
الرئيس عباس يطلق حملة اتصالات دولية لوقف جريمة التجويع في غزة: نطالب العالم بالتدخل الفوري وإدخال المساعدات
وفي رسائل عاجلة وجهها الرئيس إلى قادة العالم ومنظماته الدولية، دعا إلى تحرك فوري وعاجل لإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة، ووقف الاستهداف المباشر للمدنيين، خاصة في مراكز توزيع المساعدات التي تحولت إلى "مصائد موت" أودت بحياة المئات. وأكد الرئيس أن استمرار الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم هو تواطؤ يفقد الإنسانية معناها.
دعوات عاجلة لوقف العدوان واستعادة الأموال المحتجزة
وشدد الرئيس عباس على أن الأولوية الفلسطينية اليوم هي: وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، إطلاق سراح الأسرى والرهائن، إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، تمكين الحكومة الفلسطينية من تولي مسؤولياتها الكاملة في القطاع، التحرك نحو تسوية سياسية عادلة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وفي هذا السياق، طالب الرئيس بـالضغط على حكومة الاحتلال للإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية المحتجزة، والتي تجاوزت حاجز الـ2 مليار دولار، محذرًا من أن استمرار حجز هذه الأموال يقوض عمل الحكومة الفلسطينية ويشل قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين في الضفة وغزة.
رفض التهجير وسياسة الإضعاف
وأكد الرئيس رفض القيادة الفلسطينية القاطع لأي محاولة لتقويض حل الدولتين أو تهجير السكان من غزة، مشيرًا إلى أن هذه السياسات الممنهجة تسعى إلى منع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتقويض الجهود الدولية لإحلال السلام. كما شدد على أن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والخليل، إلى جانب الاستيطان وتدمير المخيمات في الضفة الغربية، تمثل تصعيدًا خطيرًا يتطلب تدخلًا دوليًا فوريًا.
نداء إلى العالم: أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة
وفي ختام الرسائل، خاطب الرئيس عباس قادة الدول والمنظمات الأممية بقوله: "نحن أمام لحظة مصيرية تهدد وجود شعبنا، ولن نقبل أن يُترك شعبنا ليموت جوعًا أو أن يُقمع طموحه في الحرية والدولة. نطالبكم بالتحرك العاجل لوقف جريمة التجويع والحصار والقتل الجماعي، وإنقاذ الأبرياء الذين يُقتلون أمام مراكز المساعدات، وإلزام إسرائيل بوقف جرائمها فورًا".
المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ ساعة واحدة
- فلسطين أون لاين
الدعوة لانتخاب مجلس وطني فلسطيني: لماذا وُلدت ميتة؟
بالرغم من أن إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني (الهيئة التشريعية العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية) تمثل مطلبًا فلسطينيًا عامًا وملحًّا، فإن دعوة الرئيس محمود عباس لانتخابه وُلدت ميتة!! وكان عباس قد أصدر قرارًا في 19 يوليو/ تموز 2025 (بناءً على قرار اللجنة التنفيذية للمنظمة قبل ذلك بيومين) بإجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني قبل نهاية 2025، وفي موعد يُحدّده عباس نفسه. وتضمَّن القرار أن يكون عدد أعضاء المجلس 350 عضوًا، ثلثاهم من الضفة الغربية وقطاع غزة. غير أنه اشترط للعضوية الالتزام ببرنامج منظمة التحرير والتزاماتها الدولية والشرعية الدولية، أي اتفاقات أوسلو وكل ما ينبني عليها من استحقاقات بما في ذلك الاعتراف بـ"إسرائيل"، والتنازل عن معظم فلسطين التاريخية، ونبذ المقاومة المسلحة والالتزام فقط بالوسائل السلمية. وفوق ذلك، فقد جعل عباس تشكيل اللجنة التحضيرية تحت هيمنته (هيمنة فتح). وقد أثار القرار غضب الفصائل والقوى الشعبية الفلسطينية والرموز والمستقلين، وخصوصًا فصائل المقاومة المعارضة لاتفاقات أوسلو، والمعترضة على "عقلية التفرد" التي ينتهجها عباس وقيادة فتح، والمطالبين بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أسس تمثيلية حقيقية. تعميق المأزق الفلسطيني يعلم الجميع خطورة التحديات الوجودية التي تواجهها قضية فلسطين في أيامنا هذه، وتعرضها للشطب والإلغاء مع تصاعد مشاريع الضم والتهجير الإسرائيلية، وتجاهل الاحتلال الإسرائيلي اتفاقات أوسلو، وكل القرارات الدولية ومشاريع التسوية. ويعلم الجميع الحالة المتردية التي وصلت إليها منظمة التحرير، حيث صارت أقرب إلى دائرة من دوائر سلطة رام الله؛ في الوقت الذي تعاني فيه من أزمة في القيادة، وفي البنى المؤسسية وانعدام فاعليتها، ومن أزمة في تفريغ محتواها النضالي، ومن هيمنة فصيل يحتكر السلطة ويغلق أبواب الإصلاح، ومن فقدان للرؤية والبوصلة وإدارة الأولويات، ومن تهميش للخارج الفلسطيني… وغيرها. غير أن عباس وفريقه وضعوا مسمارًا جديدًا في نعش "المشروع الوطني الفلسطيني" من خلال هكذا دعوة للانتخابات، حيث بدت أقرب إلى إعادة ترتيب سيطرة "البيت الفتحاوي" على منظمة التحرير، وليس ترتيب البيت الفلسطيني نفسه. حيث يُلاحظ على القرار: 1- أنه جاء مخالفًا لكافة التوافقات الفلسطينية التي وقعتها فتح وحماس على مدى العشرين سنة الماضية، بما في ذلك القاهرة 2005، و2011، و2017، و2021، والجزائر 2022، ولقاءات موسكو وبكين في الفترة 2019- 2024، والتي نصَّت على إصلاح أو إعادة بناء منظمة التحرير وتشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي، على أسس تشاركية ديمقراطية وبما يضمن تمثيلًا حقيقيًا، وبالانتخاب حيثما أمكن، وبالتوافق عندما يتعذر ذلك؛ وعبر لجنة تحضيرية موحدة. كما تحدثت عدة توافقات عن تشكيل "إطار قيادي مؤقت" يدير المرحلة إلى حين تشكيل مجلس وطني جديد. 2- أنه يُخرج حماس والجهاد وقوى المقاومة الرافضة لأوسلو من حق المشاركة والانتخاب، لأنه يشترط الالتزام باتفاقات أوسلو وما يترتب عليها من التزامات. وهي قوى تمثل تيارًا واسعًا في الشعب الفلسطيني. وهو قرار يتعارض مع الميثاق الوطني الفلسطيني (دستور المنظمة)، الذي يعدّ كل الفلسطينيين أعضاء طبيعيين في المنظمة، على اختلاف اتجاهاتهم السياسية والأيديولوجية. 3- أنه يستأثر بالهيمنة على اللجنة التحضيرية، ولا يضمن شراكة حقيقية للقوى الفلسطينية الفاعلة فيها، ويطعن بشفافية الانتخابات. 4-أنه يتجاهل الإطار القيادي المؤقت، ويفرض هيمنة عباس وفتح على الإجراءات، ويُسهّل "هندسة النتائج" مسبقًا. 5- أنه يُعمّق الانقسام الفلسطيني بتجاهل القوى الفاعلة على الأرض، ويُعيد إنتاج حالة "مزورة" للإرادة الشعبية الفلسطينية. 6- أنه يعطي فرصة مثالية للأعداء والخصوم لاستكمال مخططات شطب القضية الفلسطينية. فإذا كانت قيادة المنظمة ستعيد إنتاج منظومتها الفاسدة الضعيفة المستبدة، المتجاهلة لشعبها، فليس غريبًا أن تُولد هذه الدعوة للانتخابات "ميتة"!! قراءة كارثية للواقع تعاني قيادة المنظمة من قراءة كارثية للواقع، وبالتالي تنفيذ سياسات تصبّ في إضعاف المشروع الوطني الفلسطيني. إذ تجد نفسك أمام قيادة متنفذة تظن أن لديها ترف الوقت للمناورة والالتفاف على التوافقات الفلسطينية، مع تجاهل عميق لخطورة المرحلة، والإصرار على عقلية التفرد والاستئثار؛ في وقت نحن فيه بأمسّ الحاجة لاستنفار وتوحيد كل القوى الفلسطينية في الداخل والخارج، وإعادة بناء منظمة التحرير ومؤسساتها بشكل قوي وفعال. هكذا قيادة تُشعرك أنها ليست فقط خارج الشرعية الحقيقية، بل خارج البيئة الشعبية وهمومها وأولوياتها، بل خارج حركة التاريخ!! وهي قيادة تهرب من أخذ شرعيتها من قواعدها الشعبية، وضمن المعادلة الوطنية، إلى الاتكاء على عكازات خارجية عربية ودولية تدعم بقاءها في السلطة، بسبب توافقها مع مسارات التسوية ومحاربتها خط المقاومة، وبُعدها عن "الإسلام السياسي"، وقابليتها لتقديم المزيد من التنازلات. وعلى سبيل المثال: 1- تتجاهل قيادة المنظمة (قيادة السلطة وقيادة فتح) أن الاحتلال الإسرائيلي تجاوز اتفاقات أوسلو، وأن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تُنفذ خطة "الحسم" القاضية بضم القدس وباقي الضفة الغربية، وتفكيك السلطة الفلسطينية إلى كانتونات. وكان آخر الإجراءات تصويت الكنيست 23 يوليو/ تموز 2025 على مشروع قانون بتطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية؛ تمهيدًا لضمها بأغلبية 71 صوتًا مقابل 13 صوتًا فقط. ومع ذلك، تتابع قيادة السلطة "التزاماتها" ودورها الوظيفي في خدمة الاحتلال، من خلال ملاحقة المقاومة، والتعاون الأمني مع الاحتلال في إخضاع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية. 2- تتجاهل قيادة المنظمة الاستحقاقات الكبرى التي فرضتها معركة طوفان الأقصى، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما صاحبه من مجازر بشعة وتدمير للمدارس والمستشفيات والجامعات والمساجد والكنائس والبنى التحتية، ومن حصار وتجويع.. وتشغل نفسها بالمماحكات مع حماس وقوى المقاومة. وكان من النماذج البئيسة دعم أجهزتها الأمنية (من خلال بهاء بعلوشة وفايز أبو هنود) ظاهرة مليشيا العميل ياسر أبو شباب "القوات الشعبية" التي تعمل تحت إشراف عسكري إسرائيلي، وتقوم بنهب المساعدات المقدمة لأبناء القطاع، وتهاجم قوى المقاومة. وفي الوقت نفسه، تشغل قيادة السلطة نفسها، ليس بمواجهة الاحتلال، وإنما في تقديم نفسها بديلًا مقبولًا للإسرائيليين والأميركان، يُلبي اشتراطاتهم ومعاييرهم ليحل مكان حماس. 3- شكّلت القيادة الفلسطينية حكومة جديدة لسلطة رام الله بقيادة محمد مصطفى (31 مارس/ آذار 2024) في غمرة طوفان الأقصى، وبشكل منفرد إقصائي، في الوقت الذي كانت الحاجة فيه ماسة للتوافق الفلسطيني. وهكذا، فوفق هذه القراءة الكارثية القاصرة على المصلحة الذاتية الضيقة الآنية، تسهم السلطة في مساعدة الاحتلال الإسرائيلي في حفر قبرها (بل وقبر قضية فلسطين) بنفسها!! هروب إلى الأمام يبدو قرار الدعوة لانتخابات المجلس الوطني في مضمونه هروبًا من استحقاقات الواقع الفلسطيني، ومن الخريطة الانتخابية التي تعكس الوزن الحقيقي للفصائل والقوى الفلسطينية. فعلى مدى العامين الماضيين، أظهرت استطلاعات الرأي تفوقًا كبيرًا لحركة حماس وتراجعًا واضحًا لحركة فتح، مع مطالبة أغلبية فلسطينية ساحقة تبلغ 85- 90% باستقالة الرئيس عباس، وتوقع هزيمة ساحقة له أمام أي من مرشحي حماس أو أمام مروان البرغوثي. وبالتالي، فإن الذهاب إلى هذا الاستحقاق جاء استجابة لترتيبات فتحاوية داخلية، ولضغوط خارجية، ليتّسق تركيب المجلس الجديد واللجنة التنفيذية التي ينتخبها، مع مرحلة ما بعد الرئيس عباس، الذي بلغ أكثر من تسعين عامًا (مواليد فبراير/ شباط 1935)، ومع ما قد يترتب على معركة طوفان الأقصى من التزامات، يسعى الأميركان والمطبعون العرب لإيجاد جهة فلسطينية لإنفاذها. وكان من اللافت للنظر أن الدعوة للانتخابات تعطي ثلثي المقاعد للداخل الفلسطيني المتمثل بالضفة والقطاع، بخلاف التوافق الفلسطيني على المناصفة بين الداخل والخارج. وهذا ليس فقط مؤشرًا على تهميش الخارج الفلسطيني الذي تزيد أعداده عن نصف العدد الكلي للفلسطينيين (بينما تمثل الضفة والقطاع نحو 37% من الشعب الفلسطيني)، وإنما هو تكريس لبيئة صناعة القرار الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي؛ وهو الذي حرصت منظمة التحرير منذ حرب 1967 وحتى اتفاقات أوسلو 1993 على تجنبه، حيث لم تكن أصوات الداخل الفلسطيني تُحتسب ضمن النصاب. أولويات المرحلة في ضوء المخاطر الوجودية التي تشهدها قضية فلسطين، فإن مسألة ترتيب البيت الفلسطيني، بما في ذلك التوافق على قيادة مؤقتة، تشرف على انتخابات جديدة، تؤدي إلى تشكيل مجلس وطني جديد على قاعدة المحافظة على الثوابت، أصبحت "واجب الوقت"، ولا يجوز أن تظل لعبة للمناورة وللتذاكي والابتزاز. ولذا، لا بد من التوافق الفلسطيني الذي يقطع الطريق على التدخل الخارجي فيما يتعلق باليوم التالي لإدارة قطاع غزة، وبتنفيذ برنامج عمل مستعجل لمواجهة مخاطر تهويد المسجد الأقصى والقدس، ومخاطر الضم والتهجير في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما أن وقف التنسيق الأمني، والتوقف عن مطاردة المقاومة، والإصرار على المحافظة على سلاح المقاومة، وفك الحصار عن قطاع غزة، وكسر الإرادة الإسرائيلية من خلال إرادة فلسطينية أقوى، كلها من متطلبات المرحلة واستحقاقات إنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني، ودحر الاحتلال الإسرائيلي.


معا الاخبارية
منذ 9 ساعات
- معا الاخبارية
الرئيس الموريتاني: بعد مرور 60 سنة .. ماتزال العلاقات الموريتانية والصينية راسخة وقوية
نواكشوط -معا- بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ60 سنة لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية وجمهورية الصين الشعبية، قدم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بإسمه الشخصي ونيابة عن الحكومة والشعب الموريتاني إلى الرئيس الصيني "شي جين بينغ" والحكومة والشعب الصينيين بخالص التهاني، معبرا عن عميق اعتزازه بالعلاقات المتينة وعرى الصداقة التي جمعت وماتزال البلدين. جاء ذلك خلال مقابلة مشتركة أجرتها مع الرئيس الغزواني وسائل الإعلام الصينية الرسمية. وأكد الرئيس الغزواني أن العلاقات التي تجمع موريتانيا والصين، تمتد لأزيد من ستة عقود، وهي علاقات راسية وقوية تقوم على التعاون والتبادل لصالح الطرفين والاحترام التام، بالإضافة إلى التنسيق الكبير حد التطابق أحيانا حول القضايا الدولية الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأضاف، أن متانة هذه العلاقات قد ساهمت في تنوع وتعدد مجالات الشراكة والتعاون بين البلدين والتي شملت كافة المواضيع، مثل البنى التحتية والصيد والصحة والتعليم والطاقة والصناعة، والنقل والتكنولوجيا الرقمية وغيرها، ونحن نسعى دائما إلى مواصلة تعزيز هذه العلاقات بما يخدم تطلعات شعبينا الصديقين. وأشار الرئيس الغزواني إلى أنه منذ وصوله للسلطة سنة 2019، شهد التعاون بين موريتانيا والصين، تطورًا ملحوظًا في عدة مجالات، معزّزًا بشراكات استراتيجية ومبادرات تنموية متجددة نعول من خلالها على تطوير وتنويع الاقتصاد الوطني. وعلى سبيل المثال، وفي إطار تمويل التنمية، وقع البلدان خلال شهر أبريل 2025، اتفاق تعاون اقتصادي وفني بقيمة 200 مليون يوان صيني (حوالي 1.1 مليار أوقية جديدة) مخصصة لتمويل مشاريع تنموية حكومية. ونوه الرئيس الغزواني بلقاءات عقدها مع الرئيس "شي"، قائلا، إنه خلال تلك اللقاءات لمس عن قرب مدى التزامه الصادق وسعيه الدؤوب إلى تعزيز الشراكة مع دول القارة الإفريقية عموما، ومع موريتانيا بشكل خاص. كما لمس منه إصرارا قويا باستعداد الصين الدائم للانخراط في مساعدة الدول الأقل نموا وخاصة في إفريقيا بما يسمح لها بتجاوز التحديات التنموية التي تواجهها مع الحفاظ على علاقات تطبعها الشفافية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وأكد أن هذا الإصرار يعكس بعمق ما يتمتع به الرئيس شي جين بينغ، من خصال قيادية مشهودة وحرصه على تطوير علاقات الصين بدول العالم في إطار من الاحترام المتبادل والتعاون المبني على العدل والإنصاف. وقال إن الصين تشكل الشريك التجاري الأول لموريتانيا، ويشمل التعاون الصيني الموريتاني مجالات عديدة بالغة الأهمية كالبنى التحتية، والصيد، والصحة، والتعليم، والنقل والطاقة، معبرا عن تطلع الجانب الموريتاني إلى تعزيز هذه الشراكة بجلب الاستثمارات الصينية عبر عديد الفرص الاستثمارية الواعدة في مجالات المعادن والطاقات النظيفة والبنى التحتية وكذا من خلال التحفيزات الضريبية والموقع الاستراتيجي المهم لبلادنا. وأضاف أنه ترجمة للشراكة التجارية الاستراتيجية بين البلدين، عرف التبادل التجاري ديناميكية متصاعدة حيث بلغ حجم التبادل التجاري في العام 2024 نحو 2.41 مليار دولار أمريكي، بزيادة نسبتها 7.59 % مقارنة بالعام 2023، مما مكن ميزان المدفوعات بموريتانيا من تحقيق فائضً تجاري قيمته 330 مليون دولار، مسجلا بذلك توازنا نسبيا في الشراكة الاقتصادية ساهم فيه بشكل كبير استحواذ الصين على نحو 70 % من صادرات خام الحديد الموريتاني. وأشار إلى أن موريتانيا بفضل موقعها الاستراتيجي وما تزخر به من ثروات وإمكانات، وبحكم علاقاتها الوطيدة بجمهورية الصين الشعبية، ظلت وما تزال تدعم بقوة مبادرة "الحزام والطريق" فهي تعد إحدى المبادرات الرائدة والطموحة التي أطلقتها الصين خلال السنوات الأخيرة، وتسعى هذه المبادرة لتوسيع وتنويع علاقات الصين الاقتصادية مع مختلف دول العالم، وكذلك تعزيز الشراكة، والتبادل التجاري وخلق الفرص الاستثمارية الواعدة. وقال إن التعاون بين موريتانيا والصين لا يقتصر على المجال التجاري بل يتجاوز ذلك ليشمل مجالات تنموية حيوية مثل البنية التحتية بمشاركة نشطة للشركات الصينية في مشاريع بنية تحتية كبرى (جسر روصو الذي يربط بين موريتانيا والسنغال، جسر الصداقة، مشاريع طرقية عدة، مينائي تانيت وانجاكو)، الطاقة، الزراعة (حيث إن الصين بإسهامها في تطوير زراعة الأرز في موريتانيا، تساهم في تعزيز الأمن الغذائي بشكل مباشر في موريتانيا، وهو ما يدعم أهداف الصين في مبادرة الحزام والطريق)، الصيد (من خلال وجود عدة مصانع صينية تساهم في تثمين المنتجات البحرية وخلق فرص عمل محلية)، والتقنيات الرقمية (شركات صينية تساهم في تحديث شبكات الهاتف المحمول والإنترنت في موريتانيا). وأوضح أن موريتانيا تعمل على تحقيق تحول طاقوي شامل ومستديم، يضمن الانتقال السلس من استخدام الطاقات الأحفورية إلى استخدام الطاقات المتجددة، فموريتانيا تزخر بالطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين الأخضر وهي تشجع الاستثمار في هذه الطاقات المتجددة وتدعم بشدة جلب استثمارات وخلق شراكات صينية ــ موريتانية ستمكن من نقل التكنولوجيا الصينية المتطورة في هذا المجال وستجعل موريتانيا في صدارة التحول الطاقوي على المستوى القاري. ووجه الرئيس الغزواني رسالته إلى الشباب في كلا البلدين، تتمثل بضرورة التسلح بالمعارف والإقبال على التعلم، فالشباب عماد التنمية ومحركها الأساس، ولذلك فالتعويل عليه كبير في بناء حاضر ومستقبل البلدين، وإن للدور البارز لبرامج التبادل الثقافي واللغوي، كبير الأثر في التقارب وتعميق العلاقات ومد جسور التعاون والتفاهم بين موريتانيا والصين. وقال إنه سبق له وأن أشار إلى أن الشراكة الصينية ــ الإفريقية تعد نموذجا فريدا للشركة المتبادلة، وتشكل أساسا راسخا للتعاون والتنمية الشاملة المستديمة بين الجانبين، فالنمو المتسارع للاقتصاد الصيني، والفرص الاستثمارية المشجعة للسوق الإفريقي، هي مؤشرات واعدة بإمكانية خلق تكامل اقتصادي صيني ــ إفريقي، يسمح باستغلال أمثل لما توفره الصين من استثمارات ضخمة وما تزخر به القارة الإفريقية من موارد متنوعة، سبيلا إلى تحقيق الاستفادة المتبادلة بطريقة أكثر عدلا وإنصافا في ظل نظام عالمي يحتاج مراجعة كبيرة وإصلاح عميق فيما يتعلق بالحكامة المالية والاقتصادية وغيرها. وأكد أنه يولي بالغ العناية لصورة موريتانيا على المستوى الخارجي، ولذلك يحرص على اعتماد دبلوماسية نشطة ومتوازنة، تتبنى قواعد الاحترام المتبادل وحسن الجوار وتساهم بفعالية في تعزيز التعاون المثمر والبناء، كما تدعم نشر الأمن والسلم والاستقرار، إقليميا وقاريا ودوليا. وفيما يتعلق بالدور الثاني للقمة الصينية - العربية، قال الرئيس الغزواني إن العلاقات الصينية ــ العربية ظلت تنمو وتتعزز بحكم ما ترتكز عليه من أساسات صلبة، بفضل حرص الجانبين على إرساء تعاون شامل مثمر وبناء، يضمن تعزيز المصالح المشتركة من خلال تكثيف وتنويع التبادلات التجارية بين الطرفين. وفي السياق ذاته أكد الرئيس الغزواني أن موريتانيا، تولي أهمية قصوى لترقية العلاقات الصينية ــ العربية وتعمل بجهد للمساهمة في بناء شراكة إستراتيجية راسخة تعزز التعاون الاقتصادي والاستفادة من التطور التكنولوجي الصيني وتحقق تطلعات الطرفين. وفي ختام المقابلة، أعرب الرئيس الغزواني عن تمنياته لموريتانيا والصين والشعبين الموريتاني والصيني الصديقين بمزيد من التقدم والنماء.


جريدة الايام
منذ 14 ساعات
- جريدة الايام
إسرائيل تخصص 274 مليون دولار لدعم الاستيطان
تل أبيب - وكالات: خصصت الحكومة الإسرائيلية 274.6 مليون دولار لمشاريع استيطان بالضفة الغربية المحتلة، بعد ساعات من تأييد الكنيست اقتراحاً يدعم "ضم" الضفة. وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" أمس: "وافقت وزيرة المواصلات ميري ريغيف ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش في لجنة المالية على ميزانيات إضافية واسعة لإعادة تأهيل طرق يهودا والسامرة (الضفة الغربية)". وأفادت بتخصيص 918 مليون شيكل (نحو 274.6 مليون دولار) لتنفيذ مشاريع بنى تحتية لربط المستوطنات ببعضها وبإسرائيل. وبحسب الصحيفة، تم إقرار هذه المشاريع مساء أول من أمس والإعلان عنها أمس. ونقلت عن ريغيف قولها في بيان: "منذ عودتي إلى وزارة النقل، عملتُ من أجل الاستيطان، واستثمرنا مليارات الشواكل (الدولار يعادل 3.3 شيكل) في البنية التحتية للنقل في يهودا والسامرة وغور الأردن". وتابعت: "تخصيصات الميزانية التي أُقرت الليلة هي استمرار لسياسة واضحة مفادها: السيادة عملياً من خلال العمل". و"رغم أن قانون دعم تطبيق السيادة أقره الكنيست أمس، فإن العمل على أرض الواقع بدأ يوم عودتي إلى الوزارة"، حسب ريغيف. بدوره، قال سموتريتش في البيان: "بهذه الطريقة تُحقق السيادة الفعلية، ويُجلب مليون ساكن (مستوطن)، وتُلغى فكرة (إقامة) الدولة العربية (الفلسطينية) الإرهابية"، وفق تعبيراته.