّ الرواية الوهمية الجديدة التي يطرحها كلّ من ستارمر وماكرون وكارني تتمتّع بالكثير من المزايا. فهي تغسل دماء غزة من أيديهم. لأنهم خُدعوا وكانوا مُتفهّمين أكثر من اللازم. وقد شتت صراعاتهم المحلية المهمة ضد معاداة السامية انتباههم. وتلقي اللوم بالكامل على رجل واحد: نتنياهو. كلّ اللوم بالكامل على رجل واحد وهو نتنياهو. فمن دونه، يمكن لـ"دولة إسرائيل" العنيفة والعسكرية للغاية والتي تمارس الفصل العنصري أن تستمر كما كانت من قبل، كما لو كانت الإبادة الجماعية بمثابة خطأ مؤسف في سجلها الناصع. يمكن تضخيم التهديدات الإرهابية الجديدة المزعومة، من لبنان وسوريا واليمن وإيران، لإعادتنا إلى السرديات المشجّعة حول موقع غربي جريء للحضارة يدافع عنا من الهمجيين في الشرق. ولا تفرض الرواية الجديدة حتى محاكمة نتنياهو. ومع ظهور الأخبار التي تكشف المدى الحقيقي للفظائع وعدد القتلى، يمكن لنتنياهو الذي يتظاهر بالندم أن يهدّئ الغرب من خلال إحياء الحديث عن حلّ الدولتين، وهو الحلّ الذي تمّ تجنّب تحقيقه لعقود من الزمن ويمكن الاستمرار في تجنّبه لعقود أخرى. وسنخضع لسنوات إضافية من "الصراع" الإسرائيلي - الفلسطيني الذي يوشك أخيراً على الوصول إلى نقطة تحوّل. وحتى لو اضطرّ نتنياهو إلى التنحّي عن منصبه، فإنه سيمرّر العصا إلى واحد من الوحوش اليهودية المتطرّفة الأخرى المترصّدة خلف الستار. بعد تدمير غزة، سيعود سحق الحياة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية إلى وتيرة أبطأ من ذي قبل، وهي الوتيرة التي سمحت لها بالبقاء بعيداً عن رادار الرأي العامّ الغربي لمدة 58 عاماً. فهل سينجح الأمر حقاً؟ هذا ما تتخيّله النخب الغربية فحسب. إنّ طمس ما يقرب من عامين من الإبادة الجماعية التي كانت واضحة للغاية لشريحة واسعة من الرأي العامّ الغربي، سيكون مهمةً أصعب بكثير. فقد انفتحت أعين الكثيرين في أوروبا والولايات المتحدة على مدار الـ19 شهراً الماضية. ولا يمكنهم تجاهل ما بُثّ لهم مباشرةً، أو تجاهل ما يُحكى عن انتماءاتهم السياسية والإعلامية. وسيواصل ستارمر ورفاقه النأي بأنفسهم بشدّة عن الإبادة الجماعية في غزة، لكن لا مفرّ لهم بعد الآن. فمهما قالوا أو فعلوا، فإنّ آثار الدماء في غزة توصل إليهم. نقلته إلى العربية: زينب منعم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store