logo
وكالات أممية: مئات الآلاف يعودون لمناطق النزاع بالسودان وسط أزمة تمويل ومخاطر إنسانية

وكالات أممية: مئات الآلاف يعودون لمناطق النزاع بالسودان وسط أزمة تمويل ومخاطر إنسانية

التغييرمنذ 6 أيام
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تمكنت من تأمين 23% فقط من ميزانيتها المطلوبة لهذا العام، والبالغة 10.6 مليار دولار، مما اضطرها إلى تعليق مساعدات حيوية بقيمة 1.4 مليار دولار تشمل الغذاء والمأوى والتعليم والرعاية الطبية.
التغيير: وكالات
قالت عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة، الجمعة، إن مئات الآلاف من النازحين واللاجئين السودانيين بدأوا بالعودة إلى منازلهم في مناطق مثل الخرطوم وسنار والجزيرة، في ظل تراجع حدة القتال جزئياً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لكنها حذرت من أن هؤلاء العائدين يواجهون أوضاعاً صعبة تتطلب دعماً دولياً عاجلاً.
وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد عاد نحو 1.3 مليون شخص إلى هذه المناطق منذ مارس الماضي، وسط توقعات بأن يتجاوز عدد العائدين إلى الخرطوم وحدها مليوني شخص بحلول نهاية العام الجاري.
وقال ممثل البرنامج في السودان، لوكا ريندا، إن هناك تحديات خطيرة تواجه عمليات العودة، أبرزها إزالة مخلفات الحرب من ذخائر غير منفجرة، وإصلاح البنى التحتية الأساسية مثل الآبار وشبكات المياه، وتوفير الخدمات الصحية وفرص العمل.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه الأمم المتحدة أزمة تمويل خانقة تهدد بتقليص أو تعليق برامج الإغاثة في عدة دول، بينها السودان.
فقد أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أنها تمكنت من تأمين 23% فقط من ميزانيتها المطلوبة لهذا العام، والبالغة 10.6 مليار دولار، مما اضطرها إلى تعليق مساعدات حيوية بقيمة 1.4 مليار دولار تشمل الغذاء والمأوى والتعليم والرعاية الطبية.
وحذّر مدير العلاقات الخارجية في المفوضية، دومينيك هايد، من أن ما يصل إلى 11.6 مليون لاجئ ونازح قد يُحرمون من المساعدات الإنسانية في حال استمرار أزمة التمويل، مشيراً إلى أن المفوضية بدأت بالفعل بتقليص عملياتها عالمياً، ما سيؤدي إلى إلغاء 3500 وظيفة.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، مما تسبب في أكبر موجة نزوح تشهدها البلاد، إذ فاق عدد النازحين داخلياً وخارجياً 12 مليون شخص.
ووسط تفاقم الأزمة الإنسانية، صنفت الأمم المتحدة السودان كأكبر بؤرة جوع ونزوح في العالم، في ظل تراجع التمويل الدولي، وتدمير البنية التحتية، واستمرار القتال في عدة مناطق، مما يجعل جهود الإغاثة والعودة الطوعية محفوفة بالمخاطر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإسلامويون وصناعة المعاناة وعذابات الناس!!‎
الإسلامويون وصناعة المعاناة وعذابات الناس!!‎

التغيير

timeمنذ 2 أيام

  • التغيير

الإسلامويون وصناعة المعاناة وعذابات الناس!!‎

منذ أن نجح ذلك الانقلاب المشؤوم في 30 يونيو 1989، فإن الإسلامويين قد سرقوا الدولة، وأحالوها إلى ملك شخصي يتحكمون ‏فيه على طريقتهم الفاجرة، فلم تعد السلطة تعني خدمة الناس أو حفظ كرامتهم، بل تحولت إلى منظومة عذاب تتقن التخويف، ‏وتُحسن التجويع، وتتفنن في تحويل أبسط الحقوق إلى مطالب مستحيلة، ولم يعد المواطن يشتكي من فساد عابر أو نقص مؤقت، ‏بل يعيش داخل شبكة مصممة بعناية لتُحكم عليه الحصار، وتسلب منه ما تبقى من صبر، وتنفي عنه الشعور بأنه جزء من وطنٍ ‏له معالم، الكهرباء والماء لم تعد خدمات تُقطع لأسباب فنية، بل صارتا أدوات قهر يومي يُسلَّط على الأحياء الهامشية والأسر ‏البسيطة، بينما تُخصّص الشبكات لأهل النفوذ، وتُوجَّه الفوائض نحو نُزل السياسيين والمستفيدين. حين يحلّ الليل لا تنيره ‏الدولة، وحين يشتد الحرّ لا يُبرده الماء، وحين يُطلب العلاج لا يُوجد إلا في السوق السوداء‎.‎ في مملكة البحرين، يعيش العديد من السودانيين واقعًا معلقًا، إذ تعرقل مشكلة تجديد الجوازات المنتهية صلاحيتها قدرتهم على ‏تجديد الإقامات، مما يؤثر مباشرة على سير حياتهم الطبيعية، السفارة السودانية في المنامة كانت فيما مضى تلجأ إلى إجراءات ‏يدوية لحل هذه الأزمة، خصوصًا حين تتأخر فرق إدارة الجوازات عن الحضور من السودان. لكن الآن، وبحسب تأكيد القائم ‏بالأعمال في السفارة، صدر قرار من رئاسة السلطة في بورتسودان يمنع استخدام الأختام اليدوية، ما جعل السفارة عاجزة عن ‏تقديم أي حل مؤقت‎.‎ النتيجة هي أن العائلات السودانية تُترك لمصيرها، مع وعود متكررة منذ أكثر من عام بوصول الفريق المختص دون أن يتحقق ‏ذلك، رغم أن الظروف اللوجستية تسمح بالوصول بسهولة، ويبدو أن السلطات في بورتسودان تفضل إبقاء هذه الأزمة قائمة، ‏متغافلة عن تبعاتها العميقة: تعطيل مستقبل دراسي، تأجيل سفر إنساني، وحرمان أفراد من حقوقهم الأساسية في التنقل والعيش ‏الكريم. وكأن معاناة المواطن السوداني باتت حالة مريحة لمن يتخذ القرار، لا تُحرّكه واجبات ولا تستوقفه ذمّة‎.‎ إذا تحدثنا عن الجواز السوداني نفسه فهو لم يعُد يحمل صفة الوثيقة التي تفتح أبواب السفر، بل تحوّل إلى ورقة تثبّت إذلالًا ‏ممنهجًا يُستخرج بعد مشقة، ويُثقل بكلفة مالية تفوق قدرة غالبية المواطنين، بينما تتسلّل نُسخ أخرى منه إلى أيدي من يدفعون ‏في المكاتب الخلفية، في مشهد يختزل انهيار منظومة كاملة، لم يعد الإجراء يمثل ضمانًا للكرامة أو للحماية، بل صار عبئًا ثقيلًا ‏يرفد آلة سلطة قررت أن تتاجر بهوية الناس، وتحوّل مؤسسات الدولة إلى صناديق جباية لا تجيب ولا تُحاسب‎.‎ في مراكز الغسيل الكلوي يموت الناس ببطء، لا لأن المرض قاتل بطبعه، بل لأن منظومة الرعاية الصحية تفككت بفعل ‏الإهمال المتعمد، ونقص التمويل، وغياب الضمير، وماكينات لا تعمل، أدوية مفقودة، كهرباء غير مستقرة، وأطباء يكابدون من ‏أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بينما المرضى يُختصر لهم الزمن، وتُقلَّص الجلسات، ويُخيَّرون بين ألم الغسيل الكامل أو التسمم ‏التدريجي، لا وجود لمراكز متخصصة للأطفال، ولا نظام عدالة في توزيع الفرص الطبية، في بلد يُعامَل فيه المريض كرقم، ‏ويُقرأ فيه نبضه من خلف حاجز البيروقراطية.‎ وسط هذا الانحدار، يقف المواطن دون تفسير. كل ما حوله يوحي بأن الدولة التي يُفترض أن تكون مأوى له قد اختارت أن ‏تكون خصمه، وأن تتحوّل من سندٍ إلى عبء. حتى في بلاد الاغتراب، حيث يُنتظر من النظام أن يُراعي خصوصية المغتربين ‏وظروفهم، تتواصل المعاناة: كلفة استخراج الجواز الواحد تلامس حاجز الـ 300 دولار، رقم يصعب تحمّله من مواطن عادي، ‏فكيف إذا كانت الأسرة مكوّنة من أربعة أفراد؟ إنها ليست مجرد رسوم… إنها عقوبة جماعية تُمارَس بلا محاكمة‎.‎ أما الاقتصاد، فليس سوقًا تُنظّمها العدالة، بل حلبة تتحكم فيها شبكة الإسلامويين الذين فرضوا أنفسهم تجارًا وسماسرة في كل ما ‏يدخل ويخرج من البلاد. السكر والدواء والقمح والوقود، كلها تمر عبر المعابر التي يحرسها المنتفعون، ويحركها الصامتون ‏الذين يتعاملون مع المعاناة كفرصة للربح. كل من لا ينتمي إلى الشبكة يُقصى من السوق، ويُغلق له الميناء، ويُمنع من الاستيراد، ‏ويُهدم له المصنع أو المتجر، وتُترك له البلاد إن أراد الخروج منها بشرط أن يدفع ثمن الهروب‎.‎ السلطة الأمنية ليست جهازًا لحفظ النظام، بل ذراع تُشهره الدولة في وجه الأحلام. كل من يكتب يُلاحق، وكل من يُغني يُراقب، ‏وكل من يشكو يُصنّف. لم يعد الخوف طارئًا، بل صار مكوّنًا أساسيًا من الحياة اليومية، وصار المواطن يختار كلماته كما ‏يختار طعامه، بحذر، وبحسابٍ لما قد يُرتّب عليه من استدعاء أو اختفاء أو تشهير‎.‎ في معسكرات النزوح، لا شيء يُشبه الحياة. لا ماء، لا طعام، لا حماية، لا دفء. آلاف العائلات تعيش في خيام لا تقي من ‏البرد أو الحرّ، أطفال ينامون على الأرض، ونساء يُقسّمن الرغيف، وشيوخ ينتظرون القوافل التي لا تأتي إلا على فترات ‏متباعدة، بعد أن تمرّ بسلسلة طويلة من الحواجز الرسمية وغير الرسمية. في زمزم وحدها، تُسجّل حالات مجاعة، ليس كحدث ‏طارئ، بل كواقع دائم، وكأن هؤلاء البشر خارج نطاق الإنسانية‎.‎ حتى بورتسودان، المدينة التي اختارها الإسلامويون مقرًا للسلطة، صارت اليوم ساحة عذاب حراري لا يُطاق. درجات حرارة ‏تتجاوز الخمسين، كهرباء تنقطع، ماء لا يُوجد إلا في صهاريج تباع على أبواب المستشفيات، وثلج يُسعّر بالعملة الصعبة. ‏ضربات الشمس تحصد الأرواح، والمستشفيات تعمل بأدوات من زمنٍ مضى، بينما الناس يبحثون عن الظلّ فلا يجدون سوى ‏وهم اللجان، ووعد الطوارئ، وبيانات تُمجّد الصبر وكأنّه حلٌ لكل شيء‎.‎ هذا هو السودان في غرفة العذاب، تحت سلطة لا ترى في الناس إلا أرقامًا يجب ضبطها، وأصواتًا يجب إسكاتها، وأحلامًا ‏يجب دفنها قبل أن تُزهر، لكنه أيضًا بلد لا يزال يحلم، رغم كل شيء، بمن يكتب لأجله، ويشهد باسمه، ويُضيء له الطريق ولو ‏بسطرٍ واحد، إن الإسلامويون الأشقياء لا يتذكرون بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا ربه سبحانه وتعالى في الحديث:‏ ‎'‎اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه‎'‎

رحلة المجهول: السودانيون والمخاطر في الطريق إلى أوروبا
رحلة المجهول: السودانيون والمخاطر في الطريق إلى أوروبا

التغيير

timeمنذ 3 أيام

  • التغيير

رحلة المجهول: السودانيون والمخاطر في الطريق إلى أوروبا

سودانيون عبروا إلى ليبيا، جميعهم مروا بظروف صعبة في ظل استغلال ميليشيا ليبية. بعضهم قرر تغيير بوصلة الرحلة، آخرون بلغوا وجهتم، وهناك من ينتظر فرصة للخروج من مأزق الحياة في الوطن. التغيير ــ وكالات قرر إبراهيم ونعيمة وحسن وعبد العزيز مغادرة السودان هربا من المعارك الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، فسلكوا أكثر طرقات الهجرة خطورة التي تمر عبر ليبيا وتسلكها أعداد متزايدة من المهاجرين. جمعت وكالة فرانس برس شهاداتهم. غادر إبراهيم ياسين (20 عاما) كسلا بشرق السودان في ديسمبر 2023 'على أمل أن أصل إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا'. يروي أن 'الطريق عبر الصحراء كان جحيما، عطش شديد وأيام من دون طعام'. وبعد الوصول إلى ليبيا طلب منه المهربون ثلاثة آلاف دولار لإكمال الرحلة، لكنه لم يكن يملك أي مال فقرر الفرار بمفرده إلى طرابلس 'على أمل إيجاد فرصة أخرى'. لكن في طرابلس، طلبت منه مجموعة أخرى من المهربين 3500 دولار لعبور البحر المتوسط، فباعت عائلته بيتها في السودان لترسل له المبلغ. يقول 'ركبنا البحر ومشينا ثماني ساعات لكن خفر السواحل الليبيين قبضوا علينا وأدخلونا السجن'. وبعد دفع مبلغ ألف دولار، تم الإفراج عنه، لكن محاولته الثانية للفرار انتهت مجددا بالقبض عليه، وهو الآن عالق في طرابلس، بلا وثائق ولا مال، ولا خيار أمامه في الأفق. يقول 'الآن أنا ضائع بين مافيا التهريب، لا أمان ولا أوراق ولا رجعة للسودان ولا وصول لأوروبا' مضيفا 'مصيري مجهول'. 'وجدت واقعا أكثر قسوة من الذي هربت منه' كانت نعيمة أزهري (35 عاما) تعيش مع زوجها وابنتهما في سوبا إلى جنوب غرب الخرطوم، حين اندلعت الحرب في ابريل 2023. تقول 'ظننت أن الحرب ستستمر أسبوعا أو اسبوعين وتنتهي، لكن بعدما سيطرت قوات الدعم السريع على الخرطوم، شعرنا أن لا أمل'. وفي أغسطس 2023، رحلت نعيمة مع عائلتها إلى ليبيا 'أملا في حياة أكثر استقرارا'. لكن الرحلة كانت شاقة، وروت 'كان الطريق صعبا، في كلّ نقطة تدفع أتاوة أو يهددونك'، موضحة 'دخلنا من دولة ميليشيات إلى دولة ميليشيات'. وبعد 'رحلة طويلة ومرهقة محفوفة بالمخاطر' استمرت عشرة أيام، وصلت العائلة إلى طرابلس. لكن هناك 'وجدت واقعا أكثر قسوة من الذي هربت منه'. وهي تصف 'معاناة من عدم الاستقرار وغياب الشغل' مضيفة 'شعرنا أن الحياة في ليبيا أصعب من واقع الحرب نفسه'. وتقول 'فكرت أن أرجع إلى السودان، لكن لم يكن هناك طريقة آمنة ' لذلك. وبعد قضاء سنة هناك، قررت العائلة في أكتوبر 2024 التوجه إلى مصر حيث وصلوا 'بأمان' أخيرا ووجدوا 'حياة أفضل'. كان حسن آدم (40 عاما) يعمل موظفا في الدولة ويعيش في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور مع زوجته وأطفالهم الثلاثة حين اندلعت الحرب و'قلبت الحياة كلها'. شهدت الجنينة في 2023 مذابح ارتكبتها قوات الدعم السريع مستهدفة أفراد قبيلة المساليت التي ينتمي إليها حسن، وانتهت بمقتل 10 إلى 15 ألف شخص، في ما وصفته الولايات المتحدة بـ'إبادة جماعية'. ويروي حسن 'كنت من المقربين من الوالي خميس أبكر الذي تم اغتياله بأيدي قوات الدعم السريع'. ويقول 'استنكرنا الجريمة مع بعض زملائه، فتم اعتقالنا وضربنا وتعذيبنا' . هرب حسن عبر الصحراء إلى ليبيا حيث احتجز ووُضع في ما يعرف بـ'التركينة'، وهو 'مكان مكتظ يُحتجز فيها المهاجرون ويتعرضون فيه للإهانات والضرب والاستغلال'. ويتابع أنه 'بعد شهرين من المعاناة' استقل قاربا صغيرا نقله إلى إيطاليا في رحلة بحرية استمرت يومين. من هناك، انتقل إلى فرنسا حيث طلب اللجوء السياسي، وهو الآن يعمل في مصنع ويسعى لمعرفة مكان وجود أولاده. يوضح 'قال لي أحد على فيسبوك إنهم في مخيم للاجئين في تشاد، باشرت المعاملات لاستقدامهم إلى هنا، لكنني للاسف لا أملك وثائق'. ويختم 'لا يمكنني العودة إلى السودان، يجب أن أستقدمهم إلى هنا، هذا هدفي الوحيد الآن'. رغبة في الوصول إلى أوروبا كان عبد العزيز بشير (42 عاما) يعيش حياة متوسطة الحال إنما مستقرة في حي الثورة في مدينة أم درمان. وعند اندلاع الحرب 'ظننت أنها أيام وتعود الحياة إلى طبيعتها، لكن استمرار الحرب قلب كل شيء'، فاضطر إلى الفرار مع عائلته إلى الغضارف بشرق السودان. وإن كان وجد الأمان هناك، إلا أنه 'لا عمل لدي، والوضع الاقتصادي في البلد يزداد سوءا كل يوم'. ومع تعذر تأمين معيشة عائلته وسط أزمة جوع متصاعدة هي الأخطر في العالم، يسعى لسلوك طريق الهجرة إلى أوروبا. ويقول 'أعرف أن الطريق خطير وقد نموت في الصحراء أو في البحر، لكن بصراحة، لا خيار آخر أمامنا'، مؤكدا أن 'الهجرة تبقى الأمل الوحيد في ظل هذا الوضع'. ويتابع 'إن نجحت، فقد أتمكن من تغيير وضع أسرتي، وإن فشلت، أكون حاولت على الأقل'. وأسفرت الحرب في السودان عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من عشرة ملايين شخص، متسببة 'بإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية' في العالم، وفق الأمم المتحدة.

اللاجئون السودانيون في أوغندا.. رحلة الهروب من الموت إلى الموت
اللاجئون السودانيون في أوغندا.. رحلة الهروب من الموت إلى الموت

التغيير

timeمنذ 4 أيام

  • التغيير

اللاجئون السودانيون في أوغندا.. رحلة الهروب من الموت إلى الموت

حميدة عبدالغني كمبالا، 28 يوليو 2025 (أفق جديد)- لم يكن (كباشي كافي) يعلم أن رحلة فراره من جحيم الحرب والموت في السودان لاجئا بأوغندا، ستنتهي بموته في مخيم للاجئين، عندما هاجمه لاجئون مثله من دولة جنوب السودان في أحداث مخيم (كرياندونغو)، بسبب الصراع على المساعدات الشحيحة التي تقدمها منظمات الأمم المتحدة، وفقا لما قاله مسؤول في المخيم الذي يأوي لاجئين سودانيين. كان المخيم الواقع في مقاطعة بيالي جنوب أوغندا يضم أكثر من 30 ألف لاجئا سودانيا، وتعرض في الأسبوع الثاني من يوليو، لهجمات متتالية بالأسلحة البيضاء من قبل لاجئين جنوب سودانيين، أسفر عن مقتل لاجئ سوداني وإصابة أكثر من 20 آخرين بعضهم بحالات حرجة نقلوا لتلقي العلاج في مستشفيات بالعاصمة الأوغندية كمبالا. وقال رئيس مجتمع اللاجئين السودانيين في مخيم (كرياندونغو)، حسين تيمان، لـ 'أفق جديد' إن المخيم تعرض لسلسلة هجمات من قبل منسوبين لـ 'مجتمع النوير' الذين يسكنون قريبا من مخيم السودانيين، مما أدى إلى قتل لاجئي وإصابة آخرين. وأوضح أن أحد قيادات 'مجتمع النوير' قال خلال اجتماع مشترك مع السلطات الأوغندية إن السبب الرئيسي للهجمات هو 'نزع الأراضي التى كان يزرع عليها اللاجئون النوير، وتوطين اللاجئين السودانيين فيها، بالإضافة الى الضائقة الاقتصادية التي يعيشونها بعد أن تم إعادة تصنيف الفئات غير المستحقة لدعم برنامج الغذاء العالمي'. وأضاف بقوله 'إنهم يشعرون بالغبن لأن اللاجئين السودانيين شاركوهم في الخدمات العامة، مثل المياه، المدارس، المركز الصحي'. وفرّ اللاجئون السودانيون من مخيماتهم عقب الهجمات التي تعرضوا لها، وتجمعوا داخل مركز استقبال اللاجئين ومقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، طلباً للحماية من العنف، إلا أن السلطات الأوغندية أخرجتهم لاحقاً من هذه المواقع ليتم نقلهم إلى مكان مؤقت تم تجهيزه بواسطة المفوضية التي تعهدت بحمايتهم، وفق شهود عيان. وقال شهود العيان لـ'أفق جديد' إن أجزاء كبيرة من منازل الأسر السودانية في مخيم 'كرياندونغو' دُمرت إثر الهجوم الذي تعرضت له، وسط حالة من الصدمة والخوف الذي انتاب الأسر والأطفال في المخيمات. وذكر الشهود أن العديد من اللاجئين السودانيين هربوا من المخيم إلى العاصمة الأوغندية، كمبالا، ومدن أخرى حيث يستقرون اليوم مع أقربائهم ومعارفهم في انتظار استتباب الأمن بالمخيم. إجراءات القبض وتجري السلطات الأوغندية تحقيقات وتحريات حول أحداث مخيم 'كرياندونغو'، تمهيدًا للقبض على الجناة المتورطين في مقتل اللاجئي السوداني، وفقا لما قاله رئيس مجتمع اللاجئين السودانيين، حسين تيمان. وقال تيمان في تصريح لـ 'أفق جديد' إن السلطات الأوغندية شكلت لجنة للتحقيق في الأحداث وتعمل للقبض على المتهمين، بعد أن أعلنت حالة الطوارئ وحظر التجوال في المخيم. وأشار إلى أن المكتب القيادي لمجتمع اللاجئين السودانيين في أوعندا، وجه كل شهود العيان للتعاون مع المتحري من البوليس الأوغندي والإدلاء بإفاداتهم حول الأحداث. ونوه إلى غياب دور المنظمات الإنسانية في احتواء تداعيات الأحداث بالمخيم، مبيناً أن العشرات من الأسر السودانية أصبحت اليوم بلا مأوى ولا غذاء بعد تدمير مخيماتهم. رواية لاجئة 'سكينة' لاجئة سودانية تعيش في مخيم 'كرياندونغو' برفقة 4 من أبنائها و3 من أحفادها، روت تفاصيل الفرار من السودان وما تعايشه الآن في مخيم اللجوء. وقالت لـ 'أفق جديد': 'جئت مع أولادي من السودان إلى أوغندا بحثًا عن الأمان، تسلمت قطعت أرض سكنية قمت ببنائها بالطوب وافتتحت متجراً فيها ليكون مصدر دخل إضافي إلى جانب المساعدات التي نتلقاها من المنظمات'. بدأت سكينة في التأقلم مع الوضع الجديد ومساعدة أبنائها للتعلم وشق طريقهم إلى المستقبل من وسط محنة اللجوء، إلا أن الأحداث الأخيرة شلت خطتها وجعلتها عاجزة عن تدبر حالها، وفق قولها. وأضافت: 'بعد الهجوم الذي تعرضنا له فقدنا الأمان تماما، لم نصاب بأذى لأن المهاجمين لم يقتحموا منزلنا الذي أغلقناه علينا لمدة 3 أيام من الهجوم المتتالي'. وأشارت إلى أن الأوضاع بدأت في الهدوء إلا أن المخاوف لم تفارقها حيث لا زال متجرها مغلقاً، خصوصاً وأنها وجدت الجميع من حولها فروا لوجهات مختلفة، إلا جارتها 'عازة' التي بقيت في منزلها مع أطفالها الثلاثة. وأشارت إلى أن جارتها بقيت لأن لديها زراعة، عبارة عن 'خضروات' كانت قد زرعتها في الأرض التي منحتها لها مفوضية اللاجئين، وأصبحت تعتمد عليها في مصدر رزقها ومن أجلها تحدت الخوف وتمسكت بالبقاء. ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد مجلة (أفق جديد) لتسليط الضوء على أحداث مخيم (كرياندونغو) الذي يضم المئات من اللاجئين السودانيين بدولة أوغندا. أودت الأحداث بحياة شخص وإصابة العشرات، وللفت النظر لما يواجهه اللاجئين السودانيين من معاناة ومخاطر في غياب ضمان الحماية الكافية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store