
باقة ثلاثية ثقافية من تلفزيون الشارقة
أوجد تلفزيون الشارقة، منذ أن بدأ بثَّه الأرضي في عام 1989، ثم بثّه الفضائي في عام 1996، ظاهرة المؤسسة الإعلامية الاجتماعية الخدمية المهنية، وفي الوقت نفسه، المؤسسة الوطنية المعنية جذرياً ورؤيةً وهدفاً بالشأن الثقافي، لا بل، يحضر تلفزيون الشارقة، على سبيل المثال، دائماً، بوصفه جهة إعلامية مشاركة تماماً في فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، ويبث باقة من البرامج الثقافية المنتظمة المعنية بالأدب، والشعر، والتوثيق، والتاريخ، والتراث الشعبي الإماراتي والثقافة الشعبية الإماراتية، والتي هي جزء أصيل من هوية المكان وذاكرته ولغته.
هذا جانب معروف ومرئي ومسموع، في مؤسسة تلفزيون الشارقة بالمعطى الثقافي.
والتلفزيون بهذا التوصيف المهني يشكل، إذاً، رافداً مهمّاً ضمن روافد مشروع الشارقة الثقافي الذي انطلق بمرحليات متصاعدة ناجحة إماراتياً، وعربياً، وعالمياً منذ أواخر سبعينات القرن العشرين، وإلى لحظة كتابة هذه السطور.
في هذا السياق الثقافي والإعلامي لتلفزيون الشارقة أُتابع على شاشته عند الإفطار، وبعده مباشرة، ثلاثة برامج متتالية، من حيث زمن البث:.. برنامج «مكتبات» وتقدّمه علياء المنصوري، و«شدو الحروف» ويقدّمه الدكتور عبدالعزيز المسلم، و«مآثر العرب» ويقدّمه الشاعر عوض بن حاسوم الدرمكي. باقة ثلاثية من الثقافة والمعرفة والتاريخ بهدوء وإقناع ومهنية إعلامية، ولا أتابع هذه الباقة التلفزيونية وحدي، بل إلى جانب عائلتي التي ألاحظ مدى انشداد أفرادها إلى هذه البرامج الثلاثة المتمحورة حول مفهوم واحد، هو ثقافي أولاً وأخيراً.
يحترم تلفزيون الشارقة كينونة العائلة ومتطلبها الثقافي، فينتج مثل هذه النماذج المعرفية التي يحترمها المشاهد بدوره، ويعتبرها جزءاً مهماً من تكونيه وبنائه الثقافي اليومي.
في برنامج «مكتبات» الذي يتزامن مع مناسبة مئوية مكتبة الشارقة العريقة، التي تعود في إنشائها وذاكرتها إلى عام 1925، تطوف الإعلامية المثقفة الشابة علياء المنصوري على أكبر وأعرق مكتبات العالم، الخازنة لكتب ومراجع ومخطوطات عالية القيمة في مسارات الثقافة العالمية، ومن بينها مسارات الثقافة العربية والإسلامية. هنا نتعرّف إلى تاريخ المكتبات، ونعود عبر البرنامج إلى قرون قديمة من التأسيس لهذه الصروح الكبرى التي تلتقي أيضاً في تاريخها مع تاريخ تأسيس جامعات عالمية، تضم مراكز للبحوث، كما تضم مراجع عربية إسلامية، كانت ذات يوم مصادر تنوير للثقافة الغربية.
«شدو الحروف» برنامج شعراء رموز وروّاد في كتابة وقول الشعر النبطي في الإمارات، والجزيرة العربية وبعض الديار العربية، مثل شعراء سيناء في مصر، والبرنامج تاريخ للشعر، كما هو تاريخ للغة الشعراء وقصصهم البطولية الفروسية، في حين يذهب بنا برنامج «مآثر العرب» إلى قيم البطولة والفروسية العربية في إطار قصصي جاذب.
تحية إلى تلفزيون الشارقة. تحية إلى هذه المؤسسة الإعلامية الثقافية المحترمة إماراتياً، وعربياً، وعالمياً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- الإمارات اليوم
«أم الدويس» بوابة لـ «موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي»
بتصميم لافت للنظر، استقطب جناح دار «كلمن» للنشر زوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي تتواصل فعاليات دورته الـ34 في مركز أبوظبي للمعارض حتى الإثنين المقبل، حيث تصدر جانباً من الجناح مجسم للشخصية الخيالية الشهيرة «أم الدويس» التي تعد من أبرز الشخصيات التي تتناولها الخراريف الشعبية الإماراتية، كما غطت جدرانَ الجناح ملصقاتٌ كبيرة تحمل أبرز الكائنات الخيالية التي وردت في الخراريف. وأوضح صاحب الدار والمدير التنفيذي لها، الدكتور عبدالعزيز المسلم لـ«الإمارات اليوم»، أن تصميم الجناح المختلف جاء ليبرز «موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي»، التي تضمنت 36 كائناً خرافياً، سواء من البشر المتحولين أو الحيوانات أو الطيور أو غيرها، لافتاً إلى أن الخراريف جاء بعضها من التراث العربي القديم، والبعض الآخر جاء من خلال الاحتكاك بالشعوب الأخرى من جنسيات مختلفة. وكشف المسلم أن الموسوعة هي الأكثر مبيعاً بين إصدارات الدار، نظراً لارتباطها بالعوالم الخيالية وما فيها من كائنات، مثل القوى الخارقة التي تشكل موضوعاً مشوقاً للكثيرين، لافتاً إلى أن الطبعة الحالية هي الخامسة، وتتضمن إضافات وتعديلات مختلفة. وعن علاقة الأجيال الجديدة بالخراريف المتوارثة عن الآباء والأجداد، قال: «على الرغم من أن البعض يعتقد أن الجيل الحديث ابتعد عن هذا اللون التراثي، أجد أن العكس صحيح، حيث نشهد إقبالاً واضحاً منه على تراث الخراريف، بدليل أن شريحة كبيرة ممن يقتنون (موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي) هم من الأطفال والنشء». واعتبر أن استخدام التقنيات الحديثة يسهم في نشر المعرفة والثقافة بشكل عام، ويربط الأجيال الجديدة بالتراث والموروث الشعبي، حيث يمكن توظيف الرسوم المتحركة أو تقنية الواقع المعزز أو الهولوغرام، إضافة إلى إنتاج مسلسلات وأعمال فنية عن هذه الأعمال، لافتاً إلى أنه تم تقديم عمل درامي مستوحى من «موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي» ولاقى نجاحاً بارزاً، بما يشير إلى أن المادة الثقافية يمكن أن تقدّم بأشكال مختلفة، ما يضاعف نجاحها.


البيان
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- البيان
خبراء يناقشون حماية الذاكرة الثقافية في «أبوظبي للكتاب»
شهدت فعاليات الدورة الـ 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، جلسة حوارية بعنوان «التراث والرقمنة: دور التقنية في حفظ التراث»، ناقشت سبل الحفاظ على التراث باستخدام أدوات العصر الحديث. شارك في الجلسة كل من الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، والدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، وأنيتا هوس- إكيرهولت الأمين العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي لمنظمات حقوق النشر، وأدارها الكاتب والمترجم الدكتور أحمد السعيد الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة. وافتتحت الجلسة بمداخلة أنيتا إكيرهولت، التي أوضحت خلالها أن الاتحاد الدولي لمنظمات حقوق النشر، يعمل على حفظ التراث في أكثر من 90 دولة، من بينها الإمارات العربية المتحدة، عبر ممثلين موزعين حول العالم. وأعربت عن تقديرها لمشاركتها مع نخبة من الخبراء، ضمن فعاليات المعرض، مؤكدة التزام الاتحاد بحماية الملكية الفكرية، وحفظ مختلف أنواع التراث، سواء الثقافي أو الأدبي، من خلال استخدام تقنيات متعددة. من جهته، تحدث الدكتور أحمد زايد، عن جهود مكتبة الإسكندرية في مجال توثيق التراث ورقمنته، موضحاً أن المكتبة منذ تأسيسها، أولت أهمية كبيرة لحفظ التراث المادي وغير المادي والطبيعي. وأشار إلى أن مشروعات المكتبة شملت أرشفة أحياء القاهرة التاريخية، وتوثيق شخصيات بارزة، مثل رؤساء مصر السابقين، إلى جانب رقمنة التراث الفني والحرفي، عبر إنتاج أفلام قصيرة ضمن سلسلة «عارف». وأكد زايد أن المكتبة تؤمن بأهمية نشر التراث عبر الوسائل الرقمية والتقليدية، مثل الكتب، والأفلام الوثائقية، والخرائط، وغيرها، معتبراً أن حفظ التراث عملية ديناميكية مستمرة، تتكامل فيها جهود المؤسسات مع مساهمات الأفراد. من جهته، استعرض الدكتور عبد العزيز المسلم تجربة معهد الشارقة للتراث في مجال رقمنة التراث الثقافي، مشيراً إلى أن المعهد منذ تأسيسه قبل عشر سنوات، عمل على بناء أرشيف رقمي متكامل، يضم تسجيلات صوتية، وصوراً تاريخية لرواة وحرفيين يسجلون التراث غير المادي لدولة الإمارات ومنطقة الخليج. وأوضح أن المعهد يعمل على مشروع مكنز التراث العربي، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، إذ تم بالفعل توقيع اتفاقية تعاون، وتنفيذ عدد من الورش الفنية. وأشار إلى أن المعهد يهتم أيضاً بالمتاحف المتخصصة، مثل متحف الحرف، ومتحف الأزياء الشعبية، إلى جانب إصدار أكثر من مئة مجلة وكتابين سنوياً، جميعها يتم رقمنتها لتسهيل وصولها إلى الجمهور. وشدد المسلم على أهمية التوازن بين استخدام التقنيات الحديثة للحفظ، وبين الحفاظ على الوسائط التقليدية، كالأشرطة والوثائق الأصلية، التي تشكل بدورها جزءاً أصيلاً من التراث العربي.

الشارقة 24
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- الشارقة 24
مكتبات الشارقة تحتفي بتراث الوطن ضمن فعالية للأطفال بمحمية الحفية
الشارقة 24: ضمن احتفالاتها بمرور 100 عام على تأسيسها، نظّمت مكتبات الشارقة العامة بالتعاون مع معهد الشارقة للتراث، فعالية "حكايات من التراث" في محمية الحفية لصون الطبيعة التابعة لـ هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، مستهدفة الأطفال من الفئة العمرية "6–13 عاماً"، وذلك في إطار برنامجها الثقافي الممتد طيلة عام المئوية . غرس القيم التراثية في نفوس الأطفال وجاءت الفعالية تحت محور "الحضارة الثقافية"، بهدف غرس القيم التراثية في نفوس الأطفال، وتعريفهم بالموروث الإماراتي من خلال ثلاث محطات تفاعلية مزجت بين السرد القصصي، والفنون اليدوية، والأنشطة الترفيهية . وقالت إيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة: فعالية "حكايات من التراث" تعكس دور المكتبات كحواضن للمعرفة، ومنصات لحفظ ونقل التراث الثقافي والعلمي والتاريخي، خاصة للأطفال، واحتفالنا بمئوية مكتبات الشارقة هو احتفال بجسور ثقافية امتدت على مدار قرن، وواصلت ربط الأجيال بهويتهم وتعزيز انتمائهم للوطن ". الحكايات الشعبية كمدخل للتعلّم وبدأت الفعالية بورشة نقاشية بعنوان "مدرسة الحكاية"، التي تبرز قيمة الحكايات الشعبية كفن من فنون أدب الطفل، تساعد الأطفال على اكتساب المعارف والمهارات، وتسهم في غرس القيم النبيلة والمسالك الصحيحة في نفوسهم، حيث تم تحقيق هذه الأهداف بأسلوب شيق حافل بالمتعة والجمال، من خلال سرد حكايات تراثية من تأليف الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، ومناقشة مفرداتها التراثية مع الأطفال لتعريفهم على الموروث الثقافي والمجتمعي . وتضمنت المحطة الثانية ورشة تفاعلية بعنوان "الأزياء التراثية"، استهدفت تعليم الاطفال الفنون اليدوية التراثية في ثلاثة أركان، حيث تعرف الاطفال في "ركن التلي" على التراث العريق في صنع الملابس التراثية، وتعلموا أساسيات التلي واستخداماته، في حين استهدف "ركن الكندورة الاماراتية" غرس الهوية الإماراتية في نفوس الفتيان من خلال تعريفهم بزيهم الوطني، أما "ركن المخور"، فتضمن تصميم المخور التراثي للفتيات وتعريفهن على أنواع وتصاميم المخور التراثي . مسابقات تراثية بروح ترفيهية وتضمنت آخر محطات الفعالية تنظيم مسابقات تراثية للأطفال بالتعاون مع "معهد الشارقة التراث" في "الركن الترفيهي"، بأسلوب تعليمي وتربوي ممتع، حيث تفاعل الأطفال المشاركون في المسابقة وأجابوا عن الأسئلة المتعلقة بالتراث والهوية الإماراتية، واختتمت الفعالية أنشطتها بتكريم الفائزين . وجاءت الفعالية ضمن برنامج فعاليات مئوية مكتبات الشارقة التي تمتد على مدار عام كامل، وتتضمن سلسلة من الفعاليات التي تسلط الضوء على دور المكتبات في تعزيز المعرفة، وتوثيق الإرث الثقافي، وترسيخ القراءة كمحور أساسي في الحياة اليومية، وتجمع بين النقاشات الفكرية، والجولات الثقافية، والورش التفاعلية، بمشاركة نخبة من الأدباء والمتخصصين والباحثين، وبالتعاون مع نخبة من المؤسسات الثقافية بدولة الإمارات العربية المتحدة .